أطفال الأنابيب.. الحلم قد يتحول لحقيقة

أطفال الأنابيب.. الحلم قد يتحول لحقيقة

الاستشارة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أنا متزوج منذ 4 أعوام، ولم يشأ الله لنا الإنجاب حتى الآن، وبالعرض على الأطباء المختصين تبين إصابة الزوجة بانسداد في قناة المبيض اليمنى، وتم عمل منظار لها لتسليك هذا الانسداد، إلا أن الطبيب لم يتمكن من ذلك؛ لذلك فقد قمنا بإجراء عملية طفل أنابيب مرة واحدة، ولم يشأ الله نجاحها، ونسعى حاليا لإجرائها مرة أخرى.. فبماذا تنصحوننا؟
علما بأن الزوجة قد قام أحد الأطباء باستئصال المبيض الأيسر لوجود أكياس عليه، وذلك قبل الزواج، كما أننا بعد الزواج أخرنا الحمل لعام تقريبا باستخدامها لحبوب منع الحمل، وقد حملت بعد ذلك، ولكن لم يكتمل الحمل بعد أسبوعين تقريبا، وبعد ذلك بفترة أصابها ميكروب الكلامديا وقد شفاها الله منه، وقد قرأت أنه يؤدي إلى انسداد قناة المبيض ويضرها بشدة.
فهل هناك علاج لانسداد قناة المبيض غير التدخل الجراحي؟ وما نصيحتكم لنا بصفة عامة؟ ولكم أشد العذر على الإطالة، وأرجو أن يوفقكم الله ويرعاكم.

المستشار د. هشام جابر العنانى

الاجابة

أخي العزيز، وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.. لا داعي للاعتذار عن الإطالة؛ فأهلا ومرحبا بك معنا، وندعو الله العلي القدير أن نكون خير عون لك ولزوجتك، إن شاء الله.
وبداية أذكرك بقول الله عز وجل: {يَهَبُ لِمَن يَّشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَن يَّشَاءُ الذُّكُورَ أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا وَيَجْعَلُ مَن يَشَاءُ عَقِيمًا}. فلا توجد تجربة في حياة الإنسان تضاهي ولادة طفل في أهميتها، ولكن لا داعي للإحباط أو اليأس؛ فالأمل موجود بإذن الله تعالى.

وعن حالة زوجتك أخي الكريم: يُعد انسداد قناتي فالوب الناتج عن التهابها من الأسباب المهمة للعقم عند السيدات، ومن أكثر الكائنات الدقيقة المسببة لهذه الالتهابات الكلاميديا تراكوماتاس.
وليس هناك وسيلة للتغلب على انسداد الأنابيب إلا بالتدخل الجراحي (ونتائجه منخفضة نوعا ما)، وزوجتك أجرت عمليتين جراحيتين من قبل، وأي عملية جراحية تخلف من ورائها التصاقات، هذا فضلا عما ألحقته الكلاميديا بأضرار في الأنابيب سواء من الداخل أو الخارج، وعلى هذا فنحن لا ننصح بالتدخل الجراحي مرة أخرى، ولكن ننصح بعمل أطفال الأنابيب حتى يكتب الله لكما النجاح مرة أخرى.

ودعني أخي الكريم لأعطيك نبذة بسيطة عن عملية أطفال الأنابيب حتى تخوضا التجربة وأنتما على دراية كاملة عن هذه التجربة؛ فبداية تُعد نسبة نجاح هذه العملية (أطفال الأنابيب) ضعيفة جدًّا؛ فأغلب الأزواج يلجئون إلى أطفال الأنابيب كأمل أخير؛ حيث إنها جعلت من الحلم حقيقة.
وفي السنوات الثلاث الأخيرة أجريت في العالم أكثر من 35 ألف تجربة لأطفال الأنابيب، وكانت النتيجة 70-80% من الأزواج نجحت معهم التجربة بعد تكرار 4 محاولات، وكانت نسبة النجاح 60-65% بعد المحاولة الثالثة.

ولكن كم مرة يمكن إعادة عملية أطفال الأنابيب (I.V.F) إذا فشلت المحاولة الأولى؟
والجواب أنه ليس هناك عدد معين، ولكن الضغط النفسي والإحباط الذي تشعر به الزوجة عند فشل المحاولة الأولى يحتاج إلى 2-3 أشهر للراحة. وإذا حصل الحمل مثلاً خارج الرحم (حمل مواسير) فإن ذلك ليس بسبب خطأ ما عند إجراء العملية، وإنما لكون قناتي فالوب بهما نوع من الخطأ عند جزء من السيدات اللواتي يجرين هذه العملية، يجعل احتمال الحمل خارج الرحم كبيرا، وليس العملية نفسها، وقد يحدث حمل بأكثر من طفل واحد، وهذا الاحتمال موجود أيضاً؛ لذا فإن عدد الأجنة المنقولة هو 3 عادة، وهذا يقلل من احتمال حمل أكثر من جنين واحد ولكنه لا يمنعه.

ويجب أولاً أخي العزيز أن يخضع الزوجان لفحوصات مختلفة، للتأكد من عدم وجود أسباب تعيق الحمل، ومعرفة ما إذا كان بالإمكان العلاج بطرق أبسط. ومثال على هذه الفحوصات فحص الدم، والحيوانات المنوية، والرحم وقناتي فالوب... إلخ، وعند البدء بالعلاج يجب اتباع ما يلي:
1- يُعتبر أول يوم تلاحظ فيه الزوجة نزول الدم سواء كان نهاراً أو ليلاً، قليلاً أو كثيراً، فاتحاً أو داكناً هو أول يوم في الدورة، وعليها أن تحضر إلى المركز وتخضع للفحص بواسطة جهاز الأمواج فوق الصوتية.
2- أخذ الحقن اللازمة لحث المبيض على زيادة إنتاج الحويصلات التي تحتوي على البويضات في داخلها، ويجب التقيد باليوم والكمية التي يحددها الطبيب.
3- مراجعة الطبيب بالوقت الذي يحدده؛ لأن الوقت مهم حتى يتمكن من رصد الإباضة لتحديد يوم جمع الحويصلات من كلا المبيضين.
4- أخذ حقنة H.C.G في العضل في الساعة التي يحددها الطبيب، ويجب التقيد بالموعد حتى لا تتم الإباضة قبل جمع البويضات.
5- اتباع التعليمات بشأن الجماع، وعادة ينصح الطبيب على أن تكون طبيعية، ويفضل امتناع الزوج عن الجماع قبل سحب البويضات بحوالي 3 أيام.
7- أخذ العلاج المهدئ الموصوف من قبل الطبيب ليلة العملية وصباح يوم العملية.

وهذا ما عندنا أخي الكريم بخصوص هذه الحالة أعطيناك إياه، ولكن {ما عند الله خير وأبقى}.
وهذا هو مبلغ علمنا، أعلمناك إياه، ولكن {فوق كل ذي علم عليم}؛ فلا تهن ولا تحزن؛ فعسى الله أن يجعل من بعد عسرك يسرا، فادع الله تعالى كثيراً واستغفره.. قال تعالى: {فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَارًا * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا} صدق الله العظيم.

فرَّج الله تعالى ما تعانيه، ورزقك الذرية الصالحة، وأعانك، وجعل لك مخرجًا قريبا، إن شاء الله عز وجل.