السؤال
أنا فتاة نحيفة جدا, طولي 150, ووزني 32, حاولت قبل مدة أن أزيد في وزني, لكن الصدمة بالنسبة لي كانت الرغبة الجنسية الملحة مع كل كيلو أزيده, حدثت نفسي لعل هذا الأمر ليس له علاقة بزيادة الوزن, وجربت أن أقطع نظامي الغذائي, وأن أصوم لمدة أسبوع، وأرى ما يحدث, وما حدث هو أن كل شيء عاد لطبيعته, فلا عادت الرغبة تأتيني, ولا عدت أشتهي ممارسة الجنس أبدا, علما بأني لم أمارس العادة السرية في مراهقتي أبدا, وحاولت بمساعدة والديّ طوال عمري أن أعف جوارحي عن الحرام, سواء كان بالنظر إلى ما حرم الله أو غيره, لكن ما حدث سبب لي صدمة, وأجدني عاجزة عن التصرف, فأنا الآن لا أريد أن أزيد وزني حتى تأتوني بالحلول, مع رغبتي الشديدة في زيادة وزني, وتحسين شكلي لكن بشرط ألا يكون ذلك على حساب عفتي وطهارتي.
أرجوكم ساعدوني, ما حل هذه المشكلة؟ وهل هي طبيعية؟
وهل من الممكن تلافيها أم لا؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أمل حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فبارك الله فيك على سؤالك هذا، وهو من وجهة نظري سؤال هام.
يجب أن نبحث عن نوعية الرابط ما بين زيادة الوزن والإثارة أو الرغبة الجنسية، هل هنالك علاقة علمية أم أن هذا الأمر هو مجرد نوع من الفكر الوسواسي الذي استحوذ عليك؟
من المهم والضروري حتى نصل إلى أن نفرق بين الاثنين أن تقابلي طبيبة النساء والتوليد، وذلك من أجل إجراء فحوصات هرمونية. حالتك تتطلب دراسة هرمونية عامة، وإذا كان مستوى الهرمونات كلها طبيعي فأعتقد أن موضوع الإثارة الجنسية الذي هو مروبط بزيادة الوزن أعتقد أن ذلك ربما يكون نوعًا من التوجس الوسواسي أكثر من أي شيء آخر. هذه الحالات نشاهدها لكنها قليلة جدًّا ونادرة، لذا ذكرت لك أن حالتك تحتاج للرعاية وتحتاج إلى الاهتمام بالفعل.
فالذي أرجوه هو أن تذهبي وتقابلي طبيبة النساء والولادة من أجل إجراء الفحوصات والدراسات الهرمونية الضرورية، وأعتقد أن طبيبة النساء والولادة يجب أن تتخذ الخطوة بأن تتفاكر مع أحد أخصائي الطب النفسي في نفس المؤسسة الصحية التي يعمل بها الاثنين، وذلك لتوفير ما نسميه بالعناية الوصلية أو التواصلية، أي أن أكثر من تخصص يشتركوا اشتراكًا مباشرًا في العناية ورعاية حالة معينة. هذا هو الوضع الأمثل أيتها الفاضلة الكريمة.
وما دام والدك متعاون وقد ساعدك فيما مضى فأعتقد أن أمر مقابلة المختصين سيكون أيضًا أمرًا متيسرًا، ولا شك أن المختص المنضبط هو مؤتمن على الخصوصية والأسرار، فلا تنزعجي أبدًا لهذه الناحية. هذا هو الحل العلمي الصحيح والرصين.
بقي أن أقول لك أن الهرمونات اتضح أنها سليمة، وليس هنالك سبب عضوي يثير من الرغبة الجنسية مرتبطًا بزيادة الوزن، فهنا يمكن وتحت الإشراف الطبي أن تتناولي أدوية مثل عقار يعرف تجاريًا باسم (زيروكسات) ويعرف علميًا باسم (باروكستين). هذا الدواء يعرف عنه أنه دواء في الأصل مضاد للاكتئاب، لكنه أيضًا مضاد للوساوس وللمخاوف، وله القدرة على زيادة الوزن، ويعرف أنه حين يتم تناوله بجرعات كبيرة - ثلاث إلى أربع حبات في اليوم - يثبط من الرغبة الجنسية لدى الرجال، وكذلك لدى النساء.
فإذن هذا الدواء سيكون خيارًا ممتازًا لأنه يزيد الوزن، وفي نفس الوقت يثبط الرغبة الجنسية، بشرط أن تكون الجرعة جرعة كبيرة، ثلاث إلى أربع حبات في اليوم كما ذكرت لك.
إذن أيتها الفاضلة الكريمة: هذه هي الحلول، وأقول لك أن الأمر بالطبع لا نعتبره أمرًا طبيعيًا لأنه نادر الحدوث، ولكن يمكن أن يفسّر تفسيرًا عضويًا جسديًا طبيًا، أو يمكن أن يفسر أنه استحواذي وسواسي، وهذا نشاهده.
وهنالك حالات تعرف بحالات البوليميا، وهو اضطراب الشره للطعام العصبي أو العصابي، هذا أيضًا يكون مرتبطًا في كثير من الأحيان بعض اضطرابات الميول الجنسي، فهنالك من يشتكي من زيادة الشهوة، وهنالك من يشتكي من قلتها وضعفها، وهكذا. لكن أعتقد أن ذلك لا ينطبق على حالتك أبدًا.
الحالة يمكن تلافيها كما أوضحت لك، وأنا حقيقة أريد أن أشكرك كثيرًا وأحيّك وأقول لك جزاك الله خيرًا على مجاهدتك لنفسك لأن تعفي جوارحك عن الحرام، هذا شيء عظيم وجميل وأسأل الله تعالى أن يكتب لك الثواب، واستمري على هذا المنوال، وأعتقد أن ذلك سوف يكون حاجزًا نفسيًا وسلوكيًا قويًّا أن يُضعف هذه الشهوة، فعليك بذلك.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونشكرك على تواصلك مع إسلام ويب، ونسأل الله لك التوفيق والسداد.