اسلام ويب
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

من فقه الدعاء يقول سيدنا عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -: "أنا لا أحمل همَّ الإجابة، وإنما أحمل همَّّ الدعاء، فإذا أُلهمت الدعاء كانت الإجابة معه". وهذا فهم عميق أصيل ، فليس كل دعاء مجابًا، فمن الناس من يدعو على الآخرين طالبًا إنزال الأذى بهم ؛ لأنهم ينافسونه في تجارة ، أو لأن رزقهم أوسع منه ، وكل دعاء من هذا القبيل ، مردود على صاحبه لأنه باطل وعدوان على الآخرين. والدعاء مخ العبادة ، وقمة الإيمان ، وسرّ المناجاة بين العبد وربه ، والدعاء سهم من سهام الله ، ودعاء السحر سهام القدر، فإذا انطلق من قلوب ناظرة إلى ربها ، راغبة فيما عنده ، لم يكن لها دون عرش الله مكان. جلس عمر بن الخطاب يومًا على كومة من الرمل ، بعد أن أجهده السعي والطواف على الرعية ، والنظر في مصالح المسلمين ، ثم اتجه إلى الله وقال: "اللهم قد كبرت سني ، ووهنت قوتي ، وفشت رعيتي ، فاقبضني إليك غير مضيع ولا مفتون ، واكتب لي الشهادة في سبيلك ، والموت في بلد رسولك". انظر إلى هذا الدعاء ، أي طلب من الدنيا طلبه عمر، وأي شهوة من شهوات الدنيا في هذا الدعاء ، إنها الهمم العالية ، والنفوس الكبيرة ، لا تتعلق أبدًا بشيء من عرض هذه الحياة ، وصعد هذا الدعاء من قلب رجل يسوس الشرق والغرب ، ويخطب وده الجميع ، حتى قال فيه القائل: يا من رأى عمرًا تكسوه بردته ** والزيت أدم له والكوخ مأواه يهتز كسرى على كرسيه فرقًا ** من بأسه وملوك الروم تخشاه ماذا يرجو عمر من الله في دعائه ؟ إنه يشكو إليه ضعف قوته ، وثقل الواجبات والأعباء ، ويدعو ربه أن يحفظه من الفتن ، والتقصير في حق الأمة ، ثم يتطلع إلى منزلة الشهادة في سبيله ، والموت في بلد رسوله ، فما أجمل هذه الغاية ، وما أعظم هذه العاطفة التي تمتلئ حبًا وحنينًا إلى رسول الله - صل الله عليهلم -: (أن يكون مثواه بجواره). يقول معاذ بن جبل - رضي الله عنه -: "يا بن آدم أنت محتاج إلى نصيبك من الدنيا ، وأنت إلى نصيبك من الآخرة أحوج ، فإن بدأت بنصيبك من الآخرة ، مرّ بنصيبك من الدنيا فانتظمها انتظامًا ، وإن بدأت بنصيبك من الدنيا ، فائت نصيبك من الآخرة ، وأنت من الدنيا على خطر). وروى الترمذي بسنده عن النبي - صل الله عليهلم -: أنه قال: ((من أصبح والآخرة أكبر همه جمع الله له شمله ، وجعل غناه في قلبه ، وأتته الدنيا وهي راغمة ، ومن أصبح والدنيا أكبر همه فرَّق الله عليه ضيعته ، وجعل فقره بين عينيه ولم يأته من الدنيا إلا ما كُتب له)). وأخيرًا .. أرأيت كيف أُلهم عمر الدعاء وكانت الإجابة معه ، وصدق الله العظيم إذ يقول: (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ) (186)" (البقرة:186).


 

  ذكر الآيات والعلامات التي في التوراة الدالة على نبوة سيدنا محمد المصطفى - صلى الله عليه وسلم –

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة


avatar


نقــاط : 100270
	ذكر الآيات والعلامات التي في التوراة الدالة على نبوة سيدنا محمد المصطفى - صلى الله عليه وسلم – Oooo14
	ذكر الآيات والعلامات التي في التوراة الدالة على نبوة سيدنا محمد المصطفى - صلى الله عليه وسلم – User_o10

	ذكر الآيات والعلامات التي في التوراة الدالة على نبوة سيدنا محمد المصطفى - صلى الله عليه وسلم – Empty
مُساهمةموضوع: ذكر الآيات والعلامات التي في التوراة الدالة على نبوة سيدنا محمد المصطفى - صلى الله عليه وسلم –   	ذكر الآيات والعلامات التي في التوراة الدالة على نبوة سيدنا محمد المصطفى - صلى الله عليه وسلم – Emptyالأربعاء 12 يونيو 2013 - 16:11


ذكر الآيات والعلامات التي في التوراة الدالة على نبوة سيدنا محمد المصطفى - صلى الله عليه وسلم –

إنهم لا يقدرون على أن يجحدوا هذه الآية من الجزء الثاني من السفر الخامس من التوراة.

"نابى أقيم لا هيم مقارب أحيهم كاموخا ايلا وتشماعون "...

تفسيره : "نبيًا أقيم لهم من وسط إخوتهم مثلك به ، فليؤمنوا".

وإنما أشار بهذا إلى أنهم يؤمنون بمحمد - صلى الله عليه وسلم -.

فإن قالوا : إنه قال ، من وسط إخوتهم. وليس في عادة كتابنا أن يعنى

بقوله : "إخوتكم" إلا بني إسرائيل.

قلنا : بلى ، قد جاء في التوراة "إخوتكم بنى العيص" ، وذلك في الجزء الأول

من السفر الخامس ، قوله :

"اتيم عوبز بقبول اخيحم بنى عيسووهيوشييم بسيعير".

تفسيره : " أنتم عابرون في تخم إخوتكم بنى العيص المقيمين في سيعير ، إياكم أن تطيعُوا في شىء من أرضهم ".

فإذا كان بنو العيص إخوة لبنى إسرائيل ، لأن العيص وإسرائيل ولدا إسحاق ، فكذلك بنو إسماعيل إخوة لجميع ولد إبراهيم.

وإن قالوا : إن هذا القول إنما أشير به إلى شموائيل النبي ، عليه السلام ، لأنه قال : "من وسط إخوتهم مثلك ". وشموائيل كان مثل موسى" لأنه من أولاد ليوى يعنون من السبط الذي كان منه موسى ، عليه السلام .

قلنا لهم : فإن كنتم صادقين ، فأى حاجةٍ بكم إلى أن يوصيكم بالإيمان

بشموائيل ، وأنتم تقولون : إن شموائيل لم يأتِ بزيادةٍ ، لا بنسخ أشفق

من أن لا تقبلوه ، لأنه إنما أرسل ليقوى أيديكم على أهل فلسطين وليردكم إلى شرع التوراة ، وبين صفته ، فأنتم أسبق الناس إلى الإيمان به ، لأنه إنما يخاف تكذيبكم ، من ينسخ مذهبكم ، ويغير أوضاع ديانتكم.

فالوصية بالإيمان به ، مما لا يستغنى مثلكم عنه ، ولذلك لم يكن بموسى حاجة

أن يوصيكم بالإيمان بنبوة أرميا وأشيعيا وغيرهما من الأنبياء.

وهذا دليل على أن التوراة أمرتهم ، في هذا الفصل ، بالإيمان بالمصطفى عليه السلام ، واتباعه.



الإشارة إلى اسمه - صلى الله عليه وسلم - في التوراة

قال اللّه ، تعالى ، في الجزء الثالث من السفر الأول من التوراة ، مخاطبًا لإبراهيم الخليل ، عليه السلام : "وأما في إسماعيل فقد قبلت دعاءك ، ها قد باركت فيه ،

وأثمرِّه وأكثرِّه جدًا جدًا".

ذلك قوله : "وليشماعيل شمعتيخا هنى بير اختى أوتووهر بيثى أوتو بمأ دماد".

فهذه الكلمة "بماذماد" إذا عددنا حساب حروفها بالجمل ، كان اثنين وتسعين ، وذلك عدد حساب حروف اسم محمد - صلى الله عليه وسلم - ، فإنه أيضًا اثنان وتسعون.

وإنما جُعل ذلك في هذا الموضع ملغزا ، لأنه لو صرح به ، لبدلته اليهود ، أو

أسقطته من التوراة ، كما عملوا في غير ذلك.

فإن قالوا : إنه قد يوجد في التوراة عدة كلمات ، مما يكون عدد حساب حروفه مساويًا لعدد حساب حروف اسم زيد وعمرو وخالد وبكر ، فلا يلزم من ذلك أن يكون زيد وعمرو وخالد وبكر أنبياء .

فالجواب : إن الأمر كما تقولون ، لو كان لهذه الآية أسوة بغيرها من كلمات

التوراة ، لكنا نحن نقيم البراهين والأدلة على أنه لا أسوة لهذه الكلمة بغيرها من سائر التوراة ، وذلك أنه ليس في التوراة من الآيات ما حاز به إسماعيل الشرف كهذه الآية ، لأنها وعد من اللّه لإبراهيم ، بما يكون من شرف إسماعيل ، وليس فى التوراة آية آخرى ، مشتملة على شرفٍ لقبيلة زيد وعمرو وخالد وبكر.

ثم إنا نبين أنه ليس في هذه الآية كلمة تساوى "بمادماد" التي معناها "جدًا

جدًا" ، وذلك أنها كلمة المبالغة من اللّه ، سبحانه ، فلا أسوة لها بشىءٍ من كلمات الآية المذكورة.

وإذا كانت هذه الآية أعظم الآيات مبالغة في حق إسماعيل وأولاده ، وكانت

تلك الكلمة أعظم مبالغةً من باقى كلمات تلك الآية ، فلا عجب أن تضمن

الإشارة إلى أجل أولاد إسماعيل شرفًا ، وأعظمهم قدرًا ، محمد - صلى الله عليه وسلم -.

وإذ بينا أنه ليس لهذه الكلمة أسوة بغيرها من كلمات هذه الآية ، ولا لهذه الآية أسوة بغيرها من آيات التوراة ، فقد بطل اعترافهم.



ذكر الوضع الذي أشير فيه إلى نبوة الكليم. والمسيح والمصطفى ، عليهم السلام.

"واما راذوناى مسيناى اثكلى وريهور يقاربه مسيعيرا تجرى لانا استحى

بغبورتيه على طورا دفاران وعميّه ربوات قد يشين ".

تفسير ، قال : "إن اللّه من سيناء تجلى ، وأشرق نوره من سيعير ، واطلع من

جبال فاران ، ومعه ربوات المقدسين ".

وهم يعلمون أن جبل سيعير هو جبلُ الشراة الذي فيه بنو العيص الذين آمنوا

بعيسى ، عليه السلام ، بل في هذا الجبل كان مقام المسيح عليه السلام. وهم

يعلمون أن سيناء هو جبل الطور ، لكنهم لا يعلمون أن جبل فاران هو جبل

مكة!

وفى الإشارة إلى هذه الأماكن الثلاثة التي كانت مقام نبوة هؤلاء الأنبياء ، ما

يقتضى للعقلاء أن يبحثوا عن تأويله المؤدى إلى الأمر باتباع مقالتهم.

فأما الدليل الواضحُ من التوراة على أن جبل فاران هو جبل مكة ، فهو

أن إسماعيل لما فارق أباه الخليل ، عليهما السلام سكن إسماعيل في برِّية فاران ، ونطقت التوراة بذلك في قوله : " وتقاح لو اموا شيامئا يرض مِصْرايم ".

تفسير : " وأقام في برية فاران ، وأنكحته أمه امراةً من أرض مصر".

فقد ثبت من التوراة أن جبل فاران مسكنٌ لآل إسماعيل ، وإذا كانت التوراة قد أشارت في الآية التى تقدم ذكرها إلى نبوة تنزل على جبل فاران.

لزم أن تلك النبوة على آل إسماعيل ؛ لأنهم سكان فاران ، وقد علم الناسُ قاطبة أن الشار إليه بالنبوة من ولد إسماعيل هو محمد - صلى الله عليه وسلم - ، وأنه بعث من مكة التي كان فيها مقام إسماعيل .

فدل ذلك على جبال فاران هى جبال مكة ، وأن التوراة أشارت في هذا الموضع إلى نبوة الصطفى ، صلوات اللّه وسلامه عليه ، وبشرت به ، إلا أن اليهود ، لجهلهم وضلالهم ، لا يحسنون الجمع بين هاتين الآيتين ، بل يسلمون

المقدمتين ويجحدون النتيجة ، لفرط جهلهم.

وقد شهدت عليهم التوراة بالإفلاس من الفطنة والرأى ، ذلك قوله تعالى :

"كى غووى أو باد عيصوت هيما واين باهيم تبونا".

تفسيره : "إنهم لشعب عادم الرأى ، وليس فيهم فطانة".

فى إبطال ما يدعونه من معبة اللّه إياهم.

هم يزعمون أن اللّه ، سبحانه وتعالى ، يحبهم دون جميع الناس ، ويحب طائفتهم وسلالتهم ، وأن الأنبياء والصالحين لا يختارهم اللّه إلا منهم ، ونحن نناظرهم على ذلك. فنقول ما قولكم في أيوب النبي ، عليه السلام ، أتقرون بنبوته ؟

فيقولون : نعم.

فنقول لهم : هل هو من بنى إسرائيل ؟

فيقولون : لا .

فنقول لهم : ما تقولون في جمهور بنى إسرائيل ، أعني التسعة أسباط والنصف ، الذين أغواهم يربعام بن نباط الذى خرج على ولد سليمان بن داود ،

وصنع لهم الكبشين من الذهب ، وعكف على عبادتهما جماعة من بنى إسرائيل

، وأهل جميع ولاية دار ملكهم الملقبة يومئذ بشومرون ، إلى (أن) جرت الحرب بينهم وبين السبطين والنصف ، الذين كانوا مؤمنين مع ولد سليمان في بيت المقدس ، وقتل في معركة واحدة خمسمائة ألف إنسان ، فما تقولون في أولئك

القتلى بأسرهم ، وفى التسعة أسباط والنصف ، هل كان اللّه يحبهم ، لأنهم

إسر ائيلين ؟! فيقولون : لا ، لأنهم كفار.

فنقول لهم : أليس عندكم في التوراة ، أنه لا فرق بين الدخيل في دينكم وبين

الصريح النسب منكم ؟!

فيقولون : بلى ، لأن التوراة ناطقة بهذا :

"كليركا اراح كاخيم بيهى لقتى اذوناى".

تفسيره : " إن الأجنبي والصريح النسب منكم سواء عند اللّه " .

"احاث وشفاط ايجاد بيهى لا خيم ولكريم هكار بثو خيم ".

تفسيره : "شريعة واحدة" وحكم واحد يكون لكم ، وللغريب الساكن فيما

بينكم. فإذا اضطررناهم إلى الإقرار بأن اللّه لا يحب الظالمين منهم ، ويحب المؤمنين من غير طائفتهم ، ويتخذ أولياء وأنبياء من غير سلالتهم ، فقد نفوا ما ادعوه من اختصاص محبة اللّه ، سبحانهُ وتعالى ، بطائفتهم من بين المخلوقين.



فصل في ذكر طرف من كفرهم وتبديلهم.

إن من سبيل ذوى التحصيل أن يتجنبوا الرذائل ، وينفروا مما قبح فى

العقول السليمة ، ورجح تزييفه ، عند ذوي الأفهام المستقيمة.

ولهذه الطائفة من فنون الضلال والاختلال ما تنبو عن مثله العقول ،

يخالفه المشروع والمعقول. وذلك أنهم مع ذهاب دولتهم وتفرق شملهم

وعملهم بالغصب الممدود عليهم ، يقولون في كل يوم في صلاتهم : إنهم أبناء

اللّه وأحباؤه ، وذلك قولهم في كل يوم في الصلاة.

"اهباث عولام اهبتا نوأذوناى الوهينو".

تفسيره : " محبة الدهر أحببتنا يا إلهنا".

" هشليتيو لتوراتيخا ".

تفسيره : " ارددنا يا أبانا إلى شريعتك ".

"ابينو ملكينو الوهينو".

تفسيره : " يا أبانا يا مالكنا يا إلهنا".

"اتا أذوناى ابينو كو الينو".

تفسيره : "أنت اللهم أبونا منقذنا".

وايت كل رود في بانخا واوينى غداثنحا لولام كسامويام ايجاد ميهم لو نوثار.

تفسيره : " وجميع الذين اقتصُّوا أثر بنيك ، واعدًا جماعتك كلهم غطاهم

البحر واحد منهم لم يبق " ؛ ويمثلون أنفسهم بعناقيد العنب ، وسائر الأمم بالشوك المحيط بأعالى حيطان الكرم!

وهذا من قلة عقولهم ، وفساد نظرهم ، فإن المعتنى بمصالح الكرم ، إنما يجعل

على أعالى حيطانه الشوك حفظًا ، وحياطة للكرم ".

ولسنا نرى لليهود من بقية الأمم إلا الضرر والذل والصغار وذلك

مبطلٌ " لقولهم ، وينتظرون قائمًا يأتيهم من آل داود النبي ، إذا حرك شفتيه

بالدعاء مات جميع الأمم ، ولا يبقى إلا اليهود ، وأن هذا المنتظر بزعمهم هو المسيح الذى وعدوا به.

وقد كان الأنبياء ، عليهم السلام ، ضربوا لهم أمثالاً ، أشاروا بها إلى جلالة دين المسيح عليه السلام ، وخضوع الجبارين لأهل ملته ، وإتيانه بالنسخ العظيم.

فمن ذلك قول إشيعيا في نبوءته :

"وعارزانت عم كبيش يحذا ويربضو شنيهم وفارا واذوب ترعينا وارباكبا

قارلوخل يتبين ".

تفسيره : " إن الذيب والكبش يرعيان جميعًا ، ويربضان معًا ، وأن البقرة والدب يرعيان جميعًا ، وأن الأسد يأكل التبن كالبقرة".

فلم يفهموا من تلك الأمثال إلا صورها الحسية ، دون معانيها العقلية ، فقولوا عن الإيمان بالمسيح عند مبعثه ، وأقاموا ينتظرون الأسد حتى يأكل التبن ويصبح حينئذ لهم علامة المسيح إ!

ويعتقدون أن هذا المنتظر حتى جاءهم يجمعهم بأسرهم إلى القدس ، وتصير

لهم الدولة ، ويخلو العالم من سواهم ، ويجم الموت عن جنابهم المدد

الطويلة .

وسبيلهم أن لا يعدلوا عن تتبع الأسود في غاباتها ، وطرح التبن بين أيديها ،

ليعلموا وقت أكلها إياه!

وأيضاً ، فإنهم في العشر الأول من الشهر الأول من كل سنة ، يقولون فى

صلاتههم : "ألوهينو والوهى أبو ثينو ملوخ على كل يوشى تيبيل أرضيخا

ويوماركول أشير نشا مانا قواذوناى الوهى يسرائيل مالاخ وملخو توبكوك

ما شيا لا ".

تفسيره : " يا إلهنا وإله آبائنا املكْ على جميع الأرض ، ليقول كل ذى قسمة ، اللّه إله إسرائيل قد ملك ، ومملكته في الكل متسلطة".

ويقولون في هذه الصلاة أيضًا : "وسيكون للّه الملك ، وفى ذلك اليوم يكون اللّه واحدًا".

ويعنون بذلك أنه لا يظهر أن الملك للّه ، إلا إذا صارت الدولة إلى

اليهود الذين هم أمته وصفوته ، فأما مادامت الدولة لغير اليهود ، فإن اللّه خامل الذكر عند الأمم ، وأنه مطعون في ملكه ، مشكوك في قدرته!!.

فهذا معنى قولهم : "اللهم املك على جميع الأرض " ،

ومعنى قولهم : "وسيكون الملك للّه ". وما ينخرط في هذا السلك قولهم :

"لا ما يومر وهلويثم إلى يا ألوهيهم ".

تفسيره : " لم يقول الأمم أين إلههم " .

وقولهم : " عورا لا مانيشان ادوناى هاقيصا مشنا شيخا".

تفسيره : " انتبه كم تنام يارب ، استيقظ من رقدتك ".!

وهؤلاء إنما نطقوا بهذه الهذيانات والكفريات من شدة الضجر من الذل والعبودية والصغار ، وانتظار فرج

لا يزداد منهم إلا بعدًا ، فأوقعهم ذلك في الطيش والضجر ، وأخرجهم إلى نوع من التزندق والهذيان ، الذي لا يستحسنه إلا عقولهم الركيكة !.. فتجرءوا على اللّه بهذه المناجاة القبيحة ، كأنهم ينخون اللّه بذلك لينتخى لهم ، ويحمى لنفسه ، لأنهم إذا ناجوا ربهم بذلك ، فكأنهم يخبرونه بأنه قد اختار الخمول لنفسه ، وينخونه للنباهة واشتهار الصيت!

فترى أحدهم إذا تلا هذه الكلمات في الصلاة يقشعر جلده ، ولا يشك في أن كلامه يقع عند اللّه بموقع عظيم ، وأنه يؤثر في ربه ، ويحركه بذلك ، ويهزه وينخِّيه!.. وهؤلاء على الحقيقة ينبغى أن يرحم جهلهم وضعف عقولهم.

وأيضًا فإنه عندهم في توراتهم : أن موسى صعد الجبل مع مشايخ أمته ، فأبصروا اللّه جهرة ، وتحت رجليه كرسى منظره كمنظر البلور ، ذلك قوله : "وتراوايث ألوهى هشفير وخعيصم هشاما يم لا طوهر".

ويزعمون أن اللوحين مكتوبان بأصبع اللّه!.. في قولهم : "بإصباع ألوهيتم ".

ويطول الكتاب إن عددنا ما عندهم من كفريات التجسيم ، على أن

أحبارهم قد تهذبوا كثيرًا عن معتقد آبائهم ، بما استفادوه من توحيد المسلمين ، وأعربوا عن تفسير ما عندهم بما يدفع عنهم إنكار المسلمين عليهم ، مما لا

تقتضيه الألفاظ التي فسروها ونقولها ، وصاروا متى سُئلوا عما عندهم من هذه الفضائح ، استتروا بالجحد والبهتان ، خوفًا من فظيع ما يلزمهم من الشناعة.

ومن ذلك أنهم ينسبون إلى اللّه ، تعالى ، إلى الندم على ما يفعل ، فمن ذلك

قولهم في التوراة التي بأيديهم : "ويناجم أذوناى كى عاسا اث مما اذام يا أرض

ويتعصب إل لبُّو ".

تفسيره : " وندم اللّه على خلق البشر في الأرض وشق عليه ".

وقد أفرط المترجم في تعصبه وتحريفه الألفاظ عن موجب اللغة ، وفسر :

" ويناخم أذوناى وثاب أذوناى تميمريه ".

يعنى : " وعاد اللّه في رأيه "!.. وهذا التأويل ، وإن كان غير موافق

اللغة فهو أيضًا كفر ، بل مناقض لا يدفعونه من البداء والنسخ.

وأما الدليل على أن تفسير : " ويتعصب إل لبوُّ" وشق عليه " فهو ما جاء فى

مخاطبة حواء ، عليها السلام : بعصيب يتلدى بانيم "

تفسيره : " بمشقة تلدين الأولاد".

فقد تبين أن "العصيب " في اللسان العبراني هو "المشقة".

وهذه الآية عندهم في قصة قوم نوح ، زعموا أن اللّه ، تعالى ، لما رأى فساد قوم نوح ، وأن شرهم وكفرهم قد عظما ، ندم على خلق البشر ، وشق عليه!..

ولا يعلمُ البله أن من يقول بهذه المقالة لزمه أن اللّه قبل أن يخلق البشر لم يكن

عالمًا بما سيكون من قوم نوح ، وغير ذلك من النقص ، تعالى اللّه عما

يكفرون!

وعندهم أيضا : أن اللّه ، تعالى ، قال لشموائيل النبي ، عليه السلام : "نيحا

متى لي هملا حتى اث شا أولميلخ على يسرا ائل ".

تفسيره " : ندمت إذ وليت شاءول ملكًا على إسرائيل ".

وفي موضع آخر من سفر شموائيل : " وادناى نيخام كى هميلخ اث شا

أول على يسراائل ".

تفسيره : " واللّه ندم على تمليكه شاءول على إسرائيل " .

وأيضًا فإن عندهم أن نوحًا النبي عليه السلام ، لما خرج من السفينة بدأ ببناء

مذبح للّه ، وقرب عليه قرابين ، ويتلوا ذلك :

"وتارخ ادوناى اث ريتخ هينحورخ ويومر ادوناى ال لبولا سيف عود لقليل

اث ها إذا ما با عبورها إذام لي يبصر لبب ها اذام راع منعورا وولوا وسيف عود لهلكوت اث كل ماى يكا اشيرعا سيتى".

تفسيره : " فاستنشق اللّه رائحة الفنار ، فقال اللّه في ذاته : لن أعاود لعنة

الأرض ، بسبب الناس ، لأن خاطر البشر مطبوع الرداءة ، ولن أعاود إهلاك جميع الحيوان ، كما صنعت ".

ولسنا نرى أن هذه الكفريات كانت في التوراة المنزلة على موسى ،

صلوات اللّه عليه ولا نقول أيضًا : إن اليهود قصدوا تغييرها وإفسادها ، بل الحق أولى ما اتبع ، ونحن نذكر الآن حقيقة سبب تبديل التوراة.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
ذكر الآيات والعلامات التي في التوراة الدالة على نبوة سيدنا محمد المصطفى - صلى الله عليه وسلم –
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
»  دلائل نبوة محمد صلى الله عليه وسلم من التوراة
» من علامات نبوة محمد صلى الله عليه وسلم
» سيدنا محمد ( صل الله عليه وسلم )
»  حجة وبيان بطلان ألوهية المسيح عيسى عليه السلام ,وإثبات نبوة محمد صلى الله عليه وسلم وصدق ماجاء به
»  تعدد زوجات النبي محمد صلى الله عليه وسلم كدليل نبوة وصدق رسالة

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
اسلام ويب :: ۩✖ Known to the islam ۩✖ :: قسم الاسلام واليهوديه-
انتقل الى: