اسلام ويب
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

من فقه الدعاء يقول سيدنا عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -: "أنا لا أحمل همَّ الإجابة، وإنما أحمل همَّّ الدعاء، فإذا أُلهمت الدعاء كانت الإجابة معه". وهذا فهم عميق أصيل ، فليس كل دعاء مجابًا، فمن الناس من يدعو على الآخرين طالبًا إنزال الأذى بهم ؛ لأنهم ينافسونه في تجارة ، أو لأن رزقهم أوسع منه ، وكل دعاء من هذا القبيل ، مردود على صاحبه لأنه باطل وعدوان على الآخرين. والدعاء مخ العبادة ، وقمة الإيمان ، وسرّ المناجاة بين العبد وربه ، والدعاء سهم من سهام الله ، ودعاء السحر سهام القدر، فإذا انطلق من قلوب ناظرة إلى ربها ، راغبة فيما عنده ، لم يكن لها دون عرش الله مكان. جلس عمر بن الخطاب يومًا على كومة من الرمل ، بعد أن أجهده السعي والطواف على الرعية ، والنظر في مصالح المسلمين ، ثم اتجه إلى الله وقال: "اللهم قد كبرت سني ، ووهنت قوتي ، وفشت رعيتي ، فاقبضني إليك غير مضيع ولا مفتون ، واكتب لي الشهادة في سبيلك ، والموت في بلد رسولك". انظر إلى هذا الدعاء ، أي طلب من الدنيا طلبه عمر، وأي شهوة من شهوات الدنيا في هذا الدعاء ، إنها الهمم العالية ، والنفوس الكبيرة ، لا تتعلق أبدًا بشيء من عرض هذه الحياة ، وصعد هذا الدعاء من قلب رجل يسوس الشرق والغرب ، ويخطب وده الجميع ، حتى قال فيه القائل: يا من رأى عمرًا تكسوه بردته ** والزيت أدم له والكوخ مأواه يهتز كسرى على كرسيه فرقًا ** من بأسه وملوك الروم تخشاه ماذا يرجو عمر من الله في دعائه ؟ إنه يشكو إليه ضعف قوته ، وثقل الواجبات والأعباء ، ويدعو ربه أن يحفظه من الفتن ، والتقصير في حق الأمة ، ثم يتطلع إلى منزلة الشهادة في سبيله ، والموت في بلد رسوله ، فما أجمل هذه الغاية ، وما أعظم هذه العاطفة التي تمتلئ حبًا وحنينًا إلى رسول الله - صل الله عليهلم -: (أن يكون مثواه بجواره). يقول معاذ بن جبل - رضي الله عنه -: "يا بن آدم أنت محتاج إلى نصيبك من الدنيا ، وأنت إلى نصيبك من الآخرة أحوج ، فإن بدأت بنصيبك من الآخرة ، مرّ بنصيبك من الدنيا فانتظمها انتظامًا ، وإن بدأت بنصيبك من الدنيا ، فائت نصيبك من الآخرة ، وأنت من الدنيا على خطر). وروى الترمذي بسنده عن النبي - صل الله عليهلم -: أنه قال: ((من أصبح والآخرة أكبر همه جمع الله له شمله ، وجعل غناه في قلبه ، وأتته الدنيا وهي راغمة ، ومن أصبح والدنيا أكبر همه فرَّق الله عليه ضيعته ، وجعل فقره بين عينيه ولم يأته من الدنيا إلا ما كُتب له)). وأخيرًا .. أرأيت كيف أُلهم عمر الدعاء وكانت الإجابة معه ، وصدق الله العظيم إذ يقول: (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ) (186)" (البقرة:186).


 

  الآثار الواردة في موقف الیهود من التوراة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة


avatar


نقــاط : 100210
 	الآثار الواردة في موقف الیهود من التوراة Oooo14
 	الآثار الواردة في موقف الیهود من التوراة User_o10

 	الآثار الواردة في موقف الیهود من التوراة Empty
مُساهمةموضوع: الآثار الواردة في موقف الیهود من التوراة    	الآثار الواردة في موقف الیهود من التوراة Emptyالأربعاء 12 يونيو 2013 - 20:14

الآثار الواردة في موقف الیهود من التوراة

الآثار:

المطلب الأول : مم تتكون التوراةو كيف أخذوها ؟

قوله تعالى: {ثُمَّ بَعَثْنَاكُمْ} [سورة البقرة 2/56].

808 - حدثني يونس بن عبد الأعلى قال: أنا ابن وهب قال: قال ابن زيد: قال لهم موسى لما رجع من عند ربه بالألواح قد كتب فيها التوراة فوجدهم يعبدون العجل فأمرهم بقتل أنفسهم ففعلوا فتاب الله عليهم فقال: إن هذه الألواح فيها كتاب الله فيه أمره الذي أمركم به ونهيه الذي نهاكم عنه. فقالوا: ومن يأخذ بقولك أنت؟ لا والله حتى نرى الله جهرة حتى يطلع الله علينا فيقول: هذا كتابي فخذوه ! فما له لا يكلمنا كما يكلمك أنت يا موسى فيقول: هذا كتابي فخذوه؟ وقرأ قول الله تعالى: {لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً} [سورة البقرة 2/55] قال: فجاءت غضبة من الله عز وجل فجاءتهم صاعقة بعد التوبة فصعقتهم فماتوا أجمعون. قال: ثم أحياهم الله من بعد موتهم وقرأ قول الله تعالى: {ثُمَّ بَعَثْنَاكُمْ مِنْ بَعْدِ مَوْتِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} [سورة البقرة 2/56] فقال لهم موسى: خذوا كتاب الله ! فقالوا لا فقال: أي شيء أصابكم؟ قالوا: أصابنا أنا متنا ثم حيينا. قال: خذوا كتاب الله ! قالوا لا. فبعث الله تعالى ملائكة فنتقت الجبل فوقهم . ([1])

قوله تعالى: {وَإِذْ نَتَقْنَا الْجَبَلَ فَوْقَهُمْ كَأَنَّهُ ظُلَّةٌ وَظَنُّوا أَنَّهُ وَاقِعٌ بِهِمْ خُذُوا مَا آتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُوا مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ = 171 } [سورة الأعراف 7/172]

11912 - حدثنا بشر بن معاذ قال: ثنا يزيد قال: ثنا سعيد عن قتادة قوله: {خُذُوا مَا آتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ} أي بجد. {وَاذْكُرُوا مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} جبل نزعه الله من أصله ثم جعله فوق رؤوسهم فقال: لتأخذن أمري أو لأرمينكم به! ([2])

11914 - حدثنا القاسم قال: ثنا الحسين قال: حدثني حجاج عن أبي بكر بن عبد الله قال: هذا كتاب الله أتقبلونه بما فيه فإن فيه بيان ما أحل لكم وما حرم عليكم وما أمركم وما نهاكم. قالوا: انشر علينا ما فيها فإن كانت فرائضها يسيرة وحدودها خفيفة قبلناها! قال: اقبلوها بما فيها! قالوا: لا حتى نعلم ما فيها كيف حدودها وفرائضها. فراجعوا موسى مراراً فأوحى الله إلى الجبل فانقلع فارتفع في السماء حتى إذا كان بين رؤوسهم وبين السماء قال لهم موسى: ألا ترون ما يقول ربي؟ لئن لم تقبلوا التوراة بما فيها لأرمينكم بهذا الجبل! قال: فحدثني الحسن البصري قال: لما نظروا إلى الجبل خر كل رجل ساجداً على حاجبه الأيسر ونظر بعينه اليمنى إلى الجبل فرقاً من أن يسقط عليه؛ فلذلك ليس في الأرض يهودي يسجد إلا على حاجبه الأيسر يقولون: هذه السجدة التي رفعت عنا بها العقوبة. قال أبو بكر: فلما نشر الألواح فيها كتاب الله كتبه بيده لم يبق على وجه الأرض جبل ولا شجر ولا حجر إلا اهتز فليس اليوم يهودي على وجه الأرض صغير ولا كبير تقرأ عليه التوراة إلا اهتز ونغض لها رأسه. ([3])

قولـه تعالى: {وَإِذْ نَتَقْنَا الْجَبَلَ فَوْقَهُمْ كَأَنَّهُ ظُلَّةٌ وَظَنُّوا أَنَّهُ وَاقِعٌ بِهِمْ خُذُوا مَا آتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُوا مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} [سورة الأعراف 7/171]

11909 - حدثني محمد بن سعد قال: ثني أبي قال: ثني عمي قال: ثني أبي عن أبيه عن ابن عباس رضي الله عنهما قوله: {وَإِذْ نَتَقْنَا الْجَبَلَ فَوْقَهُمْ كَأَنَّهُ ظُلَّةٌ} فقال لهم موسى: خذوا ما آتيناكم بقوة! يقول: من العمل بالكتاب؛ وإلا خر عليكم الجبل فأهلككم! فقالوا: بل نأخذ ما آتانا الله بقوة! ثم نكثوا بعد ذلك. ([4])

قولـه تعالى: {وَلَمَّا رَجَعَ مُوسَى إِلَى قَوْمِهِ غَضْبَانَ أَسِفاً قَالَ بِئْسَمَا خَلَفْتُمُونِي مِن بَعْدِي أَعَجِلْتُمْ أَمْرَ رَبِّكُمْ وَأَلْقَى الألْوَاحَ وَأَخَذَ بِرَأْسِ أَخِيهِ يَجُرُّهُ إِلَيْهِ قَالَ ابْنَ أُمَّ إِنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفُونِي وَكَادُواْ يَقْتُلُونَنِي فَلاَ تُشْمِتْ بِيَ الأعْدَاء وَلاَ تَجْعَلْنِي مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ} [سورة الأعراف 7/150]

11753 - حدثني الحرث، قال: ثنا عبد العزيز قال: ثنا إسرائيل، عن السدي، عن أبي عمارة، عن علي _ قال: كتب الله الألواح لموسى عليه السلام وهو يسمع صريف الأقلام في الألواح. ([5])

11756 - حدثني أحمد بن إبراهيم الدورقي ، قال : ثنا حجاج بن محمد ، عن ابن جريج ، قال : أخبرني يعلى بن مسلم ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس رضي الله عنهما ، قال : ألقى موسى الألواح فتكسرت، فرفعت إلا سدسها. قال ابن جريج: وأخبرني أن الألواح من زبرجد وزمرد من الجنة. ([6])

11758 - حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا حكام ، عن أبي الجنيد ، عن جعفر بن أبي المغيرة، قال : سألت سعيد بن جبير عن الألواح من أي شيء كانت ؟ قال : كانت من ياقوتة كتابة الذهب كتبها الرحمن بيده ، فسمع أهل السموات صريف القلم وهو يكتبها. ([7])



المطلب الثاني :الآثار الواردة في تحريفهم للتوراة

قوله تعالى: {أَفَتَطْمَعُونَ أَنْ يُؤْمِنُوا لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلامَ اللَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِنْ بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ = 75 } [سورة البقرة 2/76].

1097 -حدثني محمد بن عمرو قال: ثنا أبو عاصم قال: ثنا عيسى عن ابن أبى نجيح عن مجاهد في قول الله: {أَفَتَطْمَعُونَ} فالذين يحرفونه والذين يكتمونه: هم العلماء منهم . ([8])

1098 -حدثني موسى قال: ثنا عمرو بن حماد قال: ثنا أسباط عن السدي: {يَسْمَعُونَ كَلامَ اللَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ}قال: هي التوراة حرفوها. ([9])

1099 -حدثنا يونس قال: أخبرنا ابن وهب قال: قال ابن زيد في قوله: {يَسْمَعُونَ كَلامَ اللَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ} قال: التوراة التي أنزلها عليهم يحرفونها يجعلون الحلال فيها حراماً والحرام فيها حلالاً والحق فيها باطلاً والباطل فيها حقاً إذا جاءهم المحق برشوة أخرجوا لـه كتاب الله، وإذا جاءهم المبطل برشوة أخرجوا له ذلك الكتاب فهو فيه محق، وإن جاء أحد يسألهم شيئاً ليس فيه حق ولا رشوة ولا شيء أمروه بالحق فقال لهم: {أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلا تَعْقِلُونَ}. [سورة البقرة 2/44] ([10])

5764 -حدثنا محمد بن عمرو قال: ثنا أبو عاصم عن عيسى عن ابن أبي نجيح عن مجاهد: {وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقاً يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُمْ بِالْكِتَابِ} قال: يحرفونه. ([11])

5765 -حدثنا بشر قال: ثنا يزيد قال: ثنا سعيد عن قتادة: {وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقاً يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُمْ بِالْكِتَابِ} حتى بلغ: {وَهُمْ يَعْلَمُونَ}هم أعداء الله اليهود حرفوا كتاب الله وابتدعوا فيه وزعموا أنه من عند الله. ([12])

5767 -حدثني محمد بن سعد قال: ثني أبي قال: ثني عمي قال: ثني أبي عن أبيه عن ابن عباس رضي الله عنهما قوله: {وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقاً يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُمْ بِالْكِتَابِ}وهم اليهود كانوا يزيدون في كتاب الله ما لم ينزل الله . ([13])

5768-حدثنا القاسم قال: ثنا الحسين قال: ثني حجاج عن ابن جريج: {وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقاً يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُمْ بِالْكِتَابِ} قال: فريق من أهل الكتاب يلوون ألسنتهم وذلك تحريفهم إياه عن موضعه. ([14])

7664 - حدثني محمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، عن عيسى ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد في قوله : {يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ} تبديل اليهود التوراة . ([15])



المطلب الثالث : الزيادة والمتاجرة بالتوراة

الآثار:

قوله تعالى: {الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلاَوَتِهِ أُوْلَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمن يَكْفُرْ بِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ} [سورة البقرة 2/121]

1561- حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد في قوله: {الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلاَوَتِهِ أُوْلَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمن يَكْفُرْ بِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ} قال: من كفر بالنبي صلى الله عليه وسلم من يهود فأولئك هم الخاسرون. ([16])

قوله تعالى: {فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ = 79 } [سورة البقرة 2/80].

1145 - حدثني موسى قال: حدثنا عمرو قال: حدثنا أسباط عن السدي: {فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ} قال: كان ناس من اليهود كتبوا كتاباً من عندهم يبيعونه من العرب ويحدثونهم أنه من عند الله ليأخذوا به ثمنا قليلا. ([17])

1146 -حدثنا أبو كريب قال: حدثنا عثمان بن سعيد قال: حدثنا بشر بن عمارة عن أبي روق عن الضحاك عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: الأميون قوم لم يصدقوا رسولاً أرسله الله ولا كتاب أنزله الله فكتبوا كتاباً بأيديهم ثم قالوا لقوم سفلة جهال: {هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ = 79 } قال: عرضاً من عرض الدنيا. ([18])

1147 -حدثني محمد بن عمرو قال: حدثنا أبو عاصم عن عيسى عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قول الله: {فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِندِ اللَّهِ} قال: هؤلاء الذين عرفوا أنه من عند الله يحرفونه. ([19])

1148 -حدثنا بشر بن معاذ قال: ثنا يزيد عن قتادة: {فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ يَكْتُبُونَ} وهم اليهود. ([20])

1149 -حدثنا الحسن بن يحيى قال: أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن قتادة في قوله: {فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ يَكْتُبُونَ}قال: كان ناس من بني إسرائيل كتبوا كتاباً بأيديهم ليتآكلوا الناس فقالوا: هذا من عند الله وما هو من عند الله. ([21])

1150 -حدثني المثنى قال: ثنا آدم قال: ثنا أبو جعفر عن الربيع عن أبي العالية قوله: {فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ} قال: عمدوا إلى ما أنزل الله في كتابهم من نعت محمد صلى الله عليه وسلم فحرفوه عن مواضعه يبتغون بذلك عرضاً من عرض الدنيا فقال: {فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ} ([22])

10555 - حدثنا القاسم قال: ثنا الحسين قال: ثني حجاج عن ابن جريج عن عكرمة: {قُلُ} يا محمد {من أنزل الكتاب الذي جاء به موسى نورا وهدى للناس يجعلونه قراطيس يبدونها} يعني يهود لما أظهروا من التوراة. {ويخفون كثيراً} مما أخفوا من ذكر محمد صلى الله عليه وسلم وما أنزل عليه.

قال ابن جريج: وقال عبد الله بن كثير: إنه سمع مجاهداً يقول : "يجعلونه قراطيس يبدونها ويخفون كثيرا" قال: هم يهود الذين يبدونها ويخفون كثيراً. ([23])



الدراسة:

المطلب الأول: مما تتكون التوراة وكيف أخذوها:

ذكر الله تبارك وتعالى كتبه التي أنزلها على خلقه, ورضياها لهم, وكان من أوائل الكتب التي فصل فيها تبارك وتعالى ـ شرائعه كتابه الذي أنزله على موسى وهو التوراة فقال: تعالى:{إِنَّا أَنزَلْنَا التَّوْرَاةَ} والآيات التي تتحدث عن التوراة تورد مدى ما فعله اليهود حيالها من إيمان وتحريف وتبديل وغير ذلك فما هي التوراة.

وردت الآثار عن السلف في تفسير آيات القرآن التي تحدثت عن اليهود وإيمانهم بكتب الله المنزلة فقد جحد كثيرٌ منهم أن الله أنزل كتباً كما جاء بعض اليهود إلى الرسول صلى الله عليه وسلم يجادلونه في ذلك بل ردوا ما جاء عن موسى وعيسى ومحمد عليهم السلام ويروى ذلك أيضاً عن بعض كبارهم كما فعل مالك بن الصيف حيث قال: والله ما أنزل على بشر من شيء وحين راجعه اليهود في ذلك فقالوا: ويحك ولا موسى قال: والله ما أنزل الله على بشر فقال تعالى في ذلك: {قُلْ مَنْ أَنزَلَ الْكِتَابَ الَّذِي جَاء بِهِ مُوسَى} [سورة الأنعام 6/91] الآية. وورد مثل ذلك في حق فنحاص اليهودي.

بل فسر الطبري رحمه الله قولـه تعالى: {وَقَالُوا إِنَّا بِكُلٍّ كَافِرُونَ} [سورة القصص 28/48] قالت اليهود إنا بكل كتاب في الأرض من توراة وإنجيل وزبور وفرقان كافرون.

ورد في الآثار أن الله تبارك وتعالى كتب لموسى الألواح وهي التي فيها التوراة وكما قال تعالى: {فِيهَا هُدًى وَنُورٌ} وأدنى الله موسى حتى سمع صريف الأقلام كما قال بعض السلف. ([24])

واختلف السلف في ماهية التوراة, ومن أي شيء هي, فقيل: من ياقوته, وقيل: زمرد أخضر, وقيل: غير ذلك.

قال الشوكاني رحمه الله بعد قول سعيد بن المسيب رحمه الله وغيره: "أقول رحم الله سعيداً, ما كان أغناه عن هذا الذى قاله من جهة نفسه, فمثله لا يقال بالرأي, ولا بالحدس, والذي يغلب به الظن, أن كثيراً من السلف رحمهم الله كانوا يسألون اليهود عن هذه الأمور, فلهذا اختلف واضطربت, فهذا يقول من خشب, وهذا يقول من ياقوت, وهذا يقول من زمرد, وهذا يقول من زبرجد, وهذا يقول من برد, وهذا يقول من حجر" ([25])

وقال أبو شهبة رحمه الله : "فقد ذكر في الألواح: مما هي؟ وما عددها؟ أقوالاً كثيرة عن بعض الصحابة والتابعين وعن كعب ووهب من أهل الكتاب الذين أسلموا، مما يشير إلى منبع هذه الروايات، وأنها من إسرائيليات بني إسرائيل، وفيها من المرويات ما يخالف المعقول والمنقول". ([26])

ولكن الثابت أن الله زادها شرفاً, بأن كتبها بيده سبحانه وتعالى, كما في الحديث قال: ((احتج آدم وموسى عليهما السلام فقال موسى: يا آدم أنت أبونا خيبتنا, وأخرجتنا من الجنة, فقال آدم: أنت موسى, اصطفاك الله بكلامه, وخط لك التوراة بيده, تلومني على أمر قدره علي قبل أن يخلقني بأربعين سنة!؟ فحج آدم موسى.)) ([27])

ومما كتب الله فيها ما أمر به بنو إسرائيل وما نهوا عنه من الحلال والحرام بل من كل شيء موعظة وتفصيلاً ومما جاء فيها:

"لا تشرك بي شيئاً من أهل السماء, ولا من أهل الأرض, فإن كل ذلك خلقي ولا تحلف باسمي كاذباً, ووقرّ والديك." وفيها ذكر الرسول صلى الله عليه وسلم .

وفي حديث صفوان بن عسال المرادي _ قال: قال يهودي لصاحبه: اذهب بنا إلى هذا النبي حتى نسأله عن هذه الآية {وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى تِسْعَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ} فقال لا تقل لـه شيئاً فإنه لو سمعك لصارت لـه أربع أعين فسألاه فقال النبي: ((لا تشركوا بالله شيئاً ولا تسرقوا ولا تزنوا ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا تسحروا ولا تأكلوا الربا ولا تمشوا ببرئ إلى ذي سلطان ليقتله ولا تقذفوا محصنة أو قال لا تفروا من الزحف -شعبة الشاك - وأنتم يا معشر يهود عليكم خاصة أن لا تعدوا في السبت.)) قال فقبلا يديه ورجليه وقالا :نشهد أنك نبي قال :فما يمنعكما أن تتبعاني قالا: إن داود عليه السلام دعا أن لا يزال من ذريته نبي، وإنا نخشى إن أسلمنا أن تقتلنا يهود.)) ([28])

قال ابن كثير رحمه الله : "اشتبه على الراوي التسع الآيات بالعشر الكلمات وذلك أن الوصايا التي أوصاها الله إلى موسى وكلمه بها ليلة القدر بعد ما خرجوا من ديار مصر وشعب بني إسرائيل حول الطور حضور وهارون ومن معه وقوف على الطور أيضاً وحينئذ كلم الله موسى تكليماً آمراً له بهذه العشر كلمات وقد فسرت في هذا الحديث. ([29])

هذا ما ورد في الآثار التي رواها السلف عن التوراة.

وأما التوراة المعاصرة فقد فصل فيها العلماء وعلى ما تحتوي فهي تسمى اليوم العهد القديم مقابلاً للعهد الجديد وهو الإنجيل.

العهد القديم:

هو التوراة الكتابية بمجموع أسفارها المقدسة لدى اليهود والنصارى، ومعنى العهد في هذه التسمية، وتسمية العهد الجديد ما يرادف معنى الميثاق، فالعهد القديم هو الميثاق الذي أخذه الله على الإسرائيليين أن يلتزموا به. ([30])

أما اصطلاح (العهد القديم) فما كان معروفاً قديماً، وإنما هو اصطلاح حديث خططت لـه اليهودية، واستجابت لـه البروتستنتية النصرانية ثم الكاثوليكية لتكون التوراة أماً للعقيدة النصرانية، فوضع النصارى التوراة وسموها بالعهد القديم إلى جوار الأناجيل وبقية أسفار دينهم وسموها بالعهد الجديد، وضموا الاثنين في غلاف واحد باسم (الكتاب المقدس) لتكون عقيدة اليهود في التوراة هي عقيدة النصارى كذلك، بما ضمن لليهود تعاطف النصارى معهم في كل ما تتبناه التوراة من عقائد، فيتبعون اليهود لأنهم يوصفون في التوراة بأنهم شعب الله المختار! ويعينونهم بكل طاقاتهم على تحقيق أحلامهم وادعاءاتهم، ومن تلك الأحلام تملك أرض الميعاد .... في حين أن التوراة لم يكن لها رصيد في الماضي لدى العالم النصراني، ولم تكن الكنيسة قبل أربعة قرون لتسمح بقراءة التوراة وتداولها بينهم. ([31]) وهو المصدر الأول للتشريع، وقد قسم من حيث المحتوى إلى:



1- الأسفار الناموسية: وعددها خمس وهي: التكوين ـ الخروج ـ اللاويين ـ العدد ـ التثنية.

ويدعي اليهود نسبتها إلى موسى عليه السلام وقد ورد بها الحديث عن بدء الخلق العام وخلق آدم عليه السلام وتفرع بنيه منه حتى إبراهيم عليه السلام , ثم التناسل من إبراهيم, والإشارة إلى سكنى إسماعيل عليه السلام أرض مكة (فازان) ,وإغفال الحديث عن سائر ولد إبراهيم, إلا إسحاق عليه السلام , ومن خرج من صلبه وهو ما ركز عليه كاتبوا سفر التكوين حتى وفاة عليه السلام يوسف عليه السلام .

وأما أسفار الخروج- والعدد -واللاويين- والتثنية- فقد تحدثت عن الخروج من مصر إلى سيناء, وما كان من أمر القوم مع موسى وهارون عليهما السلام , والآداب التي كلفوا بها, فتخلوا عنها, فضلاً عن ذكرها لقتل موسى لهارون عليهما السلام لأنه حقد عليه, كما أشارت إلى وفاة موسى عليه السلام ودفنه وحزن بني إسرائيل عليه, وأنه لم يقم نبي في بني إسرائيل مثله بعده. مع نسبة هذا الكلام إلى موسى. وهذه الأسفار تسمى بالتوراة عند الإطلاق.

2- الأسفار التاريخية: وعددها اثنا عشر هي: يشوع - القضاة- راعوث -صموئيل الأول والثاني - الملوك الأول والثاني- أخبار الأيام الأول والثاني - عزارا - نحميا - أستير-

وهذا القسم يدل اسمه على محتواه حيث التركيز على تاريخ بني إسرائيل بعد وفاة موسى عليه السلام وهي خير معبر عن شرور القوم وآثامهم وفسادهم الخلقي فضلاً عن إلقائها الضوء على السلب والنهب والغصب كأمر مشروع عند اليهود.

3- الأسفار الشعرية: وعددها خمسة هي: أيوب- مزامير داود - أمثال سليمان - الجامعة - نشيد الإنشاد - وهي في جملتها ضرب من الحِكَم والأمثال والترانيم فضلاً عن سيرة أيوب عليه السلام مع فساد خُلُقي عبر عنه في سفر نشيد الإنشاد بدعوى أنه أدب صوفي يهودي.

4- أسفار الأنبياء: وعددها سبعة عشر سفراً هي: أشعيا - أرميا - مراثي أرميا -حزقيال -دانيال - هوشع - يؤئيل - عاموس - عوبديان- يونان- ميخا -ناحوم - حبقوق -صفنيا -حجي- زكريا- ملاخى.

وبذلك تكون الأسفار في جملتها تسعة وثلاثين (39) سفراً تعورف عليها باسم (العهد القديم).

وقد بقيت أسفار عدة محل خلاف من حيث القبول والرد. ([32])

ويكفي المسلم أن القرآن قد أشار إلى أن تحريفاً قد وقع في هذا المصدر وأن اليد اليهودية قد امتدت إليه بالزيادة كما سيأتي.

والذي بقي من نسخ التوراة المتداولة الآن ثلاثة أنواع:

1- العبرانية: وهي معتبرة لدى اليهود, والبرتستنت.

2- اليونانية : معتبرة لدى النصارى جميعاً, حتى القرن الخامس عشر للميلاد, وكانوا يعتقدون بتحريف العبرانية, وهي لم تزل معتبرة عند الكنيسة اليونانية, وكنائس المشرق.

3- السامرية :وهي معتبرة لدى السامريين, وهي كالعبرانية, ولكنها سبعة أسفار, وتزيد عليها بالألفاظ والفقرات, ومن النصارى من يفضلها على العبرانية. ([33])

ترجمة التوراة:

بدأت الترجمات العربية القديمة في أوائل القرن التاسع للميلاد، وأقدم ترجمة عربية للتوراة من العبرانية واليونانية والسريانية كانت في زمن هارون الرشيد رحمه الله .

ترجمها: أحمد بن عبد الله سلام الإنجيلي مولى هارون الرشيد، ([34]) وترجمة ‌يوحنا‌ أسقف إشبيليا في أسبانيا عام 724م ([35]) كما ترجمها أبو زيد حنين بن إسحاق النسطوري ـ يهودي ت 290هـ 873م من السبعينية اليونانية إلى العربية وهي أصح النسخ عند الأغلبية. وهنالك تراجم عربية غيرهم لم يصلنا من جميعها شيء.

أما أشهر الترجمات العربية الحديثة فهي ما يلي:

1- ترجمة فارس يوسف الشدياق (1804- 1882) في لندن بمعاونة الدكتور لي وهي دقيقة جداً طبعت عام 1857م. ولكنها بعد طبع الترجمة أعلن المؤلف إسلامه في تونس وسمى اسمه (أحمد أبو العباس) فمنعت من التداول وصودرت وهي أصح الترجمات.

2- الترجمة البروتستانتية الأمريكية: (1860-ـ 1864م) وقامت بها الإرساليات الأمريكية ـ بيروت.

3- ترجمة اليسوعية الكاثوليكية عام 1872 ـ 1880) في بيروت. أعيدت طباعتها في مجلد واحد سنة 1960م.

4- ترجمة الآباء الدومنيكان في الموصل عام (1878م).

5- ترجمة سميث وكرينلوس البستاني واليازجيك عام 1865م. ([36])

التلمود:

ومن الكتب المعتبرة عند اليهود (التلمود) ، ويسمونه قديماً (المثناة) و (المشنا) وربما كان مقدماً عند أكثرهم على التوراة، ولعله المقصود ببعض الآثار :أنهم استحدثوا كتاباً من عندهم وقالوا هو من عند الله ليشتروا به ثمناً قليلاً, وقد وردت آثار بذكره منها:

1- عن أبي موسى _ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((إن بني إسرائيل كتبوا كتاباً واتبعوه وتركوا التوراة.)) ([37])

2- وروي أن عمر بن الخطاب _ أراد أن يكتب السنن فاستشار أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك فأشاروا عليه أن يكتبها فطفق يستخير الله فيها شهراً ثم أصبح يوماً وقد عزم الله له, فقال: ((إني كنت أريد أن اكتب السنن، وإني ذكرت قوماً كانوا قبلكم كتبوا كتباً فأكبوا عليها وتركوا كتاب الله، وإني والله لا ألبس كتاب الله بشيء أبداً.)) ([38]) والفاروق _ يقصد المثناة.

3- كما روى ابن حزم بسنده إلى زيد بن أسلم قال: حدثه أن يهودية جاءت إلى عمر بن الخطاب _ فقالت: إن ابني هلك فزعمت اليهود أنه لا حق لي في ميراثه, فدعاهم عمر _, فقال: ((ألا تعطون هذه حقها فقالوا: لا نجد لها حقاً في كتابنا فقال: أفي التوراة قالوا: بل في المثناة قال: وما المثناة قالوا :كتاب كتبه أقوام علماء حكماء فسبهم عمر _ وقال: اذهبوا فأعطوها حقها.)) ([39])

4- وقال ابن زيد في قوله تعالى: {فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ وَرِثُواْ الْكِتَابَ} قال: ((هؤلاء اليهود كتبوا كتاباً ضادوا به كتاب الله، يقال له المثناة، المحق فيها مبطل في التوراة والمبطل فيها محق في التوراة.)) ([40])

والتلمود :هو المصدر الثاني من حيث المنزلة الدينية في الظاهر, والأول من حيث الالتزام والتطبيق، ومحتواه عبارة عن تعاليم وضعها الحاخامات عبر فترة زمنية لاقى اليهود فيها من الهوان ما لاقَوْا، وبخاصة بعد استذلالهم من قبل غيرهم، وتفرقهم إلى سائر البقاع، فلعبت البقية الباقية دورها في وضع تلك التعاليم لجمع شتات اليهود ثانية، ولإحياء نزعة العنصرية وادعاء الاصطفاء، فضلاً عن تفاصيل تتناول جوانب السياسة والاقتصاد والاجتماع والعقيدة والأخلاق. إفسادا للعقائد، وتحريفاً لكلام الله، كما قال ابن القيم رحمه الله : "فليهن أمة الغضب علم المشنا والتلمود وما فيهما من الكذب على الله وعلى كليمه موسى عليه السلام وما يحدث لهم أحبارهم وعلماء السوء منهم كل وقت." ([41])

وقد قسم علماء اليهود التلمود إلى قسمين:

1- الأول: «المشناة» وهي كلمة تعني الأصل أو المتن أو الجوهر أو الصلب. ومحتواها عبارة عن جملة من التعاليم الشفوية التي كانت تنقل شفاهاً على ألسنة الساسة وقادة التوجيه، ثم بدا لهم التدوين في أواخر القرن الأول ومطلع القرن الثاني الميلادي.

2- الثاني: «الجمارة» وهي شروح للنصوص السابقة وقد نمت تلك الشروح في منطقتين. أولاهما: فلسطين وهي الأقدم والأقل حجماً، وثانيتهما: في بابل وهي تبلغ حداً كبيراً في الحجم. وقد كان للشروح أثرها في وجود تلمودين.

أ- الأول: تلمود فلسطين أو أورشليم، ب- الثاني: تلمود بابل وهو المراد عند الإطلاق.([42])

هذا ويدعي بعض اليهود أن «المشناة» قد أوحي بها إلى موسى عليه السلام شفاهاً في طور سنياء محاولين ليّ بعض النصوص لإثبات ذلك, وأن أربعين من علماء اليهود قد تناقلوا تلك التعاليم عن موسى جيلاً بعد جيل، زمن وجود الهيكل، فلما هدم دونت تلك التعاليم لتكون وسيلة لجمع شتات اليهود. كما قال ابن النديم: "سألت رجلاً من أفاضلهم عن ذلك فقال: أنزل الله جل اسمه على موسى التوراة ... ولموسى كتاب يقال لـه: المشنا ومنه يسخرج اليهود علم الفقه والشرائع والأحكام وهو كتاب كبير." ([43])

وتشتمل المشناة على ستة مباحث تتعلق بـ -لوائح الزراعة - لوائح الأعياد- والصيام - قوانين الزواج والطلاق والنذور- وعلاقة اليهود بغيرهم- القوانين المدنية والجنائية- قوانين الصلاة - قوانين الطهارة والنجاسة- كما يلحق بها بعض الرسائل الأخرى. ([44])

وقد اعترى التلمود ما اعترى العهد القديم من زيادة ونقصان وتصحيف وتحريف وقبول وردّ.

قال ابن القيم عن التلمود: "ولم يكن المؤلفون له في عصر واحد وإنما ألفوه في جيل بعد جيل، فلما نظر متأخروهم إلى ذلك، وأنه كلما مر عليه الزمان زادوا فيه، وفي الزيادات المتأخرة ما ينقض كثيراً من أوله، علموا أنهم إن لم يقفلوا باب الزيادة وإلا أدى إلى الخلل الفاحش، فقطعوا الزيادة وحظروها على فقهائهم، وحرموا من يزيد عليه شيئاً فوقف الكتاب على ذلك المقدار." ([45])

وفي القرن الخامس عشر الميلادي أجرى اليهود بعض التعديلات فيه، وذلك بحذف بعض النصوص المتعلقة بلعن المسيح عليه السلام وسبه وسب أتباعه؛ حتى لا يكون ذلك وسيلة لإيذاء نصارى الغرب لهم.

وقدسية التلمود آكد وأشد من قدسية التوراة، وأقوال الحاخامات أعلى قدراً من نصوص الوحي ـ كما يزعمون ـ ([46])







المطلب الثاني: تحريف التــوراة والاتجار بها

لاشك أن اليهود هم أهل التحريف كما وصفهم الله في آيات كثيرة كما قال تعالى:

1- {أَفَتَطْمَعُونَ أَن يُؤْمِنُواْ لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِّنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلاَمَ اللَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِن بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ = 75 } [سورة البقرة 2/75]

2- {مِّنَ الَّذِينَ هَادُواْ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ} [سورة النساء 4/46]

3- {فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ لَعنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ} [سورة المائدة 5/13]

4- {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ لاَ يَحْزُنكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ مِنَ الَّذِينَ قَالُواْ آمَنَّا بِأَفْوَاهِهِمْ وَلَمْ تُؤْمِن قُلُوبُهُمْ وَمِنَ الَّذِينَ هِادُواْ سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ سَمَّاعُونَ لِقَوْمٍ آخَرِينَ لَمْ يَأْتُوكَ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمََ} [سورة المائدة 5/41]

والتحريف منطبق عليهم جميعاً، جيلا بعد جيل، قال الطبري رحمه الله : "يحرفون كلام ربهم الذي أنزله على نبيهم موسى صلى الله عليه وسلم ، وهو التوراة، فيبدلونه ويكتبون بأيديهم غير الذي أنزله الله جل وعز على نبيهم، ويقولون لجهال الناس: هذا هو كلام الله الذي أنزله على نبيه موسى صلى الله عليه وسلم ، والتوراة التي أوحاها إليه. وهذا من صفة القرون التي كانت بعد موسى من اليهود ممن أدرك بعضهم عصر نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ، ولكن الله عز ذكره أدخلهم في عداد الذين ابتدأ الخبر عنهم ممن أدرك موسى منهم، إذ كانوا من أبنائهم وعلى منهاجهم في الكذب على الله والفرية عليه ونقض المواثيق التي أخذها عليهم في التوراة." ([47])

وأسباب تحريفهم لكلام الله, وإحكامه, هي أهوائهم مرة, وحسدهم مرة, والمتاجرة بدينهم وبيعه رخيصاً لأتباعهم مراراً كثيرة.

فعن البراء بن عازب _ قال: ((مُر على النبي صلى الله عليه وسلم بيهودي محمم ([48]) مجلود.)) ، فدعا النبي صلى الله عليه وسلم رجلاً من علمائهم، فقال: ((أهكذا تجدون حد الزاني فيكم؟ قال: نعم. قال: فأنشدك بالذي أنزل التوراة على موسى، أهكذا تجدون حد الزاني فيكم؟ قال: لا، ولولا أنك نشدتني بهذا لم أحدثك، ولكن الرجم، ولكن كثر الزنا في أشرافنا، فكنا إذا أخذنا الشريف تركناه وإذا أخذنا الضعيف أقمنا عليه الحد، فقلنا تعالوا نجتمع فنضع شيئا مكان الرجم فيكون على الشريف والوضيع، فوضعنا التحميم والجلد مكان الرجم. فقال النبى صلى الله عليه وسلم : اللهم إني أنا أول من أحيا أمرك إذ أماتوه. فأمر به فرجم، فأنزل الله: {لاَ يَحْزُنكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ} [سورة آل عمران 3/176] الآية.)) ([49])

وللعلماء في معنى تحريف اليهود للتوراة أقوال:

1- القول الأول: هو أن التحريف والتبديل قد وقع في التأويل لا في النص المنزل. فمعنى تحريف الكلام عند من يقولون بهذا الرأي هو: أنهم -يتأوّلونه على غير تأويله-. أي : تحريفاً معنوياً, ومن القائلين بهذا القول الإمام البخاري رحمه الله قال: "{يُحَرِّفُونَ} يزيلون, وليس أحد يزيل لفظ كتاب من كتب الله عز وجل ولكنهم يحرفونه: يتأولونه على غير تأويله." ([50]) وهو اختيار ابن كثير رحمه الله . ([51])

2- القول الثاني: وهو أن التوراة قد غُيِّرت وبُدِّلت ,في اللفظ والمعنى، ولكن التغيير والتحريف أصاب جملاً قليلة وألفاظاً يسيرة. أما أكثر التوراة فهو باقٍ على ما أنزله الله على موسى الكليم عليه السلام . وممن قال بهذا شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله حيث قال: "أن ما وقع من التبديل قليل, والأكثر لم يبدل, والذي لم يبدل فيه ألفاظ صريحة تبين بها المقصود من غلط ما خالفها, ولها شواهد ونظائر متعددة يصدق بعضها بعضاً, بخلاف المبدل فإنه ألفاظ قليلة, وسائر نصوص الكتب يناقضها, وصار هذا بمنزلة كتب الحديث المنقولة عن النبي صلى الله عليه وسلم ." ([52]) وقال: "يعلم من هذا أن التوراة التي كانت موجودة بعد خراب بيت المقدس وبعد مجيء بختنصر وبعد مبعث المسيح عليه السلام وبعد مبعث محمد صلى الله عليه وسلم فيها حكم الله والتوراة التي كانت عند يهود المدينة على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وإن قيل أنه غير بعض ألفاظها بعد مبعثه فلا نشهد على كل نسخة في العالم بمثل ذلك فإن هذا غير معلوم لنا، وهو أيضاً متعذر بل يمكن تغيير كثير من النسخ وإشاعة ذلك عند الأتباع حتى لا يوجد عند كثير من الناس إلا ما غير بعد ذلك، ومع هذا فكثير من نسخ التوراة والإنجيل متفقة في الغالب إنما يختلف في اليسير من ألفاظها فتبديل ألفاظ اليسير من النسخ بعد مبعث الرسول ممكن لا يمكن أحداً أن يجزم بنفيه، ولا يقدر أحد من اليهود والنصارى أن يشهد بأن كل نسخة في العالم بالكتابين متفقة الألفاظ، إذ هذا لا سبيل لأحد إلى علمه، والاختلاف اليسير في ألفاظ هذه الكتب موجود في الكثير من النسخ كما قد تختلف نسخ بعض كتب الحديث، أو تبدل بعض ألفاظ بعض النسخ." ([53])

3- القول الثالث: أن التوراة التي جاء بها موسى عليه السلام كلها أو أكثرها قد بُدِّل وغيِّر. والتوراة التي نزلت على موسى عليه السلام لا تطابق بينها وبين التوراة الموجودة بين أيدي الناس اليوم في شيء, وأن أحبار اليهود أولوا كثيراً من آيات التوراة تأويلاً فاسداً وباطلاً. ولكنهم كذلك لم يقتصروا على تحريف التأويل؛ بل قاموا فعلاً بإضافة أشياء كثيرة لم ينزلها الله تعالى، ومن المستحيل أن يكون قد أنزلها مثل زعمهم - أن الله قام بمصارعة يعقوب عليه السلام طوال الليل ومع هذا لم يستطع أن يتغلب على يعقوب.- ومثل زعمهم أن الله منع آدم عليه السلام من الأكل من شجرة المعرفة حتى يبقى جاهلاً فلا يستطيع أن ينافس الرب في ملكوته - وأن هارون عليه السلام هو الذي صنع لبني إسرائيل العجل- وهو الذي أمرهم بعبادته. إلى آخر الأمثلة الكثيرة كما ذكر ذلك ابن حزم ([54]) وإلى هذا القول ذهب الإمام ابن القيم الذي يقول: "وفي التوراة التي بأيديهم من التحريف والتبديل وما لا يجوز نسبته إلى الأنبياء ما لا يشك فيه ذو بصيرة، والتوراة التي أنزلها الله على موسى عليه السلام بريئة." ([55]) ورجح هذا القول ابن حجر قال: "ولا خلاف أنهم حرفوا وبدلوا والاشتغال بنظرها وكتابتها لا يجوز بالإجماع." ([56])

وهذا هو الرأي الراجح - إن شاء الله - لوجاهة أدلته الكثيرة، وقد ذهب إليه مجموعة من علماء الإسلام الذين اطلعوا على التوراة ودرسوها دراسة فاحصة، وتتبعوا ما فيها مما لا يمكن أن ينسب ما فيه إلى الله عز وجل . ([57])

ومن أهم الأمور التي ثبت تحريفهم لها: تحريفهم للبشارات بنبينا صلى الله عليه وسلم بتبديل صفته فيها أو بحذفها أو تأويلها وهو أكثر ما يهمنا هنا:

1- فعن ابن عباس رضي الله عنهما في قول الله عز وجل : {فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِندِ اللَّهِ لِيَشْتَرُواْ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً} [سورة البقرة 2/79] قال: ((أحبار اليهود وجدوا صفة محمد صلى الله عليه وسلم مكتوباً في التوراة: أكحل أعين، ربعة جعد الشعر، حسن الوجه، فما وجدوه في التوراة محوه حسداً وبغياً، فأتاهم نفر من قريش من أهل مكة فقالوا تجدون في التوراة نبياً منا؟ قالوا: نعم، نجده طويلاً أزرق سبط الشعر، فأنكرت قريش وقالوا ليس هذا منا ... وقالوا: لا نجد نعته عندنا، وقالوا للسفلة: ليس هذا نعت النبي الذي يحرم كذا وكذا كما كتبوه وغيروا نعت هذا كذا كما وصف فلبسوا على الناس، وإنما فعلوا ذلك لأن الأحبار كانت لهم مأكلة يطعمهم إياها السفلة لقيامهم على التوراة فخافوا أن تؤمن السفلة فتنقطع تلك المأكلة.)) ([58])

وعن أبي صخر العقيلي _ قال : ((خرجت إلى المدينة فتلقاني رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أبي بكر وعمر رضي الله عنهما يمشي فمر بيهودي ومعه سفر فيه التوراة يقرؤها على بن أخ لـه مريض بين يديه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ((يا يهودي، نشدتك بالذي أنزل التوراة على موسى، وفلق البحر لبني إسرائيل، أتجد في توراتك نعتي وصفتي ومخرجي، فأومأ برأسه أن لا، فقال ابن أخيه: لكني أشهد بالذي أنزل التوراة على موسى، وفلق البحر لبني إسرائيل، أنه ليجد نعتك وزمانك وصفتك ومخرجك في كتابه، وأنا أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله، فقال النبي صلى الله عليه وسلم أقيموا اليهودي عن صاحبكم وقبض الفتى فصلى عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأجنه.)) ([59])


---------------------------------------------------

([1]) تفسير الطبري ( 1 / 292 ) - تفسير ابن كثير ( 1 / 95 )



([2]) تفسير الطبري ( 9 / 109 ) - تفسير القرطبي ( 7 / 313 ) حسنه في التفسير الصحيح (1/223)



([3]) - تفسير الطبري ( 9 / 109 ) تفسير ابن كثير ( 2 /261 - 262 )



([4]) تفسير الطبري ( 9 / 108 ) - تفسير ابن أبي حاتم ( 5 / 1611 ) إسناده ضعيف



([5]) تفسير الطبري ( 9 / 66 ) - تفسير الدر المنثور ( 3 / 548 )

([6]) تفسير الطبري ( 9 / 66 ) - تفسير الدر المنثور ( 3 / 548 )

([7]) تفسير الطبري ( 9 / 66 ) - تفسير ابن أبي حاتم ( 5 / 1563) إسناده ضعيف.

([8]) تفسير الطبري ( 1 / 367 ) - تفسير ابن أبي حاتم ( 1 / 149 ) - تفسير الدر المنثور ( 1 / 198 ) - تفسير ابن كثير ( 1 / 116 )

([9]) تفسير الطبري ( 1 / 367 ) - تفسير الدر المنثور ( 1 / 198 )

([10]) تفسير الطبري ( 1 / 367 ) - تفسير ابن كثير ( 1 / 116 )



([11]) تفسير الطبري ( 3 / 323 ) - تفسير ابن أبي حاتم ( 2 / 689 ) - تفسير الدر المنثور ( 2 / 249 )



([12]) تفسير الطبري ( 3 / 323 ) - تفسير ابن أبي حاتم عن الرببيع بن أنس ( 2 / 689 ) حسنه في التفسير الصحيح (1/223)



([13]) تفسير الطبري ( 3 /323 - 324 ) - تفسير ابن أبي حاتم ( 2 / 689 ) - تفسير الدر المنثور (2/249) إسناده ضعيف



([14]) تفسير الطبري ( 3 / 324 )



([15]) تفسير الطبري ( 5 / 118 ) - تفسير ابن أبي حاتم ( 3 / 965 ) - تفسير الدر المنثور ( 2 / 554 )

([16]) تفسير الطبري (1/518) تفسير ابن أبي حاتم (1/218)تفسير الدر المنثور(1/272 تفسير ابن كثير (1/165)

([17]) تفسير ابن أبي حاتم ( 1 / 154 ) - تفسير الدر المنثور ( 1 / 203 ) - تفسير ابن كثير ( 1 / 118 )

([18]) تفسير الطبري ( 1 / 379 )



([19]) تفسير الطبري ( 1 / 379 )



([20]) تفسير الطبري ( 1 / 379 ) - تفسير ابن كثير عن ابن عباس ( 1 / 118 ) حسنه في التفسير الصحيح (1/223)



([21]) تفسير ابن أبي حاتم ( 1 / 155 ) صححه في التفسير الصحيح (1/164)



([22]) تفسير الطبري ( 1 / 379 ) - تفسير ابن أبي حاتم ( 1 / 155 ) وحسن إسناده الحافظ في الفتح (6/366).



([23]) تفسير الطبري ( 7 / 269 ) - تفسير القرطبي ( 7 / 37 )



([24]) الدر المنثور - السيوطي ج3/ص548

([25]) فتح القدير - الشوكاني ج2/ص246.

([26]) الإسرائيليات والموضوعات في كتب التفسير-ابو شهبة- ص 201 - 205 وفيه نقد لكثير من الروايات السابقة

([27]) صحيح مسلم ج:4 ص2042 سنن أبي داود ج4/ص226واللفظ له

([28]) وقد رواه الترمذي والنسائي وابن ماجه وابن جرير والحاكم والبيهقي من طرق عن شعبة به وقال الترمذي حسن صحيح قلت وفي رجاله من تكلم فيه

([29]) البداية والنهاية ج:6 ص:174

([30])رحمة الله الهندي، إظهار الحق (1/52)،.

([31]) عبد الوهاب زيتون ـ الأصولية في اليهودية، ص141.



([32]) انظر الفصل في الملل والأهواء والنحل لابن حزم (1/166ـ157)، والملل والنحل للشهرستاني (2/9ـ11)، وإظهار الحق، ص 95 ـ 100، ومقدمة ابن خلدون، ص207.



([33]) إظهار الحق، رحمة الله الهندي 1/217 ـ 218.



([34]) الفهرست لابن النديم، ص22 بتصرف يسير



([35]) تأثر اليهودية بالأديان الوثنية. د. فتحي محمد الزغبي.



([36]) تأثر اليهودية بالأديان الوثنية، د. فتحي محمد الزغبي، ص61 ـ 62.



([37]) رواه الطبراني في المعجم الأوسط ج5/ص359 وقال الهيثمي رجاله ثقات (مجمع الزوائد ج1/ص150 )ورواه الدارمي عن ابي موسى موقوفاً ج1/ص135



([38]) مصنف عبد الرزاق ج11/ص257

([39]) المحلى ج9/ص307

([40]) تفسير ابن أبي حاتم ج5/ص1607

([41]) هداية الحيارى ج1/ص129



([42]) التلمود تاريخه وتعاليمه ـ ظفر الإسلام خان، ص11، 12، والكنز المرصود في قواعد التلمود، ص41، 42. والفكر الديني اليهودي وهو من أوسعها تفصيلاً د.حسن ظاظا



([43]) الفهرست باختصار ج1/ص34



([44]) التلمود تاريخه وتعاليمه، ص15 ـ 17.



([45]) هداية الحيارى ج1/132- 133



([46]) التلمود تاريخه وتعاليمه، ص29، والكنز المرصود، ص 44، 48.



([47]) تفسير الطبري ج6/ص 155

([48]) حَمَّمَهُ تَحميما سخم وجهه بالفحم . مختار الصحاح ج 1 ص 66

([49]) مسند الإمام أحمد ج4/ص286 واللفظ له و أصله في صحيح البخاري ج4/ص 1660

([50]) صحيح البخاري ج6/ص2745

([51]) تفسير ابن كثير ج1/ص116

([52]) الجواب الصحيح ج2/ص442

([53]) دقائق التفسير - ابن تيمية ج2/ص50

([54]) الفصل في الملل والنحل1/93 وما بعدها

([55]) هداية الحيارى ج1/ص107

([56]) فتح الباري فتح الباري ج13/ص525

([57])د. محمد شلبي شتيوي: التوراة دراسة وتحليل. (بتصرف). وممن فصل في ذلك: الإمام الغزالي الذي رد عليهم في كتابه (الرد الجميل) وعبد الملك الجويني إمام الحرمين المتوفى سنة والإمام ابن القيم كتابه (هداية الحيارى).. والإمام القرطبي صاحب التفسير المشهور في كتابه (الإعلام بما في دين النصارى من الفساد والأوهام) والإمام علي بن محمد بن عبدالرحمن الباجي الشافعي . ولـه كتابان في الرد على عقائد اليهود والنصارى: الأول أسماه (الرد على اليهود والنصارى) والثاني: نقد للتوراة اليونانية وتعليق علىكل إصحاح تقريباً في جميع الأسفار الخمسة وقد أسماه (على التوراة). ورحمة الله الهندي في كتابه (إظهار الحق)

([58]) تفسير ابن أبي حاتم ج1/ص154و دلائل النبوة للبيهقي ج1/ص157 وللتوسع تفسير الدر المنثور ج1/ص202

([59]) رواه الإمام أحمد ج5/ص411 ورواه ابن سعد في الطبقات الكبرى ج1/ص185 والهيثمي في مجمع الزوائد ج8/ص234 وقال ابن كثير:

حديث جيد قوي له شاهد في الصحيح عن أنس: تفسير ابن كثير ج2/ص252
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الآثار الواردة في موقف الیهود من التوراة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
»  الآثار الواردة في موقف الیهود من الإيمان بالكتب مطلقاً
»  الآثار الواردة في شرك الیهود بالله
» الآثار الواردة في تسمية الیهود
»  الآثار الواردة في إيمان بعض الیهود بالله
»  الآثار الواردة في اتباع الیهود الهوى

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
اسلام ويب :: ۩✖ Known to the islam ۩✖ :: قسم الاسلام واليهوديه-
انتقل الى: