شبهة حول نسى آدم فنسيت أمته
الشبهة
قال الرسول نسى آدم فنسيت أمته وجحد آدم فجحدت أمته وخطئ آدم فخطئت أمته
السؤال:- ما ذنبنا أن نرث طبع الخطأ والنسيان والجحود لأن آدم فعل ذلك؟؟؟
ألا يطابق ذلك قول النصارى الذين يقولون أن آدم عندما أخطأ ورثت ذريته الخطيئة من بعده حتى جاء المسيح وفداهم.
الرد على الشبهة
1- هذا الحديث فى سنده رجل ضعيف,وبالتالى فالحكم على الحديث أنه حديث ضعيف,,ومثل هذه الأحاديث لا ينظر لها فى باب الأحكام عموماً,فكيف إذا كانت فى باب الغيبيات والعقائد والتى يجب أن ناخذها من القرآن نصاً أو من الأحاديث الصحيحة.
2- الثابت من القرآن أن آدم عليه السلام نسى[ وعهدنا إلى آدم من قبل فنسى ولم نجد له عزما]
3- إنك نسيت أن آدم مخلوق أساساً ليعيش على الأرض [وإذ قال ربك للملائكة إنى جاعل فى الأرض خليفة] وأن الله قال [ ونفس وما سواها فألهمها فجورها وتقواها] فكل نفس بشرية أودع الله فيها الفجور والتقوى وقال[ قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها]...وقال الله واصفاً الإنسان [ وهديناه النجدين] أى السبيلين سبيل الخير,وسبيل الشر
قال تعالى[ الذى خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا]فالإنسان مخلوق لا ليكون ملكاً فلا يخطئ كالملائكة التى لا تقدر ولا تعرف طريق المعصية,ولكن هو مخلوق به جانبا الخير والشر ,حتى يميز الخبيث من الطيب, وحتى يؤجر الطائع ويعاقب العاصى
فإذا كنت أيها الإنسان لا تعصى أبداً,لأن الله لم يخلق فيك طاقة المعصية فلماذا تدخل الجنة إذن؟؟هل حاربت نفسك ؟؟هل وقفت أمام شهواتك؟؟هل حرمت نفسك من متعة محرمة حتى تؤجر بسببها وتدخل الجنة؟؟
4- أما فعل آدم فقد أراد الله به أن يتعرف على نفسه حتى لا يظن أن هيئته كهيئة الملائكة الموجودة فى الملأ الأعلى والذين سجدوا فور سماع الأمر حتى إذا ما نزل إلى الأرض نزل ومعه قوله تعالى[فإما يأتينكم منى هدى فمن تبع هداى فلا يضل ولا يشقى ومن أعرض عن ذكرى فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى قال رب لم حشرتنى أعمىو قد كنت بصيرا قال كذلك أتتك أياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى]
5- وعلى فرض صحة الحديث فقول نسى آدم فنسيت أمته ليس معناه أن نسيان آدم كان سبباً فى حدوث النسيان لأمته ولكن معناه أنه كما خلق آدم وفيه طبع النسيان,,كذلك نسله كان على هيئته
6- أما كلام النصارى أن الخطيئة تورث فهذا كلام غير صحيح [ ولا تزر وازرة وزر أخرى],,[ وكل إنسان ألزمناه طائره فى عنقه]
7- وإذا كان المسيح نزل لكى يخلص ذرية آدم من الخطايا التى أرتكبت قبله فما بال الخطايا التى أرتكبت بعده؟؟
لعلك علمت ضعف هذا الحديث وأنه لا يستدل به,,وأن الإنسان يحمل جانب الخير وجانب الشر ,,وقد دله على الخير ببعثة الأنبياء وبالكتب السماوية,,وحذره من الشر وفتح له باب الإستغفار والتوبةو,وضاعف له الأجر على العمل الصالح ولم يجازه بالسيئة إلا مثلها فليس هذا من أقوال النصارى فى شئ ولا شبيهاً به
والله اعلم
فضيلة الشيخ عبد الخالق الشريف [ أحد الدعاة فى مصر]
=============