السؤالالسلام عليكم،،،أنا حار
جدًّا, لا أدري ماذا أفعل, أحس بذل، بسبب المعاصي، كنت أدعو الناس في
الإنترنت، وألقي الدروس, ولكن كنت أتحدث مع النساء في الخاص، وأتكلم معهن
بكلام فاحش، أنا أحب - كثيرًا - العلم، ولكن تغلبني شهوتي, لذا؛ عزمت على
الهجرة إلى الجامعة الإسلامية؛ لطلب العلم، ولكي أغير حياتي الماضية, لكن
بعد فترة في الجامعة، تكلمت مع أخت متزوجة كنت أعرفها قبل زواجها, والشيطان
- مرة أخرى - غرني، وتكلمت معها بكلام فاحش, والمشكلة أن زوجها اكتشف هذه
المكالمة، والآن يهددني بنشر كل ما قلت؛ لكي يحذر الناس من رجل مثلي، قال
لي: أنا سأسترك، إذا تركت الدعوة, أما إذا رأيتك تدعو الناس, سأفضحك، ماذا
أفعل يا شيخ؟ أنا تبت من هذا، وطلبت المسامحة من الأخ, لكن لم يقبل، أحس
بذل،، الجوابالحمدُ للهِ، والصلاةُ والسلامُ على رسولِ اللهِ، وعلى آلِهِ وصحبِهِ ومن والاهُ، أمَّا بعدُ:
وهل فيما ذكرته مشورة؟! اترك
الدعوة وشأنها، ولا تتصدَّ لنصح غيرك، حتى لا يُؤتَى الإسلام من قبلك،
ويُضرَبَ على قلبك، فلا تستطيع التوبة ولا الأوبة؛ فقد أخطأتَ عدة أخطاء،
وتماديت، ولذلك؛ فُضِحْتَ، والله - تعالى - سَتِيْر، لا يفضح عبده حتى يسرف
على نفسه بالمعاصي، ويتمادى؛ كما روي عن عمر المحدَّثِ الملهمِ، وهل تظن
أن لسؤالك موضعًا، بعد ما اتخذت دين الله والدعوة التي هي عمل الأنبياء،
والخُلص من أتباعهم، بازيًا تصطاد به النساء في الخاص، وتحدثهن بالكلام
الفاحش؟!!
وأنت تعلم أن شهوتك تغلبك - كما
تقول - وَتَعَلُّق القلب بالنساء، يصرفه عن دعوته، فلماذا تعرضت للحديث مع
النساء، ألم تعلم بأن الله يرى، ويغار، وغيرته أن تنتهك محارمه، فكيف إذا
انتُهِكت باسم الدين والدعوة.
ثم من أجاز لك أن تعمل في حقل
الدعوة أصلاً، وهل فَرَغْتَ من نفسك بالعلم والعمل والمجاهدة، ألم تتعلم أن
النفوس مجبولة على عدم الانتفاع بكلام من لا يعمل بعلمه، ولا ينتفع به،
فضلًا عن أن يخالفه، وأنه عند جماعة العقلاء، بمنزلة الطبيب يصف دواء لمرض
به مثله، والطبيب معرض عن دوائه، غير ملتفت، فالداعية والواعظ أسوأ حالًا
منه؛ لأن ما يعظ به سبيلٌ وحيدٌ للنجاة لا يقوم غيره مقامه، بخلاف الدواء؛
فإن له بدائلَ وأشباهًا، ولأجل هذه النفرة؛ قال نبي الله شعيب - عليه
السلام - لقومه: ﴿
وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ ﴾ [هود: 88].
وقال أبو الأسود الدؤلي:
يأيها الرجلُ المعلمُ غيرَهُ ... هلا لنفسِكَ كان ذا التعليمُ؟ تصفُ الدواء لذي السقامِ وذي الضنى ... كيما يصحَّ به وأنتَ سقيمُ ونراكَ تصلحُ بالرشادِ عقولَنا ... أبداً وأنتَ من الرشادِ عديمُ لا تنهَ عن خلقٍ وتأتيَ مثلهُ ... عارٌ عليكَ إِذا فعْلتَ عظيمُ وابدأ بنفسِكَ فانَهها عن غَيِّها ... فإِذا انتهتْ منه فأنتَ حكيمُ فهناكَ يقبلُ ما وعظْتَ ويفتدى ... بالعلم منكَ وينفعُ التعليمُ
|
ثم مَن مِن أهل العلم رخص لك في
الحديث مع الفتيات، وأنت في هذه السن، وفي تلك الحال، وبدون ضوابط، ألم
تقرأ في كتب العلم – التي تحبها!! - تحذير النبي - صلى الله عليه وسلم - من
فتنة النساء، وقوله - صلى الله عليه وسلم -: ((إن الدنيا حلوة خضرة، وإن
الله مستخلفكم فيها، فينظر كيف تعملون، فاتقوا الدنيا، واتقوا النساء، فإن
أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء)؛ رواه مسلم.
