اسلام ويب
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

من فقه الدعاء يقول سيدنا عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -: "أنا لا أحمل همَّ الإجابة، وإنما أحمل همَّّ الدعاء، فإذا أُلهمت الدعاء كانت الإجابة معه". وهذا فهم عميق أصيل ، فليس كل دعاء مجابًا، فمن الناس من يدعو على الآخرين طالبًا إنزال الأذى بهم ؛ لأنهم ينافسونه في تجارة ، أو لأن رزقهم أوسع منه ، وكل دعاء من هذا القبيل ، مردود على صاحبه لأنه باطل وعدوان على الآخرين. والدعاء مخ العبادة ، وقمة الإيمان ، وسرّ المناجاة بين العبد وربه ، والدعاء سهم من سهام الله ، ودعاء السحر سهام القدر، فإذا انطلق من قلوب ناظرة إلى ربها ، راغبة فيما عنده ، لم يكن لها دون عرش الله مكان. جلس عمر بن الخطاب يومًا على كومة من الرمل ، بعد أن أجهده السعي والطواف على الرعية ، والنظر في مصالح المسلمين ، ثم اتجه إلى الله وقال: "اللهم قد كبرت سني ، ووهنت قوتي ، وفشت رعيتي ، فاقبضني إليك غير مضيع ولا مفتون ، واكتب لي الشهادة في سبيلك ، والموت في بلد رسولك". انظر إلى هذا الدعاء ، أي طلب من الدنيا طلبه عمر، وأي شهوة من شهوات الدنيا في هذا الدعاء ، إنها الهمم العالية ، والنفوس الكبيرة ، لا تتعلق أبدًا بشيء من عرض هذه الحياة ، وصعد هذا الدعاء من قلب رجل يسوس الشرق والغرب ، ويخطب وده الجميع ، حتى قال فيه القائل: يا من رأى عمرًا تكسوه بردته ** والزيت أدم له والكوخ مأواه يهتز كسرى على كرسيه فرقًا ** من بأسه وملوك الروم تخشاه ماذا يرجو عمر من الله في دعائه ؟ إنه يشكو إليه ضعف قوته ، وثقل الواجبات والأعباء ، ويدعو ربه أن يحفظه من الفتن ، والتقصير في حق الأمة ، ثم يتطلع إلى منزلة الشهادة في سبيله ، والموت في بلد رسوله ، فما أجمل هذه الغاية ، وما أعظم هذه العاطفة التي تمتلئ حبًا وحنينًا إلى رسول الله - صل الله عليهلم -: (أن يكون مثواه بجواره). يقول معاذ بن جبل - رضي الله عنه -: "يا بن آدم أنت محتاج إلى نصيبك من الدنيا ، وأنت إلى نصيبك من الآخرة أحوج ، فإن بدأت بنصيبك من الآخرة ، مرّ بنصيبك من الدنيا فانتظمها انتظامًا ، وإن بدأت بنصيبك من الدنيا ، فائت نصيبك من الآخرة ، وأنت من الدنيا على خطر). وروى الترمذي بسنده عن النبي - صل الله عليهلم -: أنه قال: ((من أصبح والآخرة أكبر همه جمع الله له شمله ، وجعل غناه في قلبه ، وأتته الدنيا وهي راغمة ، ومن أصبح والدنيا أكبر همه فرَّق الله عليه ضيعته ، وجعل فقره بين عينيه ولم يأته من الدنيا إلا ما كُتب له)). وأخيرًا .. أرأيت كيف أُلهم عمر الدعاء وكانت الإجابة معه ، وصدق الله العظيم إذ يقول: (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ) (186)" (البقرة:186).


 

  لا تطلب المرأة المسلمة الشقاء لنفسها

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة


avatar


نقــاط : 100190
 لا تطلب المرأة المسلمة الشقاء لنفسها  Oooo14
 لا تطلب المرأة المسلمة الشقاء لنفسها  User_o10

 لا تطلب المرأة المسلمة الشقاء لنفسها  Empty
مُساهمةموضوع: لا تطلب المرأة المسلمة الشقاء لنفسها     لا تطلب المرأة المسلمة الشقاء لنفسها  Emptyالجمعة 22 مارس 2013 - 15:07

لا تطلب المرأة المسلمة الشقاء لنفسها

قبيلة "سبأ" تلك القبيلة العربية المشهورة التي كانت تسكن اليمن، حيث منّ الله - تعالى - عليها بنعم كثيرة كما بيّن الله ذلك في سورة سبأ - السورة التي سميت باسمها فقال - تعالى -: (لَقَدْ كَانَ لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ جَنَّتَانِ عَنْ يَمِينٍ وَشِمَالٍ كُلُوا مِنْ رِزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ (15) فَأَعْرَضُوا فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ وَبَدَّلْنَاهُمْ بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَوَاتَيْ أُكُلٍ خَمْطٍ وَأَثْلٍ وَشَيْءٍ مِنْ سِدْرٍ قَلِيلٍ (16) ذَلِكَ جَزَيْنَاهُمْ بِمَا كَفَرُوا وَهَلْ نُجَازِي إِلَّا الْكَفُورَ (17) وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْقُرَى الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا قُرًى ظَاهِرَةً وَقَدَّرْنَا فِيهَا السَّيْرَ سِيرُوا فِيهَا لَيَالِيَ وَأَيَّامًا آمِنِينَ (18) فَقَالُوا رَبَّنَا بَاعِدْ بَيْنَ أَسْفَارِنَا وَظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ فَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ وَمَزَّقْنَاهُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ (19) وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ فَاتَّبَعُوهُ إِلَّا فَرِيقًا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (20) وَمَا كَانَ لَهُ عَلَيْهِمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يُؤْمِنُ بِالْآخِرَةِ مِمَّنْ هُوَ مِنْهَا فِي شَكٍّ وَرَبُّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَفِيظٌ (21))

من تلك النعم التي منّ الله عليهم كما في الآيات السابقة نعمة الأمن والرخاء والراحة أثناء السفر فقال - تعالى -: (وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْقُرَى الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا قُرًى ظَاهِرَةً وَقَدَّرْنَا فِيهَا السَّيْرَ سِيرُوا فِيهَا لَيَالِيَ وَأَيَّامًا آمِنِينَ (18))، قال ابن كثير - رحمه الله - في تفسيره: "يذكر - تعالى - ما كانوا فيه من الغِبْطة والنعمة، والعيش الهني الرغيد، والبلاد الرخية، والأماكن الآمنة، والقرى المتواصلة المتقاربة، بعضها من بعض، مع كثرة أشجارها وزروعها وثمارها، بحيث إن مسافرهم لا يحتاج إلى حَمل زاد ولا ماء، بل حيث نزل وجد ماء وثمراً، ويَقيل في قرية ويبيت في أخرى، بمقدار ما يحتاجون إليه في سيرهم" انتهى، ولكنهم للأسف بطروا النعمة وسئموا الراحة

قال - تعالى -: (فَقَالُوا رَبَّنَا بَاعِدْ بَيْنَ أَسْفَارِنَا وَظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ فَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ وَمَزَّقْنَاهُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ (19)) قال ابن كثير: "إنهم بَطروا هذه النعمة، وأحبوا مفاوز ومهامه يحتاجون في قطعها إلى الزاد والرواحل والسير في الحَرُور والمخاوف، كما طلب بنو إسرائيل من موسى أن يخرج الله لهم مما تنبت الأرض، من بقلها وقثائها وفومها وعدسها وبصلها، مع أنهم كانوا في عيش رغيد في مَنّ وسلوى وما يشتهون من مآكل ومشارب وملابس مرتفعة

ولهذا قال لهم: (أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ اهْبِطُوا مِصْرًا فَإِنَّ لَكُمْ مَا سَأَلْتُمْ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ) [البقرة: 61]، وقال - تعالى -: (وَكَمْ أَهْلَكْنَا مِنْ قَرْيَةٍ بَطِرَتْ مَعِيشَتَهَا) [القصص: 58]، وقال - تعالى -: (وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلا قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ) [النحل: 112]، وقال في حق هؤلاء: (وَظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ) أي: بكفرهم، (فَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ وَمَزَّقْنَاهُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ) أي: جعلناهم حديثا للناس، وَسمَرًا يتحدثون به من خبرهم، وكيف مكر الله بهم، وفرق شملهم بعد الاجتماع والألفة والعيش الهنيء تفرقوا في البلاد هاهنا وهاهنا؛ ولهذا تقول العرب في القوم إذا تفرقوا: "تفرقوا أيدي سبأ"، "وأيادي سبأ"، و"تفرقوا شَذَرَ مَذَرَ".

نعم! هذا ما حدث لـ "سبأ " ويحدث لكل من بطر النعمة وسئم الراحة التي منّ الله - تعالى - بها عليه ولم يقم بشكرها سواءً من الأمم أم من الدول أم من الجماعات أم من الأفراد جزاءً وفافاً، إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ.

طالعتنا الصحف العربية في الآونة الأخيرة بخبر عن المرأة العربية يقول الخبر: "أشارت دراسة من مركز "ستارش" البريطاني للأبحاث العالمية إلى أنَّ السوريات هن أكثر البنات دلالاً واحتراماً على مستوى العالم، وذلك بعد احتلالهن المركز الثالث في الدراسة السابقة، حيث تمت الدراسة بناءً على أنَّ الفتاة السورية تلبي طلباتها بدون عناء ودائماً ما يقوم أحد بخدمتها، إضافة إلى أنَّها ليست بحاجة إلى عمل فمصروفها متوفر لها من أولياء أمورها، وأنَّ اهتمامهم بها منذ الولادة وحتى وفاتها يدلّ على احترامها، بينما تفضل الإقدام على العمل لتقف مع الرجل صفاً بصف، وذلك لتتساوى مع الرجل السوري انتهى. "نقلا من صحيفة الوطن الكويتية بتاريخ 1/6/1431 هـ"، بفضل من الله ونعمة تعيش المرأة المسلمة عموماً والعربية منهن خصوصاً حياة في مجتمعاتها لا يزال يُرى فيها أثر وسمة تعاليم ديننا الحنيف من كفالة: فهي مكفولة محمولة سواء كانت أماً أم بنتاً أم زوجة.. الخ، ومن حماية وصيانة من قبل المجتمع، ومن خدمة ودلال واحترام وتقدير من أقاربها الرجال من الصغر إلى الكبر سواء في الحضر أو السفر، وغيرها من رعاية وخدمة، حتى من يقوم بذلك مراعاة للعادات والتقاليد؛ فلتأثير الدين في تلك العادات والتقاليد، ولا يعكر على ذلك ما يقع على بعض النساء من ظلم وتعدي في بعض المجتمعات الإسلامية أسوة بالمجتمعات الكافرة بسبب الجهل وغيره لم يأمر به الدين، فلا تبطر المرأة المسلمة تلك النعم، وتسأم الراحة وتتمنى ما فضل الله به الرجل عليها، فتطلب المساواة به خصوصاً في العمل والخروج من البيت كما جاء في الخبر- قال - تعالى -: (وَلَا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبُوا وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبْنَ وَاسْأَلُوا اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا) [سورة النساء: 32]، قال الطبري - رحمه الله - في تفسيره: "يعني بذلك جل ثناؤه: ولا تشتهوا ما فضل الله به بعضكم على بعض، وذكر أن ذلك نزل في نساءٍ تمنين منازلَ الرجال، وأن يكون لهن ما لهم، فنهى الله عباده عن الأماني الباطلة، وأمرهم أن يسألوه من فضله، إذ كانت الأمانيّ تورِث أهلها الحسد والبغي بغير الحق" انتهى، فلا تسأم المرأة المسلمة من هذه الحياة وتبطر نعمة الله التي منّ بها عليها فيصيبها ما أصاب سبأ من تبدل النعمة وحلول النقمة فإن الله - تعالى - لا يحابي أحداً، قال - تعالى -: (لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلَا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ وَلَا يَجِدْ لَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا (123) وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ نَقِيرًا (124) وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ وَاتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا (125)) [سورة النساء]، فلا أحسن ديناً للمرأة المسلمة من دين ربها الذي سترها وحفظها، وجعل القوامة للرجل عليها ليرعاها ويكفلها، وأمرها بالقرار في البيت ليرحمها فهي أقرب إلى رحمته وهي في عقر بيتها، كما قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((المرأة عورة، وإنها إذا خرجت استشرفها الشيطان، وإنها لا تكون أقرب إلى الله منها في قعر بيتها)) رواه الطبراني وصححه الألباني، فلا تطلب الشقاء لنفسها من حيث لا تدري، فيحق عليها قول ربها في سورة طه: (فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى (123) وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى (124)) ولا تكابر الحق وتجادل بالباطل، وتأخذها العزة بالإثم، وتظن أن دين الله يحابي الرجل والعياذ بالله بل هو حكم الله: (وَاللَّهُ يَحْكُمُ لَا مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ وَهُوَ سَرِيعُ الْحِسَابِ (41)) [سورة الرعد]، (أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ (50))، وَلَا يَسْتَخِفَّنَّها الَّذِينَ لَا يُوقِنُونَ من الرجال، ولا تتطلع أن تكون كالمرأة الكافرة سواء الغربية منها أو الشرقية التي أشقاها خروجها من بيتها، ومساواتها بالرجل بعد أن صدقت شعارات الحرية والمساواة الزائفة التي أطلقها ويطلقها دائماً دعاة الغرب من الديمقراطيين والتحرريين الذين لا يريدون الخير لأمة الإسلام كما قال الله وهو أصدق القائلين: (مَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَلَا الْمُشْرِكِينَ أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْكُمْ مِنْ خَيْرٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَاللَّهُ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ (105)) [سورة البقرة]، ويريدون أن نضل السبيل كما ضلوا كما قال - تعالى -: (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يَشْتَرُونَ الضَّلَالَةَ وَيُرِيدُونَ أَنْ تَضِلُّوا السَّبِيلَ (44) وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِأَعْدَائِكُمْ وَكَفَى بِاللَّهِ وَلِيًّا وَكَفَى بِاللَّهِ نَصِيرًا (45)) [سورة النساء]، سواء في موضوع المرأة والأسرة أو غيره كما قال - تعالى -عندما ذكر شيئاً من أحكام النساء والأسرة في سورة النساء: (يُرِيدُ اللَّهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ وَيَهْدِيَكُمْ سُنَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَيَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (26) وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا (27) يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفًا (28)) [سورة النساء]، ولا يريدون أن تتميز أمة الإسلام عليهم بشيء من الأمن والإيمان والطهر والعفاف، فأغلب المسلمين يتشبهون بالغرب وغيرهم من أمم الكفر بأصناف شتى في حياتهم ولم يبق لهم إلا معقل وحصن الأمة الأخير ألا وهو "الكيان الأسري"، و"حياتهم الأسرية"، فإذا هم تشبهوا بهم في ذلك: فأخرجوا المرأة المسلمة من بيتها وجعلوها كالرجل، فقد أصابوا أنفسهم بمقتل.

ولا تغرّنا الحياة الدنيا بزخرفها ولا يغرّنا الجري خلف المادة بحجة أنها لا تريد أن تكون تابعة للرجل في مصروفها فالله - تعالى - بحكمه وشرعه يريد أن تكون المرأة في قوامة الرجل ورعايته وكنفه كما قال - تعالى -: (الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ (34)) [سورة النساء]، وقال أيضاً: (وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (228)) [سورة البقرة]، بل يريد الله - تعالى - أن تكون المرأة عند الرجل كالأسيرة كما قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((ألا واستوصوا بالنساء خيراً فإنما هن عوان عندكم)) رواه الترمذي وحسنه الألباني، "عوان" جمع عانية بمعنى الأسيرة، قال الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله -: "وليعلم أن مالك المرأة هو زوجها، كما قال النبي - عليه الصلاة والسلام -: ((اتقوا الله في النساء فإنهن عوانٍ عندكم))، "عوانٍ" يعني: أسيرات، وقال الله - تعالى - في سورة يوسف عن امرأة العزيز: (وَأَلْفَيَا سَيِّدَهَا لَدَى الْبَابِ) [يوسف: 25]، فجعل الزوج سيداً، وهذا يتضمن أن تكون الزوجة بمنزلة الرقيقة الأمة" انتهى "اللقاء المفتوح 166"، فالرجل راع في أهله وهو مسئول عن رعيته كما قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((وَالرَّجُلُ فِي أَهْلِهِ رَاعٍ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالْمَرْأَةُ فِي بَيْتِ زَوْجِهَا رَاعِيَةٌ وَهِيَ مَسْئُولَةٌ عَنْ رَعِيَّتِهَا)) رواه البخاري، وبنص الحديث فالمرأة راعيةُ أبنائها وشئون بيتها، ومسئولة أمام الله - تعالى - عن رعيتها! لمن تتركهم؟ ولكنه!! للأسف طغيان المادة وحب الدنيا والرفاهية في عصرنا الحديث رجالاً ونساءً إلا من - رحمه الله - فالرجل لا ينظر إلا للمادة فيأمر المرأة بالخروج للعمل من غير ضرورة والمرأة تطاوعه في ذلك لحاجة في نفسها كما قيل في الأمثال: "وافق شنٌ طبقة"، قال الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله - عندما سئل: حفظكم الله فضيلة الشيخ في زماننا هذا كثرت الشركيات، وكثر التقرب إلى القبور والنذور لها والذبح عندها كيف يصحح المسلم هذه العقيدة؟

الشيخ: "أولاً ندعي هذا السائل بصحة دعواه، أنا في ظني أن هذا الوقت هو وقت الوعي العقلي، وليس الشرعي الوعي العقلي، قلّ الذين يذهبون إلى القبور من أجل أن يسألوها أو يتبركوا بها اللهم إلا الهمج الرعاع هؤلاء من الأصل، فعندي أن الناس الآن استنارت عقولهم الإدراكية لا الرشدية فالشرك في القبور وشبهها في ظني بأنه قليل لكن هناك شركٌ آخر وهو محبة الدنيا، والانهماك فيها والانكباب عليها فإن هذا نوعٌ من الشرك قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ((تعس عبد الدينار، تعس عبد الدرهم، تعس عبد الخميصة، تعس عبد الخميلة))، فسمى النبي - صلى الله عليه وسلم - من شغف بهذه الأشياء الأربعة سماه عبداً لها فهي معبودةٌ له

أصبح الناس اليوم على انكبابٍ بالغ على الدنيا حتى الذين عندهم شيء من التمسك بالدين تجدهم مالوا جداً إلى الدنيا، ولقد قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ((والله ما الفقر أخشى عليكم، وإنما أخشى أن تفتح عليكم الدنيا تتنافسوها كما تنافسها من قبلكم، فتهلككم كما أهلكتهم))، هذا هو الذي يخشى منه اليوم ولهذا تجد الناس أكثر عملهم على الرفاهية وهذا فيه ترفيه وهذا فيه نمو الاقتصاد وهذا فيه كذا، وهذا فيه كذا، قلَّ من يقول هذا فيه نمو الدين، هذا فيه كثرة العلم الشرعي، هذا فيه كثرة العبادة، قل من يقول هذا، فهذا هو الذي يخشى منه اليوم، أما مسألة القبور ففي ظني أنها في طريقها إلى الزوال، سواءٌ من أجل الدنيا أو من أجل الدين الصحيح" [فتاوى نور على الدرب (4 / 186)]

فمن مظاهر الجري خلف الرفاهية والمادة في زماننا هذا خروج المرأة للعمل من غير ضرورة إلا من - رحمها الله -، ولو أدى ذلك إلى التقصير في رعايتها لأولادها وبيتها، ويظن بعض النساء أنه لولا عملهن خارج البيت في طلب الرزق لما تمتعنّ بالرزق والعيش الرغيد، فأقول لهن: إنهن لو كنّ يؤمنّ حق الإيمان، وأيقنّ حق اليقين أن الله - تعالى -هو الرّزاق، وأنه قد كتب مقادير أرزاق العباد، وأنه سييسر الرزق لمن كتُب له لما طلبنّ رزق الله بمخالفة أمره، وليعلمنّ أنه لن يأتيهن إلا ما كُتب لهن ولو جرين جري الوحوش، ولا تنخدع بعض النساء بوسوسة الشيطان الذي يوسوس أنه ليس هناك تقصير في رعاية الأبناء عند الخروج للعمل ومساواتها بالرجل

لأن الأخطاء والسلبيات الاجتماعية لا يظهر أثرها السيء إلا بعد حين قُدّر بنحو ثلاثبن سنة تقريباً أي بعد جيل "كما ذكر بعض علماء الاجتماع"، فالأجيال القادمة هم الذين يتحملون أخطاء وسلبيات الجيل الحالي، ولك أن تتخيل طبيعة هذا الجيل الذي سينشأ وقد قصرنا في تربيته، وتصحيح هذا الخطأ والسلبية الاجتماعية يحتاج إلى سنوات طويلة، لأن البعض قد يحتج أنه لا يرى ضرراً من خروج المرأة للعمل ومساواتها بالرجل، فأقول لهم: (وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِينٍ)!! فلنتق الله - تعالى - رجالاً ونساءً ولا نبطر، ولنحافظ على النعم العظيمة التي أنعمها الله علينا من تماسك الأسرة المسلمة وأمانها، واطمئنانها واستقرارها في ظل شريعة الرحمن، ولنسأل الله - تعالى - العفو والعافية، ولنـا فيما حدث لـ "سبأ" آيـة وعبرة.

والله - تعالى - أعلى وأعلم.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
لا تطلب المرأة المسلمة الشقاء لنفسها
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» هل هناك دعاء تقوله المرأة الحامل لنفسها أو لجنينها ؟
» المرأة المسلمة ...من تكون ؟
» المرأة المسلمة
» خلق المرأة المسلمة
»  المرأة المسلمة

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
اسلام ويب :: ۩✖ المكتبه الاسلاميه والفتاوي الشرعيه ۩✖ :: المـــرأه المسلمه-
انتقل الى: