أخطاء قاتلة يقع فيها الزوجان في مرحلة من مراحل الزواج أسميتها مرحلة العادة.
وهي مرحلة متوسطة من مراحل الزواج ,تسبقها مرحلة السكينة التي تكون بعد مرحلة اللذة والتي هي أولى مراحل الزواج.
هذا التخبط وهذه الأخطاء المتعددة التي تحدث في مرحلة العادة يستطيع كلا الزوجين تجاوزها إذا تنبها لخطورة هذه المرحلة.
لا أدري لماذا يجب أن تتحول العلاقات إلى عادات نمطية، لماذا يقيد الزوجان نفسيهما بقيود ما أنزل الله بها من سلطان؟ ولماذا تركن الزوجة إلى طول المدة كضمان لبقاء الزوج معها بينما العكس هو الصحيح؟!!
لا أظن أن أحدا يخالفني أن الزواج مثله مثل أي كائن حي يمر بمراحل عمرية متنوعة.
لذا يفضّل ألا يكون الفارق العمري بين الزوجين كبيرا, لكن للأسف لا يدرك الزوجان مدى تأثيرفارق العمر إلا عند بلوغهما مرحلة العادة,والتي يكون قد تجاوز فيها الزوجان فترة الصراع من أجل الوصول إلى حلول وسط ,وفي فترة التوسط هذه يقدم كلا الزوجين بعضا من التنازلات ليقترب كل منهما أكثر وأكثر من شريك حياته ,ويتكون في هذه الفترة التي تملؤها المتعة والإثارة رصيد جيد من الفهم لدى كل منهما عما يحبه شريكه ومالا يحبه.
حتى يصلا إلى مستوى متقدم من التناغم فلا يحتاج أحدهما أن يقول للآخر عما يريده منه ويصبح كل منهما يستجيب للآخر تلقائيا, وقد تخيم الرتابة على بيتهما وقد تلفه الكآبة وهما لايشعران ,وهنا تبدأ مرحلة العادة.
أول من يجد ألم ذلك غالبا هو الزوج ..لماذا؟ لأن الزوجة للأسف قد تحولت إلى أم وصار جميع من في البيت بالنسبة لها أبناء حتى الزوج نفسه.
فهي لا تراه إلا بعيني الأم فتجدها تبالغ في خدمته ورعاية شؤون طعامه وملبسه وقد تراه في صورة أخرى .أبا يجدر به ألا يطالبها بمزيد من المتعة وبنوع من الإثارة ,وقد تطعنه بدون قصد بقولها: "لقد كبرت على هذا.." .
ولأن الرجل بطبعه لا يحب أن يتكلم كثيرا ولا يجيد شرح حاجاته جيدا فإنه سيخرج ليبحث عن امرأة أخرى , قد تكون زوجة ثانية..ألمهم أن تسد هذا الفراغ لديه.
متى يحدث هذا؟ يقول :"د. خالد الجبير" إن الرجل عندما يبلغ الأربعين من عمره تحدث لديه ثورة هرمونية ترجعه إلى سن السابعة عشرة وينبّه الزوجات إلى ضرورة إحاطة الأزواج في هذه المرحلة بمزيد من العناية في الفراش وإغراقهم في العاطفة , وإحداث نقلة نوعية في العلاقة الزوجية والعلاقة الخاصة بالذات حتى يبلغ الرجل تمام الخمسين من عمره..
بعدها يحق لكل زوجة عدم القلق من زواج ثان".
وفعلا إذا لاحظنا وتتبعنا حالات الزواج الثاني نرى أنها غالبا ما تحدث في هذه السن وقلما تحدث قبل ذلك ولا بعده ..
وهنا ننبه إلى خطأ فاحش يقع فيه الرجل عندما يبحث عن زوجة ثانية فيطلبها صغيرة السن ,لأنه بعد عشر سنوات سيدرك فداحة خطئه لكن بعد فوات الأوان ,فالذي قد لا يعلمه الكثير من الرجال أن ثورة الجنس وقمة نضجه يبدأ لدى المرأة في العقد الثالث.
كما ننبه كل زوجة لا تطيق أن يكون لها شريكة في زوجها إلى وجوب استدراك الفارط قبل أن يجيئها من لا تحبه وترضاه.