السؤالالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.تحية طيبة لكلِّ القائمين على هذا الصرْحِ العظيم، أودُّ أن تساعدوني في الآتي، وجزاكم الله خيرًا:تتلخَّص
مشكلتي الحاليَّة في مُعاناتي من كوني شخصيَّة تجنُّبيَّة، كنتُ في الماضي
أُعاني من الرهاب الاجتماعي، لكنَّني عُولِجتُ منه بمساعدة مختصِّين
نفسيين، كذلك أعيشُ في بيئتي وحيدة، وفي جَوٍّ مريض نفسيًّا تقريبًا،
لكنَّه في تحسُّن (أقصد عائلتي).أعمل
وأدرس، لكن بشكلٍ جُزئي؛ بما يعني أنَّني لا أختلط أو أتفاعل بشكلٍ
اجتِماعي قويٍّ، وإنْ حدَث أيُّ ظرف يجعلني موجودةً في نشاطات اجتماعيَّة
أجدُ نفسي أتغيَّب عنها، قد أغصب نفسي أحيانًا على الذهاب لمثل تلك
النشاطات، لكن أبقى بعيدةً.بحثتُ
عن عِلاجاتٍ لهذه الشخصيَّة من خلال الإنترنت، لكن معظمها تضمَّن الذهاب
إلى مختصٍّ نفسيٍّ؛ مثل: عملية الاستبصار، والعلاجات الجماعيَّة، والعلاج
المعرفي....مشكلتي
أنني لا أستطيع الذهاب إلى أيِّ مختصٍّ نفسيٍّ، فهلَّا ساعدتموني بطُرُقٍ
عمليَّة أخرى أفعَلُها بنفسي؛ لأنَّ كلَّ ما سبق من الحلول والتقنيَّات
يحتاجُ لشخصٍ يدعمني إنْ لم يكنْ مختصًّا، وأنا ليس لديَّ ذاك الشخص، فهل
هناك طريقة أخرى؟ الجوابأختي العزيزة، حيَّاكِ الله وعافاكِ.وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. تتميَّز الشخصيَّة التجنُّبية Avoidant personality بنمطٍ شائعٍ من السمات الشخصيَّة التالية:1- الإحجام عنِ المشاركة في الأنشطة الاجتماعية التي تتطلَّب العمَل المباشر مع الآخرين.
2- التردُّد في تجربة أيِّ شيءٍ جديد أو مختلف.
3- الحساسية المفرِطة عند التعامُل مع الآخَرين.
4- القلَق والخوف مِن الوقوع ضحيَّة الحرَج من سُخرية الآخَرين.
5- الشعور بالدُّونيَّة وعدم الكفاءة الشخصيَّة.
يستَغرِق تطوير الشخصيَّة سنوات
عديدة لإحداث التغيير الإيجابي المطلوب في الشخصيَّة، وجُلُّ ما أنصحكِ به
لتطوير شخصيَّتكِ هو العمل على جانبين مهمَّين:
أحدهما: بناء وترميم ثقتكِ بنفسكِ.
والآخَر: هدْم الحواجِز النفسيَّة بينكِ وبين الآخَرين، ثم مدُّ جسور التواصُل بينكِ وبينهم.
يعتَمِد بناءُ الثقة على قاعدتَيْن رئيستين:الأولى: تحسين التقييم الذاتي؛ بمحاولة النظر الدائم إلى نِقاط القوَّة،
والإنجازات الشخصيَّة، والجوانب الإيجابيَّة في شخصيَّتك، بعيدًا عن
المثاليَّة أو الكَمال.
الثانية: التشجيع
الذاتي المستمرُّ، فإذا واجهتِ مشكلةً، أو تَمَّ وضعكِ في مَوقفٍ صعبٍ،
فعليكِ ببثِّ الرسائل الداخليَّة الإيجابيَّة إلى نفسكِ على نحو: "أستطيع"،
و"سأنجح إنْ شاء الله"، "كلُّ الناس قادرون على فِعل ذلك، وأنا أيضًا
قادرة"... إلخ، مع الدعاء بانشِراح الصدر وتيسير الأمر.
أمَّا بناء جُسور التواصُل
فيقوم على أساسٍ واحد، هو التواصُل التدريجي مع الآخَرين باتِّخاذ صَداقات
جديدة في كلِّ مرَّة، على سبيل المثال: وأنتِ في المدرسة، أو الجامعة، أو
المعهد الذي تدرسين فيه، حاوِلي الحديث مع زميلاتكِ في الفصل لمدَّةٍ لا
تزيد عن عشر دقائق في الأسبوع الأوَّل، ثم زيدي خمسَ دقائق أخرى كلَّ
أسبوع، ومع مرور الوقت ستنحلُّ تلك العُقَدُ مِن تلقاء نفسها، فقط بادِري
أنتِ بالخطوة الأولى، واطلُبي منَ الله العَوْن والتوفيق، وكلُّ الأمور
ستسيرُ كما تُحِبِّين - بإذنه تعالى.
أنصَحُكِ أخيرًا بالمداوَمة على
تناوُل كبسولات أوميغا 3 الزيتيَّة؛ لكون شخصيَّتكِ مبنيَّة على القلق
والتوتر، ولأوميغا 3 مفعولٌ جيد - بإذن الله - في خَفض مستويات التوتُّر
والقلق، وهي متوافِرة في الصيدليَّات ومحلات الأغذية التكميليَّة، ولا
تحتاج إلى مشورةٍ طبيَّة.
دومي بخيرٍ، واسلَمِي من كلِّ شر