اسلام ويب
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

من فقه الدعاء يقول سيدنا عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -: "أنا لا أحمل همَّ الإجابة، وإنما أحمل همَّّ الدعاء، فإذا أُلهمت الدعاء كانت الإجابة معه". وهذا فهم عميق أصيل ، فليس كل دعاء مجابًا، فمن الناس من يدعو على الآخرين طالبًا إنزال الأذى بهم ؛ لأنهم ينافسونه في تجارة ، أو لأن رزقهم أوسع منه ، وكل دعاء من هذا القبيل ، مردود على صاحبه لأنه باطل وعدوان على الآخرين. والدعاء مخ العبادة ، وقمة الإيمان ، وسرّ المناجاة بين العبد وربه ، والدعاء سهم من سهام الله ، ودعاء السحر سهام القدر، فإذا انطلق من قلوب ناظرة إلى ربها ، راغبة فيما عنده ، لم يكن لها دون عرش الله مكان. جلس عمر بن الخطاب يومًا على كومة من الرمل ، بعد أن أجهده السعي والطواف على الرعية ، والنظر في مصالح المسلمين ، ثم اتجه إلى الله وقال: "اللهم قد كبرت سني ، ووهنت قوتي ، وفشت رعيتي ، فاقبضني إليك غير مضيع ولا مفتون ، واكتب لي الشهادة في سبيلك ، والموت في بلد رسولك". انظر إلى هذا الدعاء ، أي طلب من الدنيا طلبه عمر، وأي شهوة من شهوات الدنيا في هذا الدعاء ، إنها الهمم العالية ، والنفوس الكبيرة ، لا تتعلق أبدًا بشيء من عرض هذه الحياة ، وصعد هذا الدعاء من قلب رجل يسوس الشرق والغرب ، ويخطب وده الجميع ، حتى قال فيه القائل: يا من رأى عمرًا تكسوه بردته ** والزيت أدم له والكوخ مأواه يهتز كسرى على كرسيه فرقًا ** من بأسه وملوك الروم تخشاه ماذا يرجو عمر من الله في دعائه ؟ إنه يشكو إليه ضعف قوته ، وثقل الواجبات والأعباء ، ويدعو ربه أن يحفظه من الفتن ، والتقصير في حق الأمة ، ثم يتطلع إلى منزلة الشهادة في سبيله ، والموت في بلد رسوله ، فما أجمل هذه الغاية ، وما أعظم هذه العاطفة التي تمتلئ حبًا وحنينًا إلى رسول الله - صل الله عليهلم -: (أن يكون مثواه بجواره). يقول معاذ بن جبل - رضي الله عنه -: "يا بن آدم أنت محتاج إلى نصيبك من الدنيا ، وأنت إلى نصيبك من الآخرة أحوج ، فإن بدأت بنصيبك من الآخرة ، مرّ بنصيبك من الدنيا فانتظمها انتظامًا ، وإن بدأت بنصيبك من الدنيا ، فائت نصيبك من الآخرة ، وأنت من الدنيا على خطر). وروى الترمذي بسنده عن النبي - صل الله عليهلم -: أنه قال: ((من أصبح والآخرة أكبر همه جمع الله له شمله ، وجعل غناه في قلبه ، وأتته الدنيا وهي راغمة ، ومن أصبح والدنيا أكبر همه فرَّق الله عليه ضيعته ، وجعل فقره بين عينيه ولم يأته من الدنيا إلا ما كُتب له)). وأخيرًا .. أرأيت كيف أُلهم عمر الدعاء وكانت الإجابة معه ، وصدق الله العظيم إذ يقول: (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ) (186)" (البقرة:186).


 

  في مناطق الكوارث والنكبات فتش عن المنصرين!!

