الحمد لله القائل
ياأيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة),
والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين, نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين..
أيها الفضلاء.. كلنا يعلم تلك الهجمة الشرسة من أعدائنا على كافة شرائح المجتمع وخصوصا الأطفال,بهدف إبعادهم عن الدين وإشغالهم عنه بكافة الوسائل والطاقات..وقد اتبعوا في سبيل ذلك طرقاً عدة وأفكاراً شتى, ولعل من أبرز وسائلهم أفلام الكرتون والصور المتحركة في التلفاز وغيره.
وقد ذكر الشيخ إبراهيم الدويش كلاماً ثميناً بخصوص جهازِ التلفاز عامَّةً و أفلامِ الكرتون أوالصُّوَرالمتحرِّكَةِ خاصَّةً ولأهميته أحببت نقله بتصرف هنا ليستفيد منه الجميع:
1/ أكثرُ أفلامِ الكرتون خياليَّةٌ تحملُ عقائدَ وثنيَّةً ، وهذا النَّوعُ من الخرافةِ يفسدُ عقليَّةَ الطِّفلِ وتفكيرَه ويطبعُه بطابعٍ خياليٍّ بعيدٍ عن الواقعِ .
2/ بعضُ أفلامِ الكرتونِ تدورُ قصصُها حولَ الحبِّ والغرامِ كما هو الحالُ بالنِّسبَةِ لمسلسلاتِ الكبارِ ،ولك أن تتصوَّرَ أثرَ ذلك على الطِّفلِ ، سواءً كان ذلك بين ذكرٍ وأنثى من البَشَرِ أو من الحيواناتِ أو الحشراتِ ، تعريضٌ بالفاحشةِ وتحريضٌ على تكوينِ علاقاتِ الحبِّ والغرامِ .
3/ بعضُ الأفلامِ من الصُّوَرِ المتحرِّكةِ تظهرُ فيها علاماتُ العنصريَّةِ وتشويهُ الصُّورةِ ، مثالُ ذلك- أذكرُ قصَّةً واحدة- : قصة ( بوباي ) وهي تحكي قصَّةَ البحَّارِ الأبيضِ الموحي شكلُه ولونُه بالرجُلِ الغربيِّ صاحبِ المليون ، وصراعَه المستمرَّ مع خصمِه الأسمرِ الشرِّيرِ ذي الشَّعرِ الأسوَدِ واللحيَةِ السَّوداءِ ، الموحي شكلُه ولونُه بالرجُلِ العَرَبِيِّ ، ثُمَّ في نهايةِ الصِّراعِ يكونُ الانتصارُ المؤزَّرُ للأبيضِ صاحبِ الحقِّ على الأسمرِ صاحبِ الباطلِ .. إلى آخرِ القصَّةِ .
· وأقلُّ أثرٍ تحدثُه هذه الصُّورُ المتحرِّكةُ في الولدِ فسادُ التفكيرِ ، والإثارةُ والعنفُ .
4/ فضلاً عن الإعلاناتِ التجاريَّةِ وإقبالِ الصِّغارِ عليها وضياعِ شخصيَّةِ الطِّفلِ وذوبانِها مع هذه الإعلاناتِ ، فلم يَعُد لنا نحنُ الكبار اختيارٌ واستقلالٌ بالرأيِ أمامَ المؤثِّراتِ الجذَّابَةِ ذاتِ الألوانِ والموسيقى والكلماتِ القصيرةِ ، فكيفَ بالصِّغارِ ؟!
5/ كم يفعلُ جهازُ التلفازِ من رسمِ قدواتٍ فاسدةٍ ، وبطولاتٍ زائفةٍ لأولادِنا من الفنَّانين والرياضيِّين ، وقد أُجرِيَت دراسةٌ في كليَّةِ التربيةِ في جامعةِ الملك سعود بالرياضِ حولَ المثلِ الأعلى والقُدوةِ عندَ الطُلاَّبِ ، فأسفرَت النتائجُ عن أنَّ أكثرَ قدواتِ الشَّبابِ من عيِّنَةِ الدِّراسةِ تركَّزَت في المجالِ الرياضيِّ بالدَّرَجةِ الأولى ، ثُمَّ في مجالِ الأُسرةِ بالدَّرَجةِ الثَّانيةِ ، ثُمَّ في المجالِ الدينيِّ ، مِمَّا يدلُّ على سوءِ التَّوجيهِ الأُسريِّ ، وضعفِ المفاهيمِ المتعلِّقَةِ بحسنِ اختيارِ القدوةِ ، وضعفِ حبِّ الرَّسولِ صلى الله عليه وسلم في نفوسِ بعضِ الشَّبابِ وعدمِ استحضارِ شخصِه الكريمِ على الأقلِّ عندَ إجابةِ الاستبيانِ ، وهذا بالنِّسبةِ للكبارِ ذوي العقُولِ المميِّزَةِ المتعلِّمَةِ ، فكيف بالصِّغارِ وأثَرِ الإعلامِ عليهم ؟!
والحديثُ عن التلفازِ وأخطارِه – كما أسلفتُ – يطولُ ، والعجيبُ أنَّ النَّاسَ على الرَّغمِ من قناعاتِهم بأخطارِه لا يمكنُ أن يتصوَّروا كيف يعيشُون بدونه ، وقد تخلَّصَ أعدادٌ كبيرةٌ من النَّاسِ من هذه الأوهامِ والحِيَلِ الشَّيطانيَّةِ وعاشُوا بدونِ تلفازٍ عيشةً هنيَّةً سعيدةً ، بل والله وجدُوا راحةَ القلبِ والاستقرارَ النفسيَّ لَمَّا جرَّبُوا هذا ،وأصبحَ أولادُهم من الأوائلِ والمتفوِّقين، هذا من النَّاحيَةِ الاجتماعيَّةِ .
أمَّا من الناحيَةِ الشرعيَّةِ فيكفي - لضيقِ الوقتِ - هذا الحديثُ المفزِعُ الذي قالَ فيه صلى الله عليه وسلم :"مَا مِنْ عَبْدٍ يَسْتَرْعِيهِ اللَّهُ رَعِيَّةً يَمُوتُ يَوْمَ يَمُوتُ وَهُوَ غَاشٌّ لِرَعِيَّتِهِ إِلَّا حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ " (متفق عليه) ، فأسألُك بالله أيُّها الأبُ وأسألُكِ بالله أيَّتُها الأمُّ هل إدخالُ مثلِ هذه الوسائلِ للبيتِ وعكُوفِ الصِّغارِ عليها ليلَ نهارَ هو نصحٌ للرعيَّةِ أم غشٌّ لها ؟ هل هو نصحٌ لأولادِك أم غشٌّ لهم ؟! اسأل نفسَك قبلَ أن يسألَك الله عزَّ وجلَّ عن هذا الأمرِ .
أعلمُ أنَّ كثيراً من الآباءِ ومن الأمَّهاتِ سيقولُ : طيب ما هو البديلُ إذن للتلفازِ ؟
أولاً:المسلمُ لا يطلبُ دائماً البديلَ ، فبمجرد علمه بحرمة الأمر عليه أن يقول : سمعتُ وأطعتُ.
هذا أصلٌ يجبُ أن يتربَّى المسلمون عليه ، فإن وجد البديل فالحمد لله.
ولعلي في موضوع قادم أذكر بعض البدائل التي ذكرها الشيخ
أو غيره وحتى ذلك الوقت أستودعكم الله