اسلام ويب
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

من فقه الدعاء يقول سيدنا عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -: "أنا لا أحمل همَّ الإجابة، وإنما أحمل همَّّ الدعاء، فإذا أُلهمت الدعاء كانت الإجابة معه". وهذا فهم عميق أصيل ، فليس كل دعاء مجابًا، فمن الناس من يدعو على الآخرين طالبًا إنزال الأذى بهم ؛ لأنهم ينافسونه في تجارة ، أو لأن رزقهم أوسع منه ، وكل دعاء من هذا القبيل ، مردود على صاحبه لأنه باطل وعدوان على الآخرين. والدعاء مخ العبادة ، وقمة الإيمان ، وسرّ المناجاة بين العبد وربه ، والدعاء سهم من سهام الله ، ودعاء السحر سهام القدر، فإذا انطلق من قلوب ناظرة إلى ربها ، راغبة فيما عنده ، لم يكن لها دون عرش الله مكان. جلس عمر بن الخطاب يومًا على كومة من الرمل ، بعد أن أجهده السعي والطواف على الرعية ، والنظر في مصالح المسلمين ، ثم اتجه إلى الله وقال: "اللهم قد كبرت سني ، ووهنت قوتي ، وفشت رعيتي ، فاقبضني إليك غير مضيع ولا مفتون ، واكتب لي الشهادة في سبيلك ، والموت في بلد رسولك". انظر إلى هذا الدعاء ، أي طلب من الدنيا طلبه عمر، وأي شهوة من شهوات الدنيا في هذا الدعاء ، إنها الهمم العالية ، والنفوس الكبيرة ، لا تتعلق أبدًا بشيء من عرض هذه الحياة ، وصعد هذا الدعاء من قلب رجل يسوس الشرق والغرب ، ويخطب وده الجميع ، حتى قال فيه القائل: يا من رأى عمرًا تكسوه بردته ** والزيت أدم له والكوخ مأواه يهتز كسرى على كرسيه فرقًا ** من بأسه وملوك الروم تخشاه ماذا يرجو عمر من الله في دعائه ؟ إنه يشكو إليه ضعف قوته ، وثقل الواجبات والأعباء ، ويدعو ربه أن يحفظه من الفتن ، والتقصير في حق الأمة ، ثم يتطلع إلى منزلة الشهادة في سبيله ، والموت في بلد رسوله ، فما أجمل هذه الغاية ، وما أعظم هذه العاطفة التي تمتلئ حبًا وحنينًا إلى رسول الله - صل الله عليهلم -: (أن يكون مثواه بجواره). يقول معاذ بن جبل - رضي الله عنه -: "يا بن آدم أنت محتاج إلى نصيبك من الدنيا ، وأنت إلى نصيبك من الآخرة أحوج ، فإن بدأت بنصيبك من الآخرة ، مرّ بنصيبك من الدنيا فانتظمها انتظامًا ، وإن بدأت بنصيبك من الدنيا ، فائت نصيبك من الآخرة ، وأنت من الدنيا على خطر). وروى الترمذي بسنده عن النبي - صل الله عليهلم -: أنه قال: ((من أصبح والآخرة أكبر همه جمع الله له شمله ، وجعل غناه في قلبه ، وأتته الدنيا وهي راغمة ، ومن أصبح والدنيا أكبر همه فرَّق الله عليه ضيعته ، وجعل فقره بين عينيه ولم يأته من الدنيا إلا ما كُتب له)). وأخيرًا .. أرأيت كيف أُلهم عمر الدعاء وكانت الإجابة معه ، وصدق الله العظيم إذ يقول: (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ) (186)" (البقرة:186).


 

  الرايات السوداء تاريخ ملطخ بالدماء

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة


avatar


نقــاط : 99310
 الرايات السوداء تاريخ ملطخ بالدماء Oooo14
 الرايات السوداء تاريخ ملطخ بالدماء User_o10

 الرايات السوداء تاريخ ملطخ بالدماء Empty
مُساهمةموضوع: الرايات السوداء تاريخ ملطخ بالدماء    الرايات السوداء تاريخ ملطخ بالدماء Emptyالجمعة 15 نوفمبر 2013 - 18:16

الرايات السوداء تاريخ ملطخ بالدماء

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد:

فما إن يحل علينا شهر الله المحرم إلا ونرى - المسوح قديماً والرايات السوداء حديثاً - ترتفع على أسطح منازل الرافضة والحوثيين، في إشارة إلى بداية مراسيم العزاء الرافضية السنوية التي يقيمها الروافض حزناً على الإمام الشهيد الحسين بن علي رضي الله عنه، ثم بعد عاشوراء تغير الرايات السوداء برايات حمراء، وكلما حصل ذلك وارتفعت الرايات في أسقف بيوت بعض القرى في اليمن يتوارد على الخاطر سؤالان:

الأول مفاده: إذا رفع روافض العراق الرايات السوداء، وضربوا ولطموا أنفسهم فمعذورون؛ لأنهم يكفرون عن ذنب أجدادهم الذين خانوا الحسين، وغدروا به في معركته مع الباطل، وهم يستحقون أكثر من الضرب واللطم؟ لكن لماذا يفعلها أهل اليمن؟ هل شاركوا هم أيضاً أهل العراق في قتل الإمام الحسين، أم أنهم يشاركون إخوانهم من روافض العراق ذنوبهم؟ أم أنها التبعية العمياء للعمائم الرافضية السوداء التي تخفي وراءها كل حقد وبغض على أهل السنة على مر الأزمان؟

والسؤال الثاني: قتل الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه وهو يصلي الفجر، وقتل من بعده الإمام الحسن بن علي رضي الله عنه، وقتل كثير من أبناء الإمام علي مع أخيهم الحسين في كربلاء، فلماذا الحزن والبكاء والعويل على الإمام الحسين دون من سبقه ولحقه من أئمة أهل البيت؟ هل يفعلون كل ذلك بدافع ديني؟ أم أن لهم أهدافاً سياسية وإعلامية يسعون لتحقيقها من خلال هذه الطقوس السنوية؟

إنّ الذي يظهر لمن يتابع أحوال الروافض في القديم والحديث يدرك تمام الإدراك أنّ الأهداف الدينية من خلال هذه الشعائر منعدمة تماماً، للأسباب الآتية:

- عدم التزام الروافض بالنصوص الشرعية التي تحرم النياحة على الميت، وتمنع الجزع عند وقوع المصيبة، والتي دلت عليها نصوص الكتاب العزيز، وأحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم سواء الواردة في كتب السنة أو كتب الشيعة.

ومما جاء في كتبهم من الأحاديث: ما ورد في (تفسير الصافي) في تفسير آية: ﴿وَلَا يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ﴾ [الممتحنة:12]: "أن النبي صلى الله عليه وسلم بايع النساء على أن لا يسوِّدْن ثوباً، ولا يشققن جيباً، وأن لا ينادين بالويل".

وفي (فروع الكافي) للكليني: "أنه صلى الله عليه وسلم وصى فاطمة رضي الله عنها فقال: "إذا أنا مت فلا تخمشي وجهاً، ولا ترخي عليّ شعراً، ولا تنادي بالويل، ولا تقيمي عليَّ نائحة" (5/527).

وهذا شيخ الشيعة محمد بن الحسين بن بابويه القمي الملقب عندهم بالصدوق يقول: "من ألفاظ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم التي لم يسبق إليها: "النياحة من عمل الجاهلية" [من لا يحضره الفقيه: (4/ 271)، وسائل الشيعة: (2/ 915)].

كما يروي علماؤهم كالمجلسي والنوري والبروجردي عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: "صوتان ملعونان يبغضهما الله: إعوال عند مصيبة، وصوت عند نغمة؛ يعني النوح والغناء" [بحار الأنوار للمجلسي: (82/ 103)، من لا يحضره الفقيه: (2/ 271)].

- عدم التزام الروافض بالنصوص الواردة عن أئمة أهل البيت، والتي تنهى عن النياحة والجزع، وتحذر من لباس السواد، ومن ذلك:

ما جاء في نهج البلاغة: قال علي رضي الله عنه بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم مخاطباً إياه صلى الله عليه وسلم: "لولا أنك نهيت عن الجزع، وأمرت بالصبر لأنفدنا عليك ماء الشؤون" [نهج البلاغة: (ص576)].

وذكر أيضاً: "أن علياً عليه السلام قال: من ضرب يده عند مصيبة على فخذه فقد حبط عمله" [الخصال: للصدوق (ص621)، وسائل الشيعة: (3/ 270)].

وقد قال الحسين لأخته زينب في كربلاء [كما نقله صاحب (منتهى الآمال) بالفارسية، وترجمته بالعربية(1/ 248)]: "يا أختي! أحلفك بالله عليك أن تحافظي على هذا الحلف، إذا قتلت فلا تشقي عليّ الجيب، ولا تخمشي وجهك بأظفارك، ولا تنادي بالويل والثبور على شهادتي".

ونقل أبو جعفر القمي أن أمير المؤمنين عليه السلام قال فيما علم به أصحابه: "لا تلبسوا سواداً فإنه لباس فرعون" [من لا يحضره الفقيه: ابن بابويه القمي (1/ 232)، وسائل الشيعة للحر العاملي: (2/ 916)].

الدور الخبيث الذي يمارسه المعممون وملالي الروافض في استثارة أحقاد أتباعهم، ويدفعونهم لممارسة طقوس يتنزهون هم عن إقامتها، فالأتباع يضربون أنفسهم، ويدمون رؤوسهم وأجسادهم، وينطقون بكلمات الكفر في مرأى ومسمع من أصحاب العمامات، فبعضهم ينكر وبعضهم يشجع، لكن في النهاية لم نر معمماً يضرب نفسه، ولا يدمي رأسه، فهل هذا الحزن وهذا الدين خاص بالأتباع دون المعممين.

ثم المشكلة التي تؤكد ما قلناه: هي في الاستخدام السيئ لمثل هذه الرمزيات وهذه المراسيم، فيحكي التاريخ القديم والمعاصر أنه وفي كل مرة يقيم الروافض هذه المراسيم ويرفعون الرايات السوداء إلا وهم يقصدون استفزاز أهل السنة؛ لأن أهل السنة في الفكر الرافضي هم من قتل الحسين، وعلى هذا الفكر الخبيث يربون أبنائهم، فيهرم على هذا المعتقد كبيرهم، وينشأ عليه فتيانهم.

وقبل سرد الآثار التاريخية لهذا المعتقد، ودلالة الألوان السوداء ثم الحمراء التي يرفعها الروافض، أذكر للقارئ الكريم قصة واقعية حدثت لي شخصياً، أنا أعيش في قرية من قرى جبل صبر المطل على مدينة تعز، تبعد عن مدينة تعز 8 كيلو تقريباً، أهل قريتي شافعية منذ أن أوجدهم الله، فلما أن ظهر الفكر الحوثي في اليمن استجاب له بعض المنتسبين من أسرتي بسبب التقارب في النسب، فأسرتي لديها نسب قديم يربطها بالإمام علي بن أبي طالب من جهة الحسين بن علي رضي الله عنه. المهم تحوث بعض أقاربي وترفضوا، فأصبحوا نسخة طبق الأصل مما يجري في صعدة، وفي عاشوراء من العام الماضي 1434هـ جاءتني ابنتي الصغيرة ابنت التسع سنوات وهي حزينة مكتئبة، قالت: يا أبتي هل صحيح أنكم قتلتم الحسين؟ تعجبت من سؤالها!! لماذا هذا السؤال، ومن الذي أوصله إليها؟

قلت: يا ابنتي والله ما قتلناه ولا كنا موجودين بزمانه؟ الإمام الحسين استشهد قبل أكثر من 1300عام، فأين نحن وأين زمانه؟ لكن قولي لي: ما هذا السؤال؟ ومن أين أتيتي به؟ قالت: يا أبت! ونحن اليوم في المدرسة قالت لي زميلتي في الفصل ابنة فلان الحوثي، بأنّ أباها أخبرها بأنّ السلفيين هم من قتل الحسين!!

فكان هذا السؤال جواب لكثير من الاستفسارات التي كانت تدور في مخيلتي كلما مررت بجوار بيوت الحوثيين في قريتي، ورآني صبيانهم من أسطح منازلهم، أخذوا يصيحون لبيك يا حسين!! وأنا أسأل نفسي عن الأسباب التي دفعتهم لذلك، حتى أتأني الجواب من ابنتي الصغيرة، حينها أدركت أن الروافض في كل زمان ومكان يمارسون نفس الأسلوب في الشحن الطائفي لأبنائهم وأتباعهم ضد المخالفين لهم من أبناء السنة بغية إيغار صدورهم عليهم استمراراً لمسلسل العنف الطائفي، الذي يخططون له ويحلمون به.

هذه قصة حقيقة ليست من نسج الخيال بل عشتها بنفسي وأنا الشاهد عليها، ومثال واقعي معاصر على ذلك؛ فهل يدرك عقلاء الروافض - إن كان فيهم عقلاء - الآثار السلبية لهذه المراسيم في تفريق الأمة، وإثارة الفتن بين أبناء الأمة، وإيغار صدور بعضهم على بعض حتى قد يفضي ذلك إلى التعاون مع أعداء الأمة للكيد بالمخالفين لهم، وهذه الآثار يحدثنا عنها التاريخ.

وقد هالني وأنا أتابع في كتاب واحد من كتب التاريخ ما أحدثته هذه البدعة من بلاء على أمة محمد صلى الله عليه وسلم، فكم سالت لأجلها دماء!! وكم أزهقت من أرواح!! ولقد قامت الحكومة الشيعية بإذكاء الصراع الطائفي بين أهل السنة والروافض الشيعة، وأصبحت مناسبة عاشوراء من كل سنة موعداً دائماً للحرب الأهلية في العراق بين الأحياء السنية والشيعية، وأصبح القتال يتجدد سنوياً، والفتنة تزداد عاماً بعد عام، ويقتل في هذا الصراع المئات بل الآلاف، وامتد القتال ليشمل قبور الطرفين، وفتح هذا الصراع الطائفي المجال لإحياء الصراع العرقي والقبلي، وكل ذلك يحدث حينما يظهر الروافض حزنهم في عاشوراء، فيجري منهم بعض التصرفات التي تثير أهل السنة، كشتم أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، أو شتم أبي بكر وعمر، مما يتسبب في التصادم بين الفريقين، وخاصة عندما تقوى شوكتهم، ويكون لهم الحكم؛ فإنهم يظهرون حقدهم وحنقهم على الإسلام وأهله كما في أيام البويهين والفاطميين، وهذا ما أثبته المؤرخون أمثال: أحمد بن علي بن عبد القادر، أبو العباس الحسيني، تقي الدين المقريزي (766 - 845 هـ) في كتابه: اتعاظ الحنفاء بأخبار الأئمة الفاطميين الخلفاء (1/ 42) حيث يقول: "وفي يوم عاشوراء انصرف خلق من الشيعة وأتباعهم من المشاهد من قبر كلثوم بنت محمد بن جعفر بن محمد الصادق، ونفيسة، ومعهم جماعة من فرسان المغاربة ورجالتهم بالنياحة والبكاء على الحسين، وكسروا أواني السقائين في الأسواق، وشققوا الروايا، وسبوا من ينفق في هذا اليوم، وثارت إليهم جماعة، فخرج إليهم أبو محمد الحسن بن عمار، ومنع الفريقين، ولولا ذلك لعظمت الفتنة، لأن الناس كانوا غلقوا الدكاكين وعطلوا الأسواق، وقويت أنفس الشيعة بكون المعز بمصر. وكانت مصر لا تخلو من الفتن في يوم عاشوراء عند قبر كلثم وقبر نفيسة بنت الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب".

ولتبين ما يترتب على هذه البدع من فتن أنقل هذه الحوادث من كتاب البداية والنهاية للإمام بن كثير رحمه الله، في سنوات متعاقبة من تاريخ الأمة مرتبة بحسب السنة، كما في الكتاب: "سنة ثمان وأربعين وثلاثمائة فيها كانت فتنة بين الرافضة وأهل السنة، قتل فيها خلق كثير.

سنة تسع وأربعين وثلاثمائة، وفيها كانت فتنة عظيمة ببغداد بين الرافضة وأهل السنة قتل فيها خلق كثير، وفي آخرها توفي أنوجور بن الإخشيد صاحب مصر، فأقام بالأمر بعده أخوه علي.

سنة ثلاث وخمسين وثلاثمائة في عاشر المحرم منها عملت الرافضة عزاء الحسين كما تقدم في السنة الماضية اقتتل الروافض وأهل السنة في هذا اليوم قتالاً شديداً، وانتهبت الاموال.

سنة تسع وخمسين وثلاثمائة في عاشر المحرم منها عملت الرافضة بدعتهم الشنعاء فغلقت الأسواق، وتعطلت المعايش، ودارت النساء سافرات عن وجوههن ينحن على الحسين بن علي ويلطمن وجوههن، والمسوح معلقة في الأسواق والتبن مدرور فيها.

سنة ثلاث وستين وثلاثمائة وفي عاشوراء منها عملت البدعة الشنعاء على عادة الروافض، ووقعت فتنة عظيمة ببغداد بين أهل السنة والرافضة.

سنة ثنتين وثمانين وثلاثمائة في عاشر محرمها أمر الوزير أبو الحسن علي بن محمد الكوكبي - ويعرف بابن المعلم وكان قد استحوذ على السلطان - أهل الكرخ وباب الطاق من الرافضة بأن لا يفعلوا شيئاً من تلك البدع التي كانوا يتعاطونها في عاشوراء: من تعليق المسوح وتغليق الأسواق والنياحة على الحسين، فلم يفعلوا شيئاً من ذلك ولله الحمد.

سنة تسع وثمانين وثلاثمائة، ولما كانت الشيعة يصنعون في يوم عاشوراء مأتماً يظهرون فيه الحزن على الحسين بن علي، قابلتهم طائفة أخرى من جهلة أهل السنة؛ فادعوا أن في اليوم الثاني عشر من المحرم قتل مصعب بن الزبير، فعملوا له مأتماً كما تعمل الشيعة للحسين، وزاروا قبره كما زاروا قبر الحسين، وهذا من باب مقابلة البدعة ببدعة مثلها، ولا يرفع البدعة إلا السنة الصحيحة.

سنة ثلاث وتسعين وثلاثمائة وفيها كانت وفاة الطائع لله على ما سنذكره، وفيها منع عميد الجيوش الشيعة من النوح على الحسين في يوم عاشوراء، ومنع جهلة السنة بباب البصرة وباب الشعير من النوح على مصعب بن الزبير بعد ذلك بثمانية أيام، فامتنع الفريقان ولله الحمد والمنة.

في حدود الأربعمائة في حكم بني بويه: قال: "وقد أسرف الرافضة في دولة بني بويه في حدود الأربعمائة وما حولها فكانت الدبادب تضرب ببغداد ونحوها من البلاد في يوم عاشوراء، ويذر الرماد والتبن في الطرقات والأسواق، وتعلق المسوح على الدكاكين، ويظهر الناس الحزن والبكاء، وكثير منهم لا يشرب الماء ليلتئذ موافقة للحسين لأنه قتل عطشاناً. ثم تخرج النساء حاسرات عن وجههن ينحن ويلطمن وجوههن وصدورهن، حافيات في الاسواق إلى غير ذلك من البدع الشنيعة، والاهواء الفظيعة، والهتائك المخترعة، وإنما يريدون بهذا وأشباهه أن يشنعوا على دولة بني أمية، لأنه قتل في دولتهم.

سنة ست وأربعمائة وفي يوم الثلاثاء مستهل المحرم منها وقعت فتنة بين أهل السنة والروافض، ثم سكن الفتنة الوزير، فخر الملك على أن تعمل الروافض بدعتهم يوم عاشوراء من تعليق المسوح والنوح.

سنة إحدى وعشرين وأربعمائة وفيها عملت الرافضة بدعتهم الشنعاء، وحادثتهم الصلعاء في يوم عاشوراء، من تعليق المسوح، وتغليق الأسواق، والنوح والبكاء في الأزقة، فأقبل أهل السنة إليهم في الحديد فاقتتلوا قتالاً شديداً، فقتل من الفريقين طوائف كثيرة، وجرت بينهم فتن وشرور مستطيرة.

سنة ثلاث وأربعين وأربعمائة في صفر منها وقع الحرب بين الروافض والسنة، فقتل من الفريقين خلق كثير، وذلك أن الروافض نصبوا أبراجاً وكتبوا عليها بالذهب: (محمد وعلي خير البشر، فمن رضي فقد شكر، ومن أبى فقد كفر)، فأنكرت السنة إقران علي مع محمد صلى الله عليه وسلم في هذا، فنشبت الحرب بينهم، واستمر القتال بينهم إلى ربيع الأول، فقتل رجل هاشمي فدفن عند الإمام أحمد، ورجع السنة من دفنه فنهبوا مشهد موسى بن جعفر، وأحرقوا من ضريح موسى ومحمد الجواد، وقبور بني بويه، وقبور من هناك من الوزراء، وأحرق قبر جعفر بن المنصور، ومحمد الأمين، وأمه زبيدة، وقبور كثيرة جداً، وانتشرت الفتنة وتجاوزوا الحدود، وقد قابلهم أولئك الرافضة أيضاً بمفاسد كثيرة، وبعثروا قبوراً قديمة، وأحرقوا من فيها من الصالحين، حتى هموا بقبر الإمام أحمد، فمنعهم النقيب، وخاف من غائلة ذلك.

سنة ثمان وأربعين وأربعمائة، وفيها ألزم الروافض بترك الأذان بحي على خير العمل، وأمروا أن ينادي مؤذنهم في أذان الصبح، وبعد حي على الفلاح: الصلاة خير من النوم. مرتين، وأزيل ما كان على أبواب المساجد ومساجدهم من كتابة: محمد وعلي خير البشر، ودخل المنشدون من باب البصرة إلى باب الكرخ، ينشدون بالقصائد التي فيها مدح الصحابة، وذلك أن نوء الرافضة اضمحل، لأن بني بويه كانوا حكاماً، وكانوا يقوونهم وينصرونهم، فزالوا وبادوا، وذهبت دولتهم، وجاء بعدهم قوم آخرون من الأتراك السلجوقية الذين يحبون أهل السنة ويوالونهم ويرفعون قدرهم، والله المحمود أبداً على طول المدى.

سنة ثمان وخمسين وأربعمائة في يوم عاشوراء أغلق أهل الكرخ دكاكينهم، وأحضروا نساءً ينحن على الحسين، كما جرت به عادتهم السالفة في بدعتهم المتقدمة المخالفة، فحين وقع ذلك أنكرته العامة، وطلب الخليفة أبا الغنائم وأنكر عليه ذلك. فاعتذر إليه بأنه لم يعلم به، وأنه حين علم أزاله، وتردد أهل الكرخ إلى الديوان يعتذرون من ذلك، وخرج التوقيع بكفر من سب الصحابة وأظهر البدع.

سنة ثمان وسبعين وأربعمائة في المحرم وقعت فتنة عظيمة بين الرافضة والسنة فقتل خلق كثير فيها.

سنة عشر وخمسمائة وفي يوم عاشوراء وقعت فتنة عظيمة بين الروافض والسنة بمشهد علي بن موسى الرضا بمدينة طوس، فقتل فيها خلق كثير.

سنة خمس وخمسين وستمائة وفيها كانت فتنة عظيمة ببغداد بين الرافضة وأهل السنة، فنهب الكرخ ودور الرافضة حتى دور قرابات الوزير ابن العلقمي، فاشتد حنقه على ذلك، فكان هذا مما أهاجه على أن دبر على الإسلام وأهله ما وقع من الأمر الفظيع الذي لم يؤرخ أبشع منه منذ بنيت بغداد، وإلى هذه الاوقات ... وذلك أنه كاتب التتار وأطمعهم في أخذ البلاد، وسهل عليهم ذلك، وحكى لهم حقيقة الحال، وكشف لهم ضعف الرجال، وذلك كله طمعاً منه أن يزيل السنة بالكلية، وأن يظهر البدعة الرافضة، وأن يقيم خليفة من الفاطميين، وأن يبيد العلماء والمفتيين، والله غالب على أمره، وقد رد كيده في نحره، وأذله بعد العزة القعساء، وجعله حوشكاشا للتتار بعد ما كان وزيراً للخلفاء، واكتسب إثم من قتل ببغداد من الرجال والنساء والاطفال، فالحكم لله العلي الكبير رب الارض والسماء".

وبهذه الأحداث يعلم أنّ الرايات السوداء والحمراء، وشعائر عاشوراء تخفي وراءها حقداً دفيناً على أمة الإسلام على مر التاريخ كما رأينا، كما أن التاريخ المعاصر يحكي كثيراً من فظائع هذه الرايات وجرائمها، سواء ما كان منها في العراق، أو سوريا أو دماج.

قد يقال: فما المخرج من هذه الفتن؟!

فنقول: لا مخرج منها إلا أن يترك الرافضة بدعهم المنكرة ومعتقداتهم الباطلة التي تربي أتباعها والمعتنقين لها على الكراهية، والحقد، والثأر، والعيش في ظلال عقدة المظلومية، والأخذ بالثأر. أما نحن أهل السنة فعلى خلافهم، وخاصة فيما يتعلق بهذه القضية - عاشوراء ومقتل الإمام الحسين - فموقفهم واضح بينه علماء السنة في كتبهم قديماً وحديثاً، ومن ذلك ما ثبت عن الإمام ابن كثير رحمة الله عليه في كتابه سالف الذكر (8/ 221)، حيث يقول: "فكل مسلم ينبغي له أن يحزنه قتله رضي الله عنه، فإنه من سادات المسلمين، وعلماء الصحابة وابن بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم التي هي أفضل بناته، وقد كان عابداً وشجاعاً وسخياً، ولكنه لا يحسن ما يفعله الشيعة من إظهار الجزع والحزن الذي لعل أكثره تصنع ورياء، وقد كان أبوه أفضل منه فقتل، وهم لا يتخذون مقتله مأتماً كيوم مقتل الحسين، فإن أباه قتل يوم الجمعة وهو خارج إلى صلاة الفجر في السابع عشر من رمضان سنة أربعين، وكذلك عثمان كان أفضل من علي عند أهل السنة والجماعة، وقد قتل وهو محصور في داره في أيام التشريق من شهر ذي الحجة سنة ست وثلاثين، وقد ذبح من الوريد إلى الوريد، ولم يتخذ الناس يوم قتله مأتماً، وكذلك عمر بن الخطاب وهو أفضل من عثمان وعلي، قتل وهو قائم يصلي في المحراب صلاة الفجر ويقرأ القرآن، ولم يتخذ الناس يوم مقتله مأتماً، وكذلك الصديق كان أفضل منه ولم يتخذ الناس يوم وفاته مأتماً، ورسول الله صلى الله عليه وسلم سيد ولد آدم في الدنيا والآخرة، وقد قبضه الله إليه كما مات الانبياء قبله، ولم يتخذ أحد يوم موتهم مأتماً يفعلون فيه ما يفعله هؤلاء الجهلة من الرافضة يوم مصرع الحسين، ولا ذكر أحد أنه ظهر يوم موتهم وقبلهم شيء مما ادعاه هؤلاء يوم مقتل الحسين من الأمور المتقدمة، مثل كسوف الشمس، والحمرة التي تطلع في السماء، وغير ذلك".

وأحسن ما يقال عند ذكر هذه المصائب وأمثالها، ما رواه علي بن الحسين عن جده رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: «ما من مسلم يصاب بمصيبة فيتذكرها وإن تقادم عهدها فيحدث لها استرجاعاً إلا أعطاه الله من الاجر مثل يوم أصيب منها» [رواه الامام أحمد وابن ماجه].

فالمشكلة بيننا وبين الرافضة ليست علمية بالدرجة الأولى، فلو كانت علمية لكان أئمة أهل البيت قد أقنعوهم وردوهم عن باطلهم من قديم الزمن، ولو كانت علمية لكان كلام الإمام زيد بن علي كافياً في إقناعهم، أو تصريحات الإمامين الباقر والصادق، ولو كانت علمية لتمكن من إقناعهم الشافعي وابن حنبل وابن تيمية وجميع من ألفوا في الرد على الرافضة، ولو كانت علمية لكفتهم مناظرات قناة المستقلة، ولأرجعتهم إلى الصواب قنوات وصال وصفا والبرهان وغيرها من القنوات، ولو كانوا يبحثون عن الحقيقة لوجدوها على موقع البرهان دليل الباحثين عن الحقيقة وموقع السرداب والبينة وغيرها من المواقع، لكنهم لا يريدون أن يقتنعوا.

ولشدة خوفهم من انتباه أتباعهم واكتشاف حقيقة باطلهم تجدهم يثيرون في كل عام قضية عاشوراء ومقتل الحسين، وقتل الإمام علي، ومظلومية الزهراء، وغير ذلك من القصص التي قليلها صحيح ومعظمها كذب، والهدف من ذلك إثارة النعرات الطائفية لدى أتباعهم ليتمكنوا من الحفاظ على دينهم ومعتقداتهم.

بهذه الأساليب الرخيصة وإلا فبدونها لا يمكن أن يقبل أي عقل بالرفض ديناً ومنهجاً؛ فأي عقل يقبل بدين لا يتوافق مع عقل ولا دين؟!

أي عقل يقبل بدين قائم على الشرك والخرافة، والإباحية؟!

أي عقل يقبل بالتبعية العمياء، فالتابع ملك لصاحب العمامة السوداء (دمه وماله وعرضه)، صاحب العمامة السوداء ظل الله في الأرض، من حقه أن يأخذ مالك، ويتمتع بابنتك وأختك، ويوجهك إلى حيث حتفك، والواجب على التابع حيال ذلك السمع والطاعة دون أن يجد في نفسه أدنى اعتراض؛ لأنّه بالمخالفة يعرض نفسه لغضب صاحب العمامة السوداء، وغضب السيد صاحب العمامة السوداء من غضب صاحب السرداب ومخالفة صاحب السرداب مخالفة لرب الأرض والسماوات.

أي عقل يقبل بدين مبني على الخرافة؟! فشخصية الإمام الغائب في السرداب منذ مئات السنين، وانتظار خروجه، وما يترتب على ذلك من عقائد فاسدة بنيت على أساس الخرافة. أي عقل حي يقبل بدين متناقض في أصوله وفروعه. لكن عقول كثير من الروافض تقبل بذلك، لأنه يصدق عليها قول العارف بها الإمام الشعبي رحمه الله: "ما رأيت قوماً أحمق من الشيعة لو كانوا من البهائم لكانوا حمراً، ولو كانوا من الطير لكانوا رخماً" [انظر مجموع ج4 ص 502- 503].

وما الحمق: إلا تغيِّر العقل أُخِذ من الحمق، والحمق عند العرب الخمر، لما تسببه من ضياع العقل وتغيره" [انظر الزاهر في معاني كلمات الناس (2/ 17)]، والعتب ليس عليهم، فهذه هي عقولهم، وهذا هو منهجهم، العتب كل العتب على من يرى من إخواننا السنة هذا الحال وهذه الخيانات وهذه المؤامرات وهذه الفتن ومع ذلك لا يزال يصفق، ويدافع عن الرافضة، ويعتبر الخلاف بيننا وبينهم خلاف في الفروع، وأمثال هؤلاء حالهم كحال من وصفهم الشاعر أحمد شوقي حين قال:

أثر البهتان فيه *** وانطلى الزور عليه

ملأ الجو صراخاً *** بحياة قاتليه

يا له من ببغاء *** عقله في أذنيه

اللهم وانتقم لإخواننا في سوريا والعراق ودماج من الروافض ومن عاونهم، واصرف عنا شر الروافض ومكرهم وخداعهم يا قوي يا متين.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الرايات السوداء تاريخ ملطخ بالدماء
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الرايات السود
» حديث أبي هريرة في الرايات السود لا يصح
» تاريخ الطبري ( تاريخ الأمم والملوك) موافق للمطبوع المؤلف الإمام ابن جرير الطبري
» معرض لصور وملابس الشهداء الملطخة بالدماء وتعليق غنائم «موقعة الجحش» على أعمدة «التحرير» 9/2/2011
»  ما هي منافع الحبة السوداء؟

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
اسلام ويب :: ۩✖ Known to the islam ۩✖ :: قسم الحـــوار الشيعــــي :: الشيعه عقائد وحقائق-
انتقل الى: