اسلام ويب
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

من فقه الدعاء يقول سيدنا عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -: "أنا لا أحمل همَّ الإجابة، وإنما أحمل همَّّ الدعاء، فإذا أُلهمت الدعاء كانت الإجابة معه". وهذا فهم عميق أصيل ، فليس كل دعاء مجابًا، فمن الناس من يدعو على الآخرين طالبًا إنزال الأذى بهم ؛ لأنهم ينافسونه في تجارة ، أو لأن رزقهم أوسع منه ، وكل دعاء من هذا القبيل ، مردود على صاحبه لأنه باطل وعدوان على الآخرين. والدعاء مخ العبادة ، وقمة الإيمان ، وسرّ المناجاة بين العبد وربه ، والدعاء سهم من سهام الله ، ودعاء السحر سهام القدر، فإذا انطلق من قلوب ناظرة إلى ربها ، راغبة فيما عنده ، لم يكن لها دون عرش الله مكان. جلس عمر بن الخطاب يومًا على كومة من الرمل ، بعد أن أجهده السعي والطواف على الرعية ، والنظر في مصالح المسلمين ، ثم اتجه إلى الله وقال: "اللهم قد كبرت سني ، ووهنت قوتي ، وفشت رعيتي ، فاقبضني إليك غير مضيع ولا مفتون ، واكتب لي الشهادة في سبيلك ، والموت في بلد رسولك". انظر إلى هذا الدعاء ، أي طلب من الدنيا طلبه عمر، وأي شهوة من شهوات الدنيا في هذا الدعاء ، إنها الهمم العالية ، والنفوس الكبيرة ، لا تتعلق أبدًا بشيء من عرض هذه الحياة ، وصعد هذا الدعاء من قلب رجل يسوس الشرق والغرب ، ويخطب وده الجميع ، حتى قال فيه القائل: يا من رأى عمرًا تكسوه بردته ** والزيت أدم له والكوخ مأواه يهتز كسرى على كرسيه فرقًا ** من بأسه وملوك الروم تخشاه ماذا يرجو عمر من الله في دعائه ؟ إنه يشكو إليه ضعف قوته ، وثقل الواجبات والأعباء ، ويدعو ربه أن يحفظه من الفتن ، والتقصير في حق الأمة ، ثم يتطلع إلى منزلة الشهادة في سبيله ، والموت في بلد رسوله ، فما أجمل هذه الغاية ، وما أعظم هذه العاطفة التي تمتلئ حبًا وحنينًا إلى رسول الله - صل الله عليهلم -: (أن يكون مثواه بجواره). يقول معاذ بن جبل - رضي الله عنه -: "يا بن آدم أنت محتاج إلى نصيبك من الدنيا ، وأنت إلى نصيبك من الآخرة أحوج ، فإن بدأت بنصيبك من الآخرة ، مرّ بنصيبك من الدنيا فانتظمها انتظامًا ، وإن بدأت بنصيبك من الدنيا ، فائت نصيبك من الآخرة ، وأنت من الدنيا على خطر). وروى الترمذي بسنده عن النبي - صل الله عليهلم -: أنه قال: ((من أصبح والآخرة أكبر همه جمع الله له شمله ، وجعل غناه في قلبه ، وأتته الدنيا وهي راغمة ، ومن أصبح والدنيا أكبر همه فرَّق الله عليه ضيعته ، وجعل فقره بين عينيه ولم يأته من الدنيا إلا ما كُتب له)). وأخيرًا .. أرأيت كيف أُلهم عمر الدعاء وكانت الإجابة معه ، وصدق الله العظيم إذ يقول: (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ) (186)" (البقرة:186).


 

  الصهيونية

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة


avatar


نقــاط : 99205
 الصهيونية Oooo14
 الصهيونية User_o10

 الصهيونية Empty
مُساهمةموضوع: الصهيونية    الصهيونية Emptyالثلاثاء 14 مايو 2013 - 19:16

يرى كثير من الباحثين أن حركة الصِّهْيَوْنِيَّة هي الوليد الشرعي للماسونية العالمية، كوسيلة يهودية للسيطرة على العالم، وتتخذ مركزَها أرضَ فلسطين.

ويَرجع المصطلح في أصل نشأته إلى جبل صِهْيَوْن في القسم الجنوبي من القدس، الذي تقول أسفار التوراة: إن الملك داود بنى بها الهيكلَ الذي يسمونه بيت الرب.

وتشرح "دائرة المعارف البريطانية" هذه الحركة الصهيونية، فتقول: إن اليهود يتطلعون إلى افتداء إسرائيل، واجتماع الشعب اليهودي في فلسطين، واستعادة الدولة اليهودية، وإعادة بناء الهيكل، وإقامة عرش داود في القدس ثانية وعليه أمير من نسل داود"[1]، ويذهب إلى نفس التحليل أصحاب "دائرة المعارف اليهودية": وهي حركة سياسية عنصرية، تستخدم العنفَ والاغتيال وسيلةً لتحقيق أهدافها ومطامعها السياسية في الاستيلاء على الأرض، ويرى البعض أنها القومية اليهودية التي ينتمي إليها يهود الشَّتات وغيرهم، ولا علاقة لهذه الحركة العنصرية باليهودية الصحيحة؛ لأنها تستمد عقائدها من التلمود، وتحاول أن تجد لها نسبًا تاريخيًّا بالتوراة، عن طريق تحريف النصوص، واختلاق الأسفار، وبعض المفكرين اليهود يحاول التخلص من هذه الحركة العنصرية.

وقد مَرَّ تاريخ هذه الحركة بمراحلَ متعددةٍ تاريخيًّا، وسوف نكتفي في هذه الدراسة بالإشارة إلى مرحلتين فقط:
المرحلة الأولى: وتُدرج تحتها كلُّ الجمعيات السرية والعلنية التي تنتمي إلى هذا الفكر الصهيوني، المستمد من نصوص التلمود أحيانًا، ومن أسفار العهد القديم أحيانًا أخرى، ويمتد تاريخ بعض هذه الجمعيات إلى سنة 138م؛ مثل حركة (باركوخيا)، الذي أثار الحماسة في نفوس اليهود، وحثَّهم على السعي والتجمع في أرض فلسطين، والعمل على بناء الهيكل في جبل صهيون، وذلك كردِّ فعل على انتشار الديانة المسيحية الجديدة في ذلك الوقت، ومثل حركة (دافيد روبين سنة 1501م)، وحركة منشئة بني إسرائيل 1604 - 1657م، وحركة رجال المال بزعامة روتشيلد... إلخ.

وكل هذه الجمعيات أو الحركات العنصرية، تحاول أن تجد لفكرها سندًا من أسفار التوراة أو العهد القديم؛ لتجعل من الصهيونية عقيدة جديدة، يدين بها يهود العالم وليحل التلمود محل التوراة.

فمن النصوص التوراتية التي يدينون بها، والتي ورد فيها ذكر صهيون:
- "أخذ داود حصن صهيون، هي مدينة داود، أقام داود في الحصن، وسماه مدينة داود".
- "تَرَنَّمي وافرحي يا ابنة صهيون؛ لأني هأنذا آتي وأسكن في وسطك، يقول الرب فيتصل بالرب أقم كثير في ذلك اليوم".
- "انهجي جديدًا صهيون، اهتفي يا ابنة أورشليم، هوذا مَلِكك يأتي إليك وهو عادل، ومنصور، ووديع".
- "من أجل صهيون لا أسكت، ومن أجل أورشليم لا أهدأ، حتى يخرج يراها كضياء، وخلاصها كمصباح، فترى الأمم برك، وكل الملوك مجدك، وتتسمَّيْن باسم جديد، يعينه قم الرب".
- "الذين قهروك يسيرون إليك خاضعين، والذين أهانوك يسجدون لدى باطن قدميك، ويَدْعونك مدينة الرب صهيون".
- "الرب اختار صهيون، اشتهاها مسكنًا له، هناك أتيت قرونًا لداود، أرتب سراجًا لمسيحي".
- "على جبل صهيون أمر الرب بالبركة حياة أبدية"[2].

هذه النصوص - وغيرها كثير - يدعونا إلى إعادة النظر في الموقف الصهيوني كاملاً، وهل علاقة إسرائيل بالأرض الفلسطينية من منطلق سياسي أو من منطلق عقائدي ديني؟ وهل الحروب التي خاضتها إسرائيل ضد العرب كان الدافع سياسيًّا أو عقائديًّا؟ ولعل الإجابة على هذا السؤال توضح الفرقَ بين الموقفين؛ بين موقف إسرائيل في حروبها مع العرب - وهي حرب عقائدية خالصة من وجهة نظرنا - وموقف العرب، الذي يخوض معاركه مع إسرائيل تحت مسميات كثيرة، ويحاول أن يغيِّب الموقف العقائدي؛ برغم أنه - من وجهة نظرنا - جوهر الصراع مع الصهيونية.

ومن الملاحظ تاريخيًّا أن نشاط هذه الحركة، يقوَى حينما يخبو الوعي أو يغيب لدى دول أوروبا، ويضعف عندما يستيقظ وعي أوروبا، وتنتبه لها؛ ذلك أن هذه الحركة تستخدم المؤامرات، والدسائس، والوسائل اللا أخلاقية في الوقيعة بين الدول والأشخاص الذين ترغب في التنكيل بهم، وأهم هذه الوسائل استخدامُها للمرأة والمال في اصطياد الفريسة التي تريدها، وغالبًا ما يلتفون حول الدول الكبرى في كل عصر، ثم يختارون الشخصيات المهمة في هذه الدول لتنفيذ أطماعهم، ويغرونهم بالمال وبالمرأة، فإن استجابوا لهم وحققوا أطماعهم، كان جزاؤهم أن يسخِّروا الإعلام في خدمتهم، وإذا لم يحققوا لهم أهدافهم، كان التشهيرُ بهم، وإثارةُ الفضائح حولهم، أو القتلُ والتصفية الجسدية - هي خاتمتَهم.

وينبغي ألاَّ يغيب عن أذهان المسلمين أن الصراع الإسرائيلي العربي صراعٌ عقائدي بالدرجة الأولى؛ لأن الحركة الصهيونية تلتزم في موقفها بنصوص التوراة والتلمود، وتنفيذ التعاليم الدينية حرفيًّا، مع أن هذه التعاليم لم ينزل بها وحيٌ، ولا يُقِرُّها عقل ولا دين، ونحن نبرِّئ نبيَّ الله موسى - عليه السلام - من النصوص التي ينسبها إليه هؤلاء اليهود؛ فإن الله - تعالى - يقول في حق الكتاب الذي نزل به الوحيُ على نبيِّه موسى - عليه السلام -: {وَكَتَبْنَا لَهُ فِي الْأَلْوَاحِ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْعِظَةً وَتَفْصِيلًا لِكُلِّ شَيْءٍ فَخُذْهَا بِقُوَّةٍ وَأْمُرْ قَوْمَكَ يَأْخُذُوا بِأَحْسَنِهَا} [الأعراف: 145]، وقال في حق التوراة: {إِنَّا أَنْزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ} [المائدة: 44]، هكذا يقول القرآن الكريم، الذي جاء مصدِّقًا لما في التوراة "إنها هدى ونور"، والذي يحكيه هؤلاء فيما بين أيديهم من التوراة، ليس فيه إلا الضلال والظلام، وينسبونه كذبًا وبهتانًا إلى نبي الله موسى - عليه السلام.

إن التعصب الديني الذي يمارسه اليهود مع العرب، اختلقوا له نسبًا مدخولاً إلى التوراة بالتحريف والتزوير، كما حكى القرآن عنهم في قوله - تعالى -: {مِنَ الَّذِينَ هَادُوا يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ} [النساء: 46]، وتتضح براهين هذا التعصب الديني في كل مرحلة من مراحل هذا الصراع.

فإن كلمة "إسرائيل"، التي هي شعار هذه الدولة، هي اسم لنبي الله يعقوب - عليه السلام - واستعملت أول مرة عَلَمًا على هذا النبي الكريم، وقد جاء ذلك صريحًا في التوراة في أكثر من موضع؛ فقد جاء أن ملاك الرب قد صارع يعقوبَ من أول الليل إلى مطلع الفجر، وتجلَّت قدرة يعقوب في مغالبة ملاك الرب، فخلع عليه ملاكُ الرب هذا اللقب، الذي اتخذتْه إسرائيل شعارًا لها، وعَلَمًا عليها.

ولا يخفى ما في هذه التسمية من دلالة دينية، يتعصب لها بنو إسرائيل، هذا الموقف العقائدي الذي لا نجد له نظيرًا في العالم كله، فلا يوجد بلد على وجه الأرض تسمَّى باسم نبي الله واتخذته شعارًا، مثل إسرائيل، وليس في العالم الإسلامي بلدٌ يحمل اسم نبي الله محمد، أو اسم أي خليفة من الخلفاء الراشدين كما تفعل إسرائيل، ومع هذا أخذت ترمي المسلمين بالتعصب، وتسخِّر الإعلام العالمي كلَّه؛ لكي يُظهِر المسلمين بأنهم إرهابيون متطرفون، وأن إسرائيل هي حمامة السلام في المنطقة، ونجحت هذه الأكذوبة في بلاد الغرب إلى حد كبير؛ بحيث أصبحت كلمة إرهابي تعني المسلم أو العربي.

وتنطلق الحركات الصهيونية في تعاملها مع العرب من النصوص المحرَّفة التي يؤمنون بها، فأخذت تدعو إلى إبادة العرب في فلسطين؛ لأنهم نفايات بشرية - هكذا يقولون في إعلامهم - ويجعلون إبادةَ غير اليهودي عبادةً يتقربون بها إلى الله.

ولما كانت إسرائيل تظهر في أجهزة الإعلام الغربي بوجه مزور غير حقيقي؛ حيث تدعي أنها حمامة سلام في المنطقة، وأن العرب إرهابيون أعداء السلام - كان من الضروري أن نضع أمام الشباب بعضَ النصوص التي يَدين بها اليهودُ، ويتعاملون بها مع العرب في فلسطين:
1- التوراة بأسفارها المختلفة.
2- التلمود وشروحه، ويحتل التلمود عندهم مرتبةً مقدسة، ربما فاقت التوراةَ، ولو ألقينا نظرة سريعة على بعض هذه النصوص، سوف نجد مصداق ما نقول، من أن هذا الصراع القائم له أسسه العقائدية التي تدين بها الصهيونية.

فلقد أباحت تعاليمُ العهد القديم للإسرائيلي أن يسلب أموالَ غير اليهودي، ونسبوا في التوراة هذا التصريح إلى موسى - عليه السلام - حين خروجه من مصر[3]، وأباحت لليهودي أن يتعامل بالربا مع غير اليهودي، وأن يسرق غير اليهودي، ولا يفعل ذلك مع اليهودي.

وقد حرَّموا على اليهودي أن يَرُدَّ مالاً اقترضه من غير اليهودي؛ تنفيذًا لتعاليم التلمود، الذي يقول:
- إن الله لا يغفر ذنبًا ليهودي يرد للأميِّ مالَه المفقود، وغيرُ جائز ردُّ الأشياء المفقودة للأجنبي، يُذنب اليهودي ذنبًا كبيرًا بردِّ المال للأمي؛ لأنه بذلك يقوِّي الكفرة، ويُظهِر اليهودي بأنه يحب الوثنيين.
- لا تظلم الشخص الذي تستأجره لعملٍ ما، إذا كان من إخوتك، أما الأجنبي فيستثنى من ذلك.
- أموال الأميين مباحة، ولكل يهودي الحقُّ في وضع يده عليها.

ويدَّعون أن الله قد منحهم أرضَ فلسطين كما صرحت بذلك التوراة، ولا بُد من القتال للحصول عليها، ويباح لليهودي أن يرتكب جميع الجرائم؛ لكي يحتفظ بهذه الأرض، التي تتسع حدودها لتشمل الوجه البحري من أرض مصر، فقد جاء في التوراة:
"ولما كان إرام ابن تسع وتسعين سنةً، ظهر له الرب، وقال له: أنا الله القدير، أقيم عهدًا بيني وبينك، وبين نسلك من بعدك في أجيالهم، عهدا أبديًّا..."، "لنَسْلِك أُعْطي هذه الأرضَ مِن نهر مصر إلى النهر الكبير نهر الفرات... إن جميع الأرض التي تنظر، هي لك ونسلك من بعدك".

وفي التوراة: "تجنَّدوا كما أمر الرب، اقتلوا كل ذكر، اقتلوهم فوق قتلاهم، اسبوا النساء والأطفال، انهبوا الأموال والبهائم، كل أملاكهم كما أمركم الرب، احرقوا المدن وجميع الحقول بالنار".

ولقد أباحت لهم التوراةُ التمثيلَ بالقتلى، والنشر بالمناشير؛ فقد ورد في سفر "صموائيل": "وأخرج داود الشعبَ الذي فيهما، ووضعهم تحت المناشير، ونوارج من حديد، وفؤوس من حديد، وأحرقهم في أَتُّون، وهكذا صنع في مدن عمون".

وأما عن الأخلاق التي تأمرهم بها التوراة، وأما عن اعتقادهم في الله، في الرسل، في الملائكة، في اليوم الآخر، فإن نصوص التوراة في ذلك هي دليل التحريف والتزييف، وحاشا لله أن ينزل وصيةً بهذه بالأباطيل، وتلك الأكاذيب.

وأما عن تعاملهم مع غير اليهود، فإن التلمود يوصيهم بالآتي:
1- إذا ضرب أمي إسرائيليًّا، فإن الأمي يستحق الموت؛ لأنه بذلك ضرب العزة الإلهية.
2- قريب اليهودي هو فقط جدير بالحياة، وباقي الناس حيوانات في صورة إنسان.
3- إن روح اليهودي مصدرُها الله، وروح غير اليهودي مصدرُها الروح النجس.
4- يجب أن يكون شعارهم: "الغاية تبرر الوسيلة"؛ ولذلك فهم لا يحترمون العهد، ولا يقدسون الكلمة.
5- لليهودي الحق في اغتصاب غير اليهوديات؛ لأن الفاحشة مع غير اليهوديات ليست بفاحشة.
6- لا ضير على اليهودي إذا حلف كذبًا، إذا تعارض الصدق مع مصلحته.
7- إذا تضامن يهودي مع الأمي ضد يهودي آخر، فإنه يُحرَم من الرحمة الإلهية.
8- ليس لغير اليهودي حرمةٌ؛ فقتله مباح: "اقتل الصالح من غير الإسرائيليين، ومحرَّم عليك أن تنجي واحدًا من الأميِّين".

وقد أبرم هذا العهد لإسحاق من بعد "إبرام"، وكذلك تجدَّد نفس الوعد ليعقوب ولإسحاق، ففي سفر "التكوين": ذهب إسحاق إلى ملك الفلسطينيين، وقال له الرب: لا تنزل إلى أرض مصر، اسكن في الأرض التي أقول لك؛ ولأني لك ولنسلك أعطي جميع هذه البلاد.

وقيل ليعقوب: والله القدير يباركك، ويعطيك بركة إبرام لك ولنسلك؛ لترث أرض غربتك التي أعطاها الله لإبراهيم.

ثم تجدَّد نفس العهد بين الله وموسى في نصوص كثيرة من التوراة، التي ذكرت مدن فلسطين بأسمائها الحالية؛ مثل أريحا، جبل الفسجة، جلعاد، أرض أفريم، البحر الغربي (الميت)، مدينة صوغر (صور الحالية)، وفي سبيل الحصول على هذه الأرض قيل في التوراة: كل مكان تدوسه، يكون لكم من البرية، ولبنان من النهر - نهر الفرات - إلى البحر الغربي يكون تخمكم، لا يقف إنسان في وجهكم.

وجاء الأمر في التوراة أن يمتلك اليهود هذه الأرض، ويجعلوها لنسلهم مِن بعدهم، لا يجوز عندهم أن يتركوا أي وسيلة ممكنة، في سبيل تحقيق هذه الوعود التوراتية؛ فقد أباحت لهم التوراة إبادةَ كل حي، إحراقَ كل أخضر من أجل الحرب، وقتلَ كل الأحياء من أجل تحقيق النصر، فقد جاء في سفر "العدد" الأمر بطرد جميع السكان في الأرض، أو أسرهم، أو نهبهم، وألا يَستبْقُوا منهم أحدًا؛ حتى لا يكون شوكة في ظهور اليهود من بعد.

وإذا استسلمت لهم مدينة يكون اليهودي مخيَّرًا بين قتل سكانها، ونهب أموالهم، وفي اتخاذهم عبيدًا للسخرة.

9- يباح غشُّ غير اليهودي، وأخذُ ماله، ونهب ممتلكاته، وسرقة الأجنبي مباحة[4].

الصهيونية المعاصرة:
يبدأ تاريخ هذه المرحلة على يد تيودر هرتزل (1860 - 1904م)، الذي يسمونه "نبي الصهيونية"، فلقد عقد هرتزل أهمَّ وأخطر مؤتمر للصهيونية العالمية في مدينة (بال) بسويسرا، وطرح فيه التصور العام لتأسيس دولة إسرائيل الكبرى، ووضع التخطيط المرحلي لقيام هذه الدولة، وبرامج تأسيسها، وصرح في هذا المؤتمر بأن العالَم سوف يرى دولة إسرائيل بعد خمسين عامًا، وأوصى في هذا المؤتمر بإحياء الآداب اليهودية، وتعليم اللغة العبرية، وإنشاء صندوق تمويل للمشاريع اليهودية، وقد توجَّه هرتزل وهو يحمل معه قرارات هذا المؤتمر؛ ليطلب من السلطان عبدالحميد أن يمنحه أرض فلسطين؛ لتكون نواة لتأسيس دولة إسرائيل، وتكرر هذا المطلب على يد "هرتزل"، وتكرر معه الرفض القاطع من السلطان عبدالحميد، واستعمل وسائل الإغراء المختلفة؛ لكي يثني السلطان عن موقفه، وقال له السلطان عبدالحميد كلمته التاريخية: "إن ذلك لا يكون إلا على أجسادنا".

ثم بدأت الأحداث تتلاحق طوال القرن الحاضر بين مدٍّ وجذر، حول قصة الصراع العربي الإسرائيلي حول أرض فلسطين، واستطاعت الصهيونية العالمية أن تجنِّد لخدمة أغراضها كلَّ وسائل الإعلام في العالم الغربي، في الوقت الذي تسابقت فيه دول أوروبا للقضاء على أهم رمزٍ إسلامي يَجمَع حوله المسلمين شرقًا وغربًا، وهو إسقاط الخلافة العثمانية، وتفكيك أواصر الوحدة للأمة الإسلامية، وتفريق المسلمين أيْدِي سبأ - كما يقولون - واستولت بريطانيا وفرنسا على معظم أقطار العالم العربي - قلب الأمة الإسلامية - وكان وعد "بلفور" 1917م إيذانًا لميلاد هذه الدولة اللقيطة، الذي اكتمل 1948م، وتحقق بذلك كلام هرتزل.

ثم أخذت العلاقة بين الصهيونية والإسلام شكلاً آخر من أشكال الصراع، حيث قطعت أمريكا عهدًا بحماية أمن إسرائيل، وحماية تفوقها على المنطقة كلها، وأخذت تمدها بالمال والسلاح المتطور، في الوقت الذي تعلن فيه - وبلا خجل - معارضتَها للحق العربي في فلسطين، وتطوَّق العالمُ العربي - عن طريق المخابرات الأمريكية - بالفتن والانقلابات، التي لم يَسلَم منها بلد إسلامى؛ ليظل العالم الإسلامي مشغولاً بهمومه الداخلية، وتنفرد إسرائيل بفلسطين؛ تعبث بمصيرهم، وتفرض عليم الأمر الواقع الذي تسانده القوة الأمريكية، وإن ما يجري على أرض فلسطين من بناء المستعمرات، وتهويد القدس، واستعمال أمريكا حق الفيتو؛ لتعارض به أي قرار يدين إسرائيل - أكبرُ دليل على ذلك.

وإننا لندعو الله - تعالى - أن يكشف عن أبناء فلسطين هذه الغُمة، وأن يحرر القدس الشريف من رجس الصهاينة، وأن يشد من عزيمة مصر، وأن يسدد على طريق الحق ولاة الأمور؛ ليعود القدس إلى أحضان الحرمين الشريفين عزيزًا مكرمًا.

[1] "دائرة المعارف البريطانية"، ط1، سنة 1926م، ص 27، ص 986، عن "جذور البلاء"، عبدالله التل ص 138.
[2] راجع هذه النصوص: "جذور البلاء"، عبدالله التل ص 141-142.
[3] "سفر الخروج" 11- 1- 6 عن "عقائد وتيارات فكرية معاصرة" ص 28- 29، تأليف: محمد السيد الجليند وآخرين.
[4] راجع النصوص التوراتية والتلمودية فى المرجع السابق، وانظر أيضًا: "الكنز المرصود" ص 75 - 89.


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الصهيونية
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
اسلام ويب :: ۩✖ Known to the islam ۩✖ :: شبهـات حــول الاسـلام-
انتقل الى: