بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سبحان الله وبحمده عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته
اللهم صل سيدنا على محمد وعلى آله وصحبه وسلم
اللهم اغفر لى ولوالدى وللمؤمنين والمؤمنات يوم يقوم الحساب
اكذوبة الخلاص
الشيء الذي سوف يدهش النصارى والنصارى بالتحديد ان الخلاص لم يحدث بعد صلب المسيح المزعوم وهو العمود الفقري لكل معتقدات النصارى وهذا ما سوف نراه في السطور القادمة لا من فراغ بل من من البديهيات العقلية واعترافات المسيح ذاته وبذلك نكون قد جمعنا بين تحقق حدوث العقاب لادم مع عدم تحقق حدوث الخلاص للبشر ليصبا معا فى النهاية فى نهر بطلان المعتقدات النصرانية.
- بداية نقول : إذا كانت خطيئة آدم عليه السلام بسببها اجتاز الموت إلي جميع الناس فلماذا ما يزال الموت مستمراً بعد أن فدى المسيح عليه السلام العالم وصالحنا مع الله كما يزعم المسيحيون ؟ لماذا لم تنتهي هذه العقوبات ؟ لماذا ما زالت الحية تسعى على بطنها ؟ لماذا ما زالت المرأة تصاب بأوجاع الحمل والولادة ؟ لماذا لم تنتهي العداوة بين نسل المرأة والحية ؟ ولماذا لم ترفع اللعنة عن التربة التي يعتمد عليها الإنسان في حياته على الأرض [ تكوين 3 عدد 17 - 19 ]
فالواقع والمشاهد أن كل هذه الأغراض لم يتحقق منها شيء، فما زال الإنسان خاضعا للموت ولتأثير الشيطان، وما زال يأكل خبزه بعرق جبينه وتلد المرأة بالألم والوجع. والقول بأن هذه الأغراض كلها سوف تتحقق فيما بعد في الملكوت، يتعارض مع العدل والرحمة. لأن مقتضيات العدل والرحمة تقرر عدم استمرار تطبيق العقوبة بعد تنفيذ الحكم. "أجوبة عن الإيمان – الحلقة الثالثة والثلاثون" ولماذا سار اخنوخ مع الله ولم يرى الموت كما يقول الكتاب ؟ ولماذا صعد إيليا النبي أيضاً إلي السماء ولم ير الموت ايضا ؟
فاذا كان هناك أنبياء كاخنوخ واليا لم يروا الموت بدون خلاص او فداء الايجب ان يكون البشر الذين حدث من اجلهم الخلاص ولهذا السبب بالتحديد هم اولى من اخنوخ واليا فلا يروا الموت او حتى يسمعوا عنه .
أن التوراة تقول في سفر التكوين [ 4 : 6 ، 7 ] إن الله سبحانه وتعالى قال لقابيل الذي قتل هابيل : (( إنك إن أحسنت تقبلت منك وإن لم تحسن فإن الخطية رابطة ببابك )) وإذا كان الأمر كذلك فقد صار إحسان المحسن من بني آدم مطهراً له ومخلصاً ، فلا حاجة إلي شيء آخر هذا من ناحية من ناحية اخرى قول الرب لقابيل : ((وإن لم تحسن فإن الخطية رابطة ببابك )) فيه بشارة لغير المحسن بعدم الخلاص وذلك يثبت عدم جدوى الفداء او الخلاص فما هى الحاجة اليه اذن ؟.
- ثانيا من جاء ليحمل الخطيئة عن البشر هل حملها عن ادم ام لا ؟ , فاذا كان هذا الحامل الذى جاء من اجل حمل الخطايا قد حمل الخطيئة عن ادم فلن يكون هناك خطيئة ليرثها البشر عن ابيهم وبذلك لن يكون هناك سبب لخروج ادم من الجنة او على الاقل خروج ابنائه اما اذا لم يكن هذا الحامل قد حمل الخطيئة عنه بينما حملها عن ابنائه , فان فى ذلك ظلم ظاهر جلى لان هناك طرف حملت عنه الخطايا وطرف اخر لم تحمل عنه , قال تعالى (( مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ )) الاية (46) من سورة فصلت اذن لا نجد الا ان نقول بيقين وثبات ليس هناك شىء اسمه حمل الخطايا عن البشر او عن اى احد اخر وهذا يظهر الفساد والضلال من وجه اخر .
- ثالثا من المعروف أن الله بطوفان نوح أهلك جميع البشر باستثناء نوح والمؤمنين الصالحين في زمانه ( تكوين 6 : 13 ) أي أن نسل آدم قد هلك بالطوفان باستثناء نوح ومن آمن. وبهذا فان الطوفان طهر الأرض في حينه من الفساد والمفسدين وبهذا فلا مجال للحديث عن الخطية الموروثة لان الطوفان كان نقطة فصل بين عصرين أو جيلين.
وبغض النظر عن ذلك يجب ان نسال هذا السؤال ما هو السبب الذى من اجله استحق قوم نوح الهلاك وما هو السبب الذى ادى الى استبعاد المؤمنين ونجاتهم من هذا العقاب
هل هو الخلاص ؟
إذن ما هى الحاجة إلى التناسل و استمرار الحياة وفعل الخير والابتعاد عن الشر بعد خلاص المؤمنين وهلاك المفسدين ؟
لو بحثنا عن العلة الحقيقية للنجاة سوف نجد أنها الإيمان والعكس صحيح في الكفر كعلة للهلاك للمفسدين والكافرين , لا يوجد اى سبب اخر والخلاص مستبعد تماما في أن يكون سبب للنجاة , لان الخلاص الغرض منه كما هو معروف عند النصارى منع العقاب والعقاب قد حدث بالفعل بالطوفان للمفسدين والكافرين من قوم نوح مما يعنى ان الخلاص لم يلعب اى دور في هذا المشهد وإلا ما حدث العقاب فلا يبقى لنا الا الوصف فقط كعلة للنجاة (مؤمنين ) او كعلة للهلاك (كافرين ) .
- ثالثا الثوب الأبيض الناصع البياض قابل للاتساخ ولكن ليس معنى انه قابل للاتساخ ان احكم عليه بالقذارة أو أجد حاجة لغسله قبل ان يتسخ فعليا كما ان هناك فرق كبير بين الثوب الذى طالته الاوساخ والثوب الاخر الباقى على طهارته ونقائه وبالقياس على ذلك كيف ترى المسيحية أن كل إنسان مدنس بالخطيئة الموروثة منذ ولادته ؟ و كيف يكون الوليد مدنساً بالخطيئة وهو لم يرتكب أية خطيئة بعد ؟! انه لا يزال رضيعاً في المهد لا يميز بين الحلال والحرام ولا ينطق ولا يمشى ، فكيف يكون خاطئاً وهو في هذه الحال؟!
فقولى مدنسا بالخطيئة لا يصلح اطلاقه الا على من دنس نفسه بالفعل حتى وان كان قابلا للتدنيس والدليل على ذلك :
الثوب لا يحتاج الى الماء الا بعد ان يدنس مع انه قابل لذلك وبالقياس على ذلك فان الخاطئ لن يحتاج الى المغفرة الا بعد ان يخطئ فعليا ولا غرابة فى ذلك فلقد حصل ادم على لقب خاطئ بعد فعله للخطيئة مباشرة بغض النظر عن كونه ذو طبيعة شريرة او خيرة والا لكانت طبيعته الشريرة قامت بواجبها و القته فى الجحيم من بادئ الأمر دون الحاجة الى فعل الخطأ فالعمل ما هو الا شاهد لابد من وجوده قبل النطق بالحكم فالله سبحانه وتعالى لا يحاسب الانسان بعلمه المسبق ولكن يحاسبه على عمله المكتسب والا ما احتاج ادم لان يخطىء ليحصل على لقب خاطىء .
وليس العمل الشاهد فقط بل لابد من وجود أشياء أخرى كالترتيب المسبق العزم والعمد والاصرار والكل يعلم ان ذلك لم يتوفر لأبناء ادم .
وبغض النظر عن كل ذلك وجود المغفرة الإلهية يستوجب وجود أخطاء وأوزار تتعامل معها هذه المغفرة بما تقتضيه الإرادة الإلهية فلا معنى لغسل الثوب النظيف الذي لم تشوبه اى اوساخ مكتسبة واذا كان ليس هناك حامل بدون حمل فالطبيعي أيضا ان لا يكون هناك خاطئ بدون خطيئة .
وأخيرا إذا كان حمل البشر لخطيئة أبيهم حملا حقيقيا فان وصفهم بخاطئون وبالتالي استحقاقهم للمغفرة والفداء او احتياجهم للخلاص يستدعى بالقياس على الحمل الحقيقي وجود أخطاء فعلية حقيقية خاصة بهم ذاتيا لا يمكن ان يحصلوا عليها الا بطريق الاكتساب اما اذا كان الحمل مجازى فانه لن يحتاج الى صلب او فداء وبالقياس ايضا الخطيئة سوف تكون ايضا مجازية و لن تحتاج الى مغفرة إلا إذا احتاج الثوب النظيف للغسل بالقياس واخيرا كل عاقل لا يمكن ان يتجاهل الفرق بين من قبح نفسه بالأوزار والذنوب عن طريق الاكتساب الفعلي ومن قبحه الآخرون بطرق أخرى لا إرادة له فيها ومنها الاعتقاد بما يسمى ارث الخطيئة لو تصورنا ذلك مع استحالة حدوثه لتناقضه مع عدل الله وتمام وكمال وكلية قدرته .
- قال المسيح : (( وأما من قال على الروح القدس فلن يغفر له في هذا العالم ولا في الآتي )) (متى 12 : 32 ) يقصد المسيح أن من كذب أو استهزأ بجبريل فلا غفران له. إذا هناك أناس لن ولم يخلصوا لكذبهم على جبريل فأين الخلاص بالصلب إذاً ؟! يقولون إن المسيح خلص البشرية وأنقذها ولكن المسيح نفسه يقول هناك كاذبون لا يغفر الله لهم .
- قال المسيح : (( ويل لذلك الرجل الذي به يسلم ابن الإنسان )) (متى 26 : 24) قال ذلك وهو يحذر أحد حواريه الذي سيخونه ويشي به إلى السلطة . فهو يبشر هذا الحوارى بعدم الخلاص وهناك شىء اخر كيف يكون الصلب للخلاص و بإرادة المسيح ورغبته حسبما يزعمون ويكون الويل لمن يسهله ؟! من المفروض أن يشكر المسيح ذاك الرجل الذي بسببه تم الوصول إلى الصليب ليتم الخلاص المنشود.! إن تحذير المسيح يدل على أن الصلب كان مؤامرة ضده وليس هدفاً منشوداً يسعى إليه لتحقيق الخلاص المزعوم .
- تقول الكنيسة إن صلب المسيح هو كفارة لمن آمن فقط بصلبه . إذن كيف سينال الذين عاشوا قبل المسيح الكفارة ؟ وهل سيطالب الله الذي عاشوا بعد المسيح بالإيمان بالصلب ولا يطالب الذين قبله ؟!
- يعتقد النصارى بنزول المسيح الى الجحيم .
وعلى ذلك يسال الدكتور بهاء النحال فى كتابه تأملات في الأناجيل والعقيدة هذا السؤال.
ما أسباب نزول المسيح إلي الجحيم؟
انقسم اللاهوتيون إلي فريقين عند الإجابة على هذا السؤال:
الفريق الأول: يعتقد أن المسيح نزل ليبشر الأبرار من الأموات فقط (اليهود) الذين رقدوا فى الإيمان.
والفريق الثاني: يعتقد أن المسيح نزل ليعظ ويبشر جميع الأموات يهودا كانوا أو وثنيين.
وعقيدة نزول المسيح إلى الهاوية ليس لها ما يؤيدها فى الأناجيل الأربعة ولكن اللاهوتيين الذين وضعوها استندوا إلى رسالة بولس التالية:
(وأما أنه صعد فما هو إلا أنه نزل أيضا أولا إلي أقسام الأرض السفلى) أفسس 4: 8-10
وكذلك رسالة بطرس:
(الذي فيه أيضا ذهب فكرز الأرواح التي فى السجن) 19:3
هل نبه الروح القدس والإلهام السماوى (بولس) والتلميذ (بطرس) إلى أن العالم السفلي الواقع تحت الأرض ليس إلا من خيال البابليين والمصريين القدماء وكنعانيين وغيرهم من الشعوب الوثنية؟
إن د/ قس الخضري[269] يذكر لنا السبب فى عدم اقتناعه بتلك العقيدة فيقول:
(إن الذين يتمسكون بنظرية نزول المسيح إلى الجحيم يقولون إن الهدف من نزوله هو أن يخلص الذين ماتوا قبل صلبه ، ولكن الكتاب المقدس يخبرنا بأن الذين ماتوا قبل صلب المسيح انتقلوا إلي النعيم كما هو واضح من قصة (لعازر) والغني التي جاءت فى لوقا (19:16) وأخبرتنا أن إبراهيم عليه السلام ولعازر البار فى النعيم ، كذلك من قصة تجلي (موسى وإيليا) التي جاءت فى:
مرقس 9:2-13
متى 17: 1-13
لوقا: 9: 28-36
وهذه القصة التي وردت فى ثلاثة أناجيل تثبت أن موسى وإيليا ظهروا للمسيح وتلاميذه وهما ليسا فى حاجة للمسيح أن يطلق صراحهما من العالم السفلي.
وقد جاء فى التقليد اليهودي أن الذي جاء فى الجحيم ليعلن حكم القضاء على الأرواح التي عصت وتمردت قديما هوالنبي (أخنوخ) وليس المسيح ، ويؤيد هذا الرأى بعض مفسري الأناجيل مثل (موفات)[270]
- الأدلة التي قدمناها في الفصل السابق لبيان بطلان الخطية الموروثة تدحض الخلاص بالصلب في الوقت ذاته لأن الخلاص بالصلب يستند على الاعتقاد بالخطية الموروثة فإذا انتفت الخطية الموروثة انتفى الخلاص بالصلب لأن الثاني مبنى على الأول.
- قال المسيح : (( إما أعدائي أولئك الذين لم يريدوا أن املك عليهم فأتوا بهم إلى هنا واذبحوهم قدامى )) (لوقا 19 : 27 ) لا نريد أن نعلق على تتناقض هذا القول مع قول المسيح : (( طوبى لصانعي السلام )) ( متى 5 : 9 ) ولكن نريد أن نسأل : لماذا يريد المسيح ذبحهم وهو الذي مات من أجلهم ؟ هل هذه لعبه ؟
ويقول بولس : (( أن الله سيجازي كل واحد حسب أعماله )) ( رومية 2 : 6 ) وقال : (( الذي يخطى لا ينجو من دينونة الله )) ( رومية 2 : 3 ) إذا هناك حساب وهناك دينونة والمجازاة حسب الأعمال. إذا لما كان صلب المسيح ؟ إذا كان الجزاء حسب العمل وهناك عقاب للخطاة فان صلب المسيح لا دور له في الخلاص والتخليص مما يعنى ان الخلاص ما هو الا اكذوبة ومحض افتراء.
ويقول ايضا لناكد ذلك : (( كل واحد سيأخذ أجرته حسب تعبه )) ( كورنثوس الأولى 3 : 8 ) إذا الأجر حسب المشقة ، أي حسب الأعمال ولا يمكن ان يقول عاقل غير ذلك بغض النظر عن مقولة بولس. فلماذا كان الصلب إذا ؟! وأين الخلاص المزعوم الحاصل عن طريق صلب المسيح ؟!!
"واخيرا نجد إن جميع النصوص التي يذكرونها في الدلالة على إن الصلب وقع فداء للبشر ليس فيه نص واحد يعين الخطيئة التي يزعم المسيحيين أن الفداء كان لأجلها وهي خطيئة أبينا آدم ، فجميع نصوص الكتاب المقدس لا تعين هذا الأمر ولا تحدده ، مما يدل على إنها من مخترعات النصارى المتأخرين الذين حالوا أن يرقعوا بها فساد القول بالفداء كفارة عن الخطايا .
كما إن جميع الأنبياء السابقين ليس فيهم من ذكر خطيئة آدم وسأل الله أن يغفرها فكيف يكون هناك شىء بمثل هذه الأهمية ويتم تجاهله وعدم التذكير به من قبل الله تعالى على لسان الأنبياء مما يدل على مبدأ الخطيئة المورثة وما صاحبه من أباطيل وأوهام إنما هي من مخترعات المسيحيين" . (عقيدة الخطيئة الاولى وفداء الصليب – وليد المسلم)
وهذا يجعلنا نسال ما هي وظيفة الأنبياء والمرسلين أليست وظيفتهم هي هداية البشر وإرشادهم إلى الطريق الموصلة إلى الغاية المرجوة أو كما يقال الحياة الأبدية
ومن الطبيعي أن هذا الإرشاد اوالهداية المعنى والمنوط به الأنبياء والمرسلين سوف يتمثل في أشياء كثيرة منها التعاليم والوصايا والتبشير والتحذير والتنبيه والتوجيه إلى طريق الخلاص .
فاذ اكان هناك شىء عظيم يسمى بالفداء او الخلاص متمثلا فى المسيح يتوقف عليه مصير الإنسان الابدى فلابد لهذه الاشياء الكثيرة الممثلة لهداية وارشاد البشر والمتمثلة فى معظمها فى تعاليم الكتب المقدسة ان تكون مقدمة لهذا الشىء لتعطى صورة شاملة عنه او تساعد على الاقل فى فهمه من باب المقدمات المتبوعة بالنتائج والعكس صحيح اى اذا كان الخلاص او الفداء هو النتيجة النهائية فلابد ان يكون مسبوقا بمقدمات تدل عليه وتعطى عنه فكرة مسبقة تساعد على فهمه وايستعابه ومن الطبيعى ان يكون محتوى هذه المقدمات هو الكتب السماوية المقدسة
ولكن لو نظرنا الى الحقيقة باعتبار مقدمات الكتب المقدسة نجد انها تدل على نتائج مخالفة تماما لعقيدة الصلب والفداء بدون حتى اى اشارة لها ولو نظرنا الى الحقيقة من جانب اخر اى باعتبار النتيجة التى تمثلت فى فى هذه العقيدة نجد ان المقدمات السابقة لها مخالفة ايضا بحيث يظهر لنا بوضوح تام دلالتها اى المقدمات على اشياء اخرى ليس فيها اى اشارة لاى من مخترعات وضلالات النصارى فيما يتعلق بالخلاص او الصلب او الفداء فكيف تكون هناك عقيدة سماوية بلا مرجعية سابقة والمفروض انها امتداد لما سبقها من عقائد .
"فمبدأ الخطية الموروثة اذن استحدثته الكنيسة لتكمل القصة. لقد اعتقدوا بدايتا بصلب المسيح وكان لا بد لهم من البحث عن سبب يبرر الصلب فاستحدثوا الخلاص بالصلب أو الصلب للفداء وظهرت عندهم مشكلة الخلاص من ماذا. فاستحدثوا نظرية الخطية الموروثة لتبرير صلب المسيح. وفى الواقع لا توجد خطية موروثة ولم يحدث صلب للمسيح ولا حدث خلاص. لقد بدأوا القصة من آخرها وليس من أولها. قالوا صلب، ثم بحثوا عن السبب فكان المخرج أن الصلب وقع من اجل تخليص الناس من الخطية الموروثة والخطية كما قلنا لا تورث والصلب لا يخلص". [عقيدة الخطيئة الأولى وفداء الصليب – وليد المسلم]
يقول فولتير : أن الله بعث بابنه ليخلص البشر ولكن الأرض والإنسان بقيا على ما هما عليه على الرغم من تضحيته [تأملات في الأناجيل والعقيدة – الدكتور بهاء النحال].
بالفعل لقد آمن ملايين المسيحيين بتلك التضحية ومازال الشر فى تصاعد وكانت حصيلة حربين عالميتين ملايين من القتلى والجرحى (25 مليون قتيل ) وكما هو معلوم أن دول الحلفاء والمحور كانوا من المسيحيين[فيشر / تاريخ اروبا فى العالم الحديث ص548 ]: ناهيك عن المذابح بين الكاثوليك والبروتستانت ويقول هوج دي جروت[أزمة الضمير الاروبى – بول هزار]: كنت أرى فى العالم المسيحي أفراطا فى الحروب لو اقترفته الشعوب البربرية لكان مثارا لخجلها.
إن الواقع المحسوس والمنظور يثبت إن الطبيعة البشرية لم تتغير إلي الأحسن إن لم تكن إلي الأسوأ فالجريمة منظمة والشذوذ الجنسي أصبح مباح في أوروبا وأمريكا والذين يمارسونه أضعاف أهل لوط.
والزنا تنظمه قوانين صحية ومنظمات رسمية غير الذي يمارس تحت شعار الصداقة. فأين الدم الذي سفك؟ وما كانت نتيجة الإيمان به؟
يقول الدكتور بهاء النحال :
"إن العهد القديم يروى لنا أن الله رفض أن يذبح إبراهيم عليه السلام ابنه قربانا له (ثم مد إبراهيم يده وأخذ السكين ليذبح ابنه. فناداه ملاك الرب من السماء فقال لا تمد يدك إلى الغلام ولا تفعل به شيئا) تكوين 10:23 فكيف يقبل الله ويسمح بقتل ابنه هو كذبيحة عن خطية آدم.
إذاً مبدأ توارث خطيئة آدم يرفضه الكتاب المقدس والعرف والعقل والقول بأن تلك الخطيئة قد أفسدت الطبيعة البشرية مردود عليه بالواقع الملموس ، فلا تغير قد طرأ على وجود الشر فى الشعوب المسيحية نتيجة اعتقادها بالصلب والفداء ". [تأملات في الأناجيل والعقيدة – الدكتور بهاء النحال].
ويقول الدكتور محمد جميل غازى : ]مناظرة بين الاسلام والمسيحية ص239 , 240 [ ان البروفسير عبد الأحد داود الذي كان مطرانًا للموصل . لقد قدم سيادته بحثًا لغويًّا استنبط منه أن ميلاد المسيح كان بشارة بميلاد محمد ، وأورد من إنجيل لوقا ما يدل على ذلك : فقد جاء في إنجيل لوقا أنه عند مولد المسيح ظهر جمهور من الجنود السماوية للرعاة السوريين وأخذ هؤلاء الأملاك يترنمون بالنشيد الآتي : " المجد لله في الأعالي وعلى الأرض السلام وبالناس المسرة " .
وهذا هو النص الموجود في الترجمة العربية كثيرة الانتشار .
أما النص في الترجمة التي قامت بها " جمعية التوراة-Bible Society " فهو : " الحمد لله في الأعالي . على الأرض سلامة . وفي الناس حسن رضى " ويقول السيد عبد الأحد : إن هؤلاء الأملاك لم يتكلموا باللغة العربية ولو تكلموها ما فهم هؤلاء السوريون ، ولم يتكلموا كذلك بلغة غير لغة هؤلاء الرعاة ، لأن طبيعة الرعاة ألا يعرفوا لغات أجنبية لقلة ثقافتهم . وإذا كانت الأنشودة باللغة السوريانية لغة الرعاة ، فما هي كلمات الأنشودة بهذه اللغة وما ترجمتها الحقيقية وبخاصة الكلمتين : السلام أو سلامة ، والمسرة أو حسن الرضى ؟ وقبل أن يجيب سيادته على هذا السؤال يؤكد تأكيدًا قاطعًا أن ترجمة الكلمتين السوريانيتين : السلام أو سلامة ، والمسرة أو حسن الرضى ، إنما هي ترجمة خاطئة .
ويتساءل ما معنى " على الأرض السلام أو سلامة " ، وأي سلام شهدته الأرض منذ خلقها ؟ وقد دنسها أحد ابني آدم حين قتل أخاه في مطلع البشرية ، واستمر بعض أولاد آدم يقتلون إخوتهم دون توقف حتى العهد الحاضر ، وأصبح طبيعيًا للنوع البشري أن يعيش عيشة تكاد تكون مستمرة بين الفجائع الوخيمة والاختلافات والحروب التي جبلت عليها الطبيعة البشرية .
وأن ما يقال في هذه الجملة يقال كذلك في الجملة الأخرى : " وبالناس المسرة " أو " وفي الناس حسن الرضى " ، فأين المسرة التي رآها الناس وما قيمتها إذا قيست بالدموع والعرق والكفاح والآلام التي يعانيها الجنس البشري ؟ وأين حسن الرضى الذي أظهروه والأطماع لا تحد والكفاح لا يلين ؟ .
ومما يؤيد بطلان هذه الترجمة أن تولستوي المفكر الروسي الشهير كتب مؤلفًا عن الأناجيل الأربعة ورتب من الأربعة أناجيل إنجيلًا واحدًا رابطًا جمل الآيات المفيدة على زعمه بعضها ببعض . ولم يثبت تولستوي هذه الآية في إنجيله الشامل زاعمًا أنها من الآيات المعروفة التافهة ومن لغو القول .
وبعد هذا يورد السيد عبد الأحد الكلمتين الأصليتين وهما : " إيريني- وأيادوكيا " ويوضح ببحث لغوي طويل أن " إيريني " معناها الإسلام ، وأن (أيادوكيا) معناها أفعل تفضيل من الحمد أي أكثر الحمد أو أحمد .
والمعنى العام كما يراه هو : " الحمد لله في الأعالي . أوشك أن يجئ الإسلام في الأرض . يقدمه للناس أحمد " .
ويؤكد مرة أخرى أنه لو كان المقصود سلام بمعنى الأمن وعدم الحرب لاستعملت كلمة " شام " السوريانية أو " شالوم " العبرانية .
وهكذا نرى أن الاعتقاد بالخطية الموروثة اعتقاد خاطئ لا أساس له ولم يقل أحد من الأنبياء بوراثة الخطية بل بالعكس فان نصوص الإنجيل ذاتها تدل على مسؤولية الفرد عن ذنبه في مواقع عديدة ولم تظهر الخطية الموروثة في العهد القديم على لسان الأنبياء الذين قبل عيسى فلماذا تظهر جملة من الاختراعات مرة واحدة بعد المسيح على لسان بولس ؟
[1] – قبل عيسى كان الله واحدا فصار بعد عيسى ثلاثة في واحد .
[2] – قبل عيسى كان الله بلا ابن فصار بعد عيسى بابن .
[3] – قبل عيسى لم تكن هناك خطية موروثة فصارت بعد عيسى بالصلب.
[4] – قبل عيسى لم تكن خطية موروثة فصارت هذه موروثة .
ومما سبق ظهر ان العقيدة المسيحية مناقضة للعقل والفطرة , ليس ذلك فقط بل ايضا مخالفة لنصوص الكتاب المقدس , ليس ذلك فقط بل ومشبعة بسوء الفهم , اذن فمن الطبيعى ان يشمل الخطأ جميع الكليات والجزئيات والالفاظ والمعانى المتعلقة بها وذلك يظهر فى خطأ احد اهم اساسيات التعبيرعنها وهو لفظ ارث .