اسلام ويب
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

من فقه الدعاء يقول سيدنا عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -: "أنا لا أحمل همَّ الإجابة، وإنما أحمل همَّّ الدعاء، فإذا أُلهمت الدعاء كانت الإجابة معه". وهذا فهم عميق أصيل ، فليس كل دعاء مجابًا، فمن الناس من يدعو على الآخرين طالبًا إنزال الأذى بهم ؛ لأنهم ينافسونه في تجارة ، أو لأن رزقهم أوسع منه ، وكل دعاء من هذا القبيل ، مردود على صاحبه لأنه باطل وعدوان على الآخرين. والدعاء مخ العبادة ، وقمة الإيمان ، وسرّ المناجاة بين العبد وربه ، والدعاء سهم من سهام الله ، ودعاء السحر سهام القدر، فإذا انطلق من قلوب ناظرة إلى ربها ، راغبة فيما عنده ، لم يكن لها دون عرش الله مكان. جلس عمر بن الخطاب يومًا على كومة من الرمل ، بعد أن أجهده السعي والطواف على الرعية ، والنظر في مصالح المسلمين ، ثم اتجه إلى الله وقال: "اللهم قد كبرت سني ، ووهنت قوتي ، وفشت رعيتي ، فاقبضني إليك غير مضيع ولا مفتون ، واكتب لي الشهادة في سبيلك ، والموت في بلد رسولك". انظر إلى هذا الدعاء ، أي طلب من الدنيا طلبه عمر، وأي شهوة من شهوات الدنيا في هذا الدعاء ، إنها الهمم العالية ، والنفوس الكبيرة ، لا تتعلق أبدًا بشيء من عرض هذه الحياة ، وصعد هذا الدعاء من قلب رجل يسوس الشرق والغرب ، ويخطب وده الجميع ، حتى قال فيه القائل: يا من رأى عمرًا تكسوه بردته ** والزيت أدم له والكوخ مأواه يهتز كسرى على كرسيه فرقًا ** من بأسه وملوك الروم تخشاه ماذا يرجو عمر من الله في دعائه ؟ إنه يشكو إليه ضعف قوته ، وثقل الواجبات والأعباء ، ويدعو ربه أن يحفظه من الفتن ، والتقصير في حق الأمة ، ثم يتطلع إلى منزلة الشهادة في سبيله ، والموت في بلد رسوله ، فما أجمل هذه الغاية ، وما أعظم هذه العاطفة التي تمتلئ حبًا وحنينًا إلى رسول الله - صل الله عليهلم -: (أن يكون مثواه بجواره). يقول معاذ بن جبل - رضي الله عنه -: "يا بن آدم أنت محتاج إلى نصيبك من الدنيا ، وأنت إلى نصيبك من الآخرة أحوج ، فإن بدأت بنصيبك من الآخرة ، مرّ بنصيبك من الدنيا فانتظمها انتظامًا ، وإن بدأت بنصيبك من الدنيا ، فائت نصيبك من الآخرة ، وأنت من الدنيا على خطر). وروى الترمذي بسنده عن النبي - صل الله عليهلم -: أنه قال: ((من أصبح والآخرة أكبر همه جمع الله له شمله ، وجعل غناه في قلبه ، وأتته الدنيا وهي راغمة ، ومن أصبح والدنيا أكبر همه فرَّق الله عليه ضيعته ، وجعل فقره بين عينيه ولم يأته من الدنيا إلا ما كُتب له)). وأخيرًا .. أرأيت كيف أُلهم عمر الدعاء وكانت الإجابة معه ، وصدق الله العظيم إذ يقول: (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ) (186)" (البقرة:186).


 

 التشيع و الشيعة للإمام الشيعي "الكسروي"

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة


avatar


نقــاط : 99285
التشيع و الشيعة للإمام الشيعي "الكسروي" Oooo14
التشيع و الشيعة للإمام الشيعي "الكسروي" User_o10

التشيع و الشيعة للإمام الشيعي "الكسروي" Empty
مُساهمةموضوع: التشيع و الشيعة للإمام الشيعي "الكسروي"   التشيع و الشيعة للإمام الشيعي "الكسروي" Emptyالجمعة 20 ديسمبر 2013 - 11:28

التشيع و الشيعة للإمام الشيعي "الكسروي"

بسم الله الرحمن الرحيم و الصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد و على آله و أصحابه الطيبين الطاهرين ، أما بعد :

فقد وقفت على كتاب بعنوان ( التشيع و الشيعة ) لمؤلف يدعى أحمد الكسروي ، و هو عالم إيراني من كبار شيوخ المذهب الرافضي ( سابقاً ) . و هذا الكتاب كتبه بناء على طلب من شيعة الكويت ، حيث بين فيه حقيقة المذهب و مصادره و أصوله و عقائده و آثاره . و قد قام بمراجعته و تصحيحه و تحقيق نصوصه و التعليق عليها ، كل من فضيلة الشيخ الدكتور : ناصر بن عبد الله القفاري حفظه الله ، و فضيلة العلامة الشيخ : سلمان بن فهد العودة حفظه الله . و للمؤلف كتب كثيرة جداً ، و مقالات منتشرة في الصحف الإيرانية . و قد استقطبت هذه الكتابات والأفكار عدداً كبيراً من الشباب الإيراني ، فأحاط به الآلاف منهم ، و قاموا بنصرته و بث آرائه و نشر كتبه . ولا يزال في المجتمع الإيراني كثير من الشباب المتأثرين بهذه الكتابات ، ولاسيما فيما يتصل بإعجابهم بدعوة الشيخ ( محمد بن عبد الوهاب ) . حتى إن الخميني في كتابه ( كشف الأسرار ص 58 ) قال : هل يحق لنا أن .. نتقبل أفكار ابن تيمية ، و محمد بن عبد الوهاب و من يتبعهما و يقلدهما من الإيرانيين ، الذين تجردوا من العقل و الحكمة ، و أخذوا يقلدونهما تقليداً أعمى ؟ . و مثله في ( ص 73) و قد دفع المؤلف حياته ثمناً لهذه الدعوة ، حيث ضرب بالرصاص من قبل مجموعة من الروافض ، فدخل المستشفى و أجريت له عملية جراحية ، و تم شفاؤه . ثم أخذ خصومه يتهمونه بمخالفة الإسلام ، و رفعوا ضده شكوى إلى وزارة العدل ، و دعي للتحقيق معه ، و في آخر جلسة من جلسات التحقيق في نهاية سنة 1324هـ ضرب بالرصاص مرة أخرى و طعن بخنجر ، فمات على إثر ذلك ، و كان في جسمه تسعة و عشرون جرحاً . و قد عاش المؤلف 57 سنة ، و ترك أفكاره و كتبه و مقالاته حية مع الأحياء.

و في ما يلي استعراض سريع لهذا الكتاب:

المقدمة و تشتمل على :-

- 1 ترجمة مختصرة للمؤلف .

- 2 عرض عام للكتاب و موضوعاته .

- 3 عملنا في إخراج الكتاب .

- 1 المؤلف : هو أحمد مير قاسم بن مير أحمد الكسروي ، ولد في تبريز عاصمة أذربيجان ، أحد أقاليم إيران ، وتلقى تعليمه في إيران ، و عمل أستاذاً في جامعة طهران ، و تلوى عدة مناصب قضائية ، و تولى مرات رئاسة بعض المحاكم في المدن الإيرانية ، حتى أصبح في طهران أحد كبار مفتشي وزارة العدل الأربعة ، ثم تولى منصب المدعي العام في طهران ، و كان يشتغل محرراً لجريدة ( برجم ) الإيرانية ، و كان يجيد اللغة العربية ، والتركية ، و الإنجليزية ، والأرمنية ، والفارسية ، والفارسية القديمة ( البهلوية ) .

و له كتب كثيرة جداً ، و مقالات منتشرة في الصحف الإيرانية .

و كانت مقالاته القوية التي يهاجم بها أصول المذهب الشيعي ، قد جذبت نظر بعض المثقفين ، والجمعيات العامة في البلاد إليه ، و أقبل عليه فئات من الناس من كل أمة و نحلة ، ولا سيما الشباب – من خريجي المدارس – فأحاط به آلاف منهم ، وقاموا بنصرته ، و بث آرائه ، و نشر كتبه .

و وصلت آراؤه بعض الأقطار العربية ، و هي الكويت ، و قد طلب بعض الكويتيين من الكسروي تأليف كتب بالعربية ليستفيدوا منها ، فكتب لهم هذا الكتاب ( التشيع والشيعة ) ، والذي أوضح فيه بطلان المذهب الشيعي ، و أن خلاف الشيعة مع السلمين إنما مستنده التعصب واللجاج ، و ما إن أتم كتابه هذا حتى ضرب بالرصاص من قبل مجموعة من الروافض ، فدخل المستشفى ، وأجريت له عملية جراحية ، و تم شفاؤه .

ثم أخذ خصومه من الروافض يتهمونه بمخالفة الإسلام ، و رفعوا ضده شكوى إلى وزارة العدل ، ودعي للتحقيق معه ، و في آخر جلسة من جلسات التحقيق ، في نهاية سنة 1324هـ ، ضرب بالرصاص مرة أخرى ، و طعن بخنجر ، فمات على إثر ذلك ، و كان في جسمه تسعة و عشرون جرحاً ، وقد عاش سبعاً و خمسين سنة ، و ترك أفكاره و كتبه و مقالاته الكثيرة حية مع الأحياء .

و قد نشر أفكاره الأساسية سنة 1311هـ ، في كتاب بالفارسية سماه ( آيين ) – أي : دستور ، أو دين - ، و نشر أفكاره عن المذهب في كتبه : ( صوفيكاري ) و ( بهائيكري ) و ( شيعيكري ) ، و غيرها (1) ، وكان لهذه الأفكار آثار بعيدة المدى في المجتمع الإيراني ، سنكتب عنها كتابه خاصة – في المستقبل بإذن الله – مع عرض لأعداد غفيرة من العلماء الذين خرجوا عن دين الشيعة و تبرؤوا منه .

- 2 عرض الكتاب ، و موضوعاته :

- أ عرض تفصيل للكتاب :

قام المؤلف بدراسة مذهب الشيعة ، في نشأته و أصوله و كتبه و أئمته و آثاره ، دراسة جمعت بين التحليل العقلي ، والبرهان التاريخي ، والعرض العلمي ، وانتهى – بعد عرض منظم واضح – إلى أن مذهب الروافض قد جاء بمجازفات و أمور منكرة كثيرة ، و أن الرافضة قد انفصلوا عن جماعة المسلمين بعقائدهم و أحكامهم .

و هذا عرض مختصر لمحتويات الكتاب ، نرجو ألا يكون حائلاً بين القارئ و بين قراءة الكتاب نفسه بأسلوب المؤلف الخاص القوي .

يرى الكسروي أن الرافضة قد انحرفوا إلى الغلو في حب علي ، و معاداة أبي بكر و عمر وعثمان بدعوى أن علياً كان أحق بالخلافة منهم ، و كان هذا الانحراف يشتد بمرور الزمن ، و كان التشيع يتطور من جهاد سياسي إلى عقائد مفرطة .

و يتحدث عن غلو الشيعة في أئمتها ، و آثار هذا الغلو في انفصال الشيعة عن المسلمين ، واستقلالهم بعقائدهم و أحكامهم الخاصة .

و يذكر أن شذوذهم هذا دفعهم إلى وضع أحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم ، و تأويل آيات من القرآن ، و حريف أخبار الوقائع .

ثم يتحدث عن دعوى الشيعة غيبة إمامهم الثاني عشر ، و بين بالأدلة القوية العقلية والتاريخية أن تلك خرافة ، و يقول إن التعصب كان قد أعمى قلوب الشيعة .

ثم يذكر كتبهم المعتمدة ، والموضوعات التي تهتم بها .

و بعد هذا يعقد باباً كاملاً يضمنه ثلاثة فصول :

الفصل الأول : بطلان مذهب التشيع من أساسه .

الفصل الثاني : فيما اشتمل عليه من الدعاوي الكاذبة .

الفصل الثالث : فيما نتج عنه من الأعمال القبيحة .

- يذكر في – الفصل الأول – أن من أسس مذهب التشيع ( الإمامة ) ، و يقول : إن الإمامة بالمعنى الذي ادعوه دعوى لا يصحبها دليل ، فلسائل أن يسأل : لِمَ لَمْ يُذكر أمر عظيم – كهذا – في القرآن و هو كتاب الإسلام ؟

ثم يذكر أهم ما يتعلقون به من أدلة حول النص على إمامة علي ، ويبطل هذه الأدلة المزعومة بحجج عقلية باهرة من أقواها ، اتفاق الصحابة على بيعة أبي بكر في السقيفة ، ولو كان النبي صلى الله عليه و سلم نص على علي لما خالفوه ، أما دعوى الرافضة ارتداد الصحابة ، فيقول الكسروي : إن هذا اجتراء منهم على الكذب والبهتان ، فلقائل أن يقول : كيف ارتدوا و هم كانوا أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم ، آمنوا به حين كذبه الآخرون ، ودافعوا عنه واحتملوا الأذى في سبيله ، ثم ناصروه في حروبه ، و لم يرغبوا عنه بأنفسهم .

ثم أي نفع لهم في خلافة أبي بكر ليرتدوا عن دينهم لأجله ؟ فأي الأمرين أسهل احتمالاً : أكذب رجل أو رجلين من ذوي الأغراض الفاسدة ؟ أو ارتداد بضع مآت من خلّص المسلمين ؟ فأجيبونا - أن كان لكم جواب ! .

وفي - الفصل الثاني – يتحدث عما اشتمل عليه التشيع من الدعاوى الكاذبة ، مثل : دعوى تفويض الأمور للأئمة ، وأنهم يعلمون الغيب ، وادعاء المعجزات لهم ، و دعوى أن الشيعة من طينة خاصة ، ويناقشها بمنطق قوي فيقول مثلاً : ومن الأحاديث المعروفة عند الشيعة ( حب على حسنة لا يضر معها سيئة ) ، و أنتم ترون أنها تخالف القرآن حيث يقول { و من يعمل مثال ذرة شراً يره} مخالفة صريحة ، ثم أليس هذا نسخاً للدين ؟ إن كان حب علي لا تضر معه سيئة فأي حاجة إذا لشرع الأحكام ؟

وفي – الفصل الثالث – ذكر ما نتج عن التشيع من الأعمال القبيحة ، و قال : مما يوجب الأسف أن التشيع فضلاً عن إضلاله الناس ، و سوقهم إلى عقائد باطلة ما أنزل الله بها م سلطان ، قد بعثهم على أعمال كثيرة منكرة ، أعمال تخالف الدين ، والعقل والتهذيب ، وتوجب مضار كثيرة من كل نوع ..

و ذكر من هذه الأعمال الطعن في أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم و القدح فيهم ، يقول : ولهذه القبيحة تاريخ مؤلم طويل ، فإنه مما أصل العداء بين الفريقين .. ، و لو أراد أحد أن يبحث عن الأضرار الناجمة عن هذه البدعة المشؤومة لاحتاج إلى تأليف كتاب كبير .

ومنها التقية ، و يقول : إنها من نوع الكذب والنفاق ، و هل يحتاج الكذب والنفاق إلى البحث عن قبحهما ؟

و منها إقامة المآتم للحسين ، و ما يجري فيها من ضرب الجسد بالسلاسل ، و جرح الرأس بالسيف و صنع الجنائز ، و إقفال البدن و غير ذلك .. و يذكر أن شيخ الشيعة يروون في فضلها أحاديث كثيرة ، والحقيقة أنها بدعة في الإسلام ، و ما يروون من الأحاديث افتراء على الله ، و هذه الروايات تجرئ الناس على المعاصي ، و تصرفهم عن التقيد بالحلال والحرام ، والاهتمام بأمر الدين

ومنها عبادة القبب التي يصورها بقوله : فقد شادوا على قبر كل واحد من أئمتهم قبة من الذهب أو الفضة ، وبنوا مباني و نصبوا خداماً فيقصدها الزائرون من كل فج عميق ، فيقفون أمام الباب متواضعين ، و يستأذنون متضرعين ، ثم يدخلون فيقبلون القبر ، و يطوفون حوله ، و يبكون و يبتهلون و يسألون حاجات لهم فهل هذه إلا العبادة ؟

و يرد على جوابهم بأنهم يستشفعون بهم فيقول : إن الله لا حاجة إلى الاستشفاع عنده .. ثم إن هذا الجواب هو عين جواب المشركين في قولهم كما حكى الله عنهم { هؤلاء شفعاؤنا عند الله }

- ب جوانب تستحق الإشادة :

في الكتاب جوانب كثيرة من الجدير بالقارئ أن يمعن النظر فيها لما تدل عليه من عمق نظرة المؤلف و قوته ، و شجاعته ، نشير إلى بعضها بإيجاز :

- فمن ذلك ما يبرز في الكتاب من إيمان الرجل بالله ، و صحة تدينه ، و نظرته الصحيحة لكثير من قضايا الاعتقاد ، كتوحيد الربوبية و توحيد الألوهية ، والنبوات .. وغير ذلك و لعل هذا أثر لتعلقه بالقرآن ، ذلك التعلق الذي يتضح من كثرة استشهاده بالآيات القرآنية على ضلالات الرافضة ، ومن رده لقضية الإمامة بأنها لو كانت حقاً - بالصورة التي يعتقدونها هم – لورد في القرآن ما يدل عليها ، و ذلك لخطورتها و عظم شأنها في دين الرافضة .

بل إنه يذكر في بعض قصصه و مناظراته أنه كان يتلوا بعض سور القرآن ، و ذلك في مناظرته مع أحد الشيخين ، و هي مناظرة عميقة الدلالة في متانة دين المؤلف و قوة حجته .

و لا التفات بعد ذلك لما يرميه به الرافضة من الإلحاد ، فقد ذكر هو في الكتاب هذا أنه حينما أنكر عليهم زيارة المشاهد ، و بذل الأموال الطائلة فيها ، وصفه أحد علمائهم بأنه لا دين له .

و قد أنكر المؤلف كثيراً من الضلالات الرافضية كزيارة المشاهد و عبادة القبب والقبور ، و شد الرحال إليها والطواف حولها ، والبكاء والتضرع والتوسل بالموتى .

و أثنى على دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب ، و أنها أثرت في طائف المسلمين كلهم غير الروافض ، فإنهم لم يكترثوا بما كان و لم يعتنوا بالكتب المنتشرة و الدلائل المذكورة أدنى اعتناء ، ولم يكن نصيب الوهابيين منهم إلا اللعن والسب كالآخرين ! .

- ومن الجوانب البارزة في الكتاب بروزاً تاماً براءة المؤلف من دين الرافضة ، و إنكاره له ، ونعيه على منتحليه فهو يسميهم : الرافضة ، أو الروافض في أغلب المواضع ، حتى قال : و لكي يزيد القارئون بصيرة في أمر هؤلاء الروافض آتي هنا بخلاصة منها ( يعني من أسطورة الأسد ) .

و يقول : التشيع ليس إلا طريقاً للضلالة والعوج ! و هؤلاء ( يعني الأبواب ) ليسوا إلا ملومين ، ويستحقون الذم ! .

و يصف النواب و غيرهم من مقدمي الشيعة بأنهم كانوا ضعفاء الإيمان بالله ، و النبي و دينه ، ويستدل على ذلك باجترائهم على الله والدين ، و جعل الأكاذيب و تأويل الآيات و تحريف الأخبار و إنكار المشهودات ، و إحداث البدع و شق عصا المسلمين ، و أخذ الأموال المحرمة من الناس و تهارشهم عليها ! .

و ينكر على الأئمة المزعومين عدم مجاهرتهم بحقهم المدعي ، و يخاطب الرافضة قائلاً : إن كان إمامكم لم يقر بحقه ، و لم ينل الخلافة ، فكيف كان يتسمى بالخليفة ؟ و يدعو أناساً إلى طاعته ، صارفاً إياهم عن طاعة الخلفاء المعاصرين ؟ أم يكن هذا منه شقاً لعصا المسلمين ؟ ألم يكن هذا هدماً لأساس الدين ؟

و ينتقد الشاه إسماعيل الصفوي الذي أجرى من دماء أهل السنة أنهارا . و هذا يوضح ميل المؤلف الصريح لأهل السنة و دولتهم ، وانتقاده صرف زعماء الشيعة للناس عن طاعة خلفاء الإسلام ، و شقهم العصا ، و تفريقهم الكلمة ، و هدمهم الدين .

و يصف الرافضة بالكفر و الإلحاد ؛ لأنهم أفرطوا في إسباغ الأوصاف الخيالية على أئمتهم المزعومين و يقول : نحتاج إلى كلام طويل لنوضح ضلال هذه الطائفة عن الدين ، و توغلهم في الكفر .

و هو أخيراً يخاطب الرافضة خطاب البريء منهم ، الخارج من جملتهم ، و من ذلك قوله عن ( كريم خان ) : إنه يضرب السكة باسم إمامهم .

- و من الجوانب البارزة عناية المؤلف بالنقد العقلي لأصول الرافضة ، و بيان ما هو الحق ، و هو مبرز في هذا بشكل ظاهر ، وإليك هذه الأمثلة المتفرقة :-

- أ إن العوام لا يحسبون من الله إلا كل أمر خارق للعادة ، أو شاذ لا يقع إلا نادراً ، فترونهم يرون الأشجار قد ازدهرت في الربيع فلا يتعجبون ، ولا يحسبونه من آثار قدرة الله ، و لكن إن ازدهرت شجرة في الخريف أخذتهم الهزة ، فترونهم يحركون رؤوسهم ، و يقولون : انظر إلى قدرة الله .

- ب إنكاره أن يتبرأ النبي صلى الله عليه و سلم من علم الغيب ، و يدعيه هؤلاء !

- جـ في المناظرة البديعة التي جرت له مع رجل من علماء الشيعة ممن ينسبون إلى علي دعوى التصرف في الكون ، فقال له المناظر : أتكذّب علياً ؟ فرد المؤلف : لابد لنا من أحد أمرين : تكذيب علي ، أو تكذيب البرسي ، فاختر أيهما شئت ! .

- د ما ذا كان يفعل الإمام الغائب بالمال ، و هو معتزل عن الأمور لا يقوم بها ؟

- هـ إذا كان الأئمة المستورون حججاً لله على خلقه ، فكيف يكونون كذلك و هم مستورون لا يعرفهم الناس ؟

- و لماذا لم يظهر المهدي في بعض الفرص المواتية ، عندما استولى آل بويه على بغداد ؟ ثم عندما قام إسماعيل الصفوي ؟ ثم عندما كان كريم خان يضرب على السكة اسم صاحب الزمان ؟

- ز و في دعوى النص على الخليفة يقول : إن كنتم تحادثوننا عن الإسلام فأتوا بدليل منه ، و إن كنتم تحادثوننا عن آرائكم فصرحوا به ! .

- حـ و في الرد على دعواهم وصية النبي صلى الله عليه و سلم عند موته لعلي ، يقول : ليت شعري هل كان النبي صلى الله عليه و سلم لا هم له إلا ذكر علي ، و سوقه إلى الخلافة من بعده ؟ ثم يقول : والرزية أن يسند ذوو أهواء إلى الله و رسوله كل ما يهوون !

- و نرى ضرورة الإشارة الخاصة إلى احترامه لأصحاب النبي صلى الله عليه و سلم – على سبيل العموم – و نقده الرافضة لوقيعتهم فيهم نقداً قوياً .

- و قد تحدث في موضوع خاص ضمن الأفعال القبيحة الناتجة عن التشيع عن _ القدح في أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم – و ذلك في الفصل الثالث .

- و قد اعتبر المؤلف زعم الشيعة بأن أبا بكر و عمر من المنافقين من الوقاحة .

- و قال إن من فضائع الشاه إسماعيل الصفوي بعثه الناس على ثلب أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم .

- و دافع عن عمر و ما قاله ساعة موت النبي صلى الله عليه و سلم ... ، و قال : فأي ذنب أتى عمر حتى يرتد أو ينكشف كفره ونفاقه ؟

- و من جملة كلامه في هذا قوله : و أما ما قالوه عن ارتداد المسلمين بعد موت النبي صلى الله عليه و سلم إلا ثلاثة أو أربعة منهم ، فاجتراء منهم على الكذب و البهتان ، فلقائل أن يقول : كيف ارتدوا و هم كانوا أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم ؟ آمنوا به حين كذبه الآخرون ، ودافعوا عنه ، و احتملوا الأذى في سبيله ، و ناصروه في حروبه ، و لم يرغبوا عنه بأنفسهم .

ثم أي نفع كان لهم في خلافة أبي بكر ليرتدوا عن دينهم لأجله ؟ فأي الأمرين أسهل احتمالاً : أكذب رجل أو رجلين من ذوي الأغراض الفاسدة ؟ أو ارتداد بضع مآت من خلص المسلمين .

و مع هذا الموقف المشرف الذي يشاد به إلا أن للمؤلف طعنات و وخزات في بعض الأصحاب ، تأتي الإشارة إليها في الموضوع التالي .

- جـ استدراكات .. .. و ملحوظات :-

لا يخلوا الكتاب منزلات و أخطاء نابعة من عدم الوضوح العقدي لدي المؤلف في بعض الجوانب ، و هي في الغالب نتيجة لتأثره بالبيئة الرافضية من حوله ، التأثير الذي يأخذ اتجاهين :- أولهما : تقبله لبعض تصوراتهم نتيجة كثرة طرقها ، و الإلحاح عليها في مجتمعاتهم ، و مؤسساتهم العلمية ، و مناسباتهم المختلفة ، و ذلك كوقيعته في بعض رجالات الصدر الأول ، و من بعدهم . والثاني : و هو الأغلب الرفض المبالغ فيه لما عليه مدعو التشيع ، ذلك الرفض الذي يعمى في بعض الأحيان عن تمييز الحق من الباطل ، و قد يكون للأمر أصل في الشرع فزادت عليه الرافضة من جرابها ما زادت فيرفض المؤلف الأمر كله ، و هو ما يسمى بـ ( ردة الفعل ) .

كما أن غيبة بعض المصادر الصحيحة التي يمكن التلقي عنها جعلت المؤلف يعتمد على معلوماته الناقصة ، أو آرائه الخاصة .

و من هذه الملحوظات :-

- 1 لمزه لبعض الصحابة المشاركين في الحروب الدائرة بين المسلمين ، خاصة ممن كانوا في الطرف الآخر المواجه لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه ، و قد يفسر دوافعهم تفسيراً جاهلياً ، و ينقل بعض الروايات عن علي رضي الله عنه ، في الطعن فيهم ، و هي روايات مختلقة ، و من ذلك طعنه في طلحة والزبير و عائشة و معاوية رضي الله عنهم أجمعين .

- 2 نقده لرجالات الإسلام الذين ادعتهم الرافضة ، و تصديقهم فيما يقولون فيهم مع اعترافه بأنهم كذابون ، يختلقون ما يقولون ، ولا يتورعون عن الدس و الافتراء و التزوير .

فهو يطعن في جعفر و يروي أنه اغتر بأقوال من حوله ، و صار يحسب أن الله قد اختاره لإرشاد عباده ، و أنه حجة الله على خلقه ، و صار يدعي علم الغيب .

و يظن المؤلف أن هذه الدعاوى التي ادعاها جعفر قد ادعاها أبوه من قبل .

و قد صدق المؤلف في ذلك روايات وردت عنهم في الكافي و بحار الأنوار و غيرهما ، من أبشعها ما وضع على ألسنتهم من أنهم قالوا : اجعلوا لنا رباً نتوب إليه و قولوا فينا ما شئتم .

و قال عن موسى إنه أعاد سيرة أبيه .

- 3 و من زلاته - عفا الله عنا و عنه – إنكار نزول عيسى عليه السلام في آخر الزمان ، واعتبار ذلك خرافة نزل الدين لإنقاذ الناس منها ، و هذه مخالفة لما هو ثابت عند أهل السنة بالنقل المتواتر ، و لما دلت عليه آيات القرآن في ذلك ، وانظر التعليق عليها هناك .

و مثله إنكاره المهدي ، و اعتبار الأحاديث التي وردت فيه أحاديث موضوعة ، و أن الاعتقاد بذلك سرى بين المسلمين عن طريق الشيعة .

و هذا تطرف من المؤلف في رفض هاتين الحقيقتين سببه ما أضفته عليها الرافضة من التهاويل والمبالغات ، فالمؤلف ف يذلك كمن ينكر الجن لما ألصقته بهم العامة من القصص المنسوجة .

ومن عادة الثائرين من أغلب الأعصار والأمصار أن يكون لديهم من الاستعجال ، و دفعة التمرد والانفعال ، ما يحول بينهم و بين التريث والتثبت والتمييز .

- 4 و منها إنكاره الاستشفاء بالقرآن الكريم ، و بالأدعية و غيرها ، و قد اعتبر استعمال هذا عصياناً لله ، و خروجاً عن أمره ، و قال : إن هذه الضلالة قد أودت من الناس مالا يحصيهم إلا الله .

- 5 و منها موقفه من قصص الأنبياء ، واعتبارها من المتشابه ، و خاصة ما يخالف منها العقول والعلوم – كما يظن هو - .

و على القارئ لهذا الكتاب أن يضع هذه الاستدراكات وأمثالها مما ند عن البال في موضعها الصحيح ، فلا يقبلها أو يطمئن إليها ، فالحق أحق أن يتبع ، و كل يؤخذ من قوله و يترك إلا رسول الله صلى الله عليه و سلم ، وأن يدرك الأسباب التي أدت بالمؤلف إلى مثل هذه الآراء الغريبة والتي من أهمها المجتمع الذي نشأ فيه ، والتحدي الذي واجهه ، و طبيعة تلك المرحلة من تاريخ الأمة .

بل إن المتأمل يثور عجبه و إعجابه باستمساك المؤلف بالدين ، و دعوته إلى القرآن ، و رفضه للخرافة ، مع أن كثيراً ممن نشؤوا في مجتمعات رافضية تشيع منها الخرافات والأساطير ، يؤدي بهم الأمر إلى الإلحاد الكامل والكفر بالدين كله ، و لكن الله يمن على من يشاء من عباده .

- 3 عملنا في هذا الكتاب :-

نلخص عملنا في الكتاب في النقاط الآتية :-

- أ إثبات النص كما هو دون أي تعديل سوى ما يتعلق بالآيات القرآنية ، أو تصحيح الأخطاء النحوية أو الإملائية لأنها لا تؤثر على عمل المؤلف بحال .

و قد اعتمدنا على طبعة طهران ، المطبوعة عام 1364هـ ، بمطبعة بيمان ، ومنها نسخة محفوظة في مكتبة المدرسة القادرية العامة في بغداد .

- ب عزو الآيات إلى مواضعها في المصحف الشريف ، و كتابتها صحيحة إن كان المؤلف أخطأ فيها ، و هذا قليل ، مع الإشارة إليه في الهامش .

- جـ تخريج الأحاديث ، بعزوها إلى مصادرها ، والحكم عليها .

- د نسبة الأقوال والروايات إلى مصادرها سواء كانت تاريخية ، أو من كتب الرافضة ، أو غيرها

- هـ التعليق على المواضع التي تحتاج إلى تعليق و توضيح .

- و الترجمة لما يحتاج إلى ترجمة من الأعلام .

- ز إعداد دراسة تشمل المؤلف والكتاب ، و هي هذه .

و هذا الكتاب هو الحلقة الأولى في سلسلة ( دراسات في الفرق ) التي نسأل الله أن يعين على إتمامها و يجعل القصد منها خالصاً ، إنه جواد كريم .

والحمد لله رب العالمين ، وصلى الله على عبده و رسوله الذي بلغ البلاغ المبين ، و على آله وصحبه و أزواجه أجمعين ..

المحققان

24/7/1408هـ

الهوامش ..

(1) أنظر : يحيى ذكاء / في مقدمته لمقالات الكسروي – بالفارسية - واسم الكتاب ( كاروند كسروي ) ، أي : مقالات الكسروي ، طهران عام 1352هـ .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
التشيع و الشيعة للإمام الشيعي "الكسروي"
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
»  الطريق نحو التشيع
»  الشيعة والتصحيح ( الصراع بين الشيعة والتشيع )
»  لماذا تركت التشيع ؟!
»  عام من التشيع
»  ماذا بعد التشيع؟

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
اسلام ويب :: ۩✖ Known to the islam ۩✖ :: قسم الحـــوار الشيعــــي :: دعــــــــوة الشيعــــــه-
انتقل الى: