اسلام ويب
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

من فقه الدعاء يقول سيدنا عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -: "أنا لا أحمل همَّ الإجابة، وإنما أحمل همَّّ الدعاء، فإذا أُلهمت الدعاء كانت الإجابة معه". وهذا فهم عميق أصيل ، فليس كل دعاء مجابًا، فمن الناس من يدعو على الآخرين طالبًا إنزال الأذى بهم ؛ لأنهم ينافسونه في تجارة ، أو لأن رزقهم أوسع منه ، وكل دعاء من هذا القبيل ، مردود على صاحبه لأنه باطل وعدوان على الآخرين. والدعاء مخ العبادة ، وقمة الإيمان ، وسرّ المناجاة بين العبد وربه ، والدعاء سهم من سهام الله ، ودعاء السحر سهام القدر، فإذا انطلق من قلوب ناظرة إلى ربها ، راغبة فيما عنده ، لم يكن لها دون عرش الله مكان. جلس عمر بن الخطاب يومًا على كومة من الرمل ، بعد أن أجهده السعي والطواف على الرعية ، والنظر في مصالح المسلمين ، ثم اتجه إلى الله وقال: "اللهم قد كبرت سني ، ووهنت قوتي ، وفشت رعيتي ، فاقبضني إليك غير مضيع ولا مفتون ، واكتب لي الشهادة في سبيلك ، والموت في بلد رسولك". انظر إلى هذا الدعاء ، أي طلب من الدنيا طلبه عمر، وأي شهوة من شهوات الدنيا في هذا الدعاء ، إنها الهمم العالية ، والنفوس الكبيرة ، لا تتعلق أبدًا بشيء من عرض هذه الحياة ، وصعد هذا الدعاء من قلب رجل يسوس الشرق والغرب ، ويخطب وده الجميع ، حتى قال فيه القائل: يا من رأى عمرًا تكسوه بردته ** والزيت أدم له والكوخ مأواه يهتز كسرى على كرسيه فرقًا ** من بأسه وملوك الروم تخشاه ماذا يرجو عمر من الله في دعائه ؟ إنه يشكو إليه ضعف قوته ، وثقل الواجبات والأعباء ، ويدعو ربه أن يحفظه من الفتن ، والتقصير في حق الأمة ، ثم يتطلع إلى منزلة الشهادة في سبيله ، والموت في بلد رسوله ، فما أجمل هذه الغاية ، وما أعظم هذه العاطفة التي تمتلئ حبًا وحنينًا إلى رسول الله - صل الله عليهلم -: (أن يكون مثواه بجواره). يقول معاذ بن جبل - رضي الله عنه -: "يا بن آدم أنت محتاج إلى نصيبك من الدنيا ، وأنت إلى نصيبك من الآخرة أحوج ، فإن بدأت بنصيبك من الآخرة ، مرّ بنصيبك من الدنيا فانتظمها انتظامًا ، وإن بدأت بنصيبك من الدنيا ، فائت نصيبك من الآخرة ، وأنت من الدنيا على خطر). وروى الترمذي بسنده عن النبي - صل الله عليهلم -: أنه قال: ((من أصبح والآخرة أكبر همه جمع الله له شمله ، وجعل غناه في قلبه ، وأتته الدنيا وهي راغمة ، ومن أصبح والدنيا أكبر همه فرَّق الله عليه ضيعته ، وجعل فقره بين عينيه ولم يأته من الدنيا إلا ما كُتب له)). وأخيرًا .. أرأيت كيف أُلهم عمر الدعاء وكانت الإجابة معه ، وصدق الله العظيم إذ يقول: (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ) (186)" (البقرة:186).


 

  الانتفاضة على العلمانية وظهور الأصوليات الدينية

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة


avatar


نقــاط : 99250
 الانتفاضة على العلمانية وظهور الأصوليات الدينية  Oooo14
 الانتفاضة على العلمانية وظهور الأصوليات الدينية  User_o10

 الانتفاضة على العلمانية وظهور الأصوليات الدينية  Empty
مُساهمةموضوع: الانتفاضة على العلمانية وظهور الأصوليات الدينية     الانتفاضة على العلمانية وظهور الأصوليات الدينية  Emptyالأربعاء 15 مايو 2013 - 12:07

مدخل:
إن الانفصام بين الدين والحياة بلغ مدى ربما لم يتوقعه أو يرده الذين دعوا إليه في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر، هذا الانقطاع والقطعية بين العقل والقلب لم يؤد إلا للدمار النفسي والاجتماعي. ولذلك بدأت قطاعات كبيرة من البشرية في العودة إلى الدين – أي دين- إلى الإيمان بقوة غيبية، يعودون إلى الدين ولو كان دينا ملفقا غير صحيح، ففي الغرب وفي أمريكا بالذات نجد عودة إلى البروتستانتية، وفي أمريكا الجنوبية عودة إلى الكاثوليكية، وفي الصين والهند عودة إلى البوذية، وهذا مؤشر على أن التدين والإيمان بالغيب نظرة أصيلة في الإنسان، وأن ما حاوله الملحدون والمستهزئون بالأديان من الابتعاد عن قوة مؤثرة في حياة الإنسان، وأن الإنسان يقوم وحده؛ كل هذا لم يمنع من بحث الإنسان عن شيء يفقده، لقد رجع الملايين من المسلمين إلى دينهم في مناطق المسلمين التي احتلها الروس زمنا طويلا، وذاق أهلها المر والعلقم من هذا الاحتلال، وتنفس المسلمون في أوربا الشرقية الصعداء، وبدأت رحلة العودة. وهناك مناطق في البلاد العربية لم يصلها دعاة ولا علماء وتفاجأ الدولة بالسباب المتدين بالمئات والألوف. كيف وقع هذا؟
إنها العودة إلى الدين بعد هذا الجفاء والجفاء، بعد رحلة الضنك والعذاب[1].

إن الفترة التي أعقبت سقوط الشيوعية شهدت أحداثا عالمية مهمة مثل "حرب الخليج –الحرب في البوسنة والهرسك- الحرب التي نشبت داخل جمهوريات الاتحاد السوفيتي السابق التكتلات الاقتصادية الجديدة"، وهذه الأحداث أكدت أن أسباب الخلافات هي أكثر عمقا من المصالح السياسية أو الاقتصادية[2] التي كان يعتقد أنها السبب في نشر تلك الأحداث، كما أكدت للمفكرين السياسيين الغربيين أن إقامة "النظام العالمي الجديد"[3] على القيم والمبادئ الغربية، سوف يقابل برفض كبير من الشعوب الأخرى[4] التي تعتز وتحافظ على مقاومات حضاراتها الخاصة، وهذا قد سبب صدمة لدى هؤلاء المفكرين، جعلهم يعيدون طرح مسألة "تصادم الحضارات" كحقيقة سوف تبرز كثيرا في المستقبل القريب[5].
إن المصدر الأساسي للصراع في العالم الجديد لن يكون أيدلوجياً أو اقتصادياً وإنما صراعاً حضارياً، "سوف تحدث الصراعات الرئيسية في السياسة العالمية بين المجموعات والدول من حضارات مختلفة،[6] وإن الخطوة المتصادة بين الحضارات سوف تكون خطوة المعارك في المستقبل .."[7].

أشهر الحضارات العالمية:
إن الهوية الحضارية سوف تحظى بأهمية متزايدة في المستقبل وإن العودة إلى الجذور سوف تكون هي الهم المستقبل للشعوب ولذا يرى "صامويل هنجتون"[8]:
أن أشهر الحضارات التي "سوف يتشكل العالم عن طريق التفاعل بينها؛ سبع أو ثمان حضارات عالمية هي: الغربية، الكنفوشوسية، اليبانية، الإسلامية، الهندية، الأرثوذكسية السلافية، الأمريكية الجنوبية، وربما الإفريقية، وإن أهم صراعات المستقبل سوف تحدث على طول الخطوط التي تفصل بين هذه الحضارات"[9].

أسباب الصراع والعودة إلى الجذور:
يرى هنجتون أن أسباب الصراع والعودة إلى الجذور ما يلي:
الأول: أن الاختلافات بين الحضارات هي اختلافات جوهرية[10]، وذلك لاختلاف التاريخ، واللغة، والثقافة، والتراث، وأهم من ذلك لاختلاف الدين، وأن الناس مختلفة الحضارات، يملكون نظرات مختلفة للعلاقة بين الإنسان والله وبين الفرد والجماعة[11]، وبين المواطن والدولة، وبين الأطفال والآباء، وبين الزوج والزوجة، ويملكون نظرات مختلفة حول الحقوق والواجبات، والحرية والمسئولية [12] والمساواة والطبقية [13] وهذه الاختلافات هي نتائج قرون من الزمن وهي اختلافات أصيلة إلى حد بعيد أكثر من الاخلافات بين الإيدلوجيات والأنظمة السياسية.

الثاني: أصبح العالم الآن مكاناً صغيراً، والتفاعلات بين الناس من مختلف الحضارات تزداد يوماً بعد يوم، وهذه التفاعلات تكثف الوعي الحضاري والمعرفة بالفروق بين الحضارات، والأمور المشتركة داخل كل حضارة، وقد ولدت الهجرة من شمال أفريقيا إلى فرنسا: الشعور بالعداء لدى الفرنسيين، وفي نفس الوقت زادت من قبول الهجرة إلى فرنسا من البولنديين الكاثوليك، وكان رد الفعل لدى الأمريكيين أكثر سلبية للاستثمار الياباني، مقارنة بالاستثمار الكبير من أوربا وكندا.

الثالث: لقد أثر التطور الاقتصادي، والتغيير الاجتماعي، في كثير من الدول إلى إضعاف أن تكون الدولة الواحدة هي مصدر الهوية؛ ولهذا تحركت كثير من الديانات العالمية لسد الفراغ، وجاء هذا في شكل حركات تدعى الآن بـ "الأصولية"، ويشكل الشباب المتعلم في الجامعات والفنيين من الطبقات الوسطى والمهنيين ورجال الأعمال الأشخاص النشطين في الحركات الأصولية [14]، وكما قال "جورج ويجل": "إن رفض علمانية العالم هي واحدة من أكبر الحقائق الاجتماعية التي تسيطر على الحياة في السنوات العشرين الأخيرة من القرن العشرين"[15].

الرابع: إن نماء الوعي الحضاري قد ازداد بسبب الدور المزدوج للغرب، فمن جهة تعتبر الغرب حاليا في القمة من ناحية القوة العسكرية، [16]ومن جهة أخرى فإن ظاهرة العودة إلى الجذور تحدث بشكل أكبر في المجتمعات غير الغربية، "إن غرباء في القمة من ناحية القوة يواجه عالما غير غربي يملك الرغبة والإرادة والإمكانات لتشكيل العالم بطرق غير غربية[17].."، لقد كانت النخب في المجتمعات غير الغربية تتكون من الأشخاص الذين تعلموا في جامعات الغرب، وتشربوا المواقف والقيم الغربية، وفي نفس الوقت كان العامة يحتفظون بعمق الثقافات المحلية أما الآن فقد انعكست العلاقة حيث أصبحت النخب تتشكل من الأشخاص الذين رفضوا التأثر بالثقافة الغربية، وفي الوقت نفسه بدأت الثقافة الرغبية وخاصة الأمريكية تصبح مشهورة على مستوى الجمهور العريض في تلك الشعوب.

الخامس: إن خصائص الحضارات واختلافاتها هي أقل تحولاً وتقلباً كما أنها لا تقبل الحلول الوسط والتسويات بسهولة، بعكس خصائص الاقتصاد والسياسية: فمثلاً في الاتحاد السوفيتي السابق يمكن أن يصبح الشيوعي "ديمقراطياً"، والغني فقيراً، والفقير غنياً، ولكن الروسي لا يمكن أن يصبح أستونياً، والأذاري لا يمكن أن يصبح أرمينياً، ففي الصراعات الأيديلوجية والطبقية يكون السؤال الرئيس هو: "مع أي الجهات تقف؟"، أما في الصراعات الحضارية فيصبح السؤال هو [18]: "من أنت؟". "وكما نعلم من البوسنة إلى القوقاز، إلى السودان: فإن الإجابة الخاطئة على هذا السؤال قد تعنى رصاصة في الرأس".

السادسة: إن "أقلمة" الاقتصاد تزداد يوما بعد يوم، فالكتل الاقتصادية الإقليمية سوف تزداد على ما يبدو في المستقل، وإن "أقلمة" الاقتصاد سوف تنجح فقط عندما تمتد جذورها في حضارة واحدة، إن المجموعة الأوربية تكون سعيدة وهي تعمل ضمن قاعدة ثقافية متجانسة من ناحية اللغة والدين النصراني الغربي، وإن نجاح منطقة التجارة الحرة في أمريكا الشمالية سوف تعتمد على التقارب بين الثقافة الأمريكية الكندية وبين الثقافة المكسيكية، أما اليبان فإنها تواجه صعوبات في إيجاد كيان اقتصادي في شرك آسيا لأن اليابان تتكون من وحدة حضارية فريدة[19].

ولعل من أبرز الكتاب الذين أبدوا اهتماما في هذا الموضوع الكاتب "جيل كيبل" منذ كتابة الأول "النبي والفرعون" إلى كتابه الأخير "يوم الله" عن الحركات الأصولية والمعاصرة في الديانات الثلاث [20] يذكر "كيبل" أسباب العودة إلى الدين في الديانات الثلاثة: الإسلام[21] والنصرانية بشقيها: الكاثوليكية، والبروتستانتية، والديانة اليهودية، ويعيد سبب هذه الأصوليات إلى فشل المشروع التحديثي العلماني"[22].
"إذ هذه الحادثة لم تؤد إلى إنكار أو تحطيم كل الحضارات الأخرى فحسب، بل أدت أيضاً إلى إفقار الحضارة الغربية ذاتها حين تركت بعد المجتمع يصاب بالضمور باسم فرديتها[23]، وتركت بعد الإنسان المتعالي يضمر باسم وضعيتها.. وهذا التصور للعلمانية قد أدى إلى هزيمة الغرب أخلاقيا"[24].

ثم يلاحظ "كبيل" وجود تشابه في بعض هه التوجهات عند المتدينين، ويرى أن أهم ملامح هذا التشابه: أن هذه الحركات الدينية هي على العموم حركات تعارض الخطاب الغالب في الدين الرسمي وتخرج عليه تسرع إلى تجريمه.. وتأخذ هذه الحركات بكافة على المجتمع تفتته، وفوضاه وبعده عن الجادة وافتقاره لمشروع متكامل يؤمن به وينتسب إليه.. وتعتبر أن حداثة ينتجها عقل بدون الله هي حداثة لم تستطع في النهاية أن تولد قيماً[25].
وتملك هذه الحركات قدرة خاصة على الإشارة إلى اختلالات المجتمع[26].
وفي الديانات الثلاثة هناك مجموعات لا تحاول الاستيلاء على السلطة، ولا تفكر بها، وتكتفي بجانب التقوى كمجموعة الهبة اللدنية في الكاثوليكية والبروتستانتية، وجماعة اللوبافيتش اليهودية، وجماعة التبليغ عند المسلمين فهذه جماعات تدعو إلى التقوى والتجربة الدينية الشخصية ولا تهتم بأبعد من ذلك[27].

يقابل ذلك التيارات التي تحمل برنامجا بديلا كالحركة الإنجيلية والأصولية والأمريكية التي كان أول رجالها المعمداني جيمي كارتر، والذي جاءت به الكنيسة إلى الحكم ليكفر عن خطيئة ووترجيت. ثم تلاه ريغان، الذي هاجم نظرية داروين المدمرة للأخلاق، وهاجم نظام التعليم العلماني، وطالب بتدريس وجهة النظر الكنسية في قصة الخلق بديلا، وزعم بأن الله اختار أمريكا واختار مكانها البعيد لتكون مكانا للإيمان والحرية يهفو إليه من يحب الإيمان والحرية، وقال أمام جمعية الإنجيليين القومية إنه سيجعل من عام 1983 م عام الكتاب المقدس[28].

ثم تلاه بوش على نفس القاعدة المتطرفة دينيا وله تاريخه المعروف في هذا[29]، وليلة سقوط بوش في الانتخابات صرح أحد أنصاره بخطر قيام حرب أهلية بسبب فوز الديمقراطيين، حرب بين المتدينين المحافظين ومخالفيهم[30]. ومع هذا التصريح مبالغة ولكنها إشارة ذات معنى. ويعرض أمثلة من إيطاليا وغيرها عن الحركات الدينية السياسية في العالم الكاثوليكي ولكنه يقف طويلا عند حركة "التضامن" البولندية وأثرها في إسقاط الحكم الشيوعي في بولندا، وأثر البابا يوحنا في هذه القضية مشهور، وأيضا تلك الحركات الدينية التي كانت تعمل في روسيا وأوربا الشرقية، وساعدت على نهاية روسيا[31].

ويقول روبن رايت:
وفي المجتمعات التي تناضل في محاولاتها تخليص نفسها من الإفلاس، أو من الأنظمة التي تنقصها الكفاءة، أو البحث عن بدائل قابلة للبقاء فإن الدين يوفر المثل، والهوية، والشرعية، كما يتيح البنية التحتية أثناء عملية البحث، ويتم ذلك بدرجات مختلفة في كل أنحاء العالم، وعلى سبيل المثال فإن البوذيين في شرق آسيا،والكاثوليك في شرق أوربا وأمريكا اللاتينية والفلبين، والسيخ والهندوس في الهند، وحتى اليهود في إسرائيل، كل هؤلاء تحولا إلى دياناتهم حتى يتمكنوا من تحديد أهدافهم، ولتعبئة قواهم[32].

الأصولية:
لا شك أن هذه الكلمة أو هذا المصطلح غربي[33] ظهر في الصحافة الغربية قبل غيرها "فكيبل" يحدثنا عن جذور هذا المصطلح فيقول: "يؤرخ للظهور العمومي لمصطلح سلفية أصولية على وجه العموم بسنوات العشرين، وقد ظهر على أثر نشر سلسلة من 12 مجلداً انطلاقاً من عام 1910 في الولايات المتحدة تحت عنوان الأصول، تضم تسعين مقالة، حررها مختلف اللاهوتيين البروتستانت المعارضين لكل تسوية أو حل وسط مع الحداثة المخيمة، وقد نشرت هذه السلسلة التي مولها شقيقان كلاهما من رجال الأعمال ووزعا منها ثلاثة ملايين نسخة مجانا[34].

ولكن شهرة هذا المصطلح برزت واشتهرت في المصطلحات الأمريكية –كما يشير كيبل- في قضية "سكوبس" فقد كان جان ت. سكوبس أستاذ علم حياة شابا يعمل في ثانوية حكومية في ولاية تينيسي، واستخدم في التدريس كتابا يرجع ويميل إلى تطورية الأجناس. وهو أمر كان ينتهك قوانين الولاية التي كانت تحظر تعليم كل نظرية تنكر رواية الخلق الإلهي للإنسان، وقدم الأستاذ إلى المحكمة عام 1925 م. لكن قضيته أصبحت قضية عالم الثقافة الأصولية الأمريكية[35].
واشتد الصراع فيما بين أنصار الداروينية أو أهل الحداثة أو التحرر وبين البروتستانت الذين يرون عصمة الكتاب المقدس، وانقسم المجتمع الأمريكي في فترة ما بين الحربين العالميتين إلى معسكرين متناحرين: قسم محارب للدين، وآخر محارب للحداثة. [36] كان التحديثيون في الشمال الصناعي، وكان المتدينون في الجنوب الزراعي، وكانت الجولات الأولى سجال كسب فيها المتدينون وحرموا الخمور ابتداء من عام 1919 م إلى عام 1933 م، ثم خسروا في مراحل بعد ذلك، إلى أن جاء كارتر وريغان "الذي نادى في زمنه بأن تكون مبادئ الكتاب المقدس شريعة المجتمع" ثم بوش صاحب النظرية الدينية في الاهتمام بالعائلة والفرد وإصلاحه وخلاصة من الخطيئة الأولى[37].

الرؤية المستقبلية للصراح الحضاري:
يرى هنجتون أن المستقبل للصراع الحضاري يبرز من خلال النقاط التالية:
أولا: الصراعات العسكرية التي استمرت عدة قرون بين الحضارة الغربية والحضارة الإسلامية[38] سوف تستمر في المستقبل، وربما تكون أكثر قساوة وإن العلاقات بين الحضارتين سوف تتعقد أكثر بسبب التركيبة السكانية. إن الازدياد الهائل في نمو السكان في الدول العربية وخاصة في الشمال الأفريقي، أدى إلى زيادة الهجرة إلى أوربا الغربية، مما أدى إلى زيادة العنف والعنصرية في إيطاليا وفرنسا وألمانيا ضد المهاجرين العرب والأتراك، وتواجه حدود الإسلام الأخرى حروبا طاحنة: ففي الجنوب هناك الحروب بين المسلمين والنصارى في جنوب السودان والقرن الإفريقي ونيجيريا، وفي الشمال هناك الصراع بين المسلمين والأرثوذكس[39] ويتمثل في الحرب بين الصرب والمسلمين، والعنف المتزايد بين أرمينيا وأذربيجان، والحروب الأخرى التي تهدد مصالح روسيا في القوقاز وآسيا الوسطى، وفي الشرق هناك النزاع بين باكستان والهند وبين المسلمين والبوذيين في بورما، وبين المسلمين والكاثوليك في الفلبين، "إن الإسلام يملك حدودا دموية.."[40].

ثانيا: سوف يحصل في المستقبل نوع من التضامن داخل الحضارات وذلك حين تدخل بعض الجماعات أو الدول في حروب مع جماعات من حضارات مختلفة، مما يعنى طلب الدعم من الأعضاء الآخرين في الحضارة، ولقد حل التشابه الحضاري محل التوازن التقليدي والتحالف بين الأيديلوجيات السياسية كقاعدة أساسية للتعاون والتحالف، ومن الأمثلة على ذلك: الحروب في البلقان، حيث قدمت المجموعة الأوربية مساعدات عاجلة واعترفت بكرواتيا وسلوفينيا الكاثوليكية، كما أن روسيا تقوم بدعم الأرثوذكس الصرب، ويحاول المسلمون الحصول على الدعم من الدول الإسلامية، ومن الأمثلة أيضاً ما يحدث من حروب كثيرة بين المسلمين والنصارى في أماكن مختلة من الاتحاد السوفيتي السابق، وبعض الحروب بين النصارى الغربيين وبين النصارى الأرثوذكس في جمهوريات البلطيق، إلا أننا لا نجد أن هناك صراعات بين الروس والأوركرانيين لأنهم ينتمون إلى حضارة واحدة.

ثالثا: يعيش الغرب حاليا في القمة من ناحية القوة العسكرية والاقتصادية مقارنة بالحضارات الأخرى، والغرب يسيطر على المؤسسات السياسية والأمنية الدولية، ومع اليابان بالنسبة للمؤسسات الاقتصادية الدولية ولهذا فإن الكفاح من أجل الحصول على مصادر القوة العسكرية والاقتصادية والمؤسساتية هو واحد من مصادر الصراع بين الغرب[41] وبقية الحضارات كما أن الاختلافات في الثقافة وفي القيم الأساسية تكون المصدر الثاني للصراع، ولذلك فإن محاولة الغرب لاستخدام قوته للعمل الدعائي للأفكار الغربية سوف تقابل برد فعل ضد "إمبريالية حقوق الإنسان"[42]، وسيزيد هذا العمل من التثبت بالقيم المحلية، ويمكن ملاحظة ذلك في الدعم الذي تتلقاه الحركات "الأصولية الدينية" من الأجيال الشابة[43] في الثقافات غير الغربية.

رابعاً: سوف تظهر في المستقبل بعض الدول التي لديها مقدار من التجانس الثقافي، ولكنها منقسمة حول ما إذا كان مجتمعها ينتسب إلى هذه الحضارة أم تلك، ويمكن تسمية هذه الدول بـ "الدول الممزقة"، والتي يتمنى زعماؤها الإنضمام إلى الدول الغربية، ولكن التاريخ والثقافة والتراث في تلك الدول ليس غربيا، وأوضح الأمثلة على ذلك تركيا التي حاول "أتاتورك" أن يجعلها دولة غربية علمانية حديثة، وقد انضمت إلى دول حلف "الناتو" وتقدمت إلى عضوية المجموعة الأوربية ولكن الشعوب الأوربية رفضت أن تقبلها دولة غربية، وبالتالي رفض انضمامها للمجموعة الأوربية.

خامساً: إن العقبات أمام الدول غير الغربية للالتحاق بالغرب تختلف بدرجة كبيرة؛ إذ إنها أقل بالنسبة لدول شرق أوربا وأمريكا اللاتينية، وهي عقبات كبيرة للدول الأرثوذكسية في الاتحاد السوفيتي السابق، وهي عقبات أعظم أمام المجتمعات الإسلامية، والكنفوشوسية، والهندية والبوذية، وتلك المجتمعات تحاول تطوير قدراتها العسكرية والسياسية والاقتصادية بعيدا عن النموذج الغربي، ولكن عن طريق التطوير الداخلي، والتعاون مع مجتمعات أخرى غير غربية، وإن أقرب شكل لهذا التعاون هو الاتصال "الإسلامي/ الكنفوشيوسي"، الذي بدأ يتشكل لتحدي القوة والقيم والمصالح الغربية[44].
وبدون استثناء فإن الدول الغربية وروسيا تخفض الآن من الآن من قوتها العسكرية، ولكن الصين وكوريا الشمالية والعديد من دول منطقة الشرق الأوسط قد زادت من قدراتها العسكرية بدرجة كبيرة.

إن الصراع بين الغرب وتحالف "الإسلامية/ الكنفوشوسية"[45] سوف يركز بدرجة كبيرة على الأسلحة النووية، والكيميائية، والبيلوجية والصواريخ ذات المدى الطويل والأسلحة المتطورة الأخرى، وكذلك القدرات في مجال الاستخبارات والوسائل الالكترونية الأخرى، وفي هذا الشكل الجديد من التنافس لسباق التسلح نجد أن جهة واحدة تطور أسلحتها والأخرى تحاول الحد والتخفيض وليس إحراز التوازن في إمكاناتها العسكرية[46].

مظاهر الانتفاضة على العلمانية:
بعد الحديث عن أسباب الانتفاضة والتعريف بمصطلح الأصولية وتوضيح مستقبل صراع الحضارات يمكن الحديث الآن عن مظاهر هذه الانتفاضة في الدين اليهودي والنصراني وبعض الديانات الوثنية:-

اليهودية:
لقد تأثر العديد من المفكرين اليهود بالنزعة القومية العنصرية التوسعية التي سادت أوروبا في القرن التاسع عشر، مثل هيرش كاليشر "1795 – 1874م" في كتابه البحث عن صهيون، وموشي هس "1812 – 1875 م" في كتابه روما والقدس، وليوبينسكر "1821- 1891م" في كتابه التحرير الذاتي.
ثم بدأت الصهونية[47] تتغلغل وتنتشر أكثر بين اليهود منذ عام 1881م عندما اضطرت أعداد ضخمة منهم إلى النزوح عن روسيا على إثر المجازر التي تعرضوا لها بعد اغتيال القيصر الروسي ألكسندر الثاني، وإلى قيام جمعيات أحبار صهيون التي طرحت مسألة استيطان اليهود لفلسطين وغزوها عن طريق الهجرة كاحتمال عملي، كما درست إحياء اللغة العبرية لتصبح لغة غالبية اليهود عوضا عن اليديشية، وقد تمكنت حركة البيلو من إيصال عشرين مستعمراً يهودياً عام 1882م كانوا طلائع الهجرة الأولى إلى فلسطين؛ وأوجدوا عدة مستعمرات صهيونية شكلت المراكز الأساسية للاستعمار الزراعي الصهيوني في المراحل اللاحقة.

إلا أن أحد أعضاء جمعيات أحباء صهيون البارزين وهو آحاد هاعام ذهب إلى إعادة النظر في فكرة إقامة المستعمرات، وأخذ يركز على ضرورة الحفاظ على القيم الروحية اليهودية، وأكد بأن طريق وقف الانحلال الروحي اليهودي –في نظره- هو إقامة مركز روحي لليهودية في فلسطين يعيد لليهود حيويتهم ووحدتهم ويؤدي في النتيجة إلى تحقيق الحلم القومي اليهودي، وسميت صهيونيته بالصهيونية الروحية.
وبادر أنصار آحاد هاعام لأجل هذا الغرض إلى تشكيل جمعية بني موسى، وتتلمذ على يده عدد من المثقفين اليهود.
وفي العقد الأخير من القرن التاسع عشر: اعتنق صحفي يهودي من فيينا هو تيودور هرتزل الفكرة الصهيونية على أثر موجة من العداء لليهود في أوروبا، وقام بتأليف كتاب حول المسألة اليهودية شرح فيه تصوره ووجهة نظره لحل المسألة اليهودية بعنوان الدولة اليهودية في عام 1895م.
وبعد عامين من هذا التاريخ تمكن هرتزل من عقد المؤتمر الصهيوني الأول بحضور "204" من المندوبين اليهود يمثلون جمعيات صهيونية متناثرة في أرجاء مختلفة من العالم، وتمخض هذا المؤتمر عن تحيد أهدفا الحركة الصهيونية فيما عرف ببرنامج "بال"، وإنشاء الأداة التنظيمية لتنفيذ هذا البرنامج،وهي المنظمة الصهيونية العالمية، وقد حدد المؤتمر هدف الصهيونية على أنه خلق وطن لليهود في فلسطين بواسطة الهجرة وربط يهود العالم بهذا البرنامج.
وتعتبر صهيونية هرتزل صهيونية سياسية لأنها حولت المشكلة اليهودية إلى مشكلة سياسية وأوجدت حركة منظمة محددة الأهداف والوسائل.

أما الصهيونية الدينية فقد اتخذت شكلاً تنظيمياً عام 1902م بقيام حركة مزراحي تحت شعار أرض إسرائيل لشعب إسرائيل حسب شريعة توراة إسرائيل، وتحت شعار آخر التوراة والعمل، ويرى هؤلاء أن اليهود أمة متميزة عن غيرها، لأن الله - في زعمهم - هو الذي أسسها بنفسه، [48] وأن وحدة الوجود اليهودي تتمثل بالتحام اليهود والتوراة وفلسطين، ذلك الالتحام الذي فجر عبقرية اليهود، ولحركة مزراحي هذه فروع في كل العالم، ويتبعها الحزب الديني القومي والعديد من مزارع الكيبروتز والموشاف والكثير من المدارس التلمودية[49].
وظهرت تيارات صهيونية أخرى مثل الصهيونية التنقيحية، ومن روادها: جابو تنسكي الذي عرف هو وأتباعه بالتشديد على أهمية بناء قوة عسكرية صهيونية كبيرة لغزو فلسطين وبناء الدولة اليهودية بالقوة، ويمثل حزب "حيروت" اليميني بقيادة بيغن وشارون التنقيحي داخل إسرائيل.

ومن هذه التيارات: الصهيونية العملية التي كانت تطالب بالاعتماد على الجهود الذاتية اليهودية والمباشرة ببناء الوطن القومي لليهود.وكان وغيزمان وابن غوريون أهم دعاة هذا الأسلوب.

ومنها: الصهيونية العمومية التي تستند إلى المطالب بالمصلحة القومية بصرف النظر عن الانتماء الطبقي، وقد نشط أصحاب هذا الاتجاه في تجميع المال لتثبيت جهود الاستيطان اليهودي في فلسطين.

ومنها كذلك: صهيونية الدياسبورا "الشتات" التي تتبنى الصهيونية الثقافية فيما يتعلق بالنظرة إلى إسرائيل على أساس أنها مركز اليهودية الثقافي أو الروحي.

ومن هذه المدارس أيضاً: الصهيونية العمالية، أو الاشتراكية، ولعل أهم تيارات هذه المدرسة هي مدرسة جوردون التي ركزت على فكرة اقتحام فلسطين، وركزت أيضا على العمل باعتباره وسيلة من وسائل التخلص من عقد المنفي وصهر القومية اليهودية الجديدة.

وجدير بالإشارة إلى أن العقيدة الصهيونية وأبعادها الدينية والتاريخية تشكل الخلفية النظرية وقاعدة الارتكاز اليهودي في إسرائيل[50]، بدءاً من الناحية التشريعية، كقانون العودة "1950م" الذي يقضي بحق كل يهودي في الجنسية الإسرائيلية، مرورا بالقانون: إن فلسطين هي موطن يهود العالم باعتبار الأقدمية والاستمرارية التاريخية لمدة ألفي سنة، وإن يهود اليوم يشكلون على هذا النحو قومية تمتد إلى آلاف السنين من التاريخ[51].

أبرز مظاهر الانتفاضة الدينية:
هناك العديد من المظاهر التي توضح عودة اليهود إلى دينهم والتمسك الحرفي بتعاليمه ومن أبرزها ما يلي:
1- الهجرة إلى فلسطين:
في عام 1835: كانت الطائفة اليهودية في فلسطين تقدر بحوالي عشرة آلاف شخص "وفقا لتقديرات نيفل".
وفي سنة 1897: استطاع هرتزل أن يجمع غالبية القوى والحركات اليهودية في مؤتمر "بال" بسويسرا، وتم على أثر هذا المؤتمر وضع مخطط عملي، وحددت الخطوط العريضة التي يتعين على كل المشاركين في هذا المؤتمر العمل على تنفيذها وبدقة، من أجل الوصول إلى إقامة الدولة اليهودية. وقد كان هدف الوكالة اليهودية الأساسي حينذاك: العم على إنشاء "الوطن القومي اليهودي" في فلسطين، وتنظيم الهجرة إليها[52].
في أواخر القرن التاسع عشر كان هناك أقر من "50000" يهودي في فلسطين، وفي الفترة ما بين عامي: 1920و 1932 وفد إلى فلسطين حوالي 118300 يهوديا، في عامي 1948 إلى 1950م أنشأت المخابرات الإسرائيلية أول جسر جوي بين عدن وتل أبيب، تم بواسطته نقل حوالي 600000 يهودي يمني إلى إسرائيل.
في خطاب "بن غوريون" 31/8/1948م، وفي حفل استقباله لمجموعة من اليهود الأمريكيين، حيث قال: "رغم أننا حققنا حلمنا بإقامة دولة يهودية، فإننا مازلنا في بدء العملية، وليس في إسرائيل اليوم سوى 900000 يهودي، في حين تتواجد أغلبية الشعب اليهودي خارج إسرائيل، يجب أن نجلب جميع اليهود إلى إسرائيل".
ما بين عام 1950م وعام 1956 تم نقل حوالي 100000 يهودي عراقي عبر جسر جوي تم فتحه خصيصاً بين بغداد وتل أبيب.
في عام 1956: وبناء على موافقة ملك المغرب على هجرة يهود بلاده، تم نقل 67000 يهودي مغربي إلى إسرائيل.

لقد انتبه زعماء الصهيونية لتلك المشكلة، فراحوا يطلقون الصيحات والتصريحات، مطالبين إخوانهم المشتتين بالعودة إلى وطنهم "أرض الميعاد" ؛ لمؤازرة إخوانهم هناك، والعمل معهم من أجل الوصول إلى ما "وعدوا به".. ففي صريح لبن غوريون، نشرته مجلة نيويورك تايمز في 2 شباط 1959، قال: "وإن انتصار إسرائيل النهائي سيتحقق عن طريق الهجرة المكثفة، وإن بقاء إسرائيل يعتمد فقط على توافر عامل هام هو: الهجرة الواسعة إلى إسرائيل".
لقد ساعد في دفع عمليات الهجرة هذه أيضا قانون العودة الذي صدر في 15 يوليو 1950، والذي أضفى على عمليات الهجرة الصفة الدينية، وذلك عندما سمى الهجرة إلى إسرائيل "العودة إلى بلادهم"، وعندما أطلق في مادته الثانية على موجة الهجرة لفظ "عليا" ؛ أي: الحج والصعود إلى أرض الميعاد، ويعطي هذا القانون الحق لكل يهوي في أن يهاجر إلى إسرائيل، ولأغراض هذا القانون اعتبر يهوديا كل شخص أمه يهودية أو اعتنقت الدين اليهودي، أو حتى لو تحول هو إلى اليهودية، بشرط أن يكون تحوله هذا بموافقة حاخام من الأصوليين.
وفي سبتمبر عام 1987، سمحت إيران بهجرة حوالي 30000 يهودي إيراني بدأ عن طريق تركيا، براً ثم جواً أو بحراً من تركيا إلى "إسرائيل".
هجرة يهود أثيوبيا "الفلاشا":
لقد بدأت العملية ليل 26 من أيار عام 1991 حيث تمكنت "إسرائيل" من نقل حوالي 14500 يهودي أثيوبي من أديس أبابا إلى تل أبيب وفي يوم 20/11/1984 وصلت الدفعة الأولى من المهاجرين اليهود قامت خلالها الطائرات بثمانٍ وعشرين رحلة نقلت فيها حوالي عشرة آلاف يهودي أثيوبي إلى "إسرائيل".
كما تم نقل بقية يهود الفلاشا ما بين عام 1989 – 1991م[53].

2- إنشاء الأحزاب الدينية:
إن ما يزلم بيانه والتنبيه عليه في هذا المقام هو مدى صدق الصهاينة مع مبادئهم وحدبهم عليها واستماتتهم في الدفاع عنها بكل السبل، ويكفي أن نعرف أنهم أتاحوا المجال للأحزاب "الدينية الصهيونية" لتعمل في وضح النهار حتى صار لها دورها المؤثر في وصول أحد الحزبين للحكم، ولهذه الأحزاب جهودها المؤثرة في المجتمع الصهيوني مما جعل الصهاينة.
يحترمون دينهم ومبادئهم ولاسيما في المواقف الدولية ولعنا نتذكر رفض الوفد الصهيوني الاجتماع بعد حرب رمضان في خيمة "الكيلو 101" "يوم السبت"[54].

ويرى كيبل:
أن من الحركات اليهودية السياسية المهمة حركة غوش أمونيم التي تأسست عام 1974م إثر استعادة مصر لأجزاء من سيناء، وهذه الحركة مع حركات وأحزاب دينية صغيرة لعبت دورا مهما في تشكيل الحكومات اليهودية، وكانت هذه الأحزاب الدينية موازنا مهما بين المتنافسين، كل منهم يسعى لرضاها وينفذ برنامجها حتى يكسب أصواتها، مما أهلها لتأثير ديني في المجتمع اليهودي أكبر من حجمها الواقعي[55].

3- التضحية في سبيل الوطن الديني:
جولدا مائير "رئيسة وزراء إسرائيل 1969 – 1973م" إحدى النساء اللواتي ساهمن مساهمة قوية في قيام دولة إسرائيل، قال عنها ابن غوريون أول رئيس للوزراء– عندما عادت من أمريكا محملة بخمسين مليون دولار بعد حملة تبرعات واسعة-: سيقال عند كتاب التاريخ: إن امرأة يهودية أحضرت المال، وهي التي صنعت الدولة [ص 171 من مذكراتها]، بل قال عنها ثانية: إنها الرجل الوحيد في الدولة! [ص 97 من مذكراتها][56].

أخبرت اليهود في جميع أنحاء أمريكا أن الدولة الإسرائيلية لن تدوم بالتصفيق ولا بالدموع ولا بالخطابات أو التصريحات، إنما يجب توفر عنصر الوقت لبنائها، قلت في عشرات المقابلات: لن نستطيع الاستمرار دون مساعدتكم؛ فيجب أن تشاركونا بمسؤولياتكم في تحمل الصعاب والمشاكل والمشقات والأفراح، صمموا على المساعدة وأعطوني قراركم! لقد أجابوا بقلوبهم وأرواحهم بأنهم سيضحون بكل شيء في سبيل إنقاذ الوطن!!
لقد شعرت أن الرد الوحيد على قتل اليهود في أوكرايا هو أرض فلسطين، يجب أن يكون لليهود أرض خاصة بهم، وعليَّ أن أساعد في تحقيق هذا، لا بالخطب والتبرعات، بل بالحياة والعمل هناك معهم في أرض فلسطين [ص 54][57].
لقد كانت مسألة العمل في حركة العمل الصهيوني تجبرني للإخلاص لها ونسيان همومي كلها، وأعتقد أن هذا الوضع لم يتغير طيلة مجرى حياتي في الستة عقود التالية [ص 56][58].

4- الدعم الخارجي من أمريكا وأوربا:
ويستعمل زعماء تلك الكنائس سلطانهم الروحي في جمع الأموال وإقامة الإمبراطوريات الإعلامية والتعليمية الضخمة من أجل الوصول إلى أكبر عدد ممكن من الجمهور، ولحشد الرأي العام العالمي –وليس المحلي فقط- لتأييد إسرائيل، بالإضافة إلى ذلك فقد استفادوا من قوانين تمويل الانتخابات المرنة جداً، ليفرضوا أنفسهم وعقائدهم على البرامج السياسية للمرشحين بالمال تارة، وبإثارة الناخبين عن طريق وسائل التأثير المختلفة كالرسائل والنشرات، بل والتهديد بغضب الرب تارة أخرى، حتى غدى الأصوليون النصارى من أبرز المجموعات السياسية في العقود الأخيرة وبالذات الثمانينات، بل إن الإحصاءات الرسمية لمركز البحث للرأي العام في أمريكا لسنة 1988م تشير إلى أن 34% أي ثلث الشعب الأمريكي ينتمي إلى مجموعات ذات صلة بالكنيسة وأنشطتها[59].

وبترجمة هذه الدلائل إلى واقع ملموس: نجد أن سبعاً من أصل أكبر عشر لجان عمل سياسي "لوبي" نشطة في جمع المال تعمل بدوافع عقائدية، وسوف يستمر هذا النمط حتى يدرك الشعب مكاسب تلك اللجان[60]، فإذا كانت هذه هي دوافع اللجان السياسية والتي على رأسها الدعم المطلق لإسرائيل: فإننا نوقن أن العقيدة المهيمنة على السياسة الأمريكية الخارجية فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية هي الأصولية النصرانية[61].

5- إنشاء المنظمات التي تدعم التوجهات الأصولية:
لعل من أبرز الشخصيات التي تولت كبر الدعوة إلى دعم ومساندة إسرائيل القس جيري فولويل زعيم الأغلبية الأخلاقية ورئيس جامعة الحرية التي يدرس بها حوالي سبعة آلاف طالب اللاهوت من وجهة النظر اليهودية مكرساً بذلك عقيدة المهاجرين الأوائل ومؤسسي الجمهورية، [62] كما يشرف على جماعة سياسية نشطة تضم حوالي ستة ملايين عضو، وله برنامج مشهور يذاع أسبوعياً من خلال تسعمائة محطة إذاعية ومرئية[63]، بالإضافة إلى ذلك الانتشار الشعبي: فإن مجموعته تصدر تقريرا شهريا باسمها يرسل إلى الرئيس وأعضاء الكونجرس وحكام الولايات وكبار الصحفيين ووكالات الأنباء والمحطات، ولقد ساهمت المنظمة في ترجيح كفة مرشحين كثر، من أشهرهم:

السناتور الجمهوري جيسي هلمز "وهو متعصب حاقد شغل منصب رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس الشيوخ". ولقد بلغ مجمل ما أنفقته المنظمة على الدعاية والانتخابات في حملة سنة 1984م مائة مليون دولار متفوقة بذلك على المرشحين الرئاسيين المجتمعين، ونظراً لما يتمتع به من نفوذ وشهرة؛ فقد استعان به رئيس وزراء إسرائيل الهالك بيجن لحشد الرأي العام لمصلحة بلاده بعد ضربها المفاعل النووي العراقي. والذي حمل فولويل على كل هذا: هو ما صرح به من أن مصلحة أمريكا تقتضي دعم إسرائيل لأنها تمثل رغبة الرب!، وهذا يعنى فتح المستودعات العسكرية الأمريكية وبنوك المعلومات والمال لها[64].

6- بناء المستوطنات:
يقول "خليل التفكجي" مدير دائرة الخرائط في "جمعية الدراسات العربية" في القدس: لقد سيطروا على 34% من مساحة القدس، وحولوا 40% من أراضيها مناطق خضراء يمنع البناء عليها، وصادروا 5% من مساحة أراضيها لشق الطرق، وأخرجوا 7% من مساحة أراضيها من التنظيم، فيما يقيم المقدسيون الآن على 10% فقط من مساحة القدس، لم يبق الآن سوى 4% من المساحة كلها[65].



الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل


avatar


نقــاط : 99250
 الانتفاضة على العلمانية وظهور الأصوليات الدينية  Oooo14
 الانتفاضة على العلمانية وظهور الأصوليات الدينية  User_o10

 الانتفاضة على العلمانية وظهور الأصوليات الدينية  Empty
مُساهمةموضوع: رد: الانتفاضة على العلمانية وظهور الأصوليات الدينية     الانتفاضة على العلمانية وظهور الأصوليات الدينية  Emptyالأربعاء 15 مايو 2013 - 12:07


النصرانية:
أما النصرانية فإن مظاهر الانتفاضة على العلمانية بارزة وواضحة لأدنى تأمل ولعل من أبرز مظاهر العودة ما يلي:

1- التوسع في طبع الإنجيل ونشره:
كتبت مجلة "وورلد مونيتور" الشهرية –الصادرة عن مؤسسة "كريستيان ساينس مونيتور" في عددها لشهر ديسمبر عام 1990م وتحت عنوان "عقود الإنجيل" - تقول:
"إن أعجب زيادة في توزيع الإنجيل حصلت في فترة قريبة هي تلك التي تمت في الاتحاد السوفييتي، ففي خلال عامين –بالتحديد من يوم أن كتب "هارفي كوكس" مقالته في عدد مجلتنا الأول في يناير عام 1988م والتي كانت حول ندوة الأناجيل في روسيا - تم توزيع ملايين النسخ مجانا على الناس هناك. وإذا ما أخذنا في الاعتبار التوزيعات التي قامت بها مؤسسة "جمعيات الإنجيل المتحدة" في الفترة التي تلتها، نجد أنه في مقابل 22000 نسخة وزعتها المؤسسة عام 1980م تم توزيع 227775 في عام 1989م، و 596200 نسخة حتى منتصف عام "1990م". وهذه المؤسسة هي عبارة عن ائتلاف بين "110" جمعية في إطار لغاية واحدة هي: "إيصال الكتاب المقدس لكل إنسان على الأرض".
وتضيف المجلسة "... وعدد نسخ الإنجيل التي تمت طباعتها من يوم أن اكتشف الإنسان الطباعة الآلية يزيد على "3" مليارات نسخة"![66].

2- بروز الخطاب الديني في الحملات الانتخابية[67]:
عندما ألقى جورج بوش خطابه الانتخابي الشهير في مدينة هيوستن الأمريكية ركز على نقطة جوهرية تمثل برنامجه العريض للسنوات الأربعة المقبلة "في حالة انتخابه".. كانت هذه النقطة الرئيسية تدعو إلى الحفاظ على القيم الأخلاقية التي تكفل بقاء أمريكا قوية ورائدة في مرحلة ما بعد الحرب الباردة، لقد قضى الأمريكيون على عدوهم الشيوعي، وبدأت معالم نظام عالمي جديد تبرز وتزداد وضوحا.. وعلى المنتصر أن يركز على تقوية الجانب العقائدي/ الأخلاقي ليضمن البقاء في القمة، وحصر الرئيس الأمريكي هذه المبادئ في العقيدة "اليهودية/ المسيحية".. وليؤكد على هذا المفهوم هاجم منافسيه[68] الديمقراطيين الذين نسوا الله في حملتهم الانتخابية[69].

مراسل مجلة الإيكونمست:
لخص وضع الحزب الجمهوري في هذه اللحظة بالقول: إنه حزب الله الأمريكي وأضاف: ألين كويست مثال لموجة الدينية السياسية القادمة، إنه من زعماء الحزب في ولاية "مانيسوتا"، في حياته الخاصة وهو متدين ولديه عشرة أطفال!، ويصرح باستمرار: أن على أمريكا أن تتطهر من الشواذ وأن تشن الحرب على مؤسساتهم، وأن المرأة ليست مهيأة لقيادة الأمة... وهذه الدعوة تلقي قبولا وترحيبا، هذه الظاهرة لم تعد محصورة في الجنوب الأمريكي المتدين تاريخيا، إنها بدأت تطفح حتى في المدن المشهورة بالتحرر الشديد.. لقد أصبح للمتدينين قصب السبق في أماكن لم يتصور أن يصلوا إليها كـ"نيويورك" و"كاليفورنيا"، وفي هاتين المنطقتين أصبح الآباء المتدينون هم القوة الأولى في مجالس المدارس المحلية، وبالرغم من الكر المتبادل بين المدارس الحكومية العامة والتيار الدين فقد استطاع التيار الديني أن يسيطر على 15% من مجموع المجالس في الولايات كلها والتي يبلغ مقدارها 2250 مدرسة.. يقول الشريط التلفزيوني: حتى في "هوليود" عاصمة السينما بدأ الزحف الديني يدق أبوابها، واصبحت عاصمة الفن الأمريكي تشعر أنها محاصرة من جهتين الأولى خارجية والثانية داخلية، لقد بدأ زعماء التيار اليميني مثل نيوت جينجريتش يهزأون بالقيم المنحطة التي تشيعها صناعة السينما الرديئة، وقبل سنتين استهدف نائب الرئيس الأمريكي دان كويل هذه الماكينة الإعلامية خلال الحملة الانتخابية ووصفها بالانحطاط، لقد قوبل كويل بعاصفة من الاحتجاج آنذاك، أما اليوم –وفي ظل الشعور بالضياع والحيرة والرغبة في التدين- فإن الملحوظات نفسها ستلقي الترحيب بدل الهجوم، ويضيف التقرير المرئي: كانت أمريكا تلمس بيديها إفراز الثقافة المتحررة من كل قيد[70]...

3- بروز الخطاب الديني في أعلى المستويات:
والرئيس ريغان لم ينطلق من فراغ بل كان يعتمد أصلا على تعاليم الإنجيل عندما قال: إن الاتحاد السوفيتي إمبراطورية الشر وإن "تعاليم الإنجيل وأقوال المسيح تتطلب منا أن نقاوم الشر بكل ما أوتينا من قوة"[71].
وربما رجع المرء إلى الوراء قليلا حين انتعش اليمين الديني في الثمانينات ولاسيما أيام حكم الرئيس ريجان حيث كانت العقيدة السياسية الداخلية والخارجية مصبوغة بلون ديني قوي وبظهور جماعات الأصولية الإنجيلية كبات روبتسون وجيمي فارويل وجيمي بيكر وجيمي سويجارت.. لقد شن الليبراليون حملة مضادة لقص أظافر الحركات الإنجيلية وتشويه سمعتها لاسيما وأن قادة الإنجيليين كانوا منغمسين في ممارسات تتناقض مع مبادئهم ورسالتهم.. أما الموجه الحالية: فإن قاعدتها تتألف من القطاع المتدين المتوسط دخله وتتشكل من أولئك المترددين على الكنائس المتعددة، وفي حين تحظى موجة الأصولية الحالية بوجوه بعض القادة المتشددين كـ روبرتسون وفارويل فإنها تظل بعيدة عن السيطرة الكاملة لرجال الدين حيث تظهر زعامات سياسية متدينة تحمل رسالة الإنجيل وتمارسها بأسلوب سياسي ماكر –كما يفعل نيوت جينجريتش-.
لقد أفردت مجلة النيوزويك تحقيق غلافها قبل رصد ظاهرة العودة إلى الدين بوصفها قوة وحيدة قادرة على حماية الكائن الإنساني من التمزق، وركزت على العودة إلى الكنيسة أو الكنيس [72]

4- تحول الرؤساء إلى دعاة للنصرانية[73]:
فالتنصير أو ما يسمى تدليسا التبشير هو الهدف الرئيس الذي أنشأ من أجله مركز كارتر في أتلانتا بولاية جورجيا. هذا المركز الذي لاقت أعماله نجاحا ودعما كبيراً من جمعيات التنصير العالمية، تكون ابتداء من قسم واحد يعمل من أجل السلام في العالم!، يتفرع اليوم إلى أقسام عديدة؛ أهمها مركز كارتر للديمقراطية "CCD "، وشبكة كارتر الدولية للتفاوض "CINN "[74].

5- إنشاء الجامعات والمحاطات الدينية:
ويشير إلى ذلك كيبل بقوله:
"والجامعات الدينية المتخصصة تفتتح، وبرامج التلفزيون والإذاعة تتزايد، وفي عام 1985 كان للكنيسة 18 ألف مدرسة تضم مليونين ونصف مليون طالب[75]. وتعلن الكنيسة عن مشاريع سنوية، تطالب في كل سنة بإنقاذ مليون روح لصالح الكتاب المقدس - أي دفع هذا الرقم إلى حظيرة الكنيسة -.

ويضيف كيبل:
بأن ما تملكه الكنيسة الإنجيلية الأمريكية من أجل نجاح مشروع الدعوة الدينية في أمريكا أعظم بما لا يقاس من وسائل الآخرين - المسلمين والكاثوليك واليهود - لأنها تمتد من أقنية التلفزيون إلى الجامعات"[76].
ويبدو أن القس روبرتسون متفائل جدا بمستقبل دعوته وأنشطته حيث يقول في كتابه الأخير "الألفية الجديدة" بأن الصراع بين الإيمان والعلمانية في أمريكا سوف ينتهي في هذا العقد "أي الأخير من القرن العشرين" بالنصر للأول[77]، وقد كان يحدث المشاهدين على الكتابة للرئيس والنواب كي يشجعوا إسرائيل في غزوها لجنوب لبنان حسب ما تراه ضروريا، وقد رافق نائب الرئيس ريجان في رحلته إلى السودان لإبرام صفقة ترحيل يهود الفلاشا[78].

6- ظهور الصلاة في المدارس:
أمريكا اختارت الإنجيل.. أمريكا أثبتت للعالم مرة أخرى أنها أكبر قوة متدينة في الغرب؛ هذه هي خاتمة برنامج وثائقي أنتجته إحدى أكبر محطات البث التلفزيوني في الولايات المتحدة، وكان متزامنا مع تغطية صحفية واسعة النطاق عن الصحوة الدينية التي تجتاح أمريكا من المحيط الأطلسي حتى المحيط الهادي كالموجة الهادرة.
البعض يحب أن يفسر هذه الظاهرة العامة بمنظار المجهر السياسي فيتحدث بإسهاب عن نتائج الكونجرس الأخيرة ومكاسب المتدينين وممثليهم، ويسرف في التحليل ويبالغ في إبراز الأرقام والتركيز على شخصيات اليمين الديني الجامحة.. لا بأس من هذا، لكن الظاهرة الدينية في الولايات المتحدة تتعدى البعد السياسي لتشمل العنصر الأخلاقي والعقدي بصورة صارخة، ولعل الظاهرة السياسية أحد إفرازات هذه الصحوة الدينية.. هكذا تحدث كليم ميلر الباحث الأمريكي، ويضيف: يكفي أن ندلل على عمق تأثير الموجة الدينية أن الكونجرس الجديد وزعامته الجمهورية "المتنطعة" قد جعلت من قضية الصلاة في المدارس والأماكن العامة قضيتها الأولى– كما يصرح نيوت جينجريتش زعيم الأغلبية الجمهورية[79]...

7- الإحساس بالفشل من تصدير النصرانية:
رغم الجهود الكبيرة التي يبذلها النصارى خارج بلادهم إلا أنهم يحسون بالفشل الكبير الذي منيت به مجهوداتهم خصوصاً في تلك المناطق التي ترجع أصولها إلى اعتناق الديانة الإسلامية وتعتبر إفريقيا إحدى مناطق الصراع العقائدي[80] في القرن الشعرين، فقد شهدت هذه القارة خلال هذا القرن صراعاً عقائدياً مريراً لم تشهده في سابق تاريخها، ويدور هذا الصراع بين الإسلام الذي يحرص على ترسيخ دعائمه في ربوع القارة، والنصرانية التي تسعى للتغلغل فيها على حساب الإسلام.
وهذا الفشل جعلهم يركزون على المناطق التي ترجع أصولها إلى النصرانية أو الوثنية.

8- توالي إقامة المؤتمرات المعنية بتصدير النصرانية:
هناك العديد من المؤتمرات الكنسية العالمية مثل مؤتمر بازل بسويسرا عام 1897م على الرغم من اشتهاره بأنه مؤتمر يهودي بحت، ثم مؤتمر القدس عام 1906م، ثم مؤتمر الصعيد بالقاهرة عام 1911م، وهكذا حتى نصل إلى مؤتمر لوزان عام 1974م، ثم مؤتمر كلورادو عام 1978م، ثم مؤتمر إيطاليا الحاشد عام 1984م، ثم مؤتمر مسيحي الشرق في باريس عام 1985م، ثم مؤتمر قبرص عام 1994م[81].

9- القيام بالدراسات المبنية على الرية الحضارية الدينية:
هناك العديد من الدراسات التي بنيت على رؤسة حضارية للغرب إما تمجده وتمجد قيمه وترى أنها سوف تسود العالم، مثل نهاية التاريخ، وإما دراسات توضح القيم الحضارية للغرب مقارنة بغيره والرؤية المستقبلية والتوصيات الواجب اتخاذها ممن يملكون القرار ولعل توصيات هنجتون أبرز دليل على ذلك[82].

10- العنصرية ضد المسلمين والخوف منهم:
يلمس المتابعون للأحداث كثيراً من مظاهر العنصرية حيال المسلمين تتمثل فيما يلي:
1- ما تنشره الصحف اليمينية من تحقير للأجانب وتخويف وإثارة للرعب من المسلمين الذين يصورون زوراً بأنهم إرهابيون ومعادون للديمقراطية.
2- التخويف من تزايد المسلمين الذين ستؤدي زيادتهم في زعمهم إلى أسلمة أوروبا عبر تزايد هجراتهم، يقول "لوبان": إننا لا نريد أن نعيش في المستقبل الذي نرى فيه الفرنسي يشحذ على أبواب المساجد الفرنسية يوم الجمعة.
3- إصدار قوانين تحد الهجرة! ويقصد بها في المقام الأول المسلمون بالإضافة إلى ظهور القيود التي تعوق الإقامة هناك.
4- الغلظة التي يعامل بها الوافدون في المطارات والموانئ والتي بلغت إلى حد إقامة سجون خاصة للوافدين.
5- المضايقة للملتزمين من المسلمين عند ظهور السمات الإسلامية عليهم، ولا يغيب عن البال معاناة الطفلتين المسلمتين وطردهما من المدرسة حينما لبستا اللباس المحتشم حتى وصلت مسألتهما إلى المحاكم الفرنسية، بينما لا يتخذ نفس الإجراء ضد "الراهبات" اللاتي يلبس نفس اللباس تقريبا[83].
6- تعريض المهاجرين المسلمين للقتل والاغتيال بصورة بربرية لا يمكن بحال من الأحوال قبولها لتنافيها مع أبسط القوانين السائدة، ومها إلقاء أحد العمال من القطار وهو يسير بسرعة قد حولت قصته إلى فيلم سينمائي أظهر همجية هذا التصرف[84].
7- طرد العمال المسلمين من المصانع والاستغناء عنهم واستبدالهم بعمال وافدين من أوربا الشرقية[85].
8- الحيلولة دون قيام دولة إسلامية أو لنقل ذات غالبية يمكنها أن تتخذ قراراً يساهم في صنع القرار الإسلامي الدولي خاصة وأن بوادر الصحوة الإسلامية في العالم أخذت تظهر بين مسلمي الأقليات[86] في مناطق أوربا الشرقية. هذا الأمر حذر منه القادة الأوربيون: فميتران يقول عندما زار مطار سراييفوا "لن أسمح بقيام دولة أصولية إسلامية في أوربا"، والرئيس الكرواتي تودجمان يقول "أحذر أوربا والعالم من طموحات الأصولية الإسلامية في البوسنة"[87].

9- إحياء المناسبات المعادية للمسلمين:
اختارت الدول الأوربية الواقعة على سواحل البحر الأبيض المتوسط يوم 27 نوفمبر من عام 1995م، لكي يكون موعدا لانعقاد مؤتمر موسع في برشلونه بأسبانيا يضم 15 دولة أوربية و12 دولة متوسطية من بينهما 8 دول عربية إضافة إلى تركيا وقبرص ومالطة و... ودولة العدو الصهيوني، فهل جاء هذا الموعد –في زمانه ومكانه محض مصادفة؟! كلا.. إن هذا الموعد يوافق بالتمام والكمال ذكرى مرور 900 عام على بدء الحروب الصليبية، ففي مثل ذلك اليوم من ذلك الشهر في عام 1095 للميلاد، أطلق بابا النصارى "أوربان الثاني" دعوته لبدء الحملات الصليبية على البلدان الإسلامية الواقعة شرق البحر الأبيض المتوسط بغرض الاستيلاء على بيت المقدس[88].

11- الكنيسة المرئية:
يخلص صاحب كتاب البعد الديني في السياسة الأمريكية إلى عدة نتائج من أبرزها:
1- إن الكنيسة الأمريكية نظام شمولي في أغراضه وأنشطته وعلاقاته حيث تمزج الدين بالتعليم وبالخدمات الاجتماعية وبالطب والسياسة والفن والحرب والسلام ولا يفلت من شبكها شيء يتعلق بالإنسان.
2- إن الصحوة المسيحية الأصولية تجسدت في تيار جماهيري له مؤسسات متعددة الأغراض والإمكانات المالية ليس من السهل مقاومته وتستطيع تعبئة عدة ملايين للانخراط في العملية السياسية الانتخابية.
3- إن المسيحية الأصولية جسدت حركتها في مؤسسات إعلامية ومنظمات وجماعات وتحالفات متعددة خارج أمريكا، وتعاونت مع إسرائيل في تأسيس منظمة أصولية في القدس وقد أسست الكنيسة المرئية التي تستخدم برامجها الاستعراضية لجميع أموال التبرعات، ولا تكتفي بالدروس الدينية بل تهتم بكل المسائل الاجتماعية والسياسية والعسكرية والترفيهية وتهتم باكتساب القوة والنفوذ السياسيين أكثر من اهتمامها بالدين وتقدم رؤيتها السياسية لقضية الصراع العربي الصهيوني من خلال رؤيتها التوراتية[89].

12- نشوة الانتصار:
بعد أن سقطت الأيديلوجية الشيوعية، ظن الكثيرون أن آخر القلاع التي تقف في مواجهة الحضارة الغربية بكل قيمتها وأنظمتها قد سقطت، وتوقعوا أن القيم الغربية لن تجد عوائق جديدة تحول دون انتشارها ودون تداعي الشعوب والأمم عليها، فبعيد الأحداث "الدرامية" التي كانت تسجل سقوط الشيوعية ظهرت كتابات وطروحات عديدة مثل "طروحات فوكاياما"، تؤكد على أن الحضارة الغربية سوف تكتسح العالم لتسجل في زعمه "نهاية التاريخ".
ولكن هذا التفاؤل، وهذه الأفكار اتضحت سذاجتها بعد مرور وقت قصير، حين تبين أن هناك عوائق وعوامل أكثر تجذرا وثباتا من الأفكار الأيديلوجية أو الصراعات الاقتصادية والسياسية، بل لقد اتضح أن نهاية الحرب الباردة قد أبرزت هذه العوامل وساعدتها على التجذر والرسوخ، وبعد أن سقط وهم القوتين العظميين، ووهم الجبهة الشرقية والجبهة الغربية، ووهم عدم الانحياز، وهذه العوامل أو العوئاق التي نشير إليها، هي خصائص الحضارات، ومقوماتها الداخلية، ومن أهمها: الدين، واللغة، والتاريخ وهذا يجعل من الصعوبة القضاء عليها، بل إنها تقوى عندما تشعر الشعوب أن حضارتها التي تنتسب إليها تتعرض لخطر خارجي كبير[90].

إن هذه النشوة بالانتصار هي التي جعلت مفكر سياسي غربي يقوم بتوضيح جملة من الحقائق بوضوح تام وبعبارات سهلة، والتي طالما غيبت في دهاليز العبارات السياسية الفضفاضة والمقالات الأيديلوجية الموجهة لخدمة مصالح الطبقات ذات النفوذ في السياسة الغربية، ومن هذه الحقائق التي وردت في رداسة "هنجتون" ما يلي:
أ- إن الدين هو أهم العوامل التي تميز بين الحضارات، وهو العامل الأهم في صراعات المستقبل.

ب- إن القرارات التي تصدر عن مجلس الأمن وعن صندوق النقد الدولي، إنما تعكس مصالح الغرب، وهي تخرج إلى العالم على أساس أنها تعبر عن رغبات "المجتمع الدولي"، كما أن مصطلح "المجتمع الدولي" هو الوجه الآخر لمصطلح "العالم الحر" ويستخدم لإعطاء الشرعية العالمية للقرارات التي تعكس رغبات ومصالح الولايات المتحدة والدول الغربية الأخرى.

ج- مصطلح "الحضارات العالمية" هو فكرة غربية بحته، هدفها إبراز أن القيم الغربية هي قيم عالمية يجب على كل الشعوب الأخذ بها والحقيقة أن أحد الباحثين قد توصل بعد مراجعة أكثر من 100 بحث مقارن للقيم في العالم، إلى نتيجة أن "القيم التي تعتبر أكثر أهمية في الغرب هي أقل أهمية في العالم أجمع".

د- الحكومات الديمقراطية الحديثة كان منشؤها في الغرب، وأنها إذا وجدت في غير المجتمعات الغربية فهي قد نتجت عن الاستعمار والفرض بالقوة من جانب الغرب.

هـ- الهدف الأساسي من عملية التحكم في التسلح في فترة ما بعد الحرب الباردة: هو منع الدول غير الغربية من تطوير القدرات العسكرية التي قد تهدد مصالح الغرب[91].



الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل


avatar


نقــاط : 99250
 الانتفاضة على العلمانية وظهور الأصوليات الدينية  Oooo14
 الانتفاضة على العلمانية وظهور الأصوليات الدينية  User_o10

 الانتفاضة على العلمانية وظهور الأصوليات الدينية  Empty
مُساهمةموضوع: رد: الانتفاضة على العلمانية وظهور الأصوليات الدينية     الانتفاضة على العلمانية وظهور الأصوليات الدينية  Emptyالأربعاء 15 مايو 2013 - 12:08


الهندوسية والبوذية[92]:
أما الهندوسية والبوذية فإن أبرز مظاهر العودة إلى الدين والجذور التاريخية والتعصب للمعتقدات الدينية ما يلي:
1- هدم المساجد والمعالم الإسلامية:
لا يزال المسلمون في الهند يتعرضون بين الحين والآخر لموجات من التعصب الديني الهندوسي والبوذي، وتقع المذابح والوحشية التي تدل على الحقد الدفين الذي تكنه صدور هؤلاء على المسلمين والذين يسعون إلى تغيير المعامل الإسلامية، وترد الأنباء بوقوع مثل هذه المذابح التي يروح ضحيتها الآلاف من المسلمين ومن ذلك:
أ – هدم المسجد البابري[93]:
ب – تغيير الأسماء:
وذلك أنهم يجبرون المسلمين على تغيير أسمائهم الإسلامية إمعاناً في طمس الهوية الإسلامية.

2 – إقامة المعابد الهندوكية:
وهذه المعابد تقام على أنقاض المساجد كما حصل في المسجد البابري من إقامة المعبد الهندوسي وغير ذلك من المعابد.

3 – إبادة المسلمين وتشريدهم:
اتبعت الهند استراتيجية قريبة من استراتيجية اليهود والروس ومحاكم التفتيش في الأندلس في التعامل مع المسلمين، وأرسلت القيادة الهندية خبراء كباراً لإسبانيا لدراسة السياسة التي اتبعها حكامها السابقون ضد المسلمين أيام محاكم التفتيش. وأيضاً الأساليب الروسية "القصيرة والبلاشفة" في مقاومة المسلمين، وبعد هذا خرجت الهند بضرورة محاربة التعليم الإسلامي، وطمس هوية كشمير المسلمة وغيرها ونشر التعليم العلماني وتشجيع الحركات العلمانية على حساب الحركات الإسلامية خاصة بعد ظهور الحركات الجهادية التي يتردد بأن للجهاد الأفغاني دوراً فيها[94].

4- تحول الصراع القائم بين الهنود إلى صراح ديني:
في وقت تشتد فيه مجابهة المسلمين الأصوليين في وادي كشمير –بشكل ينذر بالسوء- للقوات الهندوسية المعززة، أخذ عشرات الآلاف من الهندوس المستوطنين هناك بترك منازلهم وقراهم والابتعاد عن مسرح الانتفاضة التي يقودها المسلمون "الانفصاليون"، وتضيف هجرة الهندوس هذه بعدا جديدا للصراع هناك الذي يكتسب هذه المرة طابعا دينيا لم يعرف من قبل[95].

5- حل الأحزاب الإسلامية:
بعد هدم المسجد البابري مباشرة قامت الحكومة الهندية بحل حزبين إسلاميين هما: الجماعة الإسلامية في الهند ومنظمة الخدمة الإسلامية[96].

6- تكوين الأحزاب الدينية المتعصبة:
لا شك أن الأحزاب الدينية المتعصبة هي التي تقف وراء أعمال العنف والإبادة ضد المسلمين ولذلك "بعد هدم المسجد البابري مباشرة قامت الحكومة الهندية بحظر ثلاثة أحزاب هندوسية متطرفة هي منظمة الخدمة الهندوسية، والمنظمة الهندوسية العالمية، وجيش باجرانغ على أساس أنها أحزاب متطرفة ساهمت أو سببت هدم المسجد والتحريض على حملة العنف التي عمت البلاد بعد ذلك"[97].

7- إلغاء التسهيلات:
لما أسلم عدد من سكان ميناكشي بورم أخذت الصحف الهندية بشن حملة واسعة ضدهم وقالوا لهم إن الحكومة سوف تسحب جميع التسهيلات، وعقد الهندوس مؤتمرا تجمع فيه أكثر من مائة ألف من أنحاء الهند[98].

أهم المراجع

1- الإسلام في الغرب/ روجيه جارودي / دار الهادي بيروت ط الأولى 1411هـ.
2- الإسلام في مرآة الفكر الغربي/ د- محمود حمدي زقزوق/ دار الفكر العربي القاهرة ط الرابعة 1414 هـ.
3- الإسلام كبديل /د- مراد هوفمان / مكتبة العبيكان الرياض ط الثالثة 1421هـ.
4- الإسلام لعصرنا/ د- جعفر شيخ إدريس / أضواء البيان – الرياض ط الأولى 1422هـ.
5- الإسلام والحضارة الغربية/ د- محمد محمد حسين / مؤسسة الرسالة – بيروت ط الخامسة 1402 هـ.
6- الإسلام والغرب/ د- يحي العريض / مؤسسة الإيمان – بيروت ط الأولى 1419هـ.
7- الأصولية الإنجيلية نشأتها وغاياتها وطرق مقاومتها/ صالح بين عبد الله الهذلول/ دار المسلم – الرياض ط الأولى 1416 هـ.
8- أضواء على السياسية الأمريكية في الشرق الأوسط / أحمد منصور/ دار ابن حزام ط الأولى 1415هـ.
9- أضواء على ثقافة المسلم المعاصر / د- مصطفى حلمي / دار الدعوة –الإسكندرية_ ط الأولى 1419هـ.
10- تحديات القرن الحادي والعشرين / ادجار موران / الهيئة المصرية العامة للكتاب – ط الأولى 2000م.
11- تذكير النفس بحديث القدس –واقدساه- /د- سيد حسين العفاني/ مكتبة دار البيان الحديثة ط الأولى 1421هـ.
12- تسامح الغرب مع المسلمين في العصر الحاضر/ عبد اللطيف بن إبراهيم بن عبد اللطيف الحسين/ دار ابن الجوزي- الدمام ط الأولى 1419 هـ.
13- التغريب والمأزق الحضاري/ د- سليمان الخطيب/ دار هجر –أبها/ ط الأولى 1415 هـ.
14- جنايات بني إسرائيل على الدين والمجتمع/ محمد ندا/ دار اللواء-الرياض ط الأولى 1404هـ.
15- حقيقة العلمانية والصراع بين الإسلاميين والعلمانيين / محمد إبراهيم مبروك/ دار التوزيع والنشر –القاهرة- ط الأولى 2000م.
16- الدبلوماسية الأمريكية/ جورج .ف.كنان/ دار دمشق- ط الثانية 1989م.
17- دراسة في الأديان –اليهودية والنصرانية/ د-سعود بن عبد العزيز الخلف/ مكتبة أضواء السلف-الرياض ط الثالثة 1420هـ.
18- دراسات في اليهودية والمسيحية وأديان الهند الكبرى/ د- محمد ضياء الرحمن الأعظمي- مكتبة الرشد ط الأولى 1422هـ.
19- الصراع بين التيارين الديني والعلماني في الفكر العربي الحديث/ د- محمد كامل ضاهر/ دار البيروني بيروت ط الأولى 1414هـ.
20- الصندوق القومي اليهودي/ وولتر لين-أوري ديفر/ مؤسسة الدراسات الفلسطينية ط الأولي 1990م بيروت.
21- الصهيونية المسيحية/ محمد السماك / دار النفائس بيروت ط الثالثة 1421هـ.
22- العلمانيون والإسلام/ محمد قطب/ دار الشروق بيروت – ط الأولى 1415هـ.
23- على أبواب القدس/ د- عنان على رضا النحوي/ دار النحوي – الرياض ط الثالثة 1422هـ.
24- الفكر الإسلامي في مواجهة الغزو الثقافي في العصر الحديث/ د- مصطفى حلمي/ دار الدعوة الإسكندرية ط الأولى 1418هـ.
25- الفكر العربي وصراع الأضداد/ د- محمد جابر الأنصاري/ المؤسسة العربية للدراسات والنشر – بيروت ط الثانية 1999م.
26- فلسفة العلوم/ د- بدوي عبد الفتاح محمد / دار قباء – القاهرة ط الأولى 2001م.
27- قانون الاضطهاد الديني الأمريكي – قضايا وملاحظات/ د- عبد الله بن عبد العزيز اليحي/ ط الأولى الناشر عصر الرؤيا 1422هـ.
28- كسر طوق الحصار عن الإسلام/ أنور الجندي/ دار الاعتصام – القاهرة 1998م.
29- مائة عام من الحرب/ ف. ويليام إينغدال/ دار طلاس –دمشق 1996م.
30- محاضرات في النصرانية /الإمام محمد أبو زهرة/ دار الفكر العربي القاهرة ط الثالثة بدون تاريخ.
31- مجلة البيان/ مجلة إسلامية شهرية جامعة/ المنتدى الإسلامي/ أعداد مختلفة مثبتة في حواشي البحث.
32- مخاطر الوجود اليهودي على الأمة الإسلامية/ د- محمد عثمان شبير/ دار النفائس ط الأولى 1412هـ.
33- المد الإسلامي الباهر/ مصطفى فوزي فوال/ دار القبلة- جدة ط الأولى 1412هـ.
34- المسلمون في اليابان/ د- عبد الله بن عبد العزيز اليحي الناشر عصر الرؤيا ط الأولى 1422هـ.
35- مشروع أخلاقي عالمي – دور الديانات في السلام العالمي/ هانس كينغ/ دار صادر بيروت ط الأولى 1998م.
36- معالم التاريخ الأمريكي الحديث/ د- إسماعيل أحمد ياغي/ مكتبة العبيكان الرياض ط الأولى 1421هـ.
37- معركة الوجود بين القرآن والتلمود/ د- عبد الستار فتح الله سعيد/ مكتبة المنار الأردن - الزرقا ط الثانية 1402هـ.
38- مقومات السلم وقضايا العصر بين النظرية والتطبيق/ د- على بين عبد الرحمن الطيار مركز النشر الدولي - الرياض ط الأولى 1419هـ.
39- من كابول إلى نيويورك- مقالات عن صراع الغسلام والغرب/ وليد نويهض/ دار ابن حزم بيروت ط الأولى 1422هـ.
40- نظرة الغرب إلى حاضر الإسلام ومستقبله/ د- عماد الدين خليل/ دار النفائس بيروت ط الأولى 1420هـ.
41- نقد الفلسفة الغربية/ د- عادل ضاهر/ دار الشروق - عمان ط الأولى 1990م.
42- الهندوس والسيخ/ محمد بن إبراهيم الشيباني - مكتبة ابن تيمية - الكويت ط الثالثة 1408هـ.
ـــــــــــــــــــــــ
[1] انظر الفكر الإسلامي في مواجهة الغزو الثقافي في العصر الحديث/ د- مصطفى حلمي ص 132- 203.
[2] انظر مشروع اخلاقي عالمي –دور الديانات في السلام العالمي / هانس كينغ ص 21 - 82.
[3] انظر مائة عام من الحرب "السياسية النفظية الأمريكية- الإنجليزية والنظام العالمي الجديد"/ ف. ويليام إينغدال- ترجمة محمود فلاحة 177- 307.
[4] انظر الإسلام والغرب/ د يحي العريضي 11-94.
[5] انظر قراءة نقدية لمفهوم تصادم الحضارات د أحمد محمد العيسي البيان عدد 71 رجب 1414 ص89.
[6] انظر تحديات القرن الحادي والعشرين ادجار موران 665 - 907.
[7] انظر قراءة نقدية لمفهوم تصادم الحضارات /د- أحمد محمد العيسي البيان عدد 71 رجب 1414 ص 89.
[8] وهو أستاذ علم الحكومة ومدير معهد "أولين" للدراسات الاستراتيجية بجامعة "هارفرد" في الولايات المتحدة، وقد نشرت أفكاره حول "تصادم الحضارات" في العديد من الصحف والمجلات الغربية، وكان مقاله الرئيس قد نشر في مجلة "الشؤون" المتخصصة في الشؤون السياسية والدراسات الاستراتيجية في عددها "صيف 1993".
[9] انظر قراءة نقدية لمفهوم تصادم الحضارات /د أحمد محمد العيسي البيان عدد 71 رجب 1414 ص 89.
[10] انظر نقد الفلسفة الغربية/ د- عادل ضاهر 231- 469.
[11] انظر حقيقة العلمانية/ محمد إبراهيم مبروك /ج1 ص 43 - 106.
[12] انظر أضواء على ثقافة المسلم المعاصر / مصطفى حلمي 10 - 41.
[13] انظر الإسلام والحضارة الغربية / د – محمد محمد حسين 171 - 193.
[14] - انظر العلمانيون والإسلام/ محمد قطب 91 - 100.
[15] انظر الصراع بين التيارين الديني والعلماني / د – محمد كمال ظاهر / فصل "الأصولوليون المعاصرون أو الثورة المضادة" 371 - 453.
[16] انظر الإسلام لعصرنا / د - جعفر شيخ إدريس 7- 127.
[17] انظر تسامح الغرب مع المسلمين في العصر الحاضر / عبد اللطيف بن إبراهيم الحسين / الباب الثاني مجالات التسامح في الغرب ونقدها وآثارها على المسلمين 245 - 287.
[18] انظر الإسلام في مرآة الفكر الغربي / د – محمود حمدي زقزوق ص 115 - 192.
[19] انظر قراءة نقدية لمفهوم تصادم الحضارات / د – أحمد محمد العيسي البيان عدد 71 رجب 1414 ص89.
[20] يوم الله / جيل كيبل/ ترجمة نصير مروة دار قرطبة، قبرص 1992.
[21] انظر التغريب والمأزق الحضاري / د – سليمان الخطيب ص 101 - 187.
[22] يوم الله ص 11.
[23] انظر فلسفة العلوم / د – بدوي عبد الفتاح محمد ص 217 - 277.
[24] جارودي، الأصولية، ص 23.
[25] يوم الله، ص 12.
[26] يوم الله، ص 13.
[27] جارودي، الأصولية، ص 13.
[28] يوم الله ص 132- 133.
[29] انظر كتاب god in the white house الإله في البيت الأبيض، تحدث عنه بتفصيل كتاب Under God, Relegion and American Politics تحت الإله والدين والسياسة الأمريكية. وكتاب النبؤة والسياسة وكتاب البعد الديني في السياسية الأمريكية تجاه الصراع العربي الصهيوني لـ د. يوسف حسن وله أيضاً كتاب أوراق واشنطن.
[30] انظر قانون الاضطهاد الديني الأمريكي / د – عبد الله عبد العزيز اليحي ص 21 – 109.
[31] انظر كسر طوق الحصار عن الإسلام / أنور الجندي ص 199 – 266.
[32] انظر رؤية جديدة للدين الإسلامي للكاتب "روبين رايت" في مجلة "لوس أنجلوس" الصادرة في 6 أبريل 1993. بواسطة البيان عدد 68 ربيع الآخر 1414 هـ ص 95.
[33] يلاحظ أن ما يسمى الأصولية اليوم في خضم الزخم الإعلامي الكبير الذي أعطي لها على كل المستويات لاسيما من قبل المعادين للإسلام قد استخدمت أبشع استخدام لمحاربة الإسلام ذاته، وإظهار المتمسكين به بأنهم هم المتطرفون والإرهابيون، وهم الخطر القائم ضد العالم كله!
ونحن بادئ ذي بدء نؤكد على أن مصطلح الأصولية بالفهم الذي يعيشه الغرب، ويروجه أذنابه بوسائل إعلامهم في كثير من البلاد العربية والمهجر، إنما هو معنى طارئ على مجتمعنا الإسلامي، لأنه يعني في الأساس مفهوماً غريباً يصور الصحوة البروستانتية النصرانية، ويعنى أيضاً الالتزام الصارم بالعقيدة الأرثوذكسية المعارضة للاتجاهات التحررية، لكن الغربيين الذين يعيشون هاجس الخطر الدائم المناوئ لهم الذي صوروه سابقا في دراساتهم وأبحاثهم وأدبياتهم متمثلا في "الشيوعية"، قد حولوا ذلك الهاجس إلى الإسلام بالتحذير منه ومن الصحوة الإسلامية التي انتشرت في طول بلاد الإسلام وعرضها ورميها بكل نقيصة، والمتابع لطروحاتهم يلمس فيها جعلهم الإسلام ومعتنقيه العدو الجديد للحضارة الغربية ومن أمثلة ذلك:
1- محاضرة المستشرق اليهودي الأمريكي "برنارد لويس" بعنوان "الأصولية الإسلامية" التي كانت محل عناية الإعلام الغربي وتعليقه؛ لأنه صب فيها جام حقده على الإسلام ودعاته.
2- أما صاحب "انتهزوا الفرصة" فهو يقول في هلع ورعب مفتعلين بعد سقوط الشيوعية: أصبحت الأصولية الإسلامية هي العدو الأول.
3- أما الصهيوني العجوز "كسينجر" فهو في أحدث المقابلات معه يقول: إن ما يشغله حتى العشر سنوات القادمة الأصولية والهجرة الجماعية. انظر البيان عدد 74 شوال 1414 هـ ص4
[34] انظر يوم الله، ص 118.
[35] انظر يوم الله، ص 118 – 119، وانظر الأصولية الإنجيلية ص 30 - 35.
[36] انظر محاضرات في النصرانية/ الإمام محمد أبو زهرة ص 153 - 173.
[37] انظر معالم التاريخ الأمريكية الحديث / د- اسماعيل ياغي ص 173 - 209.
[38] انظر نظرة الغرب إلى حاضر الإسلام ومستقبله / د - عماد الدين خليل ص 51 - 105.
[39] انظر الإسلام في الغرب روجيه جارودي / ص 48 و 175 -329 .
[40] انظر المد الإسلامي الباهر / مصطفى فوزي غزال ص 146 -215.
[41] انظر الدبولماسية الأمريكية/ جورج . ف . كنان ص 159 - 199.
[42] انظر الإسلام كبديل / د – مراد هوفمان ص 115 - 239.
[43] انظر الفكر العربي وصراع الأضداد /د – محمد جابر الأنصاري 61 - 235.
[44] انظر من كابول إلى نيويورك / وليد نوهض ص 87 - 132
[45] ومما يؤكد العداء للإسلام وحدة في الغرب والشرق هو التجاهل لتطرف الأصوليات غير الإسلامية مع ما تقوم به من إرهاب ودمار ومآسي وتهديد لدول بعينها وإنما للسلام العالمي، ومع ذلك تدس الرؤوس في الرمال، ويتناسى كل ذلك.
فهناك الأصولية اليهودية التي يتاح لها الحرية في العمل السياسي وربما لا تقوم حكومة صهيونية إلا بدعم منهم كما هو الحال مع "جماعة كاخ" مثلا التي مازالت تطالب بقتل وطرح الفلسطينيين، ومازالت تلك فلسفتهم كما سطرها زعيمهم الهالك "كاهانا" في كتابه "شوكة في عيونكم"، ويعني بالشوكة الشعب الفلسطيني. ومع ذلك لا يوجه لهم أي نقد لا لشيء إلا لأنهم غير مسلمين!
وهناك الأصوليات النصرانية التي كثرت الدراسات العلمية الموضحة لاتجاهاتها ومنها: "النبوءة والسياسة" لجرس هالسل، و"الأصولية الانجيلية" للأستاذ محمد السماك.
ولا يغيب عن البال المذابح الدامية التي أقامها متطرفو النصارى في جويانا وفي أمريكا التي لم تنل "واحدا في المئة" من الحرب الإعلامية ضد المسلمين.
وهناك التطرف الهندوسي والتطرف البوذي اللذان لا تسلط الأضواء عليهما ولا يحاربان، لا لشيء إلا لأنهما لا ينتسبان إلى الإسلام، أما تطرف "جيرينوفسكي" وتهديده لأوربا بالحرب "النووية" فهو محل متابعة الإعلام الغربي، ولم يطالب حتى بمحاكمته، أو الضغط على روسيا لكبح جماحه.
انظر البيان عدد 74 شوال 1414 هـ ص4.
[46] انظر قراءة نقدية لمفهوم تصادم الحضارات / د – أحمد محمد العيسي البيان عدد 71 رجب 1414 ص 89.
[47] انظر دراسات في الأديان اليهودية والنصرانية / د – سعود بن عبد العزيز الخلف ص 106 – 110.
[48] انظر معركة الوجود بين القرآن والتلمود / د – عبد الستار فتح الله سعيد ص 162 – 217.
[49] انظر على أبواب القدس / د – عدنان على رضا النحوي ص 85 – 173.
[50] انظر جنايات بني إسرائيل على الدين والمجتمع / محمد ندا ص 207 – 338.
[51] انظر الصهيونية واليهودية / د- محمد آمحزون البيان عدد 87 ذو القعدة 1415 هـ ص 77.
[52] انظر مخاطر الوجود اليهودي على الأمة الإسلامية / د – محمد عثمان شبير ص 62 – 69.
[53] انظر هجرة اليهود إلى فلسطين / مازن عبد الله/ البيان عدد 41 محرم 1412 هـ ص 85/ وبالمناسبة فإن اتفاقية السلام أعطت الحق للمستوردين وحرمت أصحاب الأرض حقهم فإن عدد الفلسطينيين الآن "7700000 نسمة"، منهم حوالي مليون "12%" في إسرائيل، و 2255000 نسمة "29%" في الضفة وغزة، ويبقى 4500000 فلسطيني في الشتات يمثلون أكثر من ثلثي الشعب، بينما يبلغ عدد السكان اليهودي في إسرائيل الآن 4500000 نسمة، كان عددهم عند احتلالهم فلسطين 605900، منهم 250000 يحملون الجنسية الفلسطينية، والباقون أغراب، وبالزيادة الطبيعية أصبح عدد يهود 1948م في العام الماضي "1995م" 1682000، وهذا يعنى أن 2800000 يهودي استجلبوا من الخارج، لإحلالهم محل 4500000 فلسطيني طردوا من ديارهم، بمعنى أن اتفاقية السلام أسبغت الشرعية على حقوق 2800000 مستورد، وحرمت حقوق 4500000 فلسطيني من العودة لوطنه.
انظر ماذا يبقى من فلسطين/ حسن أحمد قطامش / البيان عدد 107 رجب 1417 هـ.
[54] انظر البيان عدد 65 محرم 1414 هـ ص 95.
[55] انظر كيبل يوم الله 60 – 90 جاروي، الأصولية 55- 60.
[56] نظرات في مذكرات المرأة الصهيونية الرجل/ أحمد الصويان / البيان عدد 88 ذو الحجة 1415 هـ ص107.
[57] انظر نظرات في مذكرات المرأة الصهيونية الرجل/ أحمد الصويان البيان عدد 88 ذو الحجة 1415 هـ ص107.
[58] انظر نظرات في مذكرات المرأة الصهيونية الرجل/ أحمد الصويان البيان عدد 88 ذو الحجة 1415 هـ ص107.
[59] انظر أضواء على السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط / أحمد منصور ص 11 – 83.
[60] انظر الصندوق القومي اليهودي ص 176 – 274.
[61] انظر المنظمات الإنجيلية وصناعة السياسة الأمريكية/ ياسر قاري البيان عدد 90 صفر 1416 هـ ص 78.
[62] انظر الصهيونية المسيحية/ محمد السماك ص 33 – 149.
[63] انظر تذكير النفس بحديث القدس /د – سيد حسين العفاني 1/511 – 558.
[64] انظر المنظمات الإنجيلية وصناعه السياسة الأمريكية/ ياسر قاري البيان عدد 90 صفر 1416 هـ ص 78.
[65] كان عدد سكان القدس العربية "170" ألفا، إلا أن الاضطهاد الذي مارسته إسرائيل ضدها أجبر نحو "70" ألفاً منهم على ترك المدينة للإقامة في القرى الفلسطينية المجاورة، وتقول "توفا إلينسون" "الناطقة باسم وزارة الداخلية الإسرائيلية": إن ثلاثة آلاف فلسطيني من القدس الشرقية حصلوا على الجنسية الإسرائيلية عام 1994م، أي أكثر من ضعف العدد في العام 1993م، ومنذ نحو سنتين لجأت مؤسسات الحكومة "الإسرائيلية" إلى سحب حق المواطنة "الهوية الشخصية" من الفلسطينيات المقيمات مع أزواجهن خارج القدس، وذلك بهدف تقليل عدد المسلمين في القدس، ودفعهم إلى الحصول على الجنسية "الإسرائيلية"، وخلف الكواليس: بدأت مؤسسة التأمين الوطنين "الإسرائيلية" "الضمان الاجتماعي" تشجيع السكان على الحصول على الجنسية "الإسرائيلية"؛ للحصول على امتيازات أفضل، فيما طالبت مؤسسات "إسرائيلية"؛ عديدة موظفيها العرب بالحصول على الجنسية "الإسرائيلية" مقابل الاستمرار في العمل لديها، إن المشكلة أكبر من أي تصور؛ إذ إن عدد الذين يفقدون حقهم في أن يكونوا مواطنين في مدينة القدس يتراوح ما بين 50 ، 60 ألف فلسطيني، فعدد سكان مدينة القدس حاليا "567" ألف نسمة، الفلسطنيون منهم "170" ألف، منهم تسعة آلاف حصلوا على الجنسية "الإسرائيلية"، فالهدف واضح من تحويل الكثافة السكانية لصالح اليهود، حتى إذا جاء التفاوض حول القدس، فالأغلبية يومها "لا قدر الله" "إسرائيلية"، فلا مجال وقتها للحديث عن سلطة فلسطينية على أغلبية "إسرائيلية".
ماذا يبقى من فلسطين/ حسن أحمد قطامش / البيان عدد 108 شعبان 1417هـ.
[66] انظر نسخة من الإنجيل لكل إنسان/ حسن الليدي البيان عدد 35 جمادي الآخر 1411 هـ ص 86.
[67] ليس من قبيل المفاجأة أن يعلن المرشحون الرئاسيون الثلاثة في سنة 1980م عن أنفسهم بأنهم إنجيليون أصوليون، وأن لدى كل واحد منهم من الرصيد الإيماني ما يثبت حقيقة ادعائه.. والحقيقة التي يعرفها الجميع الآن هي: أن ظاهرة الأصوليين السياسيين لم تتوقف عند تلك الحقبة الزمنية، بل استمرت حتى انتخابات سنة 1992م، ولا يعنى فشل مرشح اليمين الأصولي والرئيس السابق انتهاء فاعلية الأصوليين السياسية؛ إذ إننا نفاجأ. وبعد عامين من تلك الهزيمة. بعودة قوية للأصوليين، وذلك عقب اكتساح الحزب الجمهوري لمقاعد مجلس الكونجرس والنتائج المباشرة التي تمخضت عن ذلك كالبرنامج السياسي الذي طرحه الجمهوريون تحت مسمى "العقد مع أمريكا" وما تحويه من نفس أصولي عميق، وإثارة لمسألة نقل السفارة الأمريكية إلى القدس قبل نهاية الألف الثانية!
واستطاع الأصوليون التغلغل إلى مناصب كبيرة أخرى كالمحكمة العليا. التي لا تناقش قراراتها.، ولعل في ترصحات بعض قضائها ما يؤكد التناغم بينهم وين مبادئ الأصوليين؛ فعلى سبيل المثال نجد أن القاضية "ساندرا أو كونر" التي رشحها الرئيس "ريجان" لهذا المنصب تعلن على الملأ: أن أمريكا دولة نصرانية، على الرغم من كونها تشغل منصبا رسميا حساسا يجيز لها إعادة تفسير الدستور الذي ينفي هذه المزاعم، ولقد وافقها في ذلك رئيس المحكمة القاضي "وليام رينكوست" مؤكدا أن الجدار الفاصل بين الدين والدولة هو بمثابة استعارة "لغوية" نتجت عن سوء الفهم، ويجب طرحها جانبا. إذ ليس هناك ما يمنع دستوريا من تأثير الدين على الحكومة.
وهذه العاطفة ليست مقصورة على القسس والمتعصبين النصارى، بل تتعدى إلى النخبة المثقفة التي تبكي على خبو وهج الدين من الحياة العامة؛ فالصحفي المشهور "وليام بكلي الثاني" يرفض العلمانية تماما، ويدعو إلى التمسك بالعقيدة النصرانية لحفظ كيان الدولة الأمريكية، أما الصحفي الكبير "جورج ول" فإنه يهاجم "جان جالك روسو "متهما إياه بتخريب الثقافة الغربية، وينتقد الرأسمالية لكونها سببا مباشرا في تغيير البنية الاجتماعية، وبالتالي: إضعاف الدين والأخلاق، ويتمنى يوم أن تحل الكنائس الإنجيلية مكان ناطحات السحاب في مركز المدينة.
انظر المنظمة الاصولية وصناديق الاقتراح/ ياسر قاري البيان / عدد 93 جمادى الأولى 1416 هـ ص78.
[68] ولعل السبب الرئيس في فشل حملة المرشح الرئاسي مايكل دوكاكس سنة 1988م هو غياب "كلمة الرب" من قاموسه السياسي ظنا منه أنها لا تتصل بالانتخابات.
انظر المنظمات الإنجيلية وصناعة السياسة الأمريكية/ ياسر قاري/ البيان عدد 90 صفر 1416 هـ ص 78.
[69] انظر البيان عدد 58 جمادي الآخر 1413 هـ ص 78.
[70] انظر البيان عدد 86 شوال 1415 هـ ص 93.
[71] Speech to Nationals of Evangelical, Orlendo, Florida, Regan Papers, Wachington, 1984, pp363 – 364
بواسطة البيان عدد 46.
[72] انظر البيان عدد 86 شوال 1415 هـ ص 93.
[73] عندما تنتهي فترة رئيس أمريكي في الحكم، فإنه وأنصاره يبحثون عن مشروع يخلد ذكراه ويقدم به نفعا للأمة من بعده، وقد اكتسبت أغلب مشاريع الزعماء السابقين شهرة كبيرة، وخدمت المجتمع، وقد اتخذت في غالبها طابع المؤسسة الثقافية والعلمية مثل: مركز هوفر، ومركز كيندي، ومكتبة ريجان، ومركز روزفلت، وجامعة إيزنهاور.. وأمثالها.
أما كرتر، الرئيس الذي جاء به إلى الرئاسة التوابون! "المولودون من جديد" في المسيحية، فقد أنشأ مع زوجته روزالين مركز كارتر في مدينة أطلنطا، وبدعم من كنيسته، وهذا المركز أظهر للناس اهتمامه بالقضايا الإنسانية والسياسية، والبحث عن السلام في العالم.
ويرى كارتر أن علمه "منصراً" هو عمل أرقى من الرئاسة، وهو الذي يليق به وبقدراته، يعمل ذلك في رواندا، وبورندي، وكينيا، وهاييتي، واليابان وغينيا، وغانا، وزيمبابوي، ويقابل السكان في نيجيريا يقدم لهم النصرانية، وينصبونه زعيماً للقبيلة، ويعطونه الراية، وأرضاً يبنى عليها قصره، ويبني لهم الكنائس، ويوزع الإنجيل والذرة!.
ومما هو جدير بالملاحظة: أن هذا المركز التنصيري استطاع إقناع الحكومة الأمريكية والبنك الدولية ومؤسسات عالمية ومما هو أخرى أن يتم تنفيذ مساعداتهم لإفريقيا عبر ذلك المركز وبالاشتراك معه، بحيث أصبح عدد من المشاريع الدولية يدار من قبل الكنائس مباشرة، تحت أسماء ومؤسسات عالمية، ومما أكسب هذه المشروعات نجاحها أن كارتر يشرف مباشرة على العديد منها، وإلى جانب هذا: فإنه مستمر في مواعظ الأحد في الكنيسة، وسوف تصدر مواعظه مطبوعة في كتاب، كما أنها توزع مسجلة بصوته، ولعل القارئ لا ينسى أنه هو الذي أقام الصلاة في الكنيسة في يوم الأحد الذي سبق توقيع اتفاقية السلام الأولى في واشنطن، وهو صاحب كتاب "دم إبراهيم" الذي كتبه بعد توقيع السادات للصلح، و"دم إبراهيم" يقصد به دم العرب واليهود أبناء إبراهيم كما هو مشهور عندهم في الكنيسة.
انظر كارتر من الرئاسة إلى التنصير/ محمد حامد الأحمري / البيان عدد 101 محرم 1417هـ.
[74] انظر البيان عدد 48 شعبان 1412 هـ.
[75] تشير الإحصاءات إلى أن حوالي 40% من الأمريكيين يحضرون إلى الكنيسة أسبوعيا مقابل 14% و12% في كل من بريطانيا وفرنسا، وأن قرابة 70% يؤمنون بالرب واليوم الآخر والبعث، كذلك: فإن المعاهد الكنسية قد زاد عدد طلابها من 18 ألف في سنة 1954م إلى حوالي مليونين سنة 1980م، وزاد عدد المحطات الإذاعية الدينية من 49 محطة إلى 1400 محطة للفترة نفسها، وقد بلغ الإنفاق الإعلاني للكنيسة 32 مليون دولار، بينما وصلتها تبرعات تجاوزت الستين مليار دولار لسنة 1982م.
انظر –المنظمات الإنجيلية وصناعة السياسة الأمريكية/ ياسر قاري / البيان عدد 90 صفر 1416 هـ ص 78.
[76] انظر يوم الله ص 145.
[77] ومن أهم المجموعات السياسية المؤثرة في العلاقات الخارجية: هي مؤسسة التراث التي أنشأت سنة 1973م للتأثير على الرأي العام والسمح للفكر اليميني بالانتشار والسيطرة على السياسة العامة للدولة، وبفضل دعمها للمرشح الرئاسي سنة 1980م تمكن "36" من أعضائها من تبوؤ مناصب قيادية، واختير رئيسها ديفيد فولينز ليرأس اللجنة الاستشارية لتقويم الدبلوماسية الأمريكية، وتجاوز دعم المنظمة المحيط الأطلسي ليشمل إنجلترا ودول غرب أوروبا، والتعاون مع مئتي مؤسسة ومنظمة ومركز أبحاث ومؤسسات إعلامية لتطوير برنامج عمل دولي لليمين تحت مسمى الاتحاد الديمقراطي العالمي الذي يضم رؤساء أحزاب سياسية محافظة من ثلاثين دولة، ولقد ردت رئيسة وزراء بريطانيا السابقة الجميل للمؤسسة لدعمها لها بأن عينت أحد أعضائها مستشارا سياسيا لحكومتها، وهو الذي وضع البرنامج الانتخابي لحزب المحافظين في الوقت الذي تزود المؤسسة جميع مساعدي أعضاء الكونجرس وحوالي أربعة آلاف صحفي بملخص لجميع الدراسات الصادرة عنها.
انظر- المنظمات الإنجيلية وصناعة السياسة الأمريكية/ ياسر قاري البيان عدد 90 صفر 1416 هـ ص78.
[78] انظر المنظمات الإنجيلية وصناعة السياسة الأمريكية / ياسر قاري /البيان عدد 90 صفر 1416 هـ ص78.
[79] انظر البيان عدد 86 شوال 1415 هـ ص 93.
[80] وتوجد عوامل عدة وراء هذا الصراع العقائدي الذي تشهده الساحة الإفريقية، تتلخص فيما يلي:
1- الاتصالات المتبادلة بين شعوب القارة الإفريقية والشعوب الأخرى.
2- تنازع الدول الاستعمارية في مصالحها داخل القارة الإفريقية.
3- إفلاس الكنيسة أمام الحضارة الغربية.
4- تزايد الوعي الإسلامي لدى مسلمي القارة الإفريقية.
5- انظر البيان عدد 81 جمادى الأولى 1415 هـ ص80.
[81] انظر مؤتمر الشبيبة في بارس / أبو إسلام أحمد عبد الله / البيان عدد 119 رجب 1418هـ.
[82] ومن هذه التوصيات:
1) على الغرب أن يسعى إلى تعاون أوثق واتحاد بين الدول داخل الحضارة الغربية وخاصة بين دول أوربا ودول أمريكا الشمالية.
2) ضرورة السعي لدمج شرق أوربا وأمريكا الجنوبية اللاتينية في المجتمع الغربي، لأن هذه الدول تملك ثقافة قريبة من ثقافة الغرب.
3) السعي للدعوة والحفاظ على علاقات تعاونية أوثق مع روسيا واليابان.
4) منع تطور الصراعات المحلية داخل الحضارة الغربية إلى صراعات كبيرة.
5) الحد من توسع القوة العسكرية للدول الإسلامية والكنفوشوسية.
6) التوسع في تخفيض القوة العسكرية الغربية والحفاظ على التفوق العسكري في شرق وجنوب غرب آسيا.
7) استغلال الاختلافات والصراعات بين الدول الإسلامية والكنفوشوسية.
Cool دعم الجماعات في الحضارات الأخرى التي تتعاطف مع القيم والمصارح الغربية.
9) تقوية المؤسسات الدولية التي تعكس وتمنح الشرعية للمصالح والقيم الغربية للدعوة لمشاركة دول غير غريبة في هذه المؤسسات.
هذه التوصيات على المدى القصير:
أما على المدى الطويل فإن الدول التي تنتمي إلى حضارات غير غريبة سوف تستمر في المحاولة للحصول على الثورة والتقنية والمهارات والأجهزة والأسلحة حتى تكون دولاً حديثة، وسوف تحاول أيضا أن توفق بين التحديث والثقافات والقيم والمحلية، ولهذا فإن قوتها العسكرية والاقتصادية مقارنة بالغرب سوف تزداد، ولذلك على الغرب أن يكيف هذه الحضارات التي سوف تصبح قوتها قريبة من قوة الغرب، ولكن قيمتها ومصالحها تختلف بدرجة كبيرة عن الغرب، وهذا يتطلب من الغرب أن يحافظ على قوته العسكرية والاقتصادية الضرورية لحماية مصالحه، ويتطلب أيضا أن يطور الغرب فهمه العميق للافتراضات الدينية والفلسفية التي تقف عليها تلك الحضارات وينبغي معرفة الطرق التي يرى بها الناس في تلك الحضارات مصالحهم الذاتية.
انظر قراءة نقدية لمفهوم تصادم الحضارات /د- أحمد محمد العيسي البيان عدد 71 رجب 1414 ص 89.
[83] دفعت هاتان الصدمتان الشديدتان "آنتوني هارتلي" رئيس تحرير المجلات الفرنسية إلى تدقيق النظر في أوضاع المسلمين في أوربا وتوجه رسالة تحذيرية للحكومات الغربية صريحة أحيانا، وضمنية أحيانا أخرى، مما سماه بالتوسع والبعث الإسلامي في أوربا والأخطار الناجمة عن وجود الأعداد المتزايدة من المهاجرين المسلمين في الدول الأوربية. وجد "هارتلي" أن عدد المسلمين في بريطانيا يقدر بمليون ونصف، وفي فرنسا من 2.5 – 3 ملايين، وفي ألمانيا هناك ما لا يقل عن 1.9 مليون مسلم، غالبيتهم من الأتراك بالإضافة إلى مائة وثلاثين ألف عربي، ومائة ألف من مسلمي البوسنة. وفي إيطاليا ما يقرب من 1.7 مليون يدخل معظمهم إليها بتأشيرة سياحية ثم يبقون هناك. وفي بلجيكا مائتي ألف مهاجر من تركيا وشمال إفريقية، أما في هولنده فهناك 285 ألف مسلم من المغرب وتركيا وسورينام. وجد "هارتلي" أنه على الرغم من أن غالبية العمالة المسلمة في بريطانيا عمالة غير ماهرة فإن نسبة عالية من هذه العمالة تشغل وظائف مهنية. ووجد "هارتلي" أيضاً أن في فرنسا وحدها ما يقارب من ألف مسجد وزاوية صلاة تقام فيها شعائر الإسلام، وستمائة في بريطانيا يتلقى فيها الأطفال المسلمون تعاليم القرآن وتعتبر مراكز تجمعات للمسلمين. وصلة المسلمين. بوطنهم الأم لم تنقطع، وما يحدث في هذا الوطن من حركات إسلامية وبعث إسلامي يتردد صداه بين هؤلاء المهاجرين إلى العالم الأوربي.
انظر رسالة عدائية ضد المسلمين في أوربا/ د – أحمد إبراهيم خضر / البيان عدد 63 /ص 36.
[84] أزعجت هذه الحقائق "هارتلي" لكن الذي أفزعه هو أن هؤلاء المهاجرين قد نجحوا في إدخال المعتقات والأعراف الإسلامية إلى المجتمعات الصناعية الغربية، وخشي أن تتخلي هذه المجتماعت عن قيمها وأعرافها، وأن تخضع للقيم والمعايير الإسلامية، لهذا فقد نظر إلى: واقعة الفتيات المسلمات الثلاث على أنها سابقة خطيرة تنذر بإمكان حدوث ذلك؛ لهذا وجه "هارتلي" رسالته التحذيرية –المحشوة بالعداء للإسلام والمسلمين- إلى الحكومات الغربية متضمنة ما يلي:
أولا: محاولة إقناع الحكومات الغربية بأن المهاجرين المسلمين قد يتسببون في مشاكل مستقبلية بين الدول الأوربية واستدل في محاولته هذه باحتجاج فرنسا على بون بسبب تشجيع الألمان لهجرة العمالة التركية الزائدة.
ثانيا: محاولة إقناع الحكومات الغربية بأن مطالب المسلمين كثيرةومتعددة ويصعب الوفاء بها وأنها تسير ضد إيقاع وحركة الإنتاج الصناعي الحديث وضد نمط الحياة الغربية.
ثالثا: تحذير الحكومات الغربية من الآثار البعيدة المدى للدورة المتنامي الذي يمكن أن يلعه المسلمون في الحياة السياسية الغربية خاصة بعد حصولهم على جنسيات البلاد الأوربية، وحق التصويت في الانتخابات المحلية والعامة.
رابعا: تحذير الحكومات الغربية من تزايد نفوذ الحكومات الإسلامية عليها استنادا إلى وجود الأقليات الإسلامية فيها، ومن تسرب الحركات الإسلامية إلى أوربا بسبب جو الحرية السائد في الغرب.
خامسا: تنبيه الحكومات الغربية إلى أنها مهما استجابت لمطالب المسلمين فإنها سيظلون منفصلين متميزين غير منسجمين مع المجتمع الأوربي، ولكن يكون ولاؤهم لهذا المجتمع مطلقا.
سادسا: تحذير الحكومات الأوربية من خطورة الرضوخ لمطالب المسلمين، وخاصة ما يتعلق منها بوضع المرأة، واعتبار ذلك تهديدا لقيم المجتمع الغربي وبدرا للتعصب فيه مع التنديد الضمني المتكرر بموقف الوزير الفرنسي من الفتيات المسلمات الثلاث المشار إليهن، واستغلال تلك الواقعة لإظهار صعوبة تعامل هذه الحكومات مع المسلمين الملتزمين بعقيدتهم.
سابعا: تحذير الحكومات الغربية من الدور الذي تلعبه المساجد في أوربا، ومن تنامي هذا الدور وتأثيره على الحياة السياسية في الغرب، ولفت انتباه هذه الحكومات إلى خطورة الخطب الدينية التي تلقي في هذه المساجد، والدعوة إلى ضرورة فرض الرقابة عليها.
انظر رسالة عدائية ضد المسلمين في أوربا/ د – أحمد إبراهيم خضر البيان عدد 63 / ص36.
[85] انظر البيان عدد 58 جمادى الآخرة 1413 هـ ص 92.
[86] يقول أحد المفكرين الفرنسيين ويدعي "فرانسوا بورجا": إن هذه الحركات الإسلامية تسبب لنا الجنون لأنها تؤذينا في الصميم.
لقد أجبرونا على أن ندرك الحقيقة التي تقول: إننا لا نملك احتكار النظام الرمزي، إننا لسنا الوحيدين الذي يمكن أن يتعاملوا مع الأمور الكونية فهل صار ميزان القوى يتغير في هذا المجال؟ نهم –وهل هذا التغير في صالحنا؟ والإجابة طبعا: "لا" ويضيف "فرنسوا بورجا" إلى ذلك قوله لكن إذا كنا نفقد احتكارنا لهذه الأمور فهل يتعين علينا أن نواجه ذلك بالتدخل في العمليات التي تتم في محيطنا ومن حولنا، إننا بذلك نربي عداوات أكثر.
انظر رؤية جديدة للدين الإسلامي للكتاب "روبن رايت" في مجلة "لوس أنجلوس" الصادرة في 6 أبريل 1993م.
بواسطة البيان عدد 68 ربيع الآخر 1414 هـ ص95.
[87] انظر البيان عدد 61 رمضان 1413هـ.
في 9 ، 10 يونيو عام 1994م مؤتمر مشابه، وكان هذه المرة في مدينة اسطنبول التركية، التي كانت عاصمة للخلافة الإسلامية، وشارك في المؤتمر أربعون وزيرا للخارجية والدفاع بالدول الغربية في اجتماعيين منفصلين، ضمن الأول مجلس وزراء حلف الأطلسي، وضم الثاني مجلس تعاون شمال الأطلسي، الذي يضم كافة الدول الأوربية الشرقية، والغربة، وشاركت فيه روسيا أيضا، وكان محور الاجتماع يدور حلو وضع خطة لمواجهة الخطر القادم الذي يمكن أن يواجه العالم بعد انتهاء الحرب الباردة، وتكررت جلسات الاجتماع بين الوزراء أعضاء المؤتمر، ثم كلف أمين عام الحلف "سابقا" ويلي كلاوس" بشكل رسمي بإعداد ورقة عمل للحلف تتضمن كيفية مواجهة المد الإسلامي أو "الأصولية الإسلامية".
وخلص "ويلي كلاوس" "فيما يبدو" إلى أن "الأصولية" هي أكبر خطر يواجه الحضارة الغربية، حتى إنه قال لمجلة "زيتونج" الألمانية الصادرة في 2 فبراير 1994م: "إن الأصولية خطيرة كما كانت الشيوعية، ونرجوكم ألا تقللوا من شأن هذا الخطر" وأضاف: "إن حلف الأطلسي هو أكثر من تحالف عسكري، فقد أخذ على نفسه أن يدافع عن المبادئ الأساسية للحضارة الغربية"! وقال في حديث آخر نشرته مجلة "الإيندبندنت" البريطانية: "إن الخطر الأصولي الإسلامي هو من أهم التحديات التي تواجه الغرب بعد تفكك الاتحاد السوفيتي والكتلة الشرقية" وقال: "من واجبنا أن نتعاون مع الدول التي تواجه ذلك النوع من الصعوبات".
انظر الحروب الصليبية بعد 900 عام هل انتهت/ عبد العزيز كامل انظر البيان عدد 97 رمضان 1416 هـ ص80.
[88] منذ سنوات قليلة خلت، اختار الأوروبيون ذكرى أخرى لا تخلو من الدلالات التاريخية، ليعقدوا فيها. إسبانيا أيضا. مؤتمر مدريد، وكان في ذكرى مرور خمسئة عام على سقوط الأندلس! ومعلوم أن هذا المؤتمر قد دشنت فيه المرحلة الحاسمة لإسقاط المزيد من شقيقات الأندلس.
انظر الحروب الصليبية بعد 900 عام هل انتهت/ عبد العزيز كامل انظر البيان عدد 97 رمضان 1416 هـ ص80.
[89] انظر البعد الديني في السياسة الأمريكية/ تأليف د- يوسف الحسن/ عرض أحمد عبد العزيز أبو عامر/ البيان عدد 43 ربيع الأول 1412 هـ ص111
[90] انظر قراءة نقدية لمفهوم تصادم الحضارات /د- أحمد محمد العيسي البيان عدد 71 رجب 1414 ص 89
[91] انظر قراءة نقدية لمفهوم تصادم الحضارات /د- أحمد محمد العيسي البيان عدد 71 رجب 1414 ص 89
[92] تنتشر الديانات الهندوسية في الهند وغيرها كما تنتشر الديانة البوذية في الهند واليابان والصين وغيرها
انظر دراسات في اليهودية والمسيحية وأديان الهند /د- محمد الأعظمي. وانظر الهنوس والسيخ محمد الشباني. وانظر المسلمون في اليابان- عبد الله اليحي.
[93] المسجد البابري:
لعل رحلة في تاريخ المسجد –الضحية- توضح أهمية المسجد وصراع المسلمين واستماتتهم في الدفاع عنه؛ لأنها لم تكن معركة لمنع هدم حيطان وحجارة المبنى ولكنها محاولة للإبقاء على الوجود الإسلامي في الهند الذي يتهدد يوما بعد يوم من قبل المتعصبين الهندوس:
- 1528 – 1529 بني المسجد على أيدي مير باقي من سلالة البابري. لم يأت ذكر لمولد "إله" في موقع المسجد في أي من المراجع أو الوثائق حتى العام 1875م حيث بدأت فتنة الإنكليز الجديدة في الهند.
- 1934م هاجم الهندوس المسجد وهدموا إحدى قبابه ومدخله الرئيس.
- 1949م أدخل الهندوس أصناما "للإله رام" وأعلنوا استعادة المكان من المسلمين وبدؤوا يشاركونهم في استخدام المسجد.
- 1991م صادرت الحكومة الهندية 2077 هكتار من الوقف المحيط بالمسجد "7 من أكتوبر".
- 1991"25 من أكتوبر" أصدرت المحكمة قرارا بعدم البناء على الأرض المتنازع عليها والمحيطة بالمسجد.
- 1992م "19 من مايو" البدء بحفريات حول المسجد كأساس لبناء حائط المعبد.
- 1992م "13 من يونيو" قرار المحكمة بوقف الحفريات.
أما اللحظات الأخيرة من عمر المسجد فهي كالتالي:
- 1992م "23 من يوليو" توصل إلى اتفاق مع رجل الدين الهندوس "لحل المشكلة سلمياً".
- 1992م "23 من نوفمبر" وصول 15000 جندي لحماية المسجد.
- 1992م "2 ديسمبر" 100000 من المتطرفين يحشدون جهودهم في أيوديا.
- 1992م "3من ديسمبر" وصول "القطط السوداء" –وهم نواة الجيش الهندي- لحماية المسجد.
- 1992م "6 من ديسمبر" تدمير المسجد تدميرا كاملا. -1992م "6من ديسمبر" الوعد بإعادة بناء المسجد.
- 1992م "12 من ديسمبر" مشروع حكومي يقترح بناء المسجد، ومعبد في نفس المكان!.
- 1993م "مارس وأبريل": بناء المعبد الهندوسي وإغلاق ملف المسجد.
انظر البيان عدد 63 ذو القعدة 1413 هـ ص 58
[94] انظر الصراع الحضاري في كشمير/ أحمد موفق زيدان/ البيان عدد 43 ربيع الأول 1412 الأول هـ ص 89
إن طبيعة انتهاك حقوق الإنسان ضد "مسلمي الروهنجا" الأقلية لا يوجد له مثيل في العالم، وباعتبار السلطة في بورما تعتنق ديانة أخرى مختلفة عن ديانة "الروهنجا" وبدافع سياسي محسوب جيداً: فإنهم يعرضون "الروهنجا" لصنوف من التعذيب غير الإنساني، دعنا نلخص انتهاكات حقوق الإنسان بواسطة النظام البورمي من كافة النواحي:
1- حق الحياة: ليس هناك أمان لحياة "الروهنجا" المسلمين في "أركان"؛ حيث يقتل المواطن "الروهنجا" في أي وقت، وبشكل اعتباطي إما بواسطة العسكريين البورميين، أو المليشيات، أو عملاء آخرين منفذين للقانون دون محاكمته، يقتل المئات من المسلمين كل عام دون اللجوء للقانون.
2- حقوق الملكية: الأراضي، وسدود الروبيان، والماشية، والمشآت التجارية المملوكة للمسلمين صودرت بصورة غير قانونية، وتم اقتلاع جذور مستوطنات المسلمين، وإنشاء قرى جديدة للبوذيين من قبل النظام الحاكم.
3- حقوق حماية الشرف: ليس هناك أمن لحماية شرف المسلمين في "أراكان"، ولا يهم مدى مكانة ووضع المسلم وتأثير تعليمه وشخصيته وتدينه... إلخ، فإن شرفه وكرامته تحت رحمة السلطات البورمية، حيث يضرب الأفراد بأساليب وحشية، وينقلون في جماعات إلى مواقع عمل السخرة، وتحرق لحي علماء الدين وتنهك أعراضهم.
4- حقوق الخصوصية: في أي وقت. سواء في وضح النهار، أو في ساعات الليل. تداهم القوات البورمية مساكن المسلمين بنوايا سيئة، من سرقة، وعدم مراعاة لشرف وحرمات النساء، واقتياد أصحاب المنزل للاستجواب.
5- حقوق حماية الحريات الشخصية: يتعرض الآلاف من "الروهنجا" للاعتقال الاعتباطي كل عام بدون إبداء أي سبب أو تهم رسمية، وهناك أشخاص تم اعتقالهم منذ عشرات السنوات مضت دون محاكمات، وما زالوا في السجون حتى الآن.
6- حق الاحتجاج ضد الظلم: لا توجد محكمة يمكن لشخص ما الاحتجاج أمامها ضد الظلم وانتهاك العدالة، وإن عملاء تنفيذ القانون موجهون بصفة خاصة لممارسة التفرقة العنصرية وظلم المسلمين، إن المسلم المظلوم عندما يقدم شكوى في مخفر الشرطة يتعرض هناك للضرب المبرح لتجرئه على اتخاذ مثل هذه الخطوة، وقد تسند إليه أي تهمة زورا وبهتانا.
7- حق حرية التعبير: يمنع مسلمو "الروهنجا" في "أركان" تماما من التجمع أو التعبير عن رأيهم، كما لا يسمح لهم بالنشر، ولا يمكنهم التعبير عن أوضاعهم لوسائل الأخبار العالمية، فضلاً عن أنها ممنوعة تماماً من دخول "أراكان".
8- حق ممارسة الدين: يحرم "الروهنجا" المسلمون من ممارسة أبسط واجبات دينهم؛ حيث يمنعون أداء فريضة الحج، ويحظر عليهم ذبح الأضاحي، كما يحظر إلقاء المواعظ الدينية، كما أن العاملين بالحكومة يكرهون على الانحناء لعلم الدولة، وهو ما يناقض الدين، وإذا لم يذعن أحد منهم لهذا الإجراء: يفصل من العمل فوراً.
9- الحقوق أمام العدالة: جرائم مثل الاغتيال والسرقة ترتكب بكل حرية في حق المسلمين دون مثول مرتكبيها أمام القضاء، وسياسية النظام الرسمية تنص بعدم منح "الروهنجا" الحقوق أمام القضاء.
10- حق توفير الضروريات الأساسية للعيش: يحرم مسلمو الروهنجا بـ "أراكان" عمدا من توفير الضروريات الاساسية من أجل الحياة، مثل: الغذاء، واللباس، والرعاية الصحية، والتعليم.. الخ، حيث يتعرضون لتفرقة عنصرية خطيرة.
انظر صور انتهاكات حقوق الإنسان في بورما/ الأستاذ محمد علي/ البيان عدد 93 جمادي الأولى 1416 ص66
[95] التايمز 14/4/1990م.
[96] انظر البيان عدد 63 ذو القعدة 1413 هـ ص 85.
[97] انظر البيان عدد 63 ذو القعدة 1413 هـ ص 85.
[98] انظر دراسات في اليهودية والمسيحية وأديان الهند الكبرى 575 – 582 وانظر فيما يتعلق بما تتعرض له الأقليات الإسلامية في عدد من دول العالم كتاب /مقومات السلم وقضايا العصر بين النظرية والتطبيق /د علي بن عبد الرحمن الطيار.


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الانتفاضة على العلمانية وظهور الأصوليات الدينية
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
»  ما سبب الارتخاء في منطقة البطن وظهور الكرش؟
»  حرقان وظهور خطين أثناء التبول.. ما تشخيص ذلك؟
»  خريطة التحولات الدينية في أمريكا
»  أعاني من السيلوليت وترهل الجسم وظهور الدوالي، فما العلاج؟
» الأخوة الدينية

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
اسلام ويب :: ۩✖ Known to the islam ۩✖ :: شبهـات حــول الاسـلام-
انتقل الى: