السؤال
السلام عليكم ورحمة الله,,,
أعاني من السمنة المفرطة بعد الولادة, عمر ابني الآن 6 أشهر, ويرضع قليلا, مع الكثير من الحليب الصناعي.
بعد الولادة لم تأتِ الدورة مطلقا إلا نقطا بنية اللون, وأنا الآن أعمل حمية غذائية, مع مراجعة أسبوعية لطبيبة التغذية, لم ينزل وزني خلال 9 أسابيع سوى 6 كيلو غرامات, مع الرياضة (الإيروبيك) نصف ساعة, والمشي ساعة لمدة 5 أيام في الأسبوع, علما أن وزني الآن 89.8, وطولي 163, وتقول الطبيبة: إن نزولي بطيء جدا, مع أن الحمية لا تتجاوز 1200 (كالوري) في اليوم, مع ممارسة الرياضة -كما قلت- فهل السبب هو عدم انتظام الدورة؟
والسؤال الثاني: كم مرة في الأسبوع أستطيع أن أقوم بالرياضة؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ رولا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
إن عدم انتظام الدورة ناتج عن زيادة الوزن, وليس العكس, أي ليست السمنة وعدم الاستجابة للحمية هي بسبب انقطاع الدورة.
في حالة السمنة يرتفع نوع خاص من هرمون الاستروجين في الدم اسمه ( الاسترون), وهو يأتي من النسيج الشحمي, وكلما زادت كمية الشحم كلما ارتفع هذا الهرمون مما يسبب اضطرابا في عمل المبيض, كما أن زيادة الوزن تؤدي إلى تكيس المبايض.
وإن انخفاض الوزن هو الخطوة الأولى في العلاج في هذه الحالة؛ لأنه يصحح مسار إنتاج الهرمونات في الجسم, ويعيد للمبيض توازنه, لذلك –يا عزيزتي- ليس صحيحا أن وزنك لا ينخفض بسبب أن الدورة غير منتظمة.
إن خسارة 6 كلغ من الوزن خلال 9 أسابيع يعتبر إنجازا جيدا, بل ومثاليا.
والنصيحة التي أقدمها لك هي الاستمرار على نفس النظام الغذائي, والرياضي, والصبر, وعدم اليأس, وقد تشعرين بأن خسارة الوزن بطيئة, ولا تتناسب مع الجهد الذي تبذلينه, وهذا حقيقي, وسببه أو تفسيره هو: أن في جسم الإنسان آلية فيزيولوجية تمكنه من الدفاع عن نفسه خلال بعض الظروف غير المؤلوفة, ومنها اتباع الحمية, فعندما يستشعر الجسم بأن المتوفر له من الطعام قد قل عن المعتاد, تحدث حالة تشبه الاستنفار في الجسم فيتم إصدار الأوامر لكل خلايا الجسم لتتقشف, ولتصبح أبطأ في استهلاكها لمخزون الجسم من الدهون, ولتتأقلم مع ما هو متوفر من طعام؛ وذلك لتحمي نفسها, وتحمي الجسم كله في حال استمر الطعام بهذه الكمية القليلة, ونتيجة هذا هو أن يضعف الاستقلاب الداخلي لكل الجسم, ويقل استهلاكه للطاقة والسعرات الحرارية, وبطريقة معجزة لا نعرفها بعد, يصبح الجسم يقوم بنفس المجهود, ولكن بكمية حراريات أقل, مما يعني بأن تصبح خسارة الوزن بطيئة, والأمر أشبه بحال الإنسان عندما تقل مدخراته من المال فيتقشف ويصرف مالًا أقل.
إن جسم الإنسان يعتبر حقا معجزة لازلنا نجهل أغلب أسرارها, وصدق الله العظيم حين قال في محكم كتابه: (هذا خلق الله فأروني ماذا خلق الذين من دونه).
قصدت أن أوضح لك حقيقة ما يحدث من ناحية طبية, ذلك لأن هذه المعرفة تجعلك لا تحبطين, وتشعرين باليأس, فالكثيرات يتوقفن عن الحمية في هذه المرحلة لاعتقادهن أن أجسامهن لن تستجيب, ولا فائدة من الحمية, والحقيقة هي أن خسارة الوزن ستسمر, ولكن بشكل أبطأ, ليس لعيب في الجسد, بل بسبب دفاع الجسم عن نفسه.
وبالنسبة للرياضة: ففائدتها الكبيرة ليست في خفض الوزن, بل في المحافظة على الكتلة العضلية للجسم, ففي الرياضة يتم حرق سعرات حرارية كثيرة, لكن في المقابل تقوي العضلات, وتشكل نسبة أكبر من وزن الجسم, وكثير من الناس الذين يمارسون الرياضة بدون حمية تبقى أوزانهم كما هي, وبالعكس قد تزداد أحيانا.
إذن أشجعك على الاستمرار على نفس الحمية, وعلى ممارسة الرياضة, ويمكنك ممارسة الرياضة يوميا مدة ساعة -إن استطعت- فهذا هو الشيء المثالي والصحيح.
أنصحك بالصبر, وعدم الشعور باليأس, أو الإحباط, فخسارة الوزن قد تبدو بطيئة, لكن مع مرور الوقت ستلاحظين الفرق.
نسأل الله عز وجل أن يمن عليك بثوب الصحة والعافية دائما.