اسلام ويب
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

من فقه الدعاء يقول سيدنا عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -: "أنا لا أحمل همَّ الإجابة، وإنما أحمل همَّّ الدعاء، فإذا أُلهمت الدعاء كانت الإجابة معه". وهذا فهم عميق أصيل ، فليس كل دعاء مجابًا، فمن الناس من يدعو على الآخرين طالبًا إنزال الأذى بهم ؛ لأنهم ينافسونه في تجارة ، أو لأن رزقهم أوسع منه ، وكل دعاء من هذا القبيل ، مردود على صاحبه لأنه باطل وعدوان على الآخرين. والدعاء مخ العبادة ، وقمة الإيمان ، وسرّ المناجاة بين العبد وربه ، والدعاء سهم من سهام الله ، ودعاء السحر سهام القدر، فإذا انطلق من قلوب ناظرة إلى ربها ، راغبة فيما عنده ، لم يكن لها دون عرش الله مكان. جلس عمر بن الخطاب يومًا على كومة من الرمل ، بعد أن أجهده السعي والطواف على الرعية ، والنظر في مصالح المسلمين ، ثم اتجه إلى الله وقال: "اللهم قد كبرت سني ، ووهنت قوتي ، وفشت رعيتي ، فاقبضني إليك غير مضيع ولا مفتون ، واكتب لي الشهادة في سبيلك ، والموت في بلد رسولك". انظر إلى هذا الدعاء ، أي طلب من الدنيا طلبه عمر، وأي شهوة من شهوات الدنيا في هذا الدعاء ، إنها الهمم العالية ، والنفوس الكبيرة ، لا تتعلق أبدًا بشيء من عرض هذه الحياة ، وصعد هذا الدعاء من قلب رجل يسوس الشرق والغرب ، ويخطب وده الجميع ، حتى قال فيه القائل: يا من رأى عمرًا تكسوه بردته ** والزيت أدم له والكوخ مأواه يهتز كسرى على كرسيه فرقًا ** من بأسه وملوك الروم تخشاه ماذا يرجو عمر من الله في دعائه ؟ إنه يشكو إليه ضعف قوته ، وثقل الواجبات والأعباء ، ويدعو ربه أن يحفظه من الفتن ، والتقصير في حق الأمة ، ثم يتطلع إلى منزلة الشهادة في سبيله ، والموت في بلد رسوله ، فما أجمل هذه الغاية ، وما أعظم هذه العاطفة التي تمتلئ حبًا وحنينًا إلى رسول الله - صل الله عليهلم -: (أن يكون مثواه بجواره). يقول معاذ بن جبل - رضي الله عنه -: "يا بن آدم أنت محتاج إلى نصيبك من الدنيا ، وأنت إلى نصيبك من الآخرة أحوج ، فإن بدأت بنصيبك من الآخرة ، مرّ بنصيبك من الدنيا فانتظمها انتظامًا ، وإن بدأت بنصيبك من الدنيا ، فائت نصيبك من الآخرة ، وأنت من الدنيا على خطر). وروى الترمذي بسنده عن النبي - صل الله عليهلم -: أنه قال: ((من أصبح والآخرة أكبر همه جمع الله له شمله ، وجعل غناه في قلبه ، وأتته الدنيا وهي راغمة ، ومن أصبح والدنيا أكبر همه فرَّق الله عليه ضيعته ، وجعل فقره بين عينيه ولم يأته من الدنيا إلا ما كُتب له)). وأخيرًا .. أرأيت كيف أُلهم عمر الدعاء وكانت الإجابة معه ، وصدق الله العظيم إذ يقول: (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ) (186)" (البقرة:186).


 

 شبهة حول : ضياع السنة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة


avatar


نقــاط : 100205
شبهة حول : ضياع السنة Oooo14
شبهة حول : ضياع السنة User_o10

شبهة حول : ضياع السنة Empty
مُساهمةموضوع: شبهة حول : ضياع السنة   شبهة حول : ضياع السنة Emptyالسبت 10 نوفمبر 2012 - 8:09

شبهة حول : ضياع السنة
الشبهة


يختار مروان خليفات أحد دعاة الشيعة في الفصل الثاني من كتابه "وركبت السفينة"، عنوانا سماه: ضياع السنة، ويفتتح هذا الفصل بقوله: عنوان غريب، قد يقول عنه قائل: وماذا تعني بهذا، فالسنة موجودة في الصحاح الستة، وكتب السنن؟ صحيح هذا، ولكن الصفحات القادمة كفيلة بإثبات هذا العنوان.

ثم يبدأ بتوجيه سؤال: هل يستطيع أحد أن يجزم بأن سنة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وصلت إلينا كاملة؟ ثم يستعرض عدد الأحاديث المروية عن الصحابة والبداية لعلي بن أبي طالب، فيقول: هذا الصحابي العظيم عاش مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم أكثر من 23 سنة، وصلنا عنه 536 حديثا، صح منها خمسون حديثا، روى البخاري منها عشرين حديثا، فهل يتناسب هذا الرقم مع علم علي عليه السلام، بينما أبو هريرة لم ير النبي صلى الله عليه وآله وسلم سوى أربع سنوات، وروى عنه 5374 حديثا.

ثم يقول إن فاطمة الزهراء عليها السلام عاشت مع أبيها ثمانية عشر عاما، وبفرض أنها عاشت راشدة مع أبيها عشر سنوات وروت عن أبيها في كل يوم حديثا، لبلغت مروياتها حوالي ثلاثة آلاف حديث، بينما عائشة التي عاشت راشدة حوالي خمس سنين وروي عنها 2210 حديثا، فما بال فاطمة لم يرو عنها إلا حديثان، وقد يقال: إن فاطمة عليها السلام عاشت بعد النبي ستة أشهر لهذا لم يرو عنها إلا القليل، ولو افترضنا أنها عاشت بعد النبي لفترة طويلة فهل سيروي عنها كما روي عن عائشة وأبي هريرة؟ .

ثم يجيب على افتراضه هذا قائلا: لا أعتقد ذلك فهذا علي عليه السلام عاش بعد النبي صلى الله عليه وآله وسلم ثلاثين عاما فلم يرو عنه سوى خمسين حديثا، رغم أنه كان خليفة للمسلمين وأكثر احتكاكا بالناس من فاطمة.

ثم يذكر أن جملة أحاديث أهل البيت: علي وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام لا تتجاوز المائة، مع أن علماء الشيعة يحفظون لهم ثلاثمائة ألف حديث، فأين ضاعت أكثر من ربع مليون حديث لآل البيت؟

ثم يذكر ما ضاع من علم أبي بكر حيث روي عنه 142 حديثا فقط، وعمر روي عنه 537 حديثا صح منها خمسون حديثا، ووصلنا عن عثمان 146 حديث، ووصلنا عن أبي بن كعب والذي قال فيه النبي صلى الله عليه وآله وسلم " أقرأ أمتي أبي"، وقال له أيضا: "ليهنك العلم أبا المنذر" وكل ما وصلنا عنه 164 حديثا.

ثم يستمر في بيان ما روي عن سلمان الفارسي، وأبي ذر الغفاري، وطلحة والزبير وعبد الرحمن بن عوف، وزيد بن ثابت الأنصاري، وعبد الله بن عمر، وعبد الله بن عمرو بن العاص، وعبد الله بن مسعود، وعمران بن حصين، وعبد الله بن عباس،،،، ويختم بعد كل صحابي بالحسرة والأسف على ما ضاع من سنة النبي صلى الله عليه وآله وسلم، ويختم هذا الفصل بقوله: لقد أثبتنا بالأرقام والحروف، بما لايدع مجالا للشك، أن كل صحابي يحفظ الآلاف من الأحاديث، لكننا فقدنا الكثير منها.

ويشير مروان خليفات إلى أن عدد الصحابة مائة وأربعة عشر ألف صحابي، لم يرو منهم سوى 1565 صحابيا، فالنتيجة النهائية تدلنا على أن هناك أكثر من مائة واثني عشر ألف صحابي لم يرو عنهم شيء، إن الأحاديث الصحيحة التي في كتب السنن قد تبلغ أربعين ألف حديث – دون تكرار – وهذا يعني أن 1565 صحابيا رووا أربعين ألف حديثا، فلو وصلت إلينا روايات هؤلاء المائة والإثنى عشر ألف صحابي، فكم سيصبح عندنا من الحديث، ألا يحق للمسلم أن يقوم ويقعد لهذه الطامة؟ ومهما عاند المعاندون فالحقيقة ستبقى قائمة على أن أكثر السنن ضائعة.

ثم ينتقل الرجل إلى عصر التابعين، وتحت عنوان ضياع السنة في عهد التابعين، وسنضرب أمثلة لبيان فكر الرجل وما يرمي إليه، ينقل وصية لأبي قلابة عبد الله بن زيد البصري يقول فيها: "ادفعوا كتبي إلى أبي أيوب إن كان حيا، وإلا فاحرقوها، فجيء بها عدل راحلة من الشام"، ثم يعلق قائلا: فهل وصلت إلينا مضامين كتبه؟ أعتقد أنه لم يصل إلينا منها إلا القليل، وفقدها خير دليل على ذلك.

ثم ينقل عن الشعبي قوله: "لقد نسيت من العلم ما لو حفظه أحد لكان عالما"، وينقل عن عبيدة بن عمرو السلماني المرادي وكان من فقهاء الكوفة وكانت له كتب مثيرة، فدعا بها عند موته فمحاها، وقال: أخشى أن يليها أحد بعدي فيضعوها في غير موضعها، ويحكي أن عروة بن الزبير بن العوام أحرق إما بعض كتبه أو كلها، تحت مؤثرات شتى، يروي عنه ولده هشام أنه حرق يوم الحرة كتب فقه كانت له، وكان يندم على فعلته بعد ذلك.

ثم يختم هذا الفصل بقوله: خاتمة المطاف في أحاديث التابعين، ولكن السؤال هنا: من هو المسئول عن ضياع هذه الكتب والسنن؟ ثم يجيب قائلا: أعتقد أن الجواب يكون في أحد أمرين:

- إما أن الله هو المسئول إذ جعل سنته عند هؤلاء بين الحرق والمحو والضياع، وحاشا لله من هذا القول الباطل.

- وإما أن نقول أن الله لم يخترهم - وهو الصحيح – وإلا لاتهمنا الله بالظلم والتفريط في سنة نبيه صلى الله عليه وآله وسلم.

إن فعل التابعين من حرق السنن ومحوها هو دليل على أنهم لم يكونوا يرون أنفسهم أوصياء على الدين، ثم راح مروان خليفات يروج لعقيدته الإمامية قائلا: إن الله جعل السنة بعد النبي صلى الله عليه وآله وسلم عند شخص يخلفه، وهو يقوم ببيان الدين، وإذا مات أعطى السنة المدونة لمن بعده، وهكذا حتى قيام الساعة، وهي أفضل طريقة لحفظ السنة بدلا من أن تترك بين الحرق والمحو.

ثم يستعرض الضياع الأكبر للسنة في عهد المحدثين بعد التابعين، فينقل الآثار التالية:-

1. ورد عن البخاري أنه كان يحفظ مائة ألف حديث صحيح، خرج منها 8000 حديث بالمكرر، وهذا يعني أننا خسرنا 92 ألف حديث صحيح، وهو رقم أكثر من ضعف عدد الأحاديث الصحيحة الكلية والبالغ عددها أربعين ألف حديث تقريبا.

2. ورد عن أبي زرعة أنه كان يحفظ ستمائة ألف حديث صحيح، وكان يحفظ مائة واربعين ألفا في التفسير والقراءات.

3. ورد عن أحمد بن حنبل أنه قال: صح من الحديث سبعمائة ألف وكسر".

4. تسعة وثلاثين موطأ مفقود.

5. عشرات المسانيد مفقودة

يقول مروان خليفات في كتابه وركبت السفينة: قد يقول البعض إن لفظ الحديث يطلق على السند كما يطلق على المتن، وعلى هذا تكون آلاف الأحاديث التي يحفظها المحدثون أسانيد، فإن للمتن طرقا كثيرة عندهم، لهذا نتج هذا الرقم الهائل، ونحن لا نسلم بهذا، ثم ينقل مجموعة من الأقوال يستدل بها أن عدد الأحاديث الواردة في مجادلاته إنما هي متون وليست طرق رواية.

ثم ينتهي إلى نتيجة يختم بها الباب قائلا: فكل الطرق مغلقة والأبواب موصدة، فالاعتراف بضياع القسم الأكبر من السنة لا مفر منه.

الرد على الشبهة


مناقشة النقاط التالية :

1- عدد آيات القرآن الكريم 6236 آية، فكم تتصور الشيعة عدد الأحاديث في المتوسط التي تفسر آية واحدة أو تورد سبب نزولها، والجواب أنهم يزعمون ضياع مليون حديث بدون مكررات، أي مليون متن مستقل، فمعنى ذلك أن لكل آية 160 حديث ، ألا يلاحظ القارئ ضخامة هذا المتوسط.

2. إذا كان أهل السنة قد ضيعوها، والشيعة تحفظها، فلابد أن عند الشيعة مليون مسألة في الدين لا يوجد ما يماثلها عند أهل السنة، فأين هي هذه التشريعات؟

3. إن دينا يضيع منه مليون نص تشريعي على لسان نبيه ويتمكن رغم هذا الضياع من غزو العالم، وفتح الدنيا، ويدخل الناس فيه أفواجا، وكأننا سلمنا بأن هناك مليون حديث ضائع لكننا لا نحتاجها.

4. والمخرج الوحيد أمام الشيعة هو الإقرار أنه لا توجد عندهم مليون تعليم نبوي زيادة عن ما ورد عند السنة، وإنما عندهم مئات الألوف من الأحاديث عن مناقب الأئمة وفضائل آل البيت.

5. أمن المعقول أن تضيع السنة وهناك آلاف الصحابة يسعون على تدوينها وحفظها، والحل عند الشيعة أن يحفظها رجل واحد، يدونها ويتركها لرجل واحد بعده، أينجح الفرد فيما تفشل فيه الأمة، ثم هل حضر علي بن أبي طالب جميع لحظات حياة النبي صلى الله عليه وسلم، حتى يستقصي جمع السنة، أم تراه سيرجع إلى الصحابة ويدون عنهم ما فاته من مواقف: ألم يفت علي بن أبي طالب مواقف هامة لم يحضرها، خاصة في بداية الدعوة الإسلامية، وقت أن كان عمره 7 سنوات، أم تراه كان ملازما له كظله، ومن أهم المواقف التي لم يحضرها علي بن أبي طالب: أحداث الهجرة، فقد ظل في فراش النبي في مكة، إلى أن هاجر بعده ليقابله في المدينة، ومنها خروج النبي صلى الله عليه وسلم من المدينة المنورة للحج، ألم يستخلفه على المدينة في غزوة تبوك، ألم يبعثه إلى اليمن.

6. ويشير مروان خليفات إلى أن عدد الصحابة مائة وأربعة عشر ألف صحابي، لم يرو منهم سوى 1565 صحابيا، فالنتيجة النهائية تدلنا على أن هناك أكثر من مائة واثني عشر ألف صحابي لم يرو عنهم شيء، إن الأحاديث الصحيحة التي في كتب السنن قد تبلغ أربعين ألف، فلو وردت إلينا روايات هؤلاء المائة والإثنى عشر ألف صحابي، فكم سيصبح عندنا من الحديث، ألا يحق للمسلم أن يقوم ويقعد لهذه الطامة؟ ومهما عاند المعاندون فالحقيقة ستبقى قائمة على أن أكثر السنن ضائعة.

والتعقيب على قول مروان خليفات أن الرجل يلقي بالتهم دون أن يعقلها، وكأنه مغيب لا يدري ما يصنع، وهذا احتمال ننفيه عنه لسبب واضح أنه يتعمد إلقاء الشكوك، ودليلنا على هذا أن لم يكتب لنا عدد الأحاديث التي ستبلغها السنة لو رواها لنا مائة وأربعة عشر ألف صحابي، لذلك سنحسبها له لمواجهته بما يلقيه على أهل السنة جزافا، إن عدد الصحابة الرواة سيتضاعف 72.9 ضعفا، ولو ضربنا هذا الرقم في 40 ألف حديث هي تقديره لمرويات 1565 صحابي، فإن السنة تصل إلى 2.913.738 حديث، أي ثلاثة مليون حديث بدون مكررات. وهذا شيء غير معقول.

7. قد جعل الله تبارك وتعالى لعيسى عليه السلام اثني عشر رجلا يبلغون رسالته إلى بني إسرائيل، والشيعة تقول بأن الله اختار عليا وحده للقيام بالوصية والإمامة في الدين والحكم في الدولة الإسلامية، وإذا قلنا لهم إن الصحابة جمع غفير، انتشروا في البلدان، وفتحوا الآفاق، ثم قاموا بإبلاغ الدين لمن بعده من التابعين، فيكون جوابهم أين مرويات مائة وعشر ألف صحابي، من مرويات 1565 صحابي قاموا بالرواية فقط، إن سنتكم قد ضاعت، بينما السنة عندنا معشر الشيعة، حفظها لنا علي بن أبي طالب وحده!!

8. والجواب أن نردهم إلى العقل لنخرجهم من ظلمات الباطل فنقول لهم: 1565 صحابيا ضيعوا السنة، أما إمامكم وحده هو الذي حفظها! هل يستقيم هذا المنطق مع أي عقل سوي.


وقد فاتتهم النقاط التالية:

1. هل تتوقعون أن يصبح كل من رأى النبي صلى الله عليه وسلم، راويا عنه وناقلا لسنته، إذا قلتم نعم، نقول لهم: هل تتصورون النبي صلى الله عليه وسلم يتحدث ليل نهار؟ كيف ذا والثابت عندنا أنه كان يتخول أصحابه بالموعظة خشية السآمة عليهم، وبهذا تأسى أصحابه رضوان الله عليهم، فهذا عبد الله بن مسعود كان يذكر الناس في كل خميس، فقال له رجل: يا أبا عبد الرحمن! لوددت أنك ذكرتنا كل يوم، قال: أما إنه يمنعني من ذلك أني أكره أن أملكم، وإني أتخولكم بالموعظة كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يتخولنا بها مخافة السآمة علينا ". أليس ابن أم عبد من أوائل السابقين إلى الإسلام؟

2. تزعمون ضياع السنة، وأن مليون حديث ضاعوا على الأمة، فإذا حسبنا متوسط عدد الأحاديث التي تعتقدون أن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر بها في اليوم الواحد، فتكون النتيجة قسمة مليون على 3650 يوم تقريبا هي مدة التي عاشها النبي صلى الله عليه وسلم بعد الهجرة، وهذا يعطينا حوالي 270 حديث يوميا، وبفرض بقاء النبي صلى الله عليه وسلم بين الصحابة 10 ساعات يوميا، فيكون معنى هذا أنه كان يحدثهم سبعة وعشرين حديثا في الساعة الواحدة، ولا يعود لنفس الحديث مرة ثانية، ألا يحتاج الحديث الواحد إلى أن يكرره الرسول صلى الله عليه وسلم عشر مرات على الأقل حتى يترسخ بين الناس، وحتى يسمعه منه عدد أكبر، وحتى يبلغوه لأقوامهم ووفودهم.

3. بفرض تكرار الحديث الواحد ثلاث مرات فقط، فتكون الحصيلة أن النبي صلى الله عليه وسلم يقول 81 حديث في الساعة، إن مزاعم الشيعة عن ضياع السنة، تدل أول ما تدل على ضياع عقولهم، وأن حقدهم على أهل السنة قد أعماهم عن رؤية الحقيقة، أي أمة تلك التي تحفظ عن نبيها 81 حديثا كل ساعة، منها 27 حديثا جديدا، وفي الساعة الثانية 27 حديثا أخرى، وهكذا طوال عشر سنوات متصلة، وأي دين هذا الذي يستمع فيه أتباعة إلى مليون أمر أو نهي؟ هل تتخيلون أن كل من غاب عن النبي صلى الله عليه وسلم ساعة ضاع منه 27 حديثا؟ فما بالكم بمن غاب عنه أسبوعا أو شهرا أو أكثر.

4. هل فكر أحد من الشيعة في حساب ما فات عليا بن أبي طالب من أحاديث نتيجة سفره إلى اليمن، واستخلافه على المدينة في غزوة تبوك،،،، والمعدل 270 حديثا يوميا.

5. ثم ألا يحتاج هذا العدد الهائل من الأحاديث إلى عدد هائل من الرجال لينقلوه إلى الأمصار، والغريب المخالف للمنطق والعقل أن توكل هذه المهمة إلى رجل واحد.

6. كم احتاج علي بن أبي طالب من وقت لتدوين ثلاثة ملايين حديث: أما شغل أحد الشيعة نفسه بقضية كم من الوقت يحتاج علي إلى تدوين ثلاثة ملايين حديث، وإذا كانت عقيدتهم تقوم على أساس أنه تفرغ تفرغا كاملا لمدة ستة أشهر لكتابة مصحف فاطمة، أو مصحف علي كما يسميه بعض الشيعة، وعدد آياته 17 ألف آية، فكم من الوقت يحتاج لتدوين ثلاثة ملايين حديث، إن حسبة بسيطة توصلنا إلى أنه كان يحتاج إلى 88 سنة تفرغ كامل.

7. إن المتتبع لحياة علي بن أبي طالب بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، ويقيس منطق علماء الشيعة على الفكر الشيعي، يصل إلى أن السنة ضاعت عند الشيعة وليست عند السنة كما يزعمون، فأين ومتى وجدتم عليا متفرغا لتدوين السنة؟ أبعد أن فرغ من جمع المصحف؟ أم بعد بيعته لأبي بكر؟ أم تراه تفرغ لهذه المهمة الأساسية كوصي على الدين حين تولى الخلافة، وخرج من المدينة في إتجاه العراق، مشغولا بما سببته له شيعته من خلافات وإحباطات وخروج عليه واعتراض على قراراته وتصرفاته، ولم يتركوه حتى استشهد رضي الله عنه، ترى من تولى إبلاغ الدين لباقي الأمصار، اليمن، وعمان وحضرموت، ومصر وإفريقية، والشام والعراق وفارس، وغيرها من البلدان التي فتحها المسلمون، أليس في انشغال علي بن أبي طالب بقتال معاوية تضييع للسنة وحجبها عن المسلمين، كيف يُعَيِّن علي وصيا على الأمة، ونائبا عن النبي صلى الله عليه وسلم في البلاغ، ثم لا يسعفه الوقت لأداء أي نسبة من هذا التكليف؟

8. ليس أمام الشيعة من رد إلا أن يقولوا: إن الله تعالى قد كلف جبريل عليه السلام أن يقوم بهذه المهمة بدلا من علي لانشغاله بأمور أخرى، ولن يكلفهم الأمر أكثر من عشرين إلى ثلاثين رواية مما تطفح بها كتبهم المنحولة.

إن السنة كلها قد جمعت في دواوينها المتعددة التي يكمل بعضها بعضا ، وبفضل من الله تعالى لا تجد أمرا من أمور الإسلام في العقيدة والشريعة والعبادات والأخلاق والمعاملات ، وسائر نواحي الحياة إلا وفيه جملة من الأحاديث الواردة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فهل احتجنا في أمر من امور الدين والدنيا إلى حديث فلم نجده ؟

إن هذا يؤكد - في جلاء ووضوح – على جمع السنة وحفظها وصيانتها على الوجه الذي بين أيدينا الآن ، فجزى الله علماء الأمة الأماثل الأماجد الكرام خيرا ، بدءا من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وعلى رأسهم السبعة المكثرون ، ومرورا بالتابعين وأتباعهم إلى كل أجيال الأمة المتعاقبة على ذلك الجهد الفائق في حفظ حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم .
=========
المصدر :
موقع أفق الإسلام
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
شبهة حول : ضياع السنة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» شبهة سقطت بعض آيات القرآن بسبب ضياع الرقاع والعظام التي كان يكتب عليها
» شبهة استشهاد كثير من الصحابة حفاظ القرآن قبل جمع القرآن أدى إلى ضياع بعضه
» شبهة (الاستغناء بالقرآن عن السنة)
» الرد على شبهة: السنة تخالف العقل
» شبهة حول : لماذا لم تدون السنة كما دون القرآن ؟!

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
اسلام ويب :: ۩✖ Known to the islam ۩✖ :: شبهـات حــول الاسـلام-
انتقل الى: