الهندوسية والبوذية[92]:
أما الهندوسية والبوذية فإن أبرز مظاهر العودة إلى الدين والجذور التاريخية والتعصب للمعتقدات الدينية ما يلي:
1- هدم المساجد والمعالم الإسلامية:
لا يزال المسلمون في الهند يتعرضون بين الحين والآخر لموجات من التعصب الديني الهندوسي والبوذي، وتقع المذابح والوحشية التي تدل على الحقد الدفين الذي تكنه صدور هؤلاء على المسلمين والذين يسعون إلى تغيير المعامل الإسلامية، وترد الأنباء بوقوع مثل هذه المذابح التي يروح ضحيتها الآلاف من المسلمين ومن ذلك:
أ – هدم المسجد البابري[93]:
ب – تغيير الأسماء:
وذلك أنهم يجبرون المسلمين على تغيير أسمائهم الإسلامية إمعاناً في طمس الهوية الإسلامية.
2 – إقامة المعابد الهندوكية:
وهذه المعابد تقام على أنقاض المساجد كما حصل في المسجد البابري من إقامة المعبد الهندوسي وغير ذلك من المعابد.
3 – إبادة المسلمين وتشريدهم:
اتبعت الهند استراتيجية قريبة من استراتيجية اليهود والروس ومحاكم التفتيش في الأندلس في التعامل مع المسلمين، وأرسلت القيادة الهندية خبراء كباراً لإسبانيا لدراسة السياسة التي اتبعها حكامها السابقون ضد المسلمين أيام محاكم التفتيش. وأيضاً الأساليب الروسية "القصيرة والبلاشفة" في مقاومة المسلمين، وبعد هذا خرجت الهند بضرورة محاربة التعليم الإسلامي، وطمس هوية كشمير المسلمة وغيرها ونشر التعليم العلماني وتشجيع الحركات العلمانية على حساب الحركات الإسلامية خاصة بعد ظهور الحركات الجهادية التي يتردد بأن للجهاد الأفغاني دوراً فيها[94].
4- تحول الصراع القائم بين الهنود إلى صراح ديني:
في وقت تشتد فيه مجابهة المسلمين الأصوليين في وادي كشمير –بشكل ينذر بالسوء- للقوات الهندوسية المعززة، أخذ عشرات الآلاف من الهندوس المستوطنين هناك بترك منازلهم وقراهم والابتعاد عن مسرح الانتفاضة التي يقودها المسلمون "الانفصاليون"، وتضيف هجرة الهندوس هذه بعدا جديدا للصراع هناك الذي يكتسب هذه المرة طابعا دينيا لم يعرف من قبل[95].
5- حل الأحزاب الإسلامية:
بعد هدم المسجد البابري مباشرة قامت الحكومة الهندية بحل حزبين إسلاميين هما: الجماعة الإسلامية في الهند ومنظمة الخدمة الإسلامية[96].
6- تكوين الأحزاب الدينية المتعصبة:
لا شك أن الأحزاب الدينية المتعصبة هي التي تقف وراء أعمال العنف والإبادة ضد المسلمين ولذلك "بعد هدم المسجد البابري مباشرة قامت الحكومة الهندية بحظر ثلاثة أحزاب هندوسية متطرفة هي منظمة الخدمة الهندوسية، والمنظمة الهندوسية العالمية، وجيش باجرانغ على أساس أنها أحزاب متطرفة ساهمت أو سببت هدم المسجد والتحريض على حملة العنف التي عمت البلاد بعد ذلك"[97].
7- إلغاء التسهيلات:
لما أسلم عدد من سكان ميناكشي بورم أخذت الصحف الهندية بشن حملة واسعة ضدهم وقالوا لهم إن الحكومة سوف تسحب جميع التسهيلات، وعقد الهندوس مؤتمرا تجمع فيه أكثر من مائة ألف من أنحاء الهند[98].
أهم المراجع
1- الإسلام في الغرب/ روجيه جارودي / دار الهادي بيروت ط الأولى 1411هـ.
2- الإسلام في مرآة الفكر الغربي/ د- محمود حمدي زقزوق/ دار الفكر العربي القاهرة ط الرابعة 1414 هـ.
3- الإسلام كبديل /د- مراد هوفمان / مكتبة العبيكان الرياض ط الثالثة 1421هـ.
4- الإسلام لعصرنا/ د- جعفر شيخ إدريس / أضواء البيان – الرياض ط الأولى 1422هـ.
5- الإسلام والحضارة الغربية/ د- محمد محمد حسين / مؤسسة الرسالة – بيروت ط الخامسة 1402 هـ.
6- الإسلام والغرب/ د- يحي العريض / مؤسسة الإيمان – بيروت ط الأولى 1419هـ.
7- الأصولية الإنجيلية نشأتها وغاياتها وطرق مقاومتها/ صالح بين عبد الله الهذلول/ دار المسلم – الرياض ط الأولى 1416 هـ.
8- أضواء على السياسية الأمريكية في الشرق الأوسط / أحمد منصور/ دار ابن حزام ط الأولى 1415هـ.
9- أضواء على ثقافة المسلم المعاصر / د- مصطفى حلمي / دار الدعوة –الإسكندرية_ ط الأولى 1419هـ.
10- تحديات القرن الحادي والعشرين / ادجار موران / الهيئة المصرية العامة للكتاب – ط الأولى 2000م.
11- تذكير النفس بحديث القدس –واقدساه- /د- سيد حسين العفاني/ مكتبة دار البيان الحديثة ط الأولى 1421هـ.
12- تسامح الغرب مع المسلمين في العصر الحاضر/ عبد اللطيف بن إبراهيم بن عبد اللطيف الحسين/ دار ابن الجوزي- الدمام ط الأولى 1419 هـ.
13- التغريب والمأزق الحضاري/ د- سليمان الخطيب/ دار هجر –أبها/ ط الأولى 1415 هـ.
14- جنايات بني إسرائيل على الدين والمجتمع/ محمد ندا/ دار اللواء-الرياض ط الأولى 1404هـ.
15- حقيقة العلمانية والصراع بين الإسلاميين والعلمانيين / محمد إبراهيم مبروك/ دار التوزيع والنشر –القاهرة- ط الأولى 2000م.
16- الدبلوماسية الأمريكية/ جورج .ف.كنان/ دار دمشق- ط الثانية 1989م.
17- دراسة في الأديان –اليهودية والنصرانية/ د-سعود بن عبد العزيز الخلف/ مكتبة أضواء السلف-الرياض ط الثالثة 1420هـ.
18- دراسات في اليهودية والمسيحية وأديان الهند الكبرى/ د- محمد ضياء الرحمن الأعظمي- مكتبة الرشد ط الأولى 1422هـ.
19- الصراع بين التيارين الديني والعلماني في الفكر العربي الحديث/ د- محمد كامل ضاهر/ دار البيروني بيروت ط الأولى 1414هـ.
20- الصندوق القومي اليهودي/ وولتر لين-أوري ديفر/ مؤسسة الدراسات الفلسطينية ط الأولي 1990م بيروت.
21- الصهيونية المسيحية/ محمد السماك / دار النفائس بيروت ط الثالثة 1421هـ.
22- العلمانيون والإسلام/ محمد قطب/ دار الشروق بيروت – ط الأولى 1415هـ.
23- على أبواب القدس/ د- عنان على رضا النحوي/ دار النحوي – الرياض ط الثالثة 1422هـ.
24- الفكر الإسلامي في مواجهة الغزو الثقافي في العصر الحديث/ د- مصطفى حلمي/ دار الدعوة الإسكندرية ط الأولى 1418هـ.
25- الفكر العربي وصراع الأضداد/ د- محمد جابر الأنصاري/ المؤسسة العربية للدراسات والنشر – بيروت ط الثانية 1999م.
26- فلسفة العلوم/ د- بدوي عبد الفتاح محمد / دار قباء – القاهرة ط الأولى 2001م.
27- قانون الاضطهاد الديني الأمريكي – قضايا وملاحظات/ د- عبد الله بن عبد العزيز اليحي/ ط الأولى الناشر عصر الرؤيا 1422هـ.
28- كسر طوق الحصار عن الإسلام/ أنور الجندي/ دار الاعتصام – القاهرة 1998م.
29- مائة عام من الحرب/ ف. ويليام إينغدال/ دار طلاس –دمشق 1996م.
30- محاضرات في النصرانية /الإمام محمد أبو زهرة/ دار الفكر العربي القاهرة ط الثالثة بدون تاريخ.
31- مجلة البيان/ مجلة إسلامية شهرية جامعة/ المنتدى الإسلامي/ أعداد مختلفة مثبتة في حواشي البحث.
32- مخاطر الوجود اليهودي على الأمة الإسلامية/ د- محمد عثمان شبير/ دار النفائس ط الأولى 1412هـ.
33- المد الإسلامي الباهر/ مصطفى فوزي فوال/ دار القبلة- جدة ط الأولى 1412هـ.
34- المسلمون في اليابان/ د- عبد الله بن عبد العزيز اليحي الناشر عصر الرؤيا ط الأولى 1422هـ.
35- مشروع أخلاقي عالمي – دور الديانات في السلام العالمي/ هانس كينغ/ دار صادر بيروت ط الأولى 1998م.
36- معالم التاريخ الأمريكي الحديث/ د- إسماعيل أحمد ياغي/ مكتبة العبيكان الرياض ط الأولى 1421هـ.
37- معركة الوجود بين القرآن والتلمود/ د- عبد الستار فتح الله سعيد/ مكتبة المنار الأردن - الزرقا ط الثانية 1402هـ.
38- مقومات السلم وقضايا العصر بين النظرية والتطبيق/ د- على بين عبد الرحمن الطيار مركز النشر الدولي - الرياض ط الأولى 1419هـ.
39- من كابول إلى نيويورك- مقالات عن صراع الغسلام والغرب/ وليد نويهض/ دار ابن حزم بيروت ط الأولى 1422هـ.
40- نظرة الغرب إلى حاضر الإسلام ومستقبله/ د- عماد الدين خليل/ دار النفائس بيروت ط الأولى 1420هـ.
41- نقد الفلسفة الغربية/ د- عادل ضاهر/ دار الشروق - عمان ط الأولى 1990م.
42- الهندوس والسيخ/ محمد بن إبراهيم الشيباني - مكتبة ابن تيمية - الكويت ط الثالثة 1408هـ.
ـــــــــــــــــــــــ
[1] انظر الفكر الإسلامي في مواجهة الغزو الثقافي في العصر الحديث/ د- مصطفى حلمي ص 132- 203.
[2] انظر مشروع اخلاقي عالمي –دور الديانات في السلام العالمي / هانس كينغ ص 21 - 82.
[3] انظر مائة عام من الحرب "السياسية النفظية الأمريكية- الإنجليزية والنظام العالمي الجديد"/ ف. ويليام إينغدال- ترجمة محمود فلاحة 177- 307.
[4] انظر الإسلام والغرب/ د يحي العريضي 11-94.
[5] انظر قراءة نقدية لمفهوم تصادم الحضارات د أحمد محمد العيسي البيان عدد 71 رجب 1414 ص89.
[6] انظر تحديات القرن الحادي والعشرين ادجار موران 665 - 907.
[7] انظر قراءة نقدية لمفهوم تصادم الحضارات /د- أحمد محمد العيسي البيان عدد 71 رجب 1414 ص 89.
[8] وهو أستاذ علم الحكومة ومدير معهد "أولين" للدراسات الاستراتيجية بجامعة "هارفرد" في الولايات المتحدة، وقد نشرت أفكاره حول "تصادم الحضارات" في العديد من الصحف والمجلات الغربية، وكان مقاله الرئيس قد نشر في مجلة "الشؤون" المتخصصة في الشؤون السياسية والدراسات الاستراتيجية في عددها "صيف 1993".
[9] انظر قراءة نقدية لمفهوم تصادم الحضارات /د أحمد محمد العيسي البيان عدد 71 رجب 1414 ص 89.
[10] انظر نقد الفلسفة الغربية/ د- عادل ضاهر 231- 469.
[11] انظر حقيقة العلمانية/ محمد إبراهيم مبروك /ج1 ص 43 - 106.
[12] انظر أضواء على ثقافة المسلم المعاصر / مصطفى حلمي 10 - 41.
[13] انظر الإسلام والحضارة الغربية / د – محمد محمد حسين 171 - 193.
[14] - انظر العلمانيون والإسلام/ محمد قطب 91 - 100.
[15] انظر الصراع بين التيارين الديني والعلماني / د – محمد كمال ظاهر / فصل "الأصولوليون المعاصرون أو الثورة المضادة" 371 - 453.
[16] انظر الإسلام لعصرنا / د - جعفر شيخ إدريس 7- 127.
[17] انظر تسامح الغرب مع المسلمين في العصر الحاضر / عبد اللطيف بن إبراهيم الحسين / الباب الثاني مجالات التسامح في الغرب ونقدها وآثارها على المسلمين 245 - 287.
[18] انظر الإسلام في مرآة الفكر الغربي / د – محمود حمدي زقزوق ص 115 - 192.
[19] انظر قراءة نقدية لمفهوم تصادم الحضارات / د – أحمد محمد العيسي البيان عدد 71 رجب 1414 ص89.
[20] يوم الله / جيل كيبل/ ترجمة نصير مروة دار قرطبة، قبرص 1992.
[21] انظر التغريب والمأزق الحضاري / د – سليمان الخطيب ص 101 - 187.
[22] يوم الله ص 11.
[23] انظر فلسفة العلوم / د – بدوي عبد الفتاح محمد ص 217 - 277.
[24] جارودي، الأصولية، ص 23.
[25] يوم الله، ص 12.
[26] يوم الله، ص 13.
[27] جارودي، الأصولية، ص 13.
[28] يوم الله ص 132- 133.
[29] انظر كتاب god in the white house الإله في البيت الأبيض، تحدث عنه بتفصيل كتاب Under God, Relegion and American Politics تحت الإله والدين والسياسة الأمريكية. وكتاب النبؤة والسياسة وكتاب البعد الديني في السياسية الأمريكية تجاه الصراع العربي الصهيوني لـ د. يوسف حسن وله أيضاً كتاب أوراق واشنطن.
[30] انظر قانون الاضطهاد الديني الأمريكي / د – عبد الله عبد العزيز اليحي ص 21 – 109.
[31] انظر كسر طوق الحصار عن الإسلام / أنور الجندي ص 199 – 266.
[32] انظر رؤية جديدة للدين الإسلامي للكاتب "روبين رايت" في مجلة "لوس أنجلوس" الصادرة في 6 أبريل 1993. بواسطة البيان عدد 68 ربيع الآخر 1414 هـ ص 95.
[33] يلاحظ أن ما يسمى الأصولية اليوم في خضم الزخم الإعلامي الكبير الذي أعطي لها على كل المستويات لاسيما من قبل المعادين للإسلام قد استخدمت أبشع استخدام لمحاربة الإسلام ذاته، وإظهار المتمسكين به بأنهم هم المتطرفون والإرهابيون، وهم الخطر القائم ضد العالم كله!
ونحن بادئ ذي بدء نؤكد على أن مصطلح الأصولية بالفهم الذي يعيشه الغرب، ويروجه أذنابه بوسائل إعلامهم في كثير من البلاد العربية والمهجر، إنما هو معنى طارئ على مجتمعنا الإسلامي، لأنه يعني في الأساس مفهوماً غريباً يصور الصحوة البروستانتية النصرانية، ويعنى أيضاً الالتزام الصارم بالعقيدة الأرثوذكسية المعارضة للاتجاهات التحررية، لكن الغربيين الذين يعيشون هاجس الخطر الدائم المناوئ لهم الذي صوروه سابقا في دراساتهم وأبحاثهم وأدبياتهم متمثلا في "الشيوعية"، قد حولوا ذلك الهاجس إلى الإسلام بالتحذير منه ومن الصحوة الإسلامية التي انتشرت في طول بلاد الإسلام وعرضها ورميها بكل نقيصة، والمتابع لطروحاتهم يلمس فيها جعلهم الإسلام ومعتنقيه العدو الجديد للحضارة الغربية ومن أمثلة ذلك:
1- محاضرة المستشرق اليهودي الأمريكي "برنارد لويس" بعنوان "الأصولية الإسلامية" التي كانت محل عناية الإعلام الغربي وتعليقه؛ لأنه صب فيها جام حقده على الإسلام ودعاته.
2- أما صاحب "انتهزوا الفرصة" فهو يقول في هلع ورعب مفتعلين بعد سقوط الشيوعية: أصبحت الأصولية الإسلامية هي العدو الأول.
3- أما الصهيوني العجوز "كسينجر" فهو في أحدث المقابلات معه يقول: إن ما يشغله حتى العشر سنوات القادمة الأصولية والهجرة الجماعية. انظر البيان عدد 74 شوال 1414 هـ ص4
[34] انظر يوم الله، ص 118.
[35] انظر يوم الله، ص 118 – 119، وانظر الأصولية الإنجيلية ص 30 - 35.
[36] انظر محاضرات في النصرانية/ الإمام محمد أبو زهرة ص 153 - 173.
[37] انظر معالم التاريخ الأمريكية الحديث / د- اسماعيل ياغي ص 173 - 209.
[38] انظر نظرة الغرب إلى حاضر الإسلام ومستقبله / د - عماد الدين خليل ص 51 - 105.
[39] انظر الإسلام في الغرب روجيه جارودي / ص 48 و 175 -329 .
[40] انظر المد الإسلامي الباهر / مصطفى فوزي غزال ص 146 -215.
[41] انظر الدبولماسية الأمريكية/ جورج . ف . كنان ص 159 - 199.
[42] انظر الإسلام كبديل / د – مراد هوفمان ص 115 - 239.
[43] انظر الفكر العربي وصراع الأضداد /د – محمد جابر الأنصاري 61 - 235.
[44] انظر من كابول إلى نيويورك / وليد نوهض ص 87 - 132
[45] ومما يؤكد العداء للإسلام وحدة في الغرب والشرق هو التجاهل لتطرف الأصوليات غير الإسلامية مع ما تقوم به من إرهاب ودمار ومآسي وتهديد لدول بعينها وإنما للسلام العالمي، ومع ذلك تدس الرؤوس في الرمال، ويتناسى كل ذلك.
فهناك الأصولية اليهودية التي يتاح لها الحرية في العمل السياسي وربما لا تقوم حكومة صهيونية إلا بدعم منهم كما هو الحال مع "جماعة كاخ" مثلا التي مازالت تطالب بقتل وطرح الفلسطينيين، ومازالت تلك فلسفتهم كما سطرها زعيمهم الهالك "كاهانا" في كتابه "شوكة في عيونكم"، ويعني بالشوكة الشعب الفلسطيني. ومع ذلك لا يوجه لهم أي نقد لا لشيء إلا لأنهم غير مسلمين!
وهناك الأصوليات النصرانية التي كثرت الدراسات العلمية الموضحة لاتجاهاتها ومنها: "النبوءة والسياسة" لجرس هالسل، و"الأصولية الانجيلية" للأستاذ محمد السماك.
ولا يغيب عن البال المذابح الدامية التي أقامها متطرفو النصارى في جويانا وفي أمريكا التي لم تنل "واحدا في المئة" من الحرب الإعلامية ضد المسلمين.
وهناك التطرف الهندوسي والتطرف البوذي اللذان لا تسلط الأضواء عليهما ولا يحاربان، لا لشيء إلا لأنهما لا ينتسبان إلى الإسلام، أما تطرف "جيرينوفسكي" وتهديده لأوربا بالحرب "النووية" فهو محل متابعة الإعلام الغربي، ولم يطالب حتى بمحاكمته، أو الضغط على روسيا لكبح جماحه.
انظر البيان عدد 74 شوال 1414 هـ ص4.
[46] انظر قراءة نقدية لمفهوم تصادم الحضارات / د – أحمد محمد العيسي البيان عدد 71 رجب 1414 ص 89.
[47] انظر دراسات في الأديان اليهودية والنصرانية / د – سعود بن عبد العزيز الخلف ص 106 – 110.
[48] انظر معركة الوجود بين القرآن والتلمود / د – عبد الستار فتح الله سعيد ص 162 – 217.
[49] انظر على أبواب القدس / د – عدنان على رضا النحوي ص 85 – 173.
[50] انظر جنايات بني إسرائيل على الدين والمجتمع / محمد ندا ص 207 – 338.
[51] انظر الصهيونية واليهودية / د- محمد آمحزون البيان عدد 87 ذو القعدة 1415 هـ ص 77.
[52] انظر مخاطر الوجود اليهودي على الأمة الإسلامية / د – محمد عثمان شبير ص 62 – 69.
[53] انظر هجرة اليهود إلى فلسطين / مازن عبد الله/ البيان عدد 41 محرم 1412 هـ ص 85/ وبالمناسبة فإن اتفاقية السلام أعطت الحق للمستوردين وحرمت أصحاب الأرض حقهم فإن عدد الفلسطينيين الآن "7700000 نسمة"، منهم حوالي مليون "12%" في إسرائيل، و 2255000 نسمة "29%" في الضفة وغزة، ويبقى 4500000 فلسطيني في الشتات يمثلون أكثر من ثلثي الشعب، بينما يبلغ عدد السكان اليهودي في إسرائيل الآن 4500000 نسمة، كان عددهم عند احتلالهم فلسطين 605900، منهم 250000 يحملون الجنسية الفلسطينية، والباقون أغراب، وبالزيادة الطبيعية أصبح عدد يهود 1948م في العام الماضي "1995م" 1682000، وهذا يعنى أن 2800000 يهودي استجلبوا من الخارج، لإحلالهم محل 4500000 فلسطيني طردوا من ديارهم، بمعنى أن اتفاقية السلام أسبغت الشرعية على حقوق 2800000 مستورد، وحرمت حقوق 4500000 فلسطيني من العودة لوطنه.
انظر ماذا يبقى من فلسطين/ حسن أحمد قطامش / البيان عدد 107 رجب 1417 هـ.
[54] انظر البيان عدد 65 محرم 1414 هـ ص 95.
[55] انظر كيبل يوم الله 60 – 90 جاروي، الأصولية 55- 60.
[56] نظرات في مذكرات المرأة الصهيونية الرجل/ أحمد الصويان / البيان عدد 88 ذو الحجة 1415 هـ ص107.
[57] انظر نظرات في مذكرات المرأة الصهيونية الرجل/ أحمد الصويان البيان عدد 88 ذو الحجة 1415 هـ ص107.
[58] انظر نظرات في مذكرات المرأة الصهيونية الرجل/ أحمد الصويان البيان عدد 88 ذو الحجة 1415 هـ ص107.
[59] انظر أضواء على السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط / أحمد منصور ص 11 – 83.
[60] انظر الصندوق القومي اليهودي ص 176 – 274.
[61] انظر المنظمات الإنجيلية وصناعة السياسة الأمريكية/ ياسر قاري البيان عدد 90 صفر 1416 هـ ص 78.
[62] انظر الصهيونية المسيحية/ محمد السماك ص 33 – 149.
[63] انظر تذكير النفس بحديث القدس /د – سيد حسين العفاني 1/511 – 558.
[64] انظر المنظمات الإنجيلية وصناعه السياسة الأمريكية/ ياسر قاري البيان عدد 90 صفر 1416 هـ ص 78.
[65] كان عدد سكان القدس العربية "170" ألفا، إلا أن الاضطهاد الذي مارسته إسرائيل ضدها أجبر نحو "70" ألفاً منهم على ترك المدينة للإقامة في القرى الفلسطينية المجاورة، وتقول "توفا إلينسون" "الناطقة باسم وزارة الداخلية الإسرائيلية": إن ثلاثة آلاف فلسطيني من القدس الشرقية حصلوا على الجنسية الإسرائيلية عام 1994م، أي أكثر من ضعف العدد في العام 1993م، ومنذ نحو سنتين لجأت مؤسسات الحكومة "الإسرائيلية" إلى سحب حق المواطنة "الهوية الشخصية" من الفلسطينيات المقيمات مع أزواجهن خارج القدس، وذلك بهدف تقليل عدد المسلمين في القدس، ودفعهم إلى الحصول على الجنسية "الإسرائيلية"، وخلف الكواليس: بدأت مؤسسة التأمين الوطنين "الإسرائيلية" "الضمان الاجتماعي" تشجيع السكان على الحصول على الجنسية "الإسرائيلية"؛ للحصول على امتيازات أفضل، فيما طالبت مؤسسات "إسرائيلية"؛ عديدة موظفيها العرب بالحصول على الجنسية "الإسرائيلية" مقابل الاستمرار في العمل لديها، إن المشكلة أكبر من أي تصور؛ إذ إن عدد الذين يفقدون حقهم في أن يكونوا مواطنين في مدينة القدس يتراوح ما بين 50 ، 60 ألف فلسطيني، فعدد سكان مدينة القدس حاليا "567" ألف نسمة، الفلسطنيون منهم "170" ألف، منهم تسعة آلاف حصلوا على الجنسية "الإسرائيلية"، فالهدف واضح من تحويل الكثافة السكانية لصالح اليهود، حتى إذا جاء التفاوض حول القدس، فالأغلبية يومها "لا قدر الله" "إسرائيلية"، فلا مجال وقتها للحديث عن سلطة فلسطينية على أغلبية "إسرائيلية".
ماذا يبقى من فلسطين/ حسن أحمد قطامش / البيان عدد 108 شعبان 1417هـ.
[66] انظر نسخة من الإنجيل لكل إنسان/ حسن الليدي البيان عدد 35 جمادي الآخر 1411 هـ ص 86.
[67] ليس من قبيل المفاجأة أن يعلن المرشحون الرئاسيون الثلاثة في سنة 1980م عن أنفسهم بأنهم إنجيليون أصوليون، وأن لدى كل واحد منهم من الرصيد الإيماني ما يثبت حقيقة ادعائه.. والحقيقة التي يعرفها الجميع الآن هي: أن ظاهرة الأصوليين السياسيين لم تتوقف عند تلك الحقبة الزمنية، بل استمرت حتى انتخابات سنة 1992م، ولا يعنى فشل مرشح اليمين الأصولي والرئيس السابق انتهاء فاعلية الأصوليين السياسية؛ إذ إننا نفاجأ. وبعد عامين من تلك الهزيمة. بعودة قوية للأصوليين، وذلك عقب اكتساح الحزب الجمهوري لمقاعد مجلس الكونجرس والنتائج المباشرة التي تمخضت عن ذلك كالبرنامج السياسي الذي طرحه الجمهوريون تحت مسمى "العقد مع أمريكا" وما تحويه من نفس أصولي عميق، وإثارة لمسألة نقل السفارة الأمريكية إلى القدس قبل نهاية الألف الثانية!
واستطاع الأصوليون التغلغل إلى مناصب كبيرة أخرى كالمحكمة العليا. التي لا تناقش قراراتها.، ولعل في ترصحات بعض قضائها ما يؤكد التناغم بينهم وين مبادئ الأصوليين؛ فعلى سبيل المثال نجد أن القاضية "ساندرا أو كونر" التي رشحها الرئيس "ريجان" لهذا المنصب تعلن على الملأ: أن أمريكا دولة نصرانية، على الرغم من كونها تشغل منصبا رسميا حساسا يجيز لها إعادة تفسير الدستور الذي ينفي هذه المزاعم، ولقد وافقها في ذلك رئيس المحكمة القاضي "وليام رينكوست" مؤكدا أن الجدار الفاصل بين الدين والدولة هو بمثابة استعارة "لغوية" نتجت عن سوء الفهم، ويجب طرحها جانبا. إذ ليس هناك ما يمنع دستوريا من تأثير الدين على الحكومة.
وهذه العاطفة ليست مقصورة على القسس والمتعصبين النصارى، بل تتعدى إلى النخبة المثقفة التي تبكي على خبو وهج الدين من الحياة العامة؛ فالصحفي المشهور "وليام بكلي الثاني" يرفض العلمانية تماما، ويدعو إلى التمسك بالعقيدة النصرانية لحفظ كيان الدولة الأمريكية، أما الصحفي الكبير "جورج ول" فإنه يهاجم "جان جالك روسو "متهما إياه بتخريب الثقافة الغربية، وينتقد الرأسمالية لكونها سببا مباشرا في تغيير البنية الاجتماعية، وبالتالي: إضعاف الدين والأخلاق، ويتمنى يوم أن تحل الكنائس الإنجيلية مكان ناطحات السحاب في مركز المدينة.
انظر المنظمة الاصولية وصناديق الاقتراح/ ياسر قاري البيان / عدد 93 جمادى الأولى 1416 هـ ص78.
[68] ولعل السبب الرئيس في فشل حملة المرشح الرئاسي مايكل دوكاكس سنة 1988م هو غياب "كلمة الرب" من قاموسه السياسي ظنا منه أنها لا تتصل بالانتخابات.
انظر المنظمات الإنجيلية وصناعة السياسة الأمريكية/ ياسر قاري/ البيان عدد 90 صفر 1416 هـ ص 78.
[69] انظر البيان عدد 58 جمادي الآخر 1413 هـ ص 78.
[70] انظر البيان عدد 86 شوال 1415 هـ ص 93.
[71] Speech to Nationals of Evangelical, Orlendo, Florida, Regan Papers, Wachington, 1984, pp363 – 364
بواسطة البيان عدد 46.
[72] انظر البيان عدد 86 شوال 1415 هـ ص 93.
[73] عندما تنتهي فترة رئيس أمريكي في الحكم، فإنه وأنصاره يبحثون عن مشروع يخلد ذكراه ويقدم به نفعا للأمة من بعده، وقد اكتسبت أغلب مشاريع الزعماء السابقين شهرة كبيرة، وخدمت المجتمع، وقد اتخذت في غالبها طابع المؤسسة الثقافية والعلمية مثل: مركز هوفر، ومركز كيندي، ومكتبة ريجان، ومركز روزفلت، وجامعة إيزنهاور.. وأمثالها.
أما كرتر، الرئيس الذي جاء به إلى الرئاسة التوابون! "المولودون من جديد" في المسيحية، فقد أنشأ مع زوجته روزالين مركز كارتر في مدينة أطلنطا، وبدعم من كنيسته، وهذا المركز أظهر للناس اهتمامه بالقضايا الإنسانية والسياسية، والبحث عن السلام في العالم.
ويرى كارتر أن علمه "منصراً" هو عمل أرقى من الرئاسة، وهو الذي يليق به وبقدراته، يعمل ذلك في رواندا، وبورندي، وكينيا، وهاييتي، واليابان وغينيا، وغانا، وزيمبابوي، ويقابل السكان في نيجيريا يقدم لهم النصرانية، وينصبونه زعيماً للقبيلة، ويعطونه الراية، وأرضاً يبنى عليها قصره، ويبني لهم الكنائس، ويوزع الإنجيل والذرة!.
ومما هو جدير بالملاحظة: أن هذا المركز التنصيري استطاع إقناع الحكومة الأمريكية والبنك الدولية ومؤسسات عالمية ومما هو أخرى أن يتم تنفيذ مساعداتهم لإفريقيا عبر ذلك المركز وبالاشتراك معه، بحيث أصبح عدد من المشاريع الدولية يدار من قبل الكنائس مباشرة، تحت أسماء ومؤسسات عالمية، ومما أكسب هذه المشروعات نجاحها أن كارتر يشرف مباشرة على العديد منها، وإلى جانب هذا: فإنه مستمر في مواعظ الأحد في الكنيسة، وسوف تصدر مواعظه مطبوعة في كتاب، كما أنها توزع مسجلة بصوته، ولعل القارئ لا ينسى أنه هو الذي أقام الصلاة في الكنيسة في يوم الأحد الذي سبق توقيع اتفاقية السلام الأولى في واشنطن، وهو صاحب كتاب "دم إبراهيم" الذي كتبه بعد توقيع السادات للصلح، و"دم إبراهيم" يقصد به دم العرب واليهود أبناء إبراهيم كما هو مشهور عندهم في الكنيسة.
انظر كارتر من الرئاسة إلى التنصير/ محمد حامد الأحمري / البيان عدد 101 محرم 1417هـ.
[74] انظر البيان عدد 48 شعبان 1412 هـ.
[75] تشير الإحصاءات إلى أن حوالي 40% من الأمريكيين يحضرون إلى الكنيسة أسبوعيا مقابل 14% و12% في كل من بريطانيا وفرنسا، وأن قرابة 70% يؤمنون بالرب واليوم الآخر والبعث، كذلك: فإن المعاهد الكنسية قد زاد عدد طلابها من 18 ألف في سنة 1954م إلى حوالي مليونين سنة 1980م، وزاد عدد المحطات الإذاعية الدينية من 49 محطة إلى 1400 محطة للفترة نفسها، وقد بلغ الإنفاق الإعلاني للكنيسة 32 مليون دولار، بينما وصلتها تبرعات تجاوزت الستين مليار دولار لسنة 1982م.
انظر –المنظمات الإنجيلية وصناعة السياسة الأمريكية/ ياسر قاري / البيان عدد 90 صفر 1416 هـ ص 78.
[76] انظر يوم الله ص 145.
[77] ومن أهم المجموعات السياسية المؤثرة في العلاقات الخارجية: هي مؤسسة التراث التي أنشأت سنة 1973م للتأثير على الرأي العام والسمح للفكر اليميني بالانتشار والسيطرة على السياسة العامة للدولة، وبفضل دعمها للمرشح الرئاسي سنة 1980م تمكن "36" من أعضائها من تبوؤ مناصب قيادية، واختير رئيسها ديفيد فولينز ليرأس اللجنة الاستشارية لتقويم الدبلوماسية الأمريكية، وتجاوز دعم المنظمة المحيط الأطلسي ليشمل إنجلترا ودول غرب أوروبا، والتعاون مع مئتي مؤسسة ومنظمة ومركز أبحاث ومؤسسات إعلامية لتطوير برنامج عمل دولي لليمين تحت مسمى الاتحاد الديمقراطي العالمي الذي يضم رؤساء أحزاب سياسية محافظة من ثلاثين دولة، ولقد ردت رئيسة وزراء بريطانيا السابقة الجميل للمؤسسة لدعمها لها بأن عينت أحد أعضائها مستشارا سياسيا لحكومتها، وهو الذي وضع البرنامج الانتخابي لحزب المحافظين في الوقت الذي تزود المؤسسة جميع مساعدي أعضاء الكونجرس وحوالي أربعة آلاف صحفي بملخص لجميع الدراسات الصادرة عنها.
انظر- المنظمات الإنجيلية وصناعة السياسة الأمريكية/ ياسر قاري البيان عدد 90 صفر 1416 هـ ص78.
[78] انظر المنظمات الإنجيلية وصناعة السياسة الأمريكية / ياسر قاري /البيان عدد 90 صفر 1416 هـ ص78.
[79] انظر البيان عدد 86 شوال 1415 هـ ص 93.
[80] وتوجد عوامل عدة وراء هذا الصراع العقائدي الذي تشهده الساحة الإفريقية، تتلخص فيما يلي:
1- الاتصالات المتبادلة بين شعوب القارة الإفريقية والشعوب الأخرى.
2- تنازع الدول الاستعمارية في مصالحها داخل القارة الإفريقية.
3- إفلاس الكنيسة أمام الحضارة الغربية.
4- تزايد الوعي الإسلامي لدى مسلمي القارة الإفريقية.
5- انظر البيان عدد 81 جمادى الأولى 1415 هـ ص80.
[81] انظر مؤتمر الشبيبة في بارس / أبو إسلام أحمد عبد الله / البيان عدد 119 رجب 1418هـ.
[82] ومن هذه التوصيات:
1) على الغرب أن يسعى إلى تعاون أوثق واتحاد بين الدول داخل الحضارة الغربية وخاصة بين دول أوربا ودول أمريكا الشمالية.
2) ضرورة السعي لدمج شرق أوربا وأمريكا الجنوبية اللاتينية في المجتمع الغربي، لأن هذه الدول تملك ثقافة قريبة من ثقافة الغرب.
3) السعي للدعوة والحفاظ على علاقات تعاونية أوثق مع روسيا واليابان.
4) منع تطور الصراعات المحلية داخل الحضارة الغربية إلى صراعات كبيرة.
5) الحد من توسع القوة العسكرية للدول الإسلامية والكنفوشوسية.
6) التوسع في تخفيض القوة العسكرية الغربية والحفاظ على التفوق العسكري في شرق وجنوب غرب آسيا.
7) استغلال الاختلافات والصراعات بين الدول الإسلامية والكنفوشوسية.
دعم الجماعات في الحضارات الأخرى التي تتعاطف مع القيم والمصارح الغربية.
9) تقوية المؤسسات الدولية التي تعكس وتمنح الشرعية للمصالح والقيم الغربية للدعوة لمشاركة دول غير غريبة في هذه المؤسسات.
هذه التوصيات على المدى القصير:
أما على المدى الطويل فإن الدول التي تنتمي إلى حضارات غير غريبة سوف تستمر في المحاولة للحصول على الثورة والتقنية والمهارات والأجهزة والأسلحة حتى تكون دولاً حديثة، وسوف تحاول أيضا أن توفق بين التحديث والثقافات والقيم والمحلية، ولهذا فإن قوتها العسكرية والاقتصادية مقارنة بالغرب سوف تزداد، ولذلك على الغرب أن يكيف هذه الحضارات التي سوف تصبح قوتها قريبة من قوة الغرب، ولكن قيمتها ومصالحها تختلف بدرجة كبيرة عن الغرب، وهذا يتطلب من الغرب أن يحافظ على قوته العسكرية والاقتصادية الضرورية لحماية مصالحه، ويتطلب أيضا أن يطور الغرب فهمه العميق للافتراضات الدينية والفلسفية التي تقف عليها تلك الحضارات وينبغي معرفة الطرق التي يرى بها الناس في تلك الحضارات مصالحهم الذاتية.
انظر قراءة نقدية لمفهوم تصادم الحضارات /د- أحمد محمد العيسي البيان عدد 71 رجب 1414 ص 89.
[83] دفعت هاتان الصدمتان الشديدتان "آنتوني هارتلي" رئيس تحرير المجلات الفرنسية إلى تدقيق النظر في أوضاع المسلمين في أوربا وتوجه رسالة تحذيرية للحكومات الغربية صريحة أحيانا، وضمنية أحيانا أخرى، مما سماه بالتوسع والبعث الإسلامي في أوربا والأخطار الناجمة عن وجود الأعداد المتزايدة من المهاجرين المسلمين في الدول الأوربية. وجد "هارتلي" أن عدد المسلمين في بريطانيا يقدر بمليون ونصف، وفي فرنسا من 2.5 – 3 ملايين، وفي ألمانيا هناك ما لا يقل عن 1.9 مليون مسلم، غالبيتهم من الأتراك بالإضافة إلى مائة وثلاثين ألف عربي، ومائة ألف من مسلمي البوسنة. وفي إيطاليا ما يقرب من 1.7 مليون يدخل معظمهم إليها بتأشيرة سياحية ثم يبقون هناك. وفي بلجيكا مائتي ألف مهاجر من تركيا وشمال إفريقية، أما في هولنده فهناك 285 ألف مسلم من المغرب وتركيا وسورينام. وجد "هارتلي" أنه على الرغم من أن غالبية العمالة المسلمة في بريطانيا عمالة غير ماهرة فإن نسبة عالية من هذه العمالة تشغل وظائف مهنية. ووجد "هارتلي" أيضاً أن في فرنسا وحدها ما يقارب من ألف مسجد وزاوية صلاة تقام فيها شعائر الإسلام، وستمائة في بريطانيا يتلقى فيها الأطفال المسلمون تعاليم القرآن وتعتبر مراكز تجمعات للمسلمين. وصلة المسلمين. بوطنهم الأم لم تنقطع، وما يحدث في هذا الوطن من حركات إسلامية وبعث إسلامي يتردد صداه بين هؤلاء المهاجرين إلى العالم الأوربي.
انظر رسالة عدائية ضد المسلمين في أوربا/ د – أحمد إبراهيم خضر / البيان عدد 63 /ص 36.
[84] أزعجت هذه الحقائق "هارتلي" لكن الذي أفزعه هو أن هؤلاء المهاجرين قد نجحوا في إدخال المعتقات والأعراف الإسلامية إلى المجتمعات الصناعية الغربية، وخشي أن تتخلي هذه المجتماعت عن قيمها وأعرافها، وأن تخضع للقيم والمعايير الإسلامية، لهذا فقد نظر إلى: واقعة الفتيات المسلمات الثلاث على أنها سابقة خطيرة تنذر بإمكان حدوث ذلك؛ لهذا وجه "هارتلي" رسالته التحذيرية –المحشوة بالعداء للإسلام والمسلمين- إلى الحكومات الغربية متضمنة ما يلي:
أولا: محاولة إقناع الحكومات الغربية بأن المهاجرين المسلمين قد يتسببون في مشاكل مستقبلية بين الدول الأوربية واستدل في محاولته هذه باحتجاج فرنسا على بون بسبب تشجيع الألمان لهجرة العمالة التركية الزائدة.
ثانيا: محاولة إقناع الحكومات الغربية بأن مطالب المسلمين كثيرةومتعددة ويصعب الوفاء بها وأنها تسير ضد إيقاع وحركة الإنتاج الصناعي الحديث وضد نمط الحياة الغربية.
ثالثا: تحذير الحكومات الغربية من الآثار البعيدة المدى للدورة المتنامي الذي يمكن أن يلعه المسلمون في الحياة السياسية الغربية خاصة بعد حصولهم على جنسيات البلاد الأوربية، وحق التصويت في الانتخابات المحلية والعامة.
رابعا: تحذير الحكومات الغربية من تزايد نفوذ الحكومات الإسلامية عليها استنادا إلى وجود الأقليات الإسلامية فيها، ومن تسرب الحركات الإسلامية إلى أوربا بسبب جو الحرية السائد في الغرب.
خامسا: تنبيه الحكومات الغربية إلى أنها مهما استجابت لمطالب المسلمين فإنها سيظلون منفصلين متميزين غير منسجمين مع المجتمع الأوربي، ولكن يكون ولاؤهم لهذا المجتمع مطلقا.
سادسا: تحذير الحكومات الأوربية من خطورة الرضوخ لمطالب المسلمين، وخاصة ما يتعلق منها بوضع المرأة، واعتبار ذلك تهديدا لقيم المجتمع الغربي وبدرا للتعصب فيه مع التنديد الضمني المتكرر بموقف الوزير الفرنسي من الفتيات المسلمات الثلاث المشار إليهن، واستغلال تلك الواقعة لإظهار صعوبة تعامل هذه الحكومات مع المسلمين الملتزمين بعقيدتهم.
سابعا: تحذير الحكومات الغربية من الدور الذي تلعبه المساجد في أوربا، ومن تنامي هذا الدور وتأثيره على الحياة السياسية في الغرب، ولفت انتباه هذه الحكومات إلى خطورة الخطب الدينية التي تلقي في هذه المساجد، والدعوة إلى ضرورة فرض الرقابة عليها.
انظر رسالة عدائية ضد المسلمين في أوربا/ د – أحمد إبراهيم خضر البيان عدد 63 / ص36.
[85] انظر البيان عدد 58 جمادى الآخرة 1413 هـ ص 92.
[86] يقول أحد المفكرين الفرنسيين ويدعي "فرانسوا بورجا": إن هذه الحركات الإسلامية تسبب لنا الجنون لأنها تؤذينا في الصميم.
لقد أجبرونا على أن ندرك الحقيقة التي تقول: إننا لا نملك احتكار النظام الرمزي، إننا لسنا الوحيدين الذي يمكن أن يتعاملوا مع الأمور الكونية فهل صار ميزان القوى يتغير في هذا المجال؟ نهم –وهل هذا التغير في صالحنا؟ والإجابة طبعا: "لا" ويضيف "فرنسوا بورجا" إلى ذلك قوله لكن إذا كنا نفقد احتكارنا لهذه الأمور فهل يتعين علينا أن نواجه ذلك بالتدخل في العمليات التي تتم في محيطنا ومن حولنا، إننا بذلك نربي عداوات أكثر.
انظر رؤية جديدة للدين الإسلامي للكتاب "روبن رايت" في مجلة "لوس أنجلوس" الصادرة في 6 أبريل 1993م.
بواسطة البيان عدد 68 ربيع الآخر 1414 هـ ص95.
[87] انظر البيان عدد 61 رمضان 1413هـ.
في 9 ، 10 يونيو عام 1994م مؤتمر مشابه، وكان هذه المرة في مدينة اسطنبول التركية، التي كانت عاصمة للخلافة الإسلامية، وشارك في المؤتمر أربعون وزيرا للخارجية والدفاع بالدول الغربية في اجتماعيين منفصلين، ضمن الأول مجلس وزراء حلف الأطلسي، وضم الثاني مجلس تعاون شمال الأطلسي، الذي يضم كافة الدول الأوربية الشرقية، والغربة، وشاركت فيه روسيا أيضا، وكان محور الاجتماع يدور حلو وضع خطة لمواجهة الخطر القادم الذي يمكن أن يواجه العالم بعد انتهاء الحرب الباردة، وتكررت جلسات الاجتماع بين الوزراء أعضاء المؤتمر، ثم كلف أمين عام الحلف "سابقا" ويلي كلاوس" بشكل رسمي بإعداد ورقة عمل للحلف تتضمن كيفية مواجهة المد الإسلامي أو "الأصولية الإسلامية".
وخلص "ويلي كلاوس" "فيما يبدو" إلى أن "الأصولية" هي أكبر خطر يواجه الحضارة الغربية، حتى إنه قال لمجلة "زيتونج" الألمانية الصادرة في 2 فبراير 1994م: "إن الأصولية خطيرة كما كانت الشيوعية، ونرجوكم ألا تقللوا من شأن هذا الخطر" وأضاف: "إن حلف الأطلسي هو أكثر من تحالف عسكري، فقد أخذ على نفسه أن يدافع عن المبادئ الأساسية للحضارة الغربية"! وقال في حديث آخر نشرته مجلة "الإيندبندنت" البريطانية: "إن الخطر الأصولي الإسلامي هو من أهم التحديات التي تواجه الغرب بعد تفكك الاتحاد السوفيتي والكتلة الشرقية" وقال: "من واجبنا أن نتعاون مع الدول التي تواجه ذلك النوع من الصعوبات".
انظر الحروب الصليبية بعد 900 عام هل انتهت/ عبد العزيز كامل انظر البيان عدد 97 رمضان 1416 هـ ص80.
[88] منذ سنوات قليلة خلت، اختار الأوروبيون ذكرى أخرى لا تخلو من الدلالات التاريخية، ليعقدوا فيها. إسبانيا أيضا. مؤتمر مدريد، وكان في ذكرى مرور خمسئة عام على سقوط الأندلس! ومعلوم أن هذا المؤتمر قد دشنت فيه المرحلة الحاسمة لإسقاط المزيد من شقيقات الأندلس.
انظر الحروب الصليبية بعد 900 عام هل انتهت/ عبد العزيز كامل انظر البيان عدد 97 رمضان 1416 هـ ص80.
[89] انظر البعد الديني في السياسة الأمريكية/ تأليف د- يوسف الحسن/ عرض أحمد عبد العزيز أبو عامر/ البيان عدد 43 ربيع الأول 1412 هـ ص111
[90] انظر قراءة نقدية لمفهوم تصادم الحضارات /د- أحمد محمد العيسي البيان عدد 71 رجب 1414 ص 89
[91] انظر قراءة نقدية لمفهوم تصادم الحضارات /د- أحمد محمد العيسي البيان عدد 71 رجب 1414 ص 89
[92] تنتشر الديانات الهندوسية في الهند وغيرها كما تنتشر الديانة البوذية في الهند واليابان والصين وغيرها
انظر دراسات في اليهودية والمسيحية وأديان الهند /د- محمد الأعظمي. وانظر الهنوس والسيخ محمد الشباني. وانظر المسلمون في اليابان- عبد الله اليحي.
[93] المسجد البابري:
لعل رحلة في تاريخ المسجد –الضحية- توضح أهمية المسجد وصراع المسلمين واستماتتهم في الدفاع عنه؛ لأنها لم تكن معركة لمنع هدم حيطان وحجارة المبنى ولكنها محاولة للإبقاء على الوجود الإسلامي في الهند الذي يتهدد يوما بعد يوم من قبل المتعصبين الهندوس:
- 1528 – 1529 بني المسجد على أيدي مير باقي من سلالة البابري. لم يأت ذكر لمولد "إله" في موقع المسجد في أي من المراجع أو الوثائق حتى العام 1875م حيث بدأت فتنة الإنكليز الجديدة في الهند.
- 1934م هاجم الهندوس المسجد وهدموا إحدى قبابه ومدخله الرئيس.
- 1949م أدخل الهندوس أصناما "للإله رام" وأعلنوا استعادة المكان من المسلمين وبدؤوا يشاركونهم في استخدام المسجد.
- 1991م صادرت الحكومة الهندية 2077 هكتار من الوقف المحيط بالمسجد "7 من أكتوبر".
- 1991"25 من أكتوبر" أصدرت المحكمة قرارا بعدم البناء على الأرض المتنازع عليها والمحيطة بالمسجد.
- 1992م "19 من مايو" البدء بحفريات حول المسجد كأساس لبناء حائط المعبد.
- 1992م "13 من يونيو" قرار المحكمة بوقف الحفريات.
أما اللحظات الأخيرة من عمر المسجد فهي كالتالي:
- 1992م "23 من يوليو" توصل إلى اتفاق مع رجل الدين الهندوس "لحل المشكلة سلمياً".
- 1992م "23 من نوفمبر" وصول 15000 جندي لحماية المسجد.
- 1992م "2 ديسمبر" 100000 من المتطرفين يحشدون جهودهم في أيوديا.
- 1992م "3من ديسمبر" وصول "القطط السوداء" –وهم نواة الجيش الهندي- لحماية المسجد.
- 1992م "6 من ديسمبر" تدمير المسجد تدميرا كاملا. -1992م "6من ديسمبر" الوعد بإعادة بناء المسجد.
- 1992م "12 من ديسمبر" مشروع حكومي يقترح بناء المسجد، ومعبد في نفس المكان!.
- 1993م "مارس وأبريل": بناء المعبد الهندوسي وإغلاق ملف المسجد.
انظر البيان عدد 63 ذو القعدة 1413 هـ ص 58
[94] انظر الصراع الحضاري في كشمير/ أحمد موفق زيدان/ البيان عدد 43 ربيع الأول 1412 الأول هـ ص 89
إن طبيعة انتهاك حقوق الإنسان ضد "مسلمي الروهنجا" الأقلية لا يوجد له مثيل في العالم، وباعتبار السلطة في بورما تعتنق ديانة أخرى مختلفة عن ديانة "الروهنجا" وبدافع سياسي محسوب جيداً: فإنهم يعرضون "الروهنجا" لصنوف من التعذيب غير الإنساني، دعنا نلخص انتهاكات حقوق الإنسان بواسطة النظام البورمي من كافة النواحي:
1- حق الحياة: ليس هناك أمان لحياة "الروهنجا" المسلمين في "أركان"؛ حيث يقتل المواطن "الروهنجا" في أي وقت، وبشكل اعتباطي إما بواسطة العسكريين البورميين، أو المليشيات، أو عملاء آخرين منفذين للقانون دون محاكمته، يقتل المئات من المسلمين كل عام دون اللجوء للقانون.
2- حقوق الملكية: الأراضي، وسدود الروبيان، والماشية، والمشآت التجارية المملوكة للمسلمين صودرت بصورة غير قانونية، وتم اقتلاع جذور مستوطنات المسلمين، وإنشاء قرى جديدة للبوذيين من قبل النظام الحاكم.
3- حقوق حماية الشرف: ليس هناك أمن لحماية شرف المسلمين في "أراكان"، ولا يهم مدى مكانة ووضع المسلم وتأثير تعليمه وشخصيته وتدينه... إلخ، فإن شرفه وكرامته تحت رحمة السلطات البورمية، حيث يضرب الأفراد بأساليب وحشية، وينقلون في جماعات إلى مواقع عمل السخرة، وتحرق لحي علماء الدين وتنهك أعراضهم.
4- حقوق الخصوصية: في أي وقت. سواء في وضح النهار، أو في ساعات الليل. تداهم القوات البورمية مساكن المسلمين بنوايا سيئة، من سرقة، وعدم مراعاة لشرف وحرمات النساء، واقتياد أصحاب المنزل للاستجواب.
5- حقوق حماية الحريات الشخصية: يتعرض الآلاف من "الروهنجا" للاعتقال الاعتباطي كل عام بدون إبداء أي سبب أو تهم رسمية، وهناك أشخاص تم اعتقالهم منذ عشرات السنوات مضت دون محاكمات، وما زالوا في السجون حتى الآن.
6- حق الاحتجاج ضد الظلم: لا توجد محكمة يمكن لشخص ما الاحتجاج أمامها ضد الظلم وانتهاك العدالة، وإن عملاء تنفيذ القانون موجهون بصفة خاصة لممارسة التفرقة العنصرية وظلم المسلمين، إن المسلم المظلوم عندما يقدم شكوى في مخفر الشرطة يتعرض هناك للضرب المبرح لتجرئه على اتخاذ مثل هذه الخطوة، وقد تسند إليه أي تهمة زورا وبهتانا.
7- حق حرية التعبير: يمنع مسلمو "الروهنجا" في "أركان" تماما من التجمع أو التعبير عن رأيهم، كما لا يسمح لهم بالنشر، ولا يمكنهم التعبير عن أوضاعهم لوسائل الأخبار العالمية، فضلاً عن أنها ممنوعة تماماً من دخول "أراكان".
8- حق ممارسة الدين: يحرم "الروهنجا" المسلمون من ممارسة أبسط واجبات دينهم؛ حيث يمنعون أداء فريضة الحج، ويحظر عليهم ذبح الأضاحي، كما يحظر إلقاء المواعظ الدينية، كما أن العاملين بالحكومة يكرهون على الانحناء لعلم الدولة، وهو ما يناقض الدين، وإذا لم يذعن أحد منهم لهذا الإجراء: يفصل من العمل فوراً.
9- الحقوق أمام العدالة: جرائم مثل الاغتيال والسرقة ترتكب بكل حرية في حق المسلمين دون مثول مرتكبيها أمام القضاء، وسياسية النظام الرسمية تنص بعدم منح "الروهنجا" الحقوق أمام القضاء.
10- حق توفير الضروريات الأساسية للعيش: يحرم مسلمو الروهنجا بـ "أراكان" عمدا من توفير الضروريات الاساسية من أجل الحياة، مثل: الغذاء، واللباس، والرعاية الصحية، والتعليم.. الخ، حيث يتعرضون لتفرقة عنصرية خطيرة.
انظر صور انتهاكات حقوق الإنسان في بورما/ الأستاذ محمد علي/ البيان عدد 93 جمادي الأولى 1416 ص66
[95] التايمز 14/4/1990م.
[96] انظر البيان عدد 63 ذو القعدة 1413 هـ ص 85.
[97] انظر البيان عدد 63 ذو القعدة 1413 هـ ص 85.
[98] انظر دراسات في اليهودية والمسيحية وأديان الهند الكبرى 575 – 582 وانظر فيما يتعلق بما تتعرض له الأقليات الإسلامية في عدد من دول العالم كتاب /مقومات السلم وقضايا العصر بين النظرية والتطبيق /د علي بن عبد الرحمن الطيار.