في
طريق التعبد ترد لحظات الفتور , ولا بد أن تمر سحابة الضعف , وهذا لا
غرابة فيه, فالقلوب تتقلب والفتن خطافة, والمعين قليل, ولكن ومع يقيننا
بذلك إلا أنه لا بد من الانتباه من طول الغفلة, وشدة الفترة, فقد تأخذ بك
نحو الهاوية, فكن خفيف النوم.
وفي الحديث الصحيح : لكل عامل شِرَّة ، ولكل شِرَّة فترة ، فمن كانت فترته إلى سنتي فقد اهتدى " رواه أحمد والطبراني من حديث عبد الله بن عمرو ، وللترمذي نحو من هذا من حديث أبي هريرة وقال : حسن صحيح .
واعتقد
أن لحظات الفتور فيها من الأسرار والحكم ما تكون خيراً لصاحبها إن عرف كيف
يستفيد منها, لينطلق إلى مولاة عبر بوابة " الذل" ليقف هناك على عتبات
العبودية التي لا يَصلُح إلا بها ولها.