السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيكم
زوجة أخي منذ دخلت علينا وهي تفتعل المشاكل رغبة منها في القطيعه , والشيطان مسلط عليها وهي تاركة له العنان , ونحن حولنا كثير ا تفادي مشاكلها والمحافظة على شعرة معاوية من الانقطاع مدة ثمان سنين , الى أن افتعلت سبب تافه وقطعتنا بعد سوء أدب وتجاوز للإحترام وأخي يعلم أننا على حق وهي مخطئة ووبخها وخاصمها , ولكن الوضع الحالي هو القطيعة بيننا وبينها وأخي يزورنا بمفرده ولا ياتي بابنائه ويتعذر باعذار مرض أو غيره .
ونحن لم يبقى عندنا تحمل لسوء أدبها وهي ليست من ذوي الأرحام الواجب صلتهم , فهل يكفي السلام عليها فقط في الاعياد عند زيارة اخي او ارسال السلام معه لها , لأننا لو تنازلنا لها ربما يزيد شرها وتفهم أنه ضعف أو اننا اخطأنا عليها وندمنا وقد توهم أخي بذلك وأخي ضعيف الشخصيه – كلمه تجيبه وكلمه ترجعه – فهل اذا اكتفينا بهذا القدر من الصلة نكون هاجرين ولا ترفع أعمالنا ؟ ماذا نفعل ؟ وجزاكم الله خيرا
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته . .
وأسأل الله العظيم أن يصلح ما بينكم ويؤلّف بين قلوبكم . . .
أخيّة . . .
اسمحي لي أن ابدأ معك من حيث انتهيت . .
ومن قال أن اللطف مع الناس وصلتهم والصبر على أذاهم والإحسان إليهم على مسائتهم أن هذا ( ضعف ) !!
ومتى كان مقياس ( الأخلاق ) النبيلة ، والصفات الجميلة هو ( نظرة الناس ) وتفسيرهم للموقف ؟!
هنا أتمنى عليك أن تقفي بهدوء وتأمل عند هذاالحدث الذي يحكي قريبا من واقعكم مع زوجة ( الأخ ) . . جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم يشتكي اقاربه ويقول : يارسول الله إني لي قرابة أصلهم ويقطعونني وأحسن إليهم ويسيئونإلي واحلم عليهم ويجهلون عليّ . فقال صلىالله لعيه وسلم " لئن كنت كما قلت ، فكأنما تسفهم الملْ . ولا يزال معك من الله ظهير عليهم ، ما دمت على ذلك " .
يعني أن الثبات على مكارم الخلاق والإحسان إلى المسيئ هو سبب من أسباب ( معونة الله لكم ) . . ثمان سنوات وأنتم تستعينون عليها بجهدكم وبـ ( شعرة معاوية ) الآن استشعروا واستحضروا معونة الله لكم بالثبات على مبدأ الإحسان إليها بالوصل والسلام والهدية والكلمة الطيبة ومصارحتها بالمشاعر الطيبة بالحب والتقبّل .. استشيروها في بعض أموركم .. امنحوها فرصة لتقترب منكم ( عاطفيّاً ) . .
يا أخيّة إن الله وعد ووعده ( الحق ) " ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه وليّ حميم " هذه النتيجة ليست نتاج ( تجارب ) ولا ( خبرات ) إنما هي ( وعد الله ) ..
" فإذا الذي بينك وبينه عداوة كانه وليّ حميم " .
الإحسان إليها ومداراتها لا يمنع مصارحتها بالخطأ بطريقة لبقة هادئة دافئة تشعر من خلالها بروح الودّ والوئام بينكم ، ولا تشعر من خلال هذه المصارحة بـ ( افدانة ) و ( الاتهام ) .
أنتم احوج إلى أن تكونوا في نفس الوقت عوناً لأخيكم . .
هي زوجته وام أولاده . .
وأنتم في المقابل أهله واخواته . .
فليس من الحكمة أن تجعلوه يقف بينكم ( حكماً ) .. وإنما من الحكمة أن تعينيوه أن يكون ( حكيماً ) في الموقف بينكم وبين زوجته . .
أخيّة . .
طبيعة الناس ( الاختلاف ) ولا يمكن أن نعيش مع آخرين ولا يكون بيننا وبينهم نقاط اختلاف وبعضها ربما يتضخّم بسبب اهتلاف انماط الشخصيّة وطريقة كل طرف في التفكير وتفسير الأمور وفي نفس الوقت اثر ( هوى النفس ) علينا في أي اختلاف ..
وهنا يعلّمنا الله كيف نتعامل مع هذه الطبيعة ( طبيعة الاختلاف ) بقوله :
1 - " ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا " لم يقل ( اتفقوا ) أو ( توافقوا ) إنما قال : " واصبروا "
الصبر يعني التغاضي عن بعض حظوظ النفس وحقوقها ..
الصبر يعني التسامح ..
الصبر يعني السعي إلى التحسين والبحث عن طرق لتحسين السلوك والتأثير في الآخرين والصبر على هذا التحسين وعدم تعجّل النتائج ..
2 - الرحمة والتراحم .
فإن الله قال : " ولوشاء الله لجعل الناس أمة واحدة ولا يزالون مختلفين إلاّ من رحم ربك ولذلك خلقهم " فلاحظي كيف أنه أشار إلى ( الرحمة ) و ( التراحم ) بقوله " إلاّ من رحم ربك " ومن رحمه الله أعطاه الرحمة وجعله رحيماً بالآخرين ..
أخيّة . .
نصيحتي لكم .. بدل أن تبحثوا عن الأسباب والحلول التي ( تريّح دماغكم ) ..
ابحثوا عن ( الحلول ) التي تصقل مهاراتكم وتزيدكم خبرة وتجاربة وممارسة في الحياة . .
واستعينوا بالله . .
والله يرعاكم ؛ ؛ ؛