السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
تعاني والدتي من ورم بالمستقيم, وتم على ضوئه إعطاؤها الكيماوي الذي أدى بدوره إلى تأثير شديد على الكبد والرئة، وتم تنويمها بتخصصي جدة، وصادف في مثل هذا اليوم وفاة مريضة بجانب سريرها بنفس الغرفة, الفاصل بينهم "الستارة", وفي أثناء الوفاة حدث لها صدمة نفسية قوية مما سبب لها عزلة عن الأكل والشرب, حتى مقابلة الأشخاص, ونحن أبناؤها لا تريد مقابلتنا، فما هو الإجراء في مثل هذه الحالة.
وسؤال آخر: سمعنا عن العلاج بالخلايا الجذعية، ما مدى نجاحه في مثل هذه الحالة؟ كما سمعنا عن علاج آخر حقن الخلايا المصابة بحليب وبول الإبل في مركز التخصصي بالرياض، فبماذا تنصحوننا؟
وهل أستطيع أن أرسل لكم حالتها عبر البريد الالكتروني؛ لتكونوا بالصورة بشكل أوضح؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
أولا: بالنسبة للعلاجات الأخرى غير العلاج الكيمياوي الذي تتناوله الوالدة فيجب أن يتم مع التنسيق مع الطبيب المعالج, فقد يكون السرطان عندها متوضعا ومن درجات بسيطة, ولا تحتاج لاي علاج آخر غير الجراحة والعلاج الكيمياوي.
وأما بالنسبة للخلايا الجذعية فإن هناك العديد من علاجات الخلايا الجذعية رغم أن معظمها لا تزال تجريبية ومكلفة، مع استثناء ملحوظ في عمليات زرع نخاع العظم, وتمتد استطبابات الخلايا الجذعية الجنينية لعلاج السرطان، ومرض السكري، ومرض باركنسون، والداء الزلاقي أو حساسية القمح، فشل القلب، وتلف العضلات وبعض الاضطرابات العصبية.
والعلاجات الحالية للخلايا الجذعية في مرض السرطان فإنه تستخدم في علاج مرضى السرطان مثل اللوكيميا وسرطان الغدد الليمفاوية, وأما باقي السرطانات فما زالت في طور التجربة.
وأما بالنسبة لبول الإبل فإن هناك دراسات على الفئران أجريت في الإمارات, ودراسات أجريت في المملكة السعودية؛ والتي أظهرت نتائج جيدة لحليب الإبل في تقليص حجم وعدد الخلايا السرطانية, ويمكنك استشارة الطبيب المعالج والمركز المتخصص في الرياض بهذا الخصوص.
ونرجو من الله للوالدة الشفاء.
++++++++++++++++++++++++++++++
انتهت إجابة المستشار محمد حمودة أخصائي الأمراض الباطنية والروماتيزم.
وتليه إجابة المستشار الدكتور محمد عبدالعليم استشاري أول الطب النفسي وطب الإدمان.
++++++++++++++++++++++++++++++
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا، ونشكرك كثيرا على تواصلك مع إسلام ويب، نسأل الله تعالى لوالدتك العافية والشفاء.
لا شك أن مرض السرطان من الأمراض الكبيرة والمخيفة, ونسأل الله تعالى أن يعافي الجميع, وأن يحفظ الجميع من سيئ الأسقام، وتفاعل والدتك هو تفاعل عاطفي وجداني تدخل في حالة الاكتئاب والانعزال بعد وفاة المريضة التي كانت بالقرب منها، وهذا أمر حقيقة ليس مستغربا أبدا, يحدث في مثل هذه المواقف.
الشيء الإيجابي جدا هو أن مرضى السرطان لا تستمر معهم هذه الأعراض كثيرا, أي أعراض الاكتئاب والانعزال؛ لأن مريض السرطان بطبيعته توجد له دفاعات نفسية قوية جدا, منها دفاع النكران, وكذلك دفاع الأمل، وهي دفاعات نفسية نعتبرها ايجابية جدا, ولا شك أنها رحمة من الله تعالى.
ومريض السرطان في داخل نفسه يتشبث بالأمل, هذه حقيقة معروفة, وحتى قد يصل الأمر لديه لدرجة النكران أن مرضه ليس بالخطورة التي يقال عنها, وهذا شيء طيب، ومن ناحيتكم يجب أن تزوروا والدتكم حتى وإن كانت لا تريد مقابلتكم, هي في حالة كدر ولا شك في ذلك, لكن لا بد أن تذهبوا وتسلموا عليها, وأبدوا محبتكم, وعليكم أن تدعوا لها هذا مطلوب، هي لا تريد المقابلة لأنها في حالة ضيق, أو لا تود أن تروها وهي في حالة ضعف لا توقفوا أبدا زيارتكم لها لكن ولا تكون طويلة إذا كانت هذا يسبب لها مضيقة حقيقة, وأنا أؤكد لك أن هؤلاء المرضى تتحسن أحوالهم النفسية تدريجيا بل بصورة سريعة جدا.
الجانب الآخر هو أن معظم أقسام السرطان ملحق بها خدمات نفسية, وهنالك أخصائيون نفسيون وأطباء نفسيون من أجل المساندة والعلاج, وإعطاء الأدوية التي تحسن المزاج.
فيا أيها الفاضل الكريم: يمكن لفت نظر الطبيب المشرف على علاجها أن الوالدة تمر الآن في حالة من الكدر الشديد, وإذا تفضل وتكرم بأن يطلب من الطبيب النفسي ليقابلها, ومتأكد أن الطبيب النفسي سوف يقوم بواجبها تماما, وبفضل الله تعالى توجد أدوية ممتازة جدا, ومحسنة للمزاج لدرجة تريح المريض بصورة كلية إن شاء الله تعالى.
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا، ونشكرك كثيرا على تواصلك مع إسلام ويب.