السؤال
أنا حامل في الشهر الرابع, بعد الجماع نزل مني سائل شبيه بالبول, لا لون له, وأعتقد أنه لم يكن لزجا, علما بأن هذا حملي الثاني بعدما كنت أسقطت للمرة الأولى, ولم تأتي بعد خروج هذا السائل أي أوجاع في الظهر.
أريد معرفة السبب, وهل جنيني بخير أم لا؟
أفيدوني بأسرع وقت.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ زهرة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
إن نزول إفرازات مائية بهذا الشكل عند السيدة الحامل يجب أن يتم التعامل معه بكل حيطة وحذر, فيجب أولا معرفة شكل الإفرازات بالتفصيل, فإن كانت فعلا إفرازات مائية ودافئة, تشبه ماء الصنبور, لا تتمطط -أي غير لزجة- ولا لون لها, ونزلت فجأة, وانسابت على باطن الفخذين كالبول؛ فهذا يجعل الشك كبيرا بأنه ناجم عن السائل الأمنيوسي المحيط بالجنين, أي يكون الشك كبيرا بأن كيس الجنين قد حدث فيه ثقب وتسرب السائل منه إلى خارج الرحم -لا قدر الله-.
تأكيد التشخيص هنا يتم عن طريق عمل الفحص بالمنظار المهبلي في العيادة, حيث تتم رؤية السائل الأمنيوسي بالعين المجردة, وهو يخرج عبر فتحة عنق الرحم, أو يمكن رؤية بقايا السائل في رتوج المهبل, أو أعلى المهبل, وهنا يمكن فحصه بورقة خاصة مزودة بمادة كيماوية حساسة للسائل للتأكد, حيث تتلون الورقة باللون الأزرق إن كان مصدر السائل من كيس الجنين.
لكن إن كانت الإفرازات لزجة شفافة أو بيضاء, وليست كماء الصنبور, خاصة إن نزلت بعد الجماع مباشرة, ورافقها بعض الألم أو الشد الخفيف في البطن؛ فهنا غالبا لا تكون ناتجة عن تمزق كيس الحمل, بل تكون ناتجة عن خروج الإفرازات الفيزيولوجية التي تشكلت في بدء الحمل لتغلق عنق الرحم (وتسمى السدادة المخاطية) وهي إفرازات غزيرة, ووظيفتها هي تشكيل حاجز أو سدادة في قناة عنق الرحم, ولا تخرج هذه السدادة إلا عند بدء آلام المخاض فقط, وهنا تسمى (العلامة).
فإن حدثت آلام أو تقلصات مبكرة كما يحدث لبعض السيدات بعد الجماع, فإن عنق الرحم يتسع قليلا, وتخرج هذه السدادة أو العلامة مبكرا, وهذا ليس أمرا مطمئنا, إن كان هذا هو الحال عندك, وتأكد بأن الإفرازات هي ليست من السائل الأمنيوسي, فأنصح هنا بألا يتم الجماع في الحمل إلا مع استخدام الواقي الذكري, وذلك لمنع السائل المنوي من دخول الرحم؛ لأنه يزيد من حدوث التقلصات والآلام عند بعض النساء من ذوات الأرحام الحساسة.
وأرى ضورة أن يتم فحصك الآن من قبل الطبيبة المختصة, وعمل التصوير التلفزيوني؛ لرؤية كيس الحمل والماء حول الجنين, كما يجب أن يتم عمل فحص بالمنظار المهبلي, ورؤية عنق الرحم, وتحديد هل الإفرازات هي من السائل الأمنيوسي, أم من عنق الرحم, مع أخذ عينة للزراعة للتأكد من عدم حدوث التهاب -لا قدر الله-.
نسأل الله العلي القدير أن يكمل لك الحمل والولادة على خير.