السؤالبسم الله الرحمن الرحيم
في البداية أشكر القائمين على هذه الشبكة، وبارك الله فيكم، وجزاكم الله عنا خيرًا.أولًا:
مشكلتي بدأتْ منذ الصِّغَر؛ حيث تعرَّضتُ لتحرشات جنسية كثيرةٍ، وكان عمري
آنذاك بين الرابعة والخامسة، وكانتْ أسرتي بعيدةً عني عطفًا وحنانًا، ولا
تهتم بي، ثم التحقتُ بالمسجدِ للدراسة؛ فتحسَّنتْ أحوالي النفسيةُ، وأنا في
الخامسة والسادسة، وبدأت بعدها مرحلة الدراسة، لكن للأسف كانتْ دائمًا
تَأتِيني أفكارٌ جنسية غريبةٌ، وكان عمري بين الثانية عشرة والرابعة عشرة،
فكنتُ أمارس عادةً لم أكن أعرفُ ما هي! حتى عَرَفتُ أنها محرَّمة في
دينِنا، وهي العادة السرية؛ فانقطعتُ عن ممارستِها لمدة، لكن مجرد أن
تأتيني رغبةٌ في ذلك، لا أقوى على امتلاك نفسي، وأقوم بممارستها، وبعدها
أغضب وأبكي خوفًا مِنَ الله وعقابه!أشعر
أني مُنَافِقة؛ فأنا في الظاهر مُلتزمةٌ، وفي الباطن شيءٌ آخر، وأدعو الله
كثيرًا أن يُذهِبَ عني هذه العادة، وأن يَرزُقَنِي الزوجَ الصالح الذي
يُعِينُني على طاعتِه.تقدَّم
لي شخصٌ ملتزمٌ، لكن أفراد الأسرة كلهم كانوا ضد هذا الشخص، وكلهم أصبحوا
خبراءَ فيمَن يصلح، ومَن لا يصلح! وتدخلوا كلهم في الأمر، ورُفِض هذا
الشخصُ! واستمرَّت حالتي على هذا المنوال المعتاد، ورغم أنني أُكمِل
دراستي، ومعروف عني أني ملتزمة وعلى خُلُق، وممن يحفظ القرآن، وهناك مَن
يتَّخِذُني قدوة - فإنني والله أكره نفسي حين أعصي الله، وكأنَّ كلَّ شيءٍ
أَفعَلُه مِنْ أجل الناس، وما أقوم به للهِ في الخلوات لا يعلمه إلا هو،
وهو علَّام الغيوب.كنتُ
أُمَنِّي نفسي في أن أتغيَّر بعد أن أَبلُغ أكثر، لكن الأمر ما زال
مُستمرًّا معي، وأصبحتُ أرى المواقع غير اللائقة! وأحاول أن أمنع نفسي في
أغلب الحالات عن هذا، سواء هذه العادة، أو مشاهدة مثل هذه المواقع، ويحدث
لي إنزال، وتحدث لي أشياء أخرى أحس بها، لا أدري كيف أنا الآن؟تقدَّم
لي شخصٌ يكبرني بكثيرٍ، وهو خَلُوقٌ ومُتواضعٌ، لكنه غير متدين التدين
الذي أريد أن أربِّي أولادي في جوِّه، والذي تربَّيْتُ فيه.وقد استخرتُ واستشرتُ مَن هم أقرب إليَّ، فوَجَدوا فيه الشخص الجادَّ والناضجَ، وأنا أيضًا لم أجد بعد الاستخارة إلا خيرًا.لكن
يبقى التردُّد مِنْ ناحيةِ أنني أخشى أن أَظلِمه معي؛ اذ إنني قرأتُ
كثيرًا عمَّن مارَسوا العادة السريةَ، أو تكون لهم مشاهدات لهذه المواقع،
أنهم يكونون غير مُرتاحين في عَلاقتهم، وأيضًا تؤرِّقني فكرة أنني لستُ
ككلِّ البنات، مع أنني بِكْرٌ، لكن أحس أن شَكْل فرجي قد تغيَّر بسبب هذه
الممارَسة، وبسبب الشهوة التي أشعر بها في فترةِ ما بعد الدورة الشهرية أو
قبلها، بدون أن أمسَّ نفسي، وأحيانًا باحتكاكٍ يسير لملابسي، أو حتى أثناء
الاستحمام بالماء، فلَمْ أَعُدْ أُطِيق نفسي بسبب هذا، وأحس نفسي في كلِّ
شيء غير طبيعية؛ فأنا أُستَثَارُ بسرعةٍ.وحيرتي
الكبرى تكمن في هذا السؤال: هل يُمكِن أن أخبرَ مَنْ سيكون زوجي في
المستقبل عن هذا الأمر؟ أو أترك الأمر لحين يَكتُب لله لي فَرَجًا، وييسِّر
لي قدرةً أستطيع بها أن أتغلَّب عليها؟بسبب
هذه المصارحة أفضِّل أن أَرفُضَ أي شخص قبل أن يدقَّ بابي ويسأل أهلي؛
فأنا أستحيي مِنْ نفسي، لدرجة أني أتمنى أن تنشقَّ الأرض وتبلعني.أَلتَمِسُ منكم جوابًا يضمِّد جراحي، ويهدِّئ بالي، ويُذهِب همي وغمي، ويفرِّج كُرْبَتي. بارك
الله فيكم، وأسألُ الله العلي القدير ألَّا يطردنا مِنْ بابه، وأن يجعلنا
مِنَ المقرَّبين إليه، ويغفرَ لنا خطايانا، اللهم آمين.والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. الجواببسم الله الموفَّق للصواب
وهو المستعان
أيتها العزيزةُ، خار اللهُ لكِ في هذا الخاطبِ، وأمتعَكِ به، ورزقَكِ السعادةَ، وقوَّة الإرادة، وصلاح البال والحال، آمين.
وبعدُ، فقد آن لكِ أن تُقلِعِي
عمَّا عوَّدتِ نفسَكِ عليه لله تعالى أولًا، ثم لمصلحتِكِ، أما الآثارُ
السلبيةُ المترتِّبة على هذه العادة فليستْ بصحيحة.
يقول د. ياسر بكار في استشارة: "
العادة السرية دمرت حياتي":
"العقلاء في كلِّ العالم ينصحون بضرورةِ أن يسعى الإنسان بكلِّ جهده
لإيقاف هذه العادة؛ لكن يجب أن نقرَّ أيضًا أنه ليس لها آثارٌ طويلة الأمد،
ولا تسبِّب أمراضًا عضوية، كما لا تؤثِّر على الزواج، وبناء حياة أسرية
طبيعية إذا تمَّ التوقُّف عنها".
المشكلةُ حقيقة ليستْ في العادة
نفسها، بل في جهل كثيرٍ مِنَ الأزواج بإمتاع الزوجات بمقدار استمتاعهم
بهن! ومن أقبح الجهل الجنسي جهلُ الزوج بإثارة البَظْر الذي يتمُّ تهييجُه
في العادة السرية لبلوغ المُتْعَة الجنسية، فإذا انتهى الجماع بدونِ إثارةِ
المواضع الشَّبَقية في جسد الزوجة - أي: الأماكن التي تَكثُر فيها
النهايات العصبية الموصلة إلى منطقة الحساسية الجنسية في المخ بما في ذلك
البظر والمهبل - فالنتيجةُ حتمًا عدمُ شعور الزوجة بالمتعة الجنسية!
ووقتئذٍ تبدأ الزوجة بعزوِ السبب إلى الاستمناءِ باليدِ قبل الزواج،
والصوابُ أن العضوَ الذي كان يُستَثَار بالاستمناء (البظر) لم يَعُدْ
يستثار في الجماع الزوجي بالطريقةِ نفسها، أو بما يكفي لبلوغ المتعة
الجنسية؛ إما جهلًا من الزوج، أو أنانيةً منه! ولتجنُّب هذا الأثر لا بدَّ
مِنَ المصارحة الحميمية بعد الزواج حول التفضيلات الجنسية، والتنبيه على
المواضع الشَّبَقِية في الجسد بطريقة مناسبة.
أما ما ذكرتِ مِن أن شكلَ
الفَرْج قد تغيَّر مع طول الممارسة، فبالتأكيد هذا وهمٌ منكِ؛ إذ لا شيءَ
يُمكِنُه تغييرُ شكلِ الفرج - بما في ذلك الولادة المتكرِّرة - إلا أن يقعَ
تحت يدي جرَّاح فاشل! كلُّ ما في الأمرِ أن شكلَ الأعضاء يختلف من شخص
لآخر، فلكل الناس أعين، لكن قلَّ أن تتشابَه الأعينُ؛ أليس كذلك؟ فهنالك
أعين كبيرة، وأعين صغيرة، وأعين جاحظة، وغائرة، وكحلاء، ونَجْلاء، وأعين
سود وخضر، ولكل الناس أفواهٌ، ولكن الشفاه تختلف، والأسنان تختلف، وكذلك
الأصوات والابتسامات، وحتى المفردات النابعة من تلك الأفواه، وهكذا الشأن
مع كل عضو.
زيادةُ الشهوةِ الجنسية قبيل
الدورة الشهرية أو بعدها أو أثناءها طبيعيةٌ عند أكثر النساء، وامتلاككِ
القدرة على قراءة أحاسيسِكِ الجنسية تُحسَب لكِ، فبهذا الفَهم الجنسي
يُمكِنُكِ التعبيرُ عن رغباتكِ الجنسية وإسعاد نفسكِ وزوجكِ مستقبلًا
بمشيئة المولى - عز وجل.
أمَّا أن تُخبِري زوجَ المستقبل
بأنكِ كنتِ تَستَمنِين، فليس هذا من العقلِ في شيءٍ، كما أن الشريعةَ
السمحة تندبُ إلى السترِ، فاستُرِي على نفسِكِ، والله يغفر لكِ، ويستر
عليكِ، ويبلغكِ جميع أمانيكِ.
والله - سبحانه وتعالى - أعلم بالصواب، وله الحمد والنعمة، وبه التوفيق والعصمة