السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم
في البداية أرجو الرد على سؤالي على وجه السرعة؛ لأنه لا يعلم ما بداخلي من ألم وحسرة إلا الله, فأرجو الإفادة بسرعة, وجزاكم الله خيرا.
أنا أتناول التربتزول (100) جرعة واحدة ليلا, وأيضا الاميبرامين (100) مقسمة على جرعتين صباحا وعصرا, طبعا وصلت إليهم بالتدريج, ولكني لا أشعر بأي تحسن يذكر؛ لأني آخذهم لعلاج الاكتئاب والرهاب أيضا, ولكن لا زلت في دوامة الكآبة النفسية, والتي أجاهدها قدر المستطاع, ولكن بداخلي شيء يدعو للحزن, وليس الأمر بيدي.
أقسم بالله أني على هذه الحالة من الحزن والخوف الاجتماعي منذ فترة طويلة جدا من الزمن, فهل أرفع جرعة هذه الأدوية أم بماذا تفيدوني؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أسماء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فبارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وأشكر لك تواصلك مع إسلام ويب.
الأدوية التي تتناولينها هي من الأدوية القديمة، لكنها أدوية جيدة، وفاعلة، والجرعة – وهي مائتا مليجرام يوميًا – تعتبر جرعة فعالة جدًّا.
بالطبع تناول التربتزول مع الإمبرامين لا أقول أنه ممنوع، لكن تناول دوائين متقاربين لا أعتقد أنه يستند على أسس علمية قوية, ولا أريد أبدًا أن أنتقد من وصف لك الدواء، فمثل هذه الممارسات قد تكون مقبولة في بعض الأحيان، خاصة أن هذه الأدوية رخيصة وغير مكلفة، وربما يكون هذا هو الشيء الرئيسي الذي دفع الطبيب لأن يصف لك هذه الأدوية.
أنت لم تستفيدي من الأدوية بالصورة المطلوبة، بالرغم من أن الجرعة هي جرعة كبيرة نسبيًا، ومن المفترض أن تكون فاعلة، ولكن أنت لم تحسي بالتحسن، فلذا الذي أرجوه هو أن تتواصلي مع طبيبك ليقوم بإعطائك دواء غير الدوائين هذين.
الهدف من العلاج الدوائي هو أن يستفيد الإنسان من الدواء، فإذن منطقيًا إذا لم تكن هنالك استفادة ينتقل الإنسان إلى مجموعة أخرى من الأدوية.
التربتزول والإمبرامين تنتمي لمجموعة تسمى (مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات) أتت بعدها أدوية تسمى بـ (كوابح استرجاع السيترونونين انتقائيًا)، من هذه الأدوية عقار يعرف تجاريًا في مصر باسم (مودابكس) متوفر في مصر، ويسمى أيضًا (لسترال) واسمه الآخر (زولفت) ويسمى علميًا باسم (سيرترالين) هذا دواء فعال جدًا لعلاج الاكتئاب وكذلك المخاوف –خاصة الخوف الاجتماعي–.
فأنا أرى أن يتم التوقف تدريجيًا من الإمبرامين وتظلي على التربتزول (مثلاً) لمدة أسبوع، بعد ذلك تخفضي التربتزول بمعدل خمسة وعشرين مليجرامًا كل أسبوع، وحين تصلي إلى خمسين مليجرامًا من التربتزول يمكن أن تبدئي في تناول المودابكس بجرعة خمسين مليجرامًا –أي حبة واحدة– واستمري على هذه الجرعة –أي خمسين مليجرامًا من التربتزول وخمسين مليجرامًا من المودابكس–.
أعتقد أنها جرعة سوف تكون معقولة جدًّا، وإذا لم تتحسن أحوالك بعد شهر يمكن أن ترفع جرعة الموادبكس إلى حبتين في اليوم –أي مائة مليجراما– ويخفض التربتزول (مثلاً) إلى خمسة وعشرين مليجرامًا يوميًا فقط، وبالطبع التوقف من الإمبرامين يجب أن يتم مبكرًا كما أشرتُ لذلك.
فإذن الخطة العلاجية الدوائية هي تغيير هذه الأدوية، والأفضل والأنفع هو أن يكون ذلك تحت إشراف الطبيب مباشرة، ولا أنصحك أبدًا بزيادة الجرعات التربتزول أو الإمبرامين.
من حيث الجوانب العلاجية الأخرى: يجب أن تكوني أكثر ثقة في نفسك، يجب أن تكوني متفائلة، عليك بإدارة وقتك بصورة جيدة والاستفادة من الزمن، وعليك بالتواصل الاجتماعي، وكوني حريصة في موضوع الصلاة وتلاوة القرآن والدعاء والذكر وبر الوالدين، هذه مدعمات عظيمة جدًّا للإنسان.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.