اسلام ويب
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

من فقه الدعاء يقول سيدنا عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -: "أنا لا أحمل همَّ الإجابة، وإنما أحمل همَّّ الدعاء، فإذا أُلهمت الدعاء كانت الإجابة معه". وهذا فهم عميق أصيل ، فليس كل دعاء مجابًا، فمن الناس من يدعو على الآخرين طالبًا إنزال الأذى بهم ؛ لأنهم ينافسونه في تجارة ، أو لأن رزقهم أوسع منه ، وكل دعاء من هذا القبيل ، مردود على صاحبه لأنه باطل وعدوان على الآخرين. والدعاء مخ العبادة ، وقمة الإيمان ، وسرّ المناجاة بين العبد وربه ، والدعاء سهم من سهام الله ، ودعاء السحر سهام القدر، فإذا انطلق من قلوب ناظرة إلى ربها ، راغبة فيما عنده ، لم يكن لها دون عرش الله مكان. جلس عمر بن الخطاب يومًا على كومة من الرمل ، بعد أن أجهده السعي والطواف على الرعية ، والنظر في مصالح المسلمين ، ثم اتجه إلى الله وقال: "اللهم قد كبرت سني ، ووهنت قوتي ، وفشت رعيتي ، فاقبضني إليك غير مضيع ولا مفتون ، واكتب لي الشهادة في سبيلك ، والموت في بلد رسولك". انظر إلى هذا الدعاء ، أي طلب من الدنيا طلبه عمر، وأي شهوة من شهوات الدنيا في هذا الدعاء ، إنها الهمم العالية ، والنفوس الكبيرة ، لا تتعلق أبدًا بشيء من عرض هذه الحياة ، وصعد هذا الدعاء من قلب رجل يسوس الشرق والغرب ، ويخطب وده الجميع ، حتى قال فيه القائل: يا من رأى عمرًا تكسوه بردته ** والزيت أدم له والكوخ مأواه يهتز كسرى على كرسيه فرقًا ** من بأسه وملوك الروم تخشاه ماذا يرجو عمر من الله في دعائه ؟ إنه يشكو إليه ضعف قوته ، وثقل الواجبات والأعباء ، ويدعو ربه أن يحفظه من الفتن ، والتقصير في حق الأمة ، ثم يتطلع إلى منزلة الشهادة في سبيله ، والموت في بلد رسوله ، فما أجمل هذه الغاية ، وما أعظم هذه العاطفة التي تمتلئ حبًا وحنينًا إلى رسول الله - صل الله عليهلم -: (أن يكون مثواه بجواره). يقول معاذ بن جبل - رضي الله عنه -: "يا بن آدم أنت محتاج إلى نصيبك من الدنيا ، وأنت إلى نصيبك من الآخرة أحوج ، فإن بدأت بنصيبك من الآخرة ، مرّ بنصيبك من الدنيا فانتظمها انتظامًا ، وإن بدأت بنصيبك من الدنيا ، فائت نصيبك من الآخرة ، وأنت من الدنيا على خطر). وروى الترمذي بسنده عن النبي - صل الله عليهلم -: أنه قال: ((من أصبح والآخرة أكبر همه جمع الله له شمله ، وجعل غناه في قلبه ، وأتته الدنيا وهي راغمة ، ومن أصبح والدنيا أكبر همه فرَّق الله عليه ضيعته ، وجعل فقره بين عينيه ولم يأته من الدنيا إلا ما كُتب له)). وأخيرًا .. أرأيت كيف أُلهم عمر الدعاء وكانت الإجابة معه ، وصدق الله العظيم إذ يقول: (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ) (186)" (البقرة:186).


 

  عام من التشيع

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة


avatar


نقــاط : 99205
 عام من التشيع Oooo14
 عام من التشيع User_o10

 عام من التشيع Empty
مُساهمةموضوع: عام من التشيع    عام من التشيع Emptyالجمعة 8 نوفمبر 2013 - 19:30

كتاب للمهتدي يوسف المصري، والذي كان مشرفاً على غرفة نور الولاية وهي إحدى أبرز الغرف الشيعية التي كانت تسعى إلى الرد على مذهب أهل السنة والجماعة، ولكن يأبى الله إلا أن يتم نوره، ويقذف نور الهداية في قلبه ويصبح أحد المنافحين عن المذهب القويم والصراط المستقيم...

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا أن من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله بلغ الرسالة ونصح الأمة وتركنا على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك وأصلي وأسلم على المبعوث رحمة للعالمين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين..

ثم أما بعد:



إن الصحابة خير الناس بعد الأنبياء, فقد اجتمعت فيهم خصائص لا تجتمع في أحد غيرهم, فهم بشر لا كالبشر, فهم أختارهم الله لصحبة نبيه فقد أخرج الحافظ أبو نعيم في حلية الأولياء عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: {أن الله نظر في قلوب العباد فأختار محمد صلى الله عليه وأهله وسلم فبعثه برسالته وأنتخبه بعلمه ثم نظر في قلوب الناس بعده فأختار الله له أصحابه فجعلهم أنصار دينه ووزراء نبيه صلى الله عليه وأهله وسلم فما رآه المؤمنون حسن فهو حسن وما رآه المؤمنون قبيحا فهو عند الله قبيح} انتهى الأثر قال عن الحديث العلامة المحدث أحمد شاكر إسناده صحيح وقال عنه الألباني حسن موقوف في شرح الطحاوية وأخرجه الطيالسي أيضا وكذلك بن عبد البر في الاستيعاب.



فقد رباهم وعلمهم النبي فأعدهم لأمر عظيم وهو تبليغ الدين للناس من بعده ونشر الإسلام. قال تعالى: ((كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ)) [آل عمران:110] فهذه شهادة من القرآن الكريم بأن أمة محمد خير الأمم, فنحن خير الأمم وهم خير هذه الأمة,



قال النبي صلى الله عليه وأهله وسلم في الحديث الذي رواه مسلم في صحيحة عن ابن مسعود قال: قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: { إما ترضون أن تكونوا ربع أهل الجنة قال فكبرنا ثم قال إما ترضون أن تكونوا ثلث أهل الجنة قال فكبرنا ثم قال أني لأرجوا أن تكونوا شطر أهل الجنة وسأخبركم عن ذلك ما المسلمون في الكفار إلا كشعرة بيضاء في ثور أسود أو كشعرة سوداء في ثور أبيض} انتهى الحديث ومنه يتبين أن أمة سيدنا محمد صلى الله عليه وأهله وسلم خير الأمم لأنها وحدها تمثل نصف أهل الجنة وما المسلمون في الكفار إلا كشعرة بيضاء في ثور أسود.



فنحن أكثر الأمم دخولاً للجنة, فنحن نصف أهل الجنة على الرغم من أن عدد الأنبياء قيل مائة ألف وأربعة وعشرون ألفا وقيل مائتا ألف وأربعة وعشرون ألفا وعدد الرسل كما قال العلماء ثلاثمائة وثلاثة عشر وقيل وأربعة عشر وقيل وخمسة عشر كما قال الشيخ الباجوري في شرحه على الجوهرة ثم قال والأفضل الإمساك عن تحديد عددهم لقوله تعالى لنبيه صلى الله عليه وأهله وسلم: ((مِنْهُمْ مَنْ قَصَصْنَا عَلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَنْ لَمْ نَقْصُصْ عَلَيْكَ ))[غافر:78] على الرغم من هذا العدد إلا أنه لم يؤمن معهم جميعا إلا كعدد مؤمنين أمة نبينا محمد صلى الله عليه وأهله وسلم, والصحابة هم خير هذه الأمة بنص حديث النبي صلى الله عليه وأهله وسلم: { خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم} متفق عليه , فهم المقصودين في الحديث بخير الناس قرني.

وسأذكر لك أخي طالب الحق خصائص أختصهم الله بها الصحابة



وأما الخصيصة الأولى :

فهي أنهم لقوا النبي صلى الله عليه وأهله وسلم الذي هو خير البشر على الإطلاق قال صلى الله عليه وسلم أنا سيد ولد أدم ولا فخر, و أمة سيدنا محمد صلى الله عليه وأهله وسلم أمة تمثل نصف أهل الجنة فهي أمة عظيمة الشأن لكن من لقي النبي صلى الله عليه وأهله وسلم من هذه الأمة في الحياة الدنيا وتشرف بذلك فالصحابة فقط رضي الله عنهم وأرضاهم.



والخصيصة الثانية :

أنهم أول من أمن بالنبي صلى الله عليه وأهله وسلم في هذه الأمة فكان لهم دور في إرساء قواعد الإسلام الذي هو الرسالة الخاتمة و لهم دور أيضا في نصرة النبي الخاتم فيا له من شرف.



والثالثة :

أنهم أقرضوا الله فهم لتسامي صفاتهم جعلهم الله موضع المقرض له سبحانه وتعالى ويا له من شرف يقول تعالى: (( مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ وَلَهُ أَجْرٌ كَرِيمٌ ))[الحديد:11] وكلنا يعلم قصة الصحابي أبي الدحداح وبستانه وكذلك هم تاجروا مع الله: ((إنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ)) [التوبة:111] الآية .



والرابعة :

أنهم رضي الله عنهم وماذا بعد رضا الله يقول تعالى: ((وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ))[التوبة:100] وهم لهم فضيلة عن الأمة وعن باقي الأمم أنهم رضوا عن الله في الدنيا بالرضا بقضاءه وقدره ورضوا بما عند الله في الآخرة ثم لم يسخطوا كما سخط اليهود فرضي الله عن الصحابة .



والخامسة :

أنهم شاهدوا عدل النبي صلى الله عليه وأهله وسلم وكرمه وحلمه وشجاعته وأمانته وصدقه فهم الشهود على قوله تعالى: (( وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ ))[القلم:4].



والسادسة :

أنهم شهود على معجزات النبي صلى الله عليه وأهله وسلم من انشقاق القمر ومن نبع الماء من بين أصابعه الشريفة ومن شهادة الشجرة له بأنه رسول الله, والكثير من المعجزات التي لم تعطى لنبي قبله فهو أكثر الأنبياء معجزات صلوات الله وسلامة عليه وإطلاق لفظ المعجزات عليها مجازا لأن المعجزة لابد من أن تكون مصحوبة بتحدي فمنها معجزات ومنها كرمات له أما المعجزة الكبرى له فهي القران الكريم فهم شهود عليه أيضا بحفظه في الصدور.



والسابعة :

أنهم يستحيل عليهم الكذب أو كتمان العلم لأنهم عدلهم الله ورسوله ولا يجوز هذه الصفات التي تسقط العدالة على من عدله الله بل مستحيلة عليهم قال تعالى: ((إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُوْلَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ)) [البقرة:159] فالآية توعد من كتم العلم بأن تناله لعنة الله, لكن من عدله الله في كتابه يستحيل عليه أن يدخل في لعنة الله لأن لعنة الله هي الخروج واليأس من رحمة الله وهذا لا ينضبط مع من عدله الله ورضي عنه لذلك يستحيل عليهم الكذب أو كتمان العلم فهم صادقون رضي الله عنهم وأرضاهم.



الثامنة :

برؤيتهم ولقائهم للنبي صلى الله عليه وأهله وسلم قذف الله في قلوبهم نور أيمان ويقين لن يصل إليه أحد في هذه الأمة غيرهم فعلو علوا كبيرا بقوة إيمانهم وشدة يقينهم لذلك قال النبي صلى الله عليه وأهله وسلم: { النجوم أمان لأهل السماء وأصحابي أمان لأمتي } الحديث قال عنه بن حجر في كتاب الأمالي المطلقة رجاله موثقون.



والتاسعة :

أنهم وصفهم الله نفسه في كتبه السماوية, وذكر محاسنهم بنفسه سبحانه وتعالى قال تعالى: ((مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا ))[الفتح:29] وحرف من في هذه الآية في قوله تعالى منهم يا أخي طالب الحق لبيان الجنس

وذلك مثل قوله تعالى: ((فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الأَوْثَانِ ))[الحج:30] ولقد قالت الإمامية جميعا أن من هنا للتبعيض وذكر ذلك أحد المتزندقة وأسمه التيجاني خيبه الله أبعد الثناء والوصف لهم جميعا من الله يأتي تبعيض عند الأجر لهم وكأنه يقول كما قال اليهود يد الله مغلولة فيا له من شيطان يدعوا إلى النار أنما هو تخصيص الوعد بهم ووصف الله المهاجرين بالصدق قال تعالى: (( لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ ))[الحشر:8]

ووصف الأنصار بأنهم يؤثرون غيرهم من المؤمنين على أنفسهم ولو كان بهم حاجة، يقول تعالى: ((وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ ))[الحشر:9]



والعاشرة :

نقلهم هذا الدين عن النبي صلى الله عليه وأهله وسلم الذي هو قرأن, وسنن بها بيان وتفسير لكتاب الله, و لقد أختارهم الله لهذه المهمة العظيمة فيا له من شرف لهم فقد قال النبي صلى الله عليه وأهله وسلم: { الخلق كلهم يصلون على معلم الخير ؛ حتى حيتان البحر} حديث صحيح روته عائشة رضي الله عنها وصححه الألباني في الجامع الصحيح وهم أعلم الأمة بلا شك في ذلك.



والحادية عشر :

أنهم نقلوا هوية الإسلام و مقاصد الشريعة للناس ومن خلالهم يفهم كلام الله وكلام نبينا محمد صلى الله عليه وأهله وسلم لأنهم صاحبوا النبي صلى الله عليه وأهله وسلم وسمعوا منه وعلموا المراد من الآيات والسنن نقلوا ما عندهم وبهم نفهم كلام الله وكلام نبيه صلى الله عليه وأهله وسلم فرضي الله عنهم وأرضاهم.



الثانية عشر :

أنهم غسلوا النبي صلى الله عليه وأهله وسلم وكفنوه ودفنه وتشرفوا بذلك ولن يجازيهم إلا الله على ذلك ولم يشاركهم أحد من الأمة في ذلك فمنهم من باشر العمل بنفسه ومنهم من له الأجر على نيته لأنه كان يقوم على شؤون المسلمين فرضي الله عنهم وأرضاهم.



والثالثة عشر :

أنهم كلهم عدول ثقات تقبل رواية الواحد منهم وتكون حجة على الناس وأن كان مجهول ولذلك قال العلماء جهالة الصحابي لا تضر والدليل حديث عن بن عباس رضي الله عنهما قال جاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال أنى رأيت الهلال يعنى رمضان فقال أتشهد أن لا اله إلا الله قال نعم قال أتشهد أن محمد رسول الله قال نعم قال يا بلال أذن في الناس فليصوموا غدا. أخرجه الخمسة وصححه ابن خزيمة وابن حبان كما نقل تصحيح بن حبان وبن خزيمة للحديث الشيخ بن عثيمين في كتابه مصطلح الحديث.



والرابعة عشر :

أنهم قاتل في صفهم الملائكة وشاركوهم في الغزوات بدر واحد وحنين وغيرها كما دل على ذلك الآيات والأحاديث قال تعالى: (( إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آمَنُوا سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ فَاضْرِبُوا فَوْقَ الأَعْنَاقِ وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ )) [الأنفال:12].



والخامسة عشر :

أنهم هم المقصودين من قوله تعالى: ((وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ )) [البقرة:222] وكذلك: ((يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأَنْفَالِ ))[الأنفال:1] ومعظم الإجابات التي بها يسألونك كانت تقصد الصحابة رضي الله عنهم والكثير من الخطابات الإلهية كانت لهم رضوان الله عليهم , مثل قوله تعالى: ((قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ )) [المجادلة:1].



والسادسة عشر :

أن الله جعل سبيلهم هو الصراط المستقيم وأن من يتبع غيره يصلى جهنم قال تعالى: ((وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا)) [النساء:115] فيا له من بيان لصدق أتباعهم للنبي صلى الله عليه وأهله وسلم وأن أجماعهم حجه ومن طعن فيه كفر كما ذكر ذلك بن حزم رحمه الله في كتابه مراتب الإجماع.



السابعة عشر :

أن الله سبحانه وتعالى جعلهم من جنوده وجعل عذاب الكافرين في الدنيا على يديهم قال تعالى: (( قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ {14} وَيُذْهِبْ غَيْظَ قُلُوبِهِمْ وَيَتُوبُ اللَّهُ عَلَى مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيم {15} ))[التوبة]



الثامنة عشر :

أن الله أنزل رحمات على الأمة وتيسيرات بسببهم أذكر منها أن تشريع التيمم جاء بسبب السيدة عائشة رضي الله عنها ففي البخاري , في كتاب التيمم عن عائشة زوج النبي صلي الله عليه وآله وسلم قالت: {خرجنا مع رسول الله في بعض أسفاره حتى إذا كنا بالبيداء أو بذات الجيش انقطع عقد لي , فأقام رسول الله علي التماسه وأقام الناس معه وليسوا علي ماء , فأتي الناس إلي أبي بكر الصديق . فقالوا ألا تري إلي ما صنعت عائشة ؟ أقامت برسول الله والناس , وليسوا علي ماء , وليس معهم ماء , فجاء أبو بكر ورسول الله واضع رأسه علي فخذي وقد نام , فقال حبست رسول الله والناس , وليسوا علي ماء , وليس معهم ماء , قالت عائشة : فعاتبني أبو بكر وقال ما شاء الله أن يقول , وجعل يطعنني بيده في خاصرتي فلا يمنعني من التحرك إلا مكان رسول الله علي فخذي فقام رسول الله حين أصبح علي غير ماء فأنزل الله آية التيمم , فتيمموا , فقال أسيد بن الحضير هاهي أول بركتكم يا آل أبي بكر , قالت فبعثنا البعير الذي كنت عليه فأصبنا العقد تحته}.



ومثل قول سيدنا عمر لولا اتخذنا من مقام إبراهيم مصلى فنزلت الآية: ((وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى ))[البقرة:125]، ولعلو منزلتهم جعل الله بهم الخير الكثير للأمة جمعاء من زمنهم إلى قيام الساعة



التاسعة عشر :

أنهم أختصهم الله سبحانه وتعالى من الأمة بأن جعلهم مستشارين لنبيه صلى الله عليه وأهله وسلم قال تعالى: (( وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ ))[آل عمران:159] فمن شك في أيمانهم كفر لأنه كيف يأمر الله سبحانه وتعالى نبيه صلى الله عليه وأهله وسلم بأن يستشير إلا من هو مؤمن حق إيمان.



العشرون :

أنهم سبقوا الأمة بالهجرة وفازوا بثوابها قال صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه البخاري عن بن عباس: { لا هجرة بعد الفتح ولكن جهاد ونية, وإذا استنفرتم وانفروا}



الحادية والعشرون :

أن هناك أحكام لم يعمل بها أحد من الأمة غيرهم قال تعالى: (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَاجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً )) [المجادلة:12] والذي عمل بهذا الحكم فقط هو على بن أبى طالب رضي الله عنه وأرضاه ثم نسخ الحكم وأنزل الله سبحانه وتعالى الآية: ((أَأَشْفَقْتُمْ أَنْ تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَاتٍ)) [المجادلة:13]



الثانية والعشرون :

أن الصحابة أطاعوا أمر الله وبطاعتهم خفف الله على هذه الأمة لأن اليهود شددوا على أنفسهم فشدد الله عليهم أما الصحابة فأطاعوا أمره قال تعالى: (( لا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ ))[المائدة:101] فلم يسألوا فلهم فضل على الأمة في أدبهم مع الله وامتثالهم لأمره فرضي الله عنهم وأرضاهم.



الثالثة والعشرون :

أنهم شهد الله لهم بأنهم يعانون في سبيل الله ويتحملون ويألمون يقول تعالى: (( وَلا تَهِنُوا فِي ابْتِغَاءِ الْقَوْمِ إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لا يَرْجُونَ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا )) [النساء:104] فهذه شهادة بإخلاصهم لله فرضي الله عنهم وأرضاهم



الرابعة والعشرون :

أن الله شهد لهم بصدق العهد معه , وأنهم لم يبدلوا ولم ينكثوا ما عاهدوا عليه الله يقول تعالى: (( مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا ))[الأحزاب:23] فرضي الله عنهم وأرضاهم أجمعين.



الخامسة والعشرون :

وهي أن الله سبحانه وتعالى أختصهم بخصيصة في غزوه بدر

فقد أختصهم الله بنوم جماعي مصحوب بالأمان والطمأنينة فناموا جميعا نوم مصحوبا بحفظ الله لهم لأن من غلب عليه القلق والخوف والتأهب والحذر من العدو لا يستطيع النوم لذلك أنزل الله عليهم جندي من جنوده وهو النعاس رحمتا بهم,

يقول تعالى: (( إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِنْهُ وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ وَيُذْهِبَ عَنكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ وَلِيَرْبِطَ عَلَى قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الأَقْدَامَ ))[الأنفال:11]



الخصيصة السادسة والعشرون :

أن الله أنزل عليهم ماء فطهرهم به وأذهب عنهم رجز الشيطان به وربط به على قلوبهم ويثبت به أقدامهم فهؤلاء الصحابة الذين يحاربون في سبيل الله فمن يطعن فيهم فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين وكان هذا المطر على المشركين وابلا شديد

وهذه أيضا في قوله تعالى:

(( إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِنْهُ وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ وَيُذْهِبَ عَنكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ وَلِيَرْبِطَ عَلَى قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الأَقْدَامَ)) [الأنفال:11]



ومن علو منزلتهم :

أن منهم من كلمه الله كفاحا بعد إستشهاده قال له عبدي سل تعط وهو عبد الله بن عمرو الأنصاري أبو جابر بن عبد الله الصحابي الجليل ومنهم من غسلته الملائكة وهو حنظلة الصحابي الجليل فهو غسيل الملائكة, ومنهم من إهتز عرش الرحمن لموته وهو سعد بن معاذ,



ومنهم من نزل جبريل على النبي صلى الله عليه وأهله وسلم في صورته وهو دحيه الكلبي,



ومنهم من هو محدث ملهم يفر منه الشيطان ولو كان بعد النبي نبي لكان هو الفاروق عمر بن الخطاب, ومنهم من جعل الله له جناحين في الجنة يطير بهما وهو جعفر بن أبى طالب, ومنهم الذي تستحي منه الملائكة والذي أول من هاجر في سبيل الله بعد سيدنا لوط وهو سيدنا عثمان بن عفان, ومنهم من أثبت الله سبحانه وتعالى صحبته للنبي صلى الله عليه وأهله وسلم قال تعالى: ((إِلَّا تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا ))[التوبة:40]

فأقول لك أخي أن ذكر سيدنا أبو بكر في قوله تعالى اثنين وقوله تعالى هما وقوله تعالى لصاحبه وقوله تعالى معنا, ومن شك في صحبته للنبي صلى الله عليه وأهله وسلم كفر بنص كتاب الله. ومنهم من ذكره الله بإسمه في كتابه العزيز وهو زيد بن حارثه قال تعالى: (( فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَرًا ))[الأحزاب:37] الآية



ومنهم من جعل الله حبه أيمان وبغضه نفاق وهو على , ومنهم أمين هذه الأمة وهو أبو عبيده بن الجراح, ومنهم حواري النبي وهو الزبير بن العوام ومنهم من فداه النبي بأبيه وأمه عندما قال له { إرم سعد فداك أبي وأمي} وهو سعد بن أبى وقاص,



ومنهم من سلمت عليه الملائكة وهو عمران بن حصين



ومنهم سيدة نساء العالمين الزهراء,



ومنهم من بني الله لها بيت في الجنة من قصب وهي خديجة بنت خويلد, ومنهم سيدا شباب أهل الجنة الحسن والحسين، ومنهم حبر الأمة عبد الله بن عباس, ومنهم أعلم الأمة بالحلال الحرام معاذ بن جبل, ومنهم من رفض نصف ملك قيصر الروم حبا في التوحيد ونبي التوحيد صلى الله عليه وأهله وسلم وهو عبد الله بن حذافة بن قيس السهمي, ومنهم من جعل النبي صلى الله عليه وأهله وسلم بيته أمان للناس من القتل يوم فتح مكة وهو أبو سفيان بن حرب, ومنهم قتله فرعون هذه الأمة وهما معاذ بن العفراء ومعاذ بن عمرو بن الجموح,



ومنهم من تشرف بأن أول ما دخل جوفه هو ريق رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو الصحابي عبد الله بن الزبير عندما حنكه رسول الله صلى الله عليه وأهله وسلم بتمرة وهو أول مولود يولد للمسلمين بالمدينة, وفرح المسلمون بمولده لأن اليهود لعنهم الله قالوا سحرنا لهم فلن ينجبوا. ومنهم من جعلهم الله حسب وكفاية لنبيه صلى الله عليه وأهله وسلم , أربعون صحابيا وصحابية أتمهم الله بعمر رضي الله عنه وأرضاه قال تعالى: (( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللَّهُ وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ))[الأنفال:64] عن بن عباس قال: { لما أسلم عمر قال المشركون لقد انتصف القوم اليوم منا ونزلت هذه الآية} أخرجه البزار والحاكم وصححه,



ومنهم سيد قراء هذه الأمة أبي بن كعب ومنهم من شهد الله تعالى بأيمانه وهو عبد الله بن سلام يقول تعالى: ((وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى مِثْلِهِ فَآمَنَ وَاسْتَكْبَرْتُمْ ))[الأحقاف:10]



ومنهم من ضمن أن يكون مع من يدخلون الجنة بغير حساب وهو عكاشة بن محصن, ومنهم من تشتاق إليهم الجنة وهم علي وعمار وسلمان, فرضي الله عنهم وأرضاهم أجمعين.







وهم عدول ومن شك في إيمانهم كفر بنص الكتاب والسنة, فالصحابي لجلالة ورفعة قدره وضع علماء الأمة له تعريف حتى يكون بمثابة الحد يمنع ويفصل بين الصحابي وغيره فهو: { كل من لقي النبي وهو مؤمن به ومات على ذلك} فمن أنطبق عليه هذا التعريف يدخل في تعديل الآيات والأحاديث الشريفة المتفق عليها له,



فأما المنافق فلا يدخل في التعريف فقد تقول أخي طالب الحق المنافق يتظاهر بالإسلام ويدعى الأيمان ولقي النبي فكيف نفرق بينه وبين الصحابي أقول أن المنافق لا يدخل في أي آية أو حديث تكلم عن الصحابة لأنه ليس صحابي فهو لم يؤمن بالنبي صلى الله عليه وأهله وسلم أنما تظاهر بالإيمان فهناك فرق كما بين السماء والأرض بل أكبر وأقول لك أخي إن المنافقين كانت لهم سمات معروفه ويعرفون من لحن القول , وكان كل همهم الدنيا فانشغلوا بها وبحثوا عنها ولم يروي ولا منافق حديث واحد ولو تكلم أحد منهم بكلمه في الدين لما سكت عنه الصحابة حراس العقيدة وسيفضحوا أمره فلم يتكلم أحد من المنافقين بكلمة واحدة عن النبي صلى الله عليه وأهله وسلم. وكذلك الكافر لا يدخل في التعريف لأن الكافر لقي النبي صلى الله عليه وأهله وسلم ولم يؤمن به, وكذلك لا يدخل من أمن ولم يلقى النبي صلى الله عليه وأهله وسلم مثل النجاشي ولا يدخل من أرتد عن الإسلام كعبد الله بن خطل إما من أرتد ثم رجع كالأشعث بن قيس فيدخل في الصحبة ولله الحمد.



وعدلهم رسول الله صلى الله عليه وأهله وسلم في الأحاديث الصحيحة التي لا تحتمل الشك والتي تثبت العلم اليقيني والتي هي أصح الصحيح وهى ما أتفق عليه البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {لا تَسُبُّوا أَصحَابِي ؛ فَوَالَّذِي نَفسِي بِيَدِهِ لَو أَنَّ أَحَدَكُم أَنفَقَ مِثلَ أُحُدٍ ذَهَبًا مَا أَدرَكَ مُدَّ أَحَدِهِم وَلا نَصِيفَهُ } رواه البخاري (3673) ومسلم(2540)



وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( خَيرُ النَّاسِ قَرنِي ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُم ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُم ) رواه البخاري (2652) ومسلم أيضا رواه



فهم الذين ضحوا بأنفسهم وأموالهم في سبيل أعلاء كلمه لا اله إلا الله, وجاهدوا في الله حق جهاد وعدلهم الله ورسوله صلى الله عليه وأهله وسلم فأعلم حقهم أخي طالب الحق يرحمك الله, فالنبي صلى الله عليه وأهله وسلم أعدهم ليتحملوا هذا الدين فكان يرشدهم ويعلمهم وكان يقرأ عليهم القران ولا تتعجب إذا قلت لك أن النبي صلى الله عليه وأهله وسلم كان يحب يسمع القرآن منهم ففي الحديث المتفق عليه عن عبد الله بن مسعود أن النبي صلى الله عليه وأهله وسلم قال له: {إقراء علي قال أقراء عليك وعليك أنزل قال إني أشتهى أن أسمعه من غيري} الحديث, ولا تتعجب أيضا أذا قلت لك أن النبي صلى الله عليه وأهله وسلم صلى خلف واحد منهم ففي مسند أحمد عن عائشة رضي الله عنها: { قال رسول الله صلى الله عليه وأهله وسلم في مرضه الذي مات فيه: مروا أبا بكر فليصل بالناس ... فصلّى أبو بكر، وصلّى النبي صلى الله عليه وأهله وسلم خلفه قاعدا }

ولا تتعجب إذا قلت لك أن النبي صلى الله عليه وأهله وسلم إستشارهم فقد قال النبي للصحابة في بدر أشيروا علي في المنزل وأخذ برأي الحباب بن المنذر ولا تتعجب عندما تسمع الآية: ((وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ ))[آل عمران:159] فالنبي صلى الله عليه وأهله وسلم بلغ لهم حتى يبلغون الإسلام بكل معانيه للناس بعد إنتقال النبي صلى الله عليه وأهله وسلم للرفيق الأعلى, وقال في الحديث المتواتر: { نضر الله امرئ سمع مقالتي فأداها كما سمعها فرب مبلغ أوعى من سامع}



وقال: {من كذب على متعمدا فليتبوأ مقعده من النار} وقال فليبلغ الشاهد منكم الغائب وقال لهم النبي صلى الله عليه وأهله وسلم



يا أيها الناس خذوا عني مناسككم، فإني لا أدري لعلي لا أحج بعد عامي هذا



حديث عن جابر بن عبد الله صححه الألباني في صحيح الجامع, فالنبي صلى الله عليه وأهله وسلم بذلك حمل الصحابة مسؤولية تبليغ الإسلام للناس, اعلم أخي طالب الحق أن الصحابة كلهم خير وكلهم هدى قال النبي صلى الله عليه وأهله وسلم: { أصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم} الحديث الذي رواه الدارقطني في المؤتلف والقضاعي في مسند الشهاب وعبد بن حميد و البيهقي في المدخل وابن عدى في الكامل والدارمي وابن عبد البر و ابن عساكر و الحاكم وغيرها بألفاظ مختلفة المبنى متقاربة المعنى وبكثرة طرقه وصل لدرجة الحسن كما قال الشيخ محمد عبد الحي اللكنوي الهندي في كتابه أقامه الحجة وقال أن الأمام الصغاني حسنه أيضا فيقول ونقل ذلك عن الصغاني الشيخ السيد الجرجاني في حاشية المشكاة, وقال القاسم الحنفي تلميذ بن حجر العسقلاني: { وتقليد الصحابي وأتباعه في قوله وفعله من غير تأمل في الدليل واجب يترك به القياس } وأستدل بالحديث السابق أصحابي كالنجوم وقال: { رواه الدارقطني وابن عبد البر من حديث ابن عمر وقد روى معناه من حديث أنس وفى أسانيدها مقال لكن يشدد بعضها بعضا } انتهى كلام القاسم الحنفي.



فهؤلاء هم الرجال حقا

فهم من جمع القرآن لأن النبي صلى الله عليه وأهله وسلم مات والقرآن لم يجمع فأعلى الله همتهم لجمعه وهذا بلا شك كان من الأمور التي شرفهم الله بها حتى لا يستهين أحد بمنزلتهم وفضلهم على الأمة, فكانوا لبعض كالبنيان يشد بعضه بعضا ثم نقل كل واحد منهم ما لديه من علم عن النبي صلى الله عليه وأهله وسلم فبلغوا السنة من تقرير أو قول أو فعل للنبي صلى الله عليه وأهله وسلم أوصفه خلقيه أو خلقيه, فنقلوا كل ذلك للتابعين الذين صاحبوهم وسمعوا منهم.

وبذلك يتضح فضل الصحابة رضي الله عنهم في أن أي عبادة تتقرب بها إلى الله فلهم فضل عليك فيها لأنهم أوصلوا لك هذا الدين عن النبي صلى الله عليه وأهله وسلم فرضي الله عنهم وأرضاهم.

لذلك قال أبو زرعة الرازي وهو من أئمة الحديث عندما سأله سائل عن الروافض قال: { إذا رأيت الرجل ينتقص أحد من أصحاب رسول الله فـأعلم أنه زنديق وذلك أن الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ عندنا حق والقرآن حق، وإنما أدى إلينا هذا القرآن و السنن أصحاب رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وإنما يريدون أن يجرحوا شهودنا ليبطلوا الكتاب والسنة والجرح بهم أولى وهم زنادقة } رواه الخطيب في الكفاية.

ثم أعلم أخي طالب الحق أننا نعتقد أيضا أنهم بشر يصيبوا ويخطأوا وليسوا معصومين لكنهم بتعديل الله ورسوله صلى الله عليه وأهله وسلم لهم وببيان أهمية دورهم نتيقن أنهم يستحيل عليهم أمور منها الكذب وكتمان العلم وما حدث بينهم من خلافات له حكمة إلهية في إعتقادي وهى حتى لا يفتتن بهم الناس ويعتقد فيهم العصمة مثلما اعتقدت الرافضة في أئمتهم , وحتى لا يعتقد أحد أنهم آلهة أو ملائكة أو أنبياء هذه هي الحكمة فأحذر أيها المسلم أن تطعن في من عدله الله ورسوله صلى الله عليه وأهله وسلم و في من نقل إليك الدين فتهلك, لذلك عندما احتار الملاحدة والزنادقة وأهل الأهواء كيف يطعنون الإسلام النقي الطاهر وكيف يخالفون الهدي النبوي حتى يصطنعوا أسلاما تبعا لأهوائهم وأطماعهم يتحايلون به على الناس ليتكسبوا به الدنيا وليس الآخرة لم يجدوا إلا أصل الإسناد للناس عن النبي صلى الله عليه وأهله وسلم والذي يمثله الصحابة رضي الله عنهم فطعنوا فيه حتى ينهار الإسناد فيضيع الدين لأن الإسناد من الدين ولولا الإسناد لقال من شاء ما شاء كما قال ابن المبارك ونقل هذا القول عنه مسلم في مقدمه صحيحة فهم حتى يضعوا على النبي سنن من وضعهم يخالفون بها الهدى النبوي باسم الدين وباسم أهل البيت طعنوا في نقله ديننا وحتى يخفوا شكلهم القبيح ونواياهم الخبيثة أدعوا الانتساب لأهل البيت وأن ما لديهم هو علم أهل البيت مع أنهم لا يسلم لهم إسناد صحيح للنبي صلى الله عليه وأهله وسلم ولا لأهل بيته وجل رواتهم مشهورون بالكذب فأذكر منهم زرارة وأبان بن أبى عياش الذي قال عنه شعبه: { لأن أزني أحب إلى من أن أروي عن أبان} ولا أنسى أن أذكر جابر الجعفي المشهور بالكذب والمتروك عند أهل الحديث

لأبين لك أكثر أخي طالب الحق عظم الرزية على المسلمين في تهجم الروافض على الصحابة فأبو هريرة روى(5874) حديث وعبد الله بن عمر روى (2630) حديث وأنس بن مالك روى (2286) حديث والسيدة عائشة روت (2210) حديث و بن عباس (1660) وجابر بن عبد الله (1540) وأبو سعيد الخدري (1170) روى باقي الصحابة المئات من الأحاديث فمن يطعن فيهم يريد يطعن في هدى النبي صلى الله عليه وأهله وسلم وبالتالي يريد أن يطعن في الإسلام ويرد على الله قال تعالى: (( وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى {3} إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى {4} ))[النجم].

ومما لا شك فيه أن أئمة الشيعة الإثنى عشر كانوا من أئمة أهل السنة والجماعة وما إنتساب الروافض لهم إلا أدعاء, والمودة بين أهل البيت والصحابة طفحت بها الكتب أنظر قول الأمام علي رضي الله عنه في الصحابة ذكره الكاندهلوي في كتابه حياة الصحابة أن ابن أبى الدنيا أخرج عن أبى أراكه يقول صليت مع على رضي الله عنه صلاة الفجر فلما أنفتل عن يمينه مكث كان عليه كأبه حتى إذا كانت الشمس على حائط المسجد قيد رمح صلى ركعتين ثم قلب يده فقال: { والله لقد رأيت أصحاب محمد فما أرى اليوم شئ يشبههم لقد كانوا يصبحون صفرا شعثا غبرا بين أعينهم كأمثال ركب المعزى قد باتوا لله سجدا وقياما يتلون كتاب الله يتراوحون بين جباههم وأقدامهم فإذا أصبحوا فذكروا الله مادوا كما يميد الشجر في يوم الريح هملت أعينهم حتى تبل ثيابهم والله فكان القوم باتوا غافلين} انتهى الأثر ثم نهض فما رأى بعد ذلك مفترا يضحك حتى قتله ابن ملجم عدوا الله الفاسق كذا في البداية 8-6 , كما أخرجه أيضا أبو نعيم في الحلية والدينوري وبن عساكر هذا بالنسبة للأمام علي رضي الله عنه,



أما جعفر الصادق فقد قال بن حجر الهيتمي في الصواعق: {أخرج الدارقطني عن عروه بن عبد الله قال سألت أبا جعفر الباقر عن حليه السيف قال لا بأس به قد حلى أبو بكر الصديق رضي الله عنه سيفه قال قلت وتقول الصديق قال نعم الصديق نعم الصديق نعم الصديق فمن لم يقل الصديق فلا صدق الله قوله في الدنيا والآخرة وأخرج أيضا عن جعفر الصادق أنه قال ما أرجو من شفاعة على إلا أرجو من شفاعة أبو بكر مثله ولقد ولدنى مرتين } يقصد أبو بكر رضي الله عنه وأرضاه



وأخرج الداراقطني قول جعفر الصادق: { يا سالم أيسب الرجل جده أبو بكر جدي لا تنالني شفاعة محمد يوم القيامة أن لم أكن أتولاهما وأبرأ من عدوهما} يقصد الشيخين ولم أرد أن أذكر باقي الآثار لأنها كثيرا جدا, ويكفى من القلادة ما أحاط بالعنق.


قصة توبتي من مذهب الشيعة الإمامية



وقد يشد انتباهك أخي طالب الحق قولي في أول البحث التائب من التشيع فأحببت أن أعطيك أخي تجربتي في التشيع في هذا البحث لأنها ستلخص لك دين الروافض وأسال الله أن ينفع بها كل من يطلب الحق.



فقد تربيت تربية دينية والحمد لله فحفظت جزء {عم} وأنا صغير مثل أطفال أهل السنة وعرفت طريق المسجد صغيرا ولكن كل معرفتي بالدين كانت في مجال القصص القرآني والأحكام المجمع عليها التي يعرفونها معظم المسلمين ولا أعرف خلاف ولا أعرف عن المذاهب إلا أسمائها حتى دخلت الجامعة وفى الجامعة بعدت عن الإلتزام ولكن الحمد لله لم تدم هذه المرحلة كثيرا فعدت وأنا في أخر عام في الجامعة إلى صوبي بعدما تكرر رسوبي بسبب عدم حبي لدراسة الزراعة فالتزمت بديني وأخذت شهادتي الجامعية وهو بكالوريوس زراعه من جامعه الإسكندرية واتجهت لتعلم العلوم الشرعية بانضباط فجلست في مجالس المشايخ العظام أمثال الشيخ محمد إسماعيل المقدم والشيخ ياسر برهامي والشيخ المحدث أحمد شحاتة السكندري ومشايخ أخرى من أصحاب العقيدة السلفية وتعلمت أيضا على الشيخ المحدث محمد إبراهيم عبد الباعث الكتاني وهو صوفي أشعري العقيدة



وكذلك درست دراسة أكاديمية في معهد الدعوة والدراسات الإسلامية أربع سنوات على يد أساتذة عظام أمثال الشيخ الدكتور محمود عبد الله العكازي أستاذ الفقه المقارن بجامعه الأزهر والشيخ الدكتور جميل علام أستاذ العقيدة والشيخ الدكتور محمد الصفتي أستاذ التفسير بجامعه الأزهر والتحقت بكلية الآداب قسم اللغة العربية وأنا إلى الآن أدرس به ولله الحمد عندي أسانيد متصلة للنبي فقد حصلت على إجازات في بعض كتب الحديث مثل كتاب موطأ مالك وكتاب مسند الشافعي عن المحدث السلفي أحمد شحاتة السكندري وهناك مشايخ أخرى تعلمت على يديها حتى لا أنكر فضلهم على ولكن لن أستطيع أن اذكر الجميع حتى لا أطيل فبعد سنوات أصبحت طالب علم, فبعد أن كنت أنظر للشريعة من الخارج كأي مقلد عامي أصبحت أعرف أمور خلافية لا يعرفها الكثير من الناس إلا العلماء وطلبة العلم فظننت أنني عالم وكذلك أستطيع أن أجتهد وأحدد مصيري وأن أرجح بين المذاهب فحملت نفسي ما لا تطيق ورحم الله أمرا عرف قدر نفسه



فقد يصدق في قول الشاعر:

ما يبلغ الأعداء من جاهل ما يبلغ الجاهل من نفسه



ولكن أنصح جميع طلاب العلم أن لا يغرهم الإلمام ببعض الأمور فأعلم أخي أنك تجهل الكثير ولا تظن أنك أحط بكل العلم لأن من ظن أنه علم فقد جهل وحتى العالم سيظل يتعلم من المهد إلى اللحد ومع المحبرة إلى المقبرة وإياك أن تتطاول على الثوابت التي يعتقدها ويتعبد بها أهل السنة والجماعة لأنها أجمعت الأمة عليها من أول عصر الصحابة وحتى يومنا هذا وأرجو أن تستفيدوا من تجربتي.



فكان حديث النبي صلى الله عليه وأهله وسلم: {إفترقت اليهود على أحدى وسبعين فرقه وإفترقت النصارى على إثنين وسبعين فرقه وسوف تفترق هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقه كلها في النار إلا واحدة} هذا الحديث كان يجعلني في قلق وخوف من أن تكون الفرقة الناجية ليست أهل السنة والجماعة وتبعه بالاهتمام حديث: { لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الدين محافظين لا يضرهم من خالفهم حتى يأتي أمر الله} فبحثت في الفرق بتجرد وحيادية تامة بحثا عن المذهب الحق أو الفرقة الناجية وأنا لازلت طري العظام وأنا لازلت طفل في الروضة في عالم البحث, فبعد قراءتي للمذهب الأشعري وحضور مجالس الشيخ محمد إبراهيم عبد الباعث وسمعت أدلتهم على مذهبهم وبعد قراءة كتب الشيعة وسمعت أدلتهم على مذهبهم من مشايخهم على النت وكذلك قرأت كتب الخوارج الإباضية مثل كتاب مسند الربيع وغيره وقرأت عن المعتزلة وعن القرآنيين أتباع أحمد صبحي منصور وعن العلمانيين أتباع محمد أحمد خلف الله وفرج فوده والتكفيريين أتباع شكري مصطفى فقلت الفرقة الناجية لن تخرج عن الثلاث فرق التالية السلفية والأشاعرة والشيعة الإمامية الإثنى عشرية،

وحدث داخلي رهبه وخوف شديد لأنني لا أعرف ولا أستطيع أن أحدد من هي الفرقة الناجية والأمر يتعلق بجنه ونار فكنت في عذاب وحيره وأشعر أنني أقف على خيط رفيع مشدود ومحاصر من كل الجهات بالنيران وأشعر أنني عندي تخبط عقائدي ولا يوجد توجه عقائدي محدد بعدما كنت سلفي العقيدة , استطاعوا الشيعة أن يحيطوني بالشبهات التي هم يبثون فيها من يوم ظهورهم حتى الآن فيثيرون الشكوك في مذهبي , فيأتون بروايات ضعيفة وروايات مكذوبة فيساندون بها مذهبهم وروايات صحيحة فيؤولونها تأويل بعيد عن المعنى المراد من الحديث حتى للأسف ظننت أن هذا هو الحق وأنهم هم الذين لديهم الإسلام الذي ارتضاه الله ورسوله للناس وتعبدت على مذهبهم المذهب الشيعي الإمامي الأثني عشري لمدة عام كامل.



تبدأ قصتي معهم بأنني شاركت في الحوارات غرفة الحق على البالتوك وكنت أنصر مذهبهم ولقيت تأييدا منهم وتمجيدا وكأن كل من يتشيع يصبح صفوة الصفوة ولباب اللباب, فقد لاحظت فيهم أمرا عجيبا وهو أنهم يمجدونك ويجعلونك خير من وطئ الحصى إذا كنت شيعي إمامي إثني عشري على معتقدهم ويقولون لك طيب الله أنفاسك, وينزلونك أسفل سافلين إذا كنت مخالف لهم فعندهم أن النواصب شر من اليهود والنصارى لأن الناصبي أنكر حق أهل البيت وعاداهم بينما اليهودي أو النصراني لم يعادي ويقدسون معمميهم فيطلقون عليهم لقب آية الله , ولمن مات من معمميهم قدس الله سره وأعلنت تشيعي في عدة غرف شيعية على البالتوك, ثم استعان بي (المراجعات) وهو من أكبر مديري الحوارات عندهم عندما فتح غرفة نور الولاية (الشيعية)، وكنت أدمن في الغرفة وأعتقد أن سر إقبالهم علي أنني كنت صادقا في تشيعي وأنني تعبدت على مذهبهم إلى الله ظننا مني أن هذا هو الحق.



وأنقل لك أخي إحساسي أول ما تشيعت لأنه أحساس غريب أحسست أخي طالب الحق أنني سقط عنى التكليف, أما الاعتقاد فبعدما كنت أعتقد أن النافع والضار هو الله وإذا سألت فأسال الله وإذا استعنت أستعن بالله أصبحت أشعر أن بوجود الأئمة معي مغفور لي كل شيء بإذن الله ما على إلا أن أقول يا حسين أو يا علي والأمر مجاب دنيا وأخره كما يقولون: { نادي عليا مظهر العجائب تجده عونا لك في النوائب}



فأصبحت أتخلى عن حذري الذي كنت فيه فقد كنت سابقا وكأني أمشى على الشوك ثم فرشت الأرض بالورود وكل هذا وأنا لازلت فى الدنيا أحسست أنى ضمنت الجنة بإعلان الولاية وأن الأمر أصبح مباح لي في أن أتزوج أي أمراه تعجبني متعة ولو لمده يوم ولى الأجر والثواب من الله فلك أن تتمتع بالنساء كما تشاء وتثاب من الله,



فتغيرت أخلاقي تبعا لتغير اعتقادي فالسلوك مرآة الفكر ويتغير تبعا لتغير الاعتقاد فهو انعكاس لما يدور بالعقل فأصبحت وليس عندي مانع من أن أتمتع بأي امرأة تعجبني بأن أتزوجها متعة.



وأما الصلاة فلا مانع من جمع الظهر مع العصر ومن جمع المغرب مع العشاء ومن أن أصليهم في البيت لأنه لا يجوز أن أصلي في مسجد سني جماعة, وانتابني أحساس العظمة وكأنني من شعب الله المختار اعتقدت أنى كنت شيعي في الأزل كما يعتقدون وخلقت من فضل طينه الأئمة فعندهم حديث شيعتنا من فاضل طينتنا وكل من يخالفني ويخالف الشيعة فهو ناصبي خلق من طينة خبيثة وكأن لسان حالي يقول لن تمسنا النار إلا أياما معدودة ويقول أيضا ليس علينا في الأميين سبيل وكان لسان حالي يقول قول الشاعر:

ولايتي لأمير النحل تكفيني ** عند الممات وتغسيلي وتكفيني

وطينتي عجنت من يوم تكويني ** في حب حيدر فكيف النار تكويني



وقد قال لي أحد المعممين البحرانيين:

عندما تتعرض لأزمة تصلي ركعتين وتقول يا زهراء ألف مره وتطلب منها ما تريد تجاب وتأخذ حجاب الإمام على أو حرز الإمام على فتضعه على ذراعك الأيمن من أعلى فيبعد عنك كل سوء هكذا قال لي هداه الله .. ولا حول ولا قوة إلا بالله..



ثم وجدت منهم أمور جعلتني أنتبه وأراجع نفسي منها قول الفالي: {إن لله بيتين شعر في الإمام علي} فلا يجرأ أحد من أهل السنة على قول هذا ولو كان فاسق فاجر وأنا أعرفهم جيدا قبل تشيعي فكيف بأحد أكبر علماء الإمامية يقول هذا أو ينقل خبر كهذا للناس وهذا الخبر ليس من كيسه هو ولكنه من الثابت في كتبهم. وكقولهم عن على أنه قال في رواية أنا فرع من فروع الربوبية وتجد هذا القول في شرح الزيارة الجامعة الكبيرة للإحسائي وحاشاه رضي الله عنه أن يقول هذا.



وقولهم أن علي قال: أنا الأول أنا الأخر أنا الظاهر أنا الباطن, فكيف يقول علي رضي الله عنه هذا والله يقول في سورة الحديد: (( هُوَ الأَوَّلُ وَالآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ))[الحديد:3]



وقولهم بالولاية التكوينية للأئمة التي يخضع لها جميع ذرات الكون والتي بها يتعدوا على مقام الربوبية وخلطوا بين الخالق والمخلوق يقول الخميني في كتابه الحكومة الإسلامية تحت عنوان الولاية التكوينية ما يلي: {فإن للإمام مقاماً محموداً ودرجة سامية وخلافة تكوينية تخضع لولايتها وسيطرتها جميع ذرات هذا الكون}.



كذلك وجدت عندهم فتاوى عجيبة لم أسمع بها من قبل ولم أعتقد في يوم من الأيام أن يكون هذا من الإسلام مثل أن المرأة فوق الخمسين ليس عليها عده متعه فلها أن تتمتع مع رجل ثم تتزوج غيره بعده مباشرتا فبهذا قد تتزوج ألف رجل في عام واحد ولها الأجر والثواب من الله فكيف هذا ؟.



ويجوز لها أن تمتهن المتعة على فتوى علماء الإمامية فهل هذا من الإسلام, وفتوى أخرى للسيستاني ولكن منهم من شكك فيها يقول أن نكاح البهائم مكروه وعلى الأحوط وجوبا تركه ولم يحرمه, وفتوى بجواز إتيان المرأة في دبرها للسيستاني أيضا.



ولا يوجد فتوى واحده عندهم بتكفير من يعتقد بتحريف القران أتدرى لماذا لأن جمهور قدماء محدثي الروافض كان يعتقد بالتحريف كما قال النوري الطبرسي في كتابه فصل الخطاب في إثبات تحريف كتاب رب الأرباب وأن من ضروريات مذهبهم الإعتقاد بالتحريف كما ذكر الحر العاملي, وكذلك عدنان البحراني قال عن التحريف أنه من ضروريات المذهب ومعنى من ضروريات المذهب أنه لا يكون شيعي إمامي إثنا عشري من لا يعتقد بالتحريف لعنهم الله.

وعندهم فتوى بجواز قراءة القرآن في الحمام ويوجد باب في كتاب مستدرك الوسائل باب جواز قراءة القرآن كله في الحمام لمن عليه إزار.



فكل هذا يتنافى مع الفطرة السليمة فكيف بالشرع , وتسمعهم فى الحسينيات يدخلون الآيات القرآنية في لطمياتهم ويتغنون بها مثل آية إنا أعطيناك الكوثر فلا حول ولا قوه إلا بالله. وماذا في هذه الحسينيات إلا الشرك بالله



ويصدق فيهم قول الشاعر:

وينبحون النبح كالكلاب طريقهم ليس على الصواب

وليس فيهم من فتى مطيع فلعنه الله على الجميع



وتجدهم يعظمون القبور أشد تعظيم فيبنون عليها ويزينون بالنقوش وأحيانا بالذهب والفضة فتكلفه البناء على قبر الخميني صاحب فكره ولاية الفقيه وصلت ثمانية مليار دولار أمريكي, مع أن إيران بها الملايين من الفقراء ويصدق فيهم قول الشاعر:

أحياؤهم لا يرزقون بدرهم وبألف ألف ترزق الأموات



وكذلك إنكارهم أخبار تواترت في الأمة حتى أتضح لي أن من ينكرها يريد أن يستخف بعقول المسلمين, منها إنكارهم أن أبي بكر الصديق هو من كان مع النبي في الغار



ثانيا: إنكارهم أنه كان للنبي صلى اله عليه وسلم ثلاثة بنات وأن رقيه وأم كلثوم وهم من تزوجهم سيدنا عثمان رضي الله عن الجميع بنات للنبي بل يدعون أنهم كانوا ربيباته



ثالثا: إنكارهم المسح على الخفين مع أنه تواتر عن النبي العمل به ونقل هذا التواتر الحافظ الكتاني في كتابه العظيم نظم المتناثر من الحديث المتواتر



رابعا: إنكارهم أن آيات سوره النور نزلت في أم المؤمنين عائشة مع أن حادثه الإفك ونزول الآيات حادثه تواترت تاريخيا لذلك قال علماء المسلمين من يطعن في السيدة عائشة بعد نزول الآيات يكفر



خامسا: إنكارهم مبايعه الأمام علي للصديق رضي الله عنهم مع أن النصوص في هذا صريحة والأخبار صحيحة لا يطعن فيها إلا هالك والقرائن كثيرة ومنها أن الأمام على كان للصديق ولعمر كالوزير فرضي الله عن الجميع.



فما كل هذا الكم من الإنكار للإجماع ومخالفة الهدى النبوي والتعدي على مقام الالوهية , فيا أيها الشيعي أنتبه لما ذكرت لك وقل كما قال المخلصين ممن يبحث عن الحق منكم قول الشاعر:

لو كان سهما واحد لتقيتة ولكن سهم وثان وثالث



وغيبة الإمام الثاني عشر أمر غريب جعلني أتساءل, لماذا الغيبة فهي تتعارض أصلا مع مبدأ الإمامة لأنه يقوم على أنه لا تخلوا الأرض من أمام منصب من قبل الله يجعله الله حجه على الناس فقد غاب منذ عام 260 هجريا ونحن الآن 1430 هجريا أي له 1170 عام غائب لا يقوم بمهام الإمام.



فكيف به يغيب عن الناس كل هذا الأجل, فقد ولد الإمام المهدي محمد بن الحسن على زعمهم عام 255 هجريا ثم غاب من عام260 هجريا دخل سرداب في سامراء فالسرداب يعتبر رمزا للغيبة لأنه به اختفى الإمام خلاصاً من أعدائه شرطه الخليفة العباسي



فقد نصبه الله أمام وعرف الناس إمامته وهو عمره خمس سنوات ثم غاب عنهم وله إلى الآن 1170 سنه هجريه غائب
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
عام من التشيع
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
»  عام من التشيع
»  ماذا بعد التشيع؟
»  الطريق نحو التشيع
»  ماذا بعد التشيع؟
»  لماذا تركت التشيع ؟!

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
اسلام ويب :: ۩✖ Known to the islam ۩✖ :: قسم الحـــوار الشيعــــي :: دعــــــــوة الشيعــــــه-
انتقل الى: