السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أنا فتاة أبلغ من العمر 21 سنة، وأعاني منذ بداية البلوغ من اضطراب في الدورة الشهرية، أي منذ أن بلغت لم أستطع أن أحدد بالضبط متى ستأتي لتباعد الفترات التي تصل أحيانا إلى 38 يوم وأحيانا شهرين.
والذي دفعني لزيارة الطبيبة هو وجود آلام فظيعة في الثدي الأيسر، وبعد إجراء الفحوصات اللازمة تبين أن السبب هو اختلال الهرمونات، وقد عملت تحاليل لهرمون البرولاكتين فوجدته (0.75)، ثم أعطتني الطبيبة دواء اسمه (parlodel) لمدة شهرين، ثم أعدت التحاليل فوجدته (0.5) فطلبت مني أن أوقف تناول الدواء ووصفت لي (duphaston) وأنا أتناوله الآن، فهل هذا هو مرض تكيس المبايض مع العلم أن الطبيبة لم تذكره؟ وإذا كان هناك اختلال للهرمونات فهل يتسبب ذلك في عدم حدوث الحمل مستقبلا؟ وهل تفيد الحجامة في تنظيم الهرمونات؟ وإذا كان الشعر الكثيف الذي أجده في كل مكان في جسمي سببه اختلال الهرمونات فهل إذا عولج بالحجامة وانتظمت الهرمونات يزول ولن أراه أبدا؟!
مع العلم أن الشعر بعد إزالته لا يتجاوز اليوم الواحد ثم ينمو مجددا، وأقصد بالتحديد الإبط وغيره، إضافة إلى ظهوره في كامل الجسم بكثرة.
وأشكركم جزيل الشكر.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ فاتحة حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فلا أستطيع الجزم بأن ما تعانين منه هو تكيس المبيض، فصحيح أن الدورة غير منتظمة وهناك نمو كثيف للشعر في جميع مناطق الجسم وهناك ارتفاع في معدل هرمون الحليب مما قد يشير إلى احتمالية وجود التكيس، ولكن التشخيص لا بد ان يبنى على تحاليل للهرمونات كاملة وليس فقط هرمون الحليب، وكذلك صورة التراساوند للمبايض، وفي حالة التكيس تظهر المبايض أكبر من الحجم الطبيعي وممتلئة بالبويضات الصغيرة المتراصة على الأطراف.
وفي حالتك والتي كان هرمون الحليب فيها مرتفعا كان لا بد أيضا من عمل تحليل للغدة الدرقية، فقد يكون ارتفاع هرمون الحليب نتيجة ارتفاع هرمون الغدة الـ(TSH)، وليس مرتفعا بحد ذاته، وكذلك لا بد من عمل تحليل لهرمون الذكورة بسبب النمو الكثيف للشعر في الجسم، وإذا كان هرمون الذكورة مرتفعا فعندها يعطى الـ(Diane -35) مع الـ(Androcure) تحت إشراف طبيبتك المعالجة، ويؤخذ عادة لمدة ستة أشهر للتقليل من نمو وكثافة الشعر.
وبالنسبة لسؤالك عن موضوع الحمل فاختلال الهرمونات قد يتسبب في إعاقة الحمل، وعلاج الإعاقة يكون بحسب نوع الاختلال الموجود، فإن كان الاختلال نتيجة كسل الغدة الدرقية مثلا فعلاج هذا الاختلال قد يعيد الإباضة إلى طبيعتها، وأما إذا كان التكيس هو الموجود فليس هناك علاج كامل للتكيس ولا بد عندها من تنشيط المبيض عن طريق المنشطات، وإذا حدثت الإباضة تتهيأ الأسباب للحمل بإذن الله تعالى.
وأما بالنسبة للشعر الزائد في الجسم فلا أجزم أنه عند علاج الاختلال في الهرمونات سوف يختفي الشعر، ولكنه قد يقل وقد يعود نمو الشعر إلى سابق عهده بعد إيقاف العلاج، لأن بصيلة الشعر إذا تأثرت بهرمون الذكورة فإنها تظل تنمو حتى إذا عاد معدل الهرمون إلى المعدل الطبيعي.
والله الموفق.
_________________________________________________________
انتهت إجابة المستشارة د. سامية موسى النملة أخصائية النساء والولادة، ولإتمام الفائدة واكتمال الجواب تم عرض استشارتك على المستشار د. أحمد حازم تقي الدين أخصائي الأمراض الجلدية، فأجاب قائلا:
فقد ذكرنا في العديد من الاستشارات السابقة أن المبايض متعددة الكيسات، أو تكيس المبايض هو من أهم أسباب الشعرانية عند الإناث، ولكن لهذا الاضطراب الهرموني عدة مظاهر وليس مظهرا واحدا، ومن أهم هذه المظاهر الشعرانية والبدانة واضطراب الدورة وحب شباب معند قد يستمر إلى ما بعد سن حب الشباب وصعوبة حصول الحمل.
وإن عيار الهرمونات يجب أن يشمل الهرمونات التالية - وليس فقط البرولاكتين -:
(LH, FSH, prolactin, testosterone, 17 OH progesterone, DHEAS, )، ومن الممكن أن نضيف هرمون الدرق (TSH, free T4).
حيث من الممكن أن تُرى تكيسات المبايض من خلال عمل أمواج فوق صوتية للبطن والمبيضين، ومن خلال نتائج الفحوص السابقة والتصوير يتم التشخيص ويعرف فيما إذا كان السبب هو تكيس المبايض أو ورم أو ضخامة في الغدة فوق الكلية أو غيره من الأسباب، ولكن يجب أن يشرف على ذلك طبيب غدد صماء أو طبيبة أمراض نساء، وأما ما يبقى من آثار المرض كحب الشباب والشعرانية فطبيب الجلدية هو الذي يساعد في علاجه فالمرض إذن داخلي غدي له أعراض جلدية وكل صاحب اختصاص يعالج وينصح فيما يخصه.
وليس كل اضطراب هرموني يمنع الحمل، فهناك اختلالات يحصل معها الحمل، وهناك اضطرابات هرمونية لا يمكن حدوث الحمل معها، وهناك اضطرابات يمكن علاجها بسهولة ويحصل الحمل بعدها.
وأما الحجامة فهي ليست من اختصاصي ولكن مع أنها ذات فوائد كبيرة جدا إلا أنني لا أرشحها للعلاج، لأن العلاج يجب أن يوجه للسبب فإن كان مثلا هناك التهاب جرثومي نعطي مضادا حيويا، وإن كان هناك التهاب فيروسي نعطي مضادا فيروسيا، وإن كان هناك ألم نعطي مسكنا، وهكذا.
وإن علاج الخلل الهرموني بأي طريقة من الطرق قد يؤدي إلى عدم زيادة الشعر، ولكن غالبا لا يؤدي إلى زوال الشعرانية بشكل مطلق كما تتوقعين، ومن أفضل طرق التخلص من الشعر - بالطبع بعد علاج السبب والذي غالبا هو سبب هرموني - هو الليزر، ولكن لا بد أن يتم بأيد خبيرة أمينة.
والخلاصة أنه يجب عمل التحاليل بطيفها الواسع مع التصوير للبطن ومراجعة طبيب غدد واستشارته بتقييم النتائج وعلاج الخلل إن وجد، وبعدها ننتظر التحسن المبدئي بشفاء السبب ثم نتداخل على ما بقي من بقايا المرض كالشعرانية.
والله الموفق.