السؤال
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته.
أنا أنسة في الـ 32 من عمري، لا أعمل وأمضى أوقاتا كثيرة جداً على الحاسب الآلي منذ حوالي 5 سنوات، بدأ وزني يزيد بشكل ملحوظ، ثم عانيت من مشاكل في القولون على حسب رأي الطبيب، ومن قبلها بعشر سنوات كنت أعاني من آلام عند الجانب الأيسر، وأحياناً الأيمن، ولكن الأيسر باستمرار، وأثناء النوم تكون الآلام فظيعة، وبعد عمل الأشعة والسونار اتضح بأن لدي رملا على الكلى، وتناولت العلاج، ولكن بلا فائدة!
ومرة أخرى ذهبت لطبيب آخر قال لي أن لدي صديدا على الكلى والعلاج لا يفيد بشيء، وأنا أعاني هذه الآلام الفظيعة عند النوم فقط، حيث عند الاستيقاظ تختفى تماماً، وأداوم على شرب الماء بكثرة.
مشاكلي مع القولون بدأت تكثر، حيث إني أصبحت أشعر بألم في المعدة في أسفل البطن وأعلى البطن بعد تناول أي طعام، ويعقبه إسهال، وأحياناً إمساك وغازات كثيرة في البطن إلى أن تغير شكل البراز فأصبح صغيرا ولينا جداً، والأرجح أنها بواسير؛ لأنى أشعر بحرقان بعد التبرز، لكن لا وجود لآثار دماء، وأثناء تصفحي الانترنت وجدت أن معظم ما أعاني منه هو وجود ورم ليفي في الرحم، حيث إن جدتي قد أصيب بمثل هذا الورم، وكان يأتيها نزيف شديد، لكني أنا لا أعاني من نزيف في الدورة الشهرية، إنما أعاني من عدم انتظامها وآلام لا تطاق أثناء نزولها.
وأعاني من فترة زمنية طويلة من الألم في أسفل الظهر، وعدم انتظام الدورة، وانتفاخ في البطن كبير، بحيث لو شربت كوب ماء بطني يكبر سريعاً، وبدأت أشعر منذ شهرين من آلام في ركبة القدم اليسرى، قال لي الطبيب أنها تمزق في الأربطة، لكنها لا تزعجني أثناء المشي إنما أثناء صعود أو هبوط السلم.
فأنا الآن لا أعرف هل كل ما أعاني منه هو سببه الورم الليفي أم ماذا؟ وهل إذا عملت إشاعة سيظهر الورم الليفي أم سيجري فحص الرحم بمنظار؟ علماً باني غير متزوجة، وهل صحيح أن الورم الليفي هو الذي يضغط على الكلى ويجعلها تتسبب في آلام فظيعة أثناء النوم؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ طالبة رضا الله حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
إن عدم انتظام الدورة مع حدوث الآلام الشديدة, قد يكون بسبب وجود ورم ليفي على الرحم, لكن هذه الأعراض قد تنتج أيضاً عن حالات مرضية أخرى تصيب الرحم والمبيضين.
لذلك - يا عزيزتي - يجب أن يتم تقييم الحالة عندك بشكل منهجي جيد, خاصة بوجود أعراض هضمية مصاحبة للأعراض النسائية, حتى يتم الوصول إلى تشخيص صحيح, ومن ثم إعطاء العلاج المناسب بإذن الله.
ويجب أن يتم فحصك سريرياً بشكل جيد, ثم عمل تصوير تلفزيوني للرحم والمبيضين, وهنا سيكون من السهل جداً إظهار الورم الليفي أو الكيس على المبيض بالتصوير التلفزيوني عن طريق البطن, في حال وجودها, وسيكون العلاج حسب موقع الورم أو حجم الكيس وطبيعته.
بالطبع إن وجد ورم ليفي وكان بحجم كبير وقريب من الحالب أو المثانة, فإنه سيؤدي إلى حدوث انضغاط في الحالب, وحدوث ركودة في البول, ومن ثم تأذي الكلية لا قدر الله, خاصة إن لم يعالج بسرعة.
كما إن وجود ورم ليفي على الرحم, أو كيس على المبيض قد يكون هو السبب في حدوث الألم الذي يصيبك, فالألم الذي يحدث بهذا الشكل عند النوم, ثم يخف أو يزول عند الاستيقاظ, أي أنه يتحسن بتغير وضعية الجسم, يوحي بحدوث ضغط ميكانيكي أو شد على أعضاء البطن والحوض قد يكون بسبب وجود كتلة فيها.
ويجب معرفة ما هو شكل عدم انتظام الدورة الذي يحدث عندك, ولأساعدك أقول بأن الدورة الطبيعية هي التي يكون طولها ما بين 24 إلى 34 يوما، وتكون مدة الحيض فيها من 2- 8 أيام, فإن كانت دورتك الشهرية بغير هذه المواصفات, وكان التصوير التلفزيوني للرحم والمبيضين طبيعي, فيجب عمل تحليل شامل للهرمونات، وذلك لمحاولة معرفة السبب.
كما يجب أن يتم عمل تحليل للبراز, بحيث يتم التأكد من عدم وجود بيوض, أو أكياس للطفيليات, وكذلك عدم وجود دم خفي في البراز ينتج عن نزف، أو حالة مرضية في الأمعاء – لا قدر الله-.
إن كان كل شيء طبيعيا ولم يتضح سبب وجود الأعراض عندك, فأنصح حينها بعمل تنظير للحوض, وذلك لنفي احتمال وجود حالة مرضية تسمى ( بطانة الرحم الهاجرة)، وهي مرض نسائي يكثر حدوثه, ويسبب الألم الحوضي, مع حدوث عدم انتظام في الدورة, لكن قد يصعب تشخيصه بدون عمل تنظير للحوض.
وفي كل الحالات يجب أيضاً أن يتم عمل تنظير للكولون ( Colon ) لنفي وجود بعض الأمراض الالتهابية المزمنة, خاصة حالة التهاب الكولون ( Colon ) القرحي أو مرض يسمى( داء كرون).
بعد وضع التشخيص النهائي يمكن وصف العلاج المناسب إن شاء الله.
نسأل الله العلي القدير أن يمن عليك بثوب الصحة والعافية دائماً.