السؤالالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.أشكركم جزيل الشكر على جهودكم في هذه الشبكة الماتعة، وجزاكم الله خيرًا. أنا
متزوِّج منذ سنوات، وعندي أطفالٌ، تعرَّفتُ على زوجتي في الغُربةِ، وكانتْ
وقتها على عَلاقةٍ بزميلٍ لها، وقدر الله أن يفترقا، وبعدها توطَّدت
عَلاقة الصَّداقة بيني وبينها، وكان هذا حافزًا جعَلَها تتحدَّث بصراحةٍ،
وعرفتُ أنها فَقَدتْ عُذريتها خلال عَلاقتها المذكورة!انتهتْ
علاقتنا بالزواج والإنجاب، ومع مرور الأيام أصبحتُ أحسُّ بالندَم، وأتألَّم
يوميًّا، بدأتُ بهَجْرِها، والتفكير في الطلاق، وصولًا إلى التفكير في
الانتحار! أفيدوني ماذا أفعل؟ جعل الله ردَّكم في ميزان حسناتكم. الجوابوعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.هناك عَلاقاتٌ مؤلمة؛ لأنها لم
تُبْنَ على الثقة، وهناك عَلاقات مؤلمةٌ؛ لأنها لم تُبْنَ على مُراقبة الله
وخشيته، وهناك عَلاقةٌ مؤلمة؛ لأنها تصدمنا بتلوُّن وواقعٍ غير ما كنا
نراه تمامًا!
لم تخدعْك زوجُك، بل أخبرتْكَ،
وكانتْ واضحةً معك مِن البداية؛ قَبْل الارْتِباطِ، ورغم تقديرنا أنَّ
الأمر ليس سهلًا، لكنه يحتاج الكثير مِن الحكمة؛ حتى لا يُشعِل قلقُك
النارَ في الهشيم!
بدايةً صِدْقُها يُكتَب لها لا
عليها، لكن المهم أن تكونَ تخشى الله، ونَدِمتْ على فعلتِها، وتابتْ منها؛
فمَن يخشَ الله لا نخشَ عليه، فمهما غلبتْه شهواتُه يعود ويندم، ويحرص
ويحذر، ويتعلم مِن أخطائه.
الشيطانُ - لا شك - له دورٌ كبير في تقبيح الحلال، وتزيينِ الحرام؛ لذلك احذَرْ منه، وأَغلِق منافِذَه، وأَعِد الأمور إلى نصابها.
فكِّر في زوجتك بطريقةٍ مختلفة، فكِّر فيها اليوم - ولا تفكِّر في الماضي الذي يسبق ارتباطكما - هل يوجد بها ما يُقلقك؟
هل تُسعِدك وتُساعدك؟ هل تحرص على أبنائكما؟ هل هناك سببٌ جعَل الذِّكْرى تتفجَّر في هذا الوقت؟ "مع رغبة في الانتحار"! لماذا؟
الرغبة في الانتحار تعني أنك تتضايَق مِن نفسك لا منها؟ وتعني شكلًا مِن أشكال الاكتئاب، يحتاج لمتابَعة وعلاجٍ، ولا يجب أن تهملَه!
ركِّز على اليوم، ودَعِ الماضي؛
فقد انتهى، المهمُّ الآن أن تفهمَ سبب مشاعرِك، وتُجِيد التعامل معها،
وترى إن كانتْ زوجتكَ اليوم تستحق الثقة وقد تابتْ عن فِعْل الأمس حقيقة،
أم إنك تتعب الآن بسبب عدم حِرْصِها، أو توبتها.
تحتاج إلى أن تحسمَ أمر قلبك، وتستعيدَ ثقتك بها لتستمر الحياة.
حاوِرها، وحاوِلْ أن تطلبَ منها مساعدتكَ دون أن تجرحها، واهتم ببيتك وبأولادك، وركِّز على طريقة تتجاوز بها مشاعرك هذه.
إن لم تستطعْ, وبَقِي هذا الأمرُ مُنغِّصًا عليك حياتك؛ فإمساكٌ بمعروفٍ، أو تسريح بإحسانٍ.
فكِّر في طريقة للانفصال، دون أن تخسرَ بها أولادك، أو تقصِّر بها في حقوقهم، ودون أن تظلمَها معك.
استخِر قبل أيِّ تصرف، وتأكَّد قبلها أن الأمرَ ليس مجرد ضغط مؤَقَّت.
وتأكَّد مِن مشكلتك، هل هي فعلًا تتعلق بهذا الأمر؟ أو إنها نتيجة مشاكل أخرى، وكانتْ هذه الأوضح فحسب!
أعانك الله، وبرَّد قلبك، ويسَّر لك أمرك