السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيكم ورزقكم حسن الخاتمه على مجهودكم الذى تقدموه
هذه رسالة من احدى الاخوات وصتنى ان اضعها لكم فلعل الله يجعلكم سببا فى تفريج همها تقول فيها
ما اصعب رضا والدتى
فإنى فتاه مطيعة لله بارة بوالدى
رغم كثرة المشاكل التى تواجهنى اشعر بسعادة كبيرة بسبب تقربى من الله لكن سعادتى لاتكتمل بسبب (أمى حفظها الله)
أظل اطيعها طوال اليوم بل واقبل قدميها ويديها حتى يرضى الله عنى,, وبمجرد ان اتأخر عليها فى تحضير شىء أو القيام بعمل تنسى كل مافعلته وتدعوا على وتبكى
فهى تريد ان تقول للشىء كن فيكون ..معاذ الله هذا ليس الا لله
إن امرتنى بشىء وقلت لها انتظرينى دقيقة ياويلى منها وياويلى من ماسيحدث لى,, هى لن تضربنى ولا تعاقبنى ولكنها تعلم الشىء الذى يضايقنى كثيرا (الدعاء على)
لم اجدا احدا يوما يدعوا على سوى والدتى
ليتها تدعوا على بالموت حتى ارتاح من دعائها على الذى جعلنى فى كرب وحطم حياتى
بل مااقدمت على شىء الا وفشلت فيه بسبب دعائها على
,,دعائها يرن فى اذنى وهى تقول على (حسبى الله ونعم الوكيل عليكى)
ياربى كم تؤلومنى هذه الدعوات
لا اقول ولا ادعى انها دائمة الدعاء على بل هذا يكون تقريبا مرة بالشهر ولكن هذه الدعوة تحطم كل شىء كأنها كالبركان
والدى حذرها كثيرا من هذا الامر وقال لها ان ابنتكى بارة بكى وهى لاتستحق,, فيكون ردها عليه ان دعائها ليس من قلبها وهذا يكون نتيجة غبها فقط
هى تحبنى كثيرا لكن مشكلتها معى هذه فقط وكثيرا ماتدعوا لى ولكنى اشعر ان دعوتها على وقولها (حسبى الله ونعم الوكيل عليكى ) تهدم كل شىء
اه لو تعلمون ماذا حدث لى بسبب دعاها
قدر الله وماشاء فعل
اصبحت لا اشعر بشىء من السعادة واشعر انه ينقصنى شيئا كلما دعت على فأنا الان فى كرب وتوصل الامر انى احيانا اتمنى ان اموت او تموت هى حتى ارتاح من دعائها على دعائها الذى دمرنى (حفظها ربى لا اتخيل حياتها من دونها) لكن ماذا افعل
كنت لا ابالى بدعائها واقول مادمت مظلومة لن يستجيب الله منها لكنى سمعت احدى العلماء يقول ان دعاء الام على والدها وإن كان والدها صالحا يستجاب (وذكر ماحدث لجريج العابد)
وجزاكم الله خيرا
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته . .
واسأل الله العظيم أن يرزقك حسن البرّ وحسن العمل . .
وهنيئا لك أخيّة برّك بوالدتك وحرصك على ذلك .. ثقي أن الله يعلم حالك وينظر عملك ..
وما دام أنك تقومين بما تقومين به لله .. فإن الله أكرم من أن يُهلك من علم منه الصدق وحسن العمل ..
أخيّة ..
ها أنتِ تقولين أن والدتك تقول أن هذا الدعاء يجري على لسانها في لحظة ( غضب ) !
وهي لا تعني ما تقول . . والله تعالى رحمن رحيم لا يظلم أحداً .
والهل تعالى أعلم بحال العباد ويعلم أنه يصيبهم الغضب وثوران النّفس ، لذلك فهو رحمن رحيم جل في علاه ولذلك لا يُظن بالله تعالى أنه يظلم أو يجيب دعوة فيها ظلم ، قال الله تعالى : " وَلَوْ يُعَجِّلُ اللَّهُ لِلنَّاسِ الشَّرَّ اسْتِعْجَالَهُمْ بِالْخَيْرِ لَقُضِيَ إِلَيْهِمْ أَجَلُهُمْ " .
أمّا قصّة جريج .. فإن الله أراد بها فتنة هذا العابد وابتلاءه بتتمّة القصّة . وهي حادثة عين .
ويُمكن أن يُقال أن جريج انشغل بالمفضول عن الفاضل .. فإن صلاة النفل ( مفضولة ) في مقابل إجابة نداء ( الأم ) .
ثم يا أخيّة .. ما يضيرك لو أنك اجتهدتِ أن تكوني لوالدتك كما تريد وفي اللحظة التي تريد .
اجتهدي في ذلك . .
فإنها في يوم ما كانت لا تؤخّر عنك شيئا فيه حياتك وصحّتك ورعايتك حتى لو على حساب نفسها ..
اجتهدي أن لا تؤجّلي شيئا تطبله وأنتِ قادرة على القيام به في وقته . .
وإن حصل منك شيئا يضايقها فسارعي إلى مراضاتها والاعتذار منها ..
كلّميها بهدوء وأخبريها :
قولي لها : هل يرضيك لو أصابني كذا وكذا ؟!
هل يفرحك لو حصل لي كذا وكذا !!
ثم قولي لها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " لا تدعوا على أنفسكم , ولا تدعوا على أولادكم ولا تدعوا على أموالكم , لا توافقوا من الله ساعة فيها عطاء فيستجيب لكم "
فهل يسرّك يا أمي أن يتحقق فيّ دعاءك بالشر ؟!
بالتأكيد أن ( الأم ) لا يسرّها ذلك ، ولربما تمنّت لو أن البلاء بها وليس في ابنتها . .
- اكثري لنفسك ولها من الدعاء .
- لا يشغلك الشيطان عن حسن البرّ بأن تفكّري بمثل هذه الدعوات ، فإن الشيطان يودّ لو يلهيك عن برّك بوالدتك بأن تفكّري في دعائها عليك .. ثم يتدرّج معك حتى يوقعك في ذنب أكبر وهو الدعاء على النفس بالموت !!
ولربما جرّك ذلك إلى التفكير بأن تتركي برّ والدتك طالما أنها تدعو عليك ..
هكذا يبدأ الشيطان خطوة خطوة .. فاقطعي عليه الطريق .. ولا تنشغلي بمثل هذا ... واهتمي بما هو واجب عليك ولا تهتمي بما يجب أن يكون من والدتك تجاهك .
- تحبّبي إليها أكثر وأكثر . . وابتسمي .
والله يرعاك ويتولاّك .