السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم
أنا رجل أبلغ من العمر 42 عاما, متزوج ولدي 5 أطفال ولله الحمد.
مشكلتي بدأت منذ ثلاث سنوات تقريبا, وتحديدا حينما بدأت في إنشاء منزل خاص للسكن, كنت دائماً مشغولا, ودائم التفكير, وزادت المعاناة عندما بدأت أفكر في الدين والقروض البنكية.
استمر بناء المنزل ما يقرب من السنتين, وبعد السكن فرحت بالإنجاز وتحقيق المراد, إلا أن التفكير في سداد الديون بدأ يؤرقني كثيرا وكثيرا, فتحولت إلى شخصية ثائرة, خاصة في البيت, سريع الانفعال والغضب لأتفه الأسباب, ودائم النسيان, والذي يزعجني ويسبب لي الإحراج والشرود الذهني, ولا أستطيع التركيز حتى في الصلاة.
أيضاً لم أعد قادرا على التواصل الاجتماعي وحضور اللقاءات الاجتماعية.
أرجو إفادتي, وجزاكم الله خير الجزاء.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ خالد عوض حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فأشكر لك تواصلك مع إسلام ويب، وأسأل الله تعالى أن يجعله لك ولأسرتك منزلاً مباركًا.
أيها الأخ الكريم: لا شك أن الدَّين مهما كانت أسبابه ومبرراته يمثل عبئا على بعض الناس، وبعض الناس قد يقبله أو لا يهتم به، وأنا من وجهة نظري أن تفاعلك هو تفاعل إنساني طبيعي جدًّا، لكن يجب ألا يصل لمرحلة الاستثارة والغضب.
فيا أخِي الكريم: أنا دائن ومديون، أنت الحمد لله تعالى لديك منزل، وهذا إنجاز كبير، هذا المنزل له قيمة، قيمة مادية وقيمة معنوية، وبالنسبة للدين قطعًا سوف تضع الجدولة العملية والمعقولة لأن تحل هذا الدين، فيجب أن يكون تفكيرك موجها بصورة إيجابية وليس بهذه الصورة السلبية.
الشرود الذهني وعدم التركيز: هذا دائمًا نلاحظه في حالات القلق وكذلك والاكتئاب النفسي, أنا بالطبع لا أقول لك أنك مكتئب، لكن في مثل عمرك –أي بداية الأربعينات– لا بد أن نكون حذرين، لأن الاكتئاب يتصيد الناس في هذه المرحلة العمرية، وأعراضك في ظاهرها قلقية ظرفية انفعالية، لكن كما ذكرت لك احتمالية الاكتئاب يجب أن تُوضع، وإن كنت لا أرى أنك مكتئب اكتئابًا حقيقيًا.
عمومًا الإيجابيات أكثر من السلبيات، أرجو أن تستمتع أنت وأسرتك بهذا المنزل الجميل، وتضع خطة واضحة المعالم في موضوع الدين، وهذا الدين يجب ألا يزعجك كثيرًا لأنه كان أمرًا متوقعًا، وفي ذات الوقت هو (حقيقة) ليس دينًا عبثيًا، أنت لم تضع هذا المال أو لم تصرفه بصورة غير منضبطة، هنالك هدف معين، هنالك غرض معين، وإن شاء الله تعالى العائد عظيم.
التخلص من الانفعالات والغضب أيضًا يتطلب من الإنسان أن يُكثر من الاستغفار، وأن يعبر عمّا بذاته، ويا حبذا لو اتبعت الإرشاد النبوي العظيم في كيفية التعامل مع الغضب، هذا مكتوب في كتب عديدة، فيمكنك الرجوع إلى كتاب الأذكار للإمام النووي.
أيضًا حاول دائمًا أن تعبر عن ذاتك كما ذكرت لك, التفريغ النفسي مهم جدًّا، بعض الناس ومن قبيل الذوق وعدم محاولة إحراج الآخرين تجدهم يكتمون بعض الأشياء، وهذا الكتمان يؤدي إلى احتقانات شديدة، والاحتقانات تؤدي إلى هذه الانفعالات والغضب، وهذه (حقيقة) انفجارات نفسية.
فأرجو أن تفتح المحابس النفسية وتعبر عن ذاتك، وأيضًا رياضة المشي تفيد في مثل هذا الأمر، والتفكير الإيجابي دائمًا مطلوب.
أنا أرى أنه لا بأس أبدًا أن تتناول أحد الأدوية البسيطة المضادة للقلق, عقار (فلوبنتكسول) والذي يعرف تجاريًا باسم (فلوناكسول) عقار طيب وبسيط وغير إدماني وغير تعودي، ويمكن التوقف عنه في أي لحظة، فلا بأس من أن تتحصل عليه، تتناوله بجرعة واحدة يوميًا ليلاً لمدة ثلاثة أيام، -وقوة الحبة هي نصف مليجرام – بعد ذلك اجعلها حبة صباحًا ومساءً لمدة أسبوعين، ثم اجعلها حبة واحدة لمدة أسبوع، ثم توقف عن تناول الدواء.
أعتقد أن هذا هو الذي تحتاج إليه وليس أكثر من ذلك، وبارك الله فيك، وجزاك الله خيرا.
وبالله التوفيق والسداد.