السؤالالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.أنا فتاةٌ في منتصف العشرينيات، ولم أتزوَّج، حفظتُ كتابَ الله - ولله الحمد والمنة - وأنا الآن أقوم بحفظ الصحيحين.مشكلتي
أن التفكيرَ في الزواج يُشتِّت فكري وتركيزي في الحفظ، خصوصًا أني أعاني
من شدِّة الشهوة، حتى إن التفكير يتسلَّط عليَّ أثناء حفظي، فأترك الحفظ
جانبًا، ويعلو الهمُّ قَلْبِي، ولا أجد مجالًا للعودة إلى الحفظ إلا بعد أن
أُنزِل وأَغتَسِل، "والإنزال يكون رغمًا عني لا باستمناء"، وقد تعبتُ
كثيرًا.أريد
أن أزهد؛ لكي يصفوَ قلبي للعلم، لكني لم أَستَطِع، والحمد لله أن الله
أَنعَم عليَّ بالصوم، فلا أُفطِر إلا نادرًا، لكن ماذا أفعل مع تلك الحالة
التي أضاعتْ وقتي؟!قد يقال لي: اتَّخِذي صاحبةً صالحة تحفظ معكِ؛ لكي تُنسِيكِ همَّكِ وتتشجعي، لكني وحيدة، ولا أجد مُعِينًا من البشر. الجواببسم الله الموفِّق للصواب
وهو المستعان
أيتها العزيزة، تبدأُ مراحلُ الاستجابةِ الجنسية عند المرأة بغَلَبة "
الشهوة"،
التي يحرِّكها الحبُّ بشكلٍ أساسي، على عكس الرجل الذي يستجيب جنسيًّا
بالمُثِير الحسي - "صوت المرأة، أو صورتها، أو لمسها" - حتى وإن لم يكن
يحبُّها! كما يُستَثَارُ الرجل جنسيًّا بالخيال الجنسي، وعندما تُستَثَار
المرأة جنسيًّا تَنشَطُ لديها غُدَّتا "بارثولاين"
Bartholin's glands الواقعتانِ
على جانبي فتحة المِهْبَل، فتُفْرِزَانِ ماءً شفَّافًا يَسِيلُ لَزِجًا -
غير الماء الأبيض الذي يُفرز في الأيام العادية "القصة البيضاء" - وإفراز
ماءِ الشهوة يترافق معه الشعور بالمتعة، ولكنه لا يحقق ألبتة الشعورَ
بالراحة الجنسية؛ فالراحةُ الجنسية إنما تَحدُث عند بلوغ أعلى درجات
النَّشْوَة الجنسية (الرعشة)
Orgasm،
التي لا تَبلُغُها كثيرٌ من المتزوِّجات بسبب جهل بعض الأزواج بمُدَاعَبة
البَظْر، فكيف تبلغينها أنتِ بدون استمناء؟! لم أقتنع حقيقةً بكلامِكِ! كما
لم أقتنع بأنكِ تفكِّرين في الجنسِ بسبب زيادة الشهوة؛ فالشهوة الجنسية
عند الفتيات تكاد تكون خاملةً، لا يحرِّكها إلا الدخولُ في عَلاقة حبٍّ، أو
أن تبحث الفتاة بنفسها عما يُثِيرُها جنسيًّا! تؤكِّد ذلك الدكتورة هبة
قطب - دكتوراه في الطب الجنسي من الأكاديمية الأمريكية للطب الجنسي بولاية
فلوريدا بالولايات المتحدة الأمريكية.
أما علاجُ المشكلة، فتجدينه مُستقصى - إن شاء الله تعالى - في استشارة "
فراغ قلبي أدَّى إلى الخيالات الجنسية"، بالإضافة إلى العديد من الاستشارات المنشورة في الألوكة التي تعالج مظنة سؤالك!
أما إن أردتِ أن تزهدي ويصفو
قلبك، فأَدِيمي النظر في المجازر التي يُبَادُ فيها أهل السنة والجماعة في
سورية والعراق وبورما! ولا تَنْسَي أن تُفرِغي قلبَكِ وعقلَكِ لنصرةِ قضايا
المسلمين، فإن لم تَنتَفِعي بذلك، ولم يَنفَعْكِ العلمُ المبسوط في قسمِ
الاستشارات، ولا كلام الله - سبحانه - المحفوظ في صدرك، ولا الصوم الذي فيه
وجاء لمن لم يستطع الباءة، فادعي الله - تعالى - أن يَهبَكِ قلبًا طاهرًا،
فإنَّ في قلبِكِ شيئًا!
والله - سبحانه وتعالى - أعلم بالصواب، وله الحمد والنعمة، وبه التوفيق والعصمة.