السؤالالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.اكتشفتُ
أنَّ زوجي يخونني مع فتاة؛ يتصل بها دومًا، لَم أُواجهه في المرة الأولى،
وحذفتُ الأرقام من هاتفه، وسكتُّ عن الأمر وكأن شيئًا لم يكنْ، وزدتُ من
اهتمامي به وبنفسي، ولكن للأسف لم أجدْ منه أي استجابة، بل أهمَلَني، وزاد
إهماله لي بأنه لا يُشبعني عاطفيًّا أو جنسيًّا!يقضي أغلب وقته خارج البيت، وإذا عاد يجلس على الإنترنت، ولا نتقابَل إلا على الطعام.بعد
مدة فتحتُ الهاتف لأتأكد مِن مكالماته لنفس الفتاة؛ فوجدتُه ما زال
يحدِّثها! فدراتْ بي الدنيا، وانفجرتُ في البكاء، وصرختُ في وجهه، وصارحتُه
بما يفعل، وشتمتُه بأقبح الألفاظ؛ فضربني!لا أنكر أنني أخطأتُ في تصرُّفي، ولم أفكِّر بعقلانيَّة، لكنِّي أتذكَّر خيانته كل لحظة معه. ماذا أفعل؟ وكيف أعيد لي زوجي؟ أشيروا عليَّ، جزاكم الله خيرًا. الجوابوعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.أخطأتِ حينما سكتِّ من البداية، وأخطأتِ بمراكمتكِ لمشاعركِ وإخراجها بهذه الطريقة!
ليس الحل أن تكوني عقلانية،
وتهملي صوت قلبك؛ إذ ما السعادة التي سيهبها لكِ عقلك؟ لكن الحل كان يُمكن
بأن تبحثي عن أسباب المشكلة؛ لتتمكني مِن حلِّها والتعامل معها، لكن قدر
الله وما شاء فعل، فتصرفكِ الذي فعلته قد انتهى أمره، فلا تفكري فيه،
ودعينا نفكِّر فيما أتٍ
اسألي نفسكِ الآن: هل أنتِ حريصة على زوجك وعلى استعادته؟ أو إنك عاجزة عن تقبُّل ذلك، ولم تبنِ معه علاقة تشعرك بالأمان؟
أعيدي حساباتكِ مجددًا، قد يكون
لزوجكِ علاقات تسبق زواجه بكِ، ولم تصلا بعدُ للتوافُق الذي يقيه العودة
لما سبق، وقد يكون هو السبب بعدم حِرْصه على ذلك! لكن في كلِّ الأحوال هو
لديه مشكلة، ولن يُجدي معه أي أسلوب ما لم يراقب الله، ويشعرْ بخطئِه،
فليستْ مشكلته معكِ أنتِ! لكنها مع نفسِه!
لا يحقُّ لكِ التجسُّس على
جواله، ولا تتبُّعه، فبهذه الطريقة تتعبين نفسكِ وتتعبينه، ولا تملكين الحل
أيضًا! لكن لو بحثتِ عنْ علاقتكما، والخلل فيها، وحاولتِ معه الإصلاح،
لربما كان يُجدي أكثر، وفي حال رأيتِ شيئًا، واجهيه وأشعريه بفقدانك للأمان
والثقة! لكن تتبُّعه المستمر وأسلوبَ انفجاركِ سيفقده هو أيضًا هذه الثقة،
وسيزيد الشرخ بينكما!
الجئي لله، واسأليه أن يثبتَ قلبكِ، ويُلهمكِ الصواب.
أعيدي ترتيب أوراقكِ مجددًا،
فلكلٍّ منَّا قُدرة على التحمُّل، وأنتِ الأدرى بقُدرتك، فالطريقُ ليس
سهلًا مع زوج من هذا النوع، لكن في حال كان يخاف الله فلن تخشي الحياة معه،
وفي حال كان لا يخاف إلا مِن كلام الناس، ولا يشعر بالندَم مِن فعلتِه،
فخافي على نفسكِ وقلبكِ ومستقبلكِ معه.
وسِّطي شخصًا حكيمًا بينكما،
يرتضيه هو، تحاوَرا واتِّفقا على نقاط تحميكما في المستقبل مما حصل، اصدقيه
مشاعرك، وساعديه على العفة، واطوي معه الصفحة الماضية في حال شعرتِ منه
برغبة في التغيير والمواصلة معكِ.
أسأل الله أن يلهمكِ الصواب، ويختار لكِ الخير ويرضيكِ به حيث كان