قصة ثعلبة بن حاطب الأنصاري
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 9/ 78 :ضعيف جداً
أخرجه ابن جرير في "تفسيره" (14/ 16987) ،
وابن أبي حاتم أيضاً كما قال ابن كثير في "تفسيره" (2/ 374) ،
والطبراني في "المعجم الكبير" (8/ 260/ 7873)
من طريق معان بن رفاعة السلمي ، عن أبي عبدالملك علي بن يزيد الألهاني : أنه أخبره عن القاسم بن عبدالرحمن : أنه أخبره عن أبي أمامة الباهلي ، عن ثعلبة بن حاطب الأنصاري أنه قال لرسول الله صلي الله عليه وسلم :ادع الله أن يرزقني مالاً ؛
فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم : "ويحك يا ثعلبة ! قليل تؤدي شكره ، خير من كثير لا تطيقه"
قال : ثم قال مرة أخرى ،
فقال : "أما ترضى أن تكون مثل نبي الله ؟ فوالذي نفسي بيده ! لو شئت أن تسير معي الجبال ذهباً وفضة لسارت"
قال : والذي بعثك بالحق ! لئن دعوت الله فرزقني مالاً ؛ لأعطين كل ذي حق حقه !
فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم : "اللهم! ارزق ثعلبة مالاً" ،
قال : فاتخذ غنماً ، فنمت كما ينمو الدود ، فضاقت عليه المدينة ، فتنحى عنها ، فنزل وادياً من أوديتها ، حتى جعل يصلي الظهر والعصر في جماعة ، ويترك ما سواهما . ثم نمت وكثرت ، فتنحى حتى ترك الصلوات إلا الجمعة ، وهي تنمو كما ينمو الدود ، حتى الجمعة ، فطفق يتلقى الركبان يوم الجمعة يسألهم عن الأخبار ،
فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم : "ما فعل ثعلبة ؟"
فقالوا : يا رسول الله ، اتخذ غنماً فضاقت عليه المدينة ! فأخبروه بأمره ،
فقال : "يا ويح ثعلبة ! يا ويح ثعلبة ! يا ويح ثعلبة !"
قال : وأنزل الله : (خذ من أموالهم صدقة) الآية (سورة التوبة : 103) ، ونزلت عليه فرائض الصدقة ، فبعث رسول الله صلي الله عليه وسلم رجلين على الصدقة ، رجلاً من جهينة ، ورجلاً من سليم ، وكتب لهما كيف يأخذان الصدقة من المسلمين ،
وقال لهما : "مرا بثعلبة ، وبفلان - رجل من بني سليم - فخذا صدقاتهما !"
فخرجا حتى أتيا ثعلبة ، فسألاه الصدقة ، وأقرأاه كتاب رسول الله صلي الله عليه وسلم ، فقال : ما هذه إلا جزية ! ما هذه إلا أخت الجزية ! ما أدري ما هذا ! انطلقا حتى تفرغا ثم عودا إلى .
فانطلقا ، وسمع بهما السلمي ، فنظر إلى خيار أسنان إبله ، فعزلها للصدقة ، ثم استقبلهم بها . فلما رأوها قالوا : ما يجب عليك هذا ، وما نريد أن نأخذ هذا منك . قال : بلى ، فخذوه ، فإن نفسي بذلك طيبة ، وإنما هي لي ! فأخذوها منه . فلما فرغا من صدقاتهما ، رجعا حتى مرا بثعلبة ، فقال : أروني كتابكما ! فنظر فيه ، فقال : ما هذا إلا أخت الجزية ! انطلقا حتى أرى رأيي .
فانطلقا حتى أتيا النبي صلي الله عليه وسلم ، فلما رآهما قال : "يا ويح ثعلبة !"
قبل أن يكلمهما ، ودعا للسلمي بالبركة ، فأخبراه بالذي صنع ثعلبة ، والذي صنع السلمي ، فأنزل الله تبارك وتعالى فيه :ومنهم من عاهد الله لئن آتانا من فضله لنصدقن ولنكونن من الصالحين) إلى قوله : (وبما كانوا يكذبون) ، وعند رسول الله صلي الله عليه وسلم رجل من أقارب ثعلبة ، فسمع ذلك ، فخرج حتى أتاه ، فقال : ويحك يا ثعلبة ! قد أنزل الله فيك كذا وكذا ! فخرج ثعلبة حتى أتى النبي صلي الله عليه وسلم ، فسأله أن يقبل منه صدقته ،
فقال : "إن الله منعني أن أقبل منك صدقتك" ،
فجعل يحثي على رأسه التراب ،
فقال له رسول الله صلي الله عليه وسلم : "هذا عملك ، قد أمرتك فلم تطعني !"
فلما أبى أن يقبض رسول الله صلي الله عليه وسلم ، رجع إلى منزله ، وقبض رسول الله صلي الله عليه وسلم ولم يقبل منه شيئاً .
ثم أتى أبا بكر حين استخلف ، فقال : قد علمت منزلتي من رسول الله صلي الله عليه وسلم ، وموضعي من الأنصار ، فاقبل صدقتي !
فقال أبو بكر : لم يقبلها رسول الله صلي الله عليه وسلم وأنا أقبلها !
فقبض أبو بكر ، ولم يقبضها . فلما ولي عمر ،
أتاه فقال : يا أمير المؤمنين ، اقبل صدقتي !
فقال : لم يقبلها رسول الله صلي الله عليه وسلم ولا أبو بكر ، وأنا أقبلها منك !
فقبض ولم يقبلها ، ثم ولي عثمان - رحمة الله عليه - ، فأتاه فسأله أن يقبل صدقته
فقال : لم يقبلها رسول الله صلي الله عليه وسلم ولا أبو بكر ولا عمر - رضوان الله عليهما - وأنا أقبلها منك !
فلم يقبلها منه . وهلك ثعلبة في خلافة عثمان - رحمة الله عليه - .
قلت : وهذا إسناد ضعيف جداً ،
كما قال الحافظ ابن حجر في "تخريج الكشاف" (4/ 77/ 133) ، وعلته علي بن يزيد الألهاني ؛
قال الهيثمي في "المجمع" (7/ 31-32) :"رواه الطبراني ، وفيه علي بن يزيد الألهاني ، وهو متروك" .
ومعان بن رفاعة ؛ لين الحديث كما في "التقريب" .
وقال الحافظ العراقي في "تخريج الإحياء" (3/ 135) :"إسناده ضعيف"
.والحديث عزاه السيوطي في "الجامع الصغير" : للبغوي والباوردي وابن قانع وابن السكن وابن شاهين عن أبي أمامة عن ثعلبة بن حاطب . وعزاه إلى غير هؤلاء أيضاً في "الدر المنثور" (3/ 260) .
وروى منه حديث الترجمة ابن أبي خيثمة في "التاريخ" (ص 26 - مصورة الجامعة الإسلامية) ........
و قال رحمه الله في السلسلة الضعيفة و الموضوعة4/111
, قلت :و هذا حديث منكر على شهرته ,و آفته علي بن يزيد هذا , و هو الألهاني متروك ,و معان لين الحديث ,و من هذا الوجه أخرجه ابن جرير و ابن أبي حاتم و الطبراني و البيهقي في “الدلائل “ و “ الشعب “, و ابن مردويه كما في “تفسير ابن كثير “ و غيره , و قال العراقي في “تخريج الإحياء “ ( 3 / 135 ) : “سنده ضعيف “. و قال الحافظ في “تخريج الكشاف “ ( 4 / 77 / 133 ) : “إسناده ضعيف جدا “.
اهـ
و في "فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء" (26/49) .
"ما ورد في سبب نزول قوله تعالى : (وَمِنْهُمْ مَنْ عَاهَدَ اللَّهَ لَئِنْ آتَانَا مِنْ فَضْلِهِ) التوبة/74 ، أنه ثعلبة بن حاطب – لا يصح سنده ، وثعلبة بن حاطب أنصاري معدود في البدريين ، استشهد يوم أحد ، كما حقق ذلك جماعة من أهل العلم ، منهم الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم" انتهى .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء .
الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ... الشيخ عبد الله بن غديان ... الشيخ صالح الفوزان ... الشيخ بكر أبو زيد .
و قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله : "قوله تعالى : (ومنهم من عاهد الله ....) الآيات نزلت في بيان حال بعض المنافقين . وأما ما اشتهر من أنها نزلت في ثعلبة بن حاطب في قصة طويلة ذكرها كثير من المفسرين وروجها كثير من الوعاظ فضعيف لا صحة له ، وهي مخالفة لما هو معلوم من الدين بالضرورة من أن الله يقبل توبة التائب من أي ذنب كان " انتهى من شرح رسالة "أصول في التفسير"
و الله أعلم