اجتمعنا على الإيمان لا على الأنساب والأوطان
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين أما بعد :
إننا نختلف عن سائر الأمم, فلم نجتمع على حب الوطن ! فالوطنية ليست هي التي تجمعنا, فإن أوطاننا هي كل بلاد المسلمين , وأينما ذكر اسم الله في بلد كان هذا البلد وطناً لكل المسلمين.
ولم نجتمع كذلك على دم, فإن الدم دعوة أرضية لم ينزلها الله في كتابه.
ولم نجتمع على لغة, فإن اللغات شتى .
ولكن اجتمعنا على عقيدة, وعلى مبدأ أتى به محمد صلى الله عليه وسلم : "لا إله إلا الله محمد رسول الله"
هذا المبدأ العظيم, جعلنا نتآخى ونجتمع بعد فرقة وشتات .
إن كيدَ مُطّرِفُ الإخاء فإننا نغدو ونسري في إخاءٍ تالدِ
أو يختلف ماءُ الغمام فماؤنا عذبُ تحدّر من غمام واحدِ
أو يختلف نسبٌ يؤلّفُ بيننا دينٌ أقمناهُ مقـام الوالـد
فكلما حدثت جفوة , أو حصل هجر , عدنا إلى الدين وتذكرنا أننا نصلي الصلوات الخمس, وأننا نتجه إلى قبلة واحدة ونتبع رسولاً واحداً,ونعبد رباّ واحد, ومعنا كتاب واحد , وسنة واحدة ,فلله الحمد *
سنتناول في هذه الزاوية بإذن الله العلاقات الاجتماعية بين الناس وصورها العديدة
*من كتاب في رحاب الأخوة "الشيخ عائض القرني