ألم تسمع قوله - صلى الله عليه وسلم -: ((ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء))؟! متفق عليه.
كيف هَجَمْتَ على حقل الدعوة
ولم تعلم كل هذا؟! وأن الداعية الحق وطالب العلم الصادق لا يتعامل مع
النساء - ابتداءً - وإن اضطر، فبحذر، ويكون في ذلك متيقظ القلب؛ لما تشتمل
عليه من الإغراء، أو الإعجاب، وإخلاصُهُ في دعوته، يدفعه لوأد الفتنة في
مهدها، وإذا ما شعر بتساهل المرأة، أوقفها عند حدِّها، وقطع حديثها، وتجاهل
اتصالها، أو مشاركتها، مستشعرًا مراقبة الله - تعالى - له، واطلاعه على
باطن أمره، وَثِقَلَ المسؤولية، حامدًا ربه على نعمة العلم والفهم، مدركًا
أن الله قد يبتلي أمثاله بسلب العلم، وطمس البصيرة، كما قال تعالى: ﴿
وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَنَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ ﴾ [الأنعام: 110] أي: ونعاقبهم، إذا لم يؤمنوا أول مرة يأتيهم فيها
الداعي، وتقوم عليهم الحجة، بتقليب القلوب، والحيلولة بينهم وبين الإيمان،
وعدم التوفيق لسلوك الصراط المستقيم، وقال تعالى: ﴿
وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتًا ﴾ [النساء: 66].
وكما جرى لبعض علماء بني إسرائيل الذين شبههم الله بالكلاب؛ كما قال - تعالى -:﴿
وَاتْلُ
عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا
فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ* وَلَوْ شِئْنَا
لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ
هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ
أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ ذَلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا
بِآيَاتِنَا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ ﴾
[الأعراف: 175، 176]، وشبههم بالحُمُر التي تحمل كتب العلم، فلم يستفيدوا
منها إلا الخيبة والخسران، وإقامة الحجة؛ كما قال - تعالى -: ﴿
مَثَلُ
الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ
الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ
كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ﴾ [الجمعة:5]، فحظُّهُ كحظ الحمار من الكتب التي على ظهره، وهذه الأمثال
إن كانت ضُرِبَتْ لليهود، فهي تتناول من حيث المعنى لمن حمل القرآن، فترك
العمل به، ولم يؤد حقه، ولم يرعه حق رعايته، وصدق رسول الله - صلى الله
عليه وسلم – القائل: ((لتتبعن سنن من كان قبلكم، شبرًا بشبر، وذراعًا
بذراع، حتى لو دخلوا في جحر ضب لاتبعتموهم، قلنا يا رسول الله: آليهود
والنصارى؟ قال فمن؟!))؛ متفق عليه من حديث أبي سعيد الخدري.
والحاصل: أن سلطان الشهوة ما
دام غالبًا عليك، والفتنة بالنساء - بالنظر والحديث إليهن - كما هو طافح من
كلامك: (أتحدث مع النساء في الخاص، وأتكلم معهن بكلام فاحش، تغلبني شهوتي،
الشيطان - مرة أخرى – غرني، وتكلمت معها بكلام فاحش) - فابحث عن سبل
النجاة بنفسك، ودع الدعوة لأهلها، وعالج فتنة الشهوة بالأدوية الشرعية من
الصبر، والصيام، وأخذ النفس بالشدة، وهجر السيئات، وألزم نفسك بغض البصر،
وحفظ الفرج، وغير ذلك، ولتحذر فإن الشهوة متى اشتعلت استولت على صاحبها،
وأخذت بمجامعه، حتى تورده المهالك، وقد قال - تعالى -: ﴿
وَخُلِقَ الْإِنسَانُ ضَعِيفًا ﴾ [النساء: 28]؛ أي: ضعيفًا عن النساء، لا يصبر عنهن؛ كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية.
واعلم أن السيئات تهواها النفس،
ويزينها الشيطان، فتجتمع فيها الفتنتان: الشبهات والشهوات، والواقع يشهد
أن بعض من يُظَنُّ به الصلاح أُوتوا من قبل تساهُلِهِم مع النساء - عبر
الإنترنت وغيره - فإذا خسرت دينك، فما عساك أن تربح؟! وأي دعوة تبحث عنها
بعد ذلك؟! فسارع بالفرار إلى الله بالتوبة النصوح، والندم على ما قدمت،
وأدمن: يا حي، يا قيوم، برحمتك أستغيث، أصلح لي شأني كله، ولا تَكِلْنِي
إلى نفسي طرفة عين، فلهذين الاسمين - وهما الحي القيوم - تأثير عظيم في
حياة القلب؛ كما ذكر شيخا الإسلام ابن تيمية وابن القيم، وأكثر من الدعاء
النبوي: (( اللهم إني أعوذ بك من شر سمعي، ومن شر بصري، ومن شر لساني، ومن
شر قلبي، ومن شر منيي)).
هذا؛ ومن أعظم ما يقمع النفس، و
يعينك على التوبة النصوح، تَذَكُّرُ الموت والآخرة؛ يقول ابن القيم - في
معرض كلامه عن حسن الخاتمة وسوئها "
الجواب الكافي" (ص: 62) -:
"وإذا كان العبد في حال حضور
ذهنه، وقوته، وكمال إدراكه، قد تمكن منه الشيطان، واستعمله بما يريده من
المعاصي، وقد أغفل قلبه عن ذكر الله - تعالى - وعطل لسانه من ذكره، وجوارحه
عن طاعته، فكيف الظن به عند سقوط قواه؟! واشتغال قلبه ونفسه بما هو فيه من
ألم النزع؟! وجمع الشيطان له كل قوته وهمته؟! وحشد عليه بجميع ما يقدر
عليه لينال منه فرضته؟! فإن ذلك آخر العمل، فأقوي ما يكون عليه شيطانه ذلك
الوقت، وأضعف ما يكون هو في تلك الحالة، فمن تُري يَسْلَمُ علي ذلك؟! فهناك
يُثبِّت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة،
ويضل الله الظالمين، ويفعل الله ما يشاء، فكيف يوفق لحسن الخاتمة من أغفل
الله - سبحانه - قلبه عن ذكره؟ واتبع هواه؟ وكان أمره فُرُطًا؟
فبعيدٌ من قلبُهُ بعيدٌ من الله
- تعالى -غافلٌ عنه، متعبدٌ لهواه، أسيرٌ لشهواته، ولسانُهُ يابس من ذكره،
وجوارحُهُ معطلة من طاعته، مشتغلة بمعصية الله - أن يُوَفَّقَ لحسن
الخاتمة، ولقد قطع خوفُ الخاتمة ظهورَ المتقين، وكأن المسيئين الظالمين قد
أخذوا توقيعًا بالأمان، ﴿
أَمْ لَكُمْ
أَيْمَانٌ عَلَيْنَا بَالِغَةٌ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ إِنَّ لَكُمْ
لَمَا تَحْكُمُونَ سَلْهُمْ أَيُّهُمْ بِذَلِكَ زَعِيمٌ ﴾ [القلم: 39،40].
يا آمنًا من قبيح الفعل يصنعه ... هل أتاك تواقيع أم أنت تملكه جمعت شيئين أمنًا واتباعَ هوى ... هذا وإحداهما في المرء تهلكه والمحسنون على درب المخاوف قد ... ساروا وذلك درب لست تسلكه فرطت في الزرع وقت البذر من سفه ... فكيف عند حصاد الناس تدركه هذا وأعجب شيء منك زهدك في ... دار البقاء بعيش سوف تتركه مَنِ السفيهُ إذًا - بالله - أنت أمِ ال ... مغبون في البيع غبنًا سوف تدركه
|
ولا يعني قولنا أن كل من وقع في
معصية ترك الدعوة إلى الله، أو أن الداعية يجب أن يكون معصومًا، لا، وإنما
نختار ذلك لكل من استشعرنا منه وجود رواسب جاهلية في قلبه لم يغيرها
الإسلام، فضلاً عن أننا لم نلحظ منك أخذًا بأسباب النجاة؛ ولهذا تعين عليك
الالتفات لنفس، وترك مجال الدعوة، ولا تَعُدْ للحديث مع النساء - مطلقًا -
وَتَحْتَ أيِّ ذريعة، وَتَأَمَّلْ قوله – تعالى -: ﴿
يَا
نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ إِنِ
اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي
قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَعْرُوفًا ﴾ [الأحزاب:32]، يقول الأستاذ سيد قطب - في "
ظلال القرآن" (ج5 / ص2859) :
"ينهاهن حين يخاطبن الأغراب من
الرجال أن يكون في نبراتهن ذلك الخضوع اللين الذي يثير شهوات الرجال، ويحرك
غرائزهم، ويطمع مرضى القلوب ويهيج رغائبهم.
ومن هن اللواتي يحذرهن الله هذا
التحذير؟ إنهن أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم - وأمهات المؤمنين،
اللواتي لا يطمع فيهن طامع، ولا يرف عليهن خاطر مريض، فيما يبدو للعقل أول
مرة. وفي أي عهد يكون هذا التحذير؟ في عهد النبي - صلى الله عليه وسلم -
وعهد الصفوة المختارة من البشرية في جميع الأعصار.
ولكن الله الذي خلق الرجال
والنساء، يعلم أن في صوت المرأة حين تخضع بالقول، وتترقق في اللفظ، ما يثير
الطمع في قلوب، ويهيج الفتنة في قلوب، وأن القلوب المريضة التي تثار وتطمع
موجودة في كل عهد، وفي كل بيئة، وتجاه كل امرأة، ولو كانت هي زوج النبي
الكريم، وأم المؤمنين، وأنه لا طهارة من الدنس، ولا تَخَلُّصَ من الرجس،
حتى تمتنع الأسباب المثيرة من الأساس.
فكيف بهذا المجتمع الذي نعيش
اليوم فيه - في عصرنا المريض الدنس الهابط الذي تهيج فيه الفتن وتثور فيه
الشهوات وترف فيه الأطماع؟ كيف بنا في هذا الجو الذي كل شيء فيه يثير
الفتنة، ويهيج الشهوة وينبه الغريزة، ويوقظ السعار الجنسي المحموم؟ كيف بنا
في هذا المجتمع، في هذا العصر، في هذا الجو، ونساء يتخنثن في نبراتهن،
ويتميعن في أصواتهن، ويجمعن كل فتنة الأنثى، وكل هتاف الجنس، وكل سعار
الشهوة، ثم يطلقنه في نبرات ونغمات؟! وأين هن من الطهارة؟ وكيف يمكن أن يرف
الطهر في هذا الجو الملوث - وهن بذواتهن وحركاتهن وأصواتهن، ذلك الرجسُ
الذي يريد الله أن يذهبه عن عباده المختارَيْنَ؟!
﴿
وَقُلْنَ قَوْلًا مَعْرُوفًا ﴾؛ نهاهن من قبل عن النبرة اللينة واللهجة الخاضعة، وأمرهن في هذه أن يكون
حديثهن في أمور معروفة غير منكرة؛ فإن موضوع الحديث قد يُطْمِعُ مثل لهجة
الحديث، فلا ينبغي أن يكون بين المرأة والرجل الغريب لحن ولا إيماء، ولا
هذر ولا هزل، ولا دعابة ولا مزاح، كي لا يكون مدخلًا إلى شيء آخر - وراءه -
من قريب، أو من بعيد.
والله - سبحانه - الخالق العليم
بخلقه، وطبيعة تكوينهم هو الذي يقول هذا الكلام لأمهات المؤمنين الطاهرات؛
كي يراعينه في خطاب أهل زمانهن خير الأزمنة على الإطلاق". اهـ.
وما دمتَ تعلم من نفسك الضعف،
فالواجبُ عليك أن تخاف على نفسك الوقوع في مصائد الشيطان، وأن تنأى بنفسك
عن التعرض المباشر لدعوة النساء، حتى بعد أن تَتَضَلَّعَ من العلم الشرعي
والتقوى؛ فالدَّعوة حتى تكون مباركة مثمرة يشترط أن تكون دعوة إلى الله، لا
إلى النفس وشهواتها، وإنما يقصد الله بالدَّعوة؛ لإخراج الناس من
الظُّلُمات إلى النُّور، ونفعهم هو قصدُ الدَّاعية المخلص؛ قال - سبحانه -:
﴿
وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ﴾ [الأنعام: 153].
والله اسأل أن يتوب علينا وعليك وعلى
المسلمين أجمعين، وأن يطهر قلوبنا، ويحصن فروجنا، وأن يعذنا من شر سمعنا
وأبصارنا ولساننا، ومن شر منيّنا،، اللهم آمين.