اسلام ويب
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

من فقه الدعاء يقول سيدنا عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -: "أنا لا أحمل همَّ الإجابة، وإنما أحمل همَّّ الدعاء، فإذا أُلهمت الدعاء كانت الإجابة معه". وهذا فهم عميق أصيل ، فليس كل دعاء مجابًا، فمن الناس من يدعو على الآخرين طالبًا إنزال الأذى بهم ؛ لأنهم ينافسونه في تجارة ، أو لأن رزقهم أوسع منه ، وكل دعاء من هذا القبيل ، مردود على صاحبه لأنه باطل وعدوان على الآخرين. والدعاء مخ العبادة ، وقمة الإيمان ، وسرّ المناجاة بين العبد وربه ، والدعاء سهم من سهام الله ، ودعاء السحر سهام القدر، فإذا انطلق من قلوب ناظرة إلى ربها ، راغبة فيما عنده ، لم يكن لها دون عرش الله مكان. جلس عمر بن الخطاب يومًا على كومة من الرمل ، بعد أن أجهده السعي والطواف على الرعية ، والنظر في مصالح المسلمين ، ثم اتجه إلى الله وقال: "اللهم قد كبرت سني ، ووهنت قوتي ، وفشت رعيتي ، فاقبضني إليك غير مضيع ولا مفتون ، واكتب لي الشهادة في سبيلك ، والموت في بلد رسولك". انظر إلى هذا الدعاء ، أي طلب من الدنيا طلبه عمر، وأي شهوة من شهوات الدنيا في هذا الدعاء ، إنها الهمم العالية ، والنفوس الكبيرة ، لا تتعلق أبدًا بشيء من عرض هذه الحياة ، وصعد هذا الدعاء من قلب رجل يسوس الشرق والغرب ، ويخطب وده الجميع ، حتى قال فيه القائل: يا من رأى عمرًا تكسوه بردته ** والزيت أدم له والكوخ مأواه يهتز كسرى على كرسيه فرقًا ** من بأسه وملوك الروم تخشاه ماذا يرجو عمر من الله في دعائه ؟ إنه يشكو إليه ضعف قوته ، وثقل الواجبات والأعباء ، ويدعو ربه أن يحفظه من الفتن ، والتقصير في حق الأمة ، ثم يتطلع إلى منزلة الشهادة في سبيله ، والموت في بلد رسوله ، فما أجمل هذه الغاية ، وما أعظم هذه العاطفة التي تمتلئ حبًا وحنينًا إلى رسول الله - صل الله عليهلم -: (أن يكون مثواه بجواره). يقول معاذ بن جبل - رضي الله عنه -: "يا بن آدم أنت محتاج إلى نصيبك من الدنيا ، وأنت إلى نصيبك من الآخرة أحوج ، فإن بدأت بنصيبك من الآخرة ، مرّ بنصيبك من الدنيا فانتظمها انتظامًا ، وإن بدأت بنصيبك من الدنيا ، فائت نصيبك من الآخرة ، وأنت من الدنيا على خطر). وروى الترمذي بسنده عن النبي - صل الله عليهلم -: أنه قال: ((من أصبح والآخرة أكبر همه جمع الله له شمله ، وجعل غناه في قلبه ، وأتته الدنيا وهي راغمة ، ومن أصبح والدنيا أكبر همه فرَّق الله عليه ضيعته ، وجعل فقره بين عينيه ولم يأته من الدنيا إلا ما كُتب له)). وأخيرًا .. أرأيت كيف أُلهم عمر الدعاء وكانت الإجابة معه ، وصدق الله العظيم إذ يقول: (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ) (186)" (البقرة:186).


 

 طليعة "القول القويم في الرد على عدنان إبراهيم"

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة


avatar


نقــاط : 100210
طليعة "القول القويم في الرد على عدنان إبراهيم" Oooo14
طليعة "القول القويم في الرد على عدنان إبراهيم" User_o10

طليعة "القول القويم في الرد على عدنان إبراهيم" Empty
مُساهمةموضوع: طليعة "القول القويم في الرد على عدنان إبراهيم"   طليعة "القول القويم في الرد على عدنان إبراهيم" Emptyالجمعة 10 مايو 2013 - 4:58

طليعة "القول القويم في الرد على عدنان إبراهيم"



الحمد لله حمدًا يليق بجلال وجهِه وعظيم سلطانه، وصلَّى الله على نبيِّنا محمد، وعلى آله وصحبه وأتباعه، ومن تبِعهم بإحسان إلى يوم الدين، وسلَّم تسليمًا مباركًا فيه.



أما بعد:

فقد ظهر في الآونة الأخيرةِ خطيبٌ يُدعى "عدنان إبراهيم"، مقيمٌ في النِّمسا، يدَّعي أنَّه على مذهبِ أهل السُّنَّة، زاعمًا التجديدَ في العلم، فأصَّل أصولاً، وفرَّع عليها فروعًا خالف بها عامَّة أهلِ العلم من أهل السُّنَّةِ سلفًا وخلفًا، بل خالف طريقةَ الاستدلال الموافقِ للكتاب والسنَّة، وتكلَّم بذلك في عشرات الساعات المصوَّرةِ والمسجَّلة من خُطَب وكلمات.



وقد حشد هذا الرجلُ في سبيل ذلك معلوماتٍ كثيرةً غيرَ دقيقةٍ، أو غيرَ ذي دلالةٍ، استقاها من قراءاتٍ في الكتب من هنا وهناك، واستفاد من مهاراتِه الخطابيَّة في الدَّعوة إلى بِدَعٍ وضلالات تُزيح الحقَّ وتبدِّلُه بالباطل.



وأعلم يقينًا أنَّ وصفي لِما أتى به بالـ"ضلالات" لن يُرضيَ محبِّيه والمخدوعين به، لكن حسبي أن يصبر العاقلُ منهم لينظرَ في الحُجَّة التي أُدلي بها لبيانِ صحَّة ما أدَّعيه عليه.



و"عدنان إبراهيم" لمن يجهل حقيقةَ أقوالِه لا جديدَ كبيرٌ في طرحه؛ فكثيرٌ من الأقوال التي قالها قد قِيلت قبله، قديمًا وحديثًا من أممٍ من أهلِ البدع، لكنَّه جدَّد ذلك مع نوعٍ من الحدَاثةِ في الطَّرح، وانتقاءِ ما يناسبُ هواه.



وقد عزمتُ على بيان انحرافاتِ هذا الرجل عن الحقِّ في سلسلةٍ، تحوي كلُّ واحدةٍ منها الكلامَ عن أصلٍ أو قاعدةٍ يمكِنُ إدخالُ كثيرٍ من فروع كلامه تحتها، مع حرصي - قدر الإمكان - في هذه السلسلة على توثيقِ كلِّ ما أذكره عنه من كلامه من "مقاطع اليوتيوب".



وببيان فسادِ تلك الأصول بالحجَّة الشرعيَّة و"العقليَّة"، والتمثيلِ لها ببعض أقواله الفاسدة المبنيَّة عليها - يتبيَّنُ سقوطُ الباقي تبَعًا.



وأنبِّه ههنا إلى أنَّ محاولةَ توجيهِ نقدي لانحرافاتِ هذا الرجل وتسييره تجاه مسألة الصَّحابةِ ومعاوية بن أبي سفيان - رضي الله عنهما - حصرًا هو تقزيمٌ وتبسيطٌ لانحرافاته، وإن كانت مسألةُ الصحابة لها أهميةٌ بالغة، وسيأتي تناولها إن شاء الله في حلقة مفردة.



ولولا ما تابعته في اليوتيوب ومواقع التواصل الاجتماعي من تأثيرِ هذا الرجل على فئةٍ الشباب في هذه البلاد الطَّيبةِ، لَمَا اهتممتُ بشأن الردِّ عليه.



وسأركِّز - بمشيئة الله تعالى - على محاجَجَة أقواله بالدليل العقليِّ، والتحليل الموضوعيِّ الذي يعتمد هو عليهما كثيرًا، مع عدم إغفالِ تأصيلٍ ونقلٍ علميٍّ بقدَرٍ - إن شاء الله تعالى - ليكون خطابي موازيًا لطريقة خطابه لمن غرَّهم به.



وقد آثرتُ التعجيلَ بهذه الطليعة، التي ذكرت فيها أبرزَ ما وقع فيه هذا الرجلُ من انحرافات وبِدَع، والوسائل التي استعان بها في نشرها، مع وعدٍ منجَزٍ - إن شاء الله تعالى - بتناوُلِ الرد على شبهاته وحُجَجه فيها بتفصيل مقبولٍ في حلقات مفردة، تقدَّمت الإشارةُ إليها.



وسبب تأخُّر نزول الحلقات التفصيلية ما أشرتُ إليه من التزامي بعدم ذكرِ شيءٍ لم يقُلْه، وتوثيق كلِّ ما أُدِينُه به من كلامه، وهذا يستدعي تتبُّع كلامِه الكثير في مئات الساعات من المقاطع، وقد يفوتني شيءٌ منه على نظيره أو أشد؛ لكن يكفي من القلادة ما يُحيط بالعنق.



أبرز الأمور التي برز فيها انحرافُ عدنان إبراهيم واستخدمها لترويج كلِّ - أو أكثر - ضلالاتِه؛ يمكنُ إجمالُها في النقاط التالية:

1- دعوى العقلانية في الطرح:

من المحفوظ المتكرِّر في أقوال عدنان إبراهيم ادعاؤُه العقلَ والفكر، وأنه هو الأصل الذي ينبغي أن يُرجَعَ إليه، وبهذه الدعوى التي يعتقد أنَّه قد تفرَّد بها عمَّن خالفه، زرع في نفوس المخدوعين به عدمَ عقلانية ما عند عموم أهل السنَّة مما خالفهم فيه، وتجرَّأ وجرَّأ غيرَه على تأويل نصوص كتاب الله، وتأويل أو ردّ الصحيح من سنَّة رسوله - صلى الله عليه وسلم - بدعوى مخالفتها للعقل، وتكمن خطورةُ هذا الأصل وخطؤُه الفاضح أنَّه مبنيٌّ على شفا جرفٍ هارٍ، فإنَّه لا يمكن لعدنان إبراهيم ولا غيره أن يذكر ضابطًا تجتمع به العقولُ التي يمكن ردُّ النصوص الصريحة أو تأويلها، فما الدليلُ أن ما ذهب إليه عدنان إبراهيم موافقٌ للعقل الصحيح لا للعقل الفاسد؟!



2- استغلال هوس التجديد وزعمه أنه من روَّاده:

من الملاحظ في أقوال عدنان إبراهيم حرصُه على أن يأتي بجديدٍ يلفت الانتباه إليه، وهذا يكرِّره كثيرًا بنفسه لبيان أنه قد جاء بأمور كان أهلُ السنة غافلين عنها بسبب علماء المسلمين، وهذه الدَّعوى البرَّاقة كافية عند البعض لاستقبال ما يرونه تجديدًا.



3- التهوين من مكانة السُّنَّة النبوية، والتشكيك في حجِّيَّتها، ثم استسهال ردِّ الأحاديث الصحاح بها:

وهذا الاستدلال عليه من كلام عدنان إبراهيم كثير؛ من تكرُّرِ تأكيده عليه بقوله: "يكفينا كتاب الله"، ونحو ذلك، ومثل هذا يورث في نفوس محبِّيه الاستهانةَ بصحيح السنَّة؛ كما فعل هو في تشكيكه بالصحيحين فضلاً عن غيرهما، وسيأتي تفصيلُ ذلك في حلقةٍ مفردةٍ إن شاء الله.



وقد استخدم عدنان إبراهيم في رد الصحاح أمورًا يمكن إجمالُها في ثلاثة، كلها باطلة عند التحقيق والنظر:

الأول: دعوى مخالفةِ معنى هذه الصحاح لعقلِه هو، أو لعقل ودينِ بعض علماء العلوم التجريبية، ولو كانوا من غير المسلمين.

الثاني: دعوى مخالفة معنى هذه الصحاح وتعارضها مع نصوص كتاب الله، وهي دعوى تعود لعقل من تصوَّر ذاك التعارض.

الثالث: دعوى كونِ هذه الصِّحاح من نوع الآحاد، مع تناقضه في حجيَّتها والاستدلال بها، فيردُّ ما يخالف هواه بهذه الحجة، ويمرِّر بدهاءٍ الآحادَ بل المنكر.



ويجدر التنبيه هنا على أنَّ استخدامَ عدنان إبراهيم في رد الأحاديث الصحيحة لتلك الأمور الثلاثة مِزاجيٌّ شخصيٌّ، لا يضبطه ضابط عند تتبُّع استدلالاته، فكثيرًا ما تجد في تقريراته أحاديثَ صحيحة - فضلاً عن الأخبار المكذوبة - يمكِن مخالفتُها بالعقل من أيِّ مدَّعٍ، أو ادعاءُ أنها مخالِفة لنصوص كتاب الله تعالى، أو ادعاءُ كونها من جنس الآحادِ الذي يُنكر المعارضة به على نصوص القرآن، فما أجازه عدنان إبراهيم لنفسه من هذه الثلاث لهدم حُججِ غيره سيجيزه غيرُه لنفسه لهدم حُجج عدنان!



4- تهوينُه من إجماع مجتهدي علماء المسلمين على أمرٍ من الأمور:

وتكمن أهميَّةُ هذه النقطة عنده والتي اعتمد على ترويجها بشبهات سيأتي - إن شاء الله تعالى بيانُ وَهَائِها وسقوطها؛ من حيث إنه لا يلتزم بحُجِّيَّة شيءٍ من النصوص المخالفة لهواه، أو لفهمٍ لنصٍّ من تلك النصوص ولو أطبق عليه علماءُ السنَّة وأجمعوا عليه، وتكمنُ خطورة هذا الأصل في تحريضه الناسَ على مخالفة الإجماع دون حرجٍ أو مَلامٍ، فيخرج لنا كلُّ متعاقِل ليفهمَ نصًّا مخالفًا لأقوال السَّلف والخلف، أو يردَّه وإن احتجوا به بإجماعٍ!



5- عدم تحريره معنى الإيمان الذي ينجو به الإنسان عند الله - تعالى -:

الرجل هائمٌ على وجهه في تحرير معنى "الإيمان"، الذي ينفصل به الناجي من المؤمنين عن الهالك من الكفَّار والمُلحدين، في نفس الوقت الذي تجد فيه تباهيَه وأتباعَه وإعجابَهم بتصدِّيه لشبهات الإلحاد!



وقد أثمرت حيرتُه واضطرابه في فهم "الإيمان" عن أمور، من أبشعِها:

1- حُكمه بإيمان كارل ماركس أبي الشيوعية الكافرة بالله والدِّين، وحكمه بإيمان بعض أتباعه كـ"تشي جيفارا" الكوبي الشيوعي الثائر المعروف.

2- حكمه بنجاة وإيمان أهل الكتابين - اليهود والنصارى - حتى لو لم يؤمنوا بدين الإسلامِ، ويتَّبعوا شريعة سيد الأنام - صلى الله عليه وسلم!



وهنا سؤالٌ لكل متباهٍ بسلسلته عن الإلحاد: أنَّى لرجل أن يعالجَ كفرًا وهو لا يعرف معناه الصحيح، ولا ما يقابله من الإيمان الصحيح؟!

وأنّى لرجلٍ أن يعالج إلحادًا، وهو يرى أكبر منظِّريه ورؤوسه قد آمنوا بطريقةٍ غير مباشرةٍ؟! فكأنه يقول للملحدين من أتباعهم: حتى لو وقعتم في الإلحاد فلا ضيرَ عليكم؛ إذ "ماركس" و"جيفارا" قد عرَفا اللهَ، وآمَنَا به، وهما ملحدان! فإذًا سيقول أيُّ ملحد حينئذٍ: ما دمتُ مؤمنًا بطريقٍ غير مباشرة - كماركس وجيفارا - فلماذا أعالج نفسي من الإلحاد؟!



وليت شعري: أهذا علاج للإلحاد أم دفاعٌ عنه وتسهيلٌ لأمره؟!



6- إنكاره لكثير من أخبار الشرع الغيبية التي تكون بين يدي الساعة:

كالدجَّال ونزول عيسى والمهديِّ، وغيرها، وسبب بلائه في هذه النقطة ما تقدَّم ذكره في الأمور الثلاثة الأولى من إعراضه عن إجماع المسلمين وتحكيم عقله - بقياس هذه الأمور على عالَم الشهادة وهي من عالَم الغيب - وردِّه للسنن الثابتة الصريحة في أمرهم.



وهذا لا شكَّ أنَّه فتحٌ لباب عظيم لكل متعاقل مُتَذَاكٍ؛ ليردَّ أيَّ خبر في سنَّته - صلى الله عليه وسلم - بناءً على عدم قَبولِ عقلِه له، ثم قد يتمادى فيردُّ - بتأويلٍ باطلٍ - كثيرًا من أخبار الله في كتابه!



7- حطُّه من قدر أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - ومِن معاوية - رضي الله عنه - تحديدًا:

ولشهرة هذا الأمر عنه وكثرةِ هذَرِه فيه فسأكتفي هنا بهذا الإيجاز، مع أنه سيأتي كلام مفردٌ في حلقات مطوَّلةٍ فيه إن شاء الله تعالى.



8- استغلاله الدعوةَ إلى الحرية والتحرُّر والثورة:

وهذا ليس صعيدَ الواقع السياسي فقط، بل حتى الأحكام الشرعية والقواعد المرعية فيها، كل هذا في سياق زمن انتشرت فيه "فوضى الحريَّة!" بشتى صورها، دون مراعاة لضابطٍ شرعي أو مصلحةٍ سياسيةٍ تنظِّم تفكير الإنسان، وتحُدُّ من مطالباتِه التي تضرُّه.



ولا شكَّ أنه استفاد من حمَّى الثورات الشائعة في البلاد المحيطة بدول الخليج؛ ولذا لن نستغربَ احتفاء مذيعٍ به يعمل في قناة مشهورة مختصة بالأخبار السياسية في برنامج عهِد الناسُ أنه مختصٌّ بالسياسة!



9- تهوينُه من مكانة العلماء بلْه أقوالهم بالتهجُّم عليهم وعلى عقولهم وفكرهم، وتمجيد نفسه:

وهذا لا شكَّ يورث فيمن يوافقونه فيما يقوله أو بعضه عدمَ الثقة بكلام من يصِفُهم بتلك الأوصاف، وكأنَّ اللهَ قد حصر الحقَّ في قوله دون سائر أهل العلم في الدنيا قديمًا وحديثًا، بعصبيةٍ لا وعي فيها.



ولا يغترُّ المغترُّ ببعض مدائحه ودعائه الذي يوزِّعه عليهم عند ذكرهم، فما فائدة ثنائه ودعائه بالمغفرة لرجلٍ يذكر عنه بلادةَ فَهمه، وانتهازيتَه، وكتْمَه للحق، ويخفي تحته الباطل ويغُشُّ الناس.



10- وقوعه تحت تأثير سلطة وضغط الحضارة الغربية:

بل هلعه من طعن الملحدين واليهود في هذا الدين، وهذا امتزج مع عقلانيَّته التي يمدح نفسَه بها، وفيها ما تقدَّم الإيماءُ إليه - في النقطة الأولى - فضغط ذلك عليه حتى صار يقدِّم التنازلاتِ عمَّا يؤمن به من نصوص الوحيين؛ من أجل أن يُقنع عقلَه المحدود ويقنع الملاحدة الأذكياء بعقلانية هذا الدِّين!



وسيأتي تسليطُ الضوء في هذه النقطة تفصيلاً - إن شاء الله تعالى - عند الكلام عن "فتنة الدجَّال".



11- إذابة الفوارق الكبرى بين أهل السنة والضُلاَّل من الرافضة، ودفاعه عن دولة الرفض في إيران:

وهذه ظاهرة معروفة لمن يتابع طُرق بعضِ مرتزقةِ الرافضة والمستغفل منهم، الذين يقوم دورهم الأساسيّ على تحييد فكر أهل السنَّة ضد الرافضة، وتخديرُهم، وتنويمهم، حتى يكونَ الطريق معبَّدًا مذللاً لتسلُّل الرافضة إلى عقول وقلوب وبلاد ودماء أهل السنَّة مستقبلاً.



ولن ترى عجبًا إذ تلحظ الرجلَ كثيرًا ما يتظاهر بالحيادِ الإجباري عند نقده المذهبينِ!



ولعلَّ أبرز ما قدَّمه هذا الرجل للرافضة سياسيًّا مدحُه وهُيامُه بحكومة الصفويِّين في طهران، والذين قال عنهم: إنهم مسالِمون و"لم يؤذوا أحدًا من جيرانهم طيلة مائة وخمسين عامًا"!



وفي الوقت الذي يوجِّه سهامه ضد حكومات وحكَّام الطغيان والدكتاتورية - في وصفه المقارب لهذا - سأله مذيع قناةٍ مشهورةٍ عن حكومة الملالي في إيران والحرية التي هناك، فسُقِطَ في يده وتلكَّأ وقدَّم وأخَّر...!



في صورةٍ تُبيَّن مدى الحرج الذي يرزح تحته مَن نَقدهم! فأي خدمةٍ أعظمُ من هذا يقدِّمها للصفويِّين الذين يتربَّصون بأهل السنَّة الدوائرَ؛ ليقدِّموهم ذبائح كالنِّعاج قربانًا لثارات الحسين، التي لا تنتهي إلا بذبح آخِرِ سُنِّيٍّ لو استطاعوا؟!



وهذا يعقِله من يرى ما حصل من مذابحهم السيَّالة بأنهار الدماء في سوريا وغيرها.



تنبيهٌ لطيف: لا أُغفِلُ أنَّ هناك من سيكرِّر علينا الآن في هذا السياق أسطوانة الغباء المهترئة: لا للطائفية!



12- تظاهره بقبوله جميع الأطياف إلا أهلَ الحق الذي يعرف أنهم يكشفون أمره:

وهذا يُلحظ جليًّا وكثيرًا في كثيرٍ من خطبه ومحاضراته - إن لم يكن أكثرها - مع عدم خفاءِ ما يرسله بتشنُّجه وقبضة يده المرفوعةِ، ورفع صوته بانفعال متظاهرٍ بالغيرة، من سهام مسمومةٍ مليئةٍ بما تنبو الأسماعُ عنه من سَيْلِ تهكُّمٍ وسخرية ولَمْزٍ وشتم، وأسلوب أقرب إلى هيشات الأسواق وكلام السُّوقة.. كل هذا وهو يخاطب أهلَ العلم المخالفين له أو يردُّ عليهم! فلا علم صحيح ولا أدب ولا حِلْم! ولا التزام بدعوى الانفتاح على الطرف الآخَر!



قارنوا هذا مع انفتاحه وعاطفيته الحميميَّة الجيَّاشة مع الملحدين والصفويين!



13- ازدواجيَّته في اختيار أقوال العلماء وتصرُّفه في نقلها:

وهذه الانتقائية المِزاجيَّة لا ضابط لها إلا الهوى! وقد تقدَّم التنبيه على نظيرتها في النقطة الأولى والثالثة، وأنَّه لا ضابطَ لديه في الاحتجاج بالعقل أو أحاديث الآحاد أو ردِّهما.



لذا تجد من ثمار هذه الازدواجية أن يحتجَّ بقول فلان في بعض ما يذهب إليه، وإن كان ذاك القولُ معلومًا شذوذُه وتفرُّدُ صاحبه به، ثم تراه في مواضع لا يبالي بإجماع الأمَّة كلها، ويهوِّن من شأنه، ويضرب به عُرض الحائط، كما تقدَّم في الكلام في النقطة الرابعة.



14- خطؤه في نقل أقوال بعض العلماء للاستدلال على مراده:

وهذا يفعله بسَوْق شيءٍ من كلامهم لا يدلُّ على مطلوبه، إمَّا بفهمه فهمًا خاطئًا، أو التحكُّم في تفسيره، أو سَوقه بنوع تدليسٍ ليكون حجَّةً له.



وبعدُ، فهذه خلاصة وطليعة ما سيأتي تفصيله بعون الله وتوفيقه، وقد يكون فاتني شيءٌ ههنا سأستدركه عند ذكر التفصيل إن شاء الله تعالى.



وأسأل الله - تعالى - أن يجعلَ هذه السلسلة خالصةً لوجهه، وأن يكتب لها القَبول، وينفع بها؛ نصرةً لدينه وسُنَّةِ نبيِّه - صلى الله عليه وسلم - ويزيح بها الشبهة عن المغترِّين ببَهْرَجِه وزُخرف قوله.


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
طليعة "القول القويم في الرد على عدنان إبراهيم"
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
»  الرد القويم على المجرم الأثيم "جـ1" (WORD)
» "عدنان إبراهيم" بين العلم والتعالم
» الرد على القول بأن الإسلام وسط بين الرأسمالية
»  المَنهَجُ القويم للدّاعـيةِ الحكيم
»  { إنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ }/د.عدنان علي رضا النحوي

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
اسلام ويب :: ۩✖ Known to the islam ۩✖ :: شبهـات حــول الاسـلام-
انتقل الى: