السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم
ابني عمره 7 سنوات, أجريت له منذ حوالي ثلاثة أشهر عملية استئصال اللوزتين واللحمية معا, ولكن أشعر أنه ما يزال يصعب عليه التنفس من أنفه, فغالبا وهو نائم يتنفس من فمه, فهل اللحمية ترجع مرة أخرى؟ وبعد كم من الوقت ترجع؟
وأمس لاحظت ارتفاعا في درجة حرارته, فهل الطفل بعد استئصال اللوزتين يصاب بالبرد؟ وكيف أعرف إذا ما كانت الإصابة فيروسية أم بكتيرية؟ إلى أين تنتقل العدوى في عدم وجود اللوزتين؟
وأنا أتابع حلقه وجدت مكان استئصال اللوزتين محتقنا وأحمر اللون, فماذا يجب علي؟ وما هي الأدوية المقترحة؟ أنا قلقة جدا عليه لأنه مصاب أيضا بحساسية الصدر!
أرسلت قبل ذلك للموقع وقال لي الدكتور أن أحدد له قياس الحساسية في المعمل بالضبط لأنني كتبت الرقم فقط:
IGE Total 23.9 IU / mI 0-40
فهل تعتبر هذه الحساسية وراثية لأنها في الدم؟ وهل هناك علاج جذري -أي بعد أخذه عندما أقوم بنفس التحليل أجده تغير- أما أنها تزول وحدها بعد سن 8 سنوات؟
مع العلم أن أعراضها الكحة الناشفة, ولها صدى صوت أحسه من الصدر عند اللعب والضحك, وتناول بعض الأكلات, وهي تسبب له حالة سيئة جدا, فأنا أخاف جدا على صدره, وهل يجب علي أن أقوم بعمل أشعة عليه؟
أخاف أن أحاسب أمام الله على أي علاج كان يمكنني أن أساعد به ابني وأهملته, وآسفة جدا على التشويش والقلق.
وجزاكم الله كل خير.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ فرح حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فقد يكون سبب تنفس ابنك من الفم بعد إجرائه عملية استئصال اللوزتين واللحمية:
- إما أنه لا زال متعودا على سالف عهده من التنفس من الفم, ويحتاج إلى بعض التدريب, والتذكير بإغلاق فمه, والتنفس من أنفه حال اليقظة حتى يتعود على ذلك, ويكون هذا ديدنه حال النوم.
- وإما أنه لا زال هناك جزء من اللحمية لم يتم استئصالها جيدا, فيسبب انسدادا بمجرى التنفس فيضطر ابنك للتنفس من الفم ليتفادى هذا الانسداد.
- وإما أن اللحمية قد رجعت بعد استئصالها, وهذا غالبا ما يحدث عند استئصالها في سن صغير, أي حوالي 3 أو 4 سنوات, ويكون وقتها لا زال في طور نمو الأنسجة الليمفاوية, ولكن في سن السبعة يصعب ويندر ذلك, بالإضافة أنها تحتاج لوقت طويل لعودتها مرة أخرى, وبالطبع أكثر من 3 شهور, وهو الوقت الذي انقضى بعد العملية.
ومن الطبيعي أن يصاب الطفل بالبرد سواء في وجود اللوزتين أو عدمها, ومع كون اللوزتين هما أول خط دفاع في الجسم فباستئصالهما يكون الطفل أكثر عرضه للإصابة بأدوار البرد, والتي تكون في الغالب فيروسية في حوالي 90% منها, وتُكوّن الالتهاب في الحلق بعد استئصال اللوزتين؛ ولذا يكون محتقنا وبه احمرار كما ذكرت, وهي تبدأ فيروسية؛ ولذا يعطى دواء للأعراض, فمثلا فيفادول, أو تمبرا كخافض للحرارة ومسكن, وكذا لوريناز للرشح, ونقط أوتريفين أطفال كمزيل لاحتقان الأنف, مع الإكثار من العصائر والفاكهة الغنية بفيتامين سى, مثل الليمون, والبرتقال, والبعد عن التيارات الهوائية, والمثلجات.
فإذا كانت مقاومة الجسم ضعيفة يحدث مضاعفات بالتهابات بكتيرية, حيث يتحول المخاط من اللون الأبيض إلى اللون الأصفر أو الأخضر, ووقتها يحتاج المريض إلى مضاد حيوي وليس في بداية الإصابة, والتي تكون فيروسية وليس للمضاد الحيوي أي تأثير على الفيروس مطلقا, ولكن فقط على البكتيريا.
وأما عن حساسية الصدر فهي في الأصل لها عامل وراثي, سواء كانت في الدم أو في غيره, وليس هناك علاج جذري للحساسية, وإنما العلاج بالبعد عن المهيجات, ومنها التراب, والدخان, والعطور, والبخور, وقد تزول الأعراض بالتواجد في أماكن تقل فيها تلك المهيجات, وليس بمضي العمر.
ولا داعي للقلق, وهوني على نفسك, فلا أعتقد أبدا أنك مقصرة في حقه بعد كل هذه الأسئلة, وبهذا التفصيل الدقيق.
والله الموفق.