السؤال
عندي طفل يبلغ من العمر سنتين ونصف السنة، وُلِد ولادة طبيعية, وصحته جيدة والحمد لله، إلا أن مشكلته أنه لا يأكل الطعام باستثناء كوب اللبن ورضعة الحليب، وأخشى أن يصاب مستقبلا بفقر الدم, والهزال أو أي أمراض قد تنشأ عن عدم تناول الطعام، ساعدوني كيف أستطيع التغلب على هذه المشكلة؟
وشكراً لكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم ضياء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فكثر شكوى الأمهات لمن لديهم أطفال في مثل عمر طفلك من عدم تناول الطعام بشكل جيد, لقد ذكرت أن الطفل يرضع, وقد تجاوز السنتين؛ ولذا يجب فطام الطفل عن الرضاعة, وعندها سيأكل إن شاء الله.
ليس بالضرورة أن يأكل بكميات ترضيك, ولكن من المهم أن نحاول أن ننوع له فى الوجبات وأنواع الطعام؛ ليحصل على غذاء متوازن به كل العناصر الغذائية اللازمة للنمو، في حالة عدم تناوله عنصرا من العناصر الغذائية فيجب تزويده بشراب متعدد الفيتامينات والمعادن, وكذلك في حالة عدم تناوله الخضروات والفواكه, وشراب الحديد في حالة عدم تناوله مصادر كافية من اللحوم والخضروات الغنية بالحديد, مثل الخرشوف, والباذنجان, والسبانخ.
في حالة رغبتكم في برنامج غذائي لزيادة الوزن فهناك بعض الإرشادات ومنها:
أولا: يجب أن نتعامل مع الأمر بهدوء، ولتعلمي أن اكتساب الوزن في ذلك العمر بسيط للغاية؛ لأن الأطفال يتحركون كثيرا، ويحرقون معظم السعرات الحرارية.
ثانيا: ما يحتاجه هذا الطفل هو برنامج غذائي متوازن، مع زيادة السعرات الحرارية المتناولة.
ثالثا: فواتح الشهية في معظم الأوقات لا تفيد في شيء، واستخدامها غير منصوح به.
أخيرا: الخطوط العامة للبرنامج الذي من الممكن تنفيذه مع الطفل يرتكز على الآتي:
يجب إعطاء الطفل 3 وجبات رئيسية، وعلى الأقل وجبتين إضافيتين ما بين الإفطار والغداء، وما بين الغداء والعشاء، لتحقيق هذا يجب أن يصحو الطفل مبكرا، وننظم ساعات النوم.
الوجبات الإضافية يجب أن تكون صغيرة الحجم، ومرتفعة السعرات، مثل كمية صغيرة من البطاطس المقلية، أو عدد من التمرات أو ملعقتين من الحلاوة الطحينية، وهكذا.
يمكن استخدام بعض المستحضرات الصيدلية مثل البيدياشور، وهي بودرة تذاب في الماء مثل الحليب، وسعراتها الحرارية عالية، ويمكن إعطاء الطفل منها مرتين في اليوم.
الوجبات الرئيسية يجب أن تحتوي على العناصر الغذائية المتنوعة ما بين النشويات والبروتينات والأملاح والفيتامينات.
لا يجب أن تضغطي على الطفل ليأكل دون رغبته، وبالطبع الصراخ في وجه الطفل، والتعامل العنيف سيزيد المشكلة تعقيدا، لأن ذلك سيجعل الطفل يربط بين الطعام وهذا السلوك العدائي تجاهه، وبالتالي سيزداد رفضا للطعام؛ لذا يجب أن نلعب مع الطفل أثناء تناوله الطعام مع استخدام أطباق، وملاعق ملونة، وتنويع الألعاب، ومحاولة معرفة ما يحبه الطفل، ومحاولة البعد عن مقرمشات الذرة، والبطاطس، والمياه الغازية.
تلك هي خطوط عامة لما يمكن تطبيقه مع الطفل، والأمر يأخذ وقتاً، والأهم من الوزن هو الحفاظ على صحة جيدة للطفل.
من المهم أن نحافظ على الهدوء، وأن لا يتسرب اليأس إلى أنفسنا.
والله الموفق.