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة


avatar


نقــاط : 99250
 في مناطق الكوارث والنكبات فتش عن المنصرين!! Oooo14
 في مناطق الكوارث والنكبات فتش عن المنصرين!! User_o10

 في مناطق الكوارث والنكبات فتش عن المنصرين!! Empty
مُساهمةموضوع: في مناطق الكوارث والنكبات فتش عن المنصرين!!    في مناطق الكوارث والنكبات فتش عن المنصرين!! Emptyالأربعاء 15 مايو 2013 - 12:01

• أكثر من مئة منظمة تنصيرية دخلت العراق عقب الاجتياح الأمريكي، والمنصِّرون يعتبرون العراق بوابة الحملة الصليبية الشاملة إلى الجزيرة العربية والعالم الإسلامي.
• يحرص المنصِّرون على استغلال الكوارث والأزمات وآلام الشعوب، والعمل وسط المنكوبين واستغلال معاناتهم.
• سارعت منظمات التنصير إلى المناطق المنكوبة في أندونيسيا وسيريلانكا والهند وتايلاند عقب زلزال (تسونامي)، تحت غطاء تقديم المساعدات الإنسانية للمتضررين، وبدأت في نشر أفكارها التنصيرية، خاصةً بين الأطفال والأرامل.
• 100 ألف طفل يتيم فقدوا آباءهم في إقليمَي (أتشيه) و(سومطرة) نتيجة الزلزال، وقد قامت المنظمات التنصيرية بترحيل عدد كبير منهم لتنصيرهم خارج أندونيسيا.
• أعلنت منظمة (كاريتاس) العالمية الكاثوليكية أنها تستهدف 125 ألف مسلم في (دارفور).
• منصِّر يقول: "مليون شخص في (دارفور) معرَّضون للموت، وهذا العدد الضخم يعتبر صيداً سهلاً لمنظمات التنصير".
• بعد سقوط (طالبان) واحتلال أمريكا للأراضي الأفغانية؛ أصبحت أفغانستان مرتعاً لجماعات التنصير، التي دخلت تحت ستار المنظمات الإنسانية.
• إرسال 70 فرقة تنصيرية أمريكية إلى جنوب أفريقيا، مؤهلين ومدربين على العمل في أحلك الظروف، وفي قلب الغابات والحروب والأمراض.
* * *
حملات التنصير ليست وليدة اليوم، ولكنها بدأت منذ قرون طويلة خاصةً في فترات الاحتلال؛ حيث استغلت منظمات التنصير المشبوهة حالة الفقر والجهل التي كانت تعيش فيها الدول المستعمرة لنشر أفكارها التنصيرية، تحت غطاء من الحماية التي توفرها لهم قوات الاستعمار، وكانت عمليات التنصير في ذلك الوقت علنية، وبعد تحرر الشعوب العربية والإفريقية والإسلامية الأخرى بدأت عمليات التنصير تتستر تحت غطاء السرية.

ولتحقيق أهدافهم في حرب الاسلام، وتنصير المسلمين وغير المسلمين، يلجأ المنصِّرون إلى كل الوسائل المتاحة لنشر سمومهم، فيبنون المدارس والمستشفيات والملاجئ، ويستغلون معاناة الشعوب الفقيرة وأمراضهم، ويقدمون التنصير ثمناً للغذاء والدواء والكساء والتعليم، ويصدِّرون الصحف، وينشؤون المحطات الإذاعية والتلفزيونية، ويستغلُّون الشبكة الدولية للمعلومات (الإنترنت)، التي تعد من أوسع شبكات الاتصال انتشاراً وتداولاً بين سكان العالم.

ففي الوقت الحالي - وبعد أن فرضت الولايات المتحدة سيطرتها، وأخضعت العالم تحت سطوتها، وفرضت الاحتلال المباشر في أفغانستان والعراق، والاحتلال غير المباشر في دول عربية أخرى - نشطت حركات التنصير بصورة مخيفة؛ بل وبدأت تخلع نقاب السرية، وتنشر أفكارها علناً، وتوزِّع المنشورات والمطبوعات التنصيرية مع وجبة طعام وشربة ماء للجوعي والمتضررين في الحروب والكوارث في العالم، خاصةً في الدول الواقعة تحت سيطرة الاحتلال، والدول المنكوبة من الكوارث الإنسانية.

تنصير المنكوبين:
ويحرص المنصِّرون - دائماً - على استغلال الكوارث والأزمات، والعمل وسط المنكوبين، واستغلال معاناتهم لنشر سمومهم، فأينما وجدت المعاناة والحروب والكوارث الإنسانية؛ تجد جماعات التنصير، والأمثلة على ذلك كثيرة مما حدث ويحدث اليوم في مناطق الكوارث والأزمات، وخاصة زلزال آسيا الأخير، وأزمة العراق.

ففور وقوع زلزال آسيا المدمر وطوفان (تسونامي) الرهيب، الذي أسفر عن مصرع أكثر من 300 ألف شخص في أندونيسيا وسيريلانكا والهند وتايلاند، سارعت منظمات وجماعات التبشير - خاصةً الأمريكية - إلى المناطق المنكوبة، تحت غطاء تقديم المساعدات الإنسانية للمتضررين، وبدأت في نشر أفكارها التكفيرية، خاصةً بين الأطفال والأرامل.

وقد أسفرت الكارثة في أندونيسيا وحدها عن 100 ألف طفل يتيم، فقدوا آباءهم في إقليمَي (أتشيه) و(سومطرة) الشمالية، وهذا ما دفع العديد من المنظمات التنصيرية إلى ترحيل عدد كبير من هؤلاء الأطفال خارج أندونيسيا لتنصيرهم, وسط غضب شعبي عارم، وتهديد من قِبَل حركات إسلامية بالانتقام.

فقد كشفت صحيفة "واشنطن بوست" في نهاية العام قبل الماضي - في وقت وقوع الكارثة - أن جماعة تنصيرية أمريكية تدعي (وورلد هيلب) قامت بنقل 300 طفل يتيم ممن فقدوا آباءهم في الطوفان إلى ملجأ للأيتام، بهدف زرع الأفكار التنصيرية في قلوبهم في هذه المرحلة السنِّية شديدة الخطر.
كما قام القس (فرانكلين جراهام) - زعيم إحدى المنظمات التنصيرية الأمريكية التي تحمل اسمه - بزيارة إلى آسيا؛ لاستغلال هذه الكارثة في أعمال التنصير.
وبدأت العديد من منظمات التنصير الأمريكية حملةً لجمع التبرعات؛ لتنصير الذين شرَّدتهم المأساة الإنسانية الناجمة عن كارثة (تسونامي).
كما نجحت منظمة (جامعة الحرية) التنصيرية - برئاسة القس الأمريكي المتطرف (جيري فالويل) - في جمع تبرعات تصل إلى مئات الآلاف من الدولارات؛ لاستغلال مأساة (تسونامي) في التنصير؛ حيث جرت عمليات التنصير هناك على قدم وساق.

العراق وحملات التنصير:
ولأن العراق من الدول التي تعرَّضت - ومازالت تتعرض - لكوارث إنسانية نتيجة الحرب الأمريكية السافرة عليها، استغل المنصِّرون هذه الفرصة، وما إن بدأت الحرب حتى حشدوا جيوشهم على بوابة العراق الغربية (الأردن)، في انتظار الدخول مع طلائع الجيوش الأمريكية؛ لنشر رسالة الخلاص في مدنه التي أعياها الفقر، وأحيائه التي أنهكها المرض، وبين أطفاله الذين لم يعرفوا سوى الحرمان رفيقاً!

وقد أعلن البيت الأبيض - كما ذكرت مجلة "نيوزويك" الأمريكية في مارس 2003م - أنه لن يمنع ما أسماه (الجمعيات الخيرية المسيحية) من ممارسة مهامِّها التنصيرية داخل العراق.

وكانت منظمتان تنصيريتان أمريكيتان - هما (المؤتمر المعمداني الجنوبي)؛ أكبر التجمعات البروتستانتية في الولايات المتحدة، و(فرانكلين جراهام ساماريتانس بيرس) - قد أعلنتا أواخر شهر مارس 2003م أنهما تعدَّان فرق عمل؛ لدخول العراق، ونشر الديانة المسيحية بين مواطنيه بعد انتهاء الحرب.

فجماعات التنصير الأمريكية وجدت في العراق المحتلّ أرضاً خصبةً لنشر أفكار التنصير، تحت رعاية وحماية ودعم ومساندة قوات الاحتلال الأمريكي؛ بل وبمشاركة المقاتلات الأمريكية نفسها!! التي قامت بإلقاء المنشورات والكتب الدينية على الشعب العراقي في مناطق مختلفة.

وتركِّز جماعات التنصير جهودها لنشر أفكارها بين أكراد الشمال، وتركمان الموصل وكركوك، والسُّنة في تكريت، والشيعة في كربلاء والنجف، وتستخدم هذه الجماعات المساعدات الإنسانية والمعونات الطبية والخدميَّة من أجل التسلل إلى العراقيين؛ لإقناعهم بالأفكار التنصيرية، مع توزيع المواد والقصص التنصيرية، وافتتاح محطات الإذاعة والتليفزيون التي تساعدهم في تحقيق هدفهم، مثل إذاعة "صوت المحبة".

ويمثل العراق أهمية إنجيلية بالغة في الخطاب الصليبي، وهو ما أكَّد عليه (بيلي جراهام) كبير مسؤولي التيار المسيحي الصهيوني في أمريكا، والصديق الحميم للرئيس (جورج بوش) الابن، في البيان الذي أصدره قبل أن تبدأ حرب تحرير الكويت، والذي جاء فيه:
"إذا كان هناك دولة يمكن أن نقول عنها إنها جزء من الأراضي المقدسة؛ فهي العراق!.. لذلك يجب أن نضاعف صلواتنا، فالتاريخ أكمل دورته، ونحن نعود مرة أخرى إلى هذه الأرض"!!
وعقب سقوط العراق تحت الاحتلال الأمريكي قال: "إننا الآن في العراق لتنصير العراقيين، ولا أتخيل أن يأتي علينا يوم نتوقف فيه عن التبشير، ونتمني أن نذهب إلى كل بلدة في العالم لمنحها الخلاص"!!

فالتحالف (المسيحي - الصهيوني) الذي يمثله (جراهام) يضم 20 مليون أمريكي، منهم الرئيس الحالي (بوش)، الذي يؤمن بعودة المسيح، وظهور ما يسمى بـ(العصر الألفي السعيد)، القائم على حتمية عودة المسيح، والدورة الكاملة للتاريخ، التي تبدأ بعودة اليهود إلى الأراضي المقدسة في القدس ثم العراق؛ لأن منفى اليهود الذي عادوا منه كان بابل، وعودة اليهود للقدس والسيطرة على بابل من علامات نهاية العالم!!!

ويعتبر المنصِّرون العراق بوابة الحملة الصليبية الشاملة إلى الجزيرة العربية والعالم الإسلامي؛ حيث قلب العالم الإسلامي النابض، والهدف: تنصير المسلمين في كل أنحاء العالم، وهو ما نصَّ عليه بيان (بابا الفاتيكان) في (المجمع المسكوني)؛ حيث دعا لاستقبال الألفية الثالثة بلا إسلام، وقد استوحى نائب الرئيس الأمريكي من هذا النصّ عبارةً قالها في حفل الأكاديمية البحرية الأمريكية بولاية (ميرلاند)، جاء فيها: "ثلاثة تيارات هي التي واجهتنا في هذا القرن: الشيوعية، والنازية، والأصولية الإسلامية، وقد سقطت الشيوعية والنازية، ولم يتبقَّ سوى الأصولية الإسلامية".

وعلى هذا الأساس يطمح المنصِّرون إلى الوصول لكل بقاع الأرض، وخصوصاً تلك الأراضي التي تعتبر قلاعاً للإسلام، بهدف "السعي لإنشاء جماعات مسيحية في كل مكان، تكون بمثابة علامة الله في العالم، وتنمو حتى تصبح كنائس" حسب تعبير (بابا الفاتيكان)، الذي احتجَّ بشدة على منع المملكة العربية السعودية إقامة كنائس على أرضها، في كتابه الموسوم "الجغرافيا السياسية للفاتيكان"، الصادر عام 1992م.

أنظارهم على العالم الإسلامي:
وقد بدأت المنظمات التنصيرية توجِّه أنظارها تجاه العالم الإسلامي، عندما نادى بذلك زعيم الاستراتيجية التبشيرية (روبرت ونتر) عام 1974م، قائلاً: "إن الواجب هو وعظ الشعوب التي لم يصل إليها نداء المسيح من قبل، عوضاً عن المناطق التي وصل إليها المد المسيحي".
تلك الاستراتيجية انتشرت في المنظمات التبشيرية وفي دعاة التنصير، خصوصاً عندما رأوا النصَّ في "إنجيل متَّى" حرفيّاً، فتصوروا أن بداية النهاية المنتظرة ستبدأ عندما تتحول كل الأمم إلى المسيحية!! وقد أوضح هذا المعنى أكثر المنصر الأرجنتيني (لويس بوش)، عندما أشار إلى أن 97% من سكان العالم - الذين لم تصل إليهم الدعوة المسيحية - يعيشون في المنطقة الواقعة بين خطَّيْ عرض 10 و40، وقال: "إن هذه الشريحة تعيش في فقر مدقع"، وناشد على أثر ذلك المسيحيين "أن يتسلحوا بإيمانهم بالرَّب، ويحاربوا بأسلحتهم الإيمانية؛ لأن الإسلام ينتشر بقوة من منطقته الواقعة بين خطَّيْ عرض 10 و40 إلى كل بقاع الأرض".

لذلك يعتبر المنصِّرون ومنظماتهم أن الحرب على العراق فرصة لن تتكرر لتحقيق نبوءات "الإنجيل" المزعومة باكتمال دورة التاريخ، وهو ما عبَّر عنه (ريتش هايني) زعيم إحدى المنظمات التنصيرية؛ حين قال: "لم تحظَ الحركة التبشيرية الإنجيلية بفرصة جيدة مثل العراق منذ أكثر من عقد من الزمان، بسبب القصف المستمر من قوات التحالف؛ فقد أصبح كثير من المسلمين في شكٍّ من ربهم، حتى يمكن أن نقول إن هذه الحرب نعمة للمبشرين"!!

وكما أن الحرب على العراق لم تكن وليدة اللحظة والتوِّ؛ فإن الحرب الصليبية لم تكن كذلك، فالمنظمات التنصيرية وزعماء التنصير يدركون هذه الحقيقة، وتحت ستارها دخلوا ويدخلون العراق لتقديم المساعدات الإنسانية والإغاثية؛ لتحقيق الأهداف الدينية، فالمنصِّرون يعلنون أنهم يريدون إنقاذ الأرواح، وفي هذا كتب (ديفيد ريني) من ولاية (أوهايو): "إن الدعاة النصارى في الولايات المتحدة أعلنوا حرباً لتخليص الأرواح في العراق"!!

مئة منظمة تنصيرية:
وقد أفادت تقارير صحفية منذ زمن يسير أن أكثر من مئة منظمة تنصيرية دخلت العراق، وأكبر هذه المنظمات: (هيئة الإرساليات الدولية)؛ الذراع التبشيرية للمعمِّدين الجنوبيين، الذين يعدُّون أكبر طائفة (بروتستانتية) في أمريكا، و(مجلس الشرق الأوسط وشمال أفريقيا)، ومجموعة من المعمِّدين الجنوبيين من ولاية (نورث كارولينا)، و(هيئة المعونة الأمريكية)، ومنظمة (كريستيان شاريتي ورلد نيشون إنترناشونال)، و(منظمة المجتمع الدولي للإنجيل)، و(منظمة تعليم أمة كاملة) التي تعرف اختصاراً (داون)، و(منظمة سامرتيان بيرس)، و(منظمة المنصِّرين البروتستانت).

وتدخل هذه المنظمات إلى العراق تحت اسم منظمات إغاثة إنسانية، والمسؤولون الأمريكان يعترفون بوجود المنصِّرين، ويؤكدون أنهم يقدِّمون العون للناس لا لينصِّروهم، والعراقيون يفرحون بتلك المعونات، ومن أهم وسائل هذه المنظمات:

1- المعونات الغذائية:
وتعتبر من أهم الذرائع التي دخلت بها المنظمات التنصيرية إلى العراق، فبسبب الحرب عانى العراقيون شُحّاً في الإمدادات الغذائية، وأدخلت المنظمات التنصيرية آلاف الأطنان من المواد الغذائية معها، ووُزعت على الفقراء ومعها "الأناجيل" وكُتب الدعوة إلى المسيحية، وبهذا الخصوص يقول المنصِّر (جيم ووكر)؛ أحد كبار المنصِّرين العاملين في العراق، والذي حمل معه معونات غذائية جرى شحنها في 45 ألف صندوق: "لقد قابلتُ أطفالاً يموتون جوعاً، لكنَّ احتياجهم الأول لم يكن للطعام، وإنما كان لمعرفة حب المسيح".

2- العلاج والدواء:
فمن أشد المصائب التي حلَّت بالشعب العراقي: انتشار الأوبئة والأمراض الخبيثة والمستعصية، بسبب استخدام الأسلحة المحرمة دولياً في الحرب على العراق، واستخدام الأراضي العراقية كحقل للتجارب.
ومع وجود شحٍّ في الدواء وفي الكفاءات الطبية بسبب الحصار، أصبح أهم حاجة ومطلب لعشرات آلاف من العراقيين - بعد الغذاء - هو الدواء، وخصوصاً للأمراض المستعصية؛ مثل (اللوكيميا)، والسرطان، والتهاب الكبد الفيروسي، وغيرها من الأمراض التي ترتفع أثمان أدويتها، ويتعذَّر على السواد الأعظم من المصابين بها تغطية تكاليفها، وكذلك العمليات الجراحية المعقَّدة، ومعظمها غير متيسِّر داخل العراق؛ بسبب نقص المعدات، وتخلف الكفاءات الطبية عن مواكبة التطور التكنولوجي. من هنا؛ تعمد المنظمات التنصيرية إلى سدِّ حاجة هؤلاء الفقراء من الدواء المجاني، والتكفُّل بإجراء العمليات الجراحية، وتسفير المحتاجين إلى الخارج.

3- الاتصال بالمثقفين والمؤسسات الثقافية:
فلم ينسَ المنصِّرون - وهم يقدمون الغذاء والدواء للعامَّة - أن يتواصلوا مع المثقفين ومؤسساتهم في العراق، بهدف إنشاء جيل من المثقفين متأثر بالثقافة والدعوة التنصيرية، فقد قدموا ملايين الدولارات لبناء المدارس وتأسيس الجمعيات والمؤسسات الثقافية.
وبهذه الوسائل وغيرها استطاع المنصِّرون في عام واحد أن يوزعوا مليون نسخة من "الإنجيل" باللغة العربية، وشرائط فيديو تجسد ميلاد المسيح وحياته، وتعليقات تدعو المسلمين للانخراط في النصرانية، ومليون كراسة دعائية إنجيلية، وقالت نشرة لـ(هيئة الإرساليات الدولية): "إن العراقيين فهموا أن الذي يمنحهم المواد الغذائية مسيحيون أمريكيون، وأن عمال الإغاثة يوزعون نسخاً من "إنجيل العهد الجديد" إلى جانب المواد الغذائية"!!
وعلى الرغم من انشغال العراقيين بمصابهم الجلل، وترميم بيتهم الداخلي، وانقسامهم على أنفسهم في مواجهة الوضع الراهن المستحدث فكرياً وحزبياً وسياسياً، ثم اختلافهم في كيفية مقاومة الاحتلال والتعامل معه، لم تغفل عيون طائفة منهم عن رصد تحركات المنصِّرين ومنظماتهم؛ حيث استهدفت المقاومة الإسلامية هناك العديد منهم، وقتلتهم؛ فقد قُتل منصِّر أمريكي، وأصيب ثلاثة آخرون، في هجوم استهدف سيارتهم على الطريق السريع بين بغداد وبابل، في فبراير 2004م، وأعلن الجيش الأمريكي عن مقتل أربعة منصِّرين في مارس 2004م في مدينة الموصل شمال العراق، كما قتل ألمانيان آخران بالقرب من كربلاء، وفي مارس 2004م - أيضاً - قُتل اثنان من المنصرين الأمريكان جنوب العاصمة بغداد، ومجموع هذه الحوادث يشير إلى أن هناك نوعاً من الوعي من قِبَل العراقيين بما يراد بهم.

ويبقى التحدي الأكبر قائماً: هل سيتحوَّل العراق إلى أكبر قاعدة لانطلاق المنصرين نحو قلب العالم الإسلامي؟
إن المسؤولية تقع على عاتق كل المسلمين والخيِّرين من أفراد وحكام وعلماء ومثقفين، وما قدَّمته المنظمات الإغاثية الإسلامية والعربية للعراق يقف متضائلاً أمام ما قدَّمته المنظمات التنصيرية، وأمام الواجب الذي تمليه على الجميع الأخوَّة في الدين والوطن.

المنصِّرون وأزمة (دارفور):
ولننتقل إلى منطقة أخرى من مناطق الكوارث والأزمات بعد دول زلزال آسيا والعراق، وهذه المنطقة هي أقليم (دارفور) بالسودان، فقد تسللت منظمات التنصير إلى الإقليم، تحت غطاء طلقات الرصاص وأعمال العنف المتبادل بين متمردي الإقليم والقوات الحكومية السودانية، وبدأت تركيز جهودها، خاصةً في مخيمات اللاجئين الذين شردتهم الحرب، حتي إن عدد منظمات التنصير في الإقليم وصلت إلى نحو 30 منظمة، تعمل تحت ستار المنظمات الإنسانية.
وقد أعلنت منظمة (كاريتاس) العالمية الكاثوليكية صراحةً أنها تستهدف 125 ألف مسلم في (دارفور)، وهو الإقليم الذي لا توجد به كنيسة واحدة، ونسبة المسلمين فيه 100%.
وزعم (دونكان ماكلارين) - أمين عام المنظمة - أن هناك مليون شخص في (دارفور) معرَّضون للموت، وفي حاجة إلى الحماية، وهذا العدد الضخم يعتبر صيداً سهلاً لمنظمات التنصير.
واعترفت (هيئة المعونة النرويجية الكنسية) بأنها ترعى أكثر من 45 ألف لاجئ من (دارفور)، في ثلاثة معسكرات في تشاد، وبالطبع يخضعون لسيل من الأفكار التنصيرية.

التنصير في أفغانستان:
وفي أفغانستان - وهي الدولة التي اكتوت بنار الحروب والكوارث - لم يخطر ببال أكثر قادة التنصير من قبل أن يأتي اليوم الذي تطأ فيه منظمات التنصير الأراضي الأفغانية، خاصةً أنه إبَّان حكم حركة (طالبان) كانت أفغانستان تمثِّل بالنسبة للمنصِّرين عرين الأسد، الذي يستحيل الاقتراب منه، ولكن بعد سقوط الحركة، واحتلال أمريكا للأراضي الأفغانية؛ أصبحت تلك الأراضي مرتعاً لجماعات التنصير، التي دخلت - كالعادة - تحت ستار المنظمات الإنسانية، التي جاءت لتقديم الطعام والدواء للشعب الأفغاني، ولكن بعد أن تدسَّ السمَّ في العسل.

وفي الصومال – أيضاً - نجد أن الحرب الأهلية الطاحنة التي أنهكت الشعب الصومالي، وشرَّدت مئات الآلاف من المواطنين داخل وخارج الحدود الصومالية، قد دفعت جماعات التنصير للذهاب إلى هناك - خاصةً داخل مخيمات الإيواء - لنشر أفكارهم.

ومنظمات التنصير لديها القدرة علي تلوين جلدها من أجل التعامل مع كل شعب حسب طبيعته، وهدفها النهائي هو التسلل إلى أبناء هذا الشعب؛ من أجل إقناعه بالأفكار التنصيرية، حتى وإن كان ذلك من خلال استغلال حاجة وعوز ومعاناة هذه الشعوب.

وفي مطلع عام 2000م أعلنت الخارجية الأمريكية عن إرسالها لـ70 فرقة تنصيرية إلى جنوب أفريقيا، مؤهلين ومدربين على العمل في أحلك الظروف، في قلب الغابات والحروب والأمراض! وبجانب المنصِّرين المحترفين؛ تضم الفرقة الواحدة الأطباء، والممرضات، والمهندسين، والفلاسفة، والعلماء، وهذه الفرق هي طليعة أكثر من 3.5 مليون منصِّر، أعلنوا استعدادهم للذهاب إلى أيِّ مكان على الأرض للدعوة لدين المسيح، ومعظمهم يعمل الآن في مؤسسات ومعاهد أوربية وأمريكية تخدم المنصِّرين العاملين خارج أوطانهم.

التنصير في الجزائر:
وفي الجزائر: نجد أن دائرة العنف والدم التي دخلت فيها الجزائر في السنوات الأخيرة كانت منفذاً لجماعات التتصير لاقتحام الأراضي الجزائرية، فقد استغلت جماعات التنصير حالة الفوضى والفقر التي أصابت البلاد، ونشرت مبشِّريها في أنحاء الجزائر، خاصةً في منطقة القبائل، وتؤكد مصادر جزائرية أن عمليات التنصير اتَّسع نطاقها في المرحلة الأخيرة، وأخذت تتَّسع إلى ولايات أخرى، مثل (عنَّابة) و(قسنطينة)، واعترفت السلطات الجزائرية بتصاعد نشاط هذه الجماعات في المرحلة الأخيرة، مستغلةً الفقر في بعض المناطق، وحاجة الشباب للعمل في الخارج.

المراجع:
1- 100 ألف طفل يتيم في إندونيسيا بسبب تسونامي - مفكرة الإسلام على (الإنترنت) - الأحد 27 ذو الحجة 1425هـ - 6 فبراير 2005م.
2- المبشِّرون! الجوع والمرض والتشرد.. سلاحهم لغزو مناطق الحروب والكوارث والأزمات الإنسانية - الوفد - الأربعاء 16 فبراير 2005م.
3- أمريكا لن تمنع التبشير في العراق - إسلام أون لاين. نت/ 1-5-2003م.
4- التنصير في العراق على قدم وساق - محمد صادق أمين - مجلة المجتمع – العدد 1597.
5- 9- فرق التنصير تحارب الإسلام فى آسيا وأفريقيا - محيط – رمضان 1420هـ.


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
في مناطق الكوارث والنكبات فتش عن المنصرين!!
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» المرأة بين اشراقات الاسلام و افتراءات المنصرين
» المرأة بين إشراقات الإسلام وافتراءات المنصرين
»  طرائق المنصرين في إثارة الافتراءات على الدين
»  اتهامات المنصرين الباطلة بخصوص القرآن الكريم
» خمس مناطق محظورة في الحياة الزوجية ....

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
اسلام ويب :: ۩✖ Known to the islam ۩✖ :: شبهـات حــول الاسـلام-
انتقل الى: