شبهه حول الوحي ... والجرس
الشبهة
سؤال : وجدت شبهة ارجوكم ردوا عليها بارك الله فيكم ::يقول المعترض::عن عائشة ::أن الحارث بن هشام سأل النبي صلى الله عليه وسلم كيف يأتيك الوحي فقال أحيانا يأتيني في مثل صلصلة الجرس وهو أشده علي ثم يفصم عني وقد وعيته وأحيانا ملك في مثل صورة الرجل فأعي ما يقول
::والحديث:: عن أبي هريرة ::أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا تصحب الملائكة رفقة فيها كلب ولا جرس::في صحيح مسلم
الرد على الشبهة
شرح سنن النسائي للسيوطي
(كيف يأتيك الوحي) يحتمل أن يكون المسئول عنه صفة للوحي نفسه , ويحتمل أن يكون صفة حامله أو ما هو أعم من ذلك
(قال أحيانا) نصب على الظرف وعامله
(يأتيني) مؤخر عنه
(في مثل صلصلة الجرس) صادين مهملتين مفتوحتين بينهما لام ساكنة , وهي في الأصل صوت وقوع الحديد بعضه على بعض ثم أطلق على كل صوت له طنين, وقيل : هو صوت متدارك لا يدرك في أول وهلة والجرس الجلجل الذي يعلق في رءوس الدواب.
فإن قيل : كيف شبه المحمود بالمذموم فإن صوت الجرس مذموم لصحة النهي عنه والإعلام بأن الملائكة لا تصحب رفقة فيها جرس فالجواب أنه لا يلزم في التشبيه تساوي المشبه بالمشبه به في كل صفاته بل يكفي اشتراكهما في صفة ما , والمقصود هنا بيان الحس فذكر ما ألف السامعون سماعه تقريبا لأفهامهم ,
وأخذ من هذا جواز تشبيه الشعراء ريق المحبوبة ونحوه بالخمر , واستدل عليه بقول كعب كأنه منهل بالراح معلول وقد أنشده في حضرة النبي - صلى الله عليه وسلم - وأقره والصلصلة المذكورة صوت الملك بالوحي قال الخطابي : يريد أنه صوت متدارك يسمعه ولا يثبته أول ما يسمعه حتى يفهمه بعد , وقيل : بل هو صوت خفيف أجنحة الملك , والحكمة في تقدمه أن يفرغ سمعه للوحي فلا يبقى فيه مكان لغيره
(وهو أشده علي) قال البلقيني : سبب ذلك أن الكلام العظيم له مقدمات تؤذن بتعظيمه للاهتمام به , وقال بعضهم : إنما كان شديدا عليه ليستجمع قلبه فيكون أوعى لما سمع , وقيل : إنما كان ينزل هكذا إذا نزلت آية وعيد أو تهديد , وفائدة هذه الشدة ما يترتب على المشقة من زيادة الزلفى والدرجات
اذا الموضوع لا شبهه فيه بعون الله