اسلام ويب
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

من فقه الدعاء يقول سيدنا عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -: "أنا لا أحمل همَّ الإجابة، وإنما أحمل همَّّ الدعاء، فإذا أُلهمت الدعاء كانت الإجابة معه". وهذا فهم عميق أصيل ، فليس كل دعاء مجابًا، فمن الناس من يدعو على الآخرين طالبًا إنزال الأذى بهم ؛ لأنهم ينافسونه في تجارة ، أو لأن رزقهم أوسع منه ، وكل دعاء من هذا القبيل ، مردود على صاحبه لأنه باطل وعدوان على الآخرين. والدعاء مخ العبادة ، وقمة الإيمان ، وسرّ المناجاة بين العبد وربه ، والدعاء سهم من سهام الله ، ودعاء السحر سهام القدر، فإذا انطلق من قلوب ناظرة إلى ربها ، راغبة فيما عنده ، لم يكن لها دون عرش الله مكان. جلس عمر بن الخطاب يومًا على كومة من الرمل ، بعد أن أجهده السعي والطواف على الرعية ، والنظر في مصالح المسلمين ، ثم اتجه إلى الله وقال: "اللهم قد كبرت سني ، ووهنت قوتي ، وفشت رعيتي ، فاقبضني إليك غير مضيع ولا مفتون ، واكتب لي الشهادة في سبيلك ، والموت في بلد رسولك". انظر إلى هذا الدعاء ، أي طلب من الدنيا طلبه عمر، وأي شهوة من شهوات الدنيا في هذا الدعاء ، إنها الهمم العالية ، والنفوس الكبيرة ، لا تتعلق أبدًا بشيء من عرض هذه الحياة ، وصعد هذا الدعاء من قلب رجل يسوس الشرق والغرب ، ويخطب وده الجميع ، حتى قال فيه القائل: يا من رأى عمرًا تكسوه بردته ** والزيت أدم له والكوخ مأواه يهتز كسرى على كرسيه فرقًا ** من بأسه وملوك الروم تخشاه ماذا يرجو عمر من الله في دعائه ؟ إنه يشكو إليه ضعف قوته ، وثقل الواجبات والأعباء ، ويدعو ربه أن يحفظه من الفتن ، والتقصير في حق الأمة ، ثم يتطلع إلى منزلة الشهادة في سبيله ، والموت في بلد رسوله ، فما أجمل هذه الغاية ، وما أعظم هذه العاطفة التي تمتلئ حبًا وحنينًا إلى رسول الله - صل الله عليهلم -: (أن يكون مثواه بجواره). يقول معاذ بن جبل - رضي الله عنه -: "يا بن آدم أنت محتاج إلى نصيبك من الدنيا ، وأنت إلى نصيبك من الآخرة أحوج ، فإن بدأت بنصيبك من الآخرة ، مرّ بنصيبك من الدنيا فانتظمها انتظامًا ، وإن بدأت بنصيبك من الدنيا ، فائت نصيبك من الآخرة ، وأنت من الدنيا على خطر). وروى الترمذي بسنده عن النبي - صل الله عليهلم -: أنه قال: ((من أصبح والآخرة أكبر همه جمع الله له شمله ، وجعل غناه في قلبه ، وأتته الدنيا وهي راغمة ، ومن أصبح والدنيا أكبر همه فرَّق الله عليه ضيعته ، وجعل فقره بين عينيه ولم يأته من الدنيا إلا ما كُتب له)). وأخيرًا .. أرأيت كيف أُلهم عمر الدعاء وكانت الإجابة معه ، وصدق الله العظيم إذ يقول: (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ) (186)" (البقرة:186).


 

 القرآن الكريم .. و معرفة وليام فيدرر

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة


avatar


نقــاط : 99290
القرآن الكريم .. و معرفة وليام فيدرر Oooo14
القرآن الكريم .. و معرفة وليام فيدرر User_o10

القرآن الكريم .. و معرفة وليام فيدرر Empty
مُساهمةموضوع: القرآن الكريم .. و معرفة وليام فيدرر   القرآن الكريم .. و معرفة وليام فيدرر Emptyالجمعة 10 مايو 2013 - 4:32

القرآن الكريم .. و معرفة وليام فيدرر



قال - تعالى -: ﴿ إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا ﴾ [الإسراء: 9].



هو الكتاب العظيم الذي: ﴿ لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ ﴾ [فصلت: 42].



قال - تعالى -: ﴿ وَمَا كَانَ هَذَا الْقُرْآنُ أَنْ يُفْتَرَى مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ الْكِتَابِ لَا رَيْبَ فِيهِ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ [يونس: 37].



قال - تعالى -: ﴿ يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ ﴾ [الصف: 8].



وقال - تعالى -: ﴿ يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ ﴾ [التوبة: 32].



وليام فيدرر أفزعه انتشار الإسلام رغم جدية الموانع المقصودة وغير المقصودة، التي تقف كحاجز صد في طريق انتشاره في الولايات المتحدة والغرب عمومًا، ترك وظيفته كقس إنجيلي، ودخل الاستشراق؛ لإحساسه بالإخفاق، على الرغم من كثرة جهود المستشرقين، فانطلق بقوة وجعل من قلمه مِعْولاً خطيرًا لمحاولاته في تشويه القرآن، فكتب كتابًا خطيرًا: "ماذا يحتاج كل أمريكي أن يعرف عن القرآن".



وليام فيدرر:

واحد من أبرز القادة الإنجيليين، مؤرخ كبير، إذاعي شهير، وكاتب أمريكي شهير من كتبه: "ماذا يحتاج كل أمريكي أن يعرف عن القرآن؟"[1]، أكثر الكتب شهرة، باع أكثر من مليون نسخة، والقصة الحقيقية وراء عيد الشكر، وتأثير الوصايا العشر على القانون الأمريكي.



أيضًا هو إذاعي شهير، لديه برنامج يبث يوميًّا برنامج The American Minute، برنامج مؤثر جدًّا على الرأي العام الأمريكي، في 2000 قام بحملة تبرعات جمع 3 مليون دولار، جاءت من 35,000 مساهم عبر أمريكا، مصنَّف ضمن القادة الدينيين الكبار.



كان قَس إنجيلي سابق، في تشرين الثاني - نوفمبر 2009، أصدر بيانًا عالميًّا معروفًا "بإعلانِ مانهاتن"، يدعو الإنجيليين والكاثوليك، والأرثوذكس بألا يمتثلوا للقوانينِ التي تسمح بالإجهاضِ، وزواج الشواذ: اللواط والسحاق.



ماذا يحتاج كل أمريكي أن يعرف عن القرآن؟

إن طالَب "تيري جونز" بحرق القرآن، فإن هذا يقدم على الأسوأ بالصد عن القرآن، وكلاهما تدرج حتى صار قسًّا في الكنيسة الإنجيلية.



القرآن العظيم الذي يهدي للتي هي أقوم، يقول - تعالى -: ﴿ إِنَّ هَذَا الْقُرْآَنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا ﴾ [الإسراء: 9].



تكلم فيدرر عن القرآن في كتابه ص 21-32 بإيجاز وتركيز، ووضع مادة مركزة جدًّا غير موضوعية، لو وضعت مادتها في موسوعة، لسمَّمتها، لم يقل كما قال "روبرت موري" بأن الله - تعالى الله عما يصفون - إله القمر Allah - the Moon God، لكن هذا قال: بأن المسلمين يعبدون الحجر[2] الموجود في الكعبة، يقصد الحجر الأسود.



عبادةُ المعبود النيزك في مكة المكرمة، يُعتقد بأنه من إله القمر، ذلك النيزك الذي يتجه المسلمون إليه أثناء أداء الصلوات.



صح أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قبَّل الحجر الأسود، وبكى طويلاً، ورآه عمر، فبكى لما بكى، وقال: ((يا عمر هنا تُسكَب العبرات))؛ وثبت أن عمر - رضي الله عنه - قال وهو يقبِّله: "والله، إني لأعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع، ولولا أني رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقبِّلك ما قبلتك"؛ رواه البخاري ومسلم.



وهذا دليل كافٍ ينسف كل المزاعم التي تحاول النَّيل من العقيدة الإسلامية.



وعن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: "نزل الحجر الأسود من الجنة، وهو أشد بياضًا من اللبن، فسوَّدته خطايا بني آدم"؛ رواه الترمذي، وقال: حديث حسن صحيح.



سمعتُ الدكتور زغلول النجار يحكي قصة أدهشتنا، أقتطف منها بإيجاز:

"حينما سمع المستشرقون حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أن الحجر الأسود من أحجار السماء، من أحجار الجنة، فقالوا: المسلمون لا يعرفون شيئًا في العلم، وجندوا الجمعية الملكية الجغرافية البريطانية التي جندت ضابطًا بريطانيًّا؛ لكي يحصل على قطعة من الحجر الأسود، وحاولوا أن يثبتوا من دراستها أنها ليست من أحجار السماء، فأتوا بهذا الضابط وعلَّموه اللغة العربية ثماني سنوات في كامبريدج، وفي لايبست، وبعد أن أتقن اللغة العربية، جاؤوا به إلى المغرب؛ ليكتسب اللهجة المغربية، ثم أتى به إلى مصر على أنه حاج مغربي، وكان الحجاج في القديم يأخذون زادهم معهم؛ لطول مدة الحج أو العمرة، وهو تخيل أنه في أوروبا، لم يأخذ معه زادًا وكان الحجَّاج المصريون يتخاطفون هذا الرجل في تسابق: مَن يطعمه، مَن يقدِّم له وجبة الإفطار، من يدعوه للغداء، ومن يدعوه للعشاء، فتأثر قليلاً بهذه المعاملة الطيبة، ولكنه كان مصرًّا على مهمته، وصلوا إلى "يَنبُع"، ومنها إلى المدينة المنورة، وتأثر قليلاً بدخوله مسجد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثم توجَّهوا إلى مكة، وكانت مكة في القديم لا يعلو فيها بناءٌ بناءَ الكعبة أبدًا حتى في أيام الجاهلية، كان كفار قريش يدركون قداسة هذا المكان الذي ملؤه بالأوثان، يدركون أنه مكان مقدس، وكانوا لا يسمحون لبناء بأن يعلو بناء الكعبة أبدًا، وكانوا إذا وصلوا حدود مكة، خلعوا النعال وصاروا حفاة احترامًا، فكان الرجل يقول: إن أعظم منظر هزه من الأعماق هو منظر الكعبة من مشارف مكة في منطقة منخفضة، والجبال من حولها مرتفعة، نحن نعلم أن الكعبة هدمت عدة مرات، وأن الحجر الأسود تفتَّت إلى خمسة عشر قطعة، ووضعت هذه القطع في مادة صمغية في إطار من الفضة، فهو بآلة حفر بسيطة بقلم ألماس اقتطع قطعة من أحجار الحجر الأسود، وخرج بها إلى جُدَّة، فاحتفلت به سفارات الدول الغربية احتفال الفاتحين أنه أتى بالدليل الذي سيثبت خطأ حديث من أحاديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ونزل ضيفًا على القنصل البريطاني في جُدَّة لعدة أسابيع، حتى جاءت مركب من أستراليا، فأركبوه على ظهر هذه المركب، وودعوه وداع الفاتحين.



وحينما وصل إلى بريطانيا، أعطى هذه العينة إلى متحف التاريخ الطبيعي في لندن، وهو من أكبر المراكز العلمية في العالم، فعمل قطاع رقيق في هذه العينة، وبدراسته ثبت أنه نيزك من نوع فريد!



والنيازك هي أحجار السماء، ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول إنه من أحجار السماء، إنه من أحجار الجنة، فوقع الرجل مغشيًّا عليه بمجرد أن قيل له هذا الخبر، وعندما أفاق بدأ في كتابة مذكراته، فكتب كتابًا من جزأين بعنوان رحلة إلى مكة المكرمة، في الجزء الأول يروي تآمره على الإسلام والمسلمين، وفي الجزء الثاني يروي خضوعه لرب العالمين!



ذكر محمد الحجاجي - مدير إدارة بالمكتبة المركزية بجامعة القاهرة - في الأهرام بتاريخ 8/10/1982م، اسم هذا العالم ريتشارد يبرتون، وسجل هذا في كتاب له بعنوان "الحج إلى مكة والمدينة"، الذي صدر بالإنجليزية في لندن سنة 1856م.


أما ما ذكره من القرآن من آيات، فقد اختزل القرآن في آيات القتال، كل آية فيها قتال انتزعها من موضعها بدون اعتبار للسياق، وصوَّر القرآن كأنه كتاب دموي وتقطيع رقاب ليس إلا.



ناقشت مع الصديق البروفيسور شانون بروكس - رئيس المونتيسلوكوليج، ومدير برنامج هيومينيترين للتدريب والتعليم الدولي، ومؤسس مشارك لمركز القادة الاجتماعيين CSL، وهو نصراني متمسك بنصرانيته جدًّا - حول كتاب فيدرر،



قال[3]: يستشهد فيدرر بالكثير من الآيات ضمن فصول الكتاب، قمت بمقارنة ما اقتبسه بترجمة معاني القرآن، بترجمة صحيح إنترناشونال، اكتشفت بأن العديد من السور التي اقتبس منها فيدرر، اقتبس الآيات من خارج السياق.



نسيت أن أذكر أن أول ما يصدم القارئ به ادعاؤه الذي أعده تحت عنوان دين السلام ص 17، أن محمدًا قسَّم العالَم إلى دارين: دار سلام، ودار حرب، وشحن دار الحرب بأن جعلها ساحة قتال، وتناسى في هذا الخضم بأن هذا التقسيم تقسيم فقهي، كتقسيم أهل الكتاب دول أهل كتاب، ودول أُمية.



قال - تعالى -: ﴿ وَمِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِقِنْطَارٍ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِدِينَارٍ لَا يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ إِلَّا مَا دُمْتَ عَلَيْهِ قَائِمًا ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لَيْسَ عَلَيْنَا فِي الْأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ ﴾ [آل عمران: 75].



ويشهد شاهد من أهلها، الصديق البروفيسور شانون بروكس[4]، ناقشت معه بعض الإساءات التي دوَّنها فيدرر في كتابه، الحق إن الذي شجعني على مناقشة البروفيسور بروكس أنه قام بنقد فيدرر، واتهمه بعدم الموضوعية في ترجمة معاني القرآن، يقول في نقد هذا الكتاب: يدَّعي فيدرر بأن كل المسلمين يريدون تخليص الأرض من غير المؤمنين.



يزعم بأن الكعبة معبد وثني، لم تقل بذلك الموسوعات الغربية كالموسوعة البريطانية [5] في ديانات العرب، ذكرت أن في بلاد العرب بعض القبائل اهتمت بدور عبادة معينة[6].



وتحدث عما زعمه التأثير المزور.



أسوأ ما في الاستشراق محاولاتهم المستمرة في جعل القرآن تابعًا وليس أصيلاً، إذا تحدث القرآن عن عيسى - عليه السلام - يزعمون أن هذا أثر نصراني، وإذا تحدث عن موسى - عليه السلام - فهذا أثر يهودي، وإذا تحدث عن الأصنام، فهذا أثر وثني.



لم يذكر فيدرر كل هذه المزاعم فقط، بل أضاف إليها مزاعم التأثير المزور؛ أي: مزاعم النسخ المزورة، ويتناسى أن المسلمين ابتكروا مقياسًا لو طبقه النصارى أو اليهود على كُتبهم، لما بقي منها شيء، إنه علم الجرح والتعديل، طبقوه على أحاديث رسولهم - صلى الله عليه وسلم - حتى لا يصح إلا الصحيح، فلو كان في القرآن شيء مما يزعمه هذا، لطبَّقوه عليه.



يكفي شرفًا أن القرآن حفظه الله - عز وجل - قال - تعالى -: ﴿ إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ﴾ [الحجر: 9]، لكن غيره من الكتب وُكِل الحفظ إليهم، فنسوا؛ قال - تعالى -: ﴿ إِنَّا أَنْزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا لِلَّذِينَ هَادُوا وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالْأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُوا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ... ﴾ [المائدة: 44].



الغريب في الأمر أنه أسهب فيما زعَمه بأنه تأثير نصراني[7].



كتب فيه ست صفحات، كلها في غاية الإسفاف، في حين قلص التأثير اليهودي[8]، واختزله في صفحة واحدة مسيئة غاية الإساءة، بالرغم من أن الآيات التي تحدثت عن اليهود أكثر بكثير من الآيات التي ذكرت حول النصارى، وهذا ناتج من تحمسه لنصرانيته واندفاعه لنصرتها بالباطل، وأي آية بها خير أو شر، فهي من التأثيرات المانوية Manichaeism، أرأيتم كيف يحاربون أصالة القرآن! ويتجاهل أن الذي سمى المسلمين بالمسلمين هو إبراهيم - عليه السلام.



قال - تعالى -: ﴿ وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلَاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ ﴾ [الحج: 78].



سألتُ بروكس الذي نقد فيدرر: هل تعتقد أن كل القرآن قتل وترويج للقتل، ولا شيء غير ذلك؟

بروكس: خذ أي دين، خذ على سبيل المثال المسيحية، كمسيحي صادق، أنا يجب أن أقر بالرغم من أنه اليوم في أكثر أجزاء المسيحية العالمية محبة للسلام، وترويج للحب والتسامح، تبقى الحقيقة - التي ظلت لمئات السنين - أثناء الحملات الصليبية المسيحية، قتلوا مئات الآلاف باسم السيد المسيح، إنني لا أعتقد أن القرآن يُروج للقتل والأشياء السيئة، عندي العديد من الأصدقاء المسلمين، ليس أحد منهم هددني، أو أدان ديني، كلنا عندنا: أطفال، وأزواج، وبيوت، وحياة، كلنا يريد تقديم الخدمة إلى الآخرين، ونساعد مجتمعاتنا.



محمد - صلى الله عليه وسلم - نبي الرحمة:

كنت أظن أن الكتاب كله عن القرآن، لكن نقده لرسول الله محمد - صلى الله عليه وسلم - أكثر من نقده للقرآن، ليته نقد موضوعي، وإنما نقد يَنِمُّ عن بغض لا تُطِيق حمله ألفاظه، تكلم في نقد محمد - صلى الله عليه وسلم - أكثر من نقد القرآن، استهلها بزوجته الأولى أم المؤمنين خديجة - رضي الله عنها - ثم زوجاته، ثم ركز على أم المؤمنين زينب بنت جحش، دعاها فيدرر زوجة زيد ص 43 في كلام مسف، مسيء غاية الإساءة، وقال: إن المسلم الذي يريد حذو النبي محمد، سيكون إرهابيًّا.



و لم ينسَ أن يقول: محمد ذبح 700 يهوديًّا ص 47، و أنه اتخذ زوجة يهودية ص 48.



لم يقل ذبح 700 خائنًا، تآمروا على ذبح المسلمين في أخس جريمة سجلها التاريخ، لم يقل بأن بني قُرَيظة سعَوا إلى حَتفهم بأنفسهم، سبحان الملك، لا يَحِيق المكر السيِّئ إلا بأهله، كادوا ينهون على الوجود الإسلامي، ويقومون بذبح المسلمين جميعًا، لولا أن الله سلم، ودفع كيدهم جميعًا.



يلقي المستشرق الكبير "واط" باللوم على بني قُرَيظة، ويقول [9]: وكانوا سيهاجمون محمدًا من المؤخرة، كانت هناك فرصة.



يؤكد المستشرق ماركو[10] - في الموسوعة البريطانية -: "بأن بني قريظة "كانت - بشكل مفتوح، ومن المحتمل بشكل نشيط - تساند المكيين، وحلفاءهم"، ويكتب أنه اكتشف أن قريظة كانت متواطئة مع العدو أثناء المعركة.



يتفق "واط"[11]، و"باريت"[12]: أن بني قريظة قتلوا؛ ليس بسبب إيمانهم اليهودي، ولكن بسبب نشاطات خيانية ضد المسلمين في المدينة.



وتعلق المستشرقة "كارن آرمسترونغ" - كراوٍ ختامي في فيلم: "محمد - صلى الله عليه وسلم - تراث نبي": "قريظة - أي: ما حدث لبني قريظة - لا يمكن أن يرى كمعاداة للسامية؛ لأن محمدًا ما كان لديه شيء ضد الشعب اليهودي، أو الدين اليهودي".



فيدرر لا يذكر خيانتهم، ولا يذكر إلا قتلهم، كأنهم قُتِلوا بلا مبرر أو سببٍ.



و تكلم عن محمد الغازي، وزواج محمد - صلى الله عليه وسلم - ص 38.



الجزية:

لا يذكر حديث الرسول - صلى الله عليه وسلم -: ((مَن قتل معاهَدًا، لم يرح رائحة الجنة، وإن ريحها ليوجد من مسيرة أربعين عامًا))؛ رواه أحمد والبخاري في الجزية، والنسائي، وابن ماجة في الديات من حديث عبدالله بن عمرو.



والمعاهَد - كما قال ابن الأثير -: أكثر ما يطلق على أهل الذمة، وقد يطلق على غيرهم من الكفار إذا صولحوا على ترك الحرب؛ فيض القدير، جـ 6 ص 153.



لكنه تكلم بإساءة عن الجزية واستفزاز كأنهم أحقر من العبيد ص 52.



كرر بإيجاز ما تردده المستشرقة اليهودية "بات يائور" من أقوال كلها زيف وبهتان، وحق حماية أهل الذمة الذي يتضمن: حماية أنفسهم، ودمائهم، وأموالهم، وأعراضهم.



يقول فيدرر[13]: إنهم يطلقون النار لإسكات المعارضة.



حاول أن يشكك في السيرة، قال بأنها كتبت بعد النبي بمائة سنة، بعد موت محمد - صلى الله عليه وسلم - لا تخلوا صفحة من رائحة القتل أو الدم، ذكر علي بن أبي طالب في السيرة، وقال بأنه دعا عمارة، وقال له: إنني أدعوك للإسلام، قال عمارة لست بحاجة لذلك، ثم دعاه علي للقتل.



يقصد بأن يقول لهم: إذا لم تُسلم، فإنك ستقتل.



النصراني طبقًا للسيد المسيح:

"حب أعداءك وصلِّ من أجل أولئك الذين يضطهدونك".



لكن المسلم، طبقًا للقرآن، يجب أن "يقتلهم بكل حيلة من حيل الحرب".



أرأيتم عداءً أشد من هذا؟


هدأ غضبي قليلاً ما قاله بروكس:

"انتقدت وليام جي فيدرر للاقتباسات الخاطئة، نتفق بأنه طول الوقت يهاجم الإسلام والمسلمين، هذا الكتاب ليس بحثًا عميقًا؛ لأنه أحادي الجانب، اشتغل يطحن بفأسٍ، إنه بالتأكيد وجهة نظر، أنا لا أعرف كيفية بحثه أو ما ميوله السياسية؟ لكني أعرف أنه من الصعب أن يحقق السلام والتعاون مع الآخرين، وهو يهاجمهم.



ليته يتأمل ما ذكره ابن القيم في أحكام أهل الذمة عما فعله عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - عندما أمسك بيهودي، يشحذ فسأله: لماذا تشحذ؟


فأجابه: لأدفع الجزية.



فقال له عمر: والله ما أنصفناك، أكلنا شبابك، وتركناك في شيخوختك، أمضِ معي إلى بيت المال، فأسقط عنه الجزية، وأمر له بعطاء من بيت المال.



لم يسقط عمر عنه الجزية فقط، بل وجعل له عطاءً، أول راتب تقاعدي في التاريخ يسجله عمر بن الخطاب - رضي الله عنه.



هذا التيار الذي بدأ يتصاعد بالعداء والاستعداء، بحاجة لوقفة حاسمة؛ حفاظًا على المقدسات الإسلامية، لعلكم تتذكرون رواية: "جوهرة المدينة"، المسيئة للرسول - صلى الله عليه وسلم - ومسيئة لأم المؤمنين عائشة - رضي الله عنها - كان رد فعل المسلمين ضد هذه الرواية في الولايات المتحدة ضعيفًا، فتم نشرها، وكان احتجاج المسلمين في بريطانيا قويًّا لدرجة جعلت الناشر يتراجع عن طبعها، وهذا كتاب الله، كتاب المسلمين الأقدس، هل تتهاونون في نصرته أو الدفاع عن حرمته؟



لا بد من تحرك إسلامي رسمي وعالمي، تحرك واعي بعيد كل البعد عن التشنجات والمهاترات، يُوقِف هذا السلوك المَشِين.

[1] 1-William J Federer, What Every American Needs to Know About the Qur'an - A History of Islam & the United States, 2007

[2] -William J Federer, What Every American Needs to Know About the Qur'an - A History of Islam & the United States, 2007, The Qur’an :Arab Pagan Influence p.23

[3] Shanon Brooks, A Beginner’s Review of the Qur’an, Part 1:

[4] Shanon Brooks, A Beginner’s Review of the Qur’an, Part 1: Context Matters

Tuesday, January 18th, 2011.

[5] In northern Arabia, certain tribes looked after particular sanctuaries." (Britannica, Arabian Religions, p1059, 1979).

[6] -Apocryphal Influence p.32.

[7] -The Qur’an :Christian Influence p.25.

[8] -The Qur’an :Jewish Influence p.31.

[9] - Watt, Muhammad, Prophet and Statesman, Oxford University Press, p.171.

[10] - Qurayza article, Encyclopedia of the Qur'an, vol. 4, p.334.

[11] - Stillman, The Jews of Arab Lands: A History and Source Book p. 14 - 16.

[12] - Inamdar, Muhammad and the Rise of Islam, p. 166f.

[13] William J. Federer, Never let a shooting go to waste, January 17, 2011.


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
القرآن الكريم .. و معرفة وليام فيدرر
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
اسلام ويب :: ۩✖ Known to the islam ۩✖ :: شبهـات حــول الاسـلام-
انتقل الى: