السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
بارك الله فيكم, وجزاكم الجنة.
الاستشارة الأولى: أعاني من تشقق الشفاه بصورة شبه مستمرة, سواء في الشتاء, أو حتى في الصيف, وأستخدم مرطبات الشفاه (مثل لونا) بصورة شبه يومية, ولكني عندما أضع مرطب الشفاه فإنه يرطب لي الشفاه ويحسنها, ولكن لفترة محدودة - ساعة أو أكثر-, ثم تعود الشفاه لما كانت عليه في السابق من التشقق, مع العلم أني أعاني من هذه المشكلة منذ سنوات, أفيدوني بما عندكم.
الاستشارة الثانية: عندما يمزح صديقي معي مثلاً ويضربني على ذراعي, أو على وجهي, أو على أي جزء من جلدي فإن يده تطبع على جلدي, وتسبب احمرارًا وبروزًا للجلد للخارج, لفترة من 10 إلى 15دقيقة, ثم يعود الجلد لطبيعته, وسواء كان هذا الشيء يدًا أم عصًا أم أي شيء آخر فإنه يطبع على جلدي, وهذا يسبب لي إحراجًا, أفيدوني بما عندكم.
الاستشارة الثالثة: أعاني من حرقة في المعدة بعد تناول الأكل, سواء كان الأكل حراقًا, أم غير حراق, أو حتى لو أكلت خبزًا فقط, وتستمر الحرقة فترات, حتى دون أكل على مدار اليوم, وأعاني من هذه المشكلة منذ حوالى عشرة أيام, أفيدوني -
جزاكم الله الجنة -.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الرحمن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته, وبعد:
استشارتك تحتوي على الاستفسارات الآتية:
* تشقق الشفاه سواء كان في الشتاء أو الصيف.
* ظهور طبعات حمراء على البشرة عند التعرض للضرب باليد أو العصا.
* حرقان في المعدة بعد تناول الأكل.
أخي الكريم: بالنسبة للشق الأول من السؤال:
فالأعراض والعلامات المرضية التي أشرت إليها تدل على أن ما تعاني منه هو التهاب وتحسس الشفاه المزمن (Chronic Chelitis), والتهاب الشفة المزمن هو عبارة عن تفاعل جلدي يظهر على شكل جفاف, ويترك طبقة رقيقة من القشور على الشفاه, وتصاحبها في أغلب الأحيان حكة وتشقق في الشفتين.
من أكثر الأسباب شيوعًا لهذا المرض ما تتسبب به بعض معاجين الأسنان, وبلاستيك فرشاة الأسنان, وبعض أنواع الأطعمة القابضة, مثل: قشر البرتقال والليمون, أو بعض أنواع العلكة قد يسبب هذا التحسس, أيضًا كثير من الناس لديهم عادة مص شفاههم لترطيبها, وهذا يساعد على جفاف الشفتين, ومن ثم تشققها.
ولا ننسى سببًا مهمًا في حساسية الشفاه المزمن, ألا وهو حساسية الشفاه لأشعة الشمس والضوء (التهاب الشفاه الضوئي), كما أن بعض الأدوية التي توصف لعلاج حساسية الشفاه مثل المراهم التي تحتوي على مركب النيومايسين, قد تتسبب في حدوث تحسس دوائي على الشفاه.
الأدوية التي تعالج هذه الظاهرة كثيرة, ويعتمد العلاج أساسًا على معرفة السبب؛ لأن لكل سبب علاجًا خاصًا به.
وبصورة عامة ننصح باستخدام مركب (الكينالوج إن اورى بيز), وهو مرهم مخصص لعلاج التهابات الشفاه, وكذلك مرهم (الكيوتيفيت) قليل الامتصاص مع استعمال مرطبات الشفاه الموضعية, مثل: زبدة الكاكاو, وما شابهها, واستخدام بعض الفيتامينات, مثل: فيتامين ب المركب, وحمض الفوليك, وإذا كان المسبب هو التحسس الضوئي فبالإمكان استخدام كريم واقٍ من أشعة الشمس, مثل: (Photoderm cream) قبل التعرض لأشعة الشمس, وخاصة في فصل الصيف, والأهم هو الوقاية, ومحاولة تجنب المسببات التي تم ذكرها, ونتمنى لك من الله الشفاء.
بالنسبة للسؤال الثاني عن التطبعات الحمراء على البشرة, وهو ما يسمى (بالشرى الفيزيائي) (physical urticaria), والتي أحد أفرعها حساسية الضغط على مناطق الجسم, وتسمى (حساسية الضغط)( Pressure urticaria ), وقد تظهر حالة الحكة والاحمرار عند تعرض جسمك للضغط, مثل: إمساك اليدين بقوة, أو الضرب, أو الضغط على أي منطقة من الجسم.
وبصورة عامة يمكن حدوثها في الأشخاص الذين يقفون أو يمشون كثيرًا, وأيضًا عند حمل الحقائب (تظهر في اليدين), والذين يلبسون الملابس الضيقة, أو عند تناول حبوب الإسبرين؛ لذلك وقبل أي شيء عليك أن تراعي هذه المسببات التي تؤدي إلى الضغط على الجسم - التي تم ذكرها -, وعدم لبس الملابس الضيقة التي تضغط على الجسم, أو النوم على أرضية صلبة, وعلى حسب شدة المرض فيمكن الاكتفاء باستخدام مضادات التحسس مثل: (Atarax tab), أو (Telfast tab), أو يضاف لفترة وجيزة أحد مركبات الكورتيزون, حبوب أو حقن عند الحالات الشديدة عندما يتطلب الأمر ذلك.
ولا بد مع استعمال العلاج الامتناع عن بعض الأكلات التي تسبب إطلاق مادة الهيستامين في الدم المسبب للحساسية, مثل: البيض, والسمك, والروبيان, والمانجو, وبعض الأدوية, مثل: الإسبرين إلى أن تستقر الأمور.
المهم - أخي الكريم - هو الوقاية, وذلك بتجنب السبب من وقوع الضغط على مناطق جسمك.
بالنسبة لسؤل حرقان المعدة بعد الأكل: إذا استمر معك أكثر من ذلك فعليك بالتوجه إلى اختصاصي الأمراض الباطنية لعمل بعض الفحوصات عن مستوى إفراز الأحماض المعوية, ومعرفة السبب, ومن ثم وصف العلاج.
وبالله التوفيق.