اسلام ويب
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

من فقه الدعاء يقول سيدنا عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -: "أنا لا أحمل همَّ الإجابة، وإنما أحمل همَّّ الدعاء، فإذا أُلهمت الدعاء كانت الإجابة معه". وهذا فهم عميق أصيل ، فليس كل دعاء مجابًا، فمن الناس من يدعو على الآخرين طالبًا إنزال الأذى بهم ؛ لأنهم ينافسونه في تجارة ، أو لأن رزقهم أوسع منه ، وكل دعاء من هذا القبيل ، مردود على صاحبه لأنه باطل وعدوان على الآخرين. والدعاء مخ العبادة ، وقمة الإيمان ، وسرّ المناجاة بين العبد وربه ، والدعاء سهم من سهام الله ، ودعاء السحر سهام القدر، فإذا انطلق من قلوب ناظرة إلى ربها ، راغبة فيما عنده ، لم يكن لها دون عرش الله مكان. جلس عمر بن الخطاب يومًا على كومة من الرمل ، بعد أن أجهده السعي والطواف على الرعية ، والنظر في مصالح المسلمين ، ثم اتجه إلى الله وقال: "اللهم قد كبرت سني ، ووهنت قوتي ، وفشت رعيتي ، فاقبضني إليك غير مضيع ولا مفتون ، واكتب لي الشهادة في سبيلك ، والموت في بلد رسولك". انظر إلى هذا الدعاء ، أي طلب من الدنيا طلبه عمر، وأي شهوة من شهوات الدنيا في هذا الدعاء ، إنها الهمم العالية ، والنفوس الكبيرة ، لا تتعلق أبدًا بشيء من عرض هذه الحياة ، وصعد هذا الدعاء من قلب رجل يسوس الشرق والغرب ، ويخطب وده الجميع ، حتى قال فيه القائل: يا من رأى عمرًا تكسوه بردته ** والزيت أدم له والكوخ مأواه يهتز كسرى على كرسيه فرقًا ** من بأسه وملوك الروم تخشاه ماذا يرجو عمر من الله في دعائه ؟ إنه يشكو إليه ضعف قوته ، وثقل الواجبات والأعباء ، ويدعو ربه أن يحفظه من الفتن ، والتقصير في حق الأمة ، ثم يتطلع إلى منزلة الشهادة في سبيله ، والموت في بلد رسوله ، فما أجمل هذه الغاية ، وما أعظم هذه العاطفة التي تمتلئ حبًا وحنينًا إلى رسول الله - صل الله عليهلم -: (أن يكون مثواه بجواره). يقول معاذ بن جبل - رضي الله عنه -: "يا بن آدم أنت محتاج إلى نصيبك من الدنيا ، وأنت إلى نصيبك من الآخرة أحوج ، فإن بدأت بنصيبك من الآخرة ، مرّ بنصيبك من الدنيا فانتظمها انتظامًا ، وإن بدأت بنصيبك من الدنيا ، فائت نصيبك من الآخرة ، وأنت من الدنيا على خطر). وروى الترمذي بسنده عن النبي - صل الله عليهلم -: أنه قال: ((من أصبح والآخرة أكبر همه جمع الله له شمله ، وجعل غناه في قلبه ، وأتته الدنيا وهي راغمة ، ومن أصبح والدنيا أكبر همه فرَّق الله عليه ضيعته ، وجعل فقره بين عينيه ولم يأته من الدنيا إلا ما كُتب له)). وأخيرًا .. أرأيت كيف أُلهم عمر الدعاء وكانت الإجابة معه ، وصدق الله العظيم إذ يقول: (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ) (186)" (البقرة:186).


 

 شروط صحة عقد الزواج وأنواع الزواج الباطل

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة


avatar


نقــاط : 100245
شروط صحة عقد الزواج وأنواع الزواج الباطل   Oooo14
شروط صحة عقد الزواج وأنواع الزواج الباطل   User_o10

شروط صحة عقد الزواج وأنواع الزواج الباطل   Empty
مُساهمةموضوع: شروط صحة عقد الزواج وأنواع الزواج الباطل    شروط صحة عقد الزواج وأنواع الزواج الباطل   Emptyالإثنين 12 نوفمبر 2012 - 4:29

( شروط صحة عقد الزواج وأنواع الزواج الباطل )
للشيخ : ( أسامة سليمان

عقد الزواج من أجل العقود في الإسلام، جعله الله رباطاً بين الرجل والمرأة ليكون أساساً لبناء الأسرة المسلمة، والزواج الشرعي له ضوابط وشروط لا بد أن تتوافر فيه، وإذا فقد شرط منها كان النكاح باطلاً، وصارت العلاقة بين الرجل والمرأة علاقة غير شرعية، مما يؤذن بفساد عريض وشر مستطير يقوض أركان المجتمع ويهدم بناء الأسرة.
شروط صحة عقد الزواج

الحمد لله رب العالمين، الذي جعل الزواج سبيلاً للعفة والحصانة، وأمر المسلمين بتيسير طرقه وأسبابه، ووعد الراغبين فيه بالتيسير وسعة الرزق فقال سبحانه: وَأَنكِحُوا الأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ [النور:32]، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، لم يتخذ صاحبة ولا ولداً، تنزه عن الزوجة والولد: لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ [الشورى:11]، وأشهد أن نبينا ورسولنا محمداً صلى الله عليه وعلى آله وصحبه، القائل: (أما أنا فأصوم وأفطر، وأقوم وأرقد، وأتزوج النساء، فمن رغب عن سنتي فليس مني).
أما بعد: فنظراً لانتشار أنواع من الزواج -لم يعرفها المسلمون قبل ذلك- في زمننا هذا، أردت أن أبين حكم الشرع فيها، حيث يحتج البعض بأنهم ما عرفوا الحكم، وما هي شروط صحة عقد الزواج عند العلماء؟ حتى نسقط هذه الشروط على أنواع الزواج الباطل في زمننا اليوم: كزواج الهبة، والزواج العرفي المسمى ظلماً بالزواج، وإن كان في الحقيقة هو زنا وإن شئت فقل: الزواج السري، ونكاح الشغار الذي نهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم، والنكاح الدموي، وزواج الفرند، وزواج المسيار، وأنواع تعددت في زماننا نسمعها بين الحين والحين.
فما هو حكم هذه الأنواع؟ وما هي شروط صحة عقد الزواج؟ اشترط العلماء لصحة عقد الزواج شروطاً أربعة وسأذكرها إجمالاً ثم أقوم بشرحها شرطاً شرطاً: الشرط الأول: إذن الولي.
الشرط الثاني: رضا المرأة.
الشرط الثالث: الشهود.
الشرط الرابع: القبول والإيجاب بصيغة التزوج، كقول الولي: زوجتك، أو أنكحتك.
وقول الخاطب: قبلت.
إذن الولي

الشرط الأول: إذن الولي؛ لأن الزواج باطل إذا حصل بدون إذن الولي، لقول النبي صلى الله عليه وسلم فيما رواه أحمد و الترمذي و أبو داود والحديث صحيح: (لا نكاح إلا بولي وشاهدي عدل)، وقول الله عز وجل مؤكداً هذا المعنى: فَانكِحُوهُنَّ بِإِذْنِ أهْلِهِنَّ [النساء:25]، فلابد للولي أن يأذن في زواج ابنته، والولي هو الأب، فإن غاب الأب انتقلت الولاية إلى العصبات: كالابن، أو الأخ، أو العم، أو الجد.
.
إلى غير ذلك، لكن هل يجوز للمرأة أن تزوج نفسها؟ أبداً ما سمعنا بهذا إلا في زمننا هذا، فتجد المرأة تزوج نفسها وتسميه زواجاً، ثم تقول: أنا ثيب، يعني: هي مطلقة أو أرملة فلها أن تزوج نفسها! فمن الذي أفتاها بهذا؟ إن زواجها هذا باطل، وسأذكر في نهاية المحاضرة قصة لمؤمنة من واقعنا المعاصر أصبحت فريسة عندما جنت على نفسها، وهانت عندما خانت كما يقول العلماء، ولنتأمل في قصة زواج موسى عليه السلام، من الذي زوج موسى؟ الأب: قَالَ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ [القصص:27]، فالذي زوج موسى هو الأب، وعليه فلا يجوز للمرأة أن تزوج نفسها بنفسها، وحديث: (أيما امرأة زوجت نفسها بغير إذن وليها فنكاحها باطل باطل باطل)، وإن كان فيه مقال عند بعض العلماء، إلا أن الأدلة الأخرى توضح وتؤكد أن إذن الولي شرط من شروط صحة الزواج، وهذا هو رأي جمهور العلماء.
ونجد العجب عندما نرى بنتاً في الجامعة قد أحبت صديقها فأخرجوا ورقة من دفتر المحاضرات وكتبوا في صدرها عقد زواج عرفي: أنه في يوم كذا الموافق كذا تزوج فلان من فلانة، ثم أشهدوا على هذه الورقة شاهدي فجور وفسق، ويشترطان على الشهود بعدم إذاعة الخبر؛ حتى لا يفضح السر، ويظل يعاشرها معاشرة الأزواج في مدة الدراسة الجامعية، وأبوها قد أرسلها من المنوفية أو الدقهلية أو الشرقية إلى القاهرة العاصمة الكبرى؛ لتتعلم فإذا بها تتزوج دون علم من الأب، ثم تنقضي السنوات الأربع وهو يعاشرها معاشرة الأزواج، وبعد السنة الرابعة يمزق الورقة التي بينه وبينها ويقول لها: هذا فراق بيني وبينك، وتكون هي الضحية، ثم تنقلب الأمور إن حملت منه فتقول: كيف أعود إلى أهلي وأنا حامل؟ الأمر يسير، طبيب ليس عنده ذمة يقوم بعملية الإجهاض، ثم آخر لا خلق له يقوم بعملية رتق غشاء البكارة، ورتق غشاء البكارة ما نسميه نحن: بعملية الترقيع المعروفة عند الكثير، مائتين وخمسين جنيه للطبيب الأول، ومائتين وخمسين جنيه للطبيب الثاني أو ألفاً لكل واحد منهما، وأنا أذكر أرقاماً متواضعة، وإلا فإن الآلاف ستدخل جيوبهم، فسحقاً وبعداً لمن ينشر الفاحشة!! إن أمثال هؤلاء ييسرون لأمر الفاحشة، فتأتي بعد ذلك البنت إلى بلادها وقد حصلت على المؤهل العالي، ثم يتقدم لها من يخطبها، فيوافق أهلها على ذلك، ثم يشهر النكاح بين الناس، وهي في الحقيقة ليست بكراً، فإنا لله وإنا إليه راجعون، فهذا هو الواقع الذي نعيشه، وكم رأيناه بأعيننا، فلنحذر منه؛ لأن هذا الكلام ينبغي أن يصل إلى كل امرأة عاقلة، وإلى كل شاب يتقي الله عز وجل، لكن قد يقول قائل: يا شيخ إن ذهبت إلى المأذون الآن فسيعقد دون أن يسأل عن الولي! سأقول لك: هذا عدم أخذ برأي جمهور العلماء، واستناداً إلى رأي الأحناف، وهو باطل؛ لأنه مخالف للنص النبوي: (لا نكاح إلا بولي وشاهدي عدل).
رضا المرأة

الشرط الثاني: رضا المرأة، فالإسلام قد كرمها ورفع من شأنها، ولذا فيا أيتها المرأة العاقلة لا تسمعي إلى الدعاوى الهابطة، كالدعوة إلى أن المرأة كالرجل سواء بسواء! فهل يريد هؤلاء للرجل أن يحيض، في زمن يحيض فيه بعض الرجال؟ نسأل الله العافية، ما هذا الهراء؟! فالمرأة ليست كالرجل؛ لأن ربنا يقول: وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالأُنْثَى [آل عمران:36].
وعليه، فالدليل على رضا المرأة لصحة عقد الزواج: قول النبي صلى الله عليه وسلم فيما رواه البخاري في صحيحه: (لا تنكح الأيم حتى تستأمر، ولا تنكح البكر حتى تستأذن.
قالوا: يا رسول الله وكيف إذنها؟ قال: أن تسكت)، إذاً فالثيب تصرح برغبتها في الزواج من عدمه؛ لأنها قد دخلت حياة الزوجية قبل ذلك، فأصبح الحياء عندها أقل من البكر، بينما البكر تسكت، وإن طلب أبوها الإجابة منها تقول: الذي تراه يا أبت، وهذا دليل على الموافقة؛ وهذا عندما يكون عندها حياء، أما الآن فتأتي الفتاة من الجامعة فتقول لأبيها: أقدم لك زوجي! نسأل الله العافية، زوجك من أين؟! المهم أن يقر العقد والزواج.
وفي الحديث أيضاً قول النبي صلى الله عليه وسلم: (الأيم أحق بنفسها من وليها، والبكر تستأمر في نفسها، قيل: يا رسول الله إن البكر تستحي أن تتكلم، قال: إذنها سكوتها)، ولذا يشبهون حياء رسول الله صلى الله عليه وسلم بحياء المرأة البكر في خدرها، والمرأة البكر إذا سمعت كلمة تخدش الحياء يتغير وجهها، ولذلك جاء في حديث الحاكم عن أمنا عائشة قالت: لما دفن النبي صلى الله عليه وسلم في حجرتي كنت أضع الخمار عن رأسي -لأن الذي في القبر هو زوجها- ولما دفن بجواره أبو بكر كنت أضع الخمار عن رأسي -لأنه أبوها- ولما دفن عمر كنت لا أضع الخمار حياء من عمر في قبره.
شدة حياء يا عبد الله، (ولكل دين خلقاً وخلق الإسلام الحياء)، أما اليوم فقد نجح الأعداء في نزع الحياء من كثير من نسائنا ومن شبابنا، سواء بالمواقع الفاسدة في الإنترنت أو بالقنوات الهابطة، حتى أنك لا تجد الآن إلا القليل القليل، وحينما تتحدث اليوم مع البنت المخطوبة فإنها تدخل معك مباشرة في التفاصيل دون مقدمات، فإنا لله وإنا إليه راجعون، فأين الحياء؟ لذلك جاء في البخاري : (مر النبي صلى الله عليه وسلم على رجل يعظ أخاه في الحياء -كأنه يقول له: الحياء ضيعك، الحياء ضيع حقك- فقال: دعه فإن الحياء لا يأتي إلا بخير)، قال تعالى: فَجَاءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاءٍ قَالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا [القصص:25]، وقال عمر بن الخطاب : تضع يدها على وجهها تخاطب رجلاً أجنبياً لا يحل لها، فتخاطبه باقتضاب وبعبارة مركزة: إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا [القصص:25]، أما في عصرنا فتبدأ بالتعارف، وأخذ رقم المحمول، وتسأل الفتاة: ماذا تتمنين؟ فتقول: والله الذي أريده شخصية فيها مواصفات كذا وكذا، لكن هو أمامها ويبدءان بالتعارف والتداخل.
وآخر يأتي ويقول: يا أختي الفاضلة هل حضرت المحاضرة السابقة للأستاذ الدكتور فلان؟ فتقول له: نعم.
فيقول: هل يمكن أن أنقل المحاضرة منك؟ فتكون ذريعة للقاءات والجلسات.
إن هذا الهراء الذي نراه قد تسبب في ضياع شبابنا، وأقسم لكم بالله أننا في كل أسبوع نسمع العجب العجاب؛ بسبب هذا الاختلاط وبسبب ضياع الحياء، فأقول للمرأة المسلمة: عرضك أمانة فلا تفرطي فيه، واحذري أن تقعي فريسة لذئب بشري بأي مدخل من مداخله، فقد جاء في الحديث أيضاً: أن عائشة رضي الله عنها: (دخلت عليها فتاة فقالت: إن أبي زوجني من ابن أخيه ليرفع بي خسيسته وأنا كارهة قالت: اجلسي حتى يأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فجاء النبي عليه الصلاة والسلام فأخبرته، فأرسل إلى أبيها فدعاه، فجعل الأمر إليها)، أي خيرها بين فسخ العقد أو إمضائه؛ لأن العقد الآن باطل؛ إذ إنه تم بدون رضاها، (فقالت: قد أجزت ما صنع أبي ولكن أردت أن أعلم: هل للنساء من الأمر شيء؟)، وفي رواية أخرى: (ولكني أردت أن تعلم النساء أنه ليس إلى الآباء من أمور بناتهم شيء)، يعني: ليس للأب أن يكره ابنته على الزواج، وإنما لابد أن ترضى.
ولذا فإن هذا الكلام ينتشر في أريافنا، فيزوج الأب ابنته لابن أخيه رغماً عنها، حتى لا يدخل في العائلة أحد ويبقى الميراث فيما بين العائلة، فتكره البنت على الزواج ممن لا تريد ولا ترضى، فتعيش مكرهة، وإذا عاشت المرأة مكرهة مع زوجها فإما أن تمتنع عنه، وإما أن تنظر إلى غيره، فيترتب على ذلك الفساد، ولذلك في حديث أبي داود : (أن جارية بكراً أتت النبي صلى الله عليه وسلم فذكرت أن أباها زوجها وهي
الشهود

الشرط الثالث: الشهود، ويمكن أن يكونوا أكثر من اثنين، لكن لا يقل العدد عن اثنين، قال تعالى: وَأَشْهِدُوا ذَوَي عَدْلٍ مِنْكُمْ [الطلاق:2]، فلابد أن يكون الشاهد عدلاً، أي: إنسان معروف بصلاته، بتقواه، بورعه، بدينه، أما أن تأتي بشاهد من الطريق العام وتعطيه مبلغاً وهو لا يعرف شيئاً إلا أن يشهد، كما في الأنكحة الباطلة، فهذا لا يجوز، ثم يُشترط ألا يشترط على الشاهدين أن يكتما خبر عقد النكاح، وهذا من أنواع الزواج التي انتشرت في زمننا اليوم، والتي أردنا أن نبين حكمها فيما بعد.
الإيجاب والقبول

الشرط الرابع: القبول والإيجاب بصيغة التزوج أو الإنكاح، كقول الولي: زوجتك، أو أنكحتك، وقول الخاطب: قبلت.
أنواع الأنكحة الباطلة

وأما أنواع الأنكحة الباطلة المعاصرة، فهي كالتالي:
نكاح الشغار

أولاً: نكاح الشغار، وهو منهي عنه، للحديث: (نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الشغار)، والشغار من الوظيفة الشاغرة، أي: الخالية، ومعنى ذلك: أنه يخلو من المهر والصداق، فهو زواج بدل، كأن تقول لرجل: زوجني ابنتك على أن أزوجك ابنتي، فهو بضع ببضع، وكأن المهر هو بضع المرأة، فلا نسمي للأولى مهراً ولا للثانية، وإنما مقايضة، سلعة بسلعة، وهذا فيه تدني بحق المرأة؛ لأن المهر في الإسلام تقييم للمرأة، وللأسف أن هذا الزواج يوجد الآن في بعض القبائل العربية، وهو حرام وباطل، وقد نهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم كما ذكرنا.
زواج المتعة

ثانياً: زواج المتعة، وهو زواج أحلته الشيعة في كل وقت، فيتزوج في كل نصف ساعة زوجة! فإن نزل إلى مصر مثلاً كنزول بعض الأجانب، أو بعض الوفود العربية في مدة الإجازة فله زوجة يستمتع بها في هذه المدة، وبعقد مؤقت؛ لأن قصده يوم أن تزوج أن يطلق، وهو نكاح باطل نهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم.
النكاح الدموي

ثالثاً: النكاح الدموي، وهو موجود في الجامعات، وصورته: أن يأخذ دبوساً ثم يجرح به يده، وكذلك الطالبة تفعل نفس الفعل، ثم يتعانق الدم مع الدم، وبهذا يكون قد تم الزواج وهو زواج باطل.
زواج الفرند

رابعاً: زواج الفرند، والفرند يعني: الصديق، فالعريس من الشرقية والعروسة من القاهرة! وصورته: أن العريس لا يستطيع أن يقتني بيتاً، فيقولون له: يشترط في الزواج حتى يكون صحيحاً أربعة شروط، لكن هي تستقر في بيتها مع أبيها وأنا أستقر في بيتي! وعند نزولي إلى القاهرة تقابلني هناك! والأعجب إن حملت الزوجة فأين يستقر الولد؟ وأين سكن الزوجية؟ وأين الاستقرار الذي يهدف إليه الزواج؟ إنه غير موجود رغم توافر الشروط التي ذكرناها فيه.
الزواج العرفي وصوره

خامساً: الزواج السري العرفي له صور وأشكال منها: الصورة الأولى: لو أن زوجة مات عنها زوجها، وحصلت من بعده على معاش شهري، فإن نكحت غيره سقط المعاش بوثيقة رسمية عند المأذون، وهي تريد للمعاش أن يستمر، فتنكح زوجاً غيره بدون أن يوثق العقد عند المأذون، لأنه لو وثق عند المأذون سقط المعاش، وتوثيق العقد من المصالح المرسلة، وعليه فالزواج صحيح؛ لأنه استوفى شروط الزواج الصحيح، وإذا أنجبت ولداً نسب إلى والده، لكن إن طلقها فستضيع حقوقها؛ لأن عقد النكاح غير موثق عند المأذون، إذ توثيق العقد يضمن للمرأة حقوقها.
الصورة الثانية: زواج الأجانب، أي: أن الرجل ينزل من بلدته إلى بلدة أخرى، وحتى يتزوج لابد أن يحصل على ترخيص بالموافقة على الزواج من أجنبية، وذلك بأن يقدم طلباً إلى القنصلية، والقنصلية توثق هذا الأمر، وهذا أمر عسير، فيلجأ إلى الزواج السري العرفي، وعليه فيكون الزواج صحيحاً؛ لأنه استوفى شروط الزواج الصحيح، لكن ينتابه ما انتاب الصورة الأولى.
الصورة الثالثة: رجل أصبحت حياته مع الزوجة الأولى لا تطاق، فلا يستريح معها، فهي لا تستجيب لأمره، وتأبى عليه، لكنه مدير عام، فكيف يتزوج وله أبناء في الجامعة يحتلون أماكن ووظائف مرموقة؟! فالزواج في حقهم إهانة -هكذا ينظر المجتمع- وحياة الزنا والصداقة كرامة، يعني: أباحوا العشيقات ولم يبيحوا الزواج، وأنا أعلم من هؤلاء الكثير، فيأتي إلى امرأة يريدها لنفسه، فيقول لها: أتزوجك بشرط أن يكون الزواج سرياً لا يعلمه إلا أنا وأنت، واحذري أن يعلم الأبناء وزوجتي بذلك، ويشترط على الشهود التكتم، وربما قد يتزوجها بدون إذن الولي، فيكون نكاحها باطلاً؛ لعدم استيفاء الشروط الأربعة.
فيا عبد الله أحل الله لك النكاح، وأحل لك أن تتزوج إلى أربع إن استطعت أن تعدل بينهن، فلماذا تواري رأسك من أمر أحله الله لك؟! لكن يقول: أنا غير قادر على المواجهة، إذاً لا تفعل، لأن الأمر سيظهر إما عاجلاً أو آجلاً، وقد يكون حال هذا الرجل عندما يدخل العمارة أن ينظر عن خلفه وعن يمينه، ولو رآه أحد الناس سيقول: رأيت فلاناً أمس يصعد العمارة في الساعة الثانية عشر! فيقول آخر: إنه رجل محترم، لا تتكلم في حقه ولا كلمة، فهو متزوج زواجاً عرفياً! فلا حول ولا قوة إلا بالله، وخذ من ذلك الكثير والكثير.
الصورة الرابعة: لو أن رجلاً أراد زوجة أخرى، لكنه يخاف فيستأجر لها شقة في (العاشر من رمضان) وهي مدينة عمرانية جديدة، فإذا أراد أن يذهب إليها قال لأهله السابقين: صاحب العمل أرسلني في مهمة وظيفية في مدينة العاشر من رمضان، تستغرق أسبوعاً كاملاً، فيكون في ضيافة الزوجة الثانية لمدة أسبوع كامل، فإن تسرب الخبر وعلمت به الأولى فستطلب منه الطلاق أو ستخيره بين نفسها والأخرى، وكذلك أبناؤه سيقيمون على رأسه الدنيا، ويطلبون منه طلاق الثانية، وتصبح هي الضحية، وعند ذلك يتأسف لزوجته الأولى، لكنه لا يتعلم من التجربة، فيعود مرة أخرى إلى تكرارها، حتى أن هناك كباراً في السن يكونون في نادي يسمى بنادي المسنين، حيث يبلغ الواحد منهم سن السبعين أو الثمانين، وثلاثة أرباعهم متزوجين زواجاً عرفياً؛ لأنه يخاف من المجتمع أن يقول: رجل كبير في السن يتزوج! فيا عبد الله! إن الزواج من سنن المرسلين ومن سنن الفطرة، وهل يمكن للإنسان أن يستغني عن الطعام والشراب؟ لا يمكن، وكذلك لا يمكن أن يستغني عن الزواج: هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ [البقرة:187]، ولا يمكن للمرأة أن تعيش بغير رجل، ولا الرجل أن يعيش بغير امرأة، فلابد لكل امرأة من زوج.
ثم أخبروني كيف إذا زاد عدد النساء على عدد الرجال فكيف نحقق التوازن في ذلك؟ إن التعدد علاج لذلك، وهذا ما جاء به الإسلام، وما عدا ذلك فإما أن يكون للرجل امرأة أخرى دون أن تعرف زوجته الأولى، وأما أن يكون له عشيقات.
وأخيراً أقول: إن الزواج السري باطل شرعاً؛ لأن العلاقة الزوجية يترتب عليها آثار كثيرة، منها: الحمل والأولاد، والميراث، فلو مات الأب والجميع يعلم أن له زوجة واحدة، وأبناءه فلان وفلان، ثم تظهر الثانية وأولادها، فتقول الأولى وأولادها: إن أبانا لم يخبرنا بأنه متزوج، فتخرج لهم المرأة الثانية وثيقة النكاح، فيترتب على ذلك ما لا يحمد عقباه، لذا فإن الإسلام يأمرنا أن نكون في تمام الوضوح في التعاملات، فإذا سار مع امرأة يعلم الناس جميعاً أنها زوجته، ولذلك قال صلى الله عليه وسلم لأصحابه: (على رسلكما إنها صفية)، ولذلك كان من محاسن شريعتنا أنها نظرت إلى هذا الموضوع نظرة موضوعية، فهذا هو حكم الزواج السري في شريعة رب العالمين أردت أن أبينه.
نسأل الله سبحانه وتعالى أن يزوج شبابنا، وأن يحصن فروجنا، وأن يكفينا الفتن ما ظهر منها وما بطن؛ إنه ولي ذلك والقادر عليه.
الأسئلة

حكم زواج المسيار وصورته

السؤال: ما هو زواج المسيار؟ وما حكمه؟ الجواب: زواج المسيار هو: أن ينزل إلى بلد فيتزوج فيها مدة الإقامة، وإذا ما رحل طلق، وهو نوع من أنواع المتعة، وحكمه أنه حرام وباطل، لكن هناك مسيار قد أباحه بعض العلماء، مثل: أن يتزوج بامرأة في هذه البلدة، ويأتيها كلما نزل هذه البلدة، والمرأة موافقة على أن يأتيها كلما نزل، ولا يطلقها، فهذا زواج قد أباحه بعض العلماء، والله تعالى أعلم.
حكم زواج الهبة

السؤال: ما حكم زواج الهبة؟ وما صورته؟ الجواب: زواج الهبة هو أن تقول المرأة للرجل: وهبتك نفسي، وهو خاص بالنبي صلى الله عليه وسلم، قال الله تعالى: وَامْرَأَةً مُؤْمِنَةً إِنْ وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ [الأحزاب:50]، وقال: خَالِصَةً لَكَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ [الأحزاب:50]، وأما في حق غير النبي صلى الله عليه وسلم فهو نكاح باطل، والله تعالى أعلم.
حكم الخلوة بالمعقود عليها

السؤال: هل يجوز للعاقد أن يخلو بالمرأة التي عقد عليها؟ الجواب: لا يجوز للعاقد أن يخلو بالمرأة التي عقد عليها، والخلوة: أن يكون في مكان آمن لا يدخل إليه أحد، فيأمن على نفسه، ويكون ذلك مدعاة إلى فعل ما يريد، لكن يجوز له أن يجلس مع المعقود عليها في بيتها، وباب الحجرة مفتوح على مصراعيه، بحيث يراه أولياء المعقود عليها، وإن خرج معها فلا بد من محرم يحرسهما، وإلا أشهر البناء، وبذلك له الخلوة بها؛ لأنه قد يحدث أن الرجل يعقد على امرأة ثم يدخل بها، دون أن يشهر البناء، وربما قد يتأخر إعلان الزواج، فتأتي المرأة بمولود! فهل يقومون بإنزال الجنين أم تقع الفضيحة والعار؟!
حكم اشتراط المرأة في العقد ألا يتزوج زوجها بأخرى

السؤال: ما الحكم في عدم موافقة الزوجة الأولى على زواج زوجها بالثانية؟ الجواب: إن اشترطت ذلك في عقد الزواج فلها ذلك، وإن لم تشترط فليس من حقها أن تمنعه؛ لأنها تمنعه من أمر شرعي.
حكم تهنئة أهل الكتاب بأعيادهم

السؤال: لنا جيران من أهل الكتاب، ودائماً يبدءوننا بالتهنئة في أعيادنا، فهل يجوز لنا أن نهنئهم في أعيادهم؟ الجواب: لا يجوز أن تهنئهم بأعيادهم؛ لأن الله قال في وصف عباد الرحمن: لا يَشْهَدُونَ الزُّورَ [الفرقان:72]، قال بعض المفسرين: هي أعياد الكافرين.
حكم زواج المسلم في بلاد الكفر من أجنبية لأجل الإقامة أو الجنسية

السؤال: ما حكم زواج المسلم المسافر في أوروبا من أجل الإقامة؟ الجواب: لا يجوز ذلك، كأن يذهب إلى ألمانيا يريد أن يأخذ إقامة أو جنسية، فيتزوج بألمانية ربما قد تكبره بسنوات، وربما لا تعرفه أصلاً، وإنما المهم والغرض من الزواج الحصول على العمل، وليس الغرض من الزواج تحقيق الحكمة منه، ثم بعد فترة تأتي له الزوجة بأصدقائها ولا يستطيع أن يقول: لا، وإن رزق منها بولد سماه باسم أجنبي! فهل يقبل هذا مسلم عاقل؟! وهل يقبل مسلم عاقل بأن يبيع دينه بقليل من المال؟! والأعجب أيضاً: أن يذهب المسلم من بلده إلى بلاد الكفر ويعود وقد غيّر اسمه، ويعود ومعه زوجة أجنبية كافرة! إنه المسخ والعياذ بالله.
وأخرى: جاءتها فرصة عمل في الكويت، وكان من شروط عقد العمل أن تكون متزوجة، فتزوجت رجلاً على الورق، ودفعت له مبلغاً من المال، دون أن يقربها أو يمسها! وكل هذا من أجل الحصول على المال.
حكم الوكالة في الزواج

السؤال: هل يجوز الزواج بالتوكيل؟ الجواب: نعم، وذلك إذا رأى الرجل أن يوكل غيره في العقد له على فلانة، كما يجوز له أن يوكل غيره في طلاقها.
حكم جعل العصمة بيد الزوجة

السؤال: هل يجوز أن تكون العصمة بيد الزوجة؟ الجواب: عند جمهور العلماء يجوز، ومعنى العصمة بيد الزوجة: أن الزوج في عقد الزواج قد وافق على أن يطلق الزوجة متى تطلب ذلك، ودليلهم: قول الله تعالى: فَابْعَثُوا أَحَدَكُمْ بِوَرِقِكُمْ هَذِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ [الكهف:19]، فوكلوا أحدهم في الشراء بالنيابة عنهم.
إذاً: يجوز لي أن أوكل غيري في الطلاق، أما أن العصمة بيد الزوجة بمعنى: أن أمر تطليقها إليها، فتطلق الزوج فتقول: أنتَ طالق! فهذا خطأ، وهو من الخلط الإعلامي، وإنما العصمة معناها كما ذكرنا: أن تطلب منه الطلاق، فلا يجوز له أن يمتنع، بل يجب عليه أن يطلقها، وأن يستجيب لطلبها متى طلبت، والله تعالى أعلم.
حكم تزويج المرأة نفسها من غير ولي

السؤال: امرأة تزوجت زواجاً عرفياً عند محاميها، ولكنها لا تريد أن تخبر أبناءها؛ لأنهم سيرفضون ذلك، فهل من الممكن أن تعلن هذا الزواج لأبنائها؟ وكيف تخبرهم بذلك؟ وكيف يرضى الأبناء بهذا الزواج؟ الجواب: هذا الزواج باطل؛ لعدم وجود الولي، وكان يجب على هذه المرأة قبل أن تقدم على الزواج أن تخبر أبناءها، أما أن تتزوج سراً ثم تحمل ثم يكون للأبناء أخ لا يعرفونه، وربما أنجبت بنتاً ثم تموت هذه الأم ولا يعرف الأبناء أن هذه أختهم فيتزوج الأخ من أخته! إن هذا تضييع واختلاط، فأرجو أن يكون هذا الموضوع على كل الألسنة، ألا وهو: شروط الزواج الإسلامي الأربعة، وجزاكم الله خيراً، وبارك الله فيكم، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
شروط صحة عقد الزواج وأنواع الزواج الباطل
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
»  البركة والتبرك.. أحكام وأنواع
»  خطيبتي تخاف من الزواج – فوبيا الزواج
»  الموقف مع شدة الباطل
» تزيين الباطل
» سيل الحق وزبد الباطل

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
اسلام ويب :: ۩✖ منتدي الاسلاميات العامه ۩✖ :: مقــــالات اســــلاميه :: مقـالات منـوعه-
انتقل الى: