إن التزام مجتمعنا الشرقي بعاداته وتقاليده وتمسك أبنائه بتعاليم الدين وهو ما
يشكل هوية الفرد منا ويحدد المبادئ التي يسير عليها في حياته ويجعل من قيم
التسامح والمحبة و الشعور بالأخر واحترام معتقداته وإيمانه أساسا في التعامل مع
الآخرين ...
جاء مقالي هذا على اثر حادثة الجريمة البشعة التي ارتكبها بعض الأفراد في
ألمانيا بحق المواطنة المصرية " الشربيني ".... وذلك لوجود نظرة تعصبية لدى
هؤلاء الأشخاص نتيجة جهلهم بالمرأة المسلمة والعربية وماهية شخصيتها التي تتحلى
بها ناهيك ان مجتمعهم الغربي لم يعتاد على التنوع الحضاري والديني الذي يغني
مجتمعنا ..
و لان اختلاف العقيدة في مجتمعنا لم يكن محلا للخلاف او الطائفية فاني استطيع
بكلام موجز أن اصف لهم المرأة المسلمة من تكون في هذا العالم الذي أصبح بوتقة
تنصهر فيها الحضارات والثقافات,,, وأريد ان يعرفوا من هي هذه المرأة في نظرتي
البسيطة لها كشاب مسيحي جذوره وأصوله شرقية بحته .
المرأة المسلمة : هي والدة صديقي الذي أحبه واحترمه ..ذالك الصديق الذي طالما
وقف إلى جانبي وسندني بكلماته الرائعة التي جبرت كسوري .
وهي تلك المعلمة التي كانت تملي على كل ما عندها من علوم ومعرفة لازداد علما
ومعرفة لأصبح قويا مليئا بالمعرفة والعلوم.
المراءة المسلمة : هي تلك الممرضة التي قدمت لأخي الصغير جرعة الدواء للتخفيف
من ألامه وقدمت له العناية الكاملة في سرير الشفاء.
وهي تلك الجارة التي تعين أمي دائما ...تحبها وتحترمها ...وتقف إليها في لحظات
الألم والفرح والحزن... وتربي أولادها على احترام ومحبة الجار.
المراءة المسلمة هي تلك الزميلة التي تعمل معي واجدها تعاونني في عملي وتقدم لي
المساعدة في حمل أعباء العمل وتخفف عني حين أكون متعبا .
و هي تلك الفتاة إلى كانت رفيقة أختي في الدراسة تقدم لها العون وقتما احتاجته
وتقف إلى جانبها في نجاحها وفشلها ....
إن المرأة المسلمة في مجتمعنا العربي لا تختلف عن المراءة المسيحية بالرغم من
اختلاف العقيدة , تشتركان بالكثير فهما عربيتان تعيشان في بلد واحد وتواجهان
نفس المصير وتعانيان من نفس الظروف ... وكلتاهما لهن هدف واحد وهو تربية
أبنائهن تربية صالحة تتماشى مع تعاليم الدين والمجتمع وكلتاهما تشترك بالأمومة
...
هذه هي المرأة المسلمة في مستواها البسيط والتي لا تختلف عن نساء العالم في
واجبها واحترامها لذاتها ولتعاليم دينها..
إن موضوع الحجاب لدى المسلمة هو موضوع التزام واحترام ,
لا يجوز المساس به نهائيا لأيا كان وعلى العالم ان يحترم حريات وعقائد الآخرين
مهما كانت وأينما كانوا طالما ان هناك الكثيرون يدعون الانفتاح لاستيعاب كل
الاختلافات في عالم اليوم .
طارق صالح حجازين
الاردن - العقبة