اسلام ويب
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

من فقه الدعاء يقول سيدنا عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -: "أنا لا أحمل همَّ الإجابة، وإنما أحمل همَّّ الدعاء، فإذا أُلهمت الدعاء كانت الإجابة معه". وهذا فهم عميق أصيل ، فليس كل دعاء مجابًا، فمن الناس من يدعو على الآخرين طالبًا إنزال الأذى بهم ؛ لأنهم ينافسونه في تجارة ، أو لأن رزقهم أوسع منه ، وكل دعاء من هذا القبيل ، مردود على صاحبه لأنه باطل وعدوان على الآخرين. والدعاء مخ العبادة ، وقمة الإيمان ، وسرّ المناجاة بين العبد وربه ، والدعاء سهم من سهام الله ، ودعاء السحر سهام القدر، فإذا انطلق من قلوب ناظرة إلى ربها ، راغبة فيما عنده ، لم يكن لها دون عرش الله مكان. جلس عمر بن الخطاب يومًا على كومة من الرمل ، بعد أن أجهده السعي والطواف على الرعية ، والنظر في مصالح المسلمين ، ثم اتجه إلى الله وقال: "اللهم قد كبرت سني ، ووهنت قوتي ، وفشت رعيتي ، فاقبضني إليك غير مضيع ولا مفتون ، واكتب لي الشهادة في سبيلك ، والموت في بلد رسولك". انظر إلى هذا الدعاء ، أي طلب من الدنيا طلبه عمر، وأي شهوة من شهوات الدنيا في هذا الدعاء ، إنها الهمم العالية ، والنفوس الكبيرة ، لا تتعلق أبدًا بشيء من عرض هذه الحياة ، وصعد هذا الدعاء من قلب رجل يسوس الشرق والغرب ، ويخطب وده الجميع ، حتى قال فيه القائل: يا من رأى عمرًا تكسوه بردته ** والزيت أدم له والكوخ مأواه يهتز كسرى على كرسيه فرقًا ** من بأسه وملوك الروم تخشاه ماذا يرجو عمر من الله في دعائه ؟ إنه يشكو إليه ضعف قوته ، وثقل الواجبات والأعباء ، ويدعو ربه أن يحفظه من الفتن ، والتقصير في حق الأمة ، ثم يتطلع إلى منزلة الشهادة في سبيله ، والموت في بلد رسوله ، فما أجمل هذه الغاية ، وما أعظم هذه العاطفة التي تمتلئ حبًا وحنينًا إلى رسول الله - صل الله عليهلم -: (أن يكون مثواه بجواره). يقول معاذ بن جبل - رضي الله عنه -: "يا بن آدم أنت محتاج إلى نصيبك من الدنيا ، وأنت إلى نصيبك من الآخرة أحوج ، فإن بدأت بنصيبك من الآخرة ، مرّ بنصيبك من الدنيا فانتظمها انتظامًا ، وإن بدأت بنصيبك من الدنيا ، فائت نصيبك من الآخرة ، وأنت من الدنيا على خطر). وروى الترمذي بسنده عن النبي - صل الله عليهلم -: أنه قال: ((من أصبح والآخرة أكبر همه جمع الله له شمله ، وجعل غناه في قلبه ، وأتته الدنيا وهي راغمة ، ومن أصبح والدنيا أكبر همه فرَّق الله عليه ضيعته ، وجعل فقره بين عينيه ولم يأته من الدنيا إلا ما كُتب له)). وأخيرًا .. أرأيت كيف أُلهم عمر الدعاء وكانت الإجابة معه ، وصدق الله العظيم إذ يقول: (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ) (186)" (البقرة:186).


 

  من الأخبار التوراتية المتناقضة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة


avatar


نقــاط : 99285
	من الأخبار التوراتية المتناقضة Oooo14
	من الأخبار التوراتية المتناقضة User_o10

	من الأخبار التوراتية المتناقضة Empty
مُساهمةموضوع: من الأخبار التوراتية المتناقضة   	من الأخبار التوراتية المتناقضة Emptyالأربعاء 12 يونيو 2013 - 16:17


من الأخبار التوراتية المتناقضة

- أنه جاء في سفر الملوك " كان أخزيا ابن اثنتين وعشرين سنة حين ملك، وملك سنة واحدة" (الملوك (2) 8/26 ).

وفي سفر الأيام ما يناقضه: "كان أخزيا ابن اثنتين وأربعين سنة حين ملك، وملك سنة واحدة" (الأيام (2) 22/2 ).

وما جاء في الأيام خطأ ولا ريب، إذ أن يهورام الملك والد أخزيا قد مات وعمره أربعون سنة، وتولى الحكم بعده ابنه أخزيا، فلا يمكن أن يكون عمر ابنه أخزيا حينذاك اثنين وأربعين سنة.

لذلك عمد محققو الترجمة العربية المشتركة إلى تصحيح الخطأ في سفر الأيام، فالنص عندهم: "وكان أخزيا ابن عشرين سنة حين ملك، وملك سنة واحدة بأورشليم" (الأيام (2) 22/2 )، لكنه - وللأسف - لم يصحح في مئات التراجم العالمية التي يتداولها المسيحيون في العالم.

وقد أقر القس الدكتور منيس عبد النور في دفاعه الحميم عن الكتاب المقدس الموسوم بـ "شبهات وهمية"؛ أقر بوقوع خطأ في سفر الأيام، وردّه إلى غلطة الناسخ، لتشابه الحرف العبراني الذي يدل على الرقم (2) مع الحرف الذي يدل على الرقم (4)، لكنه قلل من أهميته، لأن "غلطة الناسخ هذه لا تُغير عقيدة يهودية ولا مسيحية"!([1])

وهنا نتساءل: إن كان الخطأ وقع من ناسخ واحد من نساخ المخطوطات التي يتفاخرون بكثرتها، فلم تركوا المخطوطات الصحيحة، وأخذوا بالخاطئ منها، ومتى سيصلحون هذا الخطأ.

إنا نظن أن أحداً لن يجرؤ على القول بأن الغلط كان في جميع النسخ، لأنه حينذاك يكون خطأ من المؤلف الأصلي للسفر أو من الروح الذي أوحى إليه بهذا الغلط.

ثم هل أخطأ النساخ في فقرات أخرى من المواضع التي لا تؤثر على العقيدة؟ وكيف لنا أن نجزم بأنهم معصومون من الخطأ في قضايا العقيدة دون القضايا التاريخية التي تشكل غالب أجزاء الكتاب المقدس.

- ومثله وقع الخطأ في عمر يهوياكين الذي ملك بني إسرائيل، فقد جاء في سفر الملوك "كان يهوياكين ابن ثماني عشرة سنة حين ملك، وملك ثلاثة أشهر في أورشليم " (الملوك (2) 24/Cool.

وفي سفر الأيام ما ينقضه ولا سبيل إلى الجمع، إذ يقول: "كان يهوياكين ابن ثمان سنين حين ملك، وملك ثلاثة أشهر وعشرة أيام في أورشليم" ( الأيام (2) 36/9).

لذا يقول محررو قاموس الكتاب المقدس: "يرجح أن رواية سفر الملوك الثاني هي الرواية الصحيحة".([2])

- ويتحدث سفر الأيام عن الملك شاول، فيجعله من ذرية قيس بن نير، فيقول: "ونير ولد قيس، وقيس ولد شاول" (الأيام (1) 8/33)، وهذا مناقض لما جاء في سفر صموئيل ، حيث يخبرنا أن نير وقيس أخوان، فيقول: "أبنير بن نير عم شاول، وقيس أبو شاول، ونير أبو أبنير؛ ابنا إبيئيل" (صموئيل (1) 14/50-51)، و(انظر صموئيل (1) 9/1).

- ويتناقض كُتاب العهد القديم في نِسبة يثر والد عماسا، فيجعلونه مرة إسماعيلياً كما في سفر الأيام "وأبو عماسا يثر الإسمعيلي" (الأيام (1) 2/17)، وفي مرة أخرى جعلوه إسرائيلياً، لا إسماعيلياً كما زعم كاتب سفر صموئيل بقوله: "وكان عماسا ابن رجل اسمه يثرا الإسرائيلي " (صموئيل (2) 17/25)، فأيهما هو الصحيح، ولا يمكن بحال من الأحوال أن يكون يثر من نسل إسرائيل (يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم) وهو في نفس الوقت ينتسب لعمه إسماعيل بن إبراهيم!

- وتكرر نفس الخطأ والتناقض في سياق الحديث عن أُم الملك حورام ملك صور ، ففي سفر الملوك الأول أن حيرام "ابن امرأة أرملة من سبط نفتالي" (الملوك (1) 7/14)، وبينما يقول كاتب سفر الأيام الثاني بأنه "ابن امراة من بنات دان" (الأيام (2) 2/14)، ودان ونفتالي هما ابنا يعقوب من زوجته بلهة، فكيف أصبحت أُم حورام من ذرية أخوين شقيقين؟ أين سمعت الدنيا عن شخص ينتسب لأخوين إلا في الكتاب المقدس؟!

- ويتحدث سفر الملوك عن الهدايا التي أرسلها الملك حيرام لسليمان، فيذكر أنها 420 وزنة ذهب، فيقول: "فأرسل حيرام في السفن عبيده النواتي العارفين بالبحر مع عبيد سليمان، فأتوا إلى أوفير، وأخذوا من هناك ذهباً أربع مائة وزنة وعشرين وزنة، وأتوا بها إلى الملك سليمان" (الملوك (1) 9/28).

لكن سفر أخبار الأيام الثاني جعلها 450 وزنة ذهب، حيث يقول: "وأرسل له حورام بيد عبيده سفناً وعبيداً يعرفون البحر، فأتوا مع عبيد سليمان إلى أوفير، وأخذوا من هناك أربع مائة وخمسين وزنة ذهب، وأتوا بها إلى الملك سليمان" (الأيام (2) 8/ 18 )، فالفرق 30 وزنة ذهب، فهل أخطأ الروح القدس أم الكتبة الذين لم يعصموا من الخطأ والنسيان؟

إن الكتبة الذين يخطئون في مثل هذه المسائل البسيطة لا يؤمن من أن يقع منهم الخطأ في القضايا العظيمة المتعلقة باللاهوت وسواه، فمن فقد شرط العصمة والإلهام جاز عليه الخطأ في كل كلامه بلا تفريق.

- ويذكر سفر صموئيل أنه " ولد لأبشالوم ثلاثة بنين وبنت واحدة اسمها ثامار، وكانت امرأة جميلة المنظر " ( صموئيل (2) 14/27 ).

وفي سفر الملوك يذكر ابنة أخرى غير ثامار الوحيدة، فيقول : " معكة ابنة أبشالوم" ( الملوك (1) 15/2 ) فكيف زعم سفر صموئيل أنها وحيدة؟

- يذكر سفر الأيام أن رحبعام أحب معكة ابنة ابشالوم، وأنها ولدت له أبيا " وأقام رحبعام أبيا ابن معكة رأساً وقائداً " ( الأيام (2) 11/22 )، فمعكة بنت أبشالوم هي أم أبيا.

لكنه في السفر نفسه يقول: " ملك أبيا على يهوذا، ملك ثلاث سنين في أورشليم، واسم أمه ميخا بنت أوريئيل من جبعة " ( الأيام (2) 13/1 - 2)، فقد تغير اسم أمه من معكة بنت أبشالوم إلى ميخا بنت أوريئيل؟ ولا يمكن أن تكون كلتاهما أمه!!

ثم يعود سفر الملوك فيأتي بالعجب وهو يتحدث عن آسا بن أبيام (أبيا) الذي ملك بعد أبيه أبيام (انظر الملوك (1) 15/8 )، فيقول السفر عن آسا: " ملك آسا على يهوذا، ملك إحدى وأربعين سنة في أورشليم، واسم أمه معكة ابنة أبشالوم " ( الملوك (1) 15/9 - 10 ).

فأصبحت معكة زوجة لأبيام حسب سفر الملوك، وأماً لابنه آسا، بينما رأيناها في سفر الأيام أماً لأبيام، لا زوجة له "أبيا ابن معكة " ( الأيام (2) 11/22 )، فهل هي زوجة أبيا وأم أبنائه كما في سفر الملوك أم هي أمه كما في الأيام؟ ولا يمكن أن تكون الاثنين معاً.

- ويتحدث سفر صموئيل عن ميكال بنت شاول فيقول: "ولم يكن لميكال بنت شاول ولد إلى يوم موتها" ( صموئيل (2) 6/23 )، ولكنه في السفر نفسه يذكر أن لها ذرية، وأن لهم خمسة من الأبناء من زوجها عدرئيل المحولي، فيقول: " بني ميكال ابنة شاول الخمسة الذين ولدتهم لعدرئيل ابن برزلاي المحولي" (صموئيل (2) 21/8 ).

والحق أن ليس ثمة تناقض هنا، بل خطأ وقع فيه كاتب صموئيل الذي لم يميز بين ميكال وأختها ميرب التي تزوجت عدرئيل المحولي، فقد جاء في سفر صموئيل " وكان في وقت إعطاء ميرب ابنة شاول لدواد أنها أعطيت لعدرئيل المحولي امرأة " ( صموئيل (1) 18/17)، ثم حكى السفر قصة زواج داود من أختها ميكال.

وقد اعترف محررو قاموس الكتاب المقدس بهذا الخطأ ، وردوه إلى خطأ بعض المخطوطات القديمة([3])، وقد أبدلت نسخة الكتاب المقدس المسماة "الكتاب المقدس الأمريكي الجديد" الصادرة عام 1973م، أبدلت ميكال بميراب، لتصحح هذا الخطأ الكبير الذي مازال شامخاً في جميع الترجمات العالمية، ليدلل على أن هذا الكتاب ليس كلمة الله .

- ومما تناقض فيه كتاب التوراة عدد وكلاء سليمان المسلطين على الشعب، فزعم سفر الملوك أنهم 550 وكيلاً، في حين ذكر سفر الأيام أنهم 250 وكيلاً فقط، يقول سفر الملوك: " هؤلاء رؤساء الموكلين على أعمال سليمان خمس مائة وخمسون، الذين كانوا يتسلطون على الشعب العاملين العمل، ولكن بنت فرعون..." (الملوك (1) 9/23 ).

في حين أن سفر الأيام يخالفه، فيقول في نفس السياق: " وهؤلاء رؤساء الموكلين الذين للملك سليمان مائتان وخمسون المتسلطون على الشعب، وأما بنت فرعون... " (الأيام (2) 8/10).

- وتتحدث الأسفار قدوم رئيس شرطة نبوخذ نصر إلى أورشليم وأسره لبعض أعيانها، فتتناقض في هذا الخصوص في ثلاثة مواضع.

أولها: في عدد المأسورين من خواص الملك، فيقول سفر إرمياء: " وأخذ من المدينة خصياً واحداً كان وكيلاً على رجال الحرب، وسبعة رجال من الذين ينظرون وجه الملك الذين وجدوا في المدينة" (إرميا 52/25)، وهو بذلك يناقض سفر الملوك الذي جعل المأسورين من خواص الملك خمسة فقط، فيقول: "ومن المدينة أخذ خصياً واحداً كان وكيلاً على رجال الحرب، وخمسة رجال من الذين ينظرون وجه الملك الذين وجدوا في المدينة " (الملوك (2) 25/19).

وثاني المواضع التي تناقض فيها السفران، حديثهما عن ارتفاع التاج الذي سلبه رئيس الشرطة البابلية، فيذكر سفر إرميا أن ارتفاعه خمسة أذرع ، فيما يجعله سفر الملوك ثلاثة أذرع فقط، يقول سفر إرميا: "وعليه تاج من نحاس ارتفاع التاج الواحد خمس أذرع" (إرميا 52/22)، فيما يقول سفر الملوك: "وعليه تاج من نحاس، وارتفاع التاج ثلاث أذرع " (الملوك (2) 25/17).

وأما ثالثها فهو تحديد اليوم الذي قدم فيه رئيس الشرطة إلى أورشليم، هل كان في سابع الشهر الخامس أم في عاشره، فكاتب سفر الملوك يرى أن قدوم "في الشهر الخامس، في سابع الشهر، وهي السنة التاسعة عشرة للملك نبوخذ ناصّر ملك بابل، جاء نبوزرادان رئيس الشرط عبد ملك بابل إلى أورشليم" (الملوك (2) 25/Cool، فقدوم رئيس الشرطة في اليوم السابع، وهو مكذِّب لما جاء في سفر إرمياء، فقد صرح بأن مقدم رئيس الشرطة كان في اليوم العاشر، وليس السابع، يقول كاتب سفر إرمياء: "في الشهر الخامس، في عاشر الشهر، وهي السنة التاسعة عشرة للملك نبوخذ راصر ملك بابل جاء نبوزرادان رئيس الشرط الذي كان يقف أمام ملك بابل إلى أورشليم" (إرميا 52/12)، فأي السفرين هو كلمة الله؟

- وتختلف الأسفار في عدد المسبيين من اليهود إلى بابل خلال جولات السبي الثلاث، فيذكر سفر إرميا أنهم (4600)، ويفصِّله بقوله: "هذا هو الشعب الذي سباه نبوخذراصر: في السنة السابعة من اليهود ثلاثة آلاف وثلاثة وعشرون. وفي السنة الثامنة عشرة لنبوخذراصر سبى من أورشليم ثمان مئة واثنتان وثلاثون نفساً. في السنة الثالثة والعشرين لنبوخذراصر سبى نبوزرادان رئيس الشرط من اليهود سبع مئة وخمساً وأربعين نفساً. جملة النفوس أربعة آلاف وست مئة" (إرميا 52/28-30).

وهذا الرقم بعيد جداً عن عدد المسبيين الذي أورده سفر الملوك (10000)، فقد قال: "سبى كل أورشليم وكل الرؤساء وجميع جبابرة البأس عشرة آلاف مسبيّ وجميع الصنّاع والأقيان، لم يبق أحد إلا مساكين شعب الأرض" (الملوك (2) 24/14)، فأي الرقمين للمسبيين هو الصحيح؟ ومن المسؤول عن هذا الخطأ الرياضي في كتاب ينسب إلى الله؟

- ولما أراد داود أن يبني مذبحاً للرب اشترى مكان المذبح من أرنان الذي عرض التبرع بمكان المذبح، لكن داود رفض وأصر على دفع الثمن، فكم الثمن الذي دفعه داود لأرنان؟

ويجيب سفر صموئيل أنه خمسون شاقلاً من الفضة، فيقول: "فقال الملك لأرونة: لا بل اشتري منك بثمن، ولا أصعد للرب إلهي محرقات مجانية، فاشترى داود البيدر والبقر بخمسين شاقلاً من الفضة، وبنى داود هناك مذبحاً للرب، وأصعد محرقات وذبائح سلامة " (صموئيل (2) 24/24-25)، وهذا السعر أقل بكثير مما ذكره سفر الأيام الذي جعل الثمن ستمائة شاقل من الذهب، فقال: "ودفع داود لأرنان عن المكان ذهباً وزنه ستمائة شاقل، وبنى داود هناك مذبحاً للرب، وأصعد محرقات وذبائح سلامة" (الأيام (1) 21/25-26)، وبين الثمنين فرق كبير، فأيهما دفعه داود لأرنان؟

- ويحدثنا الكاتب المجهول لسفر الملوك عن الملك السامري ياهو، فيذكر أنه ملك على السامرة مدة ثمان وعشرين سنة، يقول سفر الملوك "وكانت الأيام التي ملك فيها ياهو على إسرائيل في السامرة ثماني وعشرين سنة" (الملوك (2) 10/36).

ولو سألتُ القارئ الكريم في أي سني الملك يهوآش مات ياهو، فلن يجد كبير عناء في القول بأن ذلك كان في السنة الحادية والعشرين من حكم يهوآش، لأنه "في السنة السابعة لياهو، ملك يهوآش، ملك أربعين سنة في أورشليم " (الملوك (2) 12/1)، فقد تمم ياهو سنوات حكمه الثماني والعشرين، فمات بعد واحد وعشرين سنة من تولي يهوآش الملك على مملكة يهوذا، فببساطة لا يختلف عليها العقلاء 28 – 7 = 21، لقد مات ياهو في السنة الحادية والعشرين للملك يهوآش.

وهذا الذي توصل إليه القارئ الكريم يناقضه الإصحاح الذي يليه من إصحاحات سفر الملوك، حيث أفاد بموت ياهو وتولي ابنه يهوآحاز الملك في السنة الثالثة والعشرين من حكم الملك يهوآش، وليست الحادية والعشرين، فيقول: " في السنة الثالثة والعشرين ليوآش بن أخزيا ملِك يهوذا، ملَك يهوآحاز بن ياهو على إسرائيل في السامرة " (الملوك (2) 13/1)، فهل كانت وفاة الملِك ياهو وتولية ابنه في السنة الحادية والعشرين من حكم يهوآش أم في السنة الثالثة والعشرين منه؟

- ومن عجيب تناقضات الكتاب وقوعها في صفحة واحدة، يكذب آخرُها أولَها، ليترك القارئ في دهشة وحيرة مما يقرأ، إذ يخبرنا سفر الملوك عن مدة حكم الملك السامري يهوآحاز بن ياهو، وأنه قد ملك مدة سبع عشرة سنة، بدأت في السنة الثالثة والعشرين من حكم الملك اليهوذي يوآش "في السنة الثالثة والعشرين ليوآش بن أخزيا ملَك يهوذا ملٍك يهوآحاز بن ياهو على إسرائيل في السامرة سبع عشرة سنة" (الملوك (2) 13/1)، ولو سألتُ القارئ في أي سنة من سني الملك يوآش مات يهوآحاز؟ فإنه سيجيب بأنها السنة الأربعين من حكم يوآش.

ولن أسهب في شكره على توصله إلى الجواب بسرعة، إذ لا صعوبة البتة في أن ندرك مهما اختلفت ثقافاتنا وقدراتنا الرياضية أن 23 + 17 = 40

لكن هذه النتيجة على بساطتها لم يتوصل إليها الكاتب المجهول لسفر الملوك، إذ يقول في نفس الإصحاح وهو يحدثنا عن موت يهوآحاز وتولي ابنه يهوآش: "وفي السنة السابعة والثلاثين ليوآش ملك يهوذا، ملك يهوآش بن يهوآحاز على إسرائيل في السامرة " (الملوك (2) 13/10)، فهل كان موت يهوآحاز في السنة الأربعين من حكم يهوآش - كما توصل القارئ الكريم - أم في السنة السابعة والثلاثين منه؟ إني أختبئ الكثير من الشكر والتقدير لذلك العبقري الذي سيخبرني أي القولين كان الحق الذي أوحى به الله العليم؟

- ومثله تناقض الكتاب في صفحة واحدة في سياق حديثه عن مدة حكم الملك يوثام، فيذكر في الفقرة الثانية والثلاثين أنه "ملك يوثام بن عزّيا ملك يهوذا، كان ابن خمس وعشرين سنة حين ملك، وملك ست عشرة سنة في أورشليم " (الملوك (2) 15/33)، لكن الفقرة الثلاثين في نفس الإصحاح تذكر أن يوثام ملك أكثر من ست عشرة سنة، فتقول بأن هوشع بن أيلة قَتل الملك فقح بن رمليا في "السنة العشرين ليوثام بن عُزيا"(الملوك (2) 15/30). فهل ملك يوثام عشرين سنة أم ست عشرة سنة؟ سؤال آخر يبحث عن جواب، ولا من مجيب.

- ولن يكون وقوع التناقض في صفحة واحدة بأعجب من وقوعه في فقرة واحدة ، ومثاله تناقض كاتب سفر الأيام في حديثه عن شيشان بن يشعي، فقد قال: "وابن شيشان أحلاي" (الأيام (1) 2/31)، ثم قال بعدها بسطرين: "ولم يكن لشيشان بنون، بل بنات" (الأيام (1) 2/34)، وحتى لا يطول عجب القارئ الكريم فإني أنقل له ما كتبه محققو الرهبانية اليسوعية في تفسير وقوع التناقض خلال سطرين فقط: "تقليد يختلف عن التقليد الذي في الآية 31"، أي أنها من مصدر آخر، وكاتب آخر، لأنه لا يعقل أن يقع كاتب بمثل هذا.

لكن دعونا نعترف بأن كاتبي دائرة المعارف الكتابية نجحوا في إزالة التناقض حين ذكروا أن أحلاي "اسم ابن شيشان أو بالحري اسم ابنته، بناء على ما جاء بعدد 34 ؛ من أنه لم يكن لشيشان بنون" ([4])، نعم لقد نجحوا هذه المرة ، فأحلاي ابنة شيشان، وليست ابنه، وقد أخطأ الكاتب الملهم حين قال: "وابن شيشان أحلاي"، وكان ينبغي أن يقول: "وابنة شيشان أحلاي"، وهكذا فبإمكان قارئنا الكريم نقل هذا الشاهد من باب التناقضات إلى موضعه في الباب القادم "أغلاط العهد القديم".

- لكن العجب والدهش يلجمان قارئ الكتاب المقدس ، وهو يرى سلسلة من التناقضات يقع فيها كاتب سفر الملوك الثاني، فيناقض نفسه مرة بعد مرة، وهو يحدثنا عن الملك يهورام بن اخآب ملك مملكة إسرائيل، فقد تولى الملك بعد أخيه أخزيا، وكان توليه الملك إبان حكم الملك يهورام بن يهوشافاط لمملكة يهوذا، وتحديداً في السنة الثانية لحكم الملك يهورام اليهوذي، يقول مؤلف سفر الملوك: "وملك يهورام (ابن اخآب) عوضاً عنه في السنة الثانية ليهورام بن يهوشافاط ملك يهوذا " (الملوك (2) 1/17).

لكن كاتب السفر - الملهم حسب اعتقاد النصارى - سرعان ما غيّر رأيه، فزعم أن تولي يهورام للحكم كان في السنة الثامنة عشرة من ملك الأب يهوشافاط، وليس في عهد ابنه كما كان قد زعم، يقول: "وملك يهورام بن اخآب على إسرائيل في السامرة في السنة الثامنة عشرة ليهوشافاط ملك يهوذا" (الملوك (2) 3/1)، فمرّة زعم أن الملك السامري يهورام تولى الحكم زمن الملك اليهوذي يهوشافاط، ومرة زعم أنه تولاه في زمن ابنه ، وبين التاريخين فرق تسع سنوات، وهي السنوات السبع الباقية من حكم الأب يهوشافاط. (انظر الملوك (1) 22/42)، إضافة إلى السنتين الأولين من حكم ابنه.

ورغم الاختلاف الذي ذكرناه آنفاً في وقت تولي الملك يهورام ابن آخاب الملك في السامرة، (هل هو بعد 18 سنة من حكم يهوشافط (الملوك (2) 3/1) أو بعد بعد سنتين من حكم ابنه يهورام (الملوك (2) 1/17)،) إلا أنه على كل حال تولى الحكم بعد أن سبقه الاثنان إلى حكم أورشليم.

وهذا ما يعود لنقضه الكاتب المجهول لسفر الملوك ، إذ يزعم أن يهورام بن آخاب ملك على السامرة قبل تولي الملك يهورام بن يهوشافاط على أورشليم، فيقول: "وفي السنة الخامسة ليورام بن اخآب ملكِ إسرائيل ... ملَكَ يهورام بن يهوشافاط ملك يهوذا " (الملوك (2) 8/16)، فأي اليهورامين تولى أولاً؟ ابن آخاب كما يصرح في (الملوك (2) 8/16) أم ابن يهوشافاط كما في (الملوك (2) 1/17).

تناقض عجيب لكاتب واحد نضعه بين يدي أولئك الذين مازالوا يزعمون أن هذا السفر بعضُ وحي الله!

- ولا تنته عجائب سفر الملوك الثاني بخصوص الملكين المسميين (يهورام)، فالملك يهورام اليهوذي – كما رأينا في النص السابق – ملك مدة ثماني سنين بدأت في السنة الخامسة للملك السامري يهورام بن اخآب، أي مات في السنة الثالثة عشرة من حكم الملك السامري.

وهذا الحساب البسيط يكذبه كاتب سفر الملوك مرتين ، الأولى حين زعم أن وفاة الملك اليهوذي وتولي ابنه كانت بعد إثني عشرة سنة من حكم الملك السامري، فقال: "في السنة الثانية عشرة ليورام بن اخآب ملكِ إسرائيل؛ ملَك أخزيا بن يهورام ملكُ يهوذا" (الملوك (2) 8/25).

لكنه عاد فأكذب نفسه، وزعم أن يهورام اليهوذي مات في السنة الحادية عشرة من ملك يهورام السامري، فقال: " في السنة الحادية عشرة ليورام بن اخآب؛ ملَك أخزيا على يهوذا" (الملوك (2) 9/29)، فهل من أحد يجرؤ أن يقول بأن كاتب سفر الملوك الثاني كتب ما كتب بوحي الله وقد ناقض نفسه في هذه المواضع جميعاً؟

إن الاختلاف والخطأ في أعمار الملوك أوصلت المؤرخين إلى طريق مسدود في التوفيق بينها، لذا يقول القس صموئيل يوسف: "يصعب حصر فترات حكم الملوك والتأكيد منها لمناقشتها بالتحديد، فرحبعام ملك يهوذا ويربعام ملك إسرائيل اعتليا العرش في وقت واحد، وأخزيا ملك يهوذا ويهورام ملك إسرائيل عاشا في وقت واحد، وجملة سني مملكة يهوذا حتى هذا الوقت 95 سنة، وجملة سني مملكة إسرائيل 98 سنة...

سقطت السامرة عاصمة المملكة الشمالية في إسرائيل في السنة السادسة لحزقيا ملك يهوذا، وجملة السنين لمملكة إسرائيل حتى هذه الفترة 143 سنة، وفي مملكة يهوذا 165 سنة"، وهذا الفارق الكبير أزعج القس فانطلق يضع له المعاذير الباردة، وهذه المعاذير تلقي باللائمة على الروح القدس لأنه لم تكن له قاعدة ثابتة في الإلهام للكتاب الملهمين "ففي بعض الكتابات لم تحسب مثلاً سنة اعتلاء العرش، ويبدأ احتساب الحكم في السنة التالية لها، بينما في حالات أخرى تحسب من وقت اعتلاء الحكم".([5])

وصدق الله: « أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافاً كثيراً» (النساء: 82).





المهتــــدین

---------------------------------------------------------

([1]) شبهات وهمية حول الكتاب المقدس، القس منيس عبد النور، ص (166).

([2]) قاموس الكتاب المقدس، ص (1099).

([3]) انظر : قاموس الكتاب المقدس ، ص (939).

([4]) دائرة المعارف الكتابية (1/88).

([5]) المدخل إلى العهد القديم، القس الدكتور صموئيل يوسف (ص 180-181).
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
من الأخبار التوراتية المتناقضة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
»  النصوص التوراتية الحالية
»  الخلفية التوراتية والتلمودية في الفكر اليهودي
» الاستبصار في نقد الأخبار .. عبد الرحمن المعلمي
» قطف الأزهار المتناثرة في الأخبار المتواترة
» الآثار المرفوعة في الأخبار الموضوعة

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
اسلام ويب :: ۩✖ Known to the islam ۩✖ :: قسم الاسلام واليهوديه-
انتقل الى: