اسلام ويب
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

من فقه الدعاء يقول سيدنا عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -: "أنا لا أحمل همَّ الإجابة، وإنما أحمل همَّّ الدعاء، فإذا أُلهمت الدعاء كانت الإجابة معه". وهذا فهم عميق أصيل ، فليس كل دعاء مجابًا، فمن الناس من يدعو على الآخرين طالبًا إنزال الأذى بهم ؛ لأنهم ينافسونه في تجارة ، أو لأن رزقهم أوسع منه ، وكل دعاء من هذا القبيل ، مردود على صاحبه لأنه باطل وعدوان على الآخرين. والدعاء مخ العبادة ، وقمة الإيمان ، وسرّ المناجاة بين العبد وربه ، والدعاء سهم من سهام الله ، ودعاء السحر سهام القدر، فإذا انطلق من قلوب ناظرة إلى ربها ، راغبة فيما عنده ، لم يكن لها دون عرش الله مكان. جلس عمر بن الخطاب يومًا على كومة من الرمل ، بعد أن أجهده السعي والطواف على الرعية ، والنظر في مصالح المسلمين ، ثم اتجه إلى الله وقال: "اللهم قد كبرت سني ، ووهنت قوتي ، وفشت رعيتي ، فاقبضني إليك غير مضيع ولا مفتون ، واكتب لي الشهادة في سبيلك ، والموت في بلد رسولك". انظر إلى هذا الدعاء ، أي طلب من الدنيا طلبه عمر، وأي شهوة من شهوات الدنيا في هذا الدعاء ، إنها الهمم العالية ، والنفوس الكبيرة ، لا تتعلق أبدًا بشيء من عرض هذه الحياة ، وصعد هذا الدعاء من قلب رجل يسوس الشرق والغرب ، ويخطب وده الجميع ، حتى قال فيه القائل: يا من رأى عمرًا تكسوه بردته ** والزيت أدم له والكوخ مأواه يهتز كسرى على كرسيه فرقًا ** من بأسه وملوك الروم تخشاه ماذا يرجو عمر من الله في دعائه ؟ إنه يشكو إليه ضعف قوته ، وثقل الواجبات والأعباء ، ويدعو ربه أن يحفظه من الفتن ، والتقصير في حق الأمة ، ثم يتطلع إلى منزلة الشهادة في سبيله ، والموت في بلد رسوله ، فما أجمل هذه الغاية ، وما أعظم هذه العاطفة التي تمتلئ حبًا وحنينًا إلى رسول الله - صل الله عليهلم -: (أن يكون مثواه بجواره). يقول معاذ بن جبل - رضي الله عنه -: "يا بن آدم أنت محتاج إلى نصيبك من الدنيا ، وأنت إلى نصيبك من الآخرة أحوج ، فإن بدأت بنصيبك من الآخرة ، مرّ بنصيبك من الدنيا فانتظمها انتظامًا ، وإن بدأت بنصيبك من الدنيا ، فائت نصيبك من الآخرة ، وأنت من الدنيا على خطر). وروى الترمذي بسنده عن النبي - صل الله عليهلم -: أنه قال: ((من أصبح والآخرة أكبر همه جمع الله له شمله ، وجعل غناه في قلبه ، وأتته الدنيا وهي راغمة ، ومن أصبح والدنيا أكبر همه فرَّق الله عليه ضيعته ، وجعل فقره بين عينيه ولم يأته من الدنيا إلا ما كُتب له)). وأخيرًا .. أرأيت كيف أُلهم عمر الدعاء وكانت الإجابة معه ، وصدق الله العظيم إذ يقول: (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ) (186)" (البقرة:186).


 

 الحوار الإسلامي.. المسيحي!!

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة


avatar


نقــاط : 100250
الحوار الإسلامي.. المسيحي!! Oooo14
الحوار الإسلامي.. المسيحي!! User_o10

الحوار الإسلامي.. المسيحي!! Empty
مُساهمةموضوع: الحوار الإسلامي.. المسيحي!!   الحوار الإسلامي.. المسيحي!! Emptyالخميس 9 مايو 2013 - 16:11

الحوار الإسلامي.. المسيحي!!


عاش المسلمون والنصارى حينًا من الدهر في وئام ووفاق، وتمسك ‏المسلمون -وما زالوا يتمسكون- بالمبادئ العظيمة التي قررها الإسلام، ‏ونطق بها القرآن: ﴿ لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ.. ﴾ [البقرة: 256].



الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله.



وبعد:‏

فإن الله عز وجل قد أكمل لنا ديننا، وأتم علينا نعمته، ورضي لنا الإسلام ‏دينًا، وإن من ثوابت الإسلام أننا نؤمن بإله واحد لا شريك له، كما نؤمن ‏بجميع الرسل الذين أرسلهم الله إلى خلقه، لا نفرق بين أحد من رسله، ‏صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين.‏



ولقد عاش المسلمون والنصارى حينًا من الدهر في وئام ووفاق، وتمسك ‏المسلمون - وما زالوا يتمسكون - بالمبادئ العظيمة التي قررها الإسلام، ‏ونطق بها القرآن: ﴿ لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ ﴾ [سورة البقرة: 256]، ﴿ لَكُمْ دِينُكُمْ ‏وَلِيَ دِينِ ﴾ [سورة الكافرون: 6]، ثم نجح اليهود - للأسف - في إفساد هذه ‏العلاقة، وإثارة الفتنة كلما وجدوا فرصة سانحة.‏



وحدثت مناقشات ومجادلات ومواجهات واتهامات!!، وتمخضت هذه الأمور ‏وغيرها عن ثلاثة مصطلحات شائعة ومعلنة بين المسلمين والنصارى هي:‏

‏• الحوار.

• التنصير.

• الاضطهاد.‏



‎ ‎أما التنصير الذي يسمونه التبشير، فقد استعمل فيه الغرب المسيحي ‏وسائل غير مشروعة، كان على رأسها الاستعمار الغربي للدول المسلمة، ‏والذي تم تسخيره لخدمة أغراض التنصير؛ ولقد نجحوا وقتها في إخفاء ‏بندقية المقاتل في قلنسوة الراهب!!، واقترن التنصير بالغذاء، والكساء ‏والدواء والكتاب؛ وبعد انهيار الشيوعية في ألبانيا المسلمة كان يقدم ‏للمسلمين الذين أنهكهم الجوع الإنجيل والطعام!‏!



وانتهى الاستعمار العسكري وحل محله الغزو الثقافي والاقتصادي، حتى ‏أصبح الكثير منًا يفكر بعقولهم، ويتكلم بلسانهم، ويستورد منهاجهم، ويحذو حذوهم!!!، ويتغنى بحضارتهم إلى غير ذلك مما لا يخفى على ذي ‏عينين.‏



وأما الاضطهاد فهو دعوى كاذبة، وأوهام لا أساس لها يطلقها نصارى ‏الغرب ويهود أمريكا من حين لآخر، ويحثهم على هذا أقوام من ‏الشرق!!؛ لحاجة في نفوسهم، وشيء أخفوه في قلوبهم: ﴿ وَاللَّهُ غَالِبٌ ‏عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ ﴾ [سورة يوسف: 21].‏



‎ وأما الحوار الإسلامي المسيحي فقد تحمس له الفاتيكان بشدة، حتى ‏إنه شكل مكتبًا خاصًّا في عام 1967 م أطلق عليه اسم (المجلس البابوي ‏للحوار بين الأديان).‏



ومع أن الهدف الأعلى للحوار ينبغي أن يكون تقوية فاعلية الدين، وتعميق تأثيره ‏الروحي لتحقيق تماسك الأسرة والمجتمع، وإعادة القيم والفضائل الغائبة.‏



إلا أن كنيسة الفاتيكان قد خرجت بالحوار عن مساره الصحيح، عندما ‏أعلنت، بل أكدت بوضوح على أن الحوار يخدم أغراض التبشير (التنصير)؛ وهذا يعني فتح آفاق جديدة من خلال الحوار لتنصير المجتمعات المسلمة!!‏



ولذلك فإننا نورد هنا نماذج من الحوار والتساؤلات المطروحة من كلا الطرفين ‏‏(المسلم، والمسيحي)، ومنها سيتضح بجلاء مدى سيطرة اليهود على أنماط ‏التفكير عند نصارى الغرب وأمريكا على سواء!‏!



ونترك القارئ الكريم مع الحوار والتساؤلات:‏

د. خالد عكشة (مسيحي أردني) مسؤول الشؤون الإسلامية في المجلس ‏البابوي - الفاتيكان:‏

أرجو من الزملاء في الوفد الإسلامي أن يتسع صدرهم لتكرار تساؤلنا حول ‏عدم سماح المملكة العربية السعودية ببناء كنائس على أرضها، رغم أنه ‏يوجد الآن في السعودية قرابة نصف مليون مسيحي كاثوليكي مع نصف ‏مليون مسيحي من الكنائس الأخرى، مما يجعلنا نشعر بأن الأقلية المسيحية ‏في السعودية لا تتمتع بحقها الديني وممارسة عباداتها أسوة بالأقليات ‏المسلمة في ديار الغرب المسيحي، وقد أجيب على النحو التالي:‏

1- نؤكد للزميل د. خالد، ولجميع أعضاء الوفد الكاثوليكي بأن تكرار ‏هذا السؤال لا يحرجنا ولا يزعجنا؛ لأن الإجابة عليه هي من الثوابت ‏عندنا التي لا تقبل المجاملة والمساومة؛ ولأنها قضية عقدية محسوم ‏أمرها في قيمنا الإسلامية من القرآن والسنة.‏



‏2- إن جوابنا الثابت والذي سبق أن وضَحناه في كل مناسبة يثار معها هذا ‏السؤال يتلخص بأننا نحن المسلمين نعتقد ونحسب أنكم في الكنيسة ‏الكاثوليكية تعتقدون كذلك بأنه يجب أن يكون لكل عقيدة دينية، وحصانة ‏جغرافية خاصة بها، لا تشاركها ولا تعايشها في تلك الجغرافية عقيدة دينية ‏أخرى، لكي يتوفر للعقيدة الدينية الحرية والاستقلالية المطلقة في الأرض ‏الخاصة بها، فمثلا أنتم الكاثوليك اتخذتم من حدود الفاتيكان الحصانة ‏الجغرافية للعقيدة الكاثوليكية، وأعلنتم أن دولة الفاتيكان هي دولة العقيدة ‏الكاثوليكية، وأنها المعنية برعاية أتباع شؤون العقيدة الكاثوليكية في العالم، وحرصًا منكم على حرية وصفاء مرجعية العقيدة الكاثوليكية ترفضون أن ‏يشارككم أو يتعايش معكم في حدود الفاتيكان أحد من أتباع الكنائس ‏المسيحية الأخرى، ولا تسمحون ببناء كنائس في داخل الفاتيكان لأتباع ‏الفرق المسيحية الأخرى مثل: البروتستانت، أو الأرثوذكس، وغيرهم، ‏وطبعًا لا تسمحون ببناء مسجد للمسلمين في داخل حدود الفاتيكان لتضمنوا ‏للعقيدة الكاثوليكية عدم اختلاطها مع المفاهيم العقدية الأخرى معها... ‏ونحن المسلمين اعتقادًا منا بهذا المبدأ السليم الذي قررته النصوص الشرعية ‏وأكد عليه رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم، حيث قرر أن الجزيرة ‏العربية كلها تمثل الحصانة الجغرافية لعقيدة الإسلام، ولا يجوز أن ‏يشاركها أو يتعايش معها في هذه الجغرافية أي عقيدة دينية أخرى، فهي ‏جغرافية حرة لعقيدة الإسلام، أما خارج هذه الجغرافية العقدية لشريعة ‏الإسلام؛ أي خارج الجزيرة العربية، فها هي كنائسهم تجاور مساجدنا في ‏بلدان المسلمين، والمسيحيون هناك يتمتعون بكل حريتهم التعبدية والوطنية، بل إن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب عندما قدم إلى القدس ورغب ‏المسيحيون من أهل القدس أن يدخل عمر، رضي الله عنه، كنيسة القيامة، ‏وأن يصلي فيها، رفض عمر تلك الرغبة، وقال: "أخشى أن يقول المسلمون: ‏هنا صلى عمر؛ فيتخذها المسلمون مسجدًا"، وكما تعلمون أن مفتاح كنيسة ‏القيامة لا يزال حتى يومنا هذا بيد عائلة مسلمة، بعد أن اتفق المسيحيون ‏من الطوائف المختلفة على هذا الأمر، بسبب من الخلاف الذي نشب بينهم ‏على شرف حمل مفتاح الكنيسة، بعد أن تراضوا على اقتسام داخل الكنيسة ‏وتنازعوا في شأن الباب من يحمل مفتاحه، فكان الحل أن أسند هذا الأمر ‏لأحد المسلمين، ارتضوه لهذا الأمر من دونهم، أما قولكم: إن هناك مليونًا ‏من الطوائف المسيحية المختلفة؛ منها نصف مليون كاثوليكي في المملكة ‏العربية السعودية، فلا نريد أن ندخل معكم في جدل حول هذا الرقم المبالغ ‏فيه، والذي نعتقد أنه يحتاج إلى كثير من الدقة والمراجعة، ولكن نريد أن ‏نؤكد لكم أنه لا يوجد في المملكة العربية السعودية مواطن واحد غير مسلم أو ‏يقيم إقامة دائمة، وأن جميع غير المسلمين من مسيحيين وغيرهم قد قدموا ‏إلى المملكة بعقود عمل مؤقتة، وأن عقود العمل تشترط على غير المسلم ‏احترام والتزام آداب وأعراف وتقاليد المملكة العربية السعودية، والعقد كما ‏هو معلوم ملزم لأطراف التعاقد، لذا فإن المتعاقد غير المسلم بنص عقد العمل ‏مطالب بقبول هذا المبدأ الإسلامي، وهو في عقد العمل صاحب خيار لا أحد ‏يجبره على الاستمرار إن وجد أن عدم بناء الكنيسة يشكل أمامه عقبة أو ‏مشكلة دينية، أما عن ممارسة الطقوس الدينية الفردية، فالمعروف أن ‏المملكة العربية السعودية لا تمنع أحدًا من المسيحيين أن يمارس حريته ‏الدينية في منزله أو في السفارات والقنصليات، بل إن نظام المملكة يسمح بفتح ‏مدارس خاصة بأبناء الجاليات التابعة للسفارات والقنصليات. ‏



أما قولك: بإعطاء حق الممارسة الدينية وبناء الكنائس للمسيحيين في المملكة ‏أسوة بالأقليات المسلمة في ديار الغرب المسيحي، نود أن نؤكد أن هذه المقارنة ‏والمقابلة فيها كثير من المغالطة للأسباب التالية:‏

‏1- الأقليات المسلمة في ديار الغرب المسيحي هي أقلية وطنية؛ فالكثير ‏من المسلمين هناك من أهل البلاد الأصليين والقسم الآخر حصلوا على ‏الجنسية، فهم مواطنون بالتجنس، والقسم الثالث مهاجر ولهم صفة ‏الإقامة الدائمة، لذا فإنه من المغالطة أن تقارن مجموعات وظيفية ‏متعاقدة لفترة محدودة وفق عقد وشروط محددة في السعودية مع أقلية ‏وطنية أو أقلية لها صفة المواطنة في ديار الغرب.‏



‏2- إن الأقليات المسلمة في ديار الغرب المسيحي خارج دولة الفاتيكان (دولة ‏العقيدة الكاثوليكية) تتمتع بأقل مما تتمتع به الأقلية المسيحية في معظم ‏ديار الشرق المسلم، مثل: مصر، وسوريا، وتركيا، وغيرها.‏



فالأقليات المسلمة في ديار الغرب المسيحي لا تزال تعاني الكثير من المحاربة ‏والمقاومة في أبسط خصوصياتها الدينية مثل قضية الحجاب والتعليم في ‏المدارس والجامعات، ولا يخفى عليكم أن بعض الجامعات في الغرب بدأت ‏تحظر على الطلاب المسلمين بعض الاختصاصات العلمية وقصرها على ‏المسيحيين من أبناء البلاد الأصليين!!‏



‏3- إن قولكم: إن المسلمين قد سمح لهم ببناء مسجد ومركز ثقافي كبير في ‏روما معقل الطائفة الكاثوليكية، وهذا يتطلب المعاملة بالمثل، فهذا أيضًا ‏فيه مغالطة تحتاج لإعادة نظر منكم في المقارنة؛ لأن روما هي عاصمة ‏الحكومة الإيطالية، وليست عاصمة الفاتيكان، وليست من أرض ‏الفاتيكان الذي يمثل الخصوصية الجغرافية للعقيدة الكاثوليكية، مثلما ‏أن المملكة العربية السعودية تمثل الخصوصية الجغرافية للعقيدة ‏الإسلامية، فإذا أردت أن تكون المقارنة مقبولة؛ فإيطاليا تقارن مع مصر ‏مثلا، حيث توجد الكنائس والمجالس البابوية في الإسكندرية والقاهرة، وقل مثل ذلك في إسطنبول، ودمشق، والمغرب، وكثير من بلدان ‏المسلمين.‏



‏4- أما عن تساؤلكم: أليست اليمن وبعض دول الخليج من الجزيرة ‏العربية؟، ومن ثم أليست هذه البلدان من أراضي الحصانة الجغرافية ‏لعقيدة الإسلام؟ فإن كان الجواب بالإيجاب!!... لماذا قبل المسلمون في هذه ‏البلاد بناء كنائس؟!... أليس هذا يعني أن فكرة القول بأن الجزيرة العربية ‏تمثل الخصوصية الجغرافية لعقيدة الإسلام إنما هي فهم سعودي فحسب ‏لا يشاركها به بقية المسلمين حتى في دول الجوار والذين هم من أرض ‏الجزيرة العربية؟‏



فلا شك أن اليمن ودول الخليج هي أجزاء من الجزيرة العربية، وهي داخلة ‏في حكم الخصوصية الجغرافية لعقيدة الإسلام، التي ما ينبغي أن يقوم فيها ‏دين آخر غير دين الإسلام، وشعوب هذه البلدان على مثل شعب المملكة ‏العربية السعودية اعتقادًا وإيمانًا بهذا المبدأ، إلا أن هذه البلدان خضعت ‏للاستعمار البريطاني وغيره في مرحلة من تاريخها، حيث قهرت إرادة ‏شعوبها وسلبت سيادتها على تصريف شؤونها الدينية والسياسية، وفي تلك ‏الظروف أقدم الاستعمار في تحدي إرادة هذه الشعوب، فأقام هذه الكنائس ‏طمعًا منه في تأصيل وجوده السياسي عن طريق تأصيل وجوده الديني، إذًا ‏هذه الكنائس لم تشيدها شعوب هذه البلدان، ولم تستأذن بأمرها، وإنما ‏الذي بناها هو الاستعمار البريطاني، منتهكًا بذلك أعراف وتقاليد وعقائد ‏أهل هذه البلدان المقهورة باستعمارهم وتسلطهم، أما وسط الجزيرة العربية ‏‏- أي المملكة العربية السعودية - فقد سلمت بفضل الله تعالى من أي استعمار ‏أجنبي، وبقيت على مدار تاريخها تُحكم بأبنائها المتمسكين بالإسلام ‏وشريعته إلى يومنا هذا، ولله الحمد. لذلك لم تتعرض لهذه الانتهاكات التي ‏تعرضت لها أطراف الجزيرة العربية.‏



هذا، ونود أن نؤكد أنه تم الاتفاق مسبقًا على عدم التطرق إلى حالات تخص ‏بلدانًا معينة، وإنما قضايا عامة.‏



أما وقد أثرتم هذه المسائل وقد سمعتم منا الأجوبة الواضحة الصريحة عليها، والتي عندنا المزيد من التوضيح والبيان بشأنها، ونحن بالمقابل لدينا ‏تساؤلات حول بعض القضايا منها:‏

‏1- تعلمون أننا نؤكد دائمًا وبنصوص واضحة من القرآن والسنة إيماننا ‏الكامل الصادق بجميع الأنبياء والرسل، وبكتب الله التي أرسلوا بها، ‏وأن إيماننا بكتب الله ورسله هو جزء لا يتجزأ من إيماننا بالقرآن ‏ورسولنا محمد - صلى الله عليه وسلم -، إلا أننا وإلى هذه الساعة لم نسمع ‏منكم، ولم يصدر عنكم تصريح واضح محدد عن إيمانكم بأن محمدًا - صلى ‏الله عليه وسلم - رسول الله، وأنه خاتم الرسل، وأن القرآن الكريم هو ‏كتاب الله الذي يمثل دين الله الكامل، وأنه يتضمن ما جاءت به الكتب ‏السماوية التي أرسل بها الرسل جميعهم، نعم لقد صدر عن المحفل ‏المسكوني الثاني تصريح يصف المسلمين بأنهم مؤمنون، وأنهم من الفئة ‏الناجية يوم القيامة، إلا أن هذا الكلام عام لا يمس جوهر الاعتراف ‏الحقيقي بالإسلام والمسلمين، ولذا فإننا نطالبكم إن أردتم الدخول في هذه ‏المسائل بالإعلان الصريح عن إيمانكم بمحمد صلى الله عليه وسلم بأنه نبي ‏مرسل، وأنه خاتم الأنبياء والمرسلين، وأن القرآن الكريم هو كتاب الله ‏الكريم، وأنه خاتم الكتب والشامل لكل تعاليم الله تعالى للناس كافة.‏



‏2- تعلمون وتعتقدون بأن اليهود قد آذوا المسيح عليه السلام، واعتدوا عليه ‏وصلبوه (باعتقادكم)، وآذوا أمه العذراء البتول (سيدتنا مريم عليها ‏السلام)، واتهموها بالزنا، وخاضوا في عرضها، ومع ذلك لا نجد لكم ‏بعثة (تبشيرية واحدة) بين اليهود!!، بل عمدتم أخيرًا إلى تبرئتهم من ‏دم المسيح، وأنهم لم يصلبوه، مما هو مخالف لأصل اعتقادكم وشعاركم ‏الديني (الصليب)، الذي لا زلتم متمسكين به رمزًا لمأساة المسيح مع ‏اليهود، بينما هناك الآلاف من البعثات (التبشيرية) في المجتمعات ‏الإسلامية تعمل على تحويل المسلمين إلى المسيحية، أو تعمل على إفساد ‏عقائدهم وإبعادهم عن التمسك بإسلامهم، فهل هذا جزاء لإيماننا ‏بالمسيح وأمه البتول وتقديسنا لرسالته الربانية؟!‏



‏3- لقد أكثرتم من أخبار الأقليات المسيحية في العالم العربي والإسلامي ‏ومطالبتكم للمزيد من الحقوق والحريات، ولم نسمع منكم كلمة واحدة ‏عن المآسي التي يعاني منها المسيحيون الفلسطينيون في فلسطين المحتلة في ‏‏(بيت لحم، والخليل، والقدس، وغيرها)، رغم أنهم يتعرضون ‏هناك إلى ما يشبه الإبادة، وقد هجر معظمهم من بيوتهم وهدمت ‏كنائسهم، وحرموا من ممارسة طقوسهم الدينية، وها هو المطران ‏كبوشي لاجئ في روما، بعد أن أُبعد بالقوة من فلسطين، وأمثاله كثير ‏من رجال الدين، مثل: المطران قرمش، والمطران حنا، وغيرهم، ‏أليس عدم تعرضكم لحالة المسيحيين المأساوية في فلسطين هو نوع من ‏التعاطف مع اليهود على حساب حقوق المسيحيين والمسلمين العرب في ‏فلسطين؟‏



‏4- لقد انتهك اليهود حرمة الحرم الإبراهيمي المنسوب إلى أبي الأنبياء ‏سيدنا إبراهيم عليه السلام، وقتلوا المسلمين هم قائمون متعبدون يصلّون ‏لله تعالى، وآراقوا الدماء ومزقوا المصاحف وداسوها بأقدامهم، فلم نسمع ‏منكم كلمة احتجاج واحدة أو تساؤلاً صحفيًّا على الأقل!!، أو كلمة عزاء ‏للمسلمين تواسيهم في أكبر مجزرة اعتداء على حرمات الدين والمتدينين ‏في فلسطين!!.. أليس هذا مما يؤكد تعاطفكم مع اليهود على حساب ‏المسلمين وحقوقهم الوطنية الدينية في فلسطين؟، أو ليس من العدل أن ‏تستنكروا الظلم والعدوان!!‏



5- لقد جاء قرار الكونجرس الأمريكي الذي أعلن فيه أن القدس عاصمة ‏أبدية لدولة إسرائيل، كنتيجة للمظاهرة الكبرى التي نظمتها الكنائس ‏الأمريكية من كاثوليكية وغيرها، وقد حشدوا لها مليون مشارك من ‏أتباع الكنائس المسيحية تطالب بأن تكون القدس عاصمة لإسرائيل، ‏فكيف تريدون منا أن نفهم هذا التكامل بين موقف الكنائس وموقف ‏الكونجرس؟، أليس هذا مما يؤكد العداوة للإسلام والمسلمين في أخص ‏خصوصياتهم؟، ومع ذلك لم نسمع من الفاتيكان كلمة استنكار أو استفسار ‏عن هذا الموقف المؤذي للمسلمين في العالم، الذي يشكل اعتداءً صارخًا ‏على حقوق الفلسطينيين من مسيحيين ومسلمين في فلسطين، أوَ ليس هذا ‏انحيازًا واضحًا للاعتداء والظلم اليهودي المتزايد هناك.‏



6- ما كنا نرغب أن نتحدث بهذا ولا يزال لدينا المزيد مما نعلم أنه ‏يحرجكم، لولا أنكم فتحتم الباب لهذا المنحى في الحوار، ونحن على ‏استعداد كامل لتقديم الكثير والكثير من مواقف الخلل لدى الجانب ‏المسيحي ضد الإسلام والمسلمين، كما لدينا الاستعداد للإجابة عن كل ‏تساؤلاتكم المكتوبة، فنحن لا نشعر بالحرج تجاه أي سؤال يوجه لنا ‏على كل مستوى ديني أو ثقافي أو تاريخي، ونأمل أن يكون نفس القدر ‏من الاستعداد وعدم الحرج فيما يوجه إليكم من تساؤلات أو معلومات ‏حول قيمكم الدينية أو مواقفكم التاريخية والمعاصرة تجاه الإسلام ‏والمسلمين.‏



وصلى الله وسلم وبارك على نبيا محمد وآله وصحبه.‏


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الحوار الإسلامي.. المسيحي!!
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الإخاء الإسلامي المسيحي ( ميلاد المسيح )
» المرأة المسيحية التي هدمت الدين المسيحي وقضت عليه
» حوار حول الحوار مع غير المسلمين
»  مرجعية الحوار
»  الحوار بين الأديان

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
اسلام ويب :: ۩✖ Known to the islam ۩✖ :: شبهـات حــول الاسـلام-
انتقل الى: