اسلام ويب
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

من فقه الدعاء يقول سيدنا عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -: "أنا لا أحمل همَّ الإجابة، وإنما أحمل همَّّ الدعاء، فإذا أُلهمت الدعاء كانت الإجابة معه". وهذا فهم عميق أصيل ، فليس كل دعاء مجابًا، فمن الناس من يدعو على الآخرين طالبًا إنزال الأذى بهم ؛ لأنهم ينافسونه في تجارة ، أو لأن رزقهم أوسع منه ، وكل دعاء من هذا القبيل ، مردود على صاحبه لأنه باطل وعدوان على الآخرين. والدعاء مخ العبادة ، وقمة الإيمان ، وسرّ المناجاة بين العبد وربه ، والدعاء سهم من سهام الله ، ودعاء السحر سهام القدر، فإذا انطلق من قلوب ناظرة إلى ربها ، راغبة فيما عنده ، لم يكن لها دون عرش الله مكان. جلس عمر بن الخطاب يومًا على كومة من الرمل ، بعد أن أجهده السعي والطواف على الرعية ، والنظر في مصالح المسلمين ، ثم اتجه إلى الله وقال: "اللهم قد كبرت سني ، ووهنت قوتي ، وفشت رعيتي ، فاقبضني إليك غير مضيع ولا مفتون ، واكتب لي الشهادة في سبيلك ، والموت في بلد رسولك". انظر إلى هذا الدعاء ، أي طلب من الدنيا طلبه عمر، وأي شهوة من شهوات الدنيا في هذا الدعاء ، إنها الهمم العالية ، والنفوس الكبيرة ، لا تتعلق أبدًا بشيء من عرض هذه الحياة ، وصعد هذا الدعاء من قلب رجل يسوس الشرق والغرب ، ويخطب وده الجميع ، حتى قال فيه القائل: يا من رأى عمرًا تكسوه بردته ** والزيت أدم له والكوخ مأواه يهتز كسرى على كرسيه فرقًا ** من بأسه وملوك الروم تخشاه ماذا يرجو عمر من الله في دعائه ؟ إنه يشكو إليه ضعف قوته ، وثقل الواجبات والأعباء ، ويدعو ربه أن يحفظه من الفتن ، والتقصير في حق الأمة ، ثم يتطلع إلى منزلة الشهادة في سبيله ، والموت في بلد رسوله ، فما أجمل هذه الغاية ، وما أعظم هذه العاطفة التي تمتلئ حبًا وحنينًا إلى رسول الله - صل الله عليهلم -: (أن يكون مثواه بجواره). يقول معاذ بن جبل - رضي الله عنه -: "يا بن آدم أنت محتاج إلى نصيبك من الدنيا ، وأنت إلى نصيبك من الآخرة أحوج ، فإن بدأت بنصيبك من الآخرة ، مرّ بنصيبك من الدنيا فانتظمها انتظامًا ، وإن بدأت بنصيبك من الدنيا ، فائت نصيبك من الآخرة ، وأنت من الدنيا على خطر). وروى الترمذي بسنده عن النبي - صل الله عليهلم -: أنه قال: ((من أصبح والآخرة أكبر همه جمع الله له شمله ، وجعل غناه في قلبه ، وأتته الدنيا وهي راغمة ، ومن أصبح والدنيا أكبر همه فرَّق الله عليه ضيعته ، وجعل فقره بين عينيه ولم يأته من الدنيا إلا ما كُتب له)). وأخيرًا .. أرأيت كيف أُلهم عمر الدعاء وكانت الإجابة معه ، وصدق الله العظيم إذ يقول: (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ) (186)" (البقرة:186).


 

  التبشير بالتشيع

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة


avatar


نقــاط : 99225
 التبشير بالتشيع  Oooo14
 التبشير بالتشيع  User_o10

 التبشير بالتشيع  Empty
مُساهمةموضوع: التبشير بالتشيع     التبشير بالتشيع  Emptyالجمعة 8 نوفمبر 2013 - 21:41

الحمدُ لله، والصَّلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبهِ ومن اهتدى بهداه. أمَّا بعد:

فهذه دراسة عن الشيعة والتشيُّع، موثقة بإسناد أقوال الشيعة الرافضة ومذاهبهم، وآرائهم، إلى مصادرهم، والعمَدِ في مذهبهم، من خلالها يعرف المسلم حقيقة الشيعة وَتتجلَّى له فكرة دعوتهم إلى التقريب على وجهها، وَيظهر دفين مقصدها، وغاية المطالبة بها، بما خلاصته: أنها سلم للتبشير بالتشيع ونشره في إطار مذهب الشيعة ويقال: الرافضة والإمامية والإثنا عشرية والجعفرية، تحت دعوى محبة آل بيت النبِي صلى الله عليه وسلم والمناداة بشعارات: جهاد اليهود.

لبراءة من الكفَّار. وحدة الصف الإسلامي... إلخ. فصغْت هذه الخلاصة من كتب المذهب الشيعي ذاته بورقات: ليسهل انتشارها في الأقطار، حتى لا ينخدع أهل الإسلام بالدعوى الباطلة في حقيقتها، المزخرفة بالأقوال في ظاهرها، وأنها تحمل في حقيقتها مصائب، ومصائب، منها الشرك بالله، والتحريف لكلام الله، والطعن في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومنها: لعن صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم وتكفيرهم، إلى غير ذلك مما يناقض أصول الإسلام. ومن أراد التوسع والوقوف على جملة كبيرة من مصادر التوثيق فليرجع إلى كتب علماء أهل السنة من شتى المذاهب الأربعة، التي كشفت حقيقة الشيعة، وحقيقة دعوتهم إلى التقريب، فإنها في غاية الأهمية، وما هذه النبذة إلا طليعة لها([1]) وإليكَ البيان.



مصطفى الأزهري



([1]) ومما كتب في كشف دعوة التقريب: الخطوط العريضة التي قام عليها دين الشيعة الإمامية الإثني عشرية، واستحالة التقريب بينهم وبين أصول الإسلام، في جميع مذاهبه وفرقه، للعلامة محب الدِّين الخطيب، وقد طبعت مراراً، والحمد لله رب العالمين. وانظر: كتاب بطلان عقائد الشيعة، وبيان زيغ معتنقيها ومفترياتهم على الإسلام للشيخ محمد عبد الستار التونسوي رئيس أهل السنة بباكستان. وكتاب مسألة التقريب بين الشيعة وأهل السنة للشيخ ناصر القفاري. وهو مهم جدًّا..




التنبيه الأَول

هذه الرسالة، لا تحوي جميع ما لدى الرافضة من أُصول فاسدة تنابذ الإسلام، وتهدم أَركان الإيمان، ويرفضها العقل، فلديهم أُصول أُخرى([1])، وخَبَالاتٌ فيها، وفي الفروع([2])، لكن فيما ذُكِرَ من الطَّوام دلالة على ما بقي.

التنبيه الثاني

لَمْ أُحَمّل أُصولهم ما لدى بعضهم من آراء لا يلتقي عليها علماؤهم، ولم تدون في العُمد من مذهبهم، وبمحل الرضى والقبول من عامتهم.

التنبيه الثالث

من الدعايات التي نشرها بعض الرافضة وتقبلها عدد من أهل السنة، المتحمسين لوحدة الصف الإسلامي: دعواهم أن هذه الأُصول لا يلتقي فيها شيعة اليوم مع شيعة الأَمس، وأن عقول الشيعة في هذا العصر تَرقّت عن هذه الأُصول البائدة الفجّة الفاجرة...

وهذه دعوى يكذبها الواقع؛ إذ كتبهم وواقعهم المعاصر شاهد صدق على كذب هذه الدعوى، وأَنّ الرافضة اليوم هم رافضة الأَمس بأُصولهم، وفروعهم، وآياتهم، ومراجعهم، و أَن الارتباط قائم على أَشدّهِ في الرفض وفروعه، وعلى هذا أَدلة منها:

وحدة المصدر في التلقّي والتمذهب

أَولاً: وحدة المصدر في التلقّي والتمذهب متسلسلاً من بذرة التشيّع الأُولى إلى شيعة العصر الحاضر فيما يلي:

اعتمادهم في التلقي والتعلم على كتب أسلافهم

1- اعتمادهم في التلقِّي والتعلُّم والتعليم على كتب أَسلافهم، وأَن المجامع الثمانية ما زالت هي عُمد المذهب الرافضي للمعاصرين. كما قرره أغا بزرك الطهراني في الذريعة وغيره.

نشاطاتهم بإشراف علمائهم

2- نشاطهم بإشراف علمائهم في طبع ونشر كتب أَسلافهم حتى العصر الحاضر، بما فيها من طوام ووثنية وشرك وطعن وسب ولعن لصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا تجد التعقيب على هذا منهم!

تأكيد شيوخهم المعاصرين على مصادرهم

3- تأكيد شيوخهم المعاصرين على مصادرهم، وأَن ما فيها متواتر، مع ما فيها من غلو وضلال مبين.

قيام شعائرهم التعبدّية على أُصولهم المخالفة للِإسلام

4- قيام شعائرهم التعبدُّية على أُصولهم المخالفة للِإسلام من كل وجه.

علماؤهم المعاصرون يَشدُّوْنَ على هذه الأُصول

ثانياً: علماؤهم المعاصرون يَشدُّوْنَ على هذه الأُصول، ويدافعون عنها، وينشرون مؤلفاتهم في تأييدها، والدعوة إليها في مجموعة متتابعة من التآليف، والدوريات، والنشرات، ومنهم:

عبد الله المامقاني في تنقيح المقال، ومحمد جواد مغنية في مؤلفات كثيرة أجهد نفسه فيها، ومحمد آصف المحسني في صراط الحق، ومحمد حسين آل كاشف الغطاء في أصل الشيعة، والطبطبائي في الميزان في تفسير القرآن، والخراساني في الإسلام في ضوء التشيّع، وحسين النوري الطبرسي صاحب كتاب فصل الخطاب في إثبات تحريف كتاب رب الأَرباب وفي مستدرك الوسائل، ومحسن الأمين في الشيعة بين الحقائق والأَوهام.

ثم جاءت دولة الآيات، فتَجدّد الضلال المبين في كتبهم، وبخاصة زعيمهم الخميني في كتبه كشف الأسرار وتحرير الوسيلة والحكومة الإسلامية ومصباح الإمامة ودروس في الجهاد والرفض إلى آخرها، بما فيها من غلو ووثنية، واستيلاء منه على صلاحيات مهديهم المنتظر، التي يمنحها الرافضة لهذا الإمام المعدوم الغائب عن الأبصار، التائه في الأَمصار. وهذه الوثبة منه على صلاحيات مهديهم المنتظر، هي السارية لديهم اليوم باسم: ولاية الفقيه.

وآخر عقد لدولة الآيات: دستور دولتهم الفارسية المجوسية الرافضية: دستور الجمهورية الإسلامية في إيران.

ثم هم في هذه الكتب مختلفون مضطربون، فلا تستنكر أيها المسلم، فالإنكار والكتمان عندهم دين، والإصرار دين.

ففي أصول الكافي لديهم (ص/ 485):

(عن سليمان بن خالد، قال أبو عبد الله عليه السلام: [إنّكم على دين من كتمه أَعزه الله، ومن أَذاعه أَذله الله].

التنبيه الرابع

الدعوة التي أوجهها بعدل وإنصاف إلى كل مسلم يؤمن بالله، واليوم الآخر، ويؤمن بالإسلام ديناً، وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبياً ورسولاً، أَلا يحكم على الرافضة، ولا على دولتهم وتمسحهم باسم الإسلام، إلا بعد الوقوف على أُصولهم وفروعهم ومعتقداتهم من كتبهم المعتمدة لديهم مباشرة، أو بواسطة العزو إليها من أهل السنة.

وما في هذه الرسالة هو خلاصة لِجُلّ ما لديهم، منقولة بأَمانة من مصادرهم، ومن أَراد التوسّع فعليه بكتاب:

مسألة التقريب بين أهل السنة والشيعة ؛ ليقف من خلالها بسهولة على توثيق هذه الأُصول والمقولات في مصادرهم الأَصلية والعمد في مذهبهم، لاسيما في كتبهم الثمانية، التي يسمونها المجامع الثمانية، وهي:

1- الكافي، للكليني الهالك سنة (329هـ).

2- من لا يحضره الفقيه، لـابن بابويه القمي، الهالك سنة (381هـ).

3- تهذيب الأحكام.

4- الاستبصار، كلاهما لـأَبي جعفر الطوسي، الهالك سنة (360هـ).

ثم المجامع الأَربعة المتأخّرة من القرن الحادي عشر فما بعد، وهي:

5- الوافي، للكاشاني الهالك سنة (1091هـ).

6- بحار الأنوار الجامعة لدرر أَخبار الأَئمة الأَطهار للمجلسي، الهالك سنة (1111هـ).

7- وسائل الشيعة، للعاملي الهالك سنة (1104هـ).

8- مستدرك الوسائل، للطبرسي، الهالك سنة (1320هـ). صاحب كتاب فصل الخطاب في إثبات تحريف كتاب رب الأَرباب.



([1]) راجع في ذلك كتبهم المعتمدة عندهم، منها: أصول الكافي للكليني، بحار الأنوار للمجلسي، بل يكفيك نظرة في عناوين أَبوابها فقط. وفي تفاسيرهم: تفسير القمي، والعياشي، وفي تراجمهم: رجال الكشي. وفي الاعتقاد: الاعتقادات للمجلسي، أوائل المقالات للمفيد..

([2]) انظر عن شذوذهم في الفروع: الانتصار للمرتضي. وقد جمع طائفة منها ابن الجوزي في المنتظم (8/120)، وحاجي خليفة في كشف الظنون على سبيل التعجب والتندر، والأَسف على فرقة تدين الله بهذا الشذوذ، وانظر: مختصر التحفة الإثني عشرية للآلوسي: (ص 207، وما بعدها).

تاريخها:

لما انقدحت شرارةُ التَّشيُّع في النِّصف الثَّاني من القرن الأول الهجري، كانت داعيةَ تصدع في وحدة الصف الإسلامي، لهذا قابلها الصَّحابةُ رضي الله عنهم بالسبيل الأقوم: ((بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ)) [الأنبياء:18]، فكان بيان الحقِّ من الباطلِ بالدَّلائلِ، ورموهم به عن قوس واحدة، فقُمِعَت وحُصرت الضَّلالةُ في أَضيقِ نطاق. وأَضحى حملة التَّشيُّع مغلوبين، في عزلة عن جماهير المسلمين؛ لظهور الإسلام بصفائه، وتيقظ حُرَّاسِهِ من العلماء والولاة والمحتسبين. وعليه فلم يسجِّل التَّاريخ وعلم السِّير خبراً واحداً يدعو المتشيعون به أهل السنة إلى التَّقريب.

ومضى صدر الأُمة وسلفها على هذا، ولم يسجل التاريخ بعد القرون الأُولى إلا محاولات على وهن وَضعْفٍ وَتَقِيَّة. ولم نرها في نشاط مكثف إلا في القرن الرابع عشر الهجري، لما بدأ غياب القدوة في صفوف الأُمَّة كافَّة، وضعف الإسلام بصفائه في نفوس جمٍّ غفيرٍ من أهل السنة، وَشُدِّدَ الحصار على علوم الشريعة، وانحسرت عن الحكم الولائي، والقضائي...

مراحل دعوة التقريب

ويمكن تصنيف القول عن دعوة التقريب بتاريخها، ومراحلها، وحقائقها، وأُطرها، وفي أَهدافها وأَبعادها. وما هو الطريق الأَسلم، مع أَبحاث أُخرى- على ما يلي:

المرحلة الأولى

دعوة التَّقريب العامَّة، منادية بوحدة الأَديان والعقائد، وهذه دعوة ترجع في أُصولها الأُولى إلى دَسِّ غلاة الشيعة هذه الدعوة بالمزج بين الإسلام والأَديان الأُخرى، كـاليهودية، والنصرانية، أَو الوثنية: كـالمجوسية، واليونانية، ثم اتَّسعت الدَّعوة إليها على أَيدي الباطنية، وإخوان الصفا، والقرامطة.

وهذه المكيدة للإسلام، تحطَّمت على يد أهل السنة، فتمَّ القضاء عليها وإزهاقها إلى يومنا هذا في بلاد المسلمين- ولله الحمد.

وما (مجمع الأَديان) وما يُسمى (الحوار الإسلامي) القائم الآن في (الغرب) إلا إفراز لتلك الدعوة الآثمة. وقى الله المسلمين شرَّها.

المرحلة الثانية

دعوة التقريب العلمية. وهي ما سلكه الطوسي الرافضي الهالك سنة (60هـ) في تفسيره التبيان ثم تابعه على منهجه الطبرسي الرافضي الهالك سنة (548هـ)، في تفسيره مجمع البيان إذْ اعتمدا في تفسيريهما على مصادر الشيعة والسُّنة.

وفي هذا كسر لحاجز النّفرة بين الفريقين، وطريق للمزج بين الصّفين.

لكن يرى أَحد رجال الشيعة وهو ابن طاووس الهالك سنة (1320هـ)، أَن هذا المسلك في التفسير، على أُسلوب التَّقيَّة والمُداراة لـأهل السنة المخالفين.

وعلى أَيِّ حالٍ، ففي هذا المسلك العملي المزْجِيِّ نشْر لمذهب الرافضة بين جماهير المسلمين.

وانظر أَثره بعد، كيف انجرَّ إلى عدد من أهل السنة باسم (الدراسات المُقارنة) ويأتي.

ماذا بعد هاتين المرحلتين

مضت القرون، والمسلمون -أهل السنة - هم أهل السنة، ومَن سواهم: فِرَق، وأَشياع، منهم: الشيعة الرافضة. فهم الرافضة معروفون بسيماهم (المخالفات البدعية).

فجماهير المسلمين مؤمنون بما هم عليه من الحقّ، والحقّ في كل أَمر: واحد لا يتعدّد، وينطلق من أَصليه: (الكتاب والسُّنَّة). فمن سواهم: فِرَق وأَحزاب، يقربون من الصراط المستقيم، ويبتعدون، بقدرِ ما لديهم من أَهواء وبِدَع، ومخالفات، تنافي سلوك الصراط، وتبعدهم عن جماعة المسلمين.

فجماهير المسلمين أهل السنة ثابتون على طريقِ الإسلام، وأَهل الأَهواءِ من الشيعة وغيرِهِم، عَاضُّوْن على أَهوائهم، يصنعون لها لَبوس الإسلام، مع نبذِ أهل السنة لهم نبذ النّواة.

في هذا الجو، لم يكن للشيعة أَن تدعو إلى التَّقريب؟ لظهور السَّنَّة وأَهلِها، ووفرة حُرَّاسها؛ لكنها كانت على قدم وساق، تقيم الدعوة لمذهبها، وتعمل على ترفيض أهل السنة، وسلكت لهذا طُرقاً:

- التزاوج بين السُّنَّة والشيعة.

- الإغراء المالي.

- التقية.

- دعوى محبة آل البيت.

- الطعن في مذهب أهل السنة.

- المُتعة، والإغراء الجنسي الشهواني، والإباحية باسم المتعة الدورية، وباسم عارية الفرج، كما في وسائل الشيعة (7/536-537) للعاملي، وإباحة اللواطة بالنساء، وهو اختيار الخميني، كما في كتابه تحرير الوسيلة.

- رفع التكاليف، وأَن حُبَّ عليٍّ رضي الله عنه حسنة لا يضر معها سيئة.

ولهم وسائل كثيرة، حتى قال الدهلوي رحمه الله تعالى: إن لهم وسائل لا تدري اليهود بعشرها!!

يتتبعون بهذه العوامل مواقع الجهل، ومضارب الفقر، فدخلوا بها إلى بطون العشائر والقبائل.

وَمَنْ نَظَرَ في كتاب عنوان المجد للحيدري العراقي، حيثُ ذكرَ فيه القبائل العربية التي ترفَّضت: من كعب، وعمارة، وبني لام، والخزاعل، وغيرهم... من قرَأَ ذلك تقطَّعت نفسه حسراتٍ على انكسار رأسِ مال أهل السنة بسلب هذه القبائل من صفوفها، وعلى الغفلة الآثمة من تحصين القبائل من حبائل الرفض والتَّشيُّع.

وما انقلبت العراق من أكَثريَّة سُنيَّة، إلى أَقليَّة سُنيَّة أكَثريَّة شيعيَّة إلا بذلك، وهكذا في بلاد ما وراء النهر، وخراسان، وإيران، وغيرها من بلاد العجم.

وفي عصرنا، جهش دُعاة الرافضة في أَعقاب الثورة الإيرانية، إلى أَدغالِ أَفريقيا، حيث الجهلُ والفقر، مستصحبين تلكَ العوامل الرافضية، فاسترفضت جماعات وأَفراد، فلاحول ولا قوة إلا بالله العزيز الحكيم.

المرحلة الثالثة

عقد مؤتمر النجف على يد أَحد زعماء أهل السنة، الشيخ عبد الله السويدي العراقي، المتوفى سنة (1174هـ) رحمه الله تعالى.

فإنَّ الشيخ عبد الله السويدي كان بأساً على الرافضة، عارفاً بمخبآت مذهبهم. فعقدَ مع علماء الشيعة مؤتمراً عام (1156هـ) بإشراف الملك نادر شاه، حيث استدعى عبد الله السويدي، وقال: إن في مملكتي -تركستان، وأَفغان - فرقة تكفِّر الإيرانيين، وأُخرى تكفِّر هؤلاء، وهكذا...

فعقد المؤتمر في النجف وكان النَّصر فيه لأهل السنة، وكان يوماً مشهوداً، لكن الشيعة وهم الرافضة عمدة دينهم (التقية)، ما لبث أَن تبخَّر هذا الجهد، وعادت الرافضة إلى عقائدها آثمة، لم يتغير منها شيء يُذكر.

المرحلة الرابعة

شَهِدَ النِّصف الثَّاني من القرن الرابع عشر الهجري نشاطاً من علماء الشيعة، ومبادرات متعددة في الدعوة إلى التشيُّع وترفيض الأُمَّة تحت غطاء دعوة التقريب فتمثلت فيما يلي:

1- جماعة الأخوة الإسلامية: في قبة الغوري بـمصر عام (1937م)، أَنشأها باطني إسماعيلي باكستاني، ولا علاقة لها بجماعة الإخوان المسلمين التي أَنشأها الشيخ حسن البنا.

2- دار الإنصاف: تأسست عام (1366هـ) بـبيروت.

3- دار التقريب بين المذاهب الإسلامية بـمصر. قام بها الرافضي محمد تقي القمي عام (1364هـ).

أَصدرت مجلة باسم رسالة الإسلام صدرت منذ عام (1368هـ) إلى عام (1398هـ) فصدر منها: (60) عدداً، في: (16) مجلداً.

4- دار أَهل البيت، أو جمعية أَهل البيت: تأسست بـمصر عام (1395هـ)، قام بها: طالب الرفاعي الحسيني الرافضي. وعنها اهتم بنشر كتب الرافضة وإحياء مواسمهم.

5- من زيادة الفتون والابتلاء: أَن بعض طوائف الباطنية الغُلاة هم الآخرون، رفعوا شعار التقريب، فهؤلاء الدروز رفعوا شعار التقريب عام (1358هـ). ودعت النصيرية إلى التقارب عام (1357هـ)، وصدر للطائفتين بعض المحاضرات في ذلك وهي مطبوعة.

طالب الرفاعي الحسيني

1- مضت خيرُ القرون. والرافضة لَقىً منبوذ الأُصول والفروع، وفي عزلة عن جماعة المسلمين، صيانة للملَّة عن مداخلة الأَهواء والبدع والانحرافات والشذوذ.

وهذا يوم كان الحقُّ حقّاً، والباطلُ باطلاً. وحرَّاس الشريعة قائمين عليها، لذا لم يسجِّل التَّاريخ أَيَّ محاولة لهذا الغطاء الوهمي (التقريب).

2- في هذه الحقب من القرون، استغل الرافضة في عامَّة المسلمين مواقع الجهل والفقر، فغزوا العشائر، والقبائل بالتزاوج، والمال، ودعوى محبة آل البيت، متستِّرين على أُصولهم بالتَّقية، فدخل في الرفض خلائق في الرافدين، وما وراء النَّهر من بلاد العجم.

3- في حال ضعفٍ من المسلمين، وتوزعّ قيادتهم، وغياب تحكيم الشَّريعة، وجهل كثيرٍ من علمائها بما عليه الشيعة الرافضة من أُصولٍ وفروع تَخْرِقُ حجب الشريعة، شهد النِّصفُ الثَّاني من القرن الرابع عشر الهجري مبادرات دعويَّة للتقريب من الشيعة؟ فكان إنشاء أَربع دور على أَرض مصر.

4- كُلُّ هذه الدُّوْر، مبادرات من الشيعة، ليس فيها مبادرة واحدة من أهل السنة، وكلُّها في ديار أهل السنة، لا يوجد منها دار واحدة أُقيمت في ديار الرافضة.

5- لما نشأت هذه الدُّور الشيعية الرافضية باسم التقريب، استجاب لها فريقان من العلماء:

أَحدهما: أَحسن النية بها، ثم تبيَّن له بعد أنها دور تخريب وترفيض للأُمة، على شاكلة (التبشير بالتنصير) سواء؛ لهذا نفضوا أَيديهم منها، وهجنوها، وأَعلنوا براءتهم منها، ومنهم:

الشيخ السبكي، والشيخ محمد عرفة، والشيخ طه محمد الساكت، ومحمد البهي، وَأَمَّا محمد رشيد رضا فقد كان منفتح الخاطر لدعوة التقريب، ثم نسفها وَوَلاّهَا ظهره؛ لما رأى منهم ما رأى من الغيظ على خير القرون، والتحرُّق لنشر المذهب الباطني القرمطي، والصدود عن مذهب أهل السنة، فواجهها بقلمه في مجلة المنار وكشف مخبآتها.

أَمَّا الفريق الثاني: وهم المستفيدون مادياً، من ضعاف النفوس والعلم، فبقوا يستلمون جراياتهم ويتأكلون في ظل هذه الدُّور، حتى انقرض بعضها، وأَصبحَ البعض الآخر جسداً لاروح فيه.

6- هذه الدُّور لم تنشر يوماً كتاباً لـأهل السنة، لا في ديار أهل السنة، ولا في ديار الرافضة، بينما نشرت العديد من كتب التشيُّع في ديار أهل السنة.

وكان من إصداراتهم كتاب اسمه: الزهراء في ثلاثة أَجزاء نشره علماء النجف، وقالوا فيه عن أَمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه: (إنّه كان مُبتلى بداء لا يشفيه إلا ماء الرجال).

إلى آخر ما فيه من أَقوال قذرة مختلقة، بروح نجسة وفجور مذهبي.

وفي مجلة رسالة الإسلام التي تصدرها دار التقريب بـالقاهرة مقالة في عددها الرابع من السنة الرابعة (ص/368) بقلم رئيس المحكمة الشرعية الشيعية في لبنان، وفيها نقل عن أَحد مجتهديهم: أَنّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم إذا أَخبر عن الأحكام الشرعية مثل نواقض الوضوء... يجب تصديقه، وإذا أَخبر عن الأُمور الغيبية، فلا يجب التديُّن به. مثل خلق السموات والأَرض، إلى آخر ما فيه من كفر صراح بآيات القرآن العظيم، وأَحاديث النَّبيِّ الكريم صلى الله عليه وسلم المخبرة بذلك!

فهل يريدون التقريب بالإيمان بهذه المهازل؟!

7- وهذه الدُّور ودعاة التقريب، لم ينشروا يوماً تصحيحاً لأَي أصل عقدي، فضلاً عن رجوعهم عن سبِّ الصحابة ولعنهم رضي الله عنهم.

8- أُسست دعوة التقريب على قاعدة تحجب عن الأنظار باطلهم في الأُصول، وهي: أنه لا خلاف يذكر بين الشيعة، والسنة، إلا في بعض المسائل الفرعية. وهذه تُكَذِّبُ وَتنسِفُ ما قرره علماء الملَّة خلفاً عن سلفٍ في تاريخ الفِرَقِ والمقالات من بيان أُصولهم الملّية المخالفة للِإسلام، وأَنّها من الأَوهام، بل هذه الدعوى فتوى بنسبة الباطل إلى الإسلام، وما التستر على الخلاف الباطل، إلا طريق لاستفحاله لا لإلغائِه. وإنّ الدعوة للتقريب بدءاً بالفروع هي دعوة تناقض الفطرة، وتصدُّ عن النظر في هذه الأُصول الناقضة لعُرى الإسلام عروة عروة.

هدفها الوحيد وبعدها الخطير

من هذه الحقائق نستخلص هدفها الخطير فيما يلي:

ا- أَن دعوة التَّقريب في هدفها وأَبعادها: دعوة بنيَّة مُبيَّتة تستهدف التبشير بالرفض، لأَخذ المسلمين بعقيدة الروافض، واقتناصهم في حبائل الباطنية، ثُمَّ الولوج في رِدَّة شاملة عن الإسلام بصفائه، وتصفية له من أَهله.

2- وأَنّها تحت الغطاء -التقريب- تستهدف استغفال بعض علماء أهل السنة ؛ ليتخذوهم بفتاواهم، ومشاركاتهم، واستكتابهم، ودراساتهم المقارنة: مطية لنشر الرفض، وحجة في وجوه جهلة المسلمين، فيصبح علماء أهل السنة، ومن ورائهم أهل السنة، ضحيَّة تقيَّة الرافضة وخداعهم. فهي بحقٍّ تمتطي أهل السنة لنشر الرفض والتَّبشير به.

3- حماية الشيعة من التَّطلُّع لمذهب أهل السنة.

4- التستر على الهجوم الرافضي -المتعدِّد الوجوه- على السُّنَّة وأَهلها.

الدلائل

1- إنَّ الرافضة أَنفسَهم هم الذين يتحمّلون كِبَر الفُرقة، وتوسيع الشُّقَّة، بما أَحدثوا، وغيَّروا، وبدَّلوا، وبواقع من تعصبهم وتعنتهم، ومنابذتهم لـأهل السنة، وزرع الضَّغينة لهم. وبما أَصرُّوا عليه من أُصول تناقض أُصول ملَّة الإسلام، وتستثير شعور جماهير المسلمين، لاسيما في سبِّ ولعن وتكفير الصَحابة رضي الله عنهم سوى بضعة نَفَرٍ([1]) في حسبانهم الخاسر: والمسلمون أهل السنة يترضون عن هؤلاء الصحابة رضي الله عنهم وعن سائر الصَّحابة رضي الله عن الجميع، ويعرفون لهم قدرهم ومنزلتهم.

2- إنَّ التَّقريب في مفهوم الرافضة: أَن يتكلَّموا ويكتبوا وينشروا التشيُّع والرَّفض، وأَن يسكت أهل السنة عن بيان الحقّ. وإن سمع هؤلاء الرافضة كلمة حقٍّ قالوا: وحدة المسلمين في خطر؟!

ولا أَدل على كذب هذه الدعوة -التقريب- من أَنها تقابل من الرافضة أَنفسهم، بل من شيوخهم، بالتَّعنُّت والتعصُّب للرَّفض في أُصوله وفروعه، وإلا فأَين رجوعهم عن أُصولهم الفاسدة: القرآن محرَّف. السُّنَّة قول المعصومين فقط. سبّ الصحابة وتكفير هم... إلخ.

3- إنّ حقيقة التقريب أَن يوافقهم أهل السنة، لا أَن يوافقوا أهل السنة.

4- يزيد هذا وضوحاً: أَنّه ظهر في النجف وإيران دعاة للتقريب ووحدة المسلمين، في خطبهم ومقالاتهم ومؤلفاتهم، وهم أَنفسهم وفي نفس الوقت يؤلِّفون الكتب البشعة الشَّنيعة في حقِّ الصحابةِ رضي الله عنهم وشتم أهل السنة، ونشر الترهات والأَباطيل في جو معصومهم.

من هؤلاء: الخالصي، وعبد الحسين الموسوي.

إنَّهم بحقٍّ دُعاة التقريب باللسان، ودعاة الفُرقة بالقَلَمِ والعملِ والجنَان.

5- إنَّ الدعوة للتقريب بدءاً بالفروع، دعوى تناقض الفطرة، والنقل، والعقل، وتناهض دعوة الرسل وخاتمهم محمد صلى الله عليه وسلم، الذي قام في فواتح الرسالة بالدعوة إلى التَّوحيد، وتشييد أَركان الملَّة...

يا هؤلاء: كيف نُشيّد الفروع وأَنتم مختلفون مخالفون في الأُصول؟!

كيف تكون الدعوة إلى التَّقريب بالفروع، والأُصول التي ترجعون إليها باطلة في المِلَّة، ضلال في الاعتقاد والسُّلوك. إنَّها دعوة مُغَلَّفَة تستهدف بحق نَسْفَ أهل السنة بأُصولهم وفروعهم بمسالك التعصُّب واللجاج، لا بالحجة والبُرهان.

6- لماذا لا يفتح الرافضة دور التقريب في بلادهم، وينشرون كتب أهل السنة في أَوساطهم، أَم أنُّها دعوة تستهدف (التبشير بالرفض) و(ترفيض أهل السنة)؟!!

ثم لما فشلت في بلاد أهل السنة فتحوها مؤخراً في بلادهم.

أدلة الإصرار

وإذا كانت هذه الدلائل في حساب العقلاء المتجردين من العصبية والهوى كافية في كشف حقيقة دعوة التقريب، وأَنّها غِطاء وتمويه للوصول إلى (التبشير بالرفض) على ظهور أهل السنة.

فخذوا آخر الأَدلة المادية الكاشفة لهذا الهدف، إنَّها أَدلة الإصرار على المذهب الرافضي بأُصوله وفروعه، الصادرة بالدستور الرسمي لـجمهورية إيران الرافضية فمن هذه المواد:

1- نص المادة/ 12 من الدستور:

(الدين الرسمي لـإيران هو: الإسلام والمذهب الجعفري الإثني عشر. وهذه المادة غير قابلة للتغيير إلى الأَبد) انتهى.

2- وتنص المادة/ 2 من هذا الدستور:

(النظام يقوم على أَساس الكتاب وسنة المعصومين) انتهى.

3- وتنص المادة/ 6 منه:

(تكون ولاية الأَمر، والأمة، في غيبة الإمام المهدي، عجل الله فرجه في جمهورية إيران الإسلامية: للفقيه العادل، نيابة عن الإمام المعصوم) انتهى.

وأَخيراً، اقرأ هذا الكلام من كتاب (الحكومة الإسلامية): (ص/52) للخميني، الذي طُبعَ مراراً باللغتين العربية، والفارسية: قال ما نصه: (فإن للِإمام مقاماً محموداً، ودرجة ساميةً، وخلافةً تكوينية، تخضع لولايتها وسيطرتها جميع ذَرّات هذا الكون.

وإنّ من ضروريات مذهبنا: أن لأئمتنا مقاماً لا يبلغه مَلَكٌ مُقرَّب، ولا نبي مرسل) انتهى من طبعة منشورات المكتبة الإسلامية الكبرى.

طائفة من أصول الرافضة الجعفرية الإثني عشرية

فمن أُصولهم:

ا- القول بتحريف القرآن. وهذا أَصل إلحادي يقطع قائله من الصلة بالإسلام. وكتبهم طافحة بهذا الأَصل الإلحادي، بل أَفرده بالتأليف حسين الطبرسي الهالك سنة (1320هـ) بكتاب مطبوع سنة (1289هـ) في إيران اسمه: فصل الخطاب في إثبات تحريف كتاب رب الأَرباب.

وأَن القرآن ليس بحجة إلا بِقَيِّم، وهو أَحد الأَئمة الإثني عشر، حتى قالوا: الإمام هو القرآن الناطق، وكتاب الله هو القرآن الصامت([2]).

2- التفسير الباطني لآيات القرآن الكريم بما يضحك منه العقلاء، وهو تفسير في غاية التحريف للكلم عن مواضعه، والتحريف الباطل خلة يهودية، درج فيها على آثارهم الرافضة([3]).

ومن فظيع قولهم: أن لكل آية معنى باطنياً، ثم قالوا: لكل آية سبعة بطون، ثم طاشت تقديراتهم فقالوا: لكل آية سبعون بطناً([4])!!

3- تنزل كتب إلهية على أئمتهم بعد القرآن([5]).

4- إنكار السنة النبوية إلا عن المعصومين ومن أَسانيد الرافضة. وطعنهم القبيح في محدِّثي الأُمة وحفَّاظها([6]).

5- أَن أقوال أئمة الرافضة كأقوال الله ورسوله([7]).

6- أَن النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم كتم جزءاً من الشريعة أَودعه عليّاً رضي الله عنه كالجفر والجامعة، ومصحف فاطمة([8]). وهي محفوظة عند الإمام المنتظر محمد بن الحسن العسكري، الذي يقولون: إنه غاب في سرداب سامراء، قال بعضهم: وهو ابن أَربع سنين، وسيخرج في آخر الزمان.

7- رفضهم حجية الإجماع، ولا إجماع عندهم إلا قول المعصوم([9]).

والسِّرُّ في ردِّهم الإجماع، هو ردهم لإجماع الصدر الأَول على خلافة الخلفاء الثلاثة الراشدين رضي الله عنهم.

8- وأن مخالفة أهل السنة فيها الرَّشاد، ففي أصول الكافي، سؤال لأحد أئمتهم، يقول: [إذا... وجدنا أحد الخبرين موافقاً للعامة -يعني: أهل السنة - والآخر مخالفاً لهم، بأي الخبرين يؤخذ؟ فقال: ما خالف العامة ففيه الرشاد، فقلت: -القائل الراوي- جُعلت فداك، فإن وافقها الخبران جميعاً؟ قال: يُنظر إلى ما هم إليه أَميل، حكامهم، وقضاتهم، فيترك، ويُؤخذ بالآخر، قلت: فإن وافق حكامهم الخبرين جميعاً؟ قال: إذا كان كذلك فأرجئه حتى تَلْقَى إمامك، فإن الوقوف عند الشبهات، خير من الاقتحام في الهلكات]([10]).

وانظر إلى هذه المقولة الملعونة لأكبر شيوخهم في القرن الثاني عشر: نعمة الله الحسيني الجزائري -نسبة إلى جزائر البصرة - الشيعي الرافضي الهالك سنة (1112هـ). في كتابه الأنوار النعمانية (2/278) طبع شركة جاب، تبريز، إيران ما نصه:

(إنا لم نجتمع معهم -أي: مع أهل السنة - عَلى إلهِ، وعَلى نبي، ولا عَلى إمام؟ وذلك أنهم يقولون: إن ربهم هو الذي كان محمد صلى الله عليه وسلم نبيه، وخليفته بعده: أبو بكر. ونحن لا نقول بهذا الرب، ولا بذاك النَّبي، بل نقول: إن الرب الذي خليفة نبيه: أبو بكر، ليس ربنا، ولا ذاك النبي نبينا) انتهت هذه المقولة الكافرة، التي هي في غاية الضلال المبين، والغِلّ المهين، والقذارة.

فانظر، كأن أهل السنة عندهم أَهل كتاب، مأمور بمخالفتهم، بل هم شر من اليهود عندهم، بل من عقائدهم السرية عقيدة (الطِّينة)([11])

التي تقول: بأن حسنات أهل السنة للشيعة، وموبقات الشيعة على أهل السنة. ولهذا فالدعوة عندهم قائمة على تحرير القِبلتين: تحرير المسجد الحرام من أهل السنة، وتحرير المسجد الأَقصى من اليهود، وقد عرف على مدى التاريخ تآزر الرافضة مع كل عدوٍ ظاهرٍ على المسلمين أهل السنة، وما واقعة ابن العلقمي في مظاهرة التتار على المسلمين ببعيدة عن الأَذهان؛ ولكن من حَفَر للأُمة قليباً وقع فيه قريباً، فقد حَزُّوا رأسه فور فعلته.

فعلى المسلمين التيَّقُّظ من أن مناداتهم بتحرير المسجد الأَقصى، هو شعار يسحرون به المسلمين لترفيضهم، كما أن مناداتهم بضراوة ضد أهل السنة في الحرمين، وغيرهما؛ لأنهم شجى في حلوقهم ضد أصولهم النَّكراء، وفعلاتهم الشنعاء.([12]).

9- مسألة الإمامة: أنّها ركن من أَركان الدِّين، بل هي الركن الأَول، والأَصل العظيم عندهم([13])، ومنكرها كافر([14])، وأَنها للمعصوم المنتظر الثاني عشر من أئمتهم المعصومين من ولد علي بن أبي طالب رضي الله عنه ولهذا فجميع الحكومات الإسلامية من بعد وفاة النبيِّ صلى الله عليه وسلم إلى يومنا هذا، عدا سنوات الحكم لـعلي بن أبي طالب رضي الله عنه، حكومات غير شرعية بزعمهم، ولا يجوز لشيعي أن يدين لها بالولاء، وإنما يداجيها تقية، فهي حكومات مغتصبة، وإنما هي للأئمة الإثني عشر منهم فقط... (ومحنة الرافضة هذه هي محنة اليهود، قالت اليهود: لا يصلح الملك في آل داود. وقالت الرافضة: لا تصلح الإمامة إلا في ولد علي)([15]). وأن النيابة عنه للفقيه العادل، حتى يخرج المنتظر من السرداب- وقد استولى هؤلاء النواب عن هذا المنتظر المعدوم على صلاحياته، فترأسوا بها على شيعتهم، ويريدون مدَّ جناحهم على العالم الإسلامي، وأَن لأئمتهم عند الله من المقامات ما لا يبلغه ملك مقرّب ولا نبي مرسل، وأَن موت الأَئمة باختيارهم، وأَنّهم يعلمون الغيب، وأَنّهم لا يَنْسَون، ولا يَسْهون، ولا يخطئون منذ ولادتهم وطيلة عمرهم، وأَن علمهم بطريق الوحي القدسي، وأَن أئمتهم الإثني عشر هم باب حطة، لا يغفر إلا لمن دخلها، وأنهم أَعلم من الأنبياء، وأَفضل منهم، ويقدرون على إحياء الموتى، وعندهم كتاب فيه أسماء أَهل الجنَّة وأَسماء أَهل النَّار. ومنها عقيدة الظهور أي: ظهور الأَئمة بعد موتهم لبعض الناس، ثم عودتهم لقبورهم([16]).

ومن عقائدهم في الأَئمة: أن الآخرة للإمام، وأَن الجنة مَهْرُ فاطمة رضي الله عنها، وأَن الأَئمة يأكلون من الجنة في الدُّنيا، وأَنّ حساب الخلق إلى الأَئمة يوم القيامة.

ويُفسِّرون آيات القرآن في التوحيد، والإسلام والإيمان، والحلال، والحرام للأَئمة الإثني عشر.

وهكذا من صفات تصل إلى حدِّ النبوة حيناً والإلهية حيناً آخر، لمراجعهم وآياتهم.

ولهذا فإنّ الرافضة إذا ذكروا أئمتهم يصلون عليهم بأَسمائهم ولا يصلون على غيرهم، ممن هو خير منهم وأَحب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فينبغي أن يخالفوا في هذا الشعار([17]).

10- اعتقاد العصمة لأئمتهم من الخطأ والسهو والنسيان. وأَول من اخترع لهم هذه العقيدة الضالّة: عبد الله بن سبأ اليهودي، وقيل: هو ذاك الخبيث الآخر، الذي يسميه المسلمون: شيطان الطاق، ويسمِّيه الشيعة: مؤمن آل محمد واسمه: محمد بن علي بن النعمان الأحول الهالك نحو (60هـ)، من غلاة الشيعة، تنسب إليه فرقة يُقال لها: الشيطانية عَدَّها المقريزي من فرق المعتزلة([18]).

11- عقيدتهم بردَّة الصحابة رضي الله عنهم وإلحاق مستقبح الأَوصاف والأَفعال بهم، سوى ثلاثة، وفي بعض رواياتهم أَربعة، وفي بعضها ستة، منهم: سلمان، والمقداد، وأبو ذر، وعمار. ولهذا فإذا ترضّوا عن الصحابة يعنون بهم هؤلاء رضي الله عنهم، ومنهم من يقيد فيقول: وعن صحابته المنتجبين.

ومن كلام السَّلف الحقّ: إنّ الله أمرَ بالاستغفار لأَصحاب محمد صلى الله عليه وسلم فَسَبَّهم الرافضة([19]).

ومن أصولهم في الصحابة رضي الله عنهم: أنه لا ولاء إلا ببراء([20]) أي: لا ولاء للإسلام، إلا بالبراءة من أبي بكر وعمر رضي الله عنهما وَيُسَمُّوْنَهُمَا: الجبت والطاغوت.

وهذه العقيدة الخبيثة النكراء، طعن في الطريق الناقل لمصدر التشريع من السُّنَّة النَّبويَّة. وهذا إبطال لحجية السُّنَّة النبوية، ولهذا قصروا حجيتها على رواية المعصومين من طريقهم.

وهم بجانب ذلك يدافعون عن المرتدين كـمسيلمة وأَصحابه([21]) والمختار الثقفي([22]) وزنادقته، ونصير الشرك الطوسي([23]) وأضرابه، ويلقبون أبا لؤلؤة المجوسي، قاتل الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه بلقب بَابَا شجاع الدين([24]). ويسمون يوم قتل عمر رضي الله عنه يوم العيد الأَكبر. يوم البركة....

ويفسرون آيات الشرك والكفر، والفحشاء، والمنكر، والبغي، بالصحابة من المهاجرين والأنصار ممن رضي الله عنهم ورضوا عنه، بنص القرآن.

ومن خَبيث سخافاتهم أن أمينهم: عبد المحسن الرشتي سُئِلَ عن نبش قبر صاحبي النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم، وإخراجهما حيَّيْن، هل يُصلبان ويُحْرقان؛ لأنهما سبب ضلال الأُمة؟ فأَجاب: هذه مسألة عويصة جدّاً، وليس عندي شيء يرفع هذا الإشكال وأَحاديثنا صعب مستصعب([25])، لعنة الله على هذا الوَرعَ الوَزغ.

وصدق وهو كذوب إن حديثهم صعب مستصعب؛ لأنه يناقض الفطرة، ويباين المنقول والمعقول.

وقد صرحوا بنحو هذا في عامة أَحاديثهم، فقالوا: (إن حديثنا تشمئز منه القلوب، فمن عرف فزيدوهم، ومن أنكر فذروهم)([26]).

12- الغلو في قبور أَئمتهم والحج لمشاهدهم، وأَن تربة كربلاء والعتبات المقدسة أشرف بقاع الأَرض.

وينشدون ويلقنون الصغار:

وَمِنْ حَدِيثِ كَرْبَلا والكَعْبَة لِكربلا بَانَ عُلُوُّ الرُّتْبَة

ومن المنتشر عندهم: أن الحج إليها أفضل من الحج إلى بيت الله الحرام آلاف المرات. وأما قم فلها باب إلى الجنة، وأَهل قم لا يحشرون كسائر الناس.

13- ليس هناك حكومة شرعية سوى حكومة الإثني عشرية، وأَن من واجبهم فتح مكة والمدينة ؛ لتكون تحت ولاية إسلامية نائبة عن المعصوم حتى يخرج، وأن حكومة الحرمين الآن شرذمة أشد من اليهود.

14- الإيمان بالرجعة، ويُقال: (الكَرَّة)، وقد ورد فيها أكثر من مائتي حديث في أكثر من خمسين كتاباً من كتبهم المعتمدة عندهم: وحقيقتها أن الله يعيد قوماً من الأَموات إلى الدُّنيا، في صورهم التي كانوا عليها، وذلك عند قيام مهدي آل محمد صلى الله عليه وسلم، لكن لا يرجع إلا من علت رتبته في الإيمان، أو بلغ غاية الفساد، ثم يصيرون بعد إلى الموت. وفي رأس الأَعداء الذين يرجعون للانتقام منهم -خليفتا رسول الله- أبو بكر، وعمر رضي الله عنهما.

وقد اشتهرت فرقة من الشيعة بالدعوة إلى هذا الاعتقاد، حتى سميت: بالرجعية. وعقيدة الرجعة المؤقتة عند قيام مهدي آل محمد، غير عقيدة الظهور لأَئمتهم، وتقدمت مسألة الإمامة برقم (9).

15- الإيمان بغيبة المهدي: وهذا محور التشيع وأَساس المذهب، فلو سقطت فكرة الغيبة لم يبق من يسمى بـالإمامية الإثني عشرية.

ذلك أن الحسن العسكري المتوفى سنة (260هـ) هو إمامهم الحادي عشر، ولم يعقب ولداً، ولما كانت غيبة الإمام محوراً للتشيع، قام عثمان بن سعيد العسكري الهالك سنة (280هـ)، بادِّعاء وجود ابن للحسن العسكري اختفى وعمره أربع سنين، اسمه محمد، وكان اختفاؤه في سرداب سامراء أي في بلد سر من رأى بين بغداد وتكريت، ولهذا يقفون بعد مغرب كل يوم عند باب السرداب، يهتفون باسمه يدعونه للخروج، وله أَلقاب عندهم هي: (المهدي، الحجة، القائم، الخلف، السيد، الناحية المقدسة، الصاحب، صاحب الزمان، صاحب العصر، صاحب الأَمر). ومن أَحالك على غائب لم ينصفك، فكيف بمن أحال على مستحيل؟! والإنصاف عزيز، فتعوذ بالله من الجهل والهوى([27]).

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى: والمرأة إذا غاب عنها وليها، زوَّجها الحاكم أو الولي الحاضر؛ لئلا تفوت مصلحة المرأة بغيبة الولي المعلوم الموجود، فكيف تُضَيَّع مصلحة الأُمة، مع طول هذه المدة، مع هذا الإمام المفقود([28]).

ومن اللطائف أن سُنياً قال لشيعي: متى يخرج هذا الغائب؟ فقال: إذا فسد الزمان، قال السني: إذاً أتَدْعُوْنَ بفساد الزمان حتى يُفرج عنه.

16- التَّقِيَّة: كتمان الحقِّ عندهم عمَّن يخالفهم، وهي أَصل أَصيل لمذهبهم، وحقيقتها النفاق والكذب([29]) والمداهنة، ويسمونها: الخبء، ويقولون: ما عُبِد الله بشيء أحب إليه من الخبء، والخبء: التقية. بل هي تسعة أعشار الدِّين. ويقولون: لا دين لمن لا تقية له، ومن الأَسماء الشائعة عندهم: تقي مأخوذ من التقية لا من التقوى، فيتفاءلون بمن يسمى به أن يكون بارعاً في التقية، فحقّاً صار لهم حقّ الامتياز في الكذب.

ولهذا، فليأخذ المسلم في اعتباره إذا وجد شيعياً ينكر أي أصل من أُصولهم المتقدِّمة أو غيرها فإنَّما هو تقية؛ ليحبط المحاجة، ويصيد السني في الشراك، واعتبر هذا في كثير من تناقضاتهم، فما هي بتناقضات لكنها التقية. والأُصول هي كما علمت.

ومن تناقض التناقض عندهم: تقية التقية وهي: أنهم عند ظهور الحجة عليهم باستعمال التقية، يزعمون انتهاء مدة الصلاحية للعمل بالتقية، وهذا غاية في الإغراق والكذب والتستر على التقية.

ومن التقية عندهم: القول بإسلام أهل السنة رحمةً بـالشيعة: وكلما كان الرافضي موغلاً بالتقية كلما كبر قدره وعلا مقامه.

وإنما وضعوا التقية حتى إذا تكلموا بالباطل ثم خالفوه قالوا: إنما قلناه تقية وخوفاً([30]).

فهذه الأُصول المُضِلَّة، والأَقوال الكفرية، سُرْبِلَتْ باسم الإسلام وأُكسبت الشرعية بالروايات المختلفة المكذوبة، وصُنع لها الانتساب المكذوب إلى من ادُّعِيَت لهم العصمة زوراً، فكم صارت مَعْبَراً للفسوق عن الإسلام، وباباً لَجَّ به خلائق بالزندقة والإلحاد؛ لأَنَّ تصوير هذه البواطيل من الإسلام في مواجهة من لا يعرض عليهم الإسلام إلا من طريقهم، سبب للشَّكِّ فيه، فإنَّا لله وإنَّا إليه راجعون.

وأَما في الفروع فلديهم من الخبالات، ما لا يحيط به وصف. ولذا قال الشعبي رحمه الله تعالى: (يأخذون بأَعجاز لا صدور لها)([31]) أي: بفروع لا أُصول لها.

وسائل نشر الرفض والتشيع:

إذا كانت دعوة التقريب هي البدعة الكبرى لنشر التَّشيُّع، بما فيه من انحراف في الفكر والسُّلوك: هي أقرب وسيلة يستعطفون بها قلوب أهل السنة، ويخدعون بها من لا يعرف حقيقة مذهبهم، ولم يقف على النَّتِيْجَةِ العمليَّة لدعوة التَّقريب في مراحلها المتقدمة -ترفيض الأُمَّة- فإنَّ ثمة مجموعة من الوسائل التي يبغون من خلالها نشر الرفض، وتكدير صفو ديار أهل السنة، بإدخال التَّشيُّع والرَّفض فيها، ومن هذه الوسائل:

1- دعواهم أنه لا خلاف يُذكر بين السنة والشيعة إلا في مسائل فروعيَّة. وقد تقدَّم بطلانها.

2- الإتكاء على ما يؤصله كلُّ مخالف بدعي: (نتعاون فيما اتفقنا عليه، ويعذربعضنا بعضاً فيما اختلفنا فيه).

3- إعمال التَّزاوج بين السنة والشيعة، وهذه من أَخطر الوسائل لِمَدِّ رواق التَشيُّع.

4- الدعوة إلى الرَّفض بطريق دعواهم محبة آل البيت والنُّصرة لهم، فيحركون مشاعر العامة وعواطفهم. ومن هذه الأَعمال: القيام بأعمال تمثيل لمأساة كربلاء، بصورة من الاضطهاد لآل البيت، وما لحقهم من ظلم الصحابة رضي الله عن الجميع، وحسبنا الله على من كذب وآذى آل النَّبي صلى الله عليه وسلم وصحبه رضي الله عنهم وأَرضاهم.

5- من أسوأ ظواهر التقريب التي استمرأها عدد من أهل السنة: الدراسات الفقهية المقارنة بين آراء أهل السنة، والمذهب الجعفري، فيالله كم لها مِنْ أثرٍ مشؤوم.

6- سماح أهل السنة للرافضة بالممارسة العلنية لشعائرهم ومواسمهم البدعية، في المساجد والحسينيات، وغيرها.

7- السَّماح لهم بطبع ونشر الكتاب الشيعي، وتوزيعه وترويجه في ديار أهل السنة.

8- التَّبشير بالرَّفض عن طريق فتح المستشفيات، والمستوصفات، ورياض الأَطفال، كما عُمِلَ بـمصر.

9- نشر العمالة الرافضية في ديار أهل السنة عبر التعليم، والتمريض، والإدارة وغيرها.

10- إقامة ندوات تتحدث عن آل البيت من منظور رافضي، وتقديم دراسات عن مراجعهم وآياتهم، وأُصولهم وكتبهم، بعين الرضا وقلم القبول.

11- البدء منهم بنشر وتلقين الفروع التي لا يخالفون فيها أهل السنة، حتى إذا كسروا الحاجز النفسي بين السُّنِّي والشِّيعي، وصلوا القلوب بالأُصّول الشيعية الضالَّة.

12- الدَّعوة إلى الاعتراف بمسألة الإمامة عندهم، وأَنّها نيابة عن المعصوم المنتظر، وهذا منحنى ديني ضال خطير، يستعطفون به السُّذَّج من الجُهَّال.

13- ويجلبون السُّذَّج كذلك، بالإغراء المالي من الخمس المجبي للمعصوم المنتظر.

14- مفاجأة من يجهل حقيقة مذهب الشيعة من علماء أهل السنة، واستصدار فتاوى منهم بمشروعية التَّعبد بالمذهب الجعفري، كما حصل استدراج شيخ الأَزهر شلتوت بذلك عام (1368هـ).

15- استكتابهم لهذا النوع، ولمن في قلوبهم غلبة الشهوة للحياة الدنيا، بالتقديم والتقريظ لبعض مؤلفات الرافضة.

16- اختلاق تقاريظ ومقدمات لبعض كتب الرافضة، منسوبة لأَسماء سنية لا وجود لها.

17- اختلاق قصة عالم تشيع بعد أن كان سُنيّاً، كما حصل قريباً باختلاق كتاب الأنطاكي واعتناقه التشيُّع، وهو شيء لا وجود له.

18- الكذب على بعض مشاهير أهل السنة، بصدور فتوى أو مناقشة، انتهت بانتصار الشِّيعي على السُّنِّي، وهكذا.

وكان منها تلك الكذبة الصَّلْعَاء، من عبد الحسين الموسوي الرافضي، على شيخ الأزهر سليم البشري، بمراسلات بينهما انتهت بإقرار الشيخ البشري لمذهب الرافضة، وبطلان مذهب أهل السنة.

19- نشر الترغيب بشراء وإحراق منهاج السنة النبوية لـابن تيمية، والصراع بين الإسلام والوثنية وغيرها من الكتب التي تفضح الرفض والرافضة، حتى تغيب عن الأسواق الكتب التي تفضحهم.

20- وفي عصرنا الحاضر، زادوا في استمالة السُّذَّج، واستثارة العواطفِ والشعور الإسلامي، واستدراج من لا يزن حياته وَسَيْرَه في الدعوة بمنهج الأنبياء وسيرة السلف الصالح، زادوا في وسائل نشر الرفض والتشيُّع؛ بنصب شعارات ظاهرها حق محض، وباطنها دعوة إلى الرفض، والتلصص إلى معاقل الحكم والفتيا والقضاء في ديار أهل السنة.

ومن هذه الشعارات التي يضللون بها:

المناداة بمعاداة أمريكا، وجهاد اليهود.

المناداة بتوحيد الصف الإسلامي، وصيحتهم في أَوساط أهل السنة: لا تثيروا الخلاف بين المسلمين، فالإثارة خدمة للمخططات الصهيونية، وَعَمَالَة مع المؤامرات الأَمريكية.

وهي شعارات حق أريد بها باطل، شأن أهل الأَهواء وقد خُدِعَ بهذا كثير ممن يُسمون بالمثقفين الذين يقل نصيبهم من العلم والفقه في الدِّين، وعلى جانب كبير من الجهل بحبائل المنافقين، وسبيل المجرمين ومكر الروافض وخداعهم، ولم يقرؤوا كتبهم المعتمدة في مذهبهم؛ ليقفوا على حقيقة ما هم عليه، ولم يقرؤوا ما رد به أهل السنة عليهم، بعدل وإنصاف.

ألا يعلم أهل السنة، أن حملة هذه الشعارات من الرافضة، في الوقت نفسه، ينشرونً أصولهم، التي منها ما تقدم، وأَضعافها، مما يأباه الله ورسوله والمؤمنون.

ألا يعلم أهل السنة، أن الرافضة منذ انشقاقهم عن جماعة المسلمين، إلى يومنا هذا، في دَأَبٍ، وجهد جاهد في نشر أصولهم، وفروعهم، وتلقينها، في المحافل والندوات، والدروس والمؤلفات، والنشرات، وأَنهم إلى يومنا هذا يستصحبون -عامتهم وعلماؤهم- في الحج، والمشاهد: مناسك من صنعهم وتأليفهم، فيها عشرات الصفحات، بلعن الخلفاء الراشدين بأسمائهم: أبي بكر، وعمر، وعثمان رضي الله عنهم، ولعن عائشة، وحفصة رضي الله عنهما وغيرهم، وسبهم، ورميهم بالعظائم، ومنها ما في كتابهم: مفتاح الجنات.

فيا أيها العقلاء المنصفون: من الذي يثير الخلاف الباطل، ويصد عن سبيل المؤمنين، وينابذ كتاب الله، وسنة سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم، إلا من يسوِّغ هذه المهازل، وهذا الفُجُور، ويبعث لنشره الدعاة في المشارق والمغارب.

وهل يبقى لمسلم فيه مسكة من عقل أن ينخدع بنصب هذه الشعارات، فما هي إلا مكامن فيها مكايد، وقد قدمت لك أدلة إصرارهم على هذه المكايد والأُصول الفاسدة (ص/48، 51) في عدة أمور، كان من آخرها ما جاء في نص دستور حكومتهم الخمينية الرافضية الفارسية المعاصرة.

هذه مجموعة من وسائلهم لنشر الرفض في الأُمة، تتقدَّمها البدعة الكبرى، والتقية السُّوأى: دعوة التقريب فاحذرهم يا عبد الله أن يفتنوك عما أنت عليه من الحق.

الطريق لوحدة المسلمين والتحذير من البدعة الكبرى: التقريب بين الحق والباطل

المتتبع لمبادرات الرافضة، بدعوات التقريب النشطة، يجدها مقصورة على ديار أهل السنة في العقد الثاني، من القرن الرابع عشر الهجري، جماعية كانت تلك الدعوات، أَو فردية، يجدها قد باءت بالفشل الذريع، في صفوف العلماء العاملين، وطبقة المثقفين من جماعة المسلمين أهل السنة ؛ لأنها دعوة لَمْ تُبْنَ على الاعتصام بالوحيين الشريفين الكتاب والسُّنَّة، ومناشدة الحقّ من مشكاتهما، وإزهاق الباطل بنورهما، وِإنَّما تكشف عن عنوان خادع: التقريب أَمْلاهُ الأَصل العقدي السَّـلُوْلي: النفاق، ثم السَّبَئيُّ الرافضي: التقية، هادفاً إلى ترفيض الأُمة، يرمي أهل السنة في مجاهل التشيُّع والرفض، بدءاً بالفروع، والسكوت عن الأُصول، وإلجام أهل السنة عن الحديث بفواقر التشيُّع، واستمراء ذلك، وكسر الحاجز المـلِّي، بين السني والشيعي، ألا وهو أوثق عرى الإيمان: الولاء والبراء، والتخدير بهذا العنوان الخادع (التقريب) متكسبين بهذا الغطاء الواهي عدة أُمور: إلباسه الشرعية في نظر سواد الأُمة. المحافظة على الرافضي من اللحوق في ركاب أهل السنة. مَدُّ رِوَاق التشيُّع بترفيض قدر كبير من أهل السنة، إلى آخر ما تمليه هذه المهزلة والأُضحوكة على أهل السنة من التربص بهم، واستثمارها في صد المد الإسلامي. على منهج الوحيين الشريفين على يد أهل السنة والجماعة، المتنامي ولله الحمد في أَرجاء الدُّنيا.

وبالجُملة فإنَّ هذه البدعة الكبرى (التقريب) ك
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
التبشير بالتشيع
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
اسلام ويب :: ۩✖ Known to the islam ۩✖ :: قسم الحـــوار الشيعــــي :: حــــــــــــــــــــــوارات-
انتقل الى: