السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عندما كنت أقرأ القرآن قرأت آيات يستخدم فيها الله سبحانه وتعالى ضمير الجمع لنفسه, فقرأت عن هذا الموضوع, وعلمت أنه للتعظيم والتقديس له سبحانه, إلا أنه أتاني وسواس يقول لي كيف علم العلماء بذلك, ربما الله يقصد أن معه أحد آخر(تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا), أو أنه يقبل الشرك, ورسخت الفكرة في ذهني, وحاولت مقاومتها لأسبوع كامل بمجادلتها وإقناعها بالأدلة التي أنا وجدتها بنفسي؛ ولكن دون جدوى, إذ إنها تزداد قوة في كل مرة, علما بأنني قبل ذلك كنت مصابة بوسواس قهري في الشرك, وأفكار اخرى, ولا زالت البقايا موجودة, لدرجة أنني صرت لا أبالي بعظم ذلك الأمر عند الله سبحانه وتعالى.
أرجو أن تساعدونني, وتأتونني بأدلة مقنعة تثبتون لي فيها أن ضمير الجمع عائد على الله سبحانه وتعالى وحده, وأن أفكاري هذه خاطئة, وأن الله تعالى سيرضى عني إن قبلت بأنها للتعظيم والتقديس, وليس لها معنى آخر.
وياليتكم تزودوني بأدلة صحة دين الإسلام وثباته ورسوخه إلى هذا اليوم؛ لأزداد يقينا إذ إن الوساوس لا تتركني إطلاقا.
جزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نبع الايمان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
مرحبا بك ابتنا العزيز في استشارات إسلام ويب.
نسأل الله تعالى أن يذهب عنك ما تجدين من الوساوس.
وهذه الوساوس لن تضرك بإذن الله ما دمت كارهة لها نافرة منها, ونحن ندعوك إلى مجاهدة نفسك للتخلص منها, وذلك بأن تستعيذي بالله تعالى حين تطرأ عليك, وتحاولي صرف نفسك عن الاسترسال معها، فإذا أصررت على فعل ذلك مرارا فستزول عنك بإذن الله تعالى, وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم لمن ابتلى بشيء من الوسوسة: ( فليستعذ بالله ولينته ) وهذا خير علاج, وقد جربه الموفقون فانتفعوا به.
ونحن مع وصيتنا لك بهذا نحذرك من الاسترسال معها, فإنها ستكدر عليك حياتك إن هي تسلطت عليك.
وأما ما ذكرت من ضمير الجمع واستعماله للواحد المعظم لنفسه فهذا أسلوب العرب في كلامهم قبل أن ينزل القرآن, فجاء القرآن بلغة العرب, فهو أمر يعرفه كل العرب, مسلمهم وكافرهم على السواء, وكتب اللغة مملوءة بذكر ذلك, فلا تكادين تجديدين كتابا من كتب النحو إلا ويذكر فيه أن الضمير نحن للجمع أو للواحد المعظم نفسه، كما أن العرب لا يزالون يستعملون هذا إلى اليوم, فالملوك والأمراء يقول الواحد منهم في مرسوم يصدره ( نحن فلان بن فلان) وهو واحد.
فنصيحتنا لك أن تشغلي نفسك بتعلم العلم النافع، فإن ذلك كما أنه سيشغلك عن هذه الوساوس فإنه كذلك من أعظم العون لك على دفع ما قد يرد عليك من الشبهات.
ونحن نبشرك أيتها الكريمة بأن هذه الوساوس التي طرأت عليك فحاولت دفعها عن نفسك؛ نبشرك بأنها لن تبعدك عن الله تعالى, ولن تحرمك رضاه ومحبته، فأنت على ما أنت عليه من الإيمان والمؤمنون أولياء الرحمن وأحباؤه، ولكن جاهدي نفسك بما ذكرنا لك للتخلصي بإذن الله تعالى من نكد الوساوس.
وفقك الله وتولى عونك.