اسلام ويب
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

من فقه الدعاء يقول سيدنا عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -: "أنا لا أحمل همَّ الإجابة، وإنما أحمل همَّّ الدعاء، فإذا أُلهمت الدعاء كانت الإجابة معه". وهذا فهم عميق أصيل ، فليس كل دعاء مجابًا، فمن الناس من يدعو على الآخرين طالبًا إنزال الأذى بهم ؛ لأنهم ينافسونه في تجارة ، أو لأن رزقهم أوسع منه ، وكل دعاء من هذا القبيل ، مردود على صاحبه لأنه باطل وعدوان على الآخرين. والدعاء مخ العبادة ، وقمة الإيمان ، وسرّ المناجاة بين العبد وربه ، والدعاء سهم من سهام الله ، ودعاء السحر سهام القدر، فإذا انطلق من قلوب ناظرة إلى ربها ، راغبة فيما عنده ، لم يكن لها دون عرش الله مكان. جلس عمر بن الخطاب يومًا على كومة من الرمل ، بعد أن أجهده السعي والطواف على الرعية ، والنظر في مصالح المسلمين ، ثم اتجه إلى الله وقال: "اللهم قد كبرت سني ، ووهنت قوتي ، وفشت رعيتي ، فاقبضني إليك غير مضيع ولا مفتون ، واكتب لي الشهادة في سبيلك ، والموت في بلد رسولك". انظر إلى هذا الدعاء ، أي طلب من الدنيا طلبه عمر، وأي شهوة من شهوات الدنيا في هذا الدعاء ، إنها الهمم العالية ، والنفوس الكبيرة ، لا تتعلق أبدًا بشيء من عرض هذه الحياة ، وصعد هذا الدعاء من قلب رجل يسوس الشرق والغرب ، ويخطب وده الجميع ، حتى قال فيه القائل: يا من رأى عمرًا تكسوه بردته ** والزيت أدم له والكوخ مأواه يهتز كسرى على كرسيه فرقًا ** من بأسه وملوك الروم تخشاه ماذا يرجو عمر من الله في دعائه ؟ إنه يشكو إليه ضعف قوته ، وثقل الواجبات والأعباء ، ويدعو ربه أن يحفظه من الفتن ، والتقصير في حق الأمة ، ثم يتطلع إلى منزلة الشهادة في سبيله ، والموت في بلد رسوله ، فما أجمل هذه الغاية ، وما أعظم هذه العاطفة التي تمتلئ حبًا وحنينًا إلى رسول الله - صل الله عليهلم -: (أن يكون مثواه بجواره). يقول معاذ بن جبل - رضي الله عنه -: "يا بن آدم أنت محتاج إلى نصيبك من الدنيا ، وأنت إلى نصيبك من الآخرة أحوج ، فإن بدأت بنصيبك من الآخرة ، مرّ بنصيبك من الدنيا فانتظمها انتظامًا ، وإن بدأت بنصيبك من الدنيا ، فائت نصيبك من الآخرة ، وأنت من الدنيا على خطر). وروى الترمذي بسنده عن النبي - صل الله عليهلم -: أنه قال: ((من أصبح والآخرة أكبر همه جمع الله له شمله ، وجعل غناه في قلبه ، وأتته الدنيا وهي راغمة ، ومن أصبح والدنيا أكبر همه فرَّق الله عليه ضيعته ، وجعل فقره بين عينيه ولم يأته من الدنيا إلا ما كُتب له)). وأخيرًا .. أرأيت كيف أُلهم عمر الدعاء وكانت الإجابة معه ، وصدق الله العظيم إذ يقول: (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ) (186)" (البقرة:186).


 

  سنة السواك .. أحكام و آداب ومنافع

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة


avatar


نقــاط : 99980
 سنة السواك .. أحكام و آداب ومنافع Oooo14
 سنة السواك .. أحكام و آداب ومنافع User_o10

 سنة السواك .. أحكام و آداب ومنافع Empty
مُساهمةموضوع: سنة السواك .. أحكام و آداب ومنافع    سنة السواك .. أحكام و آداب ومنافع Emptyالخميس 6 يونيو 2013 - 16:20

الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يَهْدِه الله فلا مُضِلّ له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} [آل عمران: 102]، {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا} [النساء: 1] {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا} [الأحزاب: 70 – 71].
أما بعد: فإنَّ أصدق الحديث كلام الله - تعالى -، وخير الهدي هَدْي محمد - صلى الله عليه وسلم -، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بِدْعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.

أيها المؤمنون: تعتني الشريعةُ ببدن الإنسان كما تعتني بقلبه، وتهتم بصلاح جسده كما تهتم بصلاح دينه وأخلاقه. لذا كانت نصوص الآداب والتهذيب تضاهي نصوص الأحكام والتشريع.
وهناك آدابٌ تُحَتِّمها الطِبَاعُ السوية؛ وتدعو إليها الفطر السليمة، ويتعارف عليها العقلاء من البشر؛ كالتحلي بالنظافة؛ والاهتمام بالزينة. فالاستنجاء من الأَذَى، وغسل اليدين قبل الطعام وبعده، وإماطة الأذى عن الطريق، ونظافة البدن واللباس، ومكان العمل والدار، أمور يتفق عليها جميع البشر، ويفعلها المسلم وقد يفعلها الكافر؛ إذ هي من عادات الإنسان العاقل السوي، فهو يكره القَذَر، ويحب النَّظَافَة.

لكن الإسلام من عنايته بأمور الحياة - التي قد يراها الناس من أمور العادة - رتَّبَ عليها أجورًا عظيمة، ورَغَّبَ فيها حتى أضحت سننًا، إذا فعلها المؤمن حِسبةً نال أجرًا عظيمًا، وثوابًا جزيلاً.
والعنايةُ بالفم ونظافته، وتطييب رائحته لحق النفس ولحق الغير، ليست تنفك عن عناية الشريعة واهتمامها؛ ولذا شرع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - السواك، وَرَغَّبَ فيه، وأَكَّدَ عليه؛ حتى أصبح من السنن المؤكدة، قال ابن قدامة - رحمه الله تعالى -: "واتفق العلماء على أنه سُنَّة مُؤَكَّدة لحث النبي - صلى الله عليه وسلم - ومواظبته عليه، وترغيبه فيه، وندبه إليه، وتسميته إياه من الفطرة: ا.هـ [1]، قال النبي عليه الصلاة والسلام ((لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة))[2].

وما ترك النبي - عليه الصلاة والسلام - السواك حتى في المرض الذي مات فيه؛ بل كان السواك آخر فعلٍ فعله قبل أن يتشهد للموت، وهذا يدل على عظيم اهتمامه بشأنه، قالت عائشة - رضي الله عنها -: "دخل عبدالرحمن بنُ أبي بكر على النبي - صلى الله عليه وسلم - وأنا مسندته إلى صدري ومع عبدالرحمن سواكٌ رطبٌ يستن به، فأبّده رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بصره، فأخذت السواك فقضمته ونفضته وطيبته، ثم دفعتُه إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فاستنَّ به، فما رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - استنَّ استنانًا قط أحسن منه، فما عدا أن فرغ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رفع يده أو إصبعه ثم قال: ((في الرفيق الأعلى ثلاثًا ثم قضى))؛ أخرجه البخاري[3]. قال الحافظ ابن حجر - رحمه الله تعالى -: "وفيه دلالة على أَمْرِ السّواكِ لِكَوْنِهِ - صلى الله عليه وسلم - لم يخلّ به على ما هو فيه من شاغل المرض"[4].

وأمَّا نَوْعُ السّواك: فشجرُ الأراك، أو غيرُه مما يحصل به المقصود من النظافة، وقد كان النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - يَتَسَوَّكُ بالأراك، وثبت أنه تسوك بالجريد؛ كما في رِوَاية ابن أبي مُلَيْكَة عند البخاري من حديث عائشة - رضي الله عنها - في قصة سواكه عند موته[5]، قال ابن عبدالبر - رحمه الله تعالى -: "وكان سواكُ القوم الأراك والبَشَامَ. وكلُ ما يجلو الأسنان ولا يؤذيها ويطيب نكهة الفم فجائزٌ الاستياك به"[6].
وأما وقت السواك: فهو مستحب في جميع الأوقات، قال النبي - عليه الصلاة والسلام -: ((السواك مطهرة للفم مَرْضَاة للرب))؛ أخرجه النسائي والدارمي[7]. قال النووي - رحمه الله تعالى -: "لكن في خمسة أوقاتٍ أشدّ استحبابًا، أحدها: عند الصلاة سواء كان متطهرًا بماء أو بِتُراب، أو غير متطهر؛ كمن لم يجد ماءً ولا ترابًا، الثاني: عند الوضوء، الثالث: عند قراءة القرآن، الرابع: عند الاستيقاظ من النوم، الخامس: عند تغير الفم، وتغيرُه يكون بأشياء منها: ترك الأكل والشرب، ومنها: أكل ما له رائحة كريهة، ومنها: طول السكوت، ومنها: كثرة الكلام"[8].

قال الشوكاني: "وقد قامت الأدلة على استحبابه في جميع هذه الحالات التي ذكرها"[9]. كما في قول النَّبِيّ - عَلَيْهِ الصلاة والسلام -: ((لولا أنْ أَشُقَّ على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة))؛ متفق عليه[10]، وفي حديث آخر ((لولا أنْ أَشُقَّ على أمتي لأمرتهم بالسواك مع كل وضوء))؛ أخرجه مالك وأحمد [11]، وكان - صلى الله عليه وسلم - إذا قام من الليل يشوص فاه بالسواك [12]، قالت عائشة - رضي الله عنها -: "كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لا يرقد من ليل ولا نهار فيستيقظ إلا تسوك قبل أن يتوضأ"؛ أخرجه أبو داود بإسناد حسن[13]، وفي حديث آخر: "كان - عليه الصلاة والسلام - لا ينام إلا والسواك عند رأسه، فإذا استيقظ بدأ بالسواك"[14]، وسئلت - رضي الله عنها -: "بأي شيء كان يبدأ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا دخل بيته؟ قالت: بالسواك"؛ أخرجه مسلم[15]، وقال ابن عباس - رضي الله عنهما -: "كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصلي بالليل ركعتين ركعتين ثم ينصرف فيستاك"؛ أخرجه ابن ماجه[16]، وروي عن علي - رضي الله عنه - أنه قال: "إن أفواهكم طُرُقٌ للقرآن فطيبوها بالسواك"[17].

وقد ذكر الفقهاء - رحمهم الله تعالى - أن السواك يكون على اللثة والأسنان، وسقف الحلق واللسان[18]؛ لأنها كُلّها مقصودةٌ بالنظافة والتطهير، وقد جاء في حديث أبي بُرَيْدَة عن أبيه - رضي الله عنهما - قال: "أتينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نستحمله فرأيته يستاك على لسانه"؛ أخرجه مسلم، وأبو داود واللفظ له[19].

واستحب جمع منهم أن يكون السواكُ عَرضًا لحديث حذيفة - رضي الله عنه - قال: "كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا قام ليتهجد يشوص فاه بالسواك"؛ متفق عليه[20]. قال ابن العربي: "والشوص هو الإيساك عرضًا"[21]. والأرجح أنه يختار الطريقة التي تكون أكثر نظافة وأقل ضررًا، طولاً أو عرضًا؛ إذ مقصود السواك التنظيف.
والسواك سنة في حق النساء؛ كما هو في حق الرجال، ومن سقطت أسنانه فإنه يتسوك على لثته ولسانه وسقف حلقه؛ لأن الحكمة من السواك تنطبق على من له أسنان ومن لا أسنان له، وحتى يصيب ثواب السنَّة[22]. والصائم يتسوك قبل الزوال وبعده، ولا فرق في ذلك[23].
والأحسن أن يغسل المتسوك السواك قبل أن يتسوك؛ لحديث عائشة - رضي الله عنها - قالت: "كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - يعطيني السواك أغسله فأبـدأ به فأستاك ثم أغسلـه ثم أدفعه إليه"؛ أخرجه أبو داود[24].

ويبدأ سواكه بجانب فمه الأيمن؛ لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يعجبه التيمن في كل شيء في ترجله وتنعله وتطهره وسواكه[25] ممسكًا المسواك بيده اليسرى[26]. قال شيخُ الإسلام ابن تيمية: "وذلك لأن السواك من باب إماطة الأذى فهو؛ كالاستنثار والامتخاط ونحو ذلك، مما فيه إزالة النجاسات؛ كالاستجمار ونحوه باليسرى، وإزالة الأذى واجبها ومستحبها باليسرى" ا.هـ كلامه[27].
ويومُ الجمعة عيدُ الأسبوع، شُرع فيه الغسلُ والزينة، وقرن مع ذلك السواك، قال - عليه الصلاة والسلام -: ((غُسل يوم الجمعة واجب على كل محتلم وسواك، ويمسُّ من الطيب ما قدر عليه ))؛ أخرجه الشيخان[28].
نفعني الله وإياكم بهدي القرآن العظيم وبسنة سيد المرسلين...

الخطبة الثانية
الحمد لله حمدًا طيبًا كثيرًا مباركًا فيه كما يحب ربنا ويرضى، أحمده وأشكره وأتوب إليه وأستغفره، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله - صلى الله وسلم وبارك عليه -، وعلى آله وأصحابه، ومن اهتدى بهداهم إلى يوم الدين.
أيها المؤمنون: أهملَ كثيرٌ من الناس سُنَّة السواك تهاوُنًا بها، أو جهلاً بفضلها، أو استعاضة بغيرها عنها، ونبينا - صلى الله عليه وسلم - يقول: ((السواكُ مَطْهَرة للفم مَرْضَاة للرب))؛ أخرجه أحمد بسند صحيح[29].

وفي هذه الجملة الموجزة يظهر اجتماع خيري الدنيا والآخرة في السواك؛ لأن الله - تعالى - إذا رضي عن العبد سهل له أمور الدنيا والآخرة.
وبلغ من عناية الشريعة بالسواك أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أُمر به كثيرًا حتى قال: ((أُمرت بالسواك حتى خفت على أسناني))؛ أخرجه الطبراني[30]. وعن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((أُمرت بالسواك حتى ظننت أو حسبت أنه سَينزل فيه قرآن))[31].

ونقل الصنعاني عن صاحب البدر المنير قوله: "قد ذُكر في السواكِ زيادةٌ على مائة حديث. فواعجبًا لسنةٍ تأتي فيها الأحاديث الكثيرة ثم يهملها كثير من الناس؛ بل كثير من الفقهاء، فهذه خيبة عظيمة" ا. هـ[32].
أيها الإخوة: بان لكم ما في هذه السنة المباركة من الخير الكثير، والأجر العظيم، فلا جهل يحول بينكم وبينها، وأما التهاون فلا يحسن أن يكون صارفًا عن سنن المصطفى - صلى الله عليه وسلم - وأما الاستغناء بغيره عنه فذلك من استبدال الذي هو أدنى بالذي هو خير، ولا ثمة مانعٌ للجمع بين ما هو خير وما هو أدنى.

وقد ذكر أرباب الطب الحديث من عرب وعجم، ومسلمين وغير مسلمين في أبحاثٍ كثيرة، وبعد تَجَارِب عديدة؛ أن السواك أنفع للفم من سائر المنظفات، وقرروا أن مفعول السواك في قتل الجراثيم يمتد إلى خمس ساعات على الأقل. أما أقوى المستحضرات الحديثة فلا يصل إلى عشرين دقيقة، وذكروا له أكثر من ست عشرة فائدة طبية[33]. وهذه المنافع منافع دنيوية، ويكفينا في ذلك - معشر المسلمين - مرضاةُ الرب، وامتثالُ سنة النبي - صلى الله عليه وسلم -، ثم تطييب رائحة الفم للقرآن والصلاة والذكر، وحتى لا يتأذى الملائكةُ وجلساؤك من رائحة فمك.

فاتقوا الله ربكم، وامتثلوا سنة نبيكم، وأخلصوا لله نيتكم، واستحضروا في سواككم امتثال السنة، وطلب مرضاة الرب - سبحانه وتعالى -، قال الحافظ ابن حجر: "وينوي به الإتيان بالسنة"، قال ابن قاسم: "وذلك لأن السواك مما يُتَعَبَّد به" [34]
ألا وصلوا وسلّموا على نبيكم؛ كما أمركم بذلك ربكم.
[1] المغني لابن قدامة (1/134).
[2] أخرجه البخاري في الجمعة؛ باب السواك يوم الجمعة (887)، ومسلم في الطهارة باب السواك (252)، ونحوه عند أبي داود في الطهارة باب السواك (46)، والترمذي في الطهارة باب ماجاء في السواك (22)، والنسائي في الطهارة باب الرخصة في السواك بالعشي للصائم (1/12).
[3] أخرجه البخاري في المغازي باب مرض النبي - صلى الله عليه وسلم - ووفاته (4438).
[4] فتح الباري (2/438).
[5] في المغازي باب مرض النبي - صلى الله عليه وسلم - ووفاته (4451).
[6] الاستذكار لابن عبدالبر (3/272).
[7] أخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (1/169)، والشافعي في "مسنده" (1/27)، وأحمد (6/47)، والبخاري معلقًا مجزومًا به، انظر: "فتح الباري" (4/187)، والنسائي في الطهارة باب الترغيب في السواك (1/10)، والدارمي (1/174)، وابن خزيمة (135)، والبيهقي في "الكبرى" (1/34)، وصححه ابن حبان (1067)، والألباني في "الإرواء" (65).
[8] شرح النووي على مسلم (3/181).
[9] نيل الأوطار للشوكاني (1/143).
[10] سبق تخريجه في هامش (2).
[11] أخرجه مالك في الطهارة باب ما جاء في السواك (115)، وأحمد (2/460)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (1/43)، والبيهقي في "الكبرى" (1/35)، وابن خزيمة (140)، وصححه الألباني في "الإرواء" (70).
[12] كما في حديث حذيفة عند البخاري في الجمعة باب السواك يوم الجمعة (889)، ومسلم في الطهارة باب السواك (254)، وأبي داود في الطهارة باب السواك لمن قام من الليل (55).
[13] أخرجه أبوداود في الطهارة باب السواك لمن قام من الليل (57)، ونحوه عند مسلم في الطهارة باب السواك (253).
[14] أخرجه أحمد (2/117)، وابن نصر في قيام الليل (43)، وحسنه الألباني في "السلسلة الصحيحة" (2111).
[15] أخرجه مسلم في الطهارة باب السواك (253).
[16] أخرجه ابن ماجه في الطهارة وسننها باب السواك (288)، وصححه الألباني في "صحيح ابن ماجه" (1/53).
[17] أخرجه ابن ماجه في الطهارة وسننها باب السواك موقوفاً على علي - رضي الله عنه - (236)، وضعفه الحافظ في "التلخيص الحبير" (1/10)، وصححه الألباني في "السلسلة الصحيحة"، واحتمل أنه مرفوع، وعزاه للبيهقي في "الكبرى" (1/38)، والضياء في المختارة (1/201) انظر: "السلسلة الصحيحة" (1213).
[18] انظر: "الإنصاف للمرداوي" (1/118)، و"المبدع" لابن مفلح (1/102)، و"روضة الطالبين" للنووي (1/167)، و"حاشية ابن قاسم على الروض المربع" (1/154).
[19] أخرجه مسلم في الطهارة باب السواك (254)، وأبوداود في الطهارة باب كيف يستاك (49).
[20] ) أخرجه البخاري في الجمعة باب السواك يوم الجمعة (889)، ومسلم في الطهارة باب السواك واللفظ له (205).
[21] "عارضة الأحوذي" لابن العربي (1/40) وانظر: في ذلك "المغني" لابن قدامة (1/135)، و"المجموع" (1/281)، و"إحياء علوم الدين" (1/158).
[22] انظر: "رد المحتار" (1/236)، و"بلغة السالك" (1/49)، و"الإنصاف (1/118)، و"حاشية ابن قاسم على الروض المربع" (1/154)
[23] المسألة خلافية: فقد كره الحنابلة والشافعية السواك بعد الزوال، وهو مروي عن جمع من السلف، ورخص فيه جميع النهار الحنفية والمالكية وهو قول عند الشافعية واختاره شيخ الإسلام ابن تيمية، وانظر: "الاستذكار" (10/254)، و"الحاوي الكبير" (3/467)، و"المجموع" (1/279) و"المغني" (1/138)، و"مجموع فتاوى شيخ الإسلام" (25/226). ولا شك في أن المرخصين أحظى بالدليل؛ إذ الأصل مشروعية السواك في كل وقت للصائم وغيره، وحديث خلوف فم الصائم ليس دليلاً صالحاً على منع السواك؛ إذ لا دلالة فيه. والأحاديث التي ذكروها وفيها دلالة على منعه لا يصح منها شيء، فيبقى الحكم على أصله وهو المشروعية في كل وقت؛ والله أعلم.
[24] أخرجه أبوداود في الطهارة باب غسل السواك (52)، وصححه الألباني في "صحيح سنن أبي داود" (1/12).
[25] أخرجه البخاري في الوضوء باب التيمن في الوضوء والغسل (168)، ومسلم في الطهارة باب التيمن في الطهور وغيره (368)، وأبوداود في اللباس (4140)، والترمذي في الصلاة (608)، والنسائي في الطهارة
[26] هذه المسألة خلافية: فالأحناف والمالكية والشافعية وبعض المتأخرين من الحنابلة يرون أن السنة أن يستاك باليد اليمنى؛ لأنَّ اليد اليمنى لا تباشر القذر، ولأن السواك عبادة، واستدلوا بعموم استحباب التيمن في كل شيء وانظر في ذلك "رد المحتار (1/234)، و"مواهب الجليل" (1/265)، و"إعانة الطالبين" (1/45)، و"طرح التثريب" (2/71). ويرى الحنابلة سنية الاستياك باليسرى؛ نص عليه في الروض، وقال في الحاشية: على الصحيح من المذهب، وجزم به في الفائق وقال الشيخ: ماعلمت إمامًا خالف في الاستياك باليسرى؛ لأن الاستياك إنما شرع لإزالة ما في داخل الفم، وهذه العلة متفق عليها ا. هـ. بنصه من "حاشية ابن قاسم على الروض المربع" (1/154). والشيخ ابن عثيمين - رحمه الله تعالى - في "شرحه الممتع على الزاد" يرى أن الأمر في ذلك واسع لعدم ثبوت نص واضح، ونقل عن بعض المالكية التفصيل في ذلك، فإن تسوك لتطهير الفم عقب أكل أو نوم أو نحوه فيكون باليسرى؛ لأنه لإزالة الأذى. وإن تسوك لتحصيل السنة فباليمنى؛ لأنه مجرد قربة وعبادة ا. هـ. انظر: "الشرح الممتع" (1/127) والظاهر أن كلام شيخ الإسلام أوجه وقد فصل في تعليل ذلك، انظر: "مجموع الفتاوى" (21/108-112).
[27] مجموع فتاوى شيخ الإسلام (21/108).
[28] أخرجه البخاري في الجمعة باب الطيب يوم الجمعة (880)، ومسلم في الجمعة باب الطيب والسواك يوم الجمعة واللفظ له (846).
[29] انظر تخريجه في الهامش (7).
[30] أخرجه الطبراني في "الكبير" (11/453 - 454) برقم (12286) وفي "الأوسط"؛ كما في "مجمع البحرين" (86)، والضياء المقدسي في "الأحاديث المختارة" (10/294) برقم (311) من حديث ابن عباس - رضي الله عنهما - وأخرجه البزار؛ كما في "مختصر زوائد مسند البزار" للحافظ ابن حجر (1/256) برقم (367) بلفظ ((أمرت بالسواك حتى خشيت أن أُدْرَد، أو حتى خشيت على لثتي ولساني)) من حديث أنس بن مالك - رضي الله عنه -، وقد ذكره الألباني في "السلسلة الصحيحة" وذكر له شواهد عدة، انظر: (4/77) برقم (1556).
[31] أخرجه أحمد (1/237)، والطيالسي بنحوه (2739)، وقال الهيثمي: رواه أبو يعلى وأحمد ورجاله ثقات، انظر: "مجمع الزوائد" (2/98)، وصححه الشيخ أحمد شاكر في شرحه على المسند (2125).
[32] سبل السلام للصنعاني (1/72).
[33] انظر في ذلك: بحثًا لطيفًا في "مجلة الحكمة" (8/79-86)، وحاشية د. عبدالمعطي قلعجي على الاستذكار لابن عبدالبر (3/266).
[34] "حاشية ابن قاسم على الروض المربع" (1/155).


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
سنة السواك .. أحكام و آداب ومنافع
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
اسلام ويب :: ۩✖ منتدي الاسلاميات العامه ۩✖ :: مقــــالات اســــلاميه :: خطب مقـــرؤه-
انتقل الى: