صلاح الفتاة في صلاح والدتها
بقلم / أ.عبد العزيز بن عبد الله الحسيني .
تحوي الساحة والمكتبة الإسلامية كماً هائلاً من الكتب والأشرطة التربوية في توجيه الفتيات ووسائل إصلاحهن، وعلى أهميتها إلا أن هناك سببان فقط هما أكثر أهمية وأقوى أثراً وأعظم نفعاً وأشد تأثيراً في حماية الفتيات ووقايتهن, وإصلاحهن, وحفظهن, وتحصينهن من أهل الزيغ والفساد.
أما السبب الأول فهو:-
صلاح الوالدين وتدينهما، فقد تكفل الله تعالى بحفظ الأبناء في حال صلاح الآباء، قال تعالى:﴿وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنْزٌ لَهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنْزَهُمَا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ ﴾. [ الكهف:82]
يقول ابن كثير - رحمه الله- في تفسيره تعالى لقوله "وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحاً": " فيه دليل على أن المرأءه الصالحة تحفظ في ذريتها، وتشمل بركة عبادتها لهم في الدنيا والأخرى بشفاعتها فيهم ورفع درجتهم إلى أعلى درجة في الجنة لتقرّ عينها بهم كما جاء في القرآن الكريم ووردت به السنة ,وقال ابن عباس في قوله تعالى: "وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحاً" قال: "حفظ الصلاح لأبيهما وما ذكر عنهما صلاحا" .
وقال صاحب تفسير البحر المديد: " أمر الحق جل جلاله أهل التربية النبوية إذا خافوا على أبنائهم بعد موتهم أن يمدوهم بالمدد الأبهر, ويدلوهم على الغنى الأكبر، حتى يتركوهم أغنياء بالله، قد اكتفوا عن كل أحد سواه، مخافة أن يسقطوا بعد موتهم في يد من يلعب بهم" .
ولهذا كان السلف يستشعرون هذا المعنى في تربيتهم لأبنائهم، فقد ورد أن سعيد بن المسيب رحمه الله يقول: "إني لأصلي فأذكر ولدي فأزيد في صلاتي" ، يريد بذلك أن يصل إلى مرتبة الصالحين، فينال بصلاحه صلاح أبنائه من بعده استشعاراً لقوله تعالى "وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحاً".[الكهف:82]
السبب الثاني:-
الدعاء المتواصل بالحفظ والصون, وتعويذها بالأذكار والأدعية الواردة في الصباح والمساء, وعند الخروج من المنزل، فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعوّذ الحسن والحسين يقول عبد الله بن عباس رضي الله عنهما " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعوّذ حسناً وحسيناً، يقول: (أن رسول الله rكان يعوذ حسنا وحسينا يقول : أعيذكما بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة ومن كل عين لامة وكان يقول : كان إبراهيم أبي يعوذ بهما إسماعيل وإسحق) .صحيح