السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم
أهديكم خالص التحية والاحترام
يسعدني يا دكتور عبد العليم أنني أريد الاستغناء عن الترمال, حيث ذهبت إلى مصر وتعالجت لمدة أسبوع, حيث أعطاني الدكتور حقنة نالتريكسون, وبعد رجوعي بأسبوع شعرت بنفس الحنين للترمال.
أرجوكم أعطوني الحل جزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/محمد علي حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد,,,
بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب.
أخي أنا سعدت؛ إذ بدأت رسالتك أنه يسعدك أنك تريد أن تستغني عن الترمال.
أخي الكريم: أهم وسيلة لعلاج والتوقف عن هذه المؤثرات العقلية هو أن يكون الاستعداد والنية خالصة والعزيمة قوية، وأن لا يستسلم الإنسان ولا ينهزم أو يستكين، وإن شاء الله تعالى أنت أهل لذلك، وأنا أريد أن أقول لك حقيقة علمية مهمة جدا, وهي أن الترمال بالرغم من أنه دواء خادع لأنه يحتوي على مركبات تسكن الألم وتؤدي إلى استرخاء نفسي, وتحسن المزاج؛ إلا أن أعراض الانسحاب منه والتشوق ليس لفترات طويلة إذا قارنته ببعض المخدرات الأخرى.
أخي الكريم: اصبر, واحتسب, وقل لنفسك لن أكون مستعبدا لهذا المركب الحقير, هذا يعطي دفعة نفسية قوية جدا، الآثار الانسحابية وأثار التشوق للمركب لا تظل أكثر من أسبوعين, وفي أقصى الحالات تكون ثلاثة أسابيع, وأنت أعطيت حقنة (نالتريكسون) ويعرف عنه أنه يعمل على مستقبلات الافيونات, لذا هو ذو فائدة كبيرة في إجهاض عملية التشوق للترمال.
وأعتقد يمكنك أن تساعد نفسك كثيرا بتناول عقار سيركويل، هذا دواء جيد جدا، مزيل للقلق والتوترات, وذو خاصية معينة في علاج حالات التشوق, هذا الذي أقول لك ربما لا تكون له أسانيد علمية كثيرا لكنها ملاحظة إكلينيكية من خلال الممارسة، وأقول لك هذا بكل تواضع, وأعتقد نفسي مرجعًا, وبأي حال من الأحوال إنما هي ملاحظة قامت على فترة طويلة.
فيا أخي الكريم تناول السيركويل بجرعة خمسة وعشرين مليجراما ليلا, وهذه -إن شاء الله تعالى- تريحك كثيرا, وإذا كان لديك مشكلة حقيقية في النوم لا مانع من تناول الريمانون, والذي يعرف باسم ميرتزبين, تناوله بجرعة نصف حبة ليلا.
إذن نصف حبة من الريمانون أي (15) مليجراما, وحبة واحدة من الكواتبين الذي هو السيركويل, وقوة الحبة هي (25) مليجراما, ساعة إلى ساعتين قبل النوم لمدة ثلاثة أسابيع, بعد ذلك توقف عن السيركويل, واستمر على الريمانون لمدة أسبوعين آخرين, وأعتقد بذلك قد تم الغطاء تماما.
ويا أخي وجد أيضا أن الرياضة ذات مفعول إيجابي جيد في كبح جماح الأعراض الانسحابية, وأعراض التشوق للمخدر. أخي الكريم، انظر إلى الأمور نظرة معرفية إيجابية, وهي أنك أقوى من هذا المخدر, ويجب أن لا تكون مستعبدا له, والأمور -يا أخي الكريم- يجب أن تنظر إليها من منظار الحلال والحرام، لا أقول لك أن الترمال حرام إذا وصفه طبيب, لكن بخلاف ذلك أعتقد أن الأمر فيه شبهة كبيرة؛ لأنه قطعا وبلا شك يؤثر على الأداء الإنساني المعرفي والمزاجي؛ مما يخل بمقدراته.
بارك الله فيك أخي, وجزاك الله خيرا, ونشكرك على تواصلك مع إسلام ويب, ونسأل الله لك التوفيق والسداد.