شبهه حول قوله وإن زنى وإن سرق
الشبهة
تقول الفرية : طريق الجنة هو السرقة و الزنى
حدثنا محمد بن بشار حدثنا ابن أبي عدي عن شعبة عن حبيب بن أبي ثابت عن زيد بن وهب عن أبي ذر رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم قال لي جبريل من مات من أمتك لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة أو لم يدخل النار قال وإن زنى وإن سرق قال وإن زنى وإن سرق.
صحيح البخاري .. كتاب بدء الخلق .. باب ذكر الملائكة
الرد على الشبهة
قال الامام النووي قوله صلى الله عليه وسلم : (قلت : وإن سرق وإن زنا ؟ قال : نعم , وإن شرب الخمر)
فيه تغليظ تحريم الخمر
والقول واضح للغاية لولا ان الامر عظيم لما اتي بهم صلي الله علية وسلم كمثال للامور العظيمة
ويقول النووي : قوله صلى الله عليه وسلم : (وإن زنى وإن سرق)، فهو حجة لمذهب أهل السنة أن أصحاب الكبائر لا يقطع لهم بالنار , وأنهم إن دخلوها أخرجوا منها وختم لهم بالخلود في الجنة . وقد تقدم هذا كله مبسوطا
ولكننا نساءل ما حجة صاحب الفرية من الحديث بان هناك ما يحلل الزنا والسرقة في الحديث .
فتحريم السرقة مقطوع به لقولة تعالي : (وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا جَزَاءً بِمَا كَسَبَا نَكَالًا مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ)
والزنا مقطوع بتحريمة لقولة تعالي : (وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا)
وقولة تعالي في الفرقان ( وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا . يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا . إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا )
فالمعني هو عدم اخراج مرتكب تلك الكبائر من الملة بالكلية فهو مسلم عاصي سيلقي جزاء هذا العصيان
وغاية الامر ان كل مسلم يؤمن بالله وبالسرولة صلي الله علية وسلم يحاسب يوم القيامة وتقابل حسناته بسيئته فان رجحت الاول دخل الجنه وان رجحت الثانية دخل النار بمقدار تلك السئيات
فغاية الامر لا يخلد في النار لانه يؤمن بالله
والحديث في البخاري : حدثنا يحيى بن بكير حدثنا الليث عن عقيل عن ابن شهاب عن أبي بكر بن عبد الرحمن عن أبي هريرة : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ولا يشرب الخمر حين يشرب وهو مؤمن ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن ولا ينتهب نهبة يرفع الناس إليه فيها أبصارهم وهو مؤمن
وعن ابن شهاب عن سعيد بن المسيب وأبي سلمة عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم بمثله إلا النهبة
وجاء في تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي : قوله : (لا يزني الزاني وهو مؤمن)
الواو للحال . قال النووي : هذا الحديث مما اختلف العلماء في معناه , فالقول الصحيح الذي قاله المحققون أن معناه لا يفعل هذه المعاصي وهو كامل الإيمان
ثم قال : مع إجماع أهل الحق على أن الزاني والسارق والقاتل وغيرهم من أصحاب الكبائر غير الشرك لا يكفرون بذلك بل هم المؤمنون ناقصو الإيمان إن تابوا سقطت عقوبتهم , وإن ماتوا مصرين على الكبائر كانوا في المشيئة , فإن شاء الله تعالى عفا عنهم وأدخلهم الجنة أولا , وإن شاء عذبهم ثم أدخلهم الجنة
ويعلق شيخ الاسلام ابن القيم : حديث " لا يزني الزاني " ثم قال : وفي لفظ في الصحيحين " ولا ينتهب نهبة ذات شرف يرفع إليه الناس فيها أبصارهم حين ينتهبها وهو مؤمن وزاد مسلم ولا يغل حين يغل وهو مؤمن , فإياكم إياكم !